القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وختامهم مسك الفصل الأول والثاني والثالث بقلم نورا عبدالعزيز

 رواية وختامهم مسك  الفصل الأول والثاني والثالث بقلم نورا عبدالعزيز 





رواية وختامهم مسك  الفصل الأول والثاني والثالث بقلم نورا عبدالعزيز 




الفصــــــــل الأول (1)   

بعنــوان " غلاظــة فتـــاة " 


بعض الأوجاع تقتل صاحبها وبعضها الأخر يُقتلها صاحبها بعقلًا من الجمود، ليس الجميع يستسلمون للألم ويختبئوا فى غرفهم مُغلقين الأبواب ، بل الضعفاء من يفعلون ذلك يا عزيزى لكن الأقوياء يُقتلون الألم قبل أن يقتلهم ويغلقون كل أبواب الخوف قبل أن يحتلهم، فحالما يسير الخوف بداخلك ستكون من الأموات، لأن الخوف إذا تمكن من عقل الإنسان أخذه للموت ولهذا هناك القليل يحاربون هذا الأحتلال بقوة حتي يصبحون أحرار وتكن هذه الحرية مسك الختام من هذا الألم حتى يستطيعون أن يقولوا (وختامهم مسك) 

 أنقلبت القاهرة الجديدة رأسًا على عقبًا وتحديد داخل مستشفي القاضي بعد أن وصلت سيارة الإسعاف تحمل بداخلها "غزل" ابنة رئيس المستشفي، بسبب أصابتها بحادثة سيارة.. 

أخذها المسعفين والأطباء من باب المستشفي وركضوا بها إلى الداخل وهناك عصا حديدية بمنتصف صدرها والدماء تلوث ملامحها ولا تظهر منها شيئًا، نظر "غريب القاضي" رئيس المستشفي على أبنته لينتفض ذعرًا مما يراه وكيف حال أبنته وما حدث لها، ركضوا بها إلى غرفة العمليات وطلبوا رئيس قسم القلب والصدر إلى الجراحة...

خرجت "مَسك" من غرفة مكتبها بذعر بعد أن وصل لها خبر أصابة أختها التوأم وحالتها الحرجة، ركضت بخوف شديد يتملكها مُرتدية زى المستشفي عبارة عن تي شيرت أخضر اللون وبنطلون مثله ولم ترتدي البلطو الأبيض من فزعها، وصلت إلى غرفة العمليات وكان والدها يقف بالخارج يتشاجر مع طليقته وأم بناته صارخًا بها :-

-أنتِ السبب... بنتى لو جرالها حاجة هتدفع الثمن من عمرك أنتِ فاهمة يا بثينة


ألتف لكى يدخل إلى غرفة العمليات ليرى "مسك" تهرع نحوها فأوقفها بغضب سافر يتملكه مُحاولًا قدر الإماكن السيطرة على حاله بعد أن رأي والدتها:-

-أنتِ رايحة فين؟


-أنا لازم أدخل

قالتها "مسك" بتحدي وعينيها لا تتوقف عن البكاء ويديها ترتجف فقال بأقتضاب شديد:-

-والله وهتدخلي تعملي أيه تموتيها وأنتِ بتترعشي كدة، أنتِ فاكرة نفسك أيه مفيش دكاترة شاطرين غيرك يا مسك 


دفعت يده بعيدًا عن ذراعيها بتحدي وعناد أكثر ثم قالت وعينيها تحدق بوالدها:-

-أنا هدخل ومحدش هيقدر يمنعني واللى يقدر يورينى نفسه


ألتفت مُسرعة لكى تدخل، فتحت باب غرفة العمليات بالتصريح الخاص بها وقبل أن تضع قدمًا واحدة داخلها أوقفها "غريب" بنبرته التهديدية الحادة يقول:-

-جربي تحطي رجلك جوا وأنا بنفسي هنهي رخصتك الطبية يا مسك


توقفت محلها بغضب سافر ولم تتجرأ على فعل شيء أمام والدها، أشار إلى أحد رجاله وتحديدًا مساعده "سراج" بأن يأخذها بالقوة بعيدًا فصرخت بأختناق وخوف على أختها:-

-خلينى أساعدها!!


ألتف إليها "غريب" بهدوء شديد يحاول تملك أعصابه وقال بحزم:-

-القانون يمنعك يحطي أيدك على مريض من عائلتك وأنا بصفتي رئيس المستشفي بمنعك تدخلي أوضة العمليات بأيد بتترعش، خليهم يعملوا اللى عليهم واللى جوا دا أستاذك وحتى لو كنت جراحة متوفقة وشاطرة وتفوقتي عليه فدا ميمنعش نهائيًا أن أستاذك


دلف للداخل غاضبًا من هذا الفتاة تراة وقلقًا على الأخري تارة أخرى، ترك ابنته مُقيدة مع حارسه الشخصي تشتعل من الغضب والتقييد، نظرت إلى والدتها التى تبكي وترتجف على المقعد خوفًا على "غزل"، أقتربت "مسك" منها وجلست جوارها ثم قالت بلطف:-

-أهدئي يا ماما إن شاء الله هتكون بخير، غزل قوية وشجاعة 


هزت رأسها بصمت ودموعها تتساقط على وجنتيها، امرأة فى السينتات من العمر ترتدي عباءة سوداء وتلف حجاب أبيض اللون، التجاعيد رسمت على وجهها خطوطها البسيطة وهكذا ظهر يديها، بعيني رمادتين وبشرة بيضاء ، جسدها مُمتليء قليلًا، ضمتها "مسك" إلى حضنها بين ذراعيها وبدأت تربت عليها..


