رواية بعشقك طامعه الفصل الأول والثاني والثالث بقلم مروه محمد
رواية بعشقك طامعه الفصل الأول والثاني والثالث بقلم مروه محمد
الفصل الاول �
في فيلا الشريف يوجد رجل بعمر السبعون عاما وهو الحاج غالب الشريف يبدو علي وجهه اثار الحزن العميق بسبب حادثه تمت منذ سبع سنوات فقد فيها ابنيه غازى ونديم ومنذ هذه اللحظه عاش ميتا وقام بعمل توكيل بادارة المصانع الي زوج ابنته الوحيده ساميه الرجل الغير مناسب لابنته وعائلته ضياء الغريب وهو اسم علي مسمي فهو رجل غريب عنهم تعرفت عليه ساميه ولانها شخصيه طيبه للغايه استطاع ان يفرض شباكه عليها ويوصل الي هدفه وهو الزواج منها طمعا في الثروة...بعد مرور السبع سنوات وما تم فيهم باشياء لا يدرى عنها الحاج غالب شيئا جاءه اتصال من ابن اخيه و زوج خاله حفيده غيث الذي كان في الحادث مع ابيه وعمه ولكنه نجا من الحادث ولكن للاسف الشديد اتاه انهيار عصبي حاد ادي الي تلف جزء بسيط من المخ فاخذته امه الي اختها في فرنسا لكي يتم علاجه ...رد الحاج غالب علي الاتصال من يحيي بضعف ووهن قائلا
=اهلا يا يحيي ...انا خلاص ما اقدرش افيدك بحاجه في شغل المصانع ...لو عايز مساعده اتصل بضياء جوز بنتي .
هتف يحيي باصرار وقال
=ضياء مين يا حج غالب ...ضياء خلاص عمال يقفل المصانع لحسابه ...ما فضلش غير انه يورث حضرتك واحفادك بالحيا.
ابتسم غالب بمرارة وقال
=اهو ده اللي كنت خايف منه ...بس كان عندي امل يتغير بعد ما يملك كل حاجه ...بس هقول ايه ما هو غريب فعلا ولا نعرف اصله من فصله .
زفر يحيي بحنق وقال
=ودلوقتي هنعمل ايه يا حج غالب ...لازم نتصرف وباسرع وقت ...انا اللي عليا عملته منعت اي حد يتعامل معاه في الصفقات المشبوهه.
ابتلع غالب ريقه بمرارة وقال
=ده ذنب ضحي وابنها ...لما بعدتهم عن هنا ...كان لازم اسيبهم لغايه ما يتفضح قدام بنتي ويطرد .
رد يحيي بلطف قائلا
=اللي عملته زمان عين العقل يا حج غالب ...لان اللي كان هيتفضح هي ضحي مش هو ...هو كان هدفه يمتلك ضحي علشان ياخد ورث ابنها .
اغمض غالب عينيه وانسابت منها الدموع وقال
=يحيي انا عاوزك تخلي ضحي وغيث يرجعوا ...وخلي مراتك وابنك يرجعوا معاهم ...وعايزك انت كمان جمبي يا يحيي .
جحظت عيون يحيي وقال
=حاج غالب انت بتقول ايه ...ازاي غيث هيرجع قبل ما يكمل علاجه ...انت نسيت مرات عمه عايرته ازاي اخر مرة وقعدت تقول عليه غيث الاهبل .
ثم استطرد قائلا بحرج
=وبعدين ما تأخذنيش يا عمي...مش انت اللي طردتهم علشان ساميه وضياء...تفتكر هينزلوا من كرامتهم وينزلوا ؟
اغمض غالب عينيه بحزن دفين وقال
=غيث لازم يرجع يا يحيي ...وانا اقدر اخرص لسان غصون وغيرها ...ده حفيدي الكبير اللي يمتلك اكثر من نص ثروتي ...ولو ضحي مرضيتش قولها عمك غالب بيترجاكي وبيقولك سامحيه وأنا واثق انها هتوافق دي تربيتي يا يحيي.
ابتسم يحيي بانتصار وقال
=حاضر يا حج غالب ...انا هبلغ ضحي بقرارك ...وكلنا هننزل مصر قريب وهنكون تحت امرك .
تحدث غالب بضعف وقال
=الامر لله وحده ...حفيدي هينور املاكه ...واحنا كلنا اللي هنكون تحت امره .
ما ان انهي مكالمته حتي اتي ضياء زوج ابنته ساميه مرحبا بحماه بكل خبث قائلا
=ازيك يا حج غالب ...ليه قاعد في البرندا كده تاخد برد ...احنا محتاجين صحتك .
رد عليه غالب بجمود قائلا
=فين شادي ابنك ...مش المفروض يرجع معاك من المصنع ...ولا لسه بيدور وبيتسرمح مع البنات .
رد عليه ضياء بمكر قائلا
=هعمل ايه في الواد ده ...جالبلي الكلام ديما ...الحل الوحيد اني اجوزه ويستقر كده ويشتال مسؤوليه بيت وزوجه واولاد .
هتف غالب بغل وحقد مكبوت قائلا
=زوجه واولاد ...وابنك بقي مين اللي ترضي بيه وهو بالوضع ده ...لو بنتي عمرى ما ارضي بيه .
ابتسم ضياء بسخريه وقال
=انا لو عندي بنت اجوزها ليه...شادي من النوع اللي بيتغير بعد الجواز ...احسن ما يكون ملتزم ويتنمرد بعد كده .
هنا دخل عليهم شادي بعد سماعه لما دار من حديث بين جده ووالده وعزم امره ان يتدخل في الحديث يسبق والده قبل ان يقوم بتعريف جده عن هويه العروسه المنتقاه له .
ذهب الي جده واحتضنه وهو مبتسما وتحدث بادب وهدوء قائلا
=انا هسمع كلامك بعد كده يا جدي ...وهبقي انسان ملتزم ...ومن بكره هنزل المصانع اباشر الشغل .
تنهد غالب وقال
=اه بمناسبه الشغل ...غيث راجع قريب ...وعايزك تمسك بنفسك شغله لغايه ما يرجع .
اتسعت حدقه عيون ضياء وفرجت شفتيه قائلا
=وهو هيقدر لما يرجع يمسك حاجه ...ولا هو اتعالج خلاص ...وبعدين انا ماسك كل الشغل بنفسي ايه اللي جد يعني .
نهض شادي من مكانه واتجه ناحيه والده يغمز له بمكر قائلا
=انا هعمل اللي يقوله جدي ...انت كمان يابابا لازم تنفذ اوامر جدي ...احنا كلنا هنا موجودين علشان نريحه مش نتعبه .
اقتضب وجه ضياء وهمس بخيبه امل لفشل مخططاته قائلا
=انا اسف يا حج غالب ...انا كان قصدي مش نتعب غيث وخصوصا في حالته بس طالما دي رغبتك كلنا موافقين ...عن اذنك انا هطلع ارتاح من تعب الشغل .
انصرف ضياء يزفر بحنق وغيظ لفشل مخططاته ودنا شادي من جده يبتسم له قائلا
=انا من ايدك دي لايدك دي يا جدو ...قولي انت عايز اعمل ايه وانا هعمله ...انا ابن حبيبتك برضه .
بعد مرور اسبوع
اتي كلا من غيث ووالدته ضحي واختها بثينه وزوجها يحيي وابنهم حمزة ...استدعي الحاج غالب كل افراد الاسرة للترحيب بهم ...صعد شادي الي غرفه قمر بناء علي امر من والده ليحثها علي النزول الي الاسفل لاستقبال ابن عمها ...دخل شادي غرفه قمر دون طرق الباب وجدها ترتدي فستانا باللون الفيروزى قصير وبحمالات وضيق من الخصر ينسدل باتساع الي اسفل ركبتها بشئ بسيط يجعلها مثل الاميرات حيث كان تمتاز ببشرة بيضاء ناصعه وعيون بنيه فاتحه وشعر برتقالي لذلك من لحظه ولادتها اسماها والدها قمر الزمان ...تنهد شادي قائلا
=اتفضلي يا سمو البرنسيس قمر الزمان ...انزلي تحت ...جدك مستدعينا كلنا . علشان ابن عمك المجنون وصل.
استدارت همس تنظر اليه بغضب وتزفر بحنق قائله
=هو انا مش قلتلك ميت مرة تخبط علي الباب ...ليه مصمم تعصبني ...ده انا اختي همس متعملهاش معايا .
رد عليها بنفس غضبها قائلا
=في ايه يا قمر هو انتي كل اما تشوفيني تتنرفزى ...وبعدين احنا في حكم المخطوبين ...ايه يعني لما ادخل من غير ما اخبط .
هزت قمر راسها بالرفض وشددت علي حروف كلماتها قائله
=مفيش حاجه اسمها حكم مخطوبين ...حتي لو مخطوبين ...ده ميعطيش ليك الحق تدخل عليا اوضتي وقت ما تحب .
اقترب منها شادي وهمس في اذنها كفحيح الافعي قائلا
=متبقيش تزعلي لما انفر منك ولا ابعد عنك...انتي مش وش نعمه ...غيرك بس يتمني ابص في وشه.
ازاحته قمر وابعدته بكلتا يديها وجزت علي اسنانها قائله بغيظ
=انا مش زى غيرى ...انا بحافظ علي نفسي ...انا لو زى غيرى كنت ضيعت نفسي معاك من زمان .
انفعل شادي وقال بسخريه
=للدرجه دي حساه انك لو قربتي مني زى اي اتنين بيحبوا بعض ...يبقي بضيعي نفسك ...معني كده انك عمرك ما حبتيني .
رفعت قمر انظارها الي شادي قائله بتوتر
=انا بحبك يا شادي ...بس لازم يكون في حدود في علاقتنا ...لغايه ما الموضوع يبقي رسمي بينا .
تحدث بنبرة مرتفعه قائلا
=وانا هستني كتير لغايه ما الموضوع يبقي رسمي ...كل يوم ابقي عايز اروح لجدي واطلبك منه ...حضرتك بتأجلي ليه مش عارف .
بدات قمر تلعب باصابعها بتوتر فهي عاده منذ الصغر عندما تريد الهروب من اي موضوع ...تلعثمت وقالت
=ما انت شايف ...جدي كان تعبان ...وابن خالك اللي جدك امر انه ينزل مصر فجأه فمكنش ينفع نتكلم في الموضوع ده قبل كده .
سالها شادي بحزم
=قمر انتي بتحبيني ولا انا مفروض عليكي ...ولو مفروض عليكي ...مين اللي فرضني عليكي والدتك صح؟
توترت قمر من سؤاله وردت بصوت منخفض وقالت
=لا طبعا ...اكيد محدش فرضك عليا ...انا بس حاسه ان في حاجه هتحصل ايه هي مش عارفه .
ابتسم شادي واقترب منها ليهدئها وهي تبتعد الا ان تم طرق الباب عليهم ليدلف ضياء يستعجلهم للنزول وما ان وجدهم بهذا الوضع انفجرت اساريره فبهذا يتحقق مبتغاه حيث ان قمر وهمس يمتلكون جزء من الثروة اكثر من جزء زوجته ..ابتسم لهم بسماجه وقال
=قمر حبيبتي ...ايه الجمال ده ....خسارة تنزلي تحت وتلوثي عينيكي بالمناظر المقرفه .
