القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

اسكربت شياطين الانس الحكاية الاولي رغبات قاتلة الفصل الرابع 4 بقلم سلمى سمير

اسكربت شياطين الانس الحكاية الاولي رغبات قاتلة الفصل الرابع 4 بقلم سلمى سمير 






اسكربت شياطين الانس الحكاية الاولي رغبات قاتلة الفصل الرابع 4 بقلم سلمى سمير 



 #نوفيلا

#شياطين_الانس

#اخر المطاف

#الجزء الاخير 

****************

في بيت الفتاة ملك،

وقف والدها أمام باب غرفتها يطرق عليه بخفة، قلقاً من تجاهل خطيبها فهد لعدة اتصالات منه لم يرد عليه رغم موعدهما المرتقب للاتفاق على تفاصيل كتب الكتاب. انتظر للحظات علّها تفتح الباب أو ترد، لكن صمتها زاد من قلقه.


فتح الباب ببطء ودلف إلى الغرفة. كانت ملك مستلقية على سجادة الصلاة، عيونها تغرق في دموعها التي جفت على وجنتيها. مشهدها كان كافياً ليقبض على قلبه، فتقدم وجثا بجوارها، يمسح دموعها بيد مرتجفة، وهزها برفق قائلاً بنبرة قلق مشوبة بالحنان:

"ملك! قومي يا بنتي، إنتِ نايمة كده ليه؟ إيه اللي حصل ومزعلك؟ وليه عيونك مدمعة؟"


فتحت ملك عينيها بتكاسل، وكأن الحزن سحب منها كل طاقتها. مسحت بقايا الدموع عن وجهها، ثم قالت بصوت متحشرج يقطر ألماً:

"مفيش يا بابا... كنت بصلي وافتكرت ماما، فبكيت.

إنتَ ليه لسه صاحي؟ مش عندك شغل بكرة؟"


تنهد الأب بحسرة، وقد أثقل صدره ما يشعر به من ذنب تجاهها، وقال بصوت خافت:

"لا يا بنتي، مش هروح الشغل. حاسس بإجهاد ومحتاج أريح.

المهم... قوليلي، أنا كنت بتصل بخطيبك فهد وما بيردش. هو مش كان جاي النهاردة نتفق على تفاصيل كتب الكتاب؟"


هزت ملك رأسها بالنفي، وعيناها متعلقتان بالأرض، ثم أجابت بصوت يفيض بالحزن:

"خلاص يا بابا، فهد انتهى من حياتي. كلمني النهارده وطلب مني أسافر معاه بره مصر. لما رفضت، قالي اعتبري اللي بينا انتهى."


لم تستطع تمالك نفسها أكثر. انفجرت في البكاء بحرقة وألقت رأسها على صدر والدها، تشكو إليه حزنها بحروف متقطعة ونحيب يهز القلوب:

"أنا مقدرش أسيبك يا بابا! خلاص، هعيش ليك إنت وبس. خلاص مش عايزة أتجوز... مش عايزة أتجوز."


احتضنها والدها بقوة، وكأنما يحاول أن يزرع في قلبها المكسور شيئاً من الطمأنينة. ربت على كتفها بحنان، وقال بصوت حاول أن يجعله قوياً رغم الألم الذي يعصره من الداخل:

"ملك، يا بنتي، إنتِ أعز حاجة في حياتي. مفيش حاجة تستاهل دموعك دي. ولو علي فهد انا هكلمه واتفاهم معاه ونوصل لحل وسط 


رفعت ملك رأسها، تنظر إلى والدها بعيون دامعة مليئة بالحب والامتنان، وكأن كلماته كانت البلسم لجراحها. ابتسمت له ابتسامة ضعيفة يمتلكها اليأس


ربت الأب على ظهر ابنته بحنانٍ عميق، وفي قلبه غصة تكاد تخنقه. حدّث نفسه بحزن يكسو ملامحه الشاحبة:

"رحماك يا الله... ده ذنب الست اللي اشتهيتها وماتت بين إيدي بسبب حقارتي. ودلوقتي بنتي بتدفع الثمن، تتعذب وتنكسر. أنا لازم أروح لفهد وأحل المشكلة، حتى لو ضحيت بسعادتي. المهم إنها تعيش حياتها مع اللي بتحبه."


رفع رأسها برفق اليه، ونظر في عينيها المبتلتين بالدموع، ثم قال بصوتٍ حاول جعله مطمئناً، رغم ما يعتصره من ألم داخلي:

"اسمعي يا ملك، إنتِ بنتي الوحيدة ومليش غيرك في الدنيا، لكن سعادتك أهم عندي من أي حاجة. لو سعادتك مع فهد، يبقى لازم تسافري معاه وتعيشي حياتك. طول ما إنتِ سعيدة، أنا كمان هكون مرتاح وسعيد."


هزّت ملك رأسها بوجع، وارتسمت على وجهها ملامح الحزن العميق. وتذكرت آخر مكالمة بينها وبين فهد، حين حاولت الاتصال به عدة مرات، لكنه لم يرد. فأرسلت له رسالة تخبره بقرارها، جاء الرد الذي حطمها. حين كتبت في رسالتها :

فهد سامحني مش هقدر اكمل معاك، كل شيء قسمة ونصيب. لحد كده و كل اللي بينا انتهى، وياريت متحاولش تكلمني تاني.

أنا مش عايزاك، ولو بابا طلب منك نرجع، بلغه إنك مسافر. وياريت متسالش عن السبب لكني فعلا مش عايزاك. عارفة إن كرامتك هتمنعك تكمل مع واحدة مش عايزاك. ياريت تتمسك بكبرياءك... سلام."


لم تمضِ دقيقة حتى وصل ردّه الذي دمرها كليًا، فقد كانت كلماته أشبه بسكين مزّق قلبها:

الف خسارة للاسف خُدعتُ فيكِ. لا أريد معرفتك بعد ما رأيت أين ذهبتي وتركتيني لتشبعي رغباتك، أيتها الساقطة اكرهك."


دمعت عيناها قهراً، وشعرت كأن قلبها يُطحن تحت وطأة كلماته الجارحة. نظرت إلى والدها، وحاولت أن تخفي ارتجاف صوتها، وقالت بهدوء ممزوج بالانكسار:

"خلاص يا بابا، فهد اختار طريقه، وأنا اخترت حياتي معاك. انا فسخت الخطوبة، واللي بينا انتهى للأبد."


شعر الأب بعجزه أمام ألم ابنته، وعاد ليضمها إلى صدره بقوة، كأنه يحاول أن يحتوي حزنها ورجفة جسدها. قال بصوت خافت:

"طيب يا ملك، نامي دلوقتي وارتاحي. اللي فيه الخير ربنا هيقدمه، وإحنا مع بعض دايماً. تصبحين على خير، يا بنتي."


قبّل فرق رأسها، ودثّرها بالغطاء بحرص، وكأنه يحميها من كل ألم. غادر غرفتها وهو يشعر بمرارة الذنب والخذلان، تاركاً ملك تغرق في أحزانها، تتجرع ألم خسارتها لحبيب قلبها وشرفها، بسبب ذنبٍ لم تقترفه.


************"

علي الجانب الاخر

وصل رجب إلى شقة نجوان والغضب يغلي في عروقه كبركانٍ على وشك الانفجار. كان قد أقسم في قرارة نفسه أن يُنهي حياة تلك المرأة التي دمرت الكثير وأفسدت حياة من اقتربت منها. فتح باب الشقة بعنف، مستعداً للانقضاض عليها بلا شفقة أو رحمة.لكن ما ان دلف، لفت انتباهه السكون الغريب الذي خيّم على المكان.فالشقة التي كانت دائماً تعج بالضجيج، السهر، والضحكات المزيفة، باتت الآن صامتة كالمقابر. تجوّل بنظره بحذر، ثم أمسك بإحدى الفتيات العاملات هناك وسألها بنبرة حادة:

"هو في إيه؟ هما كل الزبائن راحوا فين؟ والملكة نجوان فين؟"


ضحكت الفتاة بميوعة، ودفعته بخفة نحو الحائط، تحاول إغراءه بنعومة زائفة، وقالت:

"سيبك من الملكة النهاردة، مشغولة ومش فاضية لحد. بعد ما خرجت مع البنت اللي كانت معاك، الراجل اللي بيحميها جالها وطرد الكل. يعني لا في شغل ولا زبائن النهاردة. بس أنا هنا، ما تجي تكمل ليلتك معايا؟ وطمني، البنت اللي كانت سايحة في دمها، جرالها إيه؟"


شعر رجب بحنق داخلي، لكنه سرعان ما أخفى غضبه خلف قناع من الابتسامة الماكرة. ابتلع ريقه ونظر إليها بنظرة خبيثة، ثم قال ببرود مشوب بخبث شيطاني:

"البنت كويسة، الراجل اللي كان معاها غشيم، بس أهي خدت نصيبها."


ثم أضاف وهو يغيّر نبرة صوته وكأنه يخطط لما هو أكبر:

"المهم، جهزي نفسك. أنا هعمل دماغ دلوقتي وأجي أدلعك وأخليها ليلة ما تتنسيش."


بينما كانت الفتاة تضحك بغباء وتستعد له، كان عقله يغلي بخططه المظلمة. كان يعلم أن ساعة الحساب قد اقتربت، وأن نجوان لن تنجو مما خططت له. ولكن في هذا العالم، كان لكل فعل ثمن، ولكل قرار عواقب لا يمكن الهروب منها.


ضحكة الفتاة عالية صاخبة، مجلجلة، محملة بالإثارة والرعونة، وقالت بنبرة ماجنة:

"أشطه! هو ده الكلام يا سبع الرجال. روح ظبط الطاسة وما تتأخرش عليا!"


دخلت الفتاة إحدى الغرف وهي تضحك بخفة ودلال، بينما تحرك رجب بخطوات متأنية، وأنفاس ثقيلة مشبعة بالغضب الذي يكاد يحرق قلبه. أغلق باب الغرفة عليها بإحكام، ثم توجه بخطى واثقة نحو غرفة الأفعى نجوان. أخرج من جيبه مسدساً محشواً بالذخيرة، عازماً على إنهاء حياتها دون تردد.


اقترب من الباب، وقبل أن يفتحه، سمع صوتاً رجولياً داخل الغرفة، نبرة ممتلئة بالضيق والاستياء، يقول:

"وبعدين معاكي يا نجوان؟ مش قولنا شغلك يكون متغطي وبعيد عن القلق؟"


توقف رجب في مكانه، أنزل المسدس قليلاً، وأرهف السمع بانتباه شديد. قرر أن ينتظر قليلاً لعله يلتقط شيئاً يعينه على جعل انتقامه أكثر قسوة وشراسة، يشفي بها غليله من تلك المرأة التي أفسدت حياته، وأضاعت شرف أخته الوحيدة بيديه دون أن يدري.


ردت نجوان بتكلفٍ مصطنع، محاولِة تلطيف الأجواء:

"في إيه بس يا باشا؟ كل حاجة تمام التمام وماشية زي الساعة، وكله علشان أرضي سيادتك. وفي الآخر إنت زعلان كمان؟"


سمع رجب صوت الرجل يهمهم بغيظ، ثم انفجر بنبرة غاضبة ممتلئة بالتحذير:

"إنتِ بتستهبلي يا نجوان؟ أومال إيه حكاية البنت اللي كانت شايلها واحد من رجالتها وملطخة بالدم؟ والجثة اللي نزلت من عندك امبارح؟ خلي بالك، كل حاجة بتحصل عندك بتوصلني، وأنا مش فاضيلك ألمي وراكي مصايبك!"


شعر رجب أن الوقت قد توقف. كلماته كانت كصفعة أيقظته، بينما تجمعت ملامح الحقد والغضب على وجهه. أمعن التفكير: هل كانت نجوان تخبئ سراً أكبر مما كان يتوقع؟ وهل يمكن لتلك الأسرار أن تضيف إلى انتقامه طبقاتٍ من الظلام والجنون؟


قبض على مسدسه بقوة مجدداً، لكن هذه المرة، كان ذهنه مليئاً بخطط أخرى. الانتقام لا يجب أن يكون سريعاً، بل موجعاً... موجعاً بما يكفي ليجعلها تدفع ثمن كل دمعة وكل لحظة ذل مرت بها أخته وأي فتاة سقطت في شِباكها.

**********

خفض رجب مسدسه وقرر تأجيل انتقامه، فالأمر بدا أعمق مما توقع. تحرك بحذر، مقترباً أكثر من باب الغرفة، يريد أن يفهم سر نجوان وسر الرجل الذي بدا أنه يدعم أفعالها. أنصت جيداً بينما الحديث يستمر.


ردت نجوان على الرجل بغنج مصطنع، محاوِلة استرضاءه:

"يوه يا باشا، دي حاجات بتحصل غصب عني، وانت عارف إن كل البنات اتحفظت والزبائن بيدوروا على الجديد. ولما يجي بالغصب، بيكون طعمته أحلى وأغلى، وده عز المطلوب، ولا إيه؟"


ضحك الرجل بسخرية قاتلة، ثم عاتبها ببرود أربكها وزاد من توترها:

"ولما انتِ عارفة كده، مش كنتِ انا أولى بالبنت العذراء؟ اللي كانت عندك الصبح، ولا الثمن اللي اندفع فيها أغلى عندك مني؟"


سكتت نجوان للحظة، صوتها انخفض وكأنها تحاول تبرير فعلتها بقلق واضح:

يا باشا، مفيش حاجه تغلي عليك، دا انا كنت اتمني اجهزهالك علي عيني ، بس حصلت ظروف...

وكمان كان ليا غرض تاتي، اكسرها وتبقي وجه جديد ترضي الزبائن لكن طلعت ذكية ونفذت بجلدها بعد ما سلمتها لواحد هيكسرها طول عمرها


مالت عليها بتودد لتنال رضاه ومحو غضبه:

انت عارف يا باشا، ان نجوان دايمًا بشتغل علشانك، وكل حاجة بعملها بتكون لصالحك."


عقد رجب حاجبيه بشدة، الكلمات التي يسمعها كانت كقطع زجاج تمزق أحشاءه. لم يعد الأمر مجرد انتقام شخصي، بل بات أمام شبكة أوسع من الظلام والقسوة. استجمع أعصابه بصعوبة وهو يضغط على المسدس في جيبه، مصمماً على كشف كل الأوراق قبل تنفيذ عقابه.


اشتعل غضب الرجل واندفع من مكانه بعنف، صارخاً في وجهها بحدة:

"إنتِ إيه حكايتك بالضبط؟ بتخططي لإيه من يوم ما خرجتِك من قضية الآداب وإنتِ بتنفذي أوامري؟ مليون مرة قلتلك شغلك يكون في المعقول! عملتي مصيبة ورا مصيبة، وفي الآخر تجيبي بنت وتجبرّيها؟! إيه يا نجوان؟ كرهك لجنس الرجالة خلاكي تنتقمي من كل واحدة شريفة عشان تخليهم زيك؟ عايزة توصلي لإيه؟ إن مفيش واحدة تستاهل تشيل اسم راجل هو ده غرضي ؟

لا لو ده غرضك يبقي كده إنتِ شكلك اتجننتِ!"


اشتعل الحقد في عيني نجوان، وضغطت على فكها بعنف، جعلت جسدها يرتجف بالغضب وهي تصرخ بكلمات تحمل ماضيها الأسود:

ومين السبب في اللي حصلي مش راجل، كنت ست بيت وراضية بحياتي! لحد ما جوزي المفتري وقعني في مصيبة وسقطني علشان مراته الجديدة! وبعدها لفّق لي قضية زنا لما سلّمني لواحد من رجالته! عمل كده بس عشان يخلص مني وياخد مصاغي ويده للسنيورة اللي كان بيحبها. وأهلي؟ أهلي تبرو مني لما فضحني قدامهم وفضلو يضربوني لحد ما البوليس أنقذني منهظ وخدت ظلم سنتين سجن!"


ارتعشت يداها وهي تتابع بصوت مخنوق بالوجع والغلّ:

"وياريت جت علي كده وبس... لا ده وقف قدام المحكمة وأقسم إنه مكنش أول راجل في حياتي! وقال إنه قبل يستر عليا، لكنه قرف مني لما وصله خبر، بان الرجالة داخلة وخارجة عليا! ولما فكر ينضف مني، اتجوز واحدة نظيفة وطاهرة! قال علشان ربنا يبارك له في حياته!"

وانا كنت اشرف منها ومنه وفي الاخر انا اللي اتسجنت واتظلمت 


ساد الصمت للحظات، كأن الهواء في الغرفة أصبح أثقل، بينما الكلمات المريرة التي نطقت بها نجوان كانت تكشف جحيمها الداخلي. رجب، الذي كان يتلصص خلف الباب، شعر بأن الغضب الذي يغلي في صدره يتبدل بمزيج من الصدمة والشفقة، لكنه تشبث بقراره: نجوان ستدفع الثمن مهما كانت مأساتها.


جلس الرجل امامها، يتأملها بغضب مكتوم، وكأنه يحاول استيعاب حجم الشيطان الذي خلقه بيديه. قبض على ذراعيها بقوة مرة أخرى، يهزها بعنف حتى اهتزت جسدها، وصاح بصوت أشبه بالزئير:

"نجوان! انتي مجنونة رسمي! فاهمة إنك بكده مش بس بتدمري الرجالة اللي بتكرهيهم؟ ده إنتِ بتحرقي البنات اللي زيك، وبتكبري الوصمة اللي عايشة بيها! فاهمة ده؟"


تململت من قبضته، لكن عينيها بقيتا مشتعلة بنيران الحقد وهي تضحك بتهكم:

"إيه؟ خايف على الرجالة اللي زيك؟ ولا يمكن خايف من دورك اللي في اللعبة؟ اسمع يا باشا... أنا ماليش دعوة بجنس حوا! خلاص، أنا خلصت منهم يوم ما اتبريت من نفسي ومن أنوثتي! دلوقتي، كل بنت تدخل هنا تبقى وسيلة انتقام من اللي كسرني... وكل راجل يتألم يبقى انتصار ليّا!"


جلست على طرف الفراش، تحدّق في الماضي بعينين ملتهبتين بنيران الانتقام، وقالت بصوت غاضب يخالطه ألم مكبوت:

"من يوم ما ساعدتني، وأنا أقسمت أنتقم من كل راجل في الست بتاعته، سواء كانت بنته، أخته، أو مراته. هفضحهم زي ما اتفضحت، وهشوّهم زي ما تشوهت. طول ما أنا حية، مفيش واحدة هتسلم من أذيتي لو كان ليها راجل جه هنا. هكسرهم في شرفهم زي ما انكسرت في شرفي."


انقض عليها الرجل وأمسك ذراعها بقوة، يهزها بعنف، وقال بغضب مكتوم:

"فوقي يا بنت! انتِ هنا علشان شغلي، الشبكة اللي بتديريها دي أنا اللي بصرف عليها وبحميها. كل يوم تعملي مصيبة جديدة للوصول لأنتقامك؟ لا فوقي انت كده بتدمري كل حاجة بنيناها!"


توقف للحظة، ثم تابع بنبرة صارمة:

"فاكرة نفسك بتنتقمي من الرجالة؟ الحقيقة إنك بتدمري جنس حواء كله، والستات اللي بتخربي حياتهم هما اللي بيدفعوا تمن جنونك!"


ضحكت بسخرية متلذذة، وقالت بلهجة متشفية:

"وهو شرف البنت أو الزوجة أو الأخت يمس مين؟ مش راجلها اللي هيكتوي بنار فضيحتها!"


توقفت لحظة، وابتسمت بسخرية، ثم أضافت ببرود مشوب بالجنون:

"عارفه؟ انت مش محتاجة حد يفهمني، لأن نار الانتقام اللي في قلبي هي الوحيدة اللي بتدفيني. 


تزايدت ضحكاتها الشيطانية، وتابعت حديثها بنبرة تحمل مزيجًا من الانتشاء والغضب:

"عارف من امبارح لحد النهاردة، دمرت أربع رجالة. الأول سلم لي مراته، اللي ماتت في إيد الراجل اللي وصلني لبنته العذراء. وبالبنت دي، دمرت راجل تالت. أما رجب، سلم لي أخته بايده، ومن النهاردة هيعش مكسور بعد ما فضحت عرضه. ولسه، الزبون اللي هرب مني , مدبّرة له انتقام يدمره هو كمان."


توقفت لحظة، ثم أضافت بابتسامة خبيثة وشر مستعر:

"كلهم هيشربوا من نفس الكأس اللي شربت منه، وأكتر. أنا هنا علشان أكسر كل راجل وأدوس على كرامته بنار الشرف اللي بيحميه."


توقف الرجل عند كلماتها الأخيرة، ونظر إليها بعيون ملأتها الغضب والدهشة. استند بيديه إلى الطاولة خلفه وهو يحاول السيطرة على أعصابه، ثم قال بصوت خافت لكنه مملوء بالغليان:

"أربع رجالة؟ وإنتِ مبسوطة كده؟ كل مرة بتحكي فيها عن اللي بتعمليه كأنك بتاخدي حقك، لكن الحقيقة... إنتِ بتخسري نفسك أكتر!"


اقترب منها ببطء، وأمسك بذقنها ليرفع وجهها نحوه، وعينيه تنفذ إلى أعماقها، ثم أكمل بصوت صارم:

"لو كنتي فاكرة إنك بتحققي انتقامك، فإنت غلطانة! كل اللي بتعمليه إنك بتكبري النار اللي جوه قلبك... وبتتحولي لوحش ملهوش ضمير. الناس اللي حواليكي يمكن يتكسروا، لكن إنتِ... إنتِ اللي بتنهاري من جواكي."


ضحكت نجوان بتهكم وهي تسحب نفسها من قبضته، وقالت بخبث واضح:

"خايف عليا يا باشا؟ متقلقش، أنا مش هنهار، لأن كل راجل بيموت من شرف واحدة هنا... بيحيني أكتر. أنا بعيش على صوت صراخهم ودموعهم... كل ما بيتحرقوا أكتر، بحس إن قلبي بيرجع يدق تاني!"


في الخارج، كان رجب يستمع إلى هذا الحوار الشيطاني، وكأن كل كلمة تزرع خنجرًا في قلبه. قبضته على المسدس ازدادت قوة، وكاد ينفجر غيظًا، لكن فكرة الانتقام كانت تغلي في عقله. قرر أن الوقت لم يحن بعد... كل كلمة قالوها كانت دليلًا، وكل اعتراف كان وسيلة لتدميرها بطريقة أشد قسوة مما خطط له.


همس لنفسه بصوت منخفض، وعيناه تلمعان بدموع الغضب والخزي:

"مش هسيبك يا نجوان... نهايتك هتكون على إيدي، بس لازم ادمرك الاول زي ما دمرتي الكل."


تجمدت الكلمات في الهواء، والرهبة هيمنت على الغرفة. الرجل نظر إليها وكأنها مخلوق آخر، أقرب للوحشية منها للبشرية، لكنه لم يستطع إنكار شيء واحد: كانت خطتها جهنمية، وكلما زادت خسائر من حولها، شعرت أنها أقرب إلى تعويض ما فقدته.


ضرب الرجل يديه كفًا بكف، وملامحه تكسوها الغضب والدهشة:

"لا انتِ كده بتدمري كل حاجة، شغلنا كله هيضيع! اعقلي وانسي الانتقام. بس أنا مش فاهم، مين الراجل الرابع اللي دمرتيه؟ انتِ قولتي إنهم تلاتة رجالة، مين الرابع ويقرب لمين من اللي أذيتِهم يا شيطانة؟"


لمعت عيناها بشرٍّ خبيث، وارتسمت على وجهها ابتسامة شيطانية، ثم ردّت بثقة:

"ما هو ده السبب اللي خلاني مجهزتش البنت ليك. لسببين، الأول لانها كان مجبوره، مش بمزاجه زي باقي اللي بخليهم ليك. والتاني علشان اللي دفع فيها تمن ليلته الأولى كنت عايزه اكسره زي ما كسرتها؛


توقف الرجل مشدوهًا وسألها، والقلق يكسو وجهه:

"مش فاهم... يبقى مين؟ أوعي يكون الـــ..."


هزّت رأسها برفض قاطع وابتسامة ساخرة على شفتيها:

"لاء، ده أنا اللي جبته بنفسي وسلّمته البنت من غير ما يعرف... إنها !


*******

غدا ليا لقاء جديد واخير

#سلمي_سمير

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



تعليقات

التنقل السريع