وقف الجميع يتهامسون وينظرون على هذه العائلة من بعيد، وأصبحوا حديث كل فريق العمل وحتى المرضي، سألت ممرضة جديدة بالمستشفي بعد أن رأت ما حدث وقالت:-

-مين غزل؟ دى المريضة اللى عملت حادثة


نظرت الممرضة الأخري حولها وتحديدًا على "مسك" التى تجلس هناك وقالت بهمس حتى لا يسمعها أحد:-

-اه، بنت دكتور غريب رئيس المستشفي وتوأم دكتورة مسك بس هي عايشة مع والدتها أصلهم مُنفصلين لكن دكتورة مسك عايشة مع الدكتور غريب، وبتشتغل معانا هنا فى المستشفي من وهى طالبة... سافرت برا سنتين عملت دكتوراة ورجعت، كدكتورة شاطرة جدًا وتفوقت على كتير من الدكاترة وجراحين القلب والصدر هنا وفى أماكن تانية وأنتِ كممرضة لازم تحلمي بأنها تدخلك معاها جراحة واحدة هتستمعي وهتتعلمي كتير.. لكن كإنسانة منصحكيش تمري من جنبها لأنها قوية جدًا وجريئة ومتحفظة مبتحبش تصنع علاقات ولا صداقات مع حد، عنيفة وشرسة وعمرها ما سمعت لرأي حد... أووووا جسمي بيقشعر وقت أتكلم عليها ربنا يبعدنا عنها ....


_____________________________  


فى الغــــــــردقــــــــة تحديدًا داخل

)Blue city ( المدينة الزرقاء 

 منتجع سياحي يطلق عليه السياح مالديف مصر من جماله الخلاب وعظمة طبيعته الذي خلقها الخالق بها، والسياح الأجانب يملؤن المكان فى فصل الصيف مُستمعون بأيامهم الجميلة هنا، توقف يخت أبيض اللون على حافة الشاطي وترجل منه مجموعة من السياح وخلفهم فتاة بعمر الـ 21 عام لديها بشرة بيضاء وعيون خضراء تزيد من جمالها الخلاب، نحيفة جدًا ومتوسطة الطول، ترتدي ملابس السباحة وتبتسم بعفوية بعد أن ودعت فريقها فى العمل، سارت حافية القدمين على الممر الخشبي حتى وصلت للشاطيء وتحديدًا هذا المكان المخصص للسباحين وتركت أداوتها ثم نزعت طاقية السباحة عن رأسها لينسدل شعرها البني متوسط الطويل على ظهرها وأكتافها، تبسم زميلها "فادي" بعفوية بعد عودتها وقال:-

-الفوج الألماني شكله أنبسط معاكي ... صحيح أستاذ زين سأل عليكي من الصبح 7 مرات 


تعجبت "ورد" لسؤاله الكثير والمُلح عليها فقالت ويديها تربط رباط حذاءها الرياضي:-

-7 مرات، ليه ههرب.. هو فين؟


أجابها "فادي" وهو يحمل أغراض السباحة وأنبوبة الأكسجين قائلًا:-

-راح على الفندق؟ صحيح سمعتي بالخبر


ألتفت إليه ويديه ترفع شعرها للأعلي وقالت بفضول:-

-أيه؟


-بيقولوا أن عبدالعال بيه تعب وحالته ساءت فقرر يعقد أجتماع مجلس الإدارة وهيعين رئيس جديد للقرية 

قالها بتوتر شديد فأتسعت عينيها على مصراعيها وبدأت تركض كالمجنونة فى أرجاء المكان كي تبحث عنه، وصلت للفندق بركضها وجنونها وكل من رأها ألقي عليها الصباح برحب وهذه الفتاة بمثابة الزهرة التى تنشر عطرها ببسمتها على كل من بالفندق، وصلت إلى مكتبه ودلفت مُسرعة لتراه يقف أمام المرآة ويحاول عقد رابطة العنق ويرتدي بدلة رسمية باللون الكحلي وقميص أبيض ويصفف شعره على غير المعتاد فـ "زين" حبيبها وخطيبها يحب الحرية والعفوية لم يرتدي يومًا بدلة أو صفف شعره برسمية هكذا، ألتف "زين" إليها وقال ببسمة عافية وسعادة تهبط عليه فور رؤيتها:-

-ورد!!


أسرعت نحوه بسعادة حتى وقفت أمامه تحدق به بأندهاش وذهول تام من وسامته،شاب بعمر ال32 عامًا يملك زوج من العيون البنية وشعر أسود كثيف ناعم، بدون لحية أو شاربًا.. طويل القامة ونحيف لا يهتم بجسده أو الذهاب للنادي الرياضي يكتفي بتمارينه الصباحية معها بالأكراه منها حتى ينال رضاها وبشرته متوسطة البياض، أخذت من يده رابطة العنق وبدأت تعقدها له بلطف ثم قالت:-

-جدك جه من القاهرة!!


-اه وصل من ساعة وبيقول أنه لازم يعقد الأجتماع 

قالها وعينيه لا ترفع عنها بعشق يغمره، فتاة ولدت فى منزله وتربت به أمام عينيه، كبرت على يديه وعلمها كل شيء.. مُنذ نعومة أظافرها وهى ملكًا له وحده وحُبها بداخله زرع كأنه فطرة ولدت به فور خروجها من أحشاء والدتها حتى أصبح مُتيمًا بها كأنفاسه التى لن يستطيع العيش بدونها، أجابته ويديها تسرع فى الأنتهاء قائلة:-

-طب وحالته الصحية، إذا خرج من المستشفي...


رفع يديه إلى رأسها بداعب خصلات شعرها الفوضوية بعد السباحة، أجاب على سؤالها بلطف:-

-بيقول المستشفي هتبعت دكتور يعتني به وعمومًا هو مش هيطول هنا 

 

أنتهت "ورد" من تجهيز حبيبها للقاء الكبار ثم قالت بعفوية:-

-متتوترش يا زين أنت قدها !! دا لو وقع الخيار عليك مش على تيام لأن متنساش أنه حفيد جدك زيك وكمان له النصيب الأكبر لأن بحكم أن ابن الأبن فنصيبه من الورث ضعف مامتك


تبسم "زين" بسخرية بعد أن نظر فى المرآة على هيئته الرسمية ووقاره ثم قال:-

-هو فين تيام يا ورد؟!! تلاقيه صايع هنا ولا هنا مع واحدة أجنبية دا أن مكنش دلوقت وتحديدًا الساعة 10 نايم فى حضنها، بعدين جدي مش هيسلم القرية لواحد خمورجي ونسوانجي بيترمي كل يوم فى حضن واحدة...


أقتربت "ورد" منه بهدوء ثم قالت:-

-حتى لو دا ميمنعش أنه حفيده وابن خالك، زين أوعدني مهما كان الخيار أو القرار ميأثرش فيك وفى كل الأحوال أنت المدير العام للمكان هنا وتيام ولا حاجة ولا يملك أوضة واحدة فى المكان دا طول ما جدك عايش


ألتف إليها "زين" بسمة دافئة ثم وضع يديه على ذراعيها بحب و قال:-

-أنا مش محتاج حاجة فى الدنيا كلها غيرك وما دام أنتِ معايا وجنبي فى داهية أى حاجة لأن مهما كان  اللى هيدهولي العالم غالي وثمين أنتِ أغلى عندي لأنك كنزى اللى مبيتقدرش حتى بعمري


تبسمت "ورد" إليه بحب ليفتح ذراعيه إليها فقالت بعبوس:-

-هدومي مبلولة بلاش أبلك وأبهدلك الشياكة دى


جذبها إليه بالقوة كأنه لا يهتم بشيء سواها لتبتسم "ورد" بعد أن لفت ذراعيها حول خصره، تحدث "زين" بنبرة دافئة:-

-إياكي تحرمنى من الحضن دا عشان أى سبب كان مش شوية مياه، فداكي الدنيا وما فيها، فداكي أنا شخصيًا ...... 

____________________________ 


فتح باب الغرفة بالقوة ودلف مجموعة من الرجال بقيادة "جابر" رجل فى الخمسينات من عمره قوية وشامخ، لديه نظرة حادة من عينيه البنيتين التي تشبه لون شعره البني رغم سنه لكن لا يملك شعرة بيضاء واحدة فى رأسه ولحيته الكثيفة التى تزيد من وسامته وهيبته القوية، طويلًا وعريض المنكبين مُرتديًا بدلة رسمية سوداء، نظر إلى الطاولة وكان عليها زجاجة من الخمر وكأسين، أتجه إلى غرفة النوم وهو مُشمئز من الأرضية الفوضوية وملابس نسائية علي الأرض فكز على أسنانه وأشار إلى أحد الرجال ليرفع الغطاء وكان "تيام" نائمًا على بطنه بنصفه العلوي العاري ويعانق الوسادة، تحدث "جابر" بنبرة جادة:-

-تيام بيه.... تيـــــــام


فزع من نومه على صوت صراخ هذا الرجل وأندهش عندما رأى الرجال يحتلونه غرفته، تحدث بغضب سافر:-

-فى أيه؟


-أعتقد أن وصلك خبر أن فى أجتماع مجلس إدارة 

قالها "جابر" بغضب مكبوح من أستهتار هذا الرجل الذي بلغ منتصف الثلاثينات، أشعل "تيام" سيجارته ببرود شديد ثم قال:-

-وأنا يخصني أنا، أنا مجرد نزيل هنا ؟


أشار "جابر" إلى رجاله ليحملون "تيام" بالقوة عن الفراش، بدأ يصرخ بغضب بهما ليفتح باب المرحاض وخرجت فتاة أجنبية ترتدي روب الأستحمام، تقزز "جابر" من رؤيتها هنا وأخذوه بالقوة معه.... 

____________________________ 


صرخت "مسك" بغضب شديد تعارض حديث والدها قائلة:-

-حضرتك بتقول أيه؟


تحدث "غريب" وهو يجلس على مقعده فى مكتب المستشفي بحدة قائلًا:-

-اللى سمعتى يا مسك لازم تمشي من هنا، أنا مش هخسر بناتي الأثنين وكفاية عليا أن أمكم هى السبب


قالها وعينيه تحدق بـ "بثينة" التى تجلس على الأريكة هناك بغضب سافر، تحدثت "بثينة" بغضب سافر من أتهامه لها بإذاية بناتها قائلة:-

-قصدك أيه؟ أنا مقدرش أذي ولادي


وقف من محله بغيظ شديد وقد أنفجر فى وجهها كالعاصفة التى تخلت عن هدوئها وبدأت تأكل كل ما يقابلها بصراخه:-

-لا أذيتهم، غزل دلوقت بين الحياة والموت عشانك ، بسببك سابت الجيش والهندسة، مش أنتِ اللى فضلتي وراها بزنك وشيطانك اللى وسوس لها عشان تنتقم من اللى قتلوه أخوها، مش أنتِ اللى سرقتي بنتى مني وخليتها تعيش معاكي وحولتيها من مهندسة فى الجيش لمجرمة بيطاردها المجرمين وتجار المخدرات، أنا بنتي فى غيبوبة دلوقت بسببك ولو حصلها حاجة ورب العرش ما هيكفينى روحك


صرخت "مسك" بانفعال شديد من هذا الصراخ:-

-وأنا ذنبي أيه؟


ألتف إلى ابنته بقلق شديد من أن يطادرها هؤلاء المجرمين عوضًا عن ابنته ثم أخذ وجهها بين قبضتيه وقال بلطف:-

-أسمعى يا مسك أنا لاقيت لك مكان كويس وأمان تقعدي فيه فترة لحد ما الوضع يستقر وأطمن على غزل 


-أنا مش ههرب يا بابا لأنى مش جبانة


صرخ بها بغضب أكبر ولا يتحمل عناد هذه الفتاة قائلًا:-

-انا مش هخسر بناتي الأثنين ومش هستنى لما حد يأذيكي زيها


أقتربت "مسك" منه خطوة بجراءة وتحدي ثم قالت وعينيها تحدق به بنظرات ثاقبة:-

 -أنا محدش يقدر يأذينى غير اللى خلقني، وحضرتك عارف أكتر من أى شخص أن محدش يقدر يقرب منى ولو قرب هتكون نهايته هو مش أنا


-عارف أنك قوية وشجاعة لكني مش هجازف أنا وقفت رخصتك الطبية وبالأكراه هتمشي يا مسك

قالها "غريب" بتحدي كأنه لا يترك مجال لعنادها بأن يسيطر على الموقف الآن...

فتحت "مسك" عينيها بعد أن توقفت السيارة الخاصة بها رباعية الدفع تحديدًا سيارة رند روفو ديفندر (سيارة 4×4 صنعت خصيصًا للطرق الوعرة وشديدة الأنحدار والقفز على الصخور) سيارة رمادية اللون وضخمة حجمًا قوية تليق بشخصية "مسك" فهى تتقن أختيار الأشياء التى تشبهها تمًامًا..

فتح "سراج" باب السيارة الخلفي من أجلها قاطعًا شرودها فيما حدث أمس من والدها وقال:-

-أتفضلي


تأففت بضيق شديد من أجبارها على القدوم لهذا المكان وترجلت من سيارتها مُغمضة العينين من الغضب الذي يحتلها الآن، مد يده إليها بمفتاح سيارتها وقال:-

-أتفضلي دا مفتاح عربيتك يا دكتور مسك، أنا جهزت كل حاجة ممكن تحتاجيها فى شنطة العربية أدوات التسلق والتخييم وحتى ملابس الرياضة والجيم أنا عارف كويس أن حضرتك مبتحبيش تستعملي أى غرض لشخص تاني وحجزنا سويت لحضرتك فى الفندق مدفوع تكاليفه كاملة وزيادة ولو أحتاجتي اى حاجة ممكن تتصلي بيه وفى ظرف ساعتين هتكون عند حضرتك ودا أن مكنش قبل كدة


حدقت به رجل فى الخمسينات من عمره لكنه مخلص ووفي جدًا لوالدها لا يتحرك بدونه، وجهه حاد وعابس دومًا ، أخذت مفتاح سيارتها بغيظ شديد وعنف حتى سقط يده من دفعتها جانبًا، مرت من جواره بأختناق وتتأفف بضيق قائلة:-

-هو فاكر أنه بيحبسنى هنا؟


ألتفت إليه قبل أن تتحرك وتابعت حديثها بغيظ أكبر وهى تشعر بأن والدها نفاها هنا هاتفة:-

-فهمه أنى مش كرسي بيحركه مكان ما يحب وهم شهرين بالظبط وبعدها بيوم واحد متسألونيش على اللى هعمله


أومأ "سراج" لها بنعم مُبتسمًا إلى هذه الفتاة وكانت ترتدي بنطلون جينز أزرق وتي شيرت أبيض بنصف كم تدخله فى البنطلون وتحيط خصرها بحزام من الجلد الأسود وحذاء رياضي أبيض، غادر المكان بسيارة أجرة، أخرجت حقيبة ملابسها فأقترب موظف الفندق لكي يأخذها منها ثم بحثت عن مكان لترك سيارتها بها، أخذت السيارة بنفسها إلى المكان بعد أن رفضت أن يصعد غريبًا بها، أوقفت السيارة فى مرأب السيارات الموجود فى باطن الفندق أسفل مستوي الأرض ثم نظرت إلى طبلون السيارة و فتحت الدرج الموجود فى اليسار بمفتاح خاص وأخرجت منه مسدسًا ووضعته خلف ظهرها ثم ترجلت من السيارة، أخذت المصعد للطابق الأولي حيث قسم الأستقبال....


____________________________ 


 أجتمع الجميع فى غرفة المؤتمرات الخاصة بالفندق وكان الجميع فى أنتظار قدوم الرئيس "عبدالعال الضبع"، فتح باب الغرفة ودلف "زين" يدفع مقعد ذو عجلات متحرك يجلس عليه "عبدالعال" رجل فى الثمانيات من عمره كبير بالعمر وضعيف الجسد لكنه ما زال يملك الهيبة والمكانة، مريضًا ومُرتدي بدلة سوداء وقميص أبيض ويضع على قدمه غطاء من الصوف ومعلق فى مقعده أنبوبة أكسجين متصلة بقناع التنفس على فمه، أوقف "زين" المقعد فى مقدمة الطاولة بعد أن وقف الجميع أحترامًا لرئيسهم ومؤسس القرية ثم جلسوا فقال بصوت خافت لكنه واضح للجميع بفضل مكبر الصوت الموجود أمامه:-

-عشان مأخدتش من وقتكم ووقتي، طبعًا زى ما وصلكم الخبر أنا قررت أتنحني عن منصب الرئيس 


-أطال الله فى عمرك يا عبدالعال بيه وطبعًا مفيش أفضل من باشمهندس زين للمنصب دا ولا أيه...

قالها احد الرجال ليتجمع الجميع على الموافقة على تنصيب "زين" كرئيسًا للقرية لكن أوقفهم صوت "عبدالعال" بجدية يقول:-

-بلا شك أن زين جدير بالمنصب دا بس...


أتاهما صوت رجولي قوي من الجهة المقابل بعد أن دلف "جابر" قاطعًا أجتماعهم يقول:-

-بس حضرتك عندك حفيد ووريث غيره


نظر الجميع وكان مساعد "عبدالعال" السيد "جابر" وأشار بيديه على الباب حتى يدخل رجلين من الحرس يقبضون على "تيام" بالقوة، حفيده الأكبر سنًا والذي يكبر "زين" بعامين ويملك من العمر 34 عام، شاب بجسد رياضي قوي وعريض المنكبين وطويل القامة، يحمل بشرة بيضاء وزوج من العيون العسليتين تليق به جدًا مع شعره البني الكثيف بنعومته ولحيته الكثيفة، مُرتدي بنطلون قطني وتي شيرت أسود وفوضوي بعد أن انتزعوا رجال "عبدالعال" من فراشه، صرخ بغضب سافر فى جده أمام الجميع بلا مبالاة:-

-أيه اللى حضرتك بتعمله دا


تابع "عبدالعال" بنبرة قوية رغم مرضه:-

-شهر واحد يا أما بتتعلم أزاى تحافظ على ملكك وتكون قد مسئولية أنك تكون المدير العام للمكان دا يا أم هرميكي فى الشارع وأتبري منك ووقتها يا تيام حتى العيش الحاف مش هتلاقي تأكله وأخرتك هتكون تحت الكباري زى المتسولين، زيـــــــــن!!!


نظر "زين" إلى "تيام" بوجه حاد وقال:-

-أمرك!!


-شهر واحد يا أما تعلمه أزاى يدير المكان ويكون درعك اليمين يا أما تنسي نهائيًا منصب الرئيس وأنتوا الأثنين تستعدوا لخسارة كل حاجة

قالها "عبدالعال" بتهديد واضح وصريح لهذان الأثنين، أشار إلى "جابر" بأن يأخذه من الغرفة وقد أنهى الأجتماع بتهديده لأحفاده أمام الجميع، خرج به "جابر" إلى الردهة و"تيام" يركض خلفه غاضبًا رغم الحاشية من الرجال الذين يسيرون وراءه وصرخ بغضب:-

-أنت بتعمل كدة ليه؟


أنزل "عبدالعال" قناع التنفس عن وجهه وقال بحدة:-

-عشان أخليك بنى أدم محترم وأنقذك من القرف اللى أنت فيه


تأفف بضيق يحرق صدره وهذا الرجل العجوز يتحكم به وبحياته فصرخ "تيام" بغضب أكبر  مُغتاظًا من قرار جده قائلًا:-

-أنا مطلبتش منك تخلينى محترم، ولا طلبت سلطة ومال ولا عايز منصب، أديه لزين أنا موافق


أقترب "عبدالعال" للأمام برأسه ثم قال:-

-لكن أنا عايز، مش مكسوف من نفسك دا زينة بنت عمتك الأصغر منك بتدير المكان بأشارة واحدة من صبعها وأنت أكبرهم بس أخيبهم....


بدأ يسعل بتعب شديد ووضع يديه على صدره من الألم لكنه أكمل حديثه بقوة قائلًا:-

-معاك مهلة شهر يا تيام وأدعي أن ربنا يطول فى عمرى لشهر واحد بس عشان أربيكي


زاد ألمه أكثر ليضع "جابر" القناع على وجهه ونظر إلى "تيام" بضيق من سوء حالة جده، أقترب "تيام" بجدية وغضب ولا يبالى بحالة جده الحرجة ومرضه ثم حدق به وقال:-

-مربتش أبنك ليه بدل ما تيجي تربينى أنا 


ساءت حالة "عبدالعال" أكثر بعد ذكر ابنه على لسان "تيام" وظل يحدقان بعيون بعضهما، كان الجميع فى رهبة مما يشاهدون والصياح  والشجار يملأ المكان، كانت "مسك" تقف أمام موظف الأستقبال تقدم هويتها فقال بهدوء:-

-أسف يا فندم لكن مفيش حجز باسم مسك غريب القاضي


نظرت إلى الموظف بصدمة فقد أخبرها والدها بأنه حجز لها جناحًا ملكيًا هنا، كادت أن تتحدث لكن اوقفها صوت صراخ الجميع عندما فقد "عبدالعال" وعيه تمامًا وبدأ جسده ينتفض من التشنجات، تجمع رجاله حوله وهكذا "زين" الذي خرج للتو وهرع إليه بصدمة ألجمته، نظرت "ورد" بقلق و تركت العصير من يدها بعد أنتظار طويل حتى تطمئن على حبيبها، صرخ "جابر" بغضب سافر قائلًا:-

-أطلبوا الإسعاف


مرت "مسك" مسرعة بين الجميع ودفعت "تيام" دون أن تهتم له، نظر "جابر" إليها بصدمة الجمته من أقترب هذه الفتاة وتجرأها على لمسه، فحصت عينيه ووضعت يديها على قلبه ليدفعها "زين" بعيدًا عن جده وقال:-

-أنت مجنونة؟


صرخت به وهى تدفع يده بعيدًا عنها بتحدي وقوية وقالت:-

-أنا دكتورة


ظل صامتًا أمامها لتعود للجلوس على قدميها أمامه تفحصه، وقفت "ورد" جوار "زين" بقلق والجميع ينظرون عليها، قالت بجدية صارمة:-

-نزلوا


نظر الرجال إلى "جابر" فأومأ إليهم بنعم فجعلوا "عبدالعال" يمدد على الأرض أمامها لتضع يدها على عنقه وبدأت تحسب ضربات قلبه، وضعت يديها الأثنين على صدره حتى تضغط بمهارة تنعش القلب الذي بدأ يتوقف عن النبض فصرخت بالجميع وقالت:-

-شنطتي


أحضر الموظف حقيبتها التى ما زالت فى يده ولم يتم تسكينها بعد، فتحتها ليُدهش الجميع من كم الأدوات الطبية التى تحملها معها فى رحلة أسترخاء داخل مكان سياحي، أخرجت أنبوب رفيع وبدون سابق أنذار ولا تردد غرسته فى رئة "عبدالعال" فتوقف جسده عن التشنجات، أندهش البعض من جراءتها وقوتها كطبيبة فى معالجة مريض، أخذوه إلى السقيفة تحديدًا الطابق الأخير فى الفندق حيث يعيش "عبدالعال" وكانت "مسك" معه تفحصه وتضغط على المحلول الطبي الذي وضعته له، دلف "زين" ومعه "ورد" و "تيام" و"جابر"، وضعوا الرجال فى الفراش لتكمل فحصها الطبي إليه والجميع فى حالة قلق على جدهم، فتح المصعد وخرجت منه "زينة" الأخت الصغري إلى "زين"، تملك من العمر 26 عامًا فتاة تحمل عيون عسلية مع بشرتها البيضاء التى بها بعضًا من النمش على الخدين يزيدها جمالًا وتلف حجابها الأحمر مع بدلتها النسائية السوداء وقميصها الأحمر الذي ترتديه أسف سترتها وكعب عالي أحمر، تحدثت بقلق شديد:-

-حصل أيه يا زين؟


-أهدئي يا زينة أن شاء الله يكون بخير

قالها بلطف ويديه تربت على اكتاف اخته، وقف "تيام" بعيدًا مُتكأ على النافذة بظهره ويعقد ذراعيه أمام صدره باردًا لا يبالي بشيء مما يحدث، تحدثت "ورد" بقلق ونبرة خافتة:-

-مش نودي مستشفي أفضل!!


نظر الجميع على "مسك" التى تجلس جواره وتضع الحقنة فى الكانولا الطبية الموجودة فى يده، تحدثت بنبرة جادة باردة قائلة:-

-مش محتاج هو ساعتين وهيكون كويس، وما دام خايفين عليه فـ ياريت بلاش العصبية على واحد عامل عملية قلب مفتوح


وقفت من مكانها وألتفت إليها ليتحدث "زين" بأمتنان شديد قائلًا:-

-إحنا متشكرين جدًا مش عارف لو مكنتيش موجودة كان حصل أيه


أجابته وهى تحمل حقيبتها ببرود وغرور شديد يحتل ملامحها دون أن ترعي قلق عائلة المريض قائلة:-

-كان مات لأن قلبه ضعيف ومكنش هيستحمل لحد ما يطلع برا الفندق مش يوصل مستشفي


تأففت "زينة" غيظًا من هذه الفتاة المغرورة وتحدثت بغضب سافر من  غطرستها قائلة:-

-فال الله ولا فالك بعد الشر عنه


رفعت "مسك" حاجبها بسخرية  على قلقهم وضحكت على هؤلاء ثم قالت:-

-ليكون أنا السبب ولا أنا اللى عصبته


نظرت بطرف عينيها إلى "تيام" كأنها تخبره بأنه السبب بعد أن رأت ما حدث فى الردهة كالبقية، خرجت من المكان ساخرة من هؤلاء لكن أوقفها صوت "جابر" القوي الذي ناداها بهدوء:-

-دكتورة مسك!!


ألتفت إليه بأندهاش من معرفته لأسمها وهى لم تذكره أمام أحد فقالت:-

-أنت تعرفين؟!


تبسم بلطف إليها وأشار للرجال بأن يأخذوه حقائبها وقال:-

-أكيد، حضرتك جيتي هنا مخصوص لرعاية عبدالعال بيه


أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها من حديثه وهل أرسلها والدها إلى هنا ليحولها من جراحة ماهرة يطلبها المرضي أسمًا لعلاجهم إلى ممرضة ترعى رجل كبير فى العمر على وشك الموت، تحدثت بضيق دون أن تستوعب الأمر وقالت:-

-قولت أيه؟


ضحك "جابر" بلطف على صدمتها وقال:-

-عبدالعال بيه طلبك أسمًا من دكتور غريب عشان تيجي هنا تهتمي بيه فى فترة علاجه بعد الجراحة وبناءًا على طلبنا جهزها لحضرتك مكان ملكيًا، صدقينى مش هتحسي بأنك فى ضغط أو تعب هنا وأهو فرصة تتعرفي على مالديف مصر زى ما بيقولوا


تأففت بغضب سافر وعينيها مغمضتين تكاد تعتصرهما من الغيظ الذي يحتلها بعد أن أدركت كذب والدها عليها وجعل منها دُمية حتى تأتى لهنا من أجل صديقًا له ثم قالت بأختناق سافر وهى تكز على أسنانها:-

-ملكي!! يا حضرة أنا جراحة مش ممرضة!!


تجاهل جملتها وأخبرها بأنها ستكون فى السقيفة الخاصة بهذا المكان مع "عبدالعال" وستكون ملكة فحتى أحفاده لم يصعدون إلى هذا المكان نهائيًا وجعل الخادمة تأخذ حقائبها إلى الغرفة لتتحدث "مسك" بتهديد واضح وصريح:-

-حاولي تلمسي شنطتي ومتلومنيش نهائيًا 


أرتعبت الخادمة من نبرتها ولم تجرأ على لمس الحقيبة ليبتسم "جابر" فهو تحري عنها جيدًا ويعرف كل شيء صغيرًا وكبيرًا عنها وحتى عنادها وقوتها يعلم بهم، أشار للخادمة بأن تنصرف، مر "تيام" من جوارها بلا مبالاة ولا يهتم بحال جده لكنه أهتم بأن يرد لها الدفعة السابقة فدفعها من كتفها على سهو فأوشكت على السقوط لكنه تشبث بها قبل أن تفعل ويده تحيط بخصرها لتتقابل عيونهما معًا كانت تشتعل كجمر ناري مُحترق وهو لا يقل غضبًا عنها، تفحصها بنظره فتاة تملك من العمر 29 عام وتملك زوج من العيون الرمادتين الفاتحتين يميلين للأبيض وبشرة بيضاء بشعر أسود يصل لمنتصف ظهرها ناعم ومسدول على ظهرها، تملك يدين ناعمتين تليق بطبيبة تنقذ حياة البشر وتعطيهم الحياة من جديد قبل أن تغادرهم الروح، قال ببسمة خبيثة ونظرة أنتصار:-

-كدة نبقي خلصين!!


أتسعت عينيها على مصراعيها من هذا الرجل وأشمئزت من غروره وبحركة واحدة منها جعلت يده التى تحيط بخصرها خلف ظهره وهى على وشك كسر هذا الذراع الذي لمسها ويدها الأخر خلف مؤخرة رأسه وقالت بتحدي ونبرة مُخيفة:-

-جرب تلمسني مرة تانية وأنا أكسرلك دراعك 


نظر الجميع بأندهاش من قوة هذه الفتاة ، نظرت "ورد" إلى "زين" بقلق و"زينة" وهكذا "تيام" الذي كان مصدومًا من رد فعلها، تبسم بسخرية وهى تقف خلفه تقيد ذراعه، دفعته "مسك" بعيدًا عنها بغيظ وكل شيء بيومها منذ الصبح يسعى لإغضابها، تطلع "تيام" بها بتحدي وقال وهو يسير نحوها:-

-أنتِ بتأخدينى على خيانة..


أقترب خطوة منها لتركل قدمه بدون مقدمات فسقط أرضًا فقالت "مسك" به بسخرية على ضعف جسده الذي سقط من ركلة واحدة:-

-دى بقي متتسماش خيانة أظن عيني فى عينك أهو


أبتلع لعابه ووقف غاضبًا من هذه الفتاة وكان على وشك أن يصفعها و"مسك" تنظر له بتحدي دون خوف وهو يقول:-

-والله لأربيكي أنتِ بتتحدينى ....


أوقفه "جابر" قبل أن يلمسها رغم حماسه لهذا الموقف وقال:-

-خلاص يا تيام... أهدا مش معقول جدك تعبان جوا


تبسمت "مسك" بغرور وقالت بعد أن عقدت ذراعيها أمام صدرها بكبرياء:-

-واضح أنك الوحيد اللى فى المكان دا اللى الكل أجمعوا انه عايز يتربي...


كز على أسنانه بغيظ شديد من هذه الفتاة التى جاءت إليه ولا يعلم من أين، تتحداه بجراءتها وقوتها دون أن تخشي شيء ولا تهاب أحد، حتى عندما رفع يديه ليصفعها لم ترمش لها عين بل ظلت تحدق به بقوة وصمود، نظر إلى "جابر" الذي يقف بينه وبين هذه الفتاة ودفعه بقوة فى صدره غاضبًا ثم قال:-

-هتروحي منى فين؟ 


غادر المكان بغيظ شديد ثم ألتف "زين" إلى "مسك" ونظر إليها بهدوء ثم قال بتحذير :-

-نصيحة منى بلاش العداوة مع تيام ...


رفعت "مسك" حاجبها بكبرياء وثقة من حالها أكثر ثم قالت:-

-أم أنا نصيحتي لك لو عندك وقت للخوف فخاف عليه مش عليا......


للحكــــــايــة بقيــــة.....




#وختامهم_مَسك  

الفصــــــــل الثاني (2)

بعنــــــوان "تحــــدي" 


أتجه "زين" إلى مكتبه بالأسفل وكان "جابر" فى أنتظاره وقال بتهديد:-

-الشهر بدأ من ساعتين!!


نظر "زين" إليه بضيق شديد كأنه يذكره بأن القنبلة قد نزع فتيلتها وبدأ العد التنازلي للأنفجار فقال بأختناق وهو ينزع رابطة عنقه:-

-متخافش عليا لكن خاف على تيام، أنت فاكر أن من السهل أنه يقبل يتعلم ومن مين.. منى أنا؟ دا انا ألد أعدائه.. كمان أيه موضوع الدكتورة اللى جات تقعد مع جدي


تبسم "جابر" بلطف وتكلف حيث ذكر "مسك" ثم أشار على ملف موجود على المكتب وقال:-

-دكتورة مسك، ملفها عند حضرتك لكن أحب أوضح لك أن التعامل معها أصعب من التعامل مع تيام، بل أسوء لكن مشكلتك مع تيام هى بتتلخص فى أنه رافض الشغل وبتاع ستات لكن مشكلتك مع دكتورة مسك أكبر، عندها 29 سنة جراحة متفوقة جدًا تقريبًا تفوقت على معظم الأطباء فى المستشفى اللى بتشتغل فيها وأوشكت رغم سنها الصغير أنها تكون رئيسة القسم لكنها رفضت بحكم المسئولية، مُتسلقة جبال وبتمارس الرماية بالقوس وضرب النار، سباحة ماهرة ومقاتلة كاراتية قوية، شخصيتها شرسة تليق بمواهبها القاتلة وعنيفة جدًا  غير أنها بتكره التجمعات والزحمة، معظم كلامها بيحمل تهديدات، حسب أوامر عبدالعال بيه هتعيش معاه فى السقيفة ومتسجلش دخولها فى ستيسم الفندق ودا لأسباب تخصه لوحده


دفع "زين" بالملف على المكتب بضيق شديد ثم قال:-

-وأنا أعمل أيه بكل دا، مجرد دكتورة هتهم بحالة جدي 


تبسم "جابر" بسخرية كأنه يحمل فى جبعته الكثير من الغموض وهذه الفتاة لن تكتفي بكونها طبيبة جاءت لمعالجة رئيسه فقط بل أكثر من هذا بكثير...


__________________________ 


( مستشفـــي القـــــــاضــي )


كان "غريب" واقفًا بغرفة كبار الشخصيات ينظر إلى ابنته "غزل" وهى فاقدة للوعي كالجسد الذي فارقه الروح وحالتها تسوء من الأمس والشاش الطبي يحط برأسها وصدرها يحمل الكثير من الأجهزة الطبية، لا يُصدق بأن هذه الفتاة هى ابنته الجميلة، دلفت "بثينة" للغرفة بوجه شاحب لا تصدق بأنها على وشك فقد ابنتها ورأته أمامها، ألتف "غريب" بعد أن سمع صوت الباب ورأها ليغادر الغرفة وقبل أن يخرج قال بغضب:-

-لو كان بأيدي كنت طردتك من الدنيا كلها، زمان خدتي ابنى منى وقلتى راجلك وسندك فى الدنيا ورجعتي تعيطي لما مشي فى طريق المخدرات ولما مات أخدتي غزل ولما دمرتي حياتها راجعي تعيطي ، أنتِ موجودة بس عشان تأذي فى عيالي 


رن هاتفه باسم "مسك" ليغادر الغرفة بأغتياظ شديد قاطعًا هذا الحديث ثم تنحنح بهدوء وأخذ نفس عميق قبل أن يجيب وقال:-

-ألو


أتاه صوتها المتذمر وغضبها فى نبرتها الحادة تقول:-

-أنت عملت كدة ليه؟ 


-عبدالعال شخصية مهمة فى المجتمع وراجل له وضع وحالته حرجة أضطر يخرج من المستشفي بعد عمليتين فى القلب بسبب شغله وطبيعي كنتي تهتميه بيه يا مسك دا شغل وأهو على الأقل متحسيش أنك فى سجن

قالها وهو يسير فى الردهة والهاتف على أذنه لتتحدث "مسك" بنبرة قوية:-

-أنا مبقتش فاهمة حاجة، بعتني الغردقة عشان شغل ولا عشان خايف من الناس اللى بتطارد غزل ليأذوني


فتح باب مكتبه بلطف ودلف ثم أجاب على حديثها بنبرة هادئة قائلًا:-

-الأثنين يا مسك، غزل واقعة مع تاجر مخدرات ميعرفش ربنا ومعندوش رحمة وكل اللى يجي عليه بيأذي هو وعائلته حتى لو كان طفل رضيع ميعرفش حاجة، وعبدالعال راجل حالته حرجة وافقت انه يخرج من المستشفي بشرط أنه يخبيكي عنده لحد ما أظبط الأمور هنا وأطمن على أختك 


-بابا أنا مش ضعيفة


تنهد بهدوء شديد من هذه الفتاة ثم قال بيأس مُستاءًا من تمردها:-

-ولا غزل كانت ضعيفة يا مسك، غزل كانت فى الجيش ومدربة كويسة أوى لو أنتِ شايفة أن القوة فى التدريبات اللى اتعلمتيها على أيد اختك، تقدري تقوليلي غزل فين دلوقت؟!


صمتت "مسك" بحزن شديد ليتابع "غريب" بنبرة هادئة:-

-أسمعي الكلام يا مسك وزى ما قولتي لسراج شهرين بس مش محتاج منك غير شهرين 


أومأت إليه بنعم ثم قالت:-

-حاضر، غزل عاملة أيه دلوقت؟


صمت ولم يجيب عليها لتعلم أن حالة أختها سيئة جدًا...


_______________________ 


 ( Blue city المدينة الزرقاء )


تبسم "عبدالعال" بحماس وهو يستمع إلى "جابر" عما فعلته "مسك" بحفيده الغليظ، رفع نظره إلى "جابر" وقال:-

-يستاهل، أوعى يا جابر حد يعرف مسك هنا ليه؟، هى هنا عشان الدكتورة بتاعتي وبس.... فاهم


أومأ إليه بنعم ثم تابع تقريره عن بقية اليوم قائلًا:-

-تيام متحركش خطوة واحدة وأعتقد أنه مش هيحب يتعلم من زين


تحولت بسمة "عبدالعال" لضيق شