رواية دلال والشيخ الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون قلم شيماء سعيد
رواية دلال والشيخ الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون قلم شيماء سعيد
#دلال_والشيخ
الحلقة الرابعة والعشرون
............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
👌 أصعب شيء أذية الناس و نكران الجميل و المعروف والكذب و كسر الخواطر أما القلب الأبيض فهو من يتمنى الخير للجميع دون إستثناء ، فسعادة الآخرين لن تؤخذ من سعادتك ، كن طيبا تطيب حياتك
...........
طالعت زينب أسماء بعيون شيطانية حادة وشفاه مبتسمة لأنها ستحقق مرادها وتتخلص منها ليعود لها ابنها طائعا كما كان .
أخذت منها أسماء كوب اللبن وقالت من يد ما نعدمها ثم همست: يارب نعدمها قريب .
لترفعه على فمها وزينب تنظر إليها بتشفى وتجلت الفرحةعلى وجهها ولكن قبل أن ترتشف منه شيئا وجدت قطتها قد تعلقت بملابسها وأخذت تصدر صوتا وكأنها تناشدها أن تعطيها بعضا منه لإنها جائعة .
فابتسمت أسماء لها وقالت بمرح: أنتِ جعانة يا بوبس خلاص هحطلك شوية يا عسل .
لتتجمد الدماء فى عروق زينب وتحاول بلع تلك الغصة فى حلقها قبل أن تقول: اشربى يا حبيبتي أنتِ وأنا هنزل اجيب تانى لبسبس بتاعتك .
طالعتها أسماء بحيرة وشك فهى لم تعهد عليها أبدا ذلك الحنو الزائد ولكن لم يأتى فى خاطرها أبدا إنها تريد القضاء عليها بتلك السهولة ولكنها لا تعلم إنها بالفعل تريد ذلك وقد فعلتها من قبل مع زوجها حمدى الجمال .
لذا أصرت أسماء أن تعطى البعض لقطتها قبل أن تتناوله هى وقالت: معلش يا حماتى أنا استنى لكن القطة متصبرش، ثم وضعت البعض من اللبن فى طبق وقدمته للقطة التى انهالت عليه سريعا ترتشف منه .
وزينب تطالعها بخوف وعين زائغة وجسد مرتجف ،لتحاول التحدث بكلمات ملعثمة قبل أن ينكشف امرها:
_ إشربى أنتِ بقا يا مرات ابنى قبل ما يبرد ويبقا ماسخ .
أسماء بشك وهى تنظر إلى قطتها التى بدئت فى التشنج: اه هشرب اهو .
ليشعر شفيق الذى كان يقف يراقب الموقف تارة بين نظرات والدته المُريبة التى يعلمها جيدا وبين القطة التى تركت اللبن وأخذت تتقلب فى الأرض تصارع الموت .
ليضرب فجأة الكوب من يد أسماء فسقط مهشمًا فى الأرض قائلا وهو يحاول أن يُخفى ما قد أدركه بقدر الأمكان: معلش يا سمسمة خبطتك غصبا عنى.
لتثور زينب بإنفعال: مش تفتح يا شفيق .
فرمقها شفيق بحدة وألتقت أعينهم بنظرة طويلة تحمل الكثير استفاقوا منها على صوت صراخ أسماء: ألحق يا شفيق القطة مش عارفة ملها قعدت تتلوى لغاية ما سكتت خالص، معقول تكون مااااتت .
فصاحت زينب: ما تهدى يا مرات ابنى ألا يطقلك عرق وتحصليها، هو فيه ايه كل الزيطة دى عشان قطة لا راحت ولا جت.
فانفعل شفيق وحدث زينب بصوت عالى: بزيادة كده ياما،وانزلى وسبينى أنا ومراتى فى حالنا ولما تعوزى حاجة كلمينى وأنا هنزلك، متطلعيش أنتِ تانى .
لونت الصدمة وجه زينب الذى تحول للأزرق من طرد شفيق لها فقالت بإنفعال: أنت بتطرد أمك يا شفيق، دى جزاتى بعد ما عملت الواجب معاك ومع عروستك .
وعشان مين !! عيلة صغيرة بتعيط على قطة .
فصرخت أسماء فى وجهها: أنتِ كنتِ حاطة ايه فى اللبن يا زينب .
وبسببه القطة ماتت ولو كنت شربته أنا الأول كنت موت .
يعنى كنتِ قصدانى أنا يا زينب .
فهمست زينب: ياريت كنت ارتحت بس قدرك لسه مجاش وهيجى برده على إيديه .
فصاحت زينب بغدر: أنتِ بتقوليلى كده زينب من غير ألقاب، أنتِ شكلك إتجننتى يا بت ابتهال.
اه ما أنتِ تربية شوارع وابنى أتهبل على كبر ورضى يجوز واحدة صايـ.عة زيك .
فصفـ.عتها أسماء على وجهها قائلة: أنا هوريكِ حالا بت الشوارع هتعمل فيكِ ايه ومش بس كده، هسجنك كمان عشان كنتِ عايزة تموتينى .
ثم هاجـ.متها وأخذت تضربها بكل ما أوتيت من قوة وزينب تصرخ بين يديها .
ولكن لم يتحمل شفيق إهانة أمه رغم كل شىء فتدخل وابعد عنها أسماء قائلا بغضب: أنتِ اتجننى يا أسماء بتضربى أمى وانا واقف .
خشى جوه والا ...
فصاحت أسماء: والا إيه يا سيد الرجالة، هطلقنى ..؟
طلقنى يا أخويا ده يوم المُنى لما أخلص منك ومن أمك .
فانتهزت زينب الفرصة وقالت: ايوه طلقها بن الرافدى دى وخلصنا من بلوتها ودخلتها علينا بالشوم .
لتضع أسماء يدها على خصرها ثم تمايلت للأمام مستطردة: طلقنى يلا يا شفيق، انطقها لو كنت راجل بجد .
حاول شفيق إبتلاع تلك الغصة فى حلقه من كلمتها الجارحة وهدىء قليلا ثم قال بحب: مقدرش أبدا أفرط فيكِ يا سمسمة ده أنتِ العين والننى يا بت .
فجحظت عين زينب وصاحت بإنفعال: اه يا عرة الرجالة يا خرونج ، ضحكت عليك إزاى البت دى !!
دى أكيد عملالك عمل .
أسماء بغضب: ده عملك الأسود يا زينب اللى هيوديكى ورا الشمس .
ثم أشارت إلى شفيق ببعض الدلال لينفذ ما ستقوله: بقولك ايه يا حبيبى .
يا أنا يا أمك فى البيت ده، مش عايزة أشوف خلقتها اللى تسد النفس دى تانى .
فنفذ شفيق على الفور ما تفوهت به فأشار إلى زينب:
_مش كفاية قلة قيمة وتنزلى شقتك بقا يا حجة.
لتصعقها أسماء بكلمة تصيب قلبها فى مقـ.تل: لاااا مش قصدى تنزل شقتها، أنا مش عايزاها فى البيت كله يا شفيق .
والا وايمانات الله كلها أخرج من هنا على القسم وأخليها تبات فيه الليلة .
تخشبت زينب فى مكانها ووقفت الكلمات فى عنقها وقالت بصوت متلعثم؛ أنتِ بتطردينى من بيتى يا بت، هى حصلت .
وبتهددينى كمان .
أسماء بغل: ايوه بطردك يا زينب زى ما طردتى أحمد ابن من بيت أبوه وكلتوا ورثه حار ونار فى جتتكم يا بعدة .
وهنا لم يتحمل شفيق فانفعل عليها عند ذكر أحمد الذى يكرهه فقال: أنتِ أتجننتى يا أسماء بتجيبى سيرة أحمد قدامى، أنتِ كده فعلا ناوية على الخراب .
إستغلت زينب ذلك فقالت بمكر: قولتلك طلقها يا شفيق مسمعتش كلامى، أهى بتقولك احمد،شوف بقا بتجيب سيرته قدامك ومستقلية بيك ليه.
اه صح ما كان قاعد واكل شارب ونايم كمان عندهم، وتلاقيها كانت عينيها منه وهو كمان معشمها .
ولما لقاك أنت بعبطك أتقدمتلها لف على مراتك أشجان اللى كانت رقبتها بالبت دى بس أنت خسرتها وهو خدها كيد فيك عشان بيكرهك يا شفيق .
ولأخر مرة بقولك طلق البت دى ورجع أشجان ام عيالك أحسن .
فانفعل شفيق وقال: خليه يشبع بيها ياما، خلاص أشجان مبقتش تنفعنى
ثم نظر إلى أسماء بعيون تملئها الحب وقال: وانتِ اياكِ تجيبى سرته على لسانك تانى أنتِ فاهمة .
فاصطنعت أسماء الدلال واقتربت منه قائلة بخجل: أنت بتغير عليه يا شيفو.
شفيق: عيون شيفو من جوه واه بغير عليكى حتى من عيونى،واه لو ترضى عنى وتنولينى المراد أجبلك الدنيا كلها تحت رجليكِ.
فحدثت أسماء نفسها بمرارة: ولو إن الموت أهون عليه من إنى أسلمك روحى يا شفيق بس غصبا عنى عشان أخلص أرواح من أرواح وأرجع الحق لأصحابه .
فقالت بتغنج: هيحصل بس أمك الليلادى تبات فى دار مسنين وتكتبلى البيت والمحلات بإسمى ..
فصرخت زينب: لاااااا يا شفيق اوعى تسمع كلامها يهون عليك أمك بعد ما ربيتك وبقيت راجل وعطيتك شقى عمر أبوك على الجاهز .
اسمعنى يا شفيق، البت دى مش بتحبك وطمعانة فيك عشان كده عايزة تكتبتلها اللى حليتك وبعدين ترميك وتجوز واحد من دورها .
أوعى يا شفيق، أخذ صوت زينب يتردد فى أذن شفيق ولكنه كان مثل المغيب عن الوعى لا يسمع ولا يرى سوى أسماء لذا طالعها بحب وقال: كل اللى تأمرى بيه يا سمسمة بس أنول المراد يا قلبى وهكتبلك كل حاجة أنتِ عايزاها بس عشان أسكت صوت أمى لازم تعميلى توكيل بعد ما أكتبلك عشان اعرف أدير الشغل، تمام يا روحى .
فطالعته أسماء بغل قائلة: تمام يا شيفو .
فلم تتحمل زينب تلك الصدمة القوية فأخذت تصرخ وتصرخ بصوت عالى .
فزفرت أسماء بضيق: لا أمك صدعتنى اوى يا شيفو .
يلا خدها من قدامى وديها دار المسنين يلا، ثم غمزته قائلة: وهستناك على نار يا حبى، متتأخرش عليه .
فتح شفيق فمه ببلاهة ولمعت عينه بالرغبة وقال: يا صبر ايوب ، حاضر يا قلبى، هوديها اى مصيبة تاخدها وارجعلك هوا يا حب .
يا سمسمة قلبى، سماسيمو القمر.
ثم أخذ يزج بزينب لتخرج وزينب تصرخ وتتشبث بالباب بقوة ولا تريد أن تخرج .
فصاحت أسماء: ايه يا ولية ما تتحركى بقا، قرفتينا .
لتدفعها بقوة من الباب حتى سقـ.طت على السُلم وأخذت تتدحرج على السُلم حتى سقطت فاقدة الوعى .
ففزعت وضربت وجهها قائلة: قتـ.لت أمك يا شفيق، هروح فى ستين داهية كده .
شفيق بصدمة: لا أمى ماتت لا، ثم نزل سريعا ليرى نبضها .
وخرج على الصوت أخيه شاهين وزوجته أنهار .
وعندما وجد والدته على هذا النحو صرخ:امى .
حصلها ايه يا شفيق ؟
تلعثم شفيق وقال بخوف: مشش عارف، كانت عندنا ونزلت وفجأة سمعت صرختها طلعت شوفتها كده، شكلها اتزحقلت وهى نازلة .
وهنا وضعت أسماء يدها على قلبها واطمئنت بعض الشىء بعد اعتقادها أن الحادث سيكون قضاء وقدر .
اختبر شاهين نبضها فحمد الله: الحمد لله لسه عايشة.
ساعدنى يا شفيق،نشلها ونروح بيها أقرب مستشفى.
فحملوها الإثنان معا الى السيارة .
رفعت أنهار انظارها إلى أسماء فوجدتها جامدة ونظرتها مرعبة فساورها الشك فقالت: بت يا أسماء اوعى تكونى أنتِ اللى عملتى كده .
حركت أسماء شفتيها بإستياء مرددة: وده يهمك فإيه يا ست أنهار ولا تكونش صعبانة عليكى ولا حاجة .
أنهار: مش موضوع صعبانة عليه، هى ست أصلا منها لله فهمانى، يعنى ربنا بس اللى ينتقم منها لكن احنا متنفعش نكون زيها لأن ساعتها هيفرق ايه بينا .
فرفعت أسماء أنفها بإيباء وقالت: بقولك ايه يا أنهار يا اختى، ادخلى ريحك دماغك ومتشغليش بالك بيه .
وأنا كمان داخلة أتخمد واستريح قبل ما يجى خايب الرجا شفيق وياريت تنقلب بيهم العربية ونستريح .
فـصـ.رخت أنهار: بعد الشر يا بت أنتِ بتفولى على جوزى كمان .
فأخرجت أسماء زفير حار واستطردت: لا يا قلب أختك ربنا يخلهولك يا حبيبتي.
وكفاية كده يا أنهار سبينى أنا فيه اللى مكفينى .
ثم ولجت إلى شقتها .
أما أنهار فقالت بحزن: لا حول ولا قوه الا بالله كانت أشجان وبعدين أسماء ، ايه الحظ المهبب ده، ربنا يفرجها عليكِ أنتِ كمان زى ما فرجها على أشجان .
.........
بات أحمد فى تلك الليلة مهموما لا يعلم ما أصابه، وكيف له أن يكون بتلك القسوة مع دلال وأخذ يتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلَّا شانه.
ثم همس: أنا آسف يا حبيبتي غصب عنى والله بس نفسى بجد أشوفك زى ما كنت بتمنى عشان ميجيش يوم وأندم على حبى ليكى أو جوازى منك .
وفى الصباح استيقظ أحمد على صوت طرقات باب غرفته فى بيت عمه واستمع لصوت عمه قائلا: أنت لسه نايم يا احمد يا ابنى .
فقام سريعا وهندم ملابسه ومسد على شعره ليعيد تلك الخصلات التى نزلت على جبهته ثم فرك عينيه ليزيل اثر النوم ثم سار نحو الباب وفتحه واستقبل عمه ببشاشة وجه كعادته قائلا: أهلا يا عمى اتفضل .
فدلف سليمان وجلس على المقعد وقال: معلش لو صحيتك من النوم يا ابنى بس كنت عايز اتكلم معاك فى موضوع.
أحمد: لا أبدا يا عمى أنا أصلا خلاص كنت هصحى عشان أشوف أشغالى وتحت أمرك فى اى وقت، خير ان شاء الله.
سليمان: ربنا يوفقك يا ابنى .
صمت سليمان للحظة ثم استطرد بحرج:
بص يا أحمد أنت ابن اخويا الغالى الله يرحمه ومكانتك يا ابنى زى سفيان بالظبط عندى وعشان كده يا ابنى .
أنا جى أقولك لو من جواك مش حابب تكمل جوازتك من أشجان قول عشان صراحة حاسس إنك اتكلمت عليها بسبب الكسوف منى، عشان ظروفها وتجبر بخاطرها وخاطرى .
لكن أنت مش عايزها والدليل إنك محددتش يوم للجواز مع أن عددتها خلصت .
أخرج أحمد زفيرا حارا وتلون وجهه من الحرج ولم يدرى بما يجيبه هل يقول الحقيقة ويكسر بخاطر عمه الذى كرمه وآواه فى بيته ام بخاطر أشجان التى تعشقه .
ام بخاطر نفسه التى لا تريد سوى دلال .
ففكر قليلا وعلم أنه لن يستطيع أن يكسر بخاطرهم ويتحمل إثم حزنهم، إنما هو مسئول عن نفسه فقط لذا قال بتأنى: لا يا عمى أنا لسه عندى وعدى وعايز أشجان ، ولو على معاد الفرح قصدى كتب الكتاب لأن حضرتك عارف إنى مليش فى جو الأفراح ده وان الموضوع كله هيكون عقد فى المسجد وبعديها هاخدها هى والولاد عندى فى الفيلا تعيش مع عمتى وأمى، فحضرتك أسئلها عن المعاد اللى يريحها وتكون مستعدة فيه وتبلغونى وأنا هكون جاهز بأمر الله .
ابتهج وجه عمه وسرت فى جسده الطمأنينة والسعادة لإنه يعلم جيدا أخلاق أحمد وأن السعادة ستنول قلب أشجان معه أخيرا بعد ابتلائها مع شفيق .
سليمان: عداك العيب يا ابنى، واه طبعا يا ابنى مفيش فرح لكن فيه عقد وإشهار عشان الناس تعرف مش أكتر .
ربنا يسعدك يا ابنى وأنت عارف أشجان طيبة وبنت حلال وقلبى حاسس انك هتعوضها خير وعارف برده انك هتكون أب تانى لولادها.
أحمد بتأكيد: عارف يا عمى، وعايزك تكون مطمن عليها وعلى ولادها لأنهم مسئوليتى من أول لحظة هيدخلوا فيها بيتى وساعتها مش هتحتاج مليم واحد من شفيق تانى لأنى بعون الله أنا اللى هتكفل بكل مصاريفهم .
طالعه سليمان بإمتنان ولمعت عينيه بالدموع ثم احتضنه بحب وهمس: راجل ابن راجل يا حبيب عمك، ربنا يسترها معاك يا ابنى دنيا وآخرة، ويفرح قلبك.
ثم ابتعد عنه وقال: أسيبك بقا تجهز نفسك عشان معطلكش، واروح أفرح العروسة عشان تجهز هى كمان وتحدد يوم مناسب .
أومأ أحمد برأسه ثم غادر سليمان فتنهد أحمد بمرارة وقال: دبرنى يارب أعمل ايه عشان مظلمش الإتنين معايا .
وهعمل إيه مع أشجان لما تكون حلالى، مش متصور إنى ممكن أعاملها كزوج.
لاااا مش هقدر، أنا طول عمرى شايفها أخت كبيرة مش اكتر من كده .
ثم استطرد: بس ده حقها وممكن تطلبه يا أحمد، وساعتها مش هتقدر ترفض لإنه حرام .
فرفع أحمد بصره للسماء واستغاث بربه قائلا : رحمتك لعبدك الضعيف يارب ودبرلى امرى عشان أنا تعبان تعبان اوى .
.....
دلف سليمان إلى أشجان فى غرفتها فوجدها تطعم أطفالها الذين أسرعوا إليه فورا عندما رأوه مهللين فرحا: جدو جدو
احتضنهم سليمان بحب قائلا: حبايب جدو الغاليين عاملين ايه؟
ايسل وأسر: الحمد لله يا جدو ..
ايسل: بس أنا زعلانة منك عشان وعدتنى نروح الملاهى ومخدتناش .
ضحك سليمان وقال: لا مقدرش على زعلك أنتِ بالذات يا أيسولة .
أقولك روحى قولى لسيف ابن خالك وكمان سمر بنت خالتك عشان هنروح كلنا دلوقتى، ايه رئيك .
ففرحوا جميعا وخرجوا مسرعين .
فقالت أشجان: دلوقتى ايه يا بابا والمدرسة ؟
اتسعت عين سليمان قائلا: اه صح بس خلاص العيال فرحت مش لازم النهاردة اعتبريه إجازة .
وكمان عايزك يا بنتى تكملى أختك أنهار وتخرجى تجيبى كام حاجة لنفسك جديدة زى اى عروسة دخلتها قربت .
رددت أشجان بذهول: عروسة ، أنا يا بابا .
ضحك سليمان: ايوه أنتِ، أنتِ نسيتى أن احمد ابن عمك متكلم عليكى ولا ايه .
أخفضت أشجان رأسها بخجل بعد أن توردت وجنتيها وهمست: يعنى بجد كلمك يا بابا انه عايز يتمم جوازى منه، عشان يعنى حسيت أنه بيتهرب وقولت يا بت انسى وربى ولادك وخلاص .
سليمان : لا يا بنتى مش أخلاق الشيخ أحمد إنه يتهرب لا، هتجوزى يا بنتى وتتهنى وربنا هيعوضك فيه بإذن الله.
ويلا كلمى أختك وهاتى كل اللى نفسك فيه وشوفى يكفيكى وقت قد ايه عشان أبلغه .
وهو بيقول هنكتب الكتاب فى المسجد عشان الإشهار وبعدين ياخدك على الفيلا .
اللى فيها عمتك وأمه الست شمس وياريت يا بنتى تساعدك عمتك فيها عشان تكسبى حب أحمد وكمان تاخدى ثواب عشان كتر خير عمتك اللى عملته معاها السنين دى كلها.
أشجان: ده اكيد يا بابا ، ده كفاية أنها جبتلى الشيخ أحمد .
ابتسم سليمان لفرحتها واقترب منها وقبل جبهتها قائلا بحنو: ربنا يسعدك يا بنتى .
اسيبك بقا عشان أشوف الولاد حبايب قلب جدو.
........
فى الجامعة جلس كريم يفكر كيف يوقع تلك العنيدة فى شباكه خصوصا أنها متزوجة ولن تطلب منه الزواج مثل باقى الفتيات اللاتى خدعهن باسم الحب وأعتقد أن شهيرة صيد سهل واستحل ما حرمه الله.
وبينما هو كذلك أقبلت إليه سالى وهى فتاة متحررة مثله تعتقد أن الحرية فى فعل كل ما يحلو لها دون رقابة .
فاقتربت منه وقالت يتهكم: عم كرمله قاعد شايل طاجن ستك كده ليه أوعى تكون بتحب ..!!
فضحك كريم وقال: هو أنا بتاع كده برده أنا بحب أجيب من الأخر بس فيه وحدة مغلبانى حبتين .
سالى بإندهاش: وهى مين دى اللى قدرت توقف لكريم باشا .
كريم : اسمها شهيرة يا ستى ، اللى عاملة نفسها بنى آدمة ده أنا بصتلها عشان أجبر بخاطرها مش اكتر.
بس نفسى بجد أجيب منخيرها الأرض عشان مش كريم اللى وحدة شبهها كده بيئة ترفضه .
سالى بتهكم: شهيرة ملقتش غير البت دى، دى فعلا من ساعة ما شوفنا وشها وهى حاطة منخيرها فى السما .
سيبك منها يا كرملة وشوف غيرها أحسن ثم تدللت عليه واستطردت: وانا قدامك اهو بقولك شبيك لبيك سالى بين ايديك .
طالعها كريم بنفور ولكنه اصطنع الرغبة واستطرد: عيون كريم ومفيش أجمل ولا أحلى منك يا سالى بجد بس صراحة نفسى اجيب مناخير البت دى الأرض الأول وبعدين أحلى بيكى يا جميل ولو ساعدتينى ليكى كمان الحلاوة .
سالى: عيونى وكفايا حلاوتك يا كرملة ، بس إزاى؟
كريم بمكر: تقربى منه بس وتعزميها على كوباية عصير ولا نسكافيه اللى تحبه ثم أخرج منها بنطاله حبة مـ.خدرة تغيب العقل ولكن فى آن الوقت تُبقى الإنسان مستيقظ وتزيد رغبته فى الجـ*نس الأخر .
ابتسمت سالى بمكر وبسطت يدها لتأخذ منه تلك الحبة قائلة: والله خسارة فيها ده أنا اللى محتاجها عشان انسى الدنيا كلها إلا أنت يا كرملتى.
فضحك كريم: معلش هى بس تاخدها وانا أوعدك هنسيكى إسمك كمان من غير حاجة بس يلا ورينى هتعملى ايه وتبشرينى وأنا مستنيكى هنا .
سالى: علم وينفذ يا باشا .
بس هى فين؟
كريم : فى المحاضرة مهى دحيحة اوى ، بس خلاص ثوانى وهتلاقيها خارجة دلوقتى وتستلاقيها بقا وتشوفى شغلك معاها.
سالى: وهو كذلك.
كريم مشيرا لها: أهى شايفها خارجة، يلا بسرعة روحلها قبل ما تخرج بره الجامعة .
فذهبت إليها سالى وبينما هى كذلك كان سفيان قد أقترب من الجامعة ليأخذها ويعود بها إلى منزلهم كما تعود ولكنه كان فى تلك المرة فى حيرة من أمره وقد اجتمع فى قلبه شعور غريب مزيج من الشك والقلق بسبب تصرفاتها الغريبة فى الآونة الأخيرة وجاهد حتى يتخلص من هذا الشعور ولكنه فى الأخر يفشل .
حتى وصل أمام باب الجامعة وأخذ ينتظرها لتخرج .
اقتربت سالى من شهيرة وتوددت إليها بقولها: ممكن يا حبيبتي أنقل منك المحاضرة على السريع فى كافيتريا الكلية عشان جيت متأخر للأسف ومعرفتش أدخل .
شهيرة بضيق: بس كده هتأخر وأنا جوزى بيكون مستنيى بره .
سالى برجاء: بليز معلش مش هناخد عشر دقايق ولو هو من النوع اللى بيضايق من الانتظار كلميه وقوليلى يروح هو وأنا بنفسى هوصلك يا حبيبتي.
طالعته شهيرة للحظات وودت أن ترفض حتى لا يغضب منها سفيان ولكنها شعرت بالحرج منها واضطرت للموافقة وامسكت بهاتفها وحدثت سفيان .
_سفيان أنت جيت بره .
سفيان: ايوه بره مستنيكى، يلا تعالى .
شهيرة: معلش أنا مضطرة استنى شوية ليه زميلة عايزة تنقل المحاضرة يعنى ربع ساعة كده كمان وهى هتوصلنى .
فروح أنت أفضل من الإنتظار وعشان كمان سيف .
زفر سفيان بضيق: طيب اللى تشوفيه يا شهيرة ثم أغلق الخط وهمس: هو فى ايه يا شهيرة، أنا قلبى مش مطمن خالص وخايف يكون فى اللى دماغى صح وأنتِ بتوزعينى عشان ...لا مش قادر أكمل معقول لا..
بس انا لازم أتأكد ومش همشى غير لما أشوفها بعبنى خارجة مع مين بالظبط .
........
عاد آسر وأسيل إلى أشجان ليبدلوا ملابسهم استعدادا للخروج، فساعدتهم والدتهم والإبتسامة لم تغادر على وجهها.
فسئلها آسر: ماما أنتِ فرحانة كده عشان هنروح الملاهى مع جدو ومش زعلانة أننا هنغيب من المدرسة .
قبلته أشجان وقالت بحب: أنا اى حاجة تفرحكم تفرحنى يا حبيبى .
وكمان فرحانة أننا قربنا نسيب بيت جدو وهنروح فيلا عمو أحمد خلاص هى كبيرة وفيها بسين وألعاب كتير .
فطأطا أسر رأسه قليلا، فاندهشت أشجان من تصرف وقالت: مالك يا حبيبى، أنت مش فرحان ليه ؟
ده أنت كل يوم كنت بتسئلنى هنروح هناك امتى .
آسر: اه كنت فرحان الاول بس خلاص إحنا مش هنروح هناك عشان عمو عمل زى بابا واتجوز وحدة تانية يا ماما .
أشجان بصدمة: أنت بتقول ايه ...؟
...يتبع يا ترى أشجان هتعمل ايه لما تعرف ان أحمد اتجوز ..؟
وسفيان هيتصرف ازاى لما يشوف مراته مع راجل غريب .؟
وياترى حصل ايه لزينب ؟
#دلال_والشيخ
الحلقة الخامسة والعشرون
..............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
صعب أن تحب شخصاً لا يحبّك .. والأصعب أن تستمرّ في حبه رغم عدم إحساسه بك.
خواطر أشجان 💔
...........
أخبر آسر طفل أشجان بحقيقة زواج أحمد من دلال فكانت الصدمة .
آسر: اه كنت فرحان الأول بس خلاص احنا مش هنروح هناك عشان عمو عمل زى بابا واتجوز وحدة تانية يا ماما .
أشجان بصدمة: أنت بتقول ايه يا آسر..!!
مين اللى اتجوز وعرفت إزاى، أنت أكيد متهيئلك أو كنت بتحلم صح يا حبيبى .
نفى آسر بحركة رأسه وأكد: لا يا ماما أنا شوفت بعينى من فترة بس مردتش أقول عشان متزعليش.
أنا شوفت عمو أحمد ومعاه بنت شكلها حلو اوى وكمان عمو شيكو وياسمين وعمو تميم .
وطلعوا شقة خالتى ام تقى ومعاهم شيخ كده عمو أحمد بيقول عليه مأذون.
فأنا كنت مستغرب هيعملوا ايه ومين البنت دى اللى مع عمو فطلعت وراهم وقعدت أسمع بيقولوا ايه.
فـ سمعت خالتى أم تقى بتزغرط وبتقولهم مبروك وقالت لعمو أحمد مبروك عروستك حلوة اوى .
فأنا صراحة نزلت جرى وأنا بعيط عشان اتجوز وحدة تانية وهياخدها هى الفيلا واحنا لأ، فإزاى تقولى دلوقتى هنروح ؟
لم تتحمل أشجان الصدمة وأخذت تبكى وبكى على بكاؤها أسر وأخذ يمسد على شعرها بحنو قائلا: متزعليش يا ماما وخلينا قاعدين مع جدو هو بيحبنا وهيفسحنا .
أشجان بغصة مريرة: طب إزاى بابا كلمنى إنى أحضر نفسى ومجبليش سيرة أنه اتجوز
وده معناه أنه محدش يعرف بالكلام ده .
يعنى اللى كان قلبى خايف منه حصل، انه عايز يتجوزنى كده شفقة وجبران خاطر وانى يستحيل أدخل قلبه.
وخلاص جت اللى شغلته وأخدت قلبه .
يا ميلة بختك يا أشجان إتكتب عليكِ الحزن طول عمرك ويا شماتة شفيق فيكِ .
أعمل ايه دلوقتى اسيبه للبنت اللى اخدته منى وأبعد بكرامتى أحسن .
بس أبعد إزاى وأنا روحى فيه ولو بعدت أموت.
وانا اللى كنت بتمناه وبدعى ربنا بيه فى كل لحظة بعد ما خلصت من سجن شفيق .
ولو اتجوزته برده هموت فى الليلة ألف مرة عشان عارفه هيكون بروحه وقلبه معاها هى وأنا مجرد حمل تقيل فوق قلبه .
أعمل ايه احترت ومش هقدر أفتح بوقى قدام حد وأفشى سره عشان أنا عارفة لو عرفوا بابا هيخيره بينا احنا الإتنين .
ولو اختارها أنا كده هكون انتهيت ولو اختارنى هيعيش معايا متـ.عذب من غير روح، ومش هو بس هى كمان يعنى هظلم اتنين عشان أعيش انا، وبرده هكون مظلومة لأن قلبه مش معايا .
أعمل ايه ؟
أعمل إيه ؟
أنا هتجنن بجد ثم دخلت فى نوبة بكاء ولكنها استفاقت على صوت والدها من الخارج ينادى آسر .
فأزالت دموعها ثم قالت لآسر: حبيبى يا آسر انا عرفتك راجل صح .
آسر: ايوه يا ماما.
أشجان: متقولش لحد اللى قولته من شوية .
آسر: اه عشان جدو هيزعل، أوعدك مش هقول بس توعدينى تبطلى عياط عشان خاطرى.
ابتسمت أشجان بوهن مرددة: حاضر يا حبيبى مش هعيط تانى .
ثم همست: كفاية قلبى هو اللى بيبكى بدل الدموع دٖم .
............
ولج شاهين إلى المستشفى يحمل زينب ويساعده شفيق ثم ولجوا بها إلى غرفة الطوارئ ليقوم الطبيب بالكشف عليها بعد أن أبلغه شفيق أنها سقطت من السلم .
شاهين: طمنى عليها يا دكتور وهتفوق امتى؟
الطبيب: من الواضح أنها تعرضت لكسور وده هيبان من الأشعة ، وللأسف فاقدة الوعى ده لازم بسبب الوقعة اكيد أثرت على مخها فهنعمل أشعة ونشوف لو كان حصل لها نزيف داخلى .
فبكى شاهين رغم قسوتها عليه ولكنها فى النهاية أمه قائلا: يعنى ايه يا دكتور أمى ممكن تروح فيها .
ما تقول حاجة يا شفيق ساكت ليه ؟
شفيق: هقول ايه يا شاهين أمر الله .
الطبيب: يا جماعة الأعمار بيد الله، دلوقتى بس هنعمل الأشعة عشان نحدد الكسور وندخلها عمليات وساعتها هنحكم على الحالة فى المتابعة .
حمحمت شفيق بحرج: والموضوع ده هياخد وقت يا دكتور ؟
فرمقه شاهين بحدة قائلا: ما ياخد اللى ياخده يا شفيق انت وراك حاجة ثم تذكر أسماء وابتسم ابتسامة واهنة قائلا: اه فهمت مستعجل عشان ترجع لعروستك.
مش عارف صراحة أنت جنسك ايه يا أخى..!
مش اللى بين الحيا والموت دى أمك اللى كانت روحها فيك، عايز تسبها وتمشى عشان أسماء وكانك أول مرة تجوز .
زفر شفيق بغيظ: يووووه بقا يا شاهين بطل تقطيم فيه، وراعى ظروفى، أنا بسبب أمك دى ولى عملته لغاية دلوقتى مش عارف أتلم عليها وخلاص مبقتش قادر .
أقولك أنا ماشى هروح بس أطمن عليها عشان سيبها لوحدها ودى عروسة برده ميصحش ساعتين زمن كده وهبقا أرجع اطمن على الحجة .
يلا سلام .
فضرب شاهين يدا بيد وحوقل: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، شوفتى نتيجة ظلمك ياما، اهو اللى فضلتيه علينا كلنا هو أول واحد أتخلى عنك .
ليعود مسرعا شفيق إلى المنزل وعندما سمعت أسماء صوت مفتاح الباب ارتجفت وسرت البرودة فى جسدها .
أسماء بذعر: هو لحق يرجع المنيل على عينه، مش مفروض كان قعد بأمه طول اليوم .
أعمل ايه دلوقتى وانا مفروض أنفذ وعدى عشان يكتبلى كل ورثه بإسمى .
لا مش هقدر يلمسنى ، أنا بكرهه وبقرف منه .
يارب حد روحى الأول قبل ما يعملها ، أنا مش هقدر أعيش العذاب ده مرة تانية .
لتسمع صوته البذىء يتخلل أذنها: أسمسم، سماسيمو
أنتِ يا قمرى فينك يا حبيبتي، الليلة ليلتك يا جميل وهنولـ.عها وهنعوض وفرصة أمى مش هنا .
أسماء بتذمر : إلهى ربنا ياخدك أنت وأمك .
ثم ولج إليها يطالعها برغبة واقترب منها فوضعت يدها حائل بينهم قائلة: ايه حيلك حيلك .
مش لما تنفذ إتفقنا الأول وتكتبلى البيت ونصيبك فى المحلات..
أزاح شفيق يديها وحاول عناقها قائلا بهمس: خلينى بس ادوق العسل الاول وبعدين أعملك كل اللى عايزاه يا حبى .
متضيعيش ساعة الحظ مبتتعوضش .
ولكن أسماء ابتعدت وقالت بصرامة وصوت قاسى: شفيق .
مش هتلمس شعرى منى الا لما تعملى أما تمضى عن التنازل وحالا.
وانا محضرالك الورقة أهى ومش ناقص غير إمضتك .
أخذ يطالع شفيق الورقة بتردد ثم ينظر لها ولحسنها البادى عليها رغم قسوة حديثها فأخذ يلهث مثل الكلب وقال وهو يأخذ الورقة ليوقعها .
وادى إمضتى أهى يا سمسمة ثم ناولها لها تأخذها ولكن قد شق قلبها ذلك نصفين لأن لا سبيل أمامها الآن سوى الاستسلام له، فلتتجرع إذًا مرارة الأغتـ..صاب تحت مسمى الزواج .
ليعيش معها شفيق لحظاته التى تمناها وظن إنها بداية السعادة وبحر عشق لا ينضب ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
.......
الحياة لا يمكن أن تدوم إلا بوجودك وحبك فأنت من يمتلئ القلب بحبه وقربك هو أجمل ما في الحياة
إستقل أحمد سيارته متوجها إلى عمله ولكن خفق قلبه عندما تخيل دلال فشعر بالحنين لرؤيتها وهمس: وحشتينى .
اوى يا قرة العين ومهجة القلب وصراحة شكلى كده مش هقدر يعدى عليه اليوم من غير ما أشوفك والنهاردة مش هيكون زى اى يوم ، انتِ دلوقتى مراتى حلالى يعنى همتع عينى برؤيتك يا كل قلبى .
فعاد بإدرجه الى الفيلا واستقبلته عمته بحفاوة وتهلل وجه أمه لرؤيته ومدت ذراعيها له وأخذت تردد: أحمد أحمد .
فخفق قلبه فهى أول مرة تفعل هذا .
نعم هى تردد اسمه وتفرح لرؤيته ولكن تمد أيضا ذراعيها وتريد احتضانه يعد هذا تطور فى حالتها .
فاحتضنها على الفور ثم ابتعد عنها وأخذ يلاطفها قليلا ثم حدث عفاف: شوفتى يا عمتو اللى ماما عملته .
عفاف بإندهاش: شوفت يا ابنى، اول مرة تعملها وأول مرة تكون بالهدوء ده، وكأن خلاص قلبها أطمن إنك معاها .
فعرض احمد على عفاف فكرة فقال: ايه رئيك يا عمتو أخدها لدكتور مخ واعصاب يمكن بفضل الله حالتها تتحسن خصوصا بعد بداية الأمل النهاردة .
ابتسمت عفاف بفرحة وأجابت: ياريت يا ابنى، نفسى ترجع زى الأول بس تفتكر ممكن ..؟
أحمد: مش عارف بس ربنا قادر على كل شىء .
ومش شرط ترجع طبيعية مية فى المية بس على الأقل تدرك شوية وتكلم .
عفاف: يا كريم يارب، ياريت .
ثم دعت على زينب: ربنا يجـ.حمك فى نـ.ار جهـ.نم يا زينب بسبب اللى عملتيها فيها وقهرة أبوك الله يرحمه عليها ساعتها .
أغمض أحمد عينيه بألم وأخرج تنهيدة مؤلمة واسترسل:أنا مكنتش عايز اسئل عن الموضوع ده يا عمتو وكفاية عليه اللى عرفته عن أمى لكن بجد عايز اسئل كان إحساسه ايه لما شافها كده .
وعرف أن زينب اللى عملت كده وإزاى سامحها وقبل يكمل معاها .
وإزاى ماخدتش عقابها واتحبست ؟
فعادت عفاف بذاكرتها للوراء فى هذا اليوم القاسى.
يا أحمد يا ابنى بعد ما زينب عملت عملتها وخلت الستات القادرة عدموا أمك العافية وكسروا ضلعها وضر.بوها على دماغها لغاية ما جبولها الحالة اللى هى فيها دى دلوقتى.
وانت كنت لسه حتة لحمة حمرا يا حبة عينى، وطبعا كنت ساعتها على صرخة واحدة جعان ومحتاج أمك ترضعك وأمك لا حول لها ولا قوة ومن شدة صريخك سمعتك الحاجة كوثر جارتها وطلعت وهى بتقول يا شمس يا بنتى فينك وسايبة الولد على صرخة واحدة كده .
وأول ما وصلت على باب الشقة اللى كان مفتوح سمعت صوت شمس بيتألم فدخلت لقيتها يا عينى وشها مزرق ونافورة دمٖ طلعة من رأسها ده غير جسمها.
فصرخت وقالت إلحقونى يا ناس وقعدت تسئلها مين اللى عمل فيكى كده يا بنتى بس شمس خلاص كانت راحت فى دنيا تانية واتجمع الناس عليهم وشالوها ودوها المستشفى واتصلوا بأبوك اللى أول ما شافها كده أغمى عليه ولما فوقوه قعد يبكى زى الحريم.
وأنا كنت شيلاك على ايدى ومش بتبطل عياط، فقربت من أبوك وشيلتك ليه يمكن عشان يتلهى شوية فيك و كمان عشان ميحصلهوش حاجة من الصدمة كفاية اللى حصل لشمس .
فأخدك وضمك لصدره وساعتها سبحان الله سكت ونمت .
فبكى أحمد بقهر وقال بوجع: يا حبيبتي يا أمى وربنا يرحمك يا أغلى الناس وفعلا مكنتش بستريح الا على صدره ومن ساعة ما مٖات وأنا مدوقتش طعم الراحة .
بس قوليلى عمل ايه مع زينب لان أكيد عرف أن مفيش غيرها اللى عمل كده .؟
الحجة كوثر: دى بجحة يا ابنى وبت شياطين وهى كمان اللى اعترفت بلسانها لما رجعلها آخر الليل مهموم وحزين وده شفا غليلها منها وابتسمت وقالت:
شوفت يا حمدى اللى يجى على زينب ويغدر بيها عمره ما يكسب أبدا .
فبصلها بصدمة وقال: قصدك ايه ؟
فضحكت زينب وقالت: قصدى اللى أنت جى من عندها دلوقتى يا عرة الرجالة .
جحظت عين حمدى وهٖجم عليها بكل قوته ومسكها من هدومها وقعد يهز فيها وهو بيصرخ ويقول: أنتِ اللى عملتى فى شمس كده، ليه حرام عليكِ، عملتلك ايه ؟
طيب كنتِ انتقمتى منى أنا لكن هى ذنبها ايه وذنب ابنى إيه يتحرم من أمه وهو لسه حتة لحمة حمرا كده .
زينب بنظرة غل: ذنبها إنك حبتها يا حمدى ومحبتنيش أنا، أنا مراتك أم عيالك والخير اللى انت فيه ده كله بسببى لانه خير ابويا أما أنت فكنت جربوع جى من الصعيد حافى وبعد ما عملناك راجل ملو هدومك تيجى فى الأخر وتغدر بيه يا راجل وتجوز عليه بت من الشارع .
تملك الغضب من حمدى حتى تلون وجهه وأخرجت عيناه حمم بركا.نية وصاح بغضب: أنا هوريكِ الجربوع ده هيعمل إيه فيكِ دلوقتى يا زينب، أنا هخليكِ زيها ولا هى عايشة زينا ولا هى ميتة فترتاح وحرمتى ابنى منها .
ليكيل لها الضـ.ربات فتـ.صرخ زينب: أنت بتضربنى يا عرة الرجالة والله لأبيتك فى القسم الليلادى .
حمدى: أنا اللى أبات ولا أنتِ يا مجرمة.
زينب: إيه كمان عايز تحبسنى عشان السنيورة بتاعتك وتحسر ولادى عليه، طيب هى حشرة لكن أنا زينب يا عينيه
ليكيل لها الضـ.ربات مرة أخرى فتـ.صرخ ليستيقظ أطفالها شفيق وشاهين وشهيرة.
ويأتوا إلى غرفتهم وعندما رأوا ذلك المشهد تباكوا وصاحوا: ماااما مامااا ليه كده يا بابا تعمل كده ؟
وهنا خفق قلب حمدى لبكاؤهم وللحظة أدرك انه يكفى واحد قد تيتم ووالدته على قيد الحياة، فليغفر لها ظاهريا وإن كان قلبه لن يستطيع أبدا أن يغفر لها ما فعلته بحبيبة قلبه .
ولكن من أجل أطفاله الذى هو أحن عليهم منها .
لذا قال بتروى: أنا هسيبك دلوقتى يا زينب عشان خاطر عيالك بس ولولاهم أنا مكنتش هخلى فى جنتك حتة سليمة لكن قلبى عمره ما هيسامحك أبدا وأنتِ من دلوقتى محرمة عليه زى أمى واختى .
ويا عينى عليك يا أحمد يا ابنى ربنا يتولاك برحمته .
جحظت عين زينب بشر وفكرت للحظات فى مصير هذا الطفل وهل ممكن أن يتزوج عليها مرة أخرى بعد أن حرم نفسه عليها لتقضى حاجته وتربى له الولد .
لذا فكرت بمكر من أجل أن لا يفعلها مرة أخرى ومن أجل أن تحسن علاقتها معه مرة أخرى بالتدريج أن تعرض عليه بهذا الاقتراح فقالت مظهرا بعض الندم :
_تصور صح يا حمدى، أنا كمان صعبان عليه الولد اوى، هو صح ملهوش ذنب فى اللى حصل وعشان كده انا عشان خاطرك رغم كل اللى عملته فيه أنا هخده هربيه مع إخواته ويكون تحت عينك يا حمدى .
اه ما هى طيبة قلبى دى اللى مشندلة حالى .
طالعها حمدى بإندهاش وتخوف لإنه يعلم قسوة قلبها حتى على أولادها فكيف ستفعل بابن غريمتها ولكنه فى آن الوقت وجده حل مقبول ليتربى أحمد أمامه وبين إخوته وأقسم إن فعلت معه اى شىء لن يتردد فى قتلـ.ها مهما كلفه ذلك .
لذا وافق على مضض لتبتسم زينب ابتسامة النصر وهمست: والله لأوريك النجوم فى عز الضهر يا ابن شمس .
لتنهمر دموع أحمد مرددا بقهر: وفعلا ورتنى النجوم فى عز الضهر وعمرى ما حسيت انها أمى، عمرها ما خدتنى فى حضنها ولا طبطبت عليه وعلى طول كانت بتشتمنى وتمد إيدها عليه بدون سبب وكنت بشوف فى عينيها كره وأسئل نفسى ليه أنا عملت ايه لده كله..؟
بس كنت بلاقى الحضن والحنية من بابا، الله يرحمه ويسامحه، إتعذب كتير بسببها، اللهم أنت الجبار فانتقم .
إنهمرت دموع الحزن من عفاف هى الأخرى ثم تداركت ذلك لكى تخرجه من حالة الحزن التى هو عليها لذا قالت:
_ الحمد لله يا ابنى إن ربنا عوضك عن اللى فات ووسع رزقك وكمان رزقك وحدة بتحبك ثم ضحكت وقامت بغمزه قائلة: وحدة ايه دول إتنين كمان يعنى باشا زمانك يا شيخ أحمد .
ابتسم أحمد على مضض وتابع: وربنا يستر منهم هما الإتنين يا عمتو والله مينغصوش عليه حياتى وكفاية اللى حصل.
عفاف: تفائل يا شيخ أحمد، هو أنا هعلمك ولا ايه ..!
ده أنت ياما كنت بتقول القدر موكل بالنطق، فتفائل وربنا هيسعدك بإذن الله.
زفر أحمد بهدوء: ونعم بالله يا عمتو.
وهى عاملة ايه، جت ليها المحفظة؟
عفاف: ايوه يا ابنى ومشت من شوية وقالت ماشاءالله عليها لمّحاة وبتردد وراها وشبه حفظت كمان السورة بسرعة .
ابتسم أحمد ابتسامة مشرقة مرددا: الحمد لله.
ممكن أطلع لها أسمع لها بنفسى .
فضحكت عفاف: هو أنت بستأذن تطلع لمراتك يا ابنى .
أطلع يا حبيبي، ربنا يهدى سركم .
ثم غمزته وتابعت: متحرمش على نفسك اللى ربنا أحله يا ابنى وعيش وأسعد نفسك ده حقك وحقها وبالحب هيكون أجمل بكتير.
وبلاش عناد، العناد بيولد الكفر وبيطفى القلب والبنت بتحبك وبتتمنى ليك الرضا ترضى، فراضيها هتراضيك مش عشان بتحبك وبس لا البنت معدنها كويس وكانت بتبكى لما كانت بترتل كتاب الله.
وبسم الله ماشاءالله عليها فى الحجاب زادت جمال على جمال، بقت حتة من القمر .
تلون وجه أحمد بحمرة الخجل واضطربت حواسه وأشعل حديث عمته جوارحه واشتياق لرؤيتها وزادت رغبته بها وتحرك بقلبه قبل قدميه لها وكأنه طائر يحلق فى سماء السعادة لأول مرة .
وكلما أقترب من غرفتها زادات ضربات قلبه حتى أنه توقف قليلا ليضع يده على قلبه الذى أعلن عصيانه وهدم كله حصونه وأعلن الإستسلام ورفع راية الحب فوق كل إعتبار .
وفى تلك اللحظات اتصلت عفاف بدلال وهمست: أحمد طلعلك حالا واعملى زى ما اتفقنا عايزاه ينزل من عندك عريس ، خليه يدوق شهدك ويدمنه وساعتها مش هتخافى عليه من أشجان ولا عشرة زيها.
حبست دلال أنفاسها قليلا بعد أن دق قلبها بشدة لإستعداد لرؤية حبيب القلب والروح ، فخفق قلبها خصوصا وأنها تستعد لمعركة الحب التى لن تتنازل بها تلك المرة عن النصر أو الشهادة أمام حبه الضارى الذى فتك بها .
لتكاد تنطق بالكاد:عيونى يا عمتو، متقلقيش يا أنا يا هو المرة دى، بس أكيد أنا يعنى.
فضحكت عفاف وقالت: هو ده، ربنا يهديكم يا بنتى .
والبسى القميص الأسود اللى بعتهولك الصبح مع بقية الحاجة .
دلال بخجل: حاضر مع إنه شفاف وهتكسف بس ماشى عشان أطلع عينيه .
وعندما استمعت دلال لصوت أحمد وهو يحمحم لكى يشعرها إنه آتى .
وبدء يحرك الباب إستعدادا للدخول عليها فأغلقت الخط،لتقوم سريعا بتشغيل صوتا للدُف حتى لا يغضب منها لو إستمعت لأحد الأغانى الهابطة، للتمايل بعد ذلك يمينا ويسارا على الصوت كأنها ترقص .
ثم فتح أحمد الباب وعلى لسانه اسمها "دلاااا ولكنه لم يستطع تكملته بعد أن وقف مذهولا وهو يراها على هيئتها تلك تتمايل بفتنة طٖاغية وقد ظهرت مفاتنها فسرت قشعريرة فى جسده واجتاحت جوارحه ناااار من حقها تحٖرقه حيًا بعد أن شعر إنها بالفعل استطاعت هزيمته ولن يستطيع أن يقاوم ولو حتى بكلمة وهى حلاله وتقف أمامه كحلوى لذيذة يريد إلتهامها .
حاولت دلال كبت ضحكتها وهى تراه واقف كالتمثال لا يتحرك له جفن فهمست: أُستر يارب على الراجل اللى حيلتى هيروح منى وأنا ملحقتش لسه اتهنى .
طيب أعمل ايه وهو واقف زى خيال المآتة كده، أروح أجيبه من ايده عشان يتحرك ولا أرش على وشه شوية مية عشان يفوق .
لتجده يهمس بإسمها بعذوبة لأول مرة كأنه سيمفونية خلقت من أجلها هى " دلال" .
لتجيبه فى الحال: مولانا ، وعيون وروح دلال .
🎶 صوتك هو اللحن الذي يرافقني في كل خطوة، كلما سمعتك أشعر بالسكينة وكأنني أعيش في عالم لا يعرف إلا الحب
ثم سارت إليه ومع كل خطوة كان يشعر أحمد أنه سقط غريقًا ولا أمل له فى النجاة تلك المرة من براثن تلك الغاوية .
....
ظل سفيان ينتظر شهيرة أمام الجامعة ولكنه تخفى وراء سيارة أخرى حتى لا تراه حتى لا تظن إنه يشك بها بعد أن قال لها إنه سيغادر .
وأخذ ينتظرها فى ترقب شديد ومع كل دقيقة تمر يشعر بغليٖان فى دٖمائه والخوف يتملك منه .
أما شهيرة فقد اصطحبتها سالى إلى كافيه الجامعة وطلبت منها الجلوس لإحضار كوبان من الشاى .
شهيرة: متتعبيش نفسك مش لازم شاى واقعدى يلا انقلى المحاضرة عشان متأخرش على البيت .
سالى: متقلقيش يا بنتى مش هتتأخرى كتير ولازم كوباية شاى نعدل بيها الدماغ عشان اركز، ثوانى مش هتأخر عليكى.
فذهبت سالى تلك المخادعة لإحضار الشاى وكريم يراقبهم وينتظر اللحظة المناسبة للتدخل.
وبالفعل وضعت سالى المخٖدر وتقدمت من شهيرة وهى تطالعها بمكر مصحوب بالغل فتناولته شهيرة وأخذت ترتشف منه قليلا حتى شعرت بشعور غريب يتسلل بداخلها ولكنه كان شعور لذيذ فوجدت نفسها تبتسم تلقائيا بدون شعور وهكذا حتى أتمت شرب الكوب بأكمله لتجدها سالى قد دخلت فى نوبة من الضحك لا تنتهى.
فضحكت على إثرها قائلة؛ ايه السعادة دى كلها يا شوشو.
شهيرة؛ فعلا أنا حاسة انى مبسوطة اوى وكأنى طايرة فى الهوا .
ليتقدم منهم كريم فى تلك اللحظة بعد أن علم أن مفعول المخدر قد ظهر علي سلوكها وعندما رأته شهيرة أمامها قالت بمرح: كريم إزيك ؟
لتقترب منه وهمست: شكلك حلو اوى النهاردة، وصراحة مز يعنى .
فضحك كريم وهمس: زى الفل السهرة هتكون صباحى الليلة .
ليلمس يدها برفق ثم رفعها إليه وقبلها قائلا: مفيش بحلاوتك أنتِ يا شاهى.
بقولك ما تيجى أعزمك على الغدا بره .
شهيرة: ياريت أنا حاسه انى جعانة اوى .
كريم: بس كده انا هشبعك على الآخر ثم غمز سالى.
سلام دلوقتى يا سالى وهتصل بيكى يا قمر أنتِ.
سالى بضحك: عيونى يا كرملة .
ليغادر كريم مع شهيرة ولم يكتفي بلمس يديها فقط بل حاوطها بذراعه حتى خرج بها من الجامعة واتجه بها إلى سيارته .
ليصعق سفيان عندما رأها على هذا النحو فصرخ بصوت يُدمى القلب: شهيرة لاااااا.
يستحيل دى تكون شهيرة مرااااتى .
شهيرة بتخونى لااااااا.
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق