رواية دلال والشيخ الفصل السادس وعشرون قلم شيماء سعيد
رواية دلال والشيخ الفصل السادس وعشرون قلم شيماء سعيد
#دلال_والشيخ
الحلقة السادسة والعشرون
........
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
قال سيدنا علي رضى الله عنه " لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فَالظلم مرتَعُه يُفْضِي إلى الندمِ تنام عَيْنُكَ والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنم"
...........
لم يصدق سفيان ما رآه بعينه وانفٖجرت الدٖماء فى أوردته وأخذ يضرب بإنفعال بيده على عجلة القيادة عدة مرات ثم أخذ يسئل نفسه بقهر: ليه ليه يا شهيرة.
أنا قصرت معاكِ فى ايه عشان تعملى كده وتخٖونينى.
ده أنا أديتك قلبى وكنت بعاملك زى الأميرة وعمرى ما هان عليه أزعلك، وانا برده اللى حققت حلمك وجبتك بإيدى هنا، يكون ده جزائى فى النهاية.
لاااا لااااا مش قادر أصدق ولا أتحمل .
ثم بدئت سيارة كريم فى التحرك وبجانبه شهيرة .
فتحرك ورائهم سفيان بقلب منفطر، لايدرى ما يفعل معهم.؟
هل يقتلٖهما معا ثم يقٖتل نفسه لإنه لن يستطيع أن يعيش بعد ما حدث.
ولكنه عاد لرشده عندما تذكر طفله سيف فكيف سيعيش عندما يخسر والديه غير أنه سيكون منبوذًا بين الناس عندما يعلموا سبب وراء قٖتل أبيه لأمه ويلقبونه بإبن الخائٖنة .
لذا قرر مواجهتها لتدرك إنه قد اكتشف خيانٖتها ثم يرمى عليها يمين الطلاق ولن يكتفى بذلك سيحرمها أيضا من ابنها الصغير سيف .
وسيلقنها درس لن تنساه هى وذلك المجرم الذى تخٖونه معه .
أما كريم فكان يختلس لها النظر بين الحين والآخر وهى بجانبه فى السيارة، أما شهيرة فكانت فى عالم آخر لا تعى ما تفعل ولا تدرك أنها على وشك فعل مصيٖبة لم تتخيليها أبدا .
لتشير إليه قائلة: ايه يا كرملة مقربناش لسه من المطعم أنا جعانة اوى .
كريم: خلاص اهو يا شاهى وصلنا ثم توقف بها أمام أحد البنايات وأمرها بقوله: يلا إنزلى يا حبيبتي.
فنزلت شهيرة وأخذت تحدق بالمكان وقالت: بس أنا مش شايفة ايُتها مطعم هنا .
كريم بمكر: لا ما أنا قولت ناكل أحسن أكل بيتى من ايد الست الوالدة وبالمرة تتعرفى عليها عشان تعرف إنى ذوقى حلو اوى فى إختيار شريكة حياتى.
عقدت شهيرة حاجبيها وقالت بإندهاش: شريكة حياتك .
كريم: اه ما أنا بحبك يا عسلية وعايز اتجوزك.
شعرت شهيرة فى ذلك الوقت بصداع شديد ووضعت يدها على رأسها واهتزت رؤيتها قليلا وشاهدت أمامها خيال بصورة غير واضحة لسفيان.
ارتبك كريم للحظات وشعر أن تأثير المخدر قد بدء يزول فأراد أن يسرع فيما خططه قبل أن تفوق كليا .
شهيرة بهذيان: تجوزنى بس أنا صراحة مش فاكرة أنا مرتبطة ولا مش مرتبطة.
فأمسك كريم يدها قائلا بمكر: ميفرقش معايا ويلا يا حبيبتي عشان أنا كمان جعان زيك هموت من الجوع ، ليجذبها من ورائه سريعا الى مصعد العمارة ومنها إلى شقته .
نزل سفيان سريعا ورائهم وعندما هم أن يدخل استوقفه حارس العمارة
رايح فين يا أستاذ؟
سفيان وصدره يعلو ويهبط: للأستاذ اللى لسه طالع من شوية .
الحارس: قصدك كريم باشا، بس لا مؤاخذة هو مش فاضى دلوقتى معاه حتة إنما إيه قمر .
فأخرجت عين سفيان بركٖاين الغضب وأمسكه من تلابيب ملابسه وصرخ: هقتٖلك معاه لو مقولتش هما فى الدور الكام حالا .
ففزع الحارس: الدور التاسع، سبنى يا بيه أنا عندى كوم لحم .
فتركه سفيان واسرع المصعد بجسد مرتجف، تأبى نفسه أن تنهمر دموعه فحاول الثبات قليلا.
أما كريم فولج شقته مع شهيرة فظهر على وجهها الخوف وقالت: هى والدتك فين مش سامعة صوتها يعنى..!!
كريم: تلاقيها نايمة يا شاهى، تعالى يلا اقعدى استريحى يا حبيبتي.
فجلست شهيرة ومازال الصداع يفتك برأسها فقالت بألم: أنا تعبانة اوى، ومش عارفه مالى، أنا عايزة أروح يا كريم.
بس مش عارفة ليه ناسيه أنا ساكنة فين .
ليقترب منها كريم بلهفة وهمس برغبة: وأنا مش عايزك تفتكرى غير كريم وبس دلوقتى يا شاهى .
ليلمس بشرتها الناعمة ونظر إلى شفتيها المرتجفة التى تهتز بخوف واقترب منها ليقبلها.
ولكنها ابتعد فجأة عنها عندما سمع طرق شديد على الباب يكاد أن يحطمه .
ففزعت شهيرة ووقفت على الفور لتختبىء فى أحد أركان الغرفة ترتعد خوفا .
زفر كريم بضيق وقال محاولا تهدئتها: أهدى يا حبيبتي ده تلاقيه الولد بتاع المكوة الرذل همشيه وأجيلك يا قمر ثم بعث لها قبلة فى الهواء واتجه لفتح الباب وهو ينفخ غضبا وعندما فتح وجد أمامه رجل طويل القامة عريض المنكبين ووجهه لا يبشر بالخير، تقذف عينيه براكيٖن الشر .
فتراجع كريم خوفا من هيئته وقال: أنت مين وعايز ايه!
فلكٖمه سفيان لكمة حطم بيها أنفه فنذف منها الدٖماء وصاح سفيان بغضب جامح: عايز أجلك .
هى فين الست هانم شهيرة ؟
صرخ كريم بألم: أنت بتتهجم عليه فى شقتى، أنا هوديك فى ستين داهية .
لم يعبىء سفيان لكلماته واندفع للداخل ليجد تلك الخائفة ترتعد فى أحد الأركان ولم يعلم لما حمد الله أنه رآها بكامل ثيابها ولكنه همس: اه معشان ملحقوش ما أنا كنت وراهم وجيت على طول.
ليصرخ فى وجهها: شهيرة !!
لتغمض عينيها وتفتحهما عدة مرات وترمش بأهدابها ثم تحدق به كثيرا وكأنها تتعرف عليه ليعود لها وعيها بعد لحظات لتصيح: سفياااان.
فصرخ سفيان بصوت متقطع من الألم: ايوه سفيان اللى دنستى اسمه وشرفه يا خااايٖنة.
ليه عملتى كده؟ ليه ؟
ده أنا طول عمرى شيلك فى عينيه الإتنين وبتمالك الرضا ويوم ما حققتلك حلمك، تعملى كده فيه .!
هى دى جزاتى، بس أقول ايه إقلب الأربة على فمها تطلع البت لأمها ، اه ما أنت بت زينب يا فااجرة.
فصرخت شهيرة بظلم: لا يا سفيان أنت بتقول ايه!