نظرت قمر الي شادي نظرات غيظ بسبب ان والده رائهم في ذلك المنظر وقالت
=اتفضل حضرتك انت وشادي ...وانا هدخل التواليت ...ونازله وراكم .
خرج شادي بالاول ولكن ضياء كانه له راي اخر حيث انه ود التحدث مع قمر في امر مهم ...نظرت له قمر بتفحص وقالت
=في حاجه يا انكل ...علي فكرة انا مكنتش حابه حضرتك تشوفنا بالمنظر ده ...بس صدقني انا مليش ذنب .
ضياء بخبث ومكر
=انا عارف ان ملكيش ذنب ...بس هنقول ايه ...الحب يعمل اكتر من كده .
ردت قمر بتوتر
=الحب لازم يكون في حدود ...ياريت حضرتك تفهم الكلام ده لشادي ...مش معني اننا بنحب بعض يبقي في تساهل ما بينا .
ضياء بنبرة منخفضه
=ايه رايك نستغل الظروف اللي تحت ...واطلب ايدك لشادي من جدك ...اظن كفايه تأجيل بقا.
تحدثت قمر ببرود وقالت
=مش هتفرق يا عمو ...النهارده من بكره قريب ...بلاش استعجال .
تحولت ملامح ضياء الي غضب وقال
=احلي حاجه فيكي انك مبتحبيش تستعجلي امورك ...عندك حق ...في العجله الندامه .
قمر بنفس برودها
=فعلا في العجله الندامه ...محدش عارف بكره مخبيلنا ايه ...لازم نتحلي بالصبر .
تركها ضياء وخرج لتستعيد ذكرى كانت منذ سبع سنوات عندما تعرض والدها وعمها وابن عمها الي حادث اليم ادي الي وفاة والدها وحبيبها الاول فهي مدللته حيث كانت عمره بالثالثه عشر الا وهو سن المراهقه تركها لتتخبط في حياتها هي واختها تمنت ان تموت مع والدها بهذا الحادث ولكن شاءت الاقدار تركها في عالم غريب ...تركها لام لا تريد من الحياة الا الثروة ...تتذكر كيف قامت والدتها بصفع ابن عمها لظنها منه انه المتسبب في الحادثه وتمنيها دائما ان يموت معهم ...تتذكر كيف قامت بطرده هو وامه ونعته بالاهبل ...تتذكر انهيار جدها بعد موت ولديها ...شبت قمر وترعرت ولم تجد امامها الا شادي يوجهها رغم ان توجيهه لها احيانا ينحدر بها الي الاسفل ...قوت قمر نفسها بنفسها وتعلمت المبادئ والقيم من خارج هذا البيت وان تعلمت شئ من داخله فهي ترجع الفضل لعمتها ساميه والده شادي حيث احتضنتها منذ الصغر وحاولت ابعداها كثيرا عن محيط امها هي واختها ...اختها اااه من اختها همس الكلمات *
بالاسفل كانت تجلس ضحي والده غيث بجوار ابنها واختها بثينه وزوج اختها يحيي وابنه حمزة ...خرج الحاج غالب من غرفته ليجد بثينه تنتفض وتهرول اليه وتاخذ بيده لتجلسه وتقبل يده علي عكس ضحي تماما لم تحرك ساكنا تنظر اليه بكل جمود وبرود لانها ما زالت تتذكر طرده لها من هذا المنزل حفاظا علي حياة ابنته الزوجيه ...تحدثت بثينه بنبرة حنونه وقالت
=وحشتنا اوى يا عمي غالب ...اخيرا سمحتلنا بالزيارة ...شوف ابني حمزة كبر وبقا راجل قد الدنيا ازاي .
نهض حمزة من مكانه وذهب الي الحاج غالب يقبل يده ويقول
=انا حمزة ...انا فاكرك كويس يا جدي ...وبجد وحشتيني انا كمان ...شوف انا بقيت راجل ملوى هدومي ازاي لا وكمان بقيت دكتور نفسي .
هبطت ساميه الي الاسفل واستمتعت الي حمزة وتمنت ان يكون هو غيث ولكنها ادركت حقيقه الموقف عندما وجدت ضحي وغيث يجلسان بعيدا ...تقدمت اليهم بهدوء وصافحت حمزة وقالت
=علي كده بقي ...وديعه بنتي هتفرح جدا ...لانها لقت نفس تخصصها
كاد حمزة ان يسألها عن وديعه فهو يتذكرها بعض الشئ ولكن اقتحم عليهم المجلس يكل برود وسخريه شادي ليقول بنبرة لاذعه
=علي كده بقا المجانين بقوا تلاته في العيله ...اللهم احفظنا ...ويخرجنا منها علي خير
لتنهض ضحي من مكانها قائلا
=انا غلطانه اني رجعت تاني للمكان المقزز ده ...الظاهر ان ابوك معرفش يربيك ...علشان تتريق علي خلق الله.
هنا سمع صوتها ضياء وهو في طريقه للنزول من غرفه قمر لتتعالي دقات قلبه فهو يعشق ضحي حتي الثماله وكان يتمناها من ذي قبل ...هبط سريعا وتقدم اليها واخذ يدها ليصافحها قائلا بهدوء
=حمد الله علي سلامتك يا ضحي ...انا اسف بالنيابه عن شادي ...هو يقصد اخته وديعه .
هنا خبط الحاج غالب بيده علي الطاوله بغضب لكي يتراجع ضياء عن افعاله وتحدث بهدوء ورزانه قائلا
=اقعد يا ضياء جمب مراتك ...وانتي يا ضحي اقعدي جمب ابنك ...ونورتي بيتك يا مرات ابني من زمان محسيتش ان ليا مرات ابن.
هنا ظهرت غصون علي الشاشه وهي زوجه ابنه الثاني ووالده قمر وهمس وربعت ذراعيها ونظرت الي الحاج غالب وضحي نظرات استهزاء قائله
=ايه اللي بتقوله ده ياحج ...من زمان محستش ان ليك مرات ابن ...اومال انا ايه علي الاقل عندي بنتين يتقالوا بالدهب ...مش هبل وضاربهم السلك .
ليرفع غيث راسه بسرعه وينظر لها باعين حاده ويقلب طاوله الانتريه ويتقدم منها مثل المجنون ويمسكها من تلابيبها قائلا بصوته المتقطع
=ببب...سسسس ...اسسسكتتتتي ....انا اعقل مننننك.
لتهبط قمر سريعا الدرج لتدافع عن امها وتفصل بينهم وكادت ان تتحدث ولكن عندما وقعت عيناها في عينيه الزرقاء تذكرت كل احداث الماضي بينهم ...تذكرت طفولتها معه ...هو لم يتغير كثيرا ما زال محتفظا بجماله وشعره البني ..نعم طول كثيرا ولكنه مثل ما كان اخر مرة راته بها يوم وفاة والدها ...هو ايضا توقف الزمن لديه وظل ينظر لها علي انها اضغاث احلام له لم يستطع تفسيرها ...افاقت من شرودها علي صوت نهجان صدره لتخبطه فيه وترجعه للخلف قائلا بقسوة
=انتي جاي بعد اللي عملته زمان ...تعملنا مشاكل ...اياك تمد ايدك علي والدتي مرة تانيه .
لتتدخل اختها همس مدافعه عنه لان الكوره اصبحت في ملعبها فهي تريد اقصاء اختها عن شادي ليبقي لها شادي بالاخير
=ايه يا قمر من امتي واحنا بنبقي قاسيين مع اللي زيه كده ...اكيد ميقصدش يعمل كده مع مامي...اقعد يا غيث متزعلش منه دول ناس وحشيين.
جاءت وديعه من عملها لترى طريقه تعاملهم مع غيث لتتوجه اليهم بنظرات حاده قائله
=انتو ايه خلاص مفيش في قلبكم رحمه ...دي طريقه تعامل مع حاله زى دي ...هقول ايه انتو ايش فهمكوا في الطب النفسي
لينبهر بها حمزة ويغمز لوالده ليتحدث والده بنبرة فخر
=احييكي يا بنتي ...ونعم التربيه يا ساميه ...علي فكرة حمزة ابني في نفس تخصصي
ليقاطعه حمزة قائلا بنبرة مرحه
=نفسي اعرف ليه مصرين تعرفوني علي الناس ...سيبوني اخد فرصتي ...واتعرف علي الناس براحتي .
وتقدم من وديعه قائلا
=انا حمزة ...دكتور مجانين ...ومستعد ابقي مجنون لو انتي اللي هتعالجيه
ابتسمت وديعه ابتسامه خافته وقالت
=انا مش دكتورة ...انا مرشده نفسيه ...واتشرفت بمعرفه حضرتك.
ليتحدث شادي بنبرة مستهزءه ويقول
=واحنا بقي اكياس الجوافه ..قاعدين وسطيكم ...مش صح يا جدي.
نظر له جده بغضب وقال
=احترم نفسك يا شادي ...وراعي وجودي ...وانتي يا وديعه من بكره هتباشرى مع الدكتور حمزة علاج غيث ...عايز غيث يرجع زى الاول واحسن كمان .
لتنتفض وديعه من السعاده فهي تعشق اي شئ يقربها من غيث فقالت
=احنا تحت امرك يا جدي ... واوعدك ان غيث هيرجع زى ما كان ...انا قدها وقدود .
نهض الحاج غالب من مكانه وتوجه الي ضياء قائلا
=خد مراتك وارجع الشقه بتاعتكم ...البيت معدش هيستحمل وجود تلات عيلات في بعض ...اظن انت فاهمني كويس .
=غصون ...تلزمي حدودك مع ضحي وغيث ...والا انتي عارفه .
=قمر ...حبيبه جدها هتاخدي خالتك ضحي وغيث ابن عمك ...تطلعيهم اوضهم الجديده
كادت قمر ان تعترض ولكن جدها اضاف
=انا الكل هنا ينفذ اوامرى ...ممنوع لحد الاعتراض ...انا لسه ماموتش.
اخذ ضياء زوجته وابنه وعادوا الي شقتهم القديمه طوال الطريق كان ضياء شاردا فيما حدث ومقابله ضحي واوامر غالب ذلك الرجل الذي استشعر يوما ما انه مات وهو ما زال علي قيد الحياه افاق من شروده علي سؤال شادي له
=مالك يابابا ؟ليه اتضايقت لما جدي قالك نرجع البيت ؟وليه اساسا ماسبناش هناك ؟
حاول ضياء اخفاء الحقيقه في كلامه قائلا
=انا اساسا مبحبش اللمه الكتير ...وجدك عارف كده ...وبعدين احنا خلاص مبقاش لينا لزمه بعد رجوع يحيي ابن اخو جدك .
ابتسم شادي بسخريه وقال
=وكان فين ابن اخو جدي ده زمان ...ايه اللي رجعه دلوقتي ...وليه اساسا مشي مع مراته وابنه لما مشيت مرات عمي وابنها؟
زفر ضياء بحنق وقال
=انا معرفش هما مشوا ليه ...وبعدين انا مالي ...خلينا نركز في شغلنا وبس .
فرج شادي شفتيه وقال
=شغلنا ...هو احنا لينا شغل اساسا ...ده حتي الشغل اللي ماسكه اليومين دول بتاع سي غيث.
نظر له ضياء بحده وتحدث بغضب قائلا
=غيث مين وبتاع مين ...غيث ده اهبل ...واااه ده شغلنا حقي من زمان ومش هسيبه لا لغيث ولا لغيره .
اسرع شادي يهدأ من ثورة والده قائلا
=مش بالطريقه دي يابابا ...احنا نسيب جدي اللي يقرر ...في الاول والاخر دي امواله .
زفر ضياء بحنق وقال
=امواله دي انا اللي عملتها ...بقالي سبع سنين متمرمط شغل ...وقبلهم اخوالك ماكانوش بيتعبوا نفسهم يبصوا علي الشغل حتي .
سأله شادي بشغف
=ليه اخوالي ماكانوش بيباشروا معاك الشغل ...وهما اساسا ماتوا وهما راجعيين من سفريه شغل ...انا عارف ان عمي نديم كان بيكبر دماغه لكن عمي غازى اشك .
تحدث ضياء بارتباك وقال
=الحقيقه اني تعبت من الشغل الفترة دي ...فجدك جمعهم ...وصمم انهم يسافروا بدالي والنتيجه انهم ماتوا وسابولي هم لا يتلم .
قطب شادي جبينه وقال
=يعني يوم ما ينزلوا الشغل ...يعملوا حادثه ...دول نحس .
زفر ضياء بحنق وقال
=صدعتني يا شادي ...اخيرا وصلنا الشركه ...اتصل بأي حد يروح ينضف الشقه القديمه قبل ما امك توصل .
هز شادي راسه بالايجاب ودلفا الي الشركه وتحديدا مكتب ضياء ليتفاجئ بوجود يحيي علي رأس المكتب .
فرج ضياء شفتيه وقال
=يحيي ...انت ايه اللي جابك هنا ...اقصد يعني جيت امتي .
نهض يحيي من مقعده وقال
=مش تباركلي يا ضياء ...مش انا رجعت اشتغل في الشركه تاني ...وكله بأوامر عمي الحاج غالب .
ذهل ضياء وقال
=بس الحج غالب مقاليش انك راجع ...وبعدين احنا مقسمين الشغل هنا ...انت دورك هيكون في انهي اتجاه .
رد يحيي بحماس
=انا دوري امسك املاك غيث ...لغايه ما عمي يختار المناسب ...ا الحاج مرضاش يتعبك اكتر من كده.
ابتسم ضياء بسخريه وقال
=الحج طول عمره شايل جمايلي فوق رأسه ..زمان قبل حتي اولاده ما يموتوا ..حتي دلوقتي بيعمل حساب لمشاغلي . وتعبي
يحيي متصنعا للخوف
=بجد يا ضياء ...للدرجه دي بقيت قريب من عمي ...لا حيث كده بقي حاول تخليه يرضي عن ضحي وابنها .
هز ضياء راسه وقال
=هيحصل ..وضحي غاليه عليا اوى ..ولازم الحج غالب يعوضها هي وابنها عن سنين الحرمان اللي عاشتهم .
ابتسم يحيي بسخريه وقال
=والله يا ضياء ...انتي اللي متتعوضش ...بس ياريت تركز مع ساميه مراتك أكتر من اي حد تاني .
توتر ضياء من حديث يحيي وقال
=ايه اللي انت بتقوله ده ...وقصدك ايه ...وانت مالك اصلا ومال ساميه ؟
يحيي بمكر
=انت ناسي انها بنت عمي ...ولولا دخولك وسطنا ...كان زمانها مراتي وام ابني .
ضياء بغضب
=بسس اسكت ...ما اسمحش ليك تقلب في دفاتر الماضي ...ساميه اختارتني انا وبس .
ابتسم يحيي بسخريه قائلا
=متقلقش ...بس زى ما انا مش هقلب في دفاتر الماضي ...انت كمان لازم متقلبش زيي.
ضياء بخوف
=ياريت تكون قد كلمتك يا يحيي ...ومترجعش تفتح الجروح القديمه ...لان ساميه نست كل حاجه .
يحيي بمكر
=خلاص يا ضياء ....يبقي ننسي احنا كمان زى ساميه ...وروح هاتلي كل الشغل اللي يخص غيث .
تنهد ضياء براحه وقال
=هبعت حد من الموظفين يجيبه ...وهقعد معاك ...اوضحلك الشغل ماشي ازاي .
في الفيلا
صعدت قمر مع ضحي وغيث لتريهم غرفهم وهي مخفضه رأسها من الخجل حتي وصلت الي باب غرفه غيث ترفع رأسها اليه قائله
=دي اوضتك ...لو احتاجت اي حاجه ..اضرب علي الجرس اللي جمب السرير.
وجدته يرد قائلا
=شششكراااا ...واناااا اسسسف ....مكنتش اقصصد.
هزت راسها وقالت
=انا كمان اسفه ليك ...بس كان صعب عليا اشوف مامتي في الوضع ده ...واسكت عن اذنك .
اخذت ضحي لتوصلها الي غرفتها وما ان فتحت لها الباب حتي اخذتها ضحي من يدها واجلستها قائله بحنان
=غيث مش اهبل يا قمر ...غيث بس تعبان ..ومش قادر ينسي اللي مامتك عملته فيه زمان .
اتسعت حدقه عيون قمر وقالت
=مامتي ...عملت فيه ايه ...انا فاكرة انه بعد ما بابي مات حضرتك اخدتيه وسافرتوا.
تنهدت ضحي بألم وقالت
=دي نص الحقيقه ...الحقيقه الكامله ان والدتك دعت علي غيث بالموت ...ودي الحاجه الوحيده اللي متعلقه في ذاكرة غيث .
تساءلت قمر وقالت
= انا طول عمرى بسأل نفسي ليه دعت عليه ...وهو ماله ومال اللي حصل ...ذنبه ايه .
اغمضت ضحي عينيها وقالت
=طلع تقرير انه هو اللي كان سايق ...بس صدقيني مش هو ...بس ضياء جوز عمتك اوهم جدك بكده
الفصل الثاني💟💟💟💟💟
في الصالون دلفت همس لتجد شادي يتأفف كثيرا معطيا لها ظهره فابتسمت بتسليه قائله
=حاسب علي شويه الهو اللي في صدرك ...وخليهم هينفعوك قريب ...متستعجلش علي قضاك.
التفت لها شادي ناظرا اليها نظرة احتقار من شعرها الي اسفل قدميها قائلا
=انتي ايه اللي جابك ورايا ...مش خايفه قمر تشوفك وتزعل انك واقفه معايا ...وخصوصا بعد ما دافعتي عن غيث وهو بيضرب امك قدامها .
اغتاظت همس من حديثه وقالت
=انا دافعت عن غيث لان امي هي اللي استفزته ...وخفت ليعمل حاجه في قمر ...بس شوفت عينك اتلجم اول ما شاف قمر وبص في عيونها .
غضب شادي من تلميح همس علي غيث وحبه لها منذ الطفوله وكاد ان يرد الا ان دخلا عليهم الحاج غالب قائلا برزانه وثبات
=قمر حبيبتي البصه في عيونها تكفي تخرص اي بني ادم ...ما بالكو البني ادم ده غيث ابن عمها ...وصديق طفولتها .
تنهدت همس براحه من كلام جدها وتقدمت اليه لتجلس بجانبه قائله
=عندك حق يا جدو ...اعتقد انه اول ما شافها ...نسي كلام ماما واللي عملته فيه زمان .
امال غالب علي حفيدته وقبلها من جبينها قائلا
=همس حبيبتي ياريتك تستدعي قمر اختك وغيث وعمتك ساميه ووديعه لو موجوده علشان عايز اقعد اتكلم معاكم شويه.
نهضت همس من مقعدها وقالت
=اوامرك يا جدو ...ثواني ويكونوا عندك ...عن اذنك.
ثم عبرت من جانب شادي تنظر له نظرة شماته
توجه شادي الي جده قائلا
=عن اذنك يا جدي ...انا هروح اشوف ورايا ايه ...لان دي جلسه عائليه مليش فيها .
ارتفع حاجب غالب قائلا
=اظن انك حفيدي ...وانا استدعيت والدتك واختك ...يبقي ليك في القعده دي .
كاد شادي ان يرد علي جده لولا دخول غيث وبصحبته ضحي ...نظر غالب الي ضحي قائلا
=اظن يا ضحي انا استدعيت غيث ...ومقولتش تيجي معاه ...لما احتاجك هستدعيكي.
نظرت ضحي الي غالب بغيظ وقالت
=ابني مينفعش اسيبه لوحده ...انت عارف ظروفه ...معنديش استعداد حد يجرحه تاني .
زفر الحاج غالب بحنق وقال
=ابنك ده حفيدي ...انا اللي مش هاسمح لحد يجرحه ...اطلع اوضتك يا ضحي وسيبي غيث .
تنهدت ضحي بقبه راحه وقالت
=ماشي يا حج غالب...بس اقسم بالله لو حد جرحه بكلمه مش هيمني انت شخصيا ...عن اذنك .
خرجت ضحي تلعن رجوعها الي هذا المنزل من جديد وتتمني الا تطول فترة بقائهم فيه ...تقدم الحاج غالب من غيث واجلسه بجواره ناظرا له بعطف وشفقه قائلا
=مش انت برضه يا غيث كنت حابب تقعد معانا لوحدك ...ولا زى ما والدتك قالت ...المفروض تكون معاك .
نظر له غيث ببلاهه وقال
=ماما قالت انها عمرها ما هتسيبني ...لييييه خليتها تسيبني ....زى ما بابا وانت سيبتنا زماااااان.
اغمض غالب عينيه بتعب وقال
=ليه بتقول كده ...انا بعدتكو عني لمصلحتك انت ووالدتك ...لكن كنتوا في قلبي وهتفضلوا في قلبي .
في هذه الاثناء دلفت ساميه لتنظر وتجد والدها في حاله حزن تقدمت اليه وقالت
=جدك ملوش ذنب يا غيث ...الذنب ذنبي انا ...ارجوك سامحه يا غيث ارجوك .
زغر لها والداها الا تتحدث اكثر من ذلك قائلا
=خلاص يا ساميه ...قفلي علي المواضيع دي ...ومسير الايام تدوب اللي بيني وبين غيث .
دلفت همس بتافف الي غرفه الصالون قائله لجدها
=قمر مش راضيه تنزل يا جدو ...مش عارفه مالها ...بتقول انها تعبانه اوى .
تلهف شادي عند سماعه لمرض قمر قائلا
=تعبانه مالها...ما هي كانت كويسه الصبح ...بس هقول ايه الخير علي قدوم الواردين .
نظرت له همس ليصمت ثم نظرت الي جدها وعمتها وغيث قائله بهدوء
=بالعكس قمر وشها نور بعد ما شافت غيث ...هي بس مرهقه من سهر امبارح ...شادي علي طول بيسهرها يا جدو برا وانا لا.
زفر غالب حانقا وقال
=معدش في سهر من هنا ورايح ...لا ليكي ولا ليها ولا لشادي ...انتو الاتنين هتنزلوا الشغل في المصانع .
عضت همس علي شفتيها بتسليه وقالت
=بجد يا جدو ...اخيرا هنكسر الملل اللي احنا عايشين فيه ...وشك حلو علينا يا غيثو ما تيجي تشتغل معانا .
رفع غيث رأسه بهدوء قائلا
=اللي يشووووفه جددددي ويقوووول عليييه...اناااامواااافق ...واتعلم من جديييد.
ابتسمت همس حيث انها وصلت الي مبتغاها في محاوله للتقريب منها بين غيث وقمر لاقصائها عن شادي ...ايضا وفرت علي جدها طريقا طويلا لاقناع العائله بنزول غيث الي الشغل من جديد...نظر الحاج غالب الي غيث قائلا
=دي املاكك ومصانعك يا غيث ...مش محتاج اعطيك موافقه ...بس لازم تشتغل تحت ايد ضياء جوز عمتك .
هنا شحبت ملامح ساميه وتأكدت انه في استطاعه ضياء الفتك بغيث فخافت عليه خوفا شديدا وقالت بسرعه
=اشمعني ضياء يا بابا ...عندك يحيي ...ضياء عصبي وممكن يتعب غيث معاه .
ابتسم غالب وتأكد من خوف ساميه علي ابن اخيها من ضياء وقال
=ضياء يعرف حاجات كتير اكتر من يحيي ...وميقدرش يزعل حفيدي ابدا ...وبعدين انا في ضهر حفيدي .
تضايقت ساميه من قرار والدها في ضرورة تدخل ضياء في امور ابن اخيها ...وودت ان تقول لوالدها عن حقيقه ثلاثون عاما بينها وبين ضياء ولكنها خشت علي والدها من الصدمه
بعد انتهاء الحاج غالب من حديثه مع ابنته واحفاده طلب من همس استدعاء ضحي وغصون وقمر للمرة التاليه ...اتت بالاول قمر ودلفت تنظر الي جدها وجدته اول ما راءها عبس بوجهها فاضطرت ان تتخلي عن حاله الحزن التي بداخلها واستخدمت لهجه مرحه معه قائله
=جدو حبيبي ...انا عارفه انك زعلان مني ...بس والله غصبن عني كنت تعبانه اوى
ابتسم جدها ابتسامه خفيفه لانه يعلم جيدا ان قمر حفيدته لا تحب ان تغضبه فقال لها
=حبيبتي قمر ...انا زعلان منك علشان استقبلتي غيث بطريقه مش كويسه ...وبعتلك علشان تتصالحوا وانتي رفضتي تيجي .
قمر بتوتر
=هااا ...لا ياجدو انا مرفضتش انزل علشان كده ...والدليل علي كده اسأل غيث احنا اعتذرنا لبعض خلاص .
في هذه اللحظه دلفت غصون امها وسمعتها فغضبت وقالت
=غيث مين اللي اعتذرتيله ...لهو انتي غلطتي فيه ...البيه غلط فيا انا انا امك يا قمر .
تقدمت اليها ضحي وامسكتها من تلابيبها قائله
=شوفوا مين اللي بتتكلم ...ده احنا من ساعه ما جينا وانتي نازله اهانه في ابني ...وانا ساكتالك يا غصون .
انتفض الحاج غالب وهتف فيهم بقوة موجهها انظاره الي ضحي وغصون قائلا
=انتو اللي الاتنين تخرصوا خالص ...مسمعش ليكم صوت طول ما انا عايش ...اللي يحصل بينكم اولادكم ملوش دخل بيه .
اخفضت ضحي رأسها وقالت بألم
=عمي غالب ...انت وعدتني ان محدش هيهين ابني طول ما انت عايش ...فخلي غصون بعيد عن ابني ارجوك .
ارتفع صوت الحج غالبا وقال
=وانا عند وعدي يا ضحي ...لا غصون ولا غيرها هيقدروا يهينوا غيث ...بالنهايه غيث كبير العيله من بعدي .
قالت ضحي بنبرة ضعيفه
=ربنا يعطيك طول العمر ...احنا من بعدك ولا حاجه ...انا طول عمرى بعتبرك في مقام والدي الله يرحمه .
حاول الحاج غالب قطع وصله العتاب هذه خصوصا انه رأي غصون في قمه غضبها منه ومن ضحي فوجه حديثه الي قمر قائلا
=مش ناسيه حاجه يا قمر النهارده ...انتي معملتيش القهوة ليا ...ياريت تاخدي غيث معاكي وتروحوا تعملوا القهوة سوا .
اتسعت حدقه شادي بغضب وهتف بغيظ قائلا
=غيث ايه اللي تاخده معاه وهي بتعمل القهوة ...ده ممكن يحرق المطبخ ...هو في ايه يا جدي بالظبط .
هتف الحاج غالب بغضب قائلا
=هي حصلت يا شادي ...بتعدل علي اوامرى ...انا قلت قمر وغيث هيروحوا يعملوا القهوة يبقي هيروحوا .
تحدثت غصون بغيظ قائلا
=لا مش هيروحوا يا حاج ...انا مأمنش علي بنتي مع واحد زى ده ...وده مش تعديل علي اوامرك ده خوف علي قمر .
غالب بغضب
=غصون ...انكتمي خالص وقلت ما أسمعش ليكي صوت ...اوامرى هتتنفذ.
عزمت قمر امرها ان تنهي هذا الصراع فتقدمت من جدها قائله بحنان
=حاضر يا جدو ...اوامر حضرتك هتتنفذ بالمللي ...بس متتعصبش وحياتي عندك .
احس غيث بالضعف والكسرة في نفسه فوجهه حديث لأمه قائلا
=مااامااا ...خدددديني من هنااااا ...اناااا تعببببت.
انحنت اليه قمر ونظرت في عينيه وقالت
=انا اسفه يا غيث ...ماما متقصدش تضايقك ...هي بس خافت عليك ليكون عندك فوبيا من النار ولا حاجه .
ابتسمت ضحي من معامله قمر لغيث وتوجهت اليه تربت علي ظهره قائله بحنان
=روح مع قمر يا غيث ...قمر حلوة وبتحبك ...زى ما انا كمان بحبك.
انتفضت شادي من مكانه قائلا بغضب
=ايه بتحبه دي ...ايه الكلام البايخ ده ...قمر مبتحبش حد.
نظرت اليه قمر نظرة غير مباليه ونهضت من مكانها وقدمت يدها الي غيث تسحبه معها الي المطبخ غير عابئه بنظرات شادي المستميته ونظرات امها المتعاليه ...بعد خروج قمر من غرفه الصالون ابتسمت همس من هذا المشهد مستمعه لكل ما يحدث امامها وذهبت لتجلس بجوار جدها قائله
=علي فكرة يا جدو ...غيثو عسووول اوى ...ياريته كان يناسبني كنت هخطبه منك فوراا.
ابتسم الحج غالب لذكاء همس وفهمها له بطريقه سريعه فقال
=همس حبيبتي ...انتي عريسك موجود بس هو يحس ويفهم قيمتك ...اما غيث فعروسته عندي هي الوحيده اللي هتقدر تتحمل ظروفه .
ضحي بارتباك
=مين دي ياعمي...انا اعرفها ...ولا دي حد من معارفك انت؟
رفع الحاج غالب حاجبيه وقال
=بنت كويسه ...ودي اهم حاجه عندي ...ومش مطلوب مني اقولك هي مين .
نهض شادي وتوجه باتجاه باب الصالون لمغادرته قائلا لجده
=جدي ...انا هروح اشوف ورايا ايه ...اعتقد معدش لزوم ابقي هنا.
هتف الحاج غالب بغضب قائلا
=انت هتقعد هنا معانا ...لغايه ما قمر وغيث يعملوا القهوة ويجيبوها ...انا فاهم دماغك كويس يا ابن بنتي .
اخفض شادي رأسه بيأس لانه ادرك ان جده يفمهه جيدا فقال
=جدي انت بتقول ايه ...انا مفيش في دماغي حاجه ...انا كنت فعلا ورايا حاجه مهمه وكنت هروح اعملها .
جده بحزم
=اجلها لبعدين
في المطبخ
نظرت قمر الي عيون غيث الزرقاء وتاهت في بحورهم فهي تتذكر بها لحظات الطفوله الممتعه معه وارادت ان تذكره بها قائله
=فاكرني يا غيث ...ولا نسيتني زى ما نسيت حاجات كتير ...انا بس اللي فكراها .
همس غيث بخيبه امل قائلا
=اناااا مششش فااااكر حاااجه ....ومششش عاايزز افتكررر...الحاجاتتت ديي بتتتعبنييي.
ارادت قمر ان تنسيه هذا الامر قائله
=طب اقعد هنا ...انا هحضر القهوة بسررعه ...ونروح نوديها لجدي سوا.
ظل غيث يعبث بمحتويات كوب القهوة الا انا اطاح به في الارض وانكسر فهبت قمر وهي ممسكه باناء القهوة الساخن وسقط منها علي الارض ايضا علي يد غيث وهو يلم بقايا الفنجان فانتفض صارخا وقال
=اااه ...انتتتي هتحرررقيني ...انتتتي ظااالمه.
اتسعت حدقه عيون قمر واخذته من يده نحو صنبور المياه لتغسل يده واخرجت علبه الاسعافات الاوليه لتطهر الجرح قائلا برقه
=انا مقصدتش يا غيث ...انت اللي وقعت الفنجان ...وانا فكرت ان جرالك حاجه علشان كده وقعت الكنكه مني علي ايدك .
صريخ غيث ادي الي اندفاع الكل الي المطبخ وجدت قمر شادي يتوجه نحو غيث قائلا
=انا قلت من الاول انك متدخلش المطبخ ...احمد ربنا انها لحقتك ...ياريتها سابتك تتحرق.
ركضت همس الي جدها قائله
=جدي الحق ...شادي مسك في خناق غيث ...ومش هيسيبه.
لكن الجد لم يحرك ساكنا لانه يعلم جيدا ان الذي سيفض هذا الصراع قمر بنفسها وبالفعل حدث ما توقعه الجد حيث قامت قمر بابعاد شادي عن غيث قائله بحنان
=غيث معملش حاجه ...انا بس افتكرت حاجه حصلت زمان ...وده اللي خلاني وقعت القهوة علي الارض وجت علي ايده .
رد عليها غيث بهدوء
=قمررر ...اناااا اسف ...انيي صررخت.
اجلسته قمر وهمست في اذنه قائله
=متعتذرش علي كل حاجه بتحصل غصبن عنك ...ومتعتذرش لاي حد ...وخصوصا ليا .
بدون شعور نظر غيث الي شعر قمر ووضع يده عليه قائلا
=شعرررك لوونه حلووو اوووى...احمرررر بحببه كتييير ....وريحتتته برررتقااان.
ضحكت قمر علي حديثه وكادت ان ترد عليه ولكن تحدث شادي بغضب قائلا
=انا عايزك تعرف حاجه واحده ...بصرف النظر انت حالتك ايه ...قمر دي بتاعتي انا لوحدي فاااهم.
وخرج شادي من المطبخ وترك قمر في حاله ارتباك وغيث علي وجهه علامات غير مفهومه من التساؤل.
ترك الجد غصون وهمس في الصالون وصعد الي غرفته بعد تناول قهوته ليستريح قليلا
تحدثت غصون بغضبه موجهه حديثها الي همس قائله
=انتي ايه حكايتك يا همس ...وايه الكلام الحلو اللي قعدتي تقوليه علي غيث ده ...وعريس ايه وزفت ايه؟
دخلت عليهم ضحي بغضب قائله
=انتي ايه يا غصون ...شيطانه ...مش طايقه ان بنتك قالت كلمه حلوة علي ابني .
تبعتها اختها بثينه تتنهد بسعاده لتغيظ غصون قائله
= ما هو لازم تزرع في قلوب بناتها الكره ...متبقاش غصون لو معملتش كده ...بس علي مين هنشوف مين اللي هيكسب في الاخر يا ضحي سيبك منها .
انتبهت غصون لبثينه وتحدثت بحده قائله لها
=ما تهدي علي نفسك شويه يا بثينه ...ولا مش قادرة تنسي ...اني سرقت حب عمرك نديم الشريف منك .
تلجمت بثينه مما قالته غصون مما اثار غضب ضحي فقالت
=انا اللي رفضت اني اختي تتجوز نديم ...بعد ما عرفت ان يحيي بيحبها ...غازى نفسه قالي ان يحيي هو اللي مناسب لبثينه .
تطلعت اليها غصون باشمئزاز قائله
=اهو راح هو وغازى ...والسبب مين ابنك ...ياريته كان بدالهم.
زفرت ضحي بحنق قائله
=كنت متوقعه انك هتقولي الكلام ده ...بس هقولك علي حاجه جديده ...اقعدي قولي الكلام ده دايما وبراحتك خالص لانه معدش بيأثر فيا .
استغربت غصون من لا مبالاه ضحي واستعدادها لسماع اكثر من كلمه تجريح فمعني هذا ان خططها في التجريح بها واقصائها من هنا باءت بالفشل فلوت شفتيها قائله
=ما انا عارفه انك مبتحسيش ...لو بتحسي مكنتيش رجعتي تاني ...خصوصا بعد ما عمي طردك انتي وابنك.
اتسعت حدقت عيون ضحي وقالت
=طردني!ده مين اللي ضحك عليكي وقالك الكلام ده ...عموما ابقي اسألي اللي قالك الكلام ده انا مشيت من هنا لي وبرغبتي مش مطروده.
نهضت غصون من مقعدها قائله
=ايوه ايوه ايوه ...اعملي حبتين الكرامه علينا ...وبعدين اللي قالي انا واثقه فيه زى ما انا واثقه في نفسي.
ابتسمت ضحي بسخريه وقالت
=ليه ...جوزك مثلا ....ولا علي علاقه بيه واحنا منعرفش.
انتفضت غصون عند سماعها لكلمه جوزك لانها هي الحقيقه هي زوجه ضياء الغريب العرفي ومن المحتمل ان يكون لهم ابن غير شرعي ...فتوجهت نحو ضحي لتمسكها من تلابيبها لدرجه ان همس توجهت نحوهم تمنع امها من هذا الاشتباك قائله
=اهدي يا مامي ...وانتي يا طنط ضحي ارجوكي ...مش عايز جدي يسمع وينزل يشوفكوا كده ويتعب.
تحدثت ضحي بغضب قائله
=انتي شاهده عليها يا همس ...من ساعه ما جيت انا وابني ...مبطلتش لا تجريح ولا اهانه فينا .
زفرت بثينه بحنق قائله
=مش كده يا ضحي ...اللي زى دي لازم تنجنبها ...بكره تدفع تمن غلطها كله.
نظرت همس الي بثينه برجاء قائلا
=ارجوكي يا طنط بثينه ...اهدي انتي كمان وهدي طنط ضحي ...دي مش طريقه والله.
بعد فترة من صمت غصون لتهدأ اعصابها قالت
=انا هوريكو يا ولاد الشريف ...انتو مفكرين علشان انتو ولاد اخو الحاج غالب وانا اللي غريبه في وسطكم هتقدروا عليا ...لا انتم ولا عشرة زيكم هتقدروا عليا.
نظرت اليها ضحي باشمئزاز قائله
=هنشوف يا بنت خلدون ...يا غريبه ...وافتكرى كويس ابوكي كان ايه وعمل في ابونا ايه .
زفرت همس بحنق وقالت
=انا جبت اخرى منكم ...وهروح اجيب حد يفصل بينكم ...بس اجيب مين مش عارفه.
انتبهت حواس همس علي صوت عمتها ساميه وهي تدلف قائله
=انا اللي هافصل ما بينهم يا همس ...بثينه من فضلك خلي ضحي تهدي انا ماصدقت انها رجعت ...وانتي يا ست غصون تحبي اتصل بضياء يجي يهديكي.
اتسعت حدقه عيون غصون لانه يبدو ان الكل يفهم جيدا طبيعه علاقتها بضياء فقالت
=ايه ضياء! بصفته ايه ضياء يهديني ...انتي اتجننتي يا ساميه.
تقدمت اليها ساميه لتنظر في عينها وتبتسم بسخريه قائله
=ايوة اتجننت ...فيها ايه لما ضياء يجي يهديكي ...مش زى اخوكي برضه؟
ارادت غصون اغاظه ساميه فابتسمت باستمتاع قائله وهي تخرج من الغرفه
=فعلا ضياء هو اللي هيقدر يفصل ما بيني وما بينكم ...هو الوحيد اللي بيفهمني كويس ...الوحيد اللي بيفهم في البيت ده.
في مكان اخر لم يعلم عنه احدا كان يوجد به الحاج غالب وشخص لم يطرأ علي بال احد من اطراف العائله
الشخص
=انا عايز اجابات لكل اسألتي...بالاضافه عايز اعرف انت ناوى علي ايه ...يا حاج غالب.
ايضا كان يوجد بهذا المكان يحيي الشاهد الوحيد علي كل اعمال وتخطيطات الحاج غالب الذي اخذ يربت علي ظهر الشخص قائلا له
=الحج غالب عايز يكشف الاعيب ضياء وغصون ...وتخطيطهم لقتل غازى ونديم اولاده ...بالاضافه انه عايز يعرف احفاده الحقيقه الكامله.
تحدث الشخص ببرود قائلا
=وانا مالي ...ما يكشفوا جايين ليا انا لي بعد العمر ده كله ...ولا يكون بقا ليا قيمه وانا مش واخد بالي.
استكان الحاج غالب قائلا
=هيبقي ليك قيمه وقريب كمان ...انا لازم ادفع تمن خمس وعشرين سنه ...وانت الوحيد اللي هتساعدني علي كده.
انتفض الشخص قائلا
=اسف ....جبرنا يا حج غالب ...كنت فين من زمان وانا متلقح وانت لاغيني من حساباتك.
الحاج غالب بأسف وندم
=انا غلطان فعلا ...بس جه الاوان ان كل واحد يرجعله حقه ...وانت حقك عليا دين كبير اوى.
الشخص بقوة
=الاول قولي هتفضل مخبيني كده كتير ...او بمعني اصح امتي وقت ظهورى ...علشان ابقي مجهز نفسي.
تحدث يحيي في هذه الاثناء وقال
=اجهز في اي وقت تحبه ...بس لما تظهر لازم تبقي عارف من جواك ان ده ميعاد الظهور المناسب ...لازم ميبقاش في غلط .
تحدث الشخص بهدوء قائلا
=انا حابب اعرف الحاج غالب ناوى علي ايه ...انا شايف ان غصون وضياء بيقوا ...ومحدش هاممهم.
الحاج غالب بضعف
=اولا بثينه مراتك يا يحيي لازم تقنع اختها بقمر كعروسه لغيث...ثانيا لازم حمزة يجيبلي تقارير ان غيث قادر علي الزواج ...ثالثا ساميه لازم تطلق من ضياء.
تحدث يحيي قائلا
=بثينه مراتي هتقدر تقنع ضحي وحمزة معاه التقارير فعلا ...لكن ساميه انا مقدرش ...دي حياتها الشخصيه.
الحاج غالب بحزن دفين قال
=انا هقدر ...وخصوصا لما اواجهها اني عارف انها مغلطتش زمان ...وان ضياء ضحك عليها واوهمها انها غلطت معاه.
صرخ الشخص في وجه الحاج غالب قائلا
=كل ده انت عارفه وساكت ...تصدق انك انسان ظالم ...ظلمت كل العيله علشان ايه علشان الفضايح.
اخذ يحيي يهدأ من الشخص قائلا
=اهدي ارجوك ...احنا بنحاول نعالج مشاكل ...مش بنثيرها من جديد.
زفر الشخص حانقا وقال
=انا جبت اخرى ...لو كان قضي علي ضياء ده من زمان ...مكنش ده بقا حالكم وفي الاخر عايز الكل يساعده .
وضع الحاج غالب يده علي وجهه قائلا
=انا غلطان اللي طلبت مساعدتك ...لكن صدقيني انا كل ده بعمله علشانك ...علشان متتفضحش قدامهم.
عض الشخص علي اسنانه من الغيظ قائلا
=حاج غالب ...ياريتك تقول بقيه خططك ايه ...علشان انا مبصدقش حوار العواطف بتاعتك دي.
هز الحاج غالب رأسه بضعف قائلا
=شادي لازم يتغير وبأي طريقه لازم يبعد عن قمر ...ولازم يفشل مخطط ضياء في جوازة شادي من قمر والسيطرة عليها هي وممتلكاتها...ولازم نفضح سر تحرشه بضحي زمان وان انا مبعدتش ضحي وابنها علشان هي وحشه لااا علشان احميها من ضياء.
تحدث الشخص ببرود قائلا
=شادي برضه اللي يبعد عن قمر ...ولا قمر هي اللي المفروض تبعد عنه ...انا شايف الصراحه انهم منسجمين مع بعض وبعدين مين اللي عرفك علاقتهم الصراحه انا طول عمرى شايفك مكبر دماغك من ساعه ما اولادك ماتوا.
تحدث يحيي بسخريه
=هنتظر ايه من تربيه غصون ...همس بنفسها فتنت علي اختها ...وكل ده ليه علشان تأخد شادي لنفسها مش فاهم هو ساحرلهم ابن ضياء ده ولا ايه.
ابتسم الشخص بسماجه وقال
=انا اقولك هو عاملهم ايه ...والسبب في انجذابهم ليه ...السبب عمك غالب اللي بعد اللي مناسب لقمر زمان بدل ما يقف جمبه وجمب امه.
غالب بندم
=عندك حق ...ولذلك انا اهو بصلح غلطي ...ومحتاج مساعدتك.
تنهد الشخص وقال
=كمل بقيه مخططاتك ...وانا هقولك تتصرف مع كل واحد منهم ازاي ...طالما هاخد حقي منكم في الاخر.
ابتسم غالب بسعاده وقال
=غصون لازم تتفضح بجوازها العرفي من ضياء ...وغيث هو اللي هيفضحها وده بعد جوازه من قمر ...قمر لازم تتجوز غيث لانها الوحيده اللي تقدر تحافظ علي ثروته بموجب التوكيل اللي هو هيعملولها.
صرخ الشخص فيه قائلا
=ايييه ...هتخلي حته عيله زى قمر ...هي اللي تدافع عن الاملاك.
رد يحيي بهدوء
=وايه يعني انا لو في مكان غيث وفي وضعه ...بثينه مش هتتخلي عني ...وهدافع عن املاكي.
مسح الشخص علي وجهه بهدوء قائلا
=الوضع مختلف ...مدام بثينه بتحبك ...لكن قمر بتحب شادي.
وضع الحاج غالب رجل علي رجل ورجع بظهره للخلف قائلا
=قمر في يوم من الايام ...هتكره شادي وهتجيلي لحد عندي ...وهتوافق علي الجوازة اللي انا اختارتها لها.
الشخص بسخريه
=واثق انت منها صح ...ناسي انها بنت غصون ...مش خايف لتضحك عليك انت شخصيا.
اشار له الحاج غالب ان يصمت وقال
=انا واثق في كل احفادي ...وواثق فيك انك هتعرف ترسم تخطيطي كله ... بالحرف الواحد ما انت تربيتي برضه زيهم ولا ايه يا........
******************************
#بعشقك_طامعه💚
#الفصل_الثالث🌺
بعد عوده غالب ويحيي استدعي غالب غيث ليأخذه الي المصنع ليثبت وجوده امام ضياء...دخل مكتب ضياء واجلس غيث علي مكتب ضياء الوثير
دلفا كلا من ضياء وشادي الي المكتب تفاجأ بوجودهم ...نظر اليهم ضياء نظرة متوجسه وقال
=هو انا غلط في مكتبي ...ولا ايه ...اهلا يا حاج غالب.
زفر الحاج غالب بحنق وقال
=جرى ايه يا ضياء ...انت ناسي ان المصانع دي كلها ملكي ...وادخل المكتب اللي انا عايزة واقعد عليه الشخص اللي انا عايزه برضه.
تحدث ضياء بسرعه خشيه من ان الحاج غالب يغضب عليه فقال
=وانا بقول مكتبي نور كده ليه ...نورت يا حاج غالب مصنعك ...نورت يا غيث باشا.
رد الحاج غالب بجمود
=غيث هينزل المصنع بعد كده ...وانت اللي هتساعده يا ضياء ...لغايه ما يعمل توكيل لغيره يدير اعماله.
جحظت اعين شادي وفرج شفتيه قائلا
=توكيل ...ولمين التوكيل ده ...ولزمته ايه اساسا ما احنا موجودين .
طأطأ الحاج غالب رأسه بأريحيه قائلا
=احنا حنا مين ...انا خلاص هقسمها ...انت واختك ووالدتك ليكو نصيب وبنات غصون ليهم نصيب وغيث له النصيب الاكبر.
همس ضياء بخيبه أمل قائلا
=بقي الاهبل له النصيب الاكبر ...منك لله يا ضحي ...لو كنتي رضيتي نتجوز كان زمانى مسيطر علي ده كله.
نظر له الحاج غالب نظرة متفحصه وقال
=بتقول ايه يا ضياء ...ماسمعتش معلش ...الكبر بقا.
توتر ضياء وقال
=القول قولك يا حاج ...دي ثروتك ...وانت الوحيد اللي توزعها بمعرفتك.
شادي بغل وحقد
=ايه اللي انت بتقوله ده يا بابا ...ازاي يا جدي هتسلم النصيب الاكبر لغيث ...وكلنا عارفين حالته كويس.
ابتسم الحاج غالب بسخريه وقال
=حالته هتتحسن وقريب كمان ...ده غير اني قلت ...انه هيعمل توكيل لشخص معين لادارة اعماله لحين تحسن حالته.
جحظت اعين ضياء قائلا
=ايه شخص معين ...مين الشخص ده ...اكيد يحيي طبعا.
هنا دلف يحيي من الباب واستمع الي حديث ضياء فرد بعصبيه قائلا
=وايه كمان يا بحر الذكاء ...يا ترعه المفهوميه ...ريح نفسك مش انا الشخص ده لاني رفضت ومن زمان كمان .
نهض الحاج غالب من مكانه قائلا
=كل واحد فيكو هياخد حقه ونصيبه ...سواء بالمكسب او الخسارة ...وانا بس اللي احدد.
غلي الدم في رأس شادي قائلا
=انا بقا مش عايز حاجه ...مكسب ايه وخسارة ايه ...ايه الالغاز دي يا جدي.
انحني الحاج غالب علي غيث يربت علي ظهره بحنان قائلا
=انا بحاول اعوض غيث عن سنين الحرمان ...كتير عليه يا شادي ...حط نفسك مكانه وجرب.
زفر شادي وهز رأسه بيأس قائلا
=ماشي يا جدو ...اللي تشوفوه ...بس خليك فاكر ان انا وأبويا شيلنا المصانع دي علي اكتافنا سبع سنين.
انتبه الجميع علي صوت غيث وهو يزفر حانقا وينهض ويتوجه الي يحيي قائلا
=اناااا عاااايز اااروححح...اننااا تتتعبتتت..كلللله مشاااكل.
يحيي بصوت حنون
=لا يا غيث ...حمزة قالك ايه امبارح ...لازم تواجه كل المشاكل علشان ترجع زى زمان.
زفر غيث بحنق وقال
=بعععدين ...لماااا اخففف...اوواجهههم كلللهم.
سألهم شادي قائلا
=تواجه مين ...وتواجههم بايه ...ايه الالغاز دي.
تحدث يحيي بجمود قائلا
=انا عارف ان الالغاز صعبه عليك يا شادي ...بس حلها كلها عند شخص قريب منك ...حاول تسأله وتتقبل المواجهه.
جحظت عيون ضياء من الصدمه فيحيي علي وشك فضحه امام ابنه فقال
=مين اللي يسأله ...الظاهر يا يحيي ان من كتر عشرتك لابنك ولغيث بقيت زيهم.
ابتسم يحيي وهز رأسه يمينا ويسارا بلا مبالاه وقال
=صح يا ضياء ...عقبال عندك لما وديعه تعديك انت كمان ...من الاخر ده مجال لوز اللوز.
شادي بصوت اقرب بالهمس
=اما انت راجل سمج انت وابنك ...الله يسامحك يا جدي ...كنا عملنالك ايه علشان ترجعهم تاني.
طرق الحاج غالب بيده علي سطح المكتب قائلا
=قولي بقا يا ضياء ...هتقدر تساعد غيث في الاول ...ولا أخلي يحيي هو اللي يساعده.
ضياء بخوف لتذكره التلاعب اللذي يقوم به في المصانع وخشيه ان يحيي يكشفه سريعا رد بسرعه قائلا
=القول قولك يا حاج ...حاضر هساعد غيث ده زى ابني برضه ...انا حتي مش هتعبه خالص هو هيمضي بس علي شويه قرارات تخص الشغل.
ابتسم الحاج غالب بسخريه وقال
=كده هنحتاج لحد يراجعله الورق قبل الامضاء ...يا ترى مين اللي استأمنه علي كده ...بعيد عن يحيي طبعا.
لمعت بعيون ضياء الفكرة وقال
=ايه رأيك في شادي ...اهو حفيدك برضه ...مع اني زعلان ان حضرتك مش مأمني.
اغتاظ شادي من اقتراح والده وقال
=وانا مش موافق ...انا مالي بيه ...يجيب امه ولا اي حد يخليه يمضي.
خبط الحاج علي سطح المكتب مرة أخرى قائلا
=امه هتتصرف بعاطفيه ...وانا اساسا يا شادي مكنتش موافق عليك ...انت من ساعه ما جه غيث وانت محسسني انه غريمك مش ابن خالك.
تأججت النيران في صدر شادي وقال
=غريمي انا ...ليه ان شاء الله ...هو أخد مثلا مراتي ولا خطيبتي وانا مش عارف.
اخفض الحاج غالب رأسه علي سطح المكتب وقال
=انا غلطان ...وبدفع تمن غلطه سبع سنين ...وفي النهايه احفادي ما بيحبوش بعض.
ركض ايه شادي قائلا
=انا بحب بنات عمي وحضرتك عارف ...بس الحكايه وجود غيث لخبط الدنيا ...بس مستعد اتقبله علشانك.
زفر الحاج غاب بحنق وقال لغيث
=تعال يا غيث اقعد ...وقولنا انت نفسك في مين يبقي معاك في الشغل ...واحنا كلنا موافقين.
قال غيث بكلمات بطيئه
=قمررررر الزززماااان.
لينفجر ما بشادي قائلا
=بتقول مين يا أخويا
ليوقفه الجد بحزم قائلا
=خلاص يا شادي ...انا وعدت غيث اننا موافقين علي الاسم اللي هيقوله...وانا مش هغصب عليه حد ...انتهي
ليقيض شادي علي يديه من الغيظ وينظر اليهم بشر ويخرج من غرفه المكتب صافعا الباب خلفه.
في بيت الحاج غالب
كانت قمر تجلس منهكه من التفكير فمنذ ان جاء غيث ووالدته وكلام والدته وتلميحها عن حادث والدها وهي أمامها علامات استفهام كثيرة ...ايضا بدأت تفكر في الوضع الجديده والمهمه التي اسندت اليها وهي مراجعه الاوراق قبل توقيع غيث عليها ...افاقت من شرودها علي صوت وديعه وهي تمرح وتقول
=قمر الزمان سرحانه في ايه ...ليكون في الواد شادي ...مع انه مايستاهلش.
ابتسمت قمر ابتسامه خفيفه وقالت
=لا مش سرحانه في شادي ...وبعدين مايستاهلش ليه ...مش ده أخوكي برضه.
انتبهت وديعه انها تحدثت علي اخوها فهي تخاف منه كثيرا فأسرعت قائله
=اخويا وتاج رأسي كمان ...اوعي يا قمرى تقوليله ...ده صعب اوى الله يكون في عونك.
لتجد الباب ينفتح فجأه علي مصرعيه لتنتفض صارخه وتقع علي الارض مثل اي حقيبه لانها كانت متوقعه شادي ولكنها زفرت بارتياح عندما وجدته غيث وحمزة
ركض اليها حمزة لكي ينهضها من علي الارض قائلا
=طب ينفع كده ...بس الجمال والرقه دول كلهم ...للدرجه دي ماقدرتيش تقاومي جمالي فوقعتي علي الارض.
ابتسمت وديعه وارادت كتم ضحكاتها ولكنها لم تقدر فانفجرت من الضحك قائله
=جمال مين يا عم ...انا بالنسبه ليك حته عيله صغيرة ...الله يسهلك يا عمي.
توجه غيث الي قمر ونظر الي عيونها الساحرة قائلا
=قمرررر...اناااا اختااارتك تكووونيي معااايااا فيي الشررركه....انااا فرررحان اووى.
اشاحت قمر بوجهها الي المكان الاخر قائله
=انا كمان فرحانه يا غيث ...شكرا علي اختيارك ليا ...وربنا يقدرني واساعدك.
كادت همس ان تدلف اليهم ولكنها سمعت باختيار غيث لقمر في الشركه ففرحت كثيرا ولكنها خشت من امهم فهمست في نفسها قائله
=وربنا امي هتولع الدنيا ...ياريتها ما تعرف ...خلي الدنيا تمشي بقا وقمر تبقي لغيث وانا ابقي لشادي.
اشار حمزة بعيونه لغيث فهو يفهمه من عيونها فقال غيث
=ماااشي ياااقمررر...هتييجي معاااياا المصننع بكرره ...ولااا امتيي.
ردت عليه قمر بحنان قائله
=انا هتابع الشغل من البيت يا غيث ...ملوش لزمه اجي الشركه ...هات الورق معاك وانا هارجعهولك.
وديعه ببلاهه متناسيه امر اخوها قالت
=ومتروحيش المصنع ليه ...دي فرصه بالنسبه ليكي ...بدل السهر مع شادي.
ليتوقف الكلام في حلقها واخذت تسعل بطريقه غريبه حتي دخلت همس تفاجئهم بكلامها قائله
=انا هقولك قمر مش عايزة تروح المصنع ليه ...علشان مامي وشادي مايزعلوش ...مع اني لو مكانها هروح.
نظر لها غيث فهو سمع جيدا لامر شادي فقال لها
=قمررر...بلاااش مااامتك تزعلل...بس شااادي مااااله.
اندهشت قمر من فهمه للموقف فقالت
=شادي بيخاف عليا حبتين يا غيث...وانا مبرضاش ازعله ...وبعدين انت ليه ركزت اوى مع شادي.
وجدت قمر حمزة يتحدث بالنيابه عن غيث قائلا
=شادي يا قمر مش مغيب تماما ...لا ده بيركز في الامور الحلوة اوى والوحشه اوى ...وبعدين استجابته للعلاج سريعه جدا.
هزت قمر راسها بتفهم قائله
=معلش يا حمزة اعذرني في امور الطب النفسي ده ...انا مبفهمش فيها ...انا تخصصي هندسي.
نظر حمزة الي وديعه قائلا
=بالنسبه بقا للناس اللي تخصصهم مجانين زيى...مش ناوين يحنوا علي الغلبان ...ويجوا يشتغلوا معاه.
ذهبت وديعه لتجلس بجوار غيث مما اثار غيرة حمزة وقالت له بمرح
=طب غيث واختار قمر مساعده واكيد المرتب عالي ...انت بقي هتدفعلي كام ...وخلي بالك انا تمني كبير اوى.
ابتسم حمزة وبلهجه مرحه قال
=ادفعلك عمرى يا عمرى ...حب واحسايس ...ايه رأيك صحيتي المطرب اللي فيا اهو.
اصيبت وديعه بالاحراج الشديد منه ووجهت انظارها الي قمر قائله
=قمر ...هو شادي هيجي امتي ...انا عايزة اروح.
نظرت لها قمر ببلاهه قائله
=وبتسأليني انا ليه ...هو انا مديرة اعماله ...وبعدين ما تتصلي بيه مش ده اخوكي برضه.
ذهبت همس الي قمر قائله لها في اذنها
=امك لو علمت باللي حصل ده هتفرتكك...ولا سي شادي ...بصراحه المفروض ماتسكتيش ليهم.
هزت قمر رأسها يمينا ويسارا بضيق وقالت
=حاضر يا همس ...هاتصرف انا ...اهم حاجه تسكتي مش كل حاجه تحكيها قدام غيث.
نهض غيث من مقعده وذهب الي قمر قائلا بحنان
=انااا عااايز العععب معاااكي زىى زمااان ...فاااكرة ياااقمررر ...ولااانسيييتييي.
اغمضت قمر عيونها وفتحتهم ثلاث مرات علي التوالي قائله
=وانت فاكر يا غيث ...معقوله مانسيت ...بس احنا كبرنا علي اللعب بتاع زمان يا غيث.
جلس حمزة وقال
=انا طبعا عارف انك مستغربه هو ازاي فاكر ...بصي يا قمر غيث شخص طبيعي جدا زينا ...كل ما في الامر ان الصدمه عملت له اهتزاز بسيط او نقدر نقول خلل لانه قعد فترة طويله مابيوصل الدم لمخه.
همس بجمود
=قمر هو انتي ليه كل اما غيث بيعمل حاجه بتستغربيها ...زى ما يكون مستكتراها عليه ...ولا خايفه علي مشاعر شادي لما يعرف انك بتعاملي غيث كويس.
اندهشت قمر من مواجهه همس لها بالحقيقه فردت قائله
=لا طبعا ...انا بس بحاول افهم طبيعته ...علشان اقدر اتعامل معاه.
احست همس انها واجههت اختها كثيرا فحزنت وقالت
=قمر انا ماقصدش ...انا بس صعبان عليا غيث مش اكتر ...فياريت كلنا نساعده.
هزت قمر رأسها بتفهم وقالت
=ماتخافيش يا همس ...انا مش وحشه اوى ...وان كان علي شادي فانا اقدر اظبط امورى معاه كويس.
ابتسمت همس ووجههت انظارها الي غيث قائلا
=الا قولي يا غيث ...شادي عمل ايه ...لما انت اختارت قمر الزمان...
نهض غيث وذهب الي قمر قائلا
=ليييه مرضاااش ياااقمررر...هوااا ماااله ...انااا حررر.
اغتاظت قمر من رده فعل شادي فهي تعلم جيدا بعصبيته وتكبيره للامور ولكنها حاولت اخفاء غيظها قائله
=هو زعلك في حاجه يا غيث ...قولي وانا اجبلك حقك منه ...بس انت متزعلش.
نظر غيث في عين قمر وقال
=قمرررر...اناااا مش زعلللان...هووا مش مهههم.
اشاحت قمر بوجهها في الاتجاه الاخر بسبب حيرتها من امرها وقالت
=انا هنزل معاك بكره المصنع ...وهساعدك ...بس توعدني يا غيث ماتعملش مشاكل مع شادي.
لطمت همس علي وجهها وقالت
=طب وماما ...هتعملي معاها ايه يا قمر ...دي مش بعيد تحبسك.
خبطت قمر يدها علي رأسها قائله
=صح عندك حق ...مفيش غير حل واحد ...جدي هو الوحيد اللي يقدر يسيطر عليها.
اتسعت حدقه اعين وديعه وقالت
=انا بقا خرجوني من القعده دي ...اقسم بالله ده شادي ممكن يحبسني انا ...ارجوكم.
شحب وجه حمزة وقال
=ولا يقدر ...ليه هي سايبه ...انتي بتخافي منه كده ليه.
ثم خرج حمزة مسرعا يتأكله الغيظ من ذكر اسم شادي وانتهزت همس الفرصه لتخلي الساحه بين قمر وغيث قائله لوديعه
=عجبك كده ...اديكي زعلت الدكتور ...قومي نروح نصالحه
واخذتها من يدها لتخرج لتترك المجال بين غيث وقمر.
سرح غيث في ملامح قمر وقال
=قمررر ...انتييي بتحبيييي شااادي...وهتتجوزىىه.
اندهشت قمر منه وتلجمت اجابتها وتلعثمت وقالت
=لا ...انا مبحبوش ...ومش هجوزه
ويالها من اجابه اجابتها قمر وهي مغيبه جعلت من غيث مفتونا بها اكثر واكثر.
غيث بتساؤل
=طببببب ...لييييه همسسسس بتتتتكلللم علييييه كتتتتيررر...أأأنااا حااااسسس ان همسسسس بتتتحبه...سييييبي شااااديي لهمسسسسس ...وخدييييني أأأناااا مكككااانه.
شهقت قمر من الصدمه ووضعت يده علي فمها قائله
=ايه اللي انت بتقوله ده يا غيث...همس لو بتحب شادي هتقولي...وبعدين شادي مش خطيبي علشان أسيبه ليها...هو حر لو بيحبها هيخطبها أكيد.
نكث غيث راسه وقال
=هووووو رييييخم...عاااايزك انتيييي...بسسس هوووو مششش بيحبكككك...وعاااارف انننيييي بحببببك...وعاااايز يفرررق بينا.
جحظت قمر بأعينها مما قاله وردت عليها قائله
=اي اتنين يا غيث لو بيحبوا بعض صدقني...عمر ما حد يقدر يفرق بينهم...الا الموت...وأنا متأكده انه مش بيحبني...بس يمكن هو اتعود عليا زى ما أنا اتعودت عليه.
شد غيث علي شعره واحمرت عيناه وكست بلون الدم وقال بغضب
=لاااا...جددددي السبببب....خلاااكي تتعودددي عليهوتننننسييييني....ااانااا زماااان بعدددنييي عنننك...انأأأ دلللوقتيييي قررريب...انسيييي شااادي علشااان خاااطرى
نهضت قمر بفزع لتهدئه وأخذته بين أحضانها تربت علي ظهره بحنان قائله
=اهدي يا غيث...محدش بيقدر ينسي حد اتعود عليه...مثلا أنا عمرى ما نسيتك...انت صديق طفولتي...وبعدين بلاش نحاسب جدي علي حاجه انتهت من زمان.
خرج غيث من أحضانها ورفع يده ليضعها علي وجهها قائلا بارتعاش
=لاااا قمرررر ...انأأأأأ مششش صدييييييق طفوووولتتتك...أنا حبيييييبك...اوعديييني...ترجعييي تحبيييني تااااني...علشااان أخففف...حمزززة قااالي كدددده.
أغمضت قمر عينها بحزن وفتحتهم لتجده ينتظر منها كلمه وعد ولكنها تركت في حيرة من أمره وركضت الي غرفتها لتعاود التفكير من جديد.
في منزل ضياء القديم كان يجلس جلسه ليليه مع ابنه شادي الذي كان منفجرا من الغيظ منذ لحظه اعطاء الامر لقمر بمساعده غيث وكان مندهشا من رده فعل والده تجاه هذا الامر فنظر له باستفهام قائلا
=انا عايز اعرف ...انت مش مضايق من نزول قمر المصنع ومراجعتها ليك في شغل غيث ...ولا انت بتفكر في ايه بالظبط؟
لمعت اعين ضياء بالشر وقال
=كان ليا اب زمان ...اينعم اختفي و انا عندي سبع سنين ...بس اتعلمت منه ان اكسب عدوى علشان اعرف اخسره اللي وراه واللي قدامه.
وضع شادي يده علي رأسه التي تكاد ان تنفجر قائلا
=لا مش فاهم الصراحه ...عدوك مين بقا اللي عايز تكسبه ...وقمر ايه دخلها في الحوارات دي.
نهض ضياء من مقعده وقال
=واذا قلتلك ان قمر هي الطرف اللي هيكسبنا في الموضوع ده ...هتعمل ايه ...هتعاند برضه ومش هترضي تخليها تنزل المصنع.
نظر له شادي باشمئزاز قائلا
=انت عايزني ادخل واحده في يوم من الايام هتشيل اسمي في وسط الاعيب دي ...يعني انت ترضي تعمل في امي كده ...ده انت باعد امي بعد تام عن المواضيع دي.
هز ضياء رأسه باستنكار وقال
=اتمنيت كتير ان امك تشاركني اعمالي ...وتشور عليا بالصح والغلط...بس شوفت بعينك مكبرة دماغها ومحسساني اننا عايشين في الاخرة.
شادي بغيظ
=ما تتكلمش عليها كده ...ياريت الستات كلهم زى امي ...ولا انت عاجبك مرات خالي غصون واللي بتعمله.
انفعل ضياء عند ذكر سيرة غصون وقال
=مالها غصون ست قويه ...تعرف دي لو كان لها ولد ...كان زمانه عرف يسيطر علي العيله دي كلها مش زيك...بس هقول ايه منها لله.
هتف شادي بغلظه قائلا
=شوف ازاي ...ابويا اللي ديما يقولي علي غصون منحله ...دلوقتي بيدافع عنها .
ضياء بقوة
=لولا انك ابني كنت مديت ايدي عليك...مالك يا شادي ...ايه اللي مغيرك اوى كده.
شادي بحنق
=قمر يا بابا...كل اما اكلمها في موضوع الجواز تأجل...لحد ما انا حاسس ان جدي هيجوزها غيث الاهبل.
تشنجت عضلات فك ضياء قائلا
=والاحساس ده جالك من ايه...جدك اتكلم بوضوح مثلا...ولا كلها تلميحات وخلاص.
شادي بخيبه أمل
=تلميحات ...بس حتي الواد نفسه شوفته بعيني بيغازلها ...الواد مفكر نفسه طبيعي زينا.
جحظت عيون ضياء وقال
=بتقول ايه ...بيغازلها...اللي هو ازاي يعني.
ارتفع صوت شادي عاليا وقال
=انت عايزني اوصفلك يعني ...ما كفايه حرقه الدم اللي كنت فيها ساعتها...وهي ولا اندهاش زى ما تكون مبسوطه.
وضع ضياء يده علي ذقنه قائلا
=الله الله الله...البت كده ونصيبها هيروحوا من ايدينا ...وانا اللي كنت بفكر اجيب ابن اخويا للبت همس علشان استولي علي كله.
شادي بغيظ
=ايه بتقول ايه...ابن اخوك مين اللي تجيبه لهمس...مفضلش غير الواد الصايع ده اللي يتجوز همس كمان.
نظر له ضياء باستنكار قائلا
=انا مش فاهمك ياسيف ...انت عايز مين فيهم قمر ولا همس...ولا عايز تضرب الاتنين ببعض.
تنهد شادي قائلا
=الاتنين .. انت بتقول ايه يا بابا ...كل ما في الامر ان مش حابب ابن اخوك لهمس.
طأطأ ضياء راسه بخبث فهو يفهم ابنه جيدا فقال له
=طب هنعمل ايه بقا في المصيبه اللي انت قلت عليها دلوقتي....ده لو تخمينك صح ...ساعاتها قمر مش هتكون تحت طوعنا ابدا.
مسح شادي علي وجهه من الغيظ قائلا
=قولتلك ميت مرة يا بابا...مش عايز قمر تدخل في وسط الحوارات دي ...مش هسمح تكون مراتي في وسط دايرة مشبوهه.
تنهد ضياء قائلا
=انا فاهمك كويس...انت عايز مراتك تكون نسخه من امك ...بس عايز اقولك علي حاجه قمر طلعت ولا نزلت فهي بنت غصون مش بنت ساميه امك ولا هتكون زى وديعه اختك في يوم من الايام.
شادي بتوجس
=طب والعمل...هيا مأجله موضوع الجواز ...وخايف ان جدي فعلا يعمل اللي انا حاسس بيه.
لمعت فكرة خبيثه في عقل ضياء فكرة نفذها قديما مع زوجته ساميه ونجحت بالفعل وتزوجته رغما عنها فقال لابنه
=متخافش انا عندي الحل...انت بتسهر مع قمر كتير...مفيش مانع في اول سهرة بينكم بعد قعدتنا دي تحطلها حاجه في العصير بتاعها.
اسرع شادي بالرفض قائلا
=ولا عمرها هتحصل ...انا لا يمكن اعمل كده...انا صحيح وحش بس مش للدرجه دي.
اغتاظ ضياء من رده فعله قائلا
=ان شاء الله مش هيحصل حاجه...انت بس هتوهمها انه حصل ما بينكم شئ...ولازم تتجوزوا بسرعه.
فرج شادي شفتيه ببلاهه قائلا
=مش ممكن...انت فكرت في الفكرة دي ازاي...ده ابليس نفسه مايفكرش زيك كده.
ابتسم ضياء بشر وقال
=دي فكرة واحد صاحبي...عملها مع واحده وكانت مخطوبه كمان...فسخت خطوبتها واتجوزته واكتشفت كذبته بس عادي اهي عايشه .
نهض شادي لينفذ تخطيط ضياء فذهب الي قمر لاصطحابها كالعاده في سهراته غافلا عن اوامر الحاج غالب بعدم السهر ليلا لهم ...دلف الي الحديقه وجدها تجلس علي الارجوحه مغمضه العينين تستمع الي اغنيه تعشقها كثيرا منذ زمن بعيد ...مشي علي اطراف اصابعه ووضع يده علي عينيها من الخلف قائلا
=انا مين...ولا اقولك قديمه دي يا قمر ...ايه رايك تقوليلي هنسهر فين النهارده.
علمت قمر انه شادي فازاحت يده بلطف من فوق عينها وقالت
=للاسف يا شادي...جدي منع السهر...اسهر معانا هنا بقا وخلاص.
ليتسمر شادي بغيظ قائلا
=ليه ان شاء الله ...ما احنا كنا بنسهر براحتنا...ولا علشان حفيده رجع يبقا خلاص احنا نتربط في البيت جمبه مش كفايه المصنع.
اغمضت قمر عينها بصعوبه من كثرة التفكير وقالت
=خلاص بقي يا شادي...ماجتش من السهر...نسهر هنا وخلاص.
اقترب منها شادي وقال
=بس هنا مش هنكون علي راحتنا...انا كنت ناوى اسهرك النهارده سهرة العمر...واعملك كل اللي نفسك فيه.
فمر بخوف من اسلوب شادي
=شادي ...انت مالك النهارده...مش علي بعضك ليه هو في حاجه وانا معرفهاش.
ابتسم شادي وقال
=في يا قمر...في ان انا خلاص عايز اخطبك من جدي بقا...هستني لحد امتي انا زهقت.
همست قمر في نفسها وقالت
=وبعدين بقا...ارد عليه واقوله ايه...انا تعبت.
ارتفع نبرة صوت شادي قائلا
=ماكنتش اعرف ان الموضوع صعب كده...هو في ايه يا قمر...انتي متغيرة من ناحيتي ليه بقالك فترة ايه اللي شاغل مخك بالظبط فهميني.
اشتعلت النيران في جسد قمر قائله
=في ان عرفت حاجه تخص الماضي بتاع العيله...ولازم اتاكد منها الاول...وماتحاولش تسألني ايه هي الحاجه دي لاني مش هريحك.
حاول شادي تهدئه اعصابه حتي لا تنفلت قمر من بين يديه فاقترب منها ومسح علي شعرها بحنان قائلا
=مش ها سألك يا قمر...وبراحتك علي الاخر...اهم حاجه انك بتحبيني وهتتجوزيني في الاخر.
ليدلف في هذا الوقت غيث ويستمع الي حديث شادي ليتذمر بشراسه قائلا
=قمرررر مششش بتتتحبك...ومششش هتتتجوززك...قمررر بتكذذب عليييك....هيبيي قااالتللسي كددده.
نظر له شادي بغيظ قائلا
=ايه اللي انت بتقوله ده...انت اتجننت...ده انا هموتك بايدي النهارده.
جحظت عيون قمر واتجهت نحو شادي تزيحه من فوق جسد غيث وتهتف بحنق قائله
=ايوه انا قلتله اني مابحبكش ولا هاتجوزك...وهو مش مجنون ممنوع تقوله كده...انت ايه ماعندكش قلب هتموته علشان قال كده.
تعلق غيث وتشبث بكنزة قمر وقال لها
=بلللاش تتتجوززيه...هووو مششش بييحببك...هو عاااامل زىىى ابووه.
نظرت قمر الي شادي وقالت
=ماتخافش يا غيث...مش هتجوزه...مينفعش الواحده تتجوز واحد قاسي ومتهور وعصبي كده.
همس شادي في نفسه وقال
=بقي كده يا قمر...ماااشي...يبقي لازم انفذ خطه ابويا حتي لو هنا في البيت وتبقي فضيحتك بجلاجل.
غيث بهستيريا
=اامشييي ...اطلللع بررااا...بيييتي انااا وقمررر.
ضحك شادي ضحكه رنانه وقال
=بيتك....ههههه ما بقاش غير الاهبل ...اللي يبقاله بيت.
اجلست قمر غيث وتوجهت نحو شادي بشده وابعدته الي باب الفيلا قائله
=امشي بقا...انت زودتها كتير...ده واحد مريض ولو جدي عرف اللي انت عملته فيه الامور هتزيد سوء ومش هتعرف تتجوزني.
شادي بفظاظه
=كل العنف ده ...علشان غيث الاهبل...نسيتي كنتي بتتمني ابصلك ازاي.
قمر برزانه
=شادي...لو انت فعلا بتحبني وعايز تتجوزني...حاول ماتقربش من غيث الفترة الجايه لان غيث خط احمر لجدي ممكن يهد الدنيا علشانه.
ابتسم شادي بسخريه وقال
=وفرصه برضه لما ابعد...تتجوزيه انتي...مش كده برضه يا ست الحسن.
اخفضت قمر من صوتها وقالت
=واتجوزه...يا بني انت بتجيب الخيالات دي منين...ده انسان مريض لازم نقف كلنا جمبه مش نهاجمه زيك.
ارتفع صوت شادي قائلا
=عارفه انتي بقيتي شبه مين...بقيتي شبه امك...في لوعها ومرواغتها وكدبها.
اشتعلت اعين قمر من الغيظ وقالت
=ازاي تتكلم عن امي بالشكل ده...مش دي مامتي اللي بتحبها ...انت ازاي كده.
نظر لها من رأسها الي اسفل قدميها وتركها ورحل لتفيق من الصدمه علي صوت غيث يناديها قائلا
=قمررر...تعااالييي...انااا عااايزك.
لتركض له قمر بكل حواسها قائله
=اللي حصل من شويه هنا يا غيث...سر بينا ...ماتقولوش لجدي لو ليا خاطر عندك.
ارتفعت انظار غيث الي عيون قمر البنيه ليثبت نظره بها قائلا
=موووافق ...بسسس بشررررط...يااا قمرررر.
اخذت قمر ووضعت ذراعها في ذراعه لتتمشي في الحديقه قائله
=بشرط امممم...واضح انك مش سهل يا غيث...عموما اشرط يا غيث وانا موافقه يا سيدي علي الشرط من غير ما اسمعه.
وقف غيث قائلا بحب
=مششش تزززعلللي مننني...بسسس اناااا عااايزك...تحبيييني اناااا....وتتجوززززيني اناااا يااااا قمرررررر زمااانييي.
التفتت اليه قمر بسرعه وجحظت بعينيها لدرجه انا شعرت ان الارض تنساب من تحت قدميها مما سمعته من غيث.
وقالت
=بص يا غيث ومتزعلش مني...أنا مش عايزة اتجوز خالص...ولو هتجوز مش هتجوزك انت...ولو فرضا رضيت واتجوزتك هيبقا مش دلوقتي خالص
دمعت عين غيث وقال بحزن
=علشاااان اناااا اهبلللل صحح...انتيييي قااااسيه زيهم....فكرررتك أحسسسن منهم....بسسس أمييي صححح...انتيييي بنتتت الشرييييرة ...ابعدددي عنيييي
ارتفعت عين قمر اليه وهتفت بصوت مبحوح
=كده يا غيث ...وأنا قلت انك هتفهمني...من مصلحتي ومصلحتك لو هنتجوز...اني مش أستغلك وأتجوزك بحالتك دي..أساعدك انك تخف...مش يمكن لما تخف انت بنفسك مترضاش تتجوزني...بس معلش يا غيث الظاهر ان انت اللي زيهم ...محدش قادر يفهمي.. عن اذنك.
وتركته يتخبط أكثر وأكثر ويعض علي أصابعه مثل الطفل الصغير الذي أغضب أمه..زأما عنها فدخلت غرفتها وظلت تطرق برأسها في الحيط تود أن تشقها وتدخل فيها لتختفي تماما.
أما عنه فصعد الي غرفه ضحي يسرد عليه ما حدث لتؤكد له ان كلامها عن غصون وبناتها صحيح وعليه تجنبهم تماما حتي يستعيد كل حقوقه منهم وعند شفائه لا بد له من الثأر من الجميع والمطالبه بتعويض عن سنين الحرمان الذي عاناها هو وأمه في الغربه.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق