القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال والشيخ الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون قلم شيماء سعيد

التنقل السريع



    رواية دلال والشيخ الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون قلم شيماء سعيد





    رواية دلال والشيخ الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون قلم شيماء سعيد




    #دلال_والشيخ 

    الحلقة الثانية والعشرون

    .....

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

    سوء الظن يعكر صفاء القلب دائما، وللأسف طبيعتنا تميل لسوء الظن بمن حولنا، لأن نوايانا الداخلية ليست دائما صافية، لذا جاهد نفسك فربما من تسىء الظن به يكون أكثر الناس خيرا .

    ...............

    توترت شهيرة عندما وجدت سفيان أمامها فأسرعت لحذف الرسالة سريعا، فلاحظ سفيان توترها ورعشة يديها مع الهاتف، فسئلها يترقب مالك يا شهيرة فيه حاجة؟

    حد كلمك ضايقك شفيق ولا أمك ؟

    فحركت شهيرة رأسها سريعا ونفت بقولها:لا لا محدش كلمنى.

     ثم حولت السيطرة على نفسها قليلا حتى لا يشك فى أمرها وألقت الهاتف على المكتب بإهمال ووقفت وحاولت رسم إبتسامة مصطنعة واقتربت منه وحاوطت عنقه بدلال قائلة: هو فيه حد يقدر يضايقنى وأنت موجود يا روحى .

    فضمها سفيان بحب ثم حملها ووضعها برفق على الفراش ليبث لها اشتياقه واحتياجه إليها ولكنها لم تتجاوب معه لإنشغال ذهنها بما حدث .

    وشعر سفيان بذلك فابتعد عنها ثم ولاها ظهره، فضغطت على شفتيها بحرج وعاتبت نفسها: مالك بس يا شهيرة.! متحطيش فى بالك حاجة بدال أنتِ ماشية فى السليم وبتتقى الله وبتحبى جوزك، لكن بعاميلك دى هتخليه يشك فيكِ .

    ثم أخذت برفق تلاعب خصلات شعره واقتربت من أذنه وهمست بعشق: ايه يا قلبى بعدت عنى ليه ؟

    زفر سفيان بضيق: مبعدتش ولا حاجة أنا جمبك اهو، بس محتاج أنام، تصبحى على خير .

    ابتعدت شهيرة رويدا عنه وهمست بحزن: وأنت من اهله .

    لينام كلا منهما مهموما، وتسائل سفيان: هى مالها الليله دماغها مش معايا وغريبة، وليه مش عايزة تصارحنى ليه لو حاجة حصلت بجد .

    .......

    الحقد أصل الشرِّ، ومن أضمر الشر في قلبه أنبت له نباتًا مرًّا مذاقه، نماؤه الغيظ، وثمرته الندم

    لم تنم زينب تلك الليلة من القهر من تلك الصغيرة أسماء التى لم تكن فى الحسبان وأصبحت هى المفضلة لدى شفيق وأخذت مكانها فى قلبه وفقدت السيطرة عليه.

    زينب بغل وحقد: لا الحال ده لا يمكن يستمر أبدا، ويستحيل أسبها تاخد ابنى منى، ولازم أخٖلص منها خالص وتنتهى من الوجود عشان ابنى يرجع لحضنى تانى .

    فأسرعت إلى المطبخ وأذابت سٖم فئٖران فى كوب من اللبن ثم أعدت معه فطيرًا شهيا ولم تفارق وجهها الابتسامة وهى تعد ذلك ثم همست بغل: 

    _فطور الصباحية على أحلى عروسة، تفطره من هنا وتسكن القِبر من هنا وتغور فى ستين داهٖية وتريحنا.

    ثم أخذت تنتظر بزوغ الشمس بفارق الصبر لكى تتوجه إليهم بهذا الفطور .

    فما يا ترى سيحدث..؟

    ........

    ارتدى شيكو أفضل ما لديه سريعا ثم توجه إلى منزل ياسمين بسرعة هائلةوكأنه يسابق الزمن ليصل إليها لعل نظرة منها تطٖفىء برٖكان قلبه الثائر .

    وهمس بفرحة: معقول الليلة هتكونى على إسمى يا ياسمين واعرف أفضفلك عن كل اللى فى قلبى من غير متصدرينى الوش الخشب.

    _ ياااه ومش بعيد كمان أخدك فى حضنى، اه ما ساعتها هتكونى حلالى يا بت، ياااه ياما حلمت باللحظة دى من زمان واخيرا هتحقق .

    وبالفعل وصل إليها وقام بطرق الباب عدة مرات وكانت ياسمين تغط فى نوم عميق .

    فزفر شيكو بضيق: لا أنا قتٖيل النهاردة ومش متحتح من هنا غير لما تفتح الباب واكتب عليها .

    ثم كرر كثيرا طرق الباب حتى انتبهت للصوت أختها الصغيرة نغم فذهبت مسرعة لفتح الباب وابتسمت لرؤية شيكو وقالت: عمو شيكو ازيك .

    شيكو بمرح: مش كويس من غير أختك اللى معذبانى.

    هى فين ؟

    فضحكت نغم مرددة: نايمة يا عمو بس بتحلم بيك وكل شوية أصحى على صوتها وهى بتقول: بحبك يا شيكو بس مش عايزة أتجوزك .

    اتسعت عين شيكو بصدمة وردد بذهول: بتحبنى ومش عايزة تجوزنى، أختك قربت تضيع اللى الفص اللى فضلى فى عقلى.

    بس على مين يا أنا يا هى النهاردة، إدخلى صحيها وخليها تلبس عشان هنتجوز .

    فصفقت نغم بحرارة وقالت بفرحة: بجد يا عمو هيييه يعنى هلبس الفستان واكل جاتو.

    ضحك شيكو وأكد: هيحصل يا عيون عمو، بس خايف من أختك تطفحولنا .

    يلا صحيها بسرعة، فدخلت نغم مسرعة تيقظ ياسمين .

    نغم: ياسمين إصحى، عمو شيكو بره وعايزك عشان هتجوزوا .

    اصحى يلا بقا عشان نلبس الفستان الجديد .

    تململت ياسمين فى فراشها وهى تستمع لكلمات نغم وظنت إنها فى حلم جميل .

    وهمست: شيكو حبيبى بس مش هتجوزه عشانك وعشان أخواتك.

    نغم: يوووه واحنا يا ستى عايزينك تجوزى، ملكيش دعوة بينا .

    اصحى اصحى يلا لتجذبها نغم من يدها وايفظت أختها الأخرى سلمى وساعدوها فى ارتداء ملابسها وخرجت إلى شيكو .

    تجمد شيكو للحظات عند رؤيتها فى أبهى صورة فردد بإعجاب: سبحان من أبدع وصور، ايه الجمال ده كله يا ناس .

    تلون وجهه ياسمين بحمرة الخجل وهمست بحرج: متكسفنيش بقا يا شيكو .

    شيكو: هو أنا قولت حاجة ولا عملت حاجة لسه، أجلى الكسوف ده وبعدين يا حب .

    المهم دلوقتى نكتب الكتاب ونعلى الجواب .

    يلا بينا نصعد المجد قصدى العربية ..

    .......

    وصل تميم عند والدته فاستقبلته بالاحضان وقبلته قائلة: وحشتنى يا ابنى، أخيرا هشوفك عريس وافرح بيك .

    تميم: حبيبتى يا أمى، ربنا يخليكِ ليه، ويلا بينا يا قمر، أحمد هسيتنانا عند تقى وكمان ايه الفرحة مش هتكون فرحتين وبس هتبقى تلاتة عشان شيكو كمان هيكتب على ياسمين .

    فقامت عفاف بإطلاق زغرودة ابتهاجا قائلة: ألف مبروك يا حبايبى ايوه كده هى الفرحة لما تدخل بتيجى بالبركة .

    ثم صمتت للحظات تدرك ما قاله تميم فقالت بذهول: عند تقى ليه ابنى حد يحس بينا ويوصل الخبر لخالك.

    لا بلاش عندها نكتب عند المأذون وخلاص برا برا ..

    تنهد تميم بغصة مريرة ثم اقترب من والدته وأمسك بيديها بحنو ونظر فى عينيها وقال بخفوت: أمى كنت عايز أقولك حاجة بخصوص تقى .

    طالعته عفاف بريبة وقالت: قول يا ابنى وغوشتنى .

    تميم بحزن: صراحة تقى مريضة سٖرطان .

    فضربت عفاف على صدرها وقالت بحزن: يا مصيبتى .

    لا حول ولا قوه الا بالله ، يا عينى عيكى يا بنتى .

    دى لسه فى عز شبابها وملحقتش تفرح .

    فهمس تميم: قدر الله وربنا قادر يشفيها .

    عفاف: يارب يا ابنى، بس فهمنى، أنت إزاى عايز تجوزها وعارف إنها مريضة يعنى لا هتقدر على الجواز ولا الخلقة .

    وكمان عايزة اللى يخدمها، لا يا ابنى كده متنفعكش خلاص .

    وحرام كمان تظلم نفسك معاها .

    اه نقف جنبها ونواسيها لكن تجوزها وتضيع نفسك حرام .

    أنا مش موافقة يا تميم على الجوازة دى .

    كادت مقلتى تميم أن تخرج من عينيه من الصدمة، فكيف ترفضها أمه وهى الآن فى انتظاره لعقد القران .

    وقد تموت من الحزن قبل أن تموت من السٖرطان إن لم يوفى وعده إليها ..

    لذا صاح بقوله : أنتِ بتقولى ايه يا ماما، عايزانى اتخلى عنها فى الظروف دى .

    عفاف: لا يا ابنى أقف جنبها وانا معاك برده دول عشرة العمر لكن كم غير جواز متنفعش يا ابنى .

    وأنا عايزة أفرح بيك مش أبكى على حالك معاها .

    تميم: أنتِ فعلا هتبكى على حالى لو متجوزتهاش عشان هتقهر يا أمى لإنى حاسس بالذنب ناحيتها وحاسس أن السبب فى مرضها لأنى رفضتها زمان .

     نفت عفاف: ليه يا ابنى تحمل نفسك فوق طاقتها، ده قدرها .

    تميم: لا يا أمى الحزن هو أساس كل الأمراض صدقينى .

    ويستحيل اسيبها بعد ما وعدتها إنى اتجوزها .

    عفاف: يعنى مفيش فايدة مصمم يا تميم، تعيش كده من غير حتة عيل يشيل اسمك .

    تميم: الأطفال رزق يا امى والله أعلم مش يمكن أنا اللى أطلع مبخلفش .

    عفاف: لا تف من بوقك يا ابنى، ربنا يعطيك .

    تميم: ايوه كده مش هنقول غير يارب .

    ويلا بينا عشان اتاخرنا عليهم .

    عفاف: استغفر الله العظيم كان مستخبلنا فين ده كله .

    وبالفعل تجمعوا عند ام تقى التى تجلت الفرحة فى عينيها لفرحتها بابنتها حتى أنها أطلقت زغرودة فتبدلت ملامح احمد وصاح: مش كده يا خالتى الوقت متأخر ومش عايز حد يحس .

    فصكت دلال على أسنانها وهمست: والله ما حد مش بيحس غيرك يا مولانا .

    ثم إستطردت بمرح:

    _ده ايه الجوازة الناشفة دى، طيب بلاش زغرودة أقوم أرقص نفك القعدة دى شوية .

    فرمقها أحمد بنظرة حادة مخيفة جعلها ترتجف وهدر بإنفعال: أنتِ لسه منستيش أصلك يا دلال إنك رقاصة، بس ودينى لأخليكِ حتى تنسى إسمك كمان .

     تألمت دلال من كلماته فتجمعت الدموع فى عينيها وارتجفت شفتيها، مما جعل قلب أحمد يتٖمزق لرؤيتها على هذا النحو فهمس: أنا ايه اللى قولته ده، مكنش ينفع أقول كده ولا أكلمها بالحدة دى .

    بس غصب عنى بجد، محستش بنفسى لما قولتها .

    وأدينى أهو رجعت أنبت نفسى من تانى وقولت إزاى أنا الشيخ أحمد اتجوز رقاصة، يخربيت الحب اللى وقعنى فيها .

    لتخرج دلال كلماتها من بين شفتيها المرتجفة: وايه جبرك تجوز واحدة زييى كانت رقاصة يا شيخ أحمد .

    احنا لسه فيها اهو ولسه مكتبتش عليه، فسبنى يا أحمد أرجوك،عشان صدقنى مش هستحمل تقولها مرة تانية، لأنها هتكون فيها موتى يا احمد خليك فاكرها، أنا بحظرك .

    تأثر أحمد لحزنها الذى ظهر جليا فى نبرة صوتها وتحير كيف يخبرها أنه يحبها ويريد الزواج بها رغم كل شىء ولكنه لا يستطيع الاعتراف الآن وليس بوسعه سوى الاعتذار فردد بندم: آسف بجد يا دلال مكنش قصدى، ياريت تسامحينى وتعرفى إنى مكنتش اقصد .

    ثم انفعل وتابع:

    صراحة أنتِ السبب إزاى تقولى كده قدام الناس الغريبة.! مفكرتيش شكلى هيكون إيه قدامهم وهما عارفين أنا مين .

    دلال بغصة مريرة: عارفة يا مولانا ومقدرة وكنت بهزر على فكرة، إيه متعرفش تهزر زينا يا صلاح .

    رفع أحمد حاجبيه وتسائل بدهشة ممزوجة بالغيرة: مين صلاح ده يا ست هانم .

    ابتسمت دلال لتلك النظرة التى تجلت فى عينيه بوضوح وقالت: ده اسم دارج لأى انسان لبش كده زيك مبيعرفش الهزار يا مولانا .

    فابتسم أحمد، ففتحت دلال فمها ببلاهة وهمست: يخربيت ضحكته، هو لسه الدور بتعنا فضله كتير ولا ايه .

    مش كان مفروض أنت يقدروك وتكتب أنت الأول .

    فلم يستطع أحمد كبت ضحكاته وهمس: مصيبة بس بحبها أعمل إيه .

    أما دلال فهمست: عارفة ومتأكدة أنه بيحبنى بس عامل زى حسين فهمى واد تقيل وعشان كده صابرة عليه لسانه اللى بينقط سم ده بس بموت فيه .

    كانت تنظر عفاف إلى ابنها بعيون دامعة حزينة والمأذون يعقد قرانه على تقى وهمست: طول عمرك حظك قليل يا ابنى، اتربيت يتيم واللى حبتها غدرت بيك وفى الآخر تاخد وحدة تعبانة شفقة، يا عينى عليك يا ضنايا .

    وعندما انتهى المأذون من عقد قرانهم وقف تميم واتجه إلى تلك تناظره بحب وعينيها تلمع مع الفرحة وأمسك يديها بحنو ورفعها إلى فمه وقبلها ثم ساعدها على الوقوف برفق وهمس: ألف مبروك يا تقى .

    فدمعت عينيها من الفرحة وهمست: أنا مش مصدقة وحاسه زى ما أكون فى حلم  جميل مش عايزة أصحى منه .

    فضمها تميم اللى صدره، فشعر بإرتجاف جسدها فهمس بجانب أذنها: لا أثبت يا جميل، واظن كده اتاكدتى أن الحلم حقيقة وأنا معاكِ وفى حضنك ويستحيل أبعد عنك ابدًا .

    تنهد شيكو وهو يطالع تميم وتقى وهمس: يا وعدى يا وعدى .

    خلاص يا واد يا شيكو كلها خمس دقايق وهتحضن وتبوس كمان بالحلال ولوح التلج هيدوب .

    قم صاح بصوت عالى وغمز أحمد بعينيه قائلا: معلش يا مولانا هاخد الدور ده انا عشان معدتش قادر أصبر من كده .

    ولكن أحمد لم ينتبه له حيث كان فى عالم اخر يسبح فى خياله بعدما رأى تميم يحتضن تقى فتسائل كيف كان إحساسه فأخرج تنهيدة حارة وهمس:

    _ اااه أنا فعلا محتاج حضن زى ده يروى عطش قلبى من دلال، حضن اتمنيته بالحلال من أول يوم شوفتها فيه ومكنتش أتخيل إنه يجى بالشكل ده .

    بس للأسف مش هينفع لأنه لو حصل مش هستحمل واحتمال أقولها قد ايه بحبها واتمنتها وده غلط مش وقته .

    وعشان كده مينفعش مينفعش .

    استمعت دلال إلى كلمته الأخيرة مينفعش فحركت شفتيها بإستياء مرددة: هو ايه اللى مينفعش يا مولانا .

    مترسيلك على رأى، هتكتب ولا نفوضها سيرة عشان خلاص أعصابى تعبت.

    ثم نظرت إلى شيكو الذى أتم المأذون عقده على ياسمين،ففقز من فوق المنضدة سريعا ليختطفها بين جنبيه ويضمها إلى صدره بقوة وكأنه خائف أن يأخذها أحدًا منه.

    فهمست دلال: شوف أهو شيكو ده صاحبه الروح بالروح بس سبحان الله هو جنتل مان بيفهم ويقدر لكن أخينا لوح بعيد عنك، يا عينى على بختى .

    إختطف أحمد نظرة سريعة لوجهها وهى تتحدث فجاهد لأخفاء ابتسامته حتى لا تنفجر غيظا منه .

    ولا تعلم المسكينة أنه أشد عشقا لها من شيكو لحبيبته وأقسم أن يرويها من نهر حبه ويصب عليها اشتياقه وحنينه صبا صبا ولكن فى الوقت المناسب وليس الآن .

    خرجت دلال من شرودها فى شيكو وياسمين على صوت ياسمين العالى وهى تبتعد عن شيكو بحدة قائلة: ايه اللى بتعمله ده يا شيكو، احترم نفسك .

    جحظت عين شيكو وقال بدهشة: عيب واحترم نفسك .

    منك لله يا بعيدة، أنا كنت حاسس انك مش وش فرحة ولا عندما مشاعر لكن برميل نكد متحرك .

    ثم استطرد بتسائل: عيب ليه يا أخت ياسمين ؟.

    ما خلاص كتبنا الكتاب وبقيتى مراتى على سنة الله ورسوله.

    فكاد بؤبؤ عين ياسمين أن يخرج من مقلتيها وضربت على صدرها قائلة بذهول: ايه أنت بتضحك عليه .

    إمتى ده حصل ..؟

    ثم أخذت تنظر حولها بدهشة واستطردت: هو ايه اللى جبنى ايه .

    أنا آخر حاجة فكراها انى كنت نايمة على السرير فى بيتنا .

    فضحك الجميع عليها، أما شيكو فانفعل بقوله: أنا قلبى كان حاسس برده إنك نايمة على نفسك ومش معقولة توافقى بالسهولة دى .

    ولكن سرعان ما تبدلت ملامحه وبدت نواجزه عندما ابتسم واستطرد: بس صراحة أحسن حاجة .

    والمهم اتجوزتك يا ياسو يا حبيبى .

    هاتى بوسة بقا .

    فصكت ياسمين على أسنانها بغيظ وإشارات بيدها: لا حيلك حيلك .

    الجوازة دى باطلة عشان مكنتش فى وعييى .

    فنظر شيكو الى المأذون برجاء وكأنه يسترجاه حتى ينفى ما قالته ياسمين .

    ففهم المأذون نظرته وقال: باطلة ايه يا أستاذة، أنتِ كنتِ صاحية وبترددى ورايا كل كلمة .

    وأنتِ دلوقتى حرم الأستاذ شيكو .

    فابتسمت ياسمين رغما عنها ولكن سرعان ما أخفت الابتسامة ورددت: خلاص احنا فيها والمأذون موجود اهو، طلقنى يا شيكو .

    أنا مش بتاعة جواز وعايزة اربى  اخواتى .

    ففتح شيكو فمه بصدمة وعندما هم أن يتحدث قاطعته أختها الصغرى نغم قائلة ببراءة طفولية: والله ما حد عايز يتربى غيرك يا أبلة ياسمين، وعمو شيكو ميستحقش منك كده وكتر خيره صبر عليكِ كتير .

    ثم قامت بغمز شيكو قائلة بمرح: بقولك ايه يا عمو شيكو ينفع تطلقها وتجوزنى أنا وتربينى بمعرفتك .

    فشعرت ياسمين بالغيرة فلكزت أختها قائلة بغيظ: بقا كده يا شبر ونص حاطة عينك على جوزى يا بت .

    لا يا حبيبتي ده جوزى أنا ويستحيل اسيبه لغيرى، ده بعينك .

     ثم ابتسمت لشيكو بحب وقالت: خلاص بقا يا جوزى يا حبيبى .

    فبحلق شيكو ونظر الى نغم نظرة امتنان، ثم اقترب من ياسمين وهمس بحب: يعنى خلاص موافقة أبوسك.

    فضربت ياسمين صدره وقالت بمرح: بعينك لما أدخل بيتك يا خفيف .

    فنظر شيكو اللى السماء وقال: العوض عندك يارب بس صبرنى .

    ثم انتبه أحمد على صوت المأذون: يلا يا شيخ أحمد ختامها مسك بيك .

    شعر احمد بقشعريرة تجوب جسده، فهو غير مصدق أنه بعد لحظات من الآن ستكون دلال حب عمره زوجته فى الحلال الطيب ويستطيع النظر إليها وحفظ ملامحها عن قرب كيفا يشاء.

    مما جعله يبتسم تلقائيا وهمس بحب مشيرا إلى دلال :أمامى يا زوجتى .

    ولكن دلال تسمرت قدميها فى الأرض وظهر على وجهها الذهول وتسائلت أحقا ما يقول زوجته.

    فهى لم تطمع بذلك فى أحلامها فكيف سيكون حقيقة .

    فكيف للسماء أن تعانق الأرض .

    فهمست دلال: مش قادرة يا مولانا، مش قادرة أحرك رجلى، أقولك شلنى.

    تفاجىء أحمد بطلبها الصريح دون خجل، فهمس بإحراج: والله شكلها هى اللى هتربيك يا أحمد مش أنت .

    اشرب يا معلم أنت اللى جبته لنفسك ..

    فحدثها بنزق أمرا اياها بحدة: انجرى قدامى يا دلال بالذوق ااحسنلك، ثم حرك شفتيه بإستياء وهمس:

    قال أشيلك قال، شالك عفريت يا بعيدة.

    لتهتف دلال ببرود : بيموت فيه أنا عارفة .


    ليحدث نفسه:ده حقيقة يا حبيبى و بتمنى والله يا حبيبة روحى، بس لسه سامحيني بس أنا شايلك فى قلبى يا روح الروح.

    لتخطو دلال خطواتها نحو المأذون بسرعة الريشة من فرحتها أنها ستكتب على اسمه بعد دقائق معدودة .


    ثم جلست بجانب الشيخ وصاحت: إكتب يا سيدنا الشيخ بسرعة قبل ما يرجع فى كلامه، الله يسيئك يا اخويا .

    فضحك الجميع وتبادلوا الهمسات بينهم، فتلون وجه أحمد من الحرج وقال: مصممة تجبلى جلطة أو تموتنى مشلول .


    لاحظ شيكو إرتباك احمد فترك ياسمين وتقدم نحوه ووضع يده على كتفه وقال بحنو: اخيرا يا صاحبى وحبيبى شوفتك عريس وهتكلبش زينا .

    ربنا يسعدك يا حبيبى، ثم ضمه بحنو .

    وأشار للجميع بقوله: يلا نسكت خالص عشان نسمع كلام الشيخ وهو بيكتب عقد الشيخ احمد .

    طالعه أحمد بإمتنان بعد أن أثر به اهتمامه واعاد له ثقته بنفسه والفرحة التى يجاهد أن يخفيها رغم عنه .


    ثم جلس بجانب المأذون وبدء المأذون فى مراسم العقد حتى انتهى وقال: الف مبروك يا شيخ أحمد والف مبروك يا عروستنا .

    بالرفاء والبنين .

    فلوت دلال شفتيها وهمست: بنين إزاى بس، وهو بيكسف منى يا ناس .

    بس أنا كده بجد بقيت مراته، بجد، لا مش مصدقة.

    طب حد يقرصنى .

    حاول أحمد كتم ضحكاته، فهو أيضا غير مصدق إنها أصبحت زوجته وحبيبته وقرة عينه .

    ثم تبادل الإثنان نظرات مليئة بالحب والاشتياق .

    وكانت دلال بنظراتها تحٖرقه من الداخل وكأنها تقول.

    ضمنى اليك أشعر بأنفاسك واستمع لنبضات قلبك التى تعلن عصيانك وتعترف بحبك لى .

    أما أحمد فتجمد من نظراته إليها ودمعت عينيه من الحرمان الذى طغت به نفسه .

    ولاحظ شيكو ذلك فهو أقرب إليه من روحه لذا هتف بمرح .

    ايه الجوازة الناشفة دى يا مولانا، ما تحضن ولا تبوس يا شيخ .

    أحلفلك بايه أنه خلاص حلال حلال وربنا .

    فرمقه أحمد بحدة رغما لانه لا يشعر بالنٖار التى تأكله من الداخل والشوق لها وتحدث بلا مبالاة مصطنعة:

    مش فارقة معايا الحجات دى، سبتهالك أنت .


    استمعت دلال لكلماته الحٖارقة التى نزلت على قلبها كالصاعقة التى مزقت قلبها اربا، فصدرت منها تأويهة موجعة، فتكت بقلب أحمد فهو وحده الذى سمعها ولكن ما باليد حيلة واستطرد قائلا رغم ألمه:

    ودلوقتى نسيب الناس تستريح واحنا كمان نروح نستريح وتنام  عشان عندنا شغلنا بدرى ولا ايه يا شيكو .

    جحظت عين شيكو وفتح فمه وقال بذهول: أنام واصحى بدرى، ناقص تقولى ومتنساش تشرب اللبن .


    هو برده يا مولانا فيه حد عاقل ينام فى الليلة المفترجة دى.

    ثم اقترب منه وهمس فى أذنه: حرام عليكِ والله البنية اللى جمبك دى، أنت هتموتها بالقهرة والله .

    مش كده يا مولانا فكها وراضيها عشان ربنا يرضى عنك .

    حرام كده.

    أخرج أحمد زفيرا حارا محملا بالهموم وأجابه: بس يا شيكو ، أنت مش فاهم حاجة .

    على العموم أعمل اللى يريحك وأنا هاخد مراتى وماشى .


    ثم استأذن من الجميع وأشار إلى دلال: قدامى يلا عشان نروح .

    طلعته دلال بقهر وعيون دامعة ولكنها قالت بعفوية: طيب براحة متزقش يا عم فيه إيه .

    فابتسم أحمد رغما عنه، وهمس: لا وشيكو بيقول أحضن ولا أبوس وأنا بضعف من اى كلمة ولا تصرف عفوى منها .


    يا ترى هتعملى ايه فيه تانى يا دلال، وإزاى هتعدى الليلة دى بينا وأنتِ خلاص اتكتبتى على اسمى .

    ياااه ده الصبر على الوقوع فى الحرام طلع أهون من الصبر على الحلال .

    يارب صبرنى ..

    يتبع ...


    #دلال_والشيخ 

    الحلقة الثالثة والعشرون 

    ........

    فكرت أن أهديك عمري واكتشفت بأنّه ملكك، فأردت أن أهديك قلبي فوجدته بيتك، قلبي لك يا من ملكت كل القلوب وعهدي لك أني سأبقى رفيقك في الدروب

    خواطر دلال ❤️

    ..............

    غادر بالفعل أحمد ودلال بعد عقد القران تحت أنظار شيكو وتميم 

     ليُتمتم شيكو بسخط: يلا ملهوش فى الطيب نصيب ثم نظر إلى ياسمين فوجدها تتثائب وتُغمض عينيها للحظة ثم تفتحتها وتُغمضها مرة أخرى .

    فحرك رأسه وضغط على اسنانه بغيظ قائلا: سلام قول من رب رحيم، أنا عارف ميلة بختى، الهانم بتنام على نفسها وأنا اللى قولت الليلة ليلتى وهنسهر نحب فى بعض .

    ثم تحرك نحوها لبطىء ووقف أمامها وصاح بصوت عالى فزعها: ياااااااااسمين .

    فوقفت ترتجف وترمش بأهدابها وهمست دون وعى: سبينى _أنام شوية كمان يا نغم .

    فضرب شيكو كفا بكف وقال: عليه العوض ومنه العوض.

    امرى لله هاخدها تتلقح تنام على الله وعسى بكرة تكون فاقت شوية عشان أعرف أتكلم معاها. 

    وعندما غادر شيكو، أقترب تميم من تقى ورفع كف يدها وقبله بحنو قائلا: الجميل عايز منى حاجة قبل ما أتوكل على الله أروح أوصل الحجة وأرجع أنام عشان الشغل فى الورشة .

    ابتسمت تقى على خجل: عايزة سلامتك، لما ترجع بس رنلى قبل ما تنام عشان أطمن عليك .

    تنهد تميم بارتياح وأدرك أنه لم يخطىء فى الإرتباط بطَيبة القلب تلك بل ندم أنه لم يعرف قدرها منذ البداية .

    ثم أخذ والدته وغادر .

    جلست دلال بجانب أحمد فى السيارة وفى داخلها مشاعر مختلطة بين السعادة والحزن.

    السعادة لأنها أصبحت زوجة لرجل طالما حلمت به وتمنت أن تكون له والحزن لإحساسها أنه يعاملها بدونية لماضيها الذى يخجل منه وليس لها يدًا به بل كانت مضطرة لذلك .


    وظل أحمد صامتا طوال الطريق لم يحدثها ولم ينظر إليها فحدثت نفسها:

    _ ماله ده؟

    ماشى يا أحمد براحتك، إتقل التقل حلو برده، بس على قد ما أنا بحبك ومصدقت اتجوزك على قد ما هوريك دلال الراقصة اللى بتستعر منها واتجوزتها شفقة هتعمل ايه !!


    إما خليتك تلف حولين نفسك لغاية ما تيجى وتعترف بحبك ليه وتدينى حقوقى عليك مبقاش أنا دلال .

    ثم أخذت تتأمل تفاصيل وجهه التى تعشقها بحب وتستنشق رائحة عطره الجذابة لتبدء فى أول خطوات المكر .


    فاصطنعت النعاس وأخذت تتثاؤب بكثرة، حتى لاحظ أحمد ذلك فنظر إليها وجدها تغمض أعينها فتوتر وهمس: ايه دى دى بتنام على نفسها ولسه السكة طويلة، أعمل إيه لما نوصل هصحيها إزاى عشان تنزل طيب لو مصحتش أعمل إيه ما هو يستحيل أشلها لا مقدرش دى فيها نهايتى ومش ضامن أعصابى هتستحمل ساعتها ولا ايه، ده مش بعيد يعنى ..

    ثم عاتب نفسه: ايه يا شيخ أحمد أنت مراهق ولا ايه، مش هتقدر تتحكم فى أعصابك لدقائق مش معقول ، لا أجمد كده وافتكر العهد اللى قطعته على نفسك انك مش هتحن ولا تلمسها إلا لما تكون الزوجة اللى بتتمناها .

    اخذت دلال تترنح برأسها قليلا ثم حاولت التقرب منه بجسدها لتضع رأسها على كتفه، فتوتر أحمد وارتجف قليلا عندما لامست رأسها جسده.

    فهمست دلال بمرح:حلاوتك يا مولانا، بس أثبت كده عشان أعرف أريح حبتين .

    والله وخلاص أخيرا يا بت يا دودو هدوقى طعم الراحة بعد سنين العذٖاب والشقا .

    بس ايه ريحته القمر دى، عسل عسل وبجد دوختينى وهتخلينى أنام بجد،لتذهب بالفعل فى نوم عميق حتى هدأت أنفاسها .

    فجاهد أحمد حتى يسيطر على ذلك البـ.ركان الذى إشتعل فى جسده لأقتربها منه لهذا الحد ولكنه فى ذات الوقت لا يعلم سر ارتياحه لما فعلته ووجد نفسه يبتسم ويختلس النظر الى وجهها البرىء بين الحين والأخر.


    وأخذت ترواضه احساسيس ضارية وود لو حاوط ظهرها بيده وأطبق قبلة حارة على جبينها 

    بل تمنى أن لو يدخلها داخل قلبه لتعلم أن ليس هناك من تربع على عرش قلبه سواها .

    اه دلال واه من حبك الضارى الذى حطم كل حصونى 

    فرفقا بى سيدتى فأنا الشيخ وأنتِ فاتنتى .

    وظل هكذا حتى وصلا إلى الفيلا فتسائل: ها يا بطل هتعمل ايه دلوقتى ؟

    _اه لازم تصحيها ، ايوه أنا معنديش الدلع ده ، قال أشيل قال.

    ثم استطرد: ولا أقولك يا شيخ أحمد، شيل وقربها من قلبك وضمها ليك، فرصة وهى نايمة مش هتتعوض عشان مش هقدر تعمل كده وهى صاحية .


    ليحملها بالفعل وينزل بها من السيارة وأغلق الباب بقدمه، ليتفاجىء بتلك الماكرة تحاوط عنقه بيديها وتهمس باسمه وتعترف بحبه: بحبك يا أحمد .

    فارتجف قليلا ولكنه حاول الثبات حتى لا تسقط من بين يده وحدث نفسه: يا ويلك يا أحمد منها، مش قولت هتشيل أديك شيلت بس فى نفس الوقت مش قادر تشيل نفسك.


    وتقولها إنك مش بس بتحبها الحب العادى ده، أنت بتعشقها .

    وعاشق كل تفاصيلها حتى لسانها الفالت منها ده .


    ثم وصل بها إلى غرفتها وعندما هم أن يضعها بالتخت وجدها تتشبث بعنقه ثم فتحت عينيها الساحرة التى اذهبت بعقله ليظل متخشبا للحظات يتأملها مرورا بشفتيها المكتظة التى تلهبه شوقا .

    لتثيره بذكر اسمه بدلال: أحمد حبيبى وضى عيونى .

    ثم حدثت نفسها: وشه أحمر ملهلب مش هيقاوم أكيد ويبوسنى لما أقرب اوى عشان يعملها .


    وعندما إقتربت منه حتى كادت تلامس شفتيه، توتر أحمد وارتجف وألقى بها على التخت مستغفرا: استغفر الله العظيم يارب .


    أنتِ ايه بالظبط جبلة معندكيش دم وصل بيكى الأمر إنك تتحرمشى بيه يا مصيبة أنتِ.

    اه ما أنا عارف كنت مقضياها ، بس يكون فى علمك يا بتاعة أنتِ، أوعى تفتكرى إن عشان كتبت عليكِ بقيتى مراتى خلاص.


    أنتِ بتحلمى، يستحيل وحدة زيك تكون مراتى شرعا.


    استمعت دلال لإهانتها على لسان أحب الناس إليها بذهول وشعرت كأن ناٖر تجتاح جسدها وتكاد تفتك برأسها حتى تلونت عينيها للون الأحمر القانى وارتجفت شفتيها ولم تستطيع أن تتفوه فى تلك اللحظة الا بكلمة واحدة صدمت أحمد: أطلع بره أنا مش عايزة أشوفك يا أحمد .

    أنا بكرهك، بكرهك .


    ثم انفجرت فى البكاء، ليتخشب أحمد للحظات ينظر إليها بتيه لا بدرى ما يفعل.

    فهو يدرك حقيقة ما قاله ويعلم جيدا أنه خاطىء ولم تكن تلك طريقته فى التعامل قط بل كان هش ناعم لا ينطق لا بالخير والكل يحبه ولكن لا يعلم لماذا أمامها هى يكون بتلك الغليظة والشدة بل هى ربما أنانية لمحاولة إنكار ذلك الحب الذى ينهش قلبه .


    لذا لم يستطيع نطق كلمة واحدة أخرى وطالعها للحظات بعين نادمة ولكن لم يقوى لسانه على الإعتذار ثم خرج مسرعا وأغلق الباب بقوة من ورائه، فأسرعت هى للباب تتطرقه بكل قوتها وتعيد ما قالته بغصة مريرة:

    _ بكرهك يا أحمد، وخسارة الحب اللى حبتهولك، خسارة .

    وظلت هكذا للحظات تكرر كلماتها وهى تبكى حتى إنهارت وجلست فى الأرض وهو من وراء الباب يستمع إلى شهاقتها المتكررة ويود أن يفتح ذلك الباب اللعين الذى يفصل بينهم ليضمها إليه ويعتذر ويفشى لها سره أنه يعشقها من صميم قلبه ولم ولن يرى غيرها أبدا .

    ولكن باليد حيلة ليتحرك بعدها إلى غرفة أمه ليطمئن عليها .

    وعندما رأته تهلل وجهها فرحا وأخذت تردد اسمه أحمد احمد .

    فابتسم واسرع إليها واحتضنها بحب فأخذت تمسد شعره بحنو .


    ليبتعد عنها قليلا ثم بدء يحدثها عما ما فى صدره وهو يعلم أنها لا تفهم شىء ولا تدرك اى شىء فى الحياة سوى قلبها الذى يشعر بها .

    أنا عايز أحكيلك اللى فى قلبى يا أمى رغم إنى عارف إنك مش هتفهمينى بس مش قادر أكتم اكتر من كده حاسس إنى هنـ.فجر .

    أنا بحب دلال اوى رغم ماضيها اللى مفيش راجل يتقبله بس ملعون الحب اللى خلانى أقبله وأنا عارف ومتأكد أنه كان غصب عنها وعارف برده أنها بتحبنى وعشان كده اتجوزتها ونفسى فعلا انسى ماضيها ده وابدء معاها من جديد وأعيش طعم الحب اللى فضلت محروم منه طول عمرى بس مش قادر أخد الخطوة دى وبٖعذب نفسى وبٖعذبها معايا .


    وبقول يمكن لو اتغيرت ومع الوقت التزمت بححاب شرعى وعرفت تطبق شرع ربنا وسنة رسوله ساعتها هقدم ليها قلبى على طبق من دهب بس مش عارف ده هيحصل إزاى ولا أبدء منين ..

    وفى تلك اللحظة كانت عمته عفاف على باب الغرفة قد استمعت لما يجيش به صدره ومقدار محبته لدلال.


    فولجت إليهم واقتربت من شمس وقبلتها بحنو فابتسمت لها وكأن قلبها يشعر بها ويمتن لها بكل ما قدمته لها .


    ثم ربتت على كتف احمد بحنو وقالت بحب: حبيبى يا ابن الغالى، مكنتش أعرف انك قلبك حساس اوى كده، بس ليه معذب نفسك يا ابنى ومعذب البنت معاك وانت عارف انها بتحبك .


    وهى عشان بتحبك هتعمل كل اللى تقول عليه وتسمع كلامك وتراضيك بس أنت الأول عاملها بما يرضى الله وغرقها بحبك وحنيتك ساعتها هتبقى زى العجينة تشكلها زى ما أنت عايز .


    ابتسم أحمد بوهن وقال بخفوت: أنا عارف ده يا عمتو.

    بس أنا مش عايز تعمل ده عشان بتحبنى بس، وعند أول مشكلة بينا أو مع الوقت حبها ليه قل ترجع زى ما كانت .


    أنا عايز تعمل ده عشان مقتعة بيه وقربت فعلا من ربنا ونفذت شرعه بنفس راضية طمعا فى رحمته والفرق بين الاولى والثانية كبير اوى .


    أنا عايزها تغسل كل اللى جواها وتبدء بصفحة نضيفة، وترضى الخالق مش المخلوق .


    عفاف: حيرتنى يا ابنى، ودى هتعملها إزاى عشان الهداية دى بتاعة ربنا .


    أحمد: مهو ده اللى محتاج حضرتك تعمليه لإنى أول مرة احس إنى عاجز قدام حد.


     فأنا هفهمك توصلى ليها المعلومة إزاى، وكمان هديكِ كتب وفيديوهات تساعدك لمشايخ  بيدخلوا القلب بسرعة .


    ده غير هشوف ليها معلمة قرآن تحفظها كتاب الله.

    ولو سمحتى كمان طلب صغير ، لو تقدرى تدخللها دلوقتى تطيبى بخاطرها لأنى قسيت عليها غصبا عنى .


    ابتسمت عفاف واومئت برأسها قائلة: حاضر يا ابنى، ربنا يسعدك أنت وتميم ابنى اللى مش عارفة اللى عمله ده صح ولا غلط وهيضيع عمره على الفاضى.


    احمد: تميم راجل وعمل الصح والأعمار بيد الله ومتأكد ان ربنا هيعوضه خير .

    عفاف: يارب يا حبيب عمتك .

    لما أروح بقا أراضى البُنية .

    فذهبت إليها عفاف وطرقت الباب قائلة: أنا عفاف يا بنتى ممكن أدخل ؟


    فأزالت دلال سريعا تلك الدموع العالقة فى أهدابها ثم رسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها وذهبت لفتح الباب ورحبت بها: أهلا بيكى يا عمتو .

    ابتسمت عفاف رغم الحزن الذى أصاب قلبها من أجل تلك المسكينة التى تلونت عينيها بالحمرة بسبب كثرة البكاء وذبل وجهها .

    _ حلوة اوى منك كلمة عمتو يا حبيبتي.

    وانا جيت عشان نتكلم مع بعض شوية .

    دلال: أتفضلى حضرتك طيب إرتاحى الأول .

    فجلست عفاف: أولا يا بنتى مبارك زواجك من أحمد ، أحمد ده سكرة العيلة والكل بيحبه وصدقينى عمرك ما هتندمى انك اخترتيه .


    تنهدت دلال بحرارة واستطردت بغصة مريرة: المهم هو اللى ميندمش يا عمتو .


    ثم أستطردت بعبوس:  سكرة ايه بس، تقدرى تقولى بصلاية العيلة اللى بتخلى عينى تدمع، ده جبار والله .


    فضحكت عفاف وقالت: هو كده القط مبيحبش إلا خناقه .

    دلال: أنا فعلا بحبه بس اللى عمله معايا من شوية خلانى أكره حبى ليه وحاسه إنى خلاص مش هقدر أستحمل إهانته ليه اكتر من كده وعايزة أسيب البيت وامشى بس قلبى مش مطاوعنى عشان خايب أنا عرفاه بس لحد امتى يا عمتو استحمل انا تعبت .


    ثم بدئت فى البكاء فاشفقت عليها عفاف وأخذت تلمس شعرها بحنو وقالت: هو من جهة خايبة اه متزعليش منى اه خايبة.


    عشان مدلوقة عليه، انشفى يا بنتى شوية، ومتديهوش وش وفى نفس الوقت شغليه من بعيد لبعيد لغاية ما يسلم الراية ويجى لغاية عندك ويقول عايزك .


    ابتسمت دلال بمكر وقالت: يعنى قصدك ..

    فضحكت عفاف: ايوه هو اللى جه فى بالك، مفيش غيره استخدمى سلاح الأنوثة اللى بيجيب الراجل على منخيره .

     استنكرت دلال ذلك بقولها: بس أحمد يعنى مش اى راجل ينفع معاه الكلام ده وعنيد اوى.


    عفاف: لا هو مش عنيد هو صابر بس لغاية ما تكونى الإنسانة اللى كان نفسه يتجوزها.

    إنسانة ملتزمة بحجاب شرعى وحافظة كتاب الله عشان تربى ولاده على الشرع وسنة الحبيب المصطفى.

    دلال: أنا مستعدة أعمل كل حاجة هو عايزها المهم يفتحلى قلبه وأشوف الحب اللى يتمناه فى عينيه ويعاملنى كزوجة بجد وينسى الماضى بتاعى ونبدء أنا وهو من جديد .

    يااااه نفسى اوى إمشى أنا وهو فى الشارع ماسكين ايد بعض واقول للناس كلها أن ده جوزى وحبيبى .


    بس للأسف حساه حلم عمره هيتحقق وهيفضل طول عمره شايفنى رقاصة وإنسانة مش كويسة جابها من القسم .


    ده كله كوم والكوم التانى جوازه من بنت عمه اللى  هتكون هى مراته قدام الناس وبت الحسب والنسب اللى هيتشرف قدام اى حد لكن أنا مين انا حتة رقاصة اتجوزنى شفقة أو عايز ياخد ثواب فيه مش اكتر. .


    نظرت لها عفاف طويلا قبل أن تُجيبها: كان عنده حق أحمد لما قال أنا عايزها تتغير عشان ربنا مش عشانى لأن التعلق بربنا موصول ودائم لكن التعلق بالعبد الأيام بتغيره .


    أما حتة بت عمه وقدام الناس والكلام ده مش هقول معندكيش حق يا بنتى بس الأهم من ده كله مين اللى فى القلب، مين اللى اتجوزها رغم زى ما قولتى ماضيها .

    فتحت دلال عينيها على اخرهما قائلة بعدم تصديق: تقصدى أن بجد أحمد اتجوزنى عشان بيحبنى مش شفقة .

    اومئت عفاف برأسها قائلة: اه يا بنتى لازم تعرفى كده كويس ومش شفقة زى ما بتقولى .


    لو شفقة مكنش أصلا ليه داعى للجواز، وكان شفلك شغلانة حلال ومطرح تقعدى فيه وخلاص لكن جواز ويربط اسمه باسمك ده حب بس مكابر لغاية ما قلبك يتعلق بالله عشان هو ربنا رحيم لطيف ودود يستحق الحب والعبادة لنفسه مش عشان عبد .


    دلال بتيه وعدم فهم: يعنى ايه أنا مش فاهمة هو فيه حد ميحبش ربنا بحبه طبعا .


    عفاف: كلنا بنحب ربنا بس الطريق ليه هو اللى لازم نعرف وأول خطوة هى كتاب الله لانه بيشرح الصدر لأى حاجة بعدها وكل ده لازم نيتنا تكون مخلصة لله وبس مش عشان حد.

    دلال: وانا والله قلبى ابيض ومستعدة لأى حاجة تقربنى من ربنا .

    ........

    غادرت فى الصباح الباكر شهيرة إلى جامعتها وأصرت على أن تذهب بمفردها ولا يقوم سفيان بتوصيلها كما اعتاد وهذا بسبب الخوف الذى تغلغل بداخلها من ذلك الذى يراقبها ويبعث لها تلك الرسائل بقصد أفساد حياتها .

    لذا خافت أن يتعرض لها فى الجامعة ويراه سفيان ويظن بها السوء .

    ولكن أدى إصرارها إلى الذهاب للجامعة بمفردها إلى إثارة الشكوك فى قلب سفيان فحدث نفسه: مش عارف قلبى مش مطمن لشهيرة اليومين دول، ولولا انى واثق إنها عمرها ما تغلط لأنى أنا اللى ربتها على أيدى لكنت قولت فيه حاجة .

    ثم استغفر الله واستطرد: استغفر الله العظيم يا سفيان، حاجة ايه وبتاع ايه، أنت متخيل أنك بتكلم عن شهيرة بنت قلبك .

    بس فيه إيه يا ترى ما هو توترها والقلق اللى ظاهر على وشها وإصرارها تروح لوحدها مخلى الشك يدخل قلبى .

    وخايف أندم انى دخلتها الجامعة المخروبة دى بأيدى 

    وفتحت عينيها على الدنيا والأرف اللى فيها بعد ما كانت قطة مغمضة متعرفش حد غيرى .

    خايف اوى بجد اخسرها واخسر نفسى معاها 

    وفى داخل الجامعة لاحظ كريم مجىء شهيرة فقام على الفور ينفذ ما خطط لكى يلفت انتباها له ويستطيع ترويض تمردها ليحصل منها على ما يريد كما تعود .

    فتقدم منها واسرع من خطواته ليصدم بها على غفلة منها لتظن ذلك خطأ ما غير مقصود .

    وبالفعل اصطدم بها فسقط ما كان بيدها من كتب .

    فغضبت شهيرة ورمقته بحدة قائلة: أنت ايه اعمى مبتشوفش يا اخينا أنت .


    كده وقعت الكتب اتفضل بقا هاتهم، لإنى مش هوطى قدام الناس ألمهم ميصحش .

    بحلق كريم بها لجرئتها فقال مندهشا: ايه الأسلوب ده يا آنسة،وانا أصلا كنت من نفسى هوطى اجيبهم واعتذر لحضرتك لكن أنتِ أسلوبك بيئة وبتأمرى كإنى شغال عندك .

    هو أنتِ متعرفيش أنا مين ولا ايه يا آنسة ؟


    شهيرة بإنفعال: ان شاء الله تكون ابن وزير حتى ميهمنيش يا اخينا ويلا هات الكتب وابعد عن طريقى عشان ألحق المحاضرة .

    فضغط كريم على أسنانه بغيظ بعد أن أدرك أنه تلك العنيدة لا يغريها شىء ولكن أقسم أن ينالها بإى طريقة ثم انحنى وألتقط كتبها وناولها إياها قائلا: أتفضلى يا آنسة .

    فابتسمت شهيرة مرددة: والله ما فيه حاجة حلوة فيك الا كلمة آنسة يا محترم، ياريت بس النصيب .

    أنا مدام يا أسمك ايه وعندى طفل كمان .

    يلا سلام وبعد كده ابقا بص قدامك كويس .

    ثم تركته وذهبت مسرعة للمدرج.


    ليقف كريم فى مكانه مندهشا وأخذ يردد:مدام، دى كده إحلوت على الأخر والمغامرة هتكون احسن معاها .

    .......

    كانت زينب تجوب غرفتها طوال الليل من الغيظ منتظرة بفارغ الصبر شروق الشمس بعد أن تغلل بداخلها شعور الانتقام من أسماء تلك الطفلة التى استطاعت بمكرها هز اركان عرشها الذى تمتعت به سنوات طويلة واستطاعت أسماء أن تأخذ منها شفيق الذى كان بمثابة الروح لديها لذا كان عليها أن تتخلص منها سريعا حتى يعود إليها مرة أخرى طفلها المطيع .

    وظلت هكذا حتى طلوع شمس يوم جديد، فلمعت عينيها بلذة الانتقام وامسكت بكوب اللبن والفطير بعد أن أعادت تسخينه ثم توجهت نحو شقة شفيق وأخذت تطرق الباب عدة مرات .

    كان حينها شفيق يغط فى نوم عميق فى غرفة الأطفال بعد أن رفضت أسماء أن يُيبت معها أو حتى يلمسها لنفورها منه وكانت هى من استمعت لطرق الباب اولا، فذهبت لترى من سيأتيهم فى تلك الساعة المبكرة .

    وعندما رأت أسماء أنها تلك الحية زينب فزفرت بضيق وهمست: ايه اللى جيبها دى على الصبح .

    وايه اللى شيلاه على ايديها ده لبن وفطير، طالعة تفطر النوغة بتعها ، هو مش بسلامته خلاص اتفطم ولا لسه ؟


    ومش قادرة الجِبلة دى تحس أنه بقا راجل طول بعرض ومتجوز، طيب ماشى يا زينب، مكنتش هحسرك عليه وعلى تربيتك الطين ليه مبقاش أنا أسماء .


    ثم ذهبت مسرعة إلى غرفة شفيق تيقظه بدلال مصطنع: شفشق حبيب قلبى اصحى يلا .

    ففتح شفيق عينيه وتعجب من رؤيتها وكلامها المعسول فقال بذهول: هو اللى انا شايفه ده حقيقى ولا أنا لسه بحلم بيك يا سمسمة ومعقول أنتِ قدامى وبتصحينى على صوتك الجميل ده .


    أسماء: اه طبعا يا حبيبى، هو أنا ليه حبيب غيرك .

    ابتهج شفيق وحاول ضمها إليه ولكنه استمع الى طرقات عنيفة على الباب بعد أن ملت زينب من الانتظار فأخذت تطرق الباب بشدة لتيقظهم رغما عنهم .


    فزفر شفيق بضيق قائلا: هو ده وقته، بس مش مهم خلى يخبط يخبط .

    تعالى أنتِ فى حضنى يا حبيبى، متصوريش وحشانى قد ايه لدرجة انى طول الليل بحلم بيكِ يا سمسمة .

    بس فى نفس الوقت زعلان منك اوى عشان اللى عملتيه معايا وأنتِ عارف انى هموت عليكِ.

    فحدثت أسماء نفسها: الهى تموت أنت وأمك يا بعيد فى ساعة واحدة ونخلص من شركم .

    ولكنها ابتسمت ابتسامة صفراء واستطردت: لا مقدرش على زعلك يا حبيبى .


    وعندما هم شفيق أن يقبلها إبتعدت عنه مع ازدياد طرقات الباب  قائلة: يووه بقا مش هنخلص أنا صدعت صراحة 

    قوم يا شفيق شوف مين بيخبط وبعدين نبقا نكمل كلامنا على رواقة .

    شفيق: يووه مفيش فايدة ديما يجى العزول فى أجمل لحظة بينا، ده اكيد حد بصصلى فى الجوازة دى .

    ليقوم غاضبا متجها نحو الباب وفتحه ليرى والدته فتجهم وجهه قائلا: خير يا حاجة، فيه حاجة حصلت عشان تجيبك بدرى كده .

    زينب بتهكم: ايه يا شفيق مالك وشك مقلوب كده، وشكلك منمتش تكونش بنت الرفدى نكدت عليك وطيرت النوم من عينك .

    وعندما هم شفيق أن يرد على كلماتها، استوقفته أسماء عندما اقتربت منه بدلال ووضعت يدها على كتفه بحنو قائلة وهى تطالع زينب بمكر: معلش بقا يا حماتى، أنتِ عارفة العرسان مش بيجلهم نوم من العسل .


    بس ايه اللى جابك كده وايه اللى فى ايدك ده ؟


    لبن لا اشربيه أنتِ شفيق اتفطم خلاص .


    ضغطت زينب على شفتيها بغيظ ولكنها حاولت ألا تظهر الغيظ وتوددت إليها قائلة: لا ده ليكى يا عروسة، عشان عارفة شفيق ميحبش اللبن بس بيحب الفطير من ايد أمه حبيب أمه .

    حركت أسماء شفتيها مستنكرة: لا والله من امتى الحنية دى يا حماتى.

    زينب: احنا بيت كرم يا أسماء وأنتِ خلاص بقيتى مرات الغالى وغلاوتك من غلاوته .

    يلا خدى الكوباية من ايدى يا مرات الغالى .

    فاخذت منها أسماء الكوب وقالت من يد ما نعدمها ثم همست: يارب نعدمها قريب .

    لترفعه على فمها وزينب تنظر إليها بتشفى وتجلت الفرحة على وجهها ...

    يتبع 


     تكملة الرواية من هناااااااا 

    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







    تعليقات