أنا مش بنت زينب ولا ناسى إنك قولتلى كده .
أنا بنتك أنت وتربينك متصدقش إنى عمل أعمل كده .
فضحك سفيان يعنى عايزانى اكدب عينيه واصدقك وأنتِ متلبسه فى شقة عشيٖقك يا مجٖرمة .
شهيرة برجاء وإستعطاف: أرجوك صدقنى أنا معرفش جيت هنا ازاى ثم بكت بقهر: صدقنى أنا مظلومة .
حرك سفيان رأسه بتهكم قائلا : دموع التماسيح، يعنى عايزة تفهمينى أنه ضربك عل ايدك .
ليتدخل كريم غير عابىء بما فعله مما زاد من إنفعال سفيان: لا يا عمنا جاية بكامل قواها العقلية، مهو أنت لامؤاخذة لو كنت راجل مكنتش جت هنا .
فضرٖبه سفيان وسدد اللٖكمات فصرخت شهيرة:سيبه يا سفيان هيموت فى ايدك .
سفيان: زعلانة على حبيب القلب، ليضٖربه ضٖربة سقط على إثرها مغشيا عليه .
ثم نظر إلى شهيرة باستحقار وبصق على وجهها وقال: أنتِ طالق يا شهيرة وملكيش عندى أى حقوق وابنك مش هتشوفيه تانى .
نزلت الكلمة عليها كالصاعقة فصٖرخت: لا كله إلا سيف أبوس إيدك متحرمنيش من ابنى .
سفيان بقهر: لا مش هتشوفيه تانى ومش مسامحك ليوم الدين يا شهيرة .
وقدامى يلا أوصلك ولا عايزة تقعدى جمب حبيب القلب لسه مشبعتيش منه ..!
شهيرة ببكاء: والله مظلومة يا سفيان، مش أنا اللى أعمل كده ومعرفش فعلا أنا جيت إزاى هنا.
ضحك سفيان ضحكة ممٖيتة: جيتى على رجلك يا هانم وكفاية دموع ملهاش لزمة وتمثيل عشان الفٖضايح.
قدامى يا بت زينب، وأنا ليه كلام تانى مع أخواتك لسه عشان يعرفوا نتيجة تربيتك وخسارة فيكى كل الحب اللى حبتهولك.
فخرجت معه شهيرة مكسورة لم تكف عن البكاء وترديد: حسبى الله ونعم الوكيل .
اللهم إنى مغلوب فانتصر .
لتعود الى بيت والدتها من جديد باكية لأنها تعلم إنها قاسية القلب ولن تحتضنها لتخفف عنها ما ألم بها، بل ستزيد من معاناتها فاستغفرت الله، استغفر الله العظيم يارب .
يارب أنت عالم بحالى واجعلى مفرج من عندك وعندما ولجت إلى البيت وجدته ساكنًا لا روح فيه .
ولم تستمع إلى صوت والدتها فأخذت تبحث عنها فى كل الغرف فلم تجدها فشعرت بغصة فى قلبها رغم كل شىء فاتصلت على أنهار سريعا:
أمى فين يا أنهار أنا جيت ملقتهاش .
ضغطت أنهار على شفتيها وهمست: أقولها ايه دلوقتى، مكنش على البال والنية تيجى فى الوقت ده.
هو مش كان سفيان محرم عليها تيجى، يا ترى ايه حصل .
القصد هقولها وخلاص كده كده هتعرف لذا قالت بحزن:
_صراحة يا حبيبتي، أمك اتزحلقت على السلم وخدوها المستشفى وشاهين معاها هناك .
فبكت شهيرة: أمى، يا حبيبتي يا أمى.
وهى عاملة ايه دلوقتى ؟
أنهار: فى العمليات لسه متصلة بشاهين وقلى.
شهيرة: وشفيق فين؟
فضحكت أنهار بتهكم: شفيق ساب أمه ورجع لعروسته عشان مستحمل بعدها يا ستى .
أغمضت شهيرة عينيها بالم وأخرجت زفيرا حارًا محمل بالهموم: من ساعة إلى حصل ده والمصايب نزلة ترف علينا .
فاستفسرت أنهار: هو أنتِ فيكِ حاجة يا شهيرة، صوتك مش عجبنى وسفيان معاكى ولا ايه.
ارتجفت شفتيها بإنهيار على ذكر سفيان وكتمت أنفاسها حتى لا تصرخ بما يجيش فى صدرها فقالت: لا مش معايا،المهم فين المستشفى اللى فيها أمى .
أنهار: مستشفى النصر، بس هتروحى لوحدك، خلى سفيان يوصلك .
شهيرة: لا أنا هروح لوحدى، سلام دلوقتى.
أنهار: هو فيه ايه بيحصل، فعلا من ساعة اللى حصل لأسماء والعيلة دى انشقلب حالها .
....
عاد سفيان مهموما إلى منزله ليستقبله طفله بدموع قائلا: هو فين ماما يا بابا مجتش ليه، واتأخرت وأنا عايزها .
فنهره سيف بغلظة قائلا بعصبية مفرطة: وأنت عايز ماما فى ايه ، مش عندك تيتا بتعملك كل اللى أنت عايزه .
مش عايزك تقول ماما تانى إنساها خلاص عشان خلاص ماما راحت عند ربنا .
فصرخ سيف وقال الدموع تنهمر منه بغزارة: لا أنت بتكدب عليه، أنت وحش بتزعقلى، أنا بحب ماما وهى قلتلى مش هتأخر وماما مش بتكدب عليه.
ماما هتيجى دلوقتى .
فخرجت إبتهال على صوت صراخ سيف مذعورة وقالت: ايه مالك يا حبيبى، حصل ايه ؟
سيف: بابا بيقول ماما راحت عند ربنا، لا ماما هتيجى دلوقتى صح يا تيتا ؟
فوضعت ابتهال يدها على فمها بصدمة ونظرت إلى سفيان الذى كانت هيئته تغنى عن السؤال، مشعث الرأس، ملابسه غير مهندمة.
وعندما شعر بنظرات والدته الحاٖرقة أدار وجهه وقال: خدى سيف يا ماما وعشيه عشان هينام جمبك الليلادى وأنا طالع استريح ولو سمحتى نأجل اى كلام لغاية ما أقدر أكلم عشان معنديش إستعداد أحكى اى حاجة دلوقتى .
وعندما أستدار ليغادر صاحت ابتهال: مراتك فين يا سفيان؟
.
فنزلت دمعة حاٖرقة من عين سفيان واستدار برأسه قليلا قائلا: زى مقولت لسيف راحت عند ربنا ماتت بالنسبالى ومش هقدر أقول اى كلمة تانى .
ثم أسرع للمغادرة لتهمس ابتهال: يا مصيبتى يا مصيبتى .
يا ترى حصل ايه لا ده أكيد عمل تانى أتعملك يا ضنايا أو عين قوية .
عشان كل الناس عارفة قد ايه هو بيعشق مراته .
.......
ذهبت شهيرة إلى المستشفى تجر أذيال الخيبة ، دموعها لا تتوقف ليس على مرض والدتها فحسب بل على شريك العمر الذى لم تعرف الحب إلا على يديه وها هو يطلقها بتهمة بشعة ما كانت أن تتخيلها حتى فى أحلامها ولكن كيف حدث هذا لتتحدث بصوت أوشك على الجنون:
أنا هجنن إزاى الزفت ده روحت معاه الشقة ، أنا مش فاكرة حاجة خالص، ارحمنى يارب وأظهر الحقيقة ، أنا مقدرش أعيش من غير ابنى ولا حتى سفيان ده أنا حبيته لا عشقته مش حبيته بس فإزاى يصدق إنى ممكن أعمل كده .
مجاش فى باله إنى مظلومة خالص.
أنا عارفة إنه غصبا عنه عشان شافنى بس كان يدينى فرصة أشرحله ويفكر شوية ده أنا شهيرة يا سفيان.
وهكذا حتى وصلت إلى شاهين الذى كان لا ينقص وجعا عن شهيرة بعد أن علم من الطبيب أن والدته قد أصيبت بشلل ولن تستطيع المشى مرة أخرى ، والأسوء من ذلك إنها قد فقدت النطق اى أصبحت عاجزة عن الحركة والكلام .
فأخذ يردد بقهر: لا حول ولا قوة الا بالله .
أمى اللى كانت عاملة زى الجبل تنهد مرة واحدة كده، سبحان من له الدوام .
حكمتك يارب، لعله تغفير ذنوب، ربنا يسامحك يا حجة .
شهيرة بصوت منبوح من البكاء: شاهين .
فالتفت لها شاهين بقلب منفطر ولم يستطيع كبح دموعه أمامها وقال وهو يحتضنها: أمك أتشلت يا شهيرة .
فبكت شهيرة على صدره: معقول يا شاهين أمى اللى مكنش يتهز منها شعرة تقع كده مرة واحدة .
شاهين: سبحان الله المعز المذل، وأنا كان قلبى حاسس أن هيجى عليها اليوم ده عشان ظلمت كتير بس مكنتش عارف إنه هيجى بالسرعة دى .
ابتعدت عنه شهيرة واستطردت بقهر: فعلا الظلم صعب اوى يا اخويا ثم انهارات فى البكاء .
لتتابع بغصة مريرة: وأختك النهاردة اتظلمت بسبب واحد خٖسيس وسفيان طلقنى بسبب وحرمنى من ابنى يا شاهين .
أنا عايزة أشوف ابنى يا شاهين .
أبوس إيدك يا اخويا كلم سفيان واترجاه أشوف ابنى وميحرمنيش منه .
ليفتح شاهين عينيه على مصرعيه قائلا بهسيس: مين الخٖسيس ده وحصل ايه يا بت ابويا عشان جوزك يطلقك بسببه.
لتزداد دموع شهيرة، فصرخ بها شاهين؛ هتنطقى ولا أدٖفنك مكانك هنا.
ماهو مفيش بعد الشرف يا شهيرة، عشان أعرف ارد وأتكلم مع ابن عمك بدل ما أحط راسى فى الطين .
دافعت شهيرة عن نفسها : وأنت تصدق يا اخويا إنى ممكن أعمل حاجة تخليك تمشى موطى راسك .
أنا إنضحك عليه أقسملك بالله ولقيت نفسى فى شقة واحد زميلى وفجأة لقيت سفيان فوق راسى .
فوضع شاهين يده على رأسه الذى كاد أن ينفجٖر من شدة الغليان ثم رفع يده وهم أن يصفعها حتى إنها من الخوف وضعت يدها على وجهها، فتراجع لرؤية الخوف فى عينيها فقال بخفوت: عايزك تحلفى على المصحف أنه إنضحك عليكِ مش نفسك اللى غوتك يا شهيرة.
شهيرة: أقسملك بكل ايمانات الله يا اخويا أنا معرفش روحت إزاى معاه أنا كنت تايهة وحاسة انى فى دنيا تانية ومفوقتش الا وسفيان فوق راسى.
أغمض شاهين عينيه بألم وقال بغصة مريرة: وسفيان شافك على أنهى وضع، فهمانى.
شهيرة: بالستر أقسملك بالله، كنت بهدومى وحجابى واسئله .
فتمتم شاهين: الحمد لله.
يبقا تحكيلى يومك من أوله حصل ايه وشربتى ايه ؟
فقصت له شهيرة ما حدث معه وحديثها مع سالى ثم وجدت نفسها مع كريم .
فاحمرت عيني شاهين من الغضب وقال بإنفعال: يبقى البت دى شريكة معاه وشكلها بت حرام وحطتلك حاجة فى الشاى.
وقعتها مربربة وهجبها وهجيبه أفرمهم مع بعض, لغاية ما يعترفوا بالحقيقة.
شهيرة: ياريت يا اخويا الا حاسه إنه هيجرالى حاجة .
لامس شاهين الصدق فى عينيها ونبرة صوتها فطمئن قلبه، ومد ذراعيها لها فألقت بثقل قلبها عليه، ليهمس: متشليش هم طول ما أخوكِ موجود على وش الأرض.
...........
وجدت دلال أحمد يهمس بإسمها بعذوبة لأول مرة كأنه سيمفونية خلقت من أجلها هى " دلال" .
لتجيبه فى الحال: مولانا ، وعيون وروح دلال .
ثم سارت إليه ومع كل خطوة كان يشعر أحمد أنه سقط غريقا ولا أمل له فى النجاة تلك المرة من براثن تلك الغاوية
اقتربت منه دلال حتى بات لا يفصل بينهم شىء فاختلطت أنفاسهم فتعرق أحمد وهمس: دلال أنااا
دلال بنظرة تحمل كل معانى الحب والإشتياق: قولها يا أحمد، قول إنك بتحبنى ومتخفش أنا بعهدك إنى هكون زى ما بتحب واكتر ومش عشانك عشان أنا فعلا عايزة ده .
أنا بحب ربنا اوى، لإنه حنين وعطانى أكبر نعمة فى حياتى وهى أنت يا حبيبى .
فابتسم أحمد لتشرق شمس دلال بعد سنين من الظلام وهمست: يعنى خلاص هتعترف انى فى قلبك يا روح الروح فخرجت تأويهه حارة من جوفه أعقبها قبلة طويلة منه اختلطت بها مشاعر الحب والشوق والرغبة، ليبتعد عنها قليلا ليسمح لها أن تلتقط أنفاسها فوجدها قد تلون وجهها بحمرة الخجل واخفضت رأسها فتعجب ولامس أسفل وجهها لتنظر إليه فقال بعشق ضارى: أنا مش بحبك بس يا نبض القلب وروح الروح أنا بعشقك من أول يوم شوفتك فيه .
بس قوليلى أنتِ بتعرفى تكسفى اهو زينا ووشك بيحمر من مجرد قبلة يا أخت دلال .
فوضعت دلال يدها على فمه وطلعت حروفها من جوفها بمرارة: أرجوك متكملش يا أحمد عشان بجد لو زعلت منك تانى مش هتلاقينى.
ولأخر مرة هقولك إنى شريفة عمرى ما حد لمسنى وأنت أول راجل يدخل قلبى وحياتى.
لمعت عين أحمد بالفرحة وصدق ظنه إنها صادقة ولذلك تزوجها ولكن الشيطان تمكن منه لذلك كان يقسو عليها بكلماته ليحرمه من السعادة ويشعره بالحزن هكذا هو يفعل بالمؤمن ولكن يكفى ولن يستسلم له مجددا وسيبحر معها فى عالم الأحلام الذى تمناه بالحلال الطيب مع من خطفت قلبه وعقله لذا همس بجانب أذنها فجعل جسدها كجٖمرة من ناٖر ولن يطفىء هذا الحريق الا الإبحار بسفينة العشق الضارى.
أحمد بعشق: وأنا عايز اتأكد بنفسى ممكن .
فضربته على صدره ضربه خفيفة بدلال وقالت بتغنج: مش عيب كده يا مولانا الشيخ أحمد .
فضحك أحمد حتى سمع صوت صدى ضحكته الرنانة فى أرجاء الفيلا، فانشرح قلب عفاف وقالت بفرحة: الحمد لله، اخيرا يا ابنى الفرحة هتدخل قلبك بعد سنين الحرمان .
ثم ضحكت واستطردت: عفارم عليكِ يا دلال .
ثم طالعت شمس بحب عندما وجدتها هى أيضا تبتسم وتذكر اسمه: أحمد أحمد .
فضحكت عفاف وقالت بمرح: هيجى يا حبيبتي دلوقتى بس يخلص المأمورية الصعبة اللى هو فيه، عريس بقا ربنا يفرحه.
ثم تذكرت تميم فعاد لها العبوس وهمست: كان نفسى أنت كمان يا ضنايا قلبك يفرح كده، بس النصيب غلاب والغلبان غلبان من يومه وبخته قليل .
ربنا يسامحك يا أسماء،وشوفتى نتيجة اللى عملتيه مع تميم .
لتستغفر سريعا قائلة: استغفر الله العظيم، اللهم لا شماتة .
عشان بجد صعبانة عليه تجوز واحد زى شفيق ده، مش عارفة بجد اللى السبب اللى رماها عليه .
.....
مازال العاشقان يبحران فى بحر الحب حتى اتضح له بالفعل أنها كانت عفيفة ولم يلمسها رجل سواه.
فشدد من ضمها إليها وهمس: أنا آسف عن كل كلمة جرحتك بيها يا حبيبتي.
أخفضت دلال عينيها بحرج ثم همسات: اتأكدت دلوقتى إنى شريفة .
فداعبها أحمد بقوله ضاحكا: اه بس يعنى مفيش مانع أتأكد تانى، زيادة الحب حبين .
لتضحك دلال ليصيح أحمد: يا قوى .
ثم استطرد بحب : بحبك يا عمرى ويا فرحة سنينى الجاية .
وهكذا إنقضت أجمل لحظات السعادة .
ليهمس أحمد: بحبك بحبك بحبك بحبك .
فضحكت دلال: ايه كل ده هو الشريط سف ولا ايه يا مولانا .
فضحك أحمد: ايه مليتى من أولها مش كنت هتموتى واقولك بحبك يا دولى.
داعبت دلال أنفه بخاصتها وأجابت: هو أنا كنت هموت بس كده بالساهل، ده انت كنت هتشلنى يا جدع وكنت هموت ناقصة عمر.
أقولك صراحة يا مولانا، فانتبه أحمد لها واومأ برأسه قائلا: قولى يا أخرة صبرى ونصى الحلو وعمرى كله .
رمشت دلال بإهدابها كثيرا لتقول بحرج: يعنى أقول إزاى بعد الكلمتين الحلوين دول يا عم الشيخ .
فضحك أحمد: شيخ ايه بقا ما خلاص، أنا بقيت باد بوى، ما تجيبى بوسة الأول .
دلال: لا إستنى لما أقول يمكن تغير رئيك .
صراحة يعنى أنت كنت غتت غتاتة ومش عارفه أنا إستحملتك إزاى كل ده، بس عشان بحبك .
صدق المثل اللى بيقول، حبيبك يببلعلك الزلط وعدوك يتمنالك الغلط .
جحظت عين أحمد قائلا بدهشة: أنا غتت يا دلال .
لا أنتِ لازم تتعاقبى عقاب جامد.
فقامت سريعا تركض دلال ظنا منها أنه سيعاقبها بالضرب بالفعل : لا خلاص توبة يا مولانا .
فضحك أحمد: لا طلعت حمش يا أحمد ودبحتلها القطة من اولها وخايفة منك اهى وفاكرانى هضربها ومتعرفش أنى نيتى عقاب من نوع تانى لذيذ مسكر .
فقام وركض ورائها حتى أمسك بها.
دلال بخوف: لا يا أحمد ارجوك اوعى تمد ايدك عليه .
فابتسم أحمد وقال: ليه فكرانى مش راجل .
لأن مفيش راجل أبدا يمد أيده على وحدة ست ضعيفة .
حبيبنا النبى عمره ما عملها، صلى عليه .
فتمتمت دلال: صلى الله عليه وسلم
بس أنت قولت هتعاقبنى وأنا كنت بهزر معاك يا شيخ .
ففجائها أحمد بقبلة طويلة أذهبت خوفها ليبتعد قليلا لتلتقط أنفاسها فهمس بحب: اهو ده العقاب لو طولتى لسانك تانى .
فضحكت دلال: لا كده أموت أنا فيك يا مولانا .
ابتسم أحمد ثم فجأة غابت ابتسامته وصمت، فتعجبت دلال وقالت باستفهام: ايه يا مولانا مالك.
ما أنت كنت كويس ولا وحشك النكد .
ابتسم أحمد بوهن وقال بحزن: دلال معلش ممكن نلبس عشان نشوف شقة مناسبة نعيش فيها أنا وأنتِ يا حبيبتى .
دلال بإندهاش: شقة ايه يا عسل ونسيب المكان الجميل ده وكمان هنا فيه مامتك وعمتو ، فهنروح فين ونسبهم .
طأطأ أحمد رأسه وقال بحرج: لأن المكان ده مش ليكى
ده ......
ثم قطع حديثه وصول رسالة من أسماء تقول فيها:
عامل ايه يا ابن عمى، كنت عايزة اقولك إنى أخدتلك حقك من شفيق لما كتبلى كل ماله بيع وشراء.
وكده حقك فى ورث أبوك معايا دلوقتى وهكتبلك بيه تنازل وتقدر تيجى تاخد منى ورقة التنازل فى اى وقت يا ابن عمى، بس ياريت تدعيلى ربنا ربنا يعوض عليه زى ما ربنا عوض على أشجان بيك يا أحسن ابن عم فى الدنيا .
ابتسم أحمد وحمد الله على كرمه وعوضه ولكن هناك غصة مريرة فى حلقه حين سئل نفسه:
مش عارف ليه اتجوزتيه وأنتِ عارفة ومتأكدة أن انسان سفيه ربنا يهديك يا شفيق وكانت أختك قدامك عظة .
الحكاية فيها حاجة مش قادرة افهمها أو بمعنى أصح مش قادر اتخيل أنه حصل من شفيق ..
لااا استغفر الله العظيم معقول، ربنا يسترنا دنيا وآخرة .
......
فى مكان أخر عن تقى وتميم
تميم: بقولك ايه يا ست البنات، ما تيجى نعمل عمرة أحسن من الفرح عشان ربنا يبارك لينا فى حياتنا مع بعض وقادر كمان بالدعاء هناك يشفيكِ يا حبيبتي.
تهلل وجه تقى وقالت بسعادة: ياريت يا تميم.
ثم تفاجىء بها تسجد لله وتبكى وسمع همسها: ياااه يارب على كرمك وعطفك وحنيتك عليه، حققتلى كل أحلامى واستجبت دعائى اللى قعدت ادعيه سنين اتجوز اللى بحبه وبدل الفرح عمرة.
فلمعت عين تميم بالدموع وحمد الله أنه رزقها زوجة صالحة مثل تقى ودعى الله ان يشفيها من أجله .
قامت تقى وأمسكت بهاتفها، فسئلها تميم: ايه هتكلمى مين ؟
تقى بفرحة: ياسمين طبعا، هفرحها وانا عارفة هتشبط هى كمان وكده هاخد ثواب مضاعف .
فضحك تميم: بس يعنى عم شيكو هيوافق..؟
ده راجل بيحب الفرفشة وبيحلم بيوم الفرح عشان يهيص ويرقص وبعدين يدلع نفسه.
لكن العمرة مش هيكون فيها دلع، دى عبادة إلا لما ينهى إحرامه .
فضحكت تقى: والله عندك حق .
على العموم أنا هقولها وهى تبلغه ونشوف الدنيا
وهيقولها ايه ..؟
يا ترى شيكو هيوافق ولا ايه ؟
وأحمد عايز يدور ليه على شقة
اكيد عارفين صح 🤭
وايه رئيكم فى عقاب زينب ويا ترى هتندم ولا الطبع غلاب ؟
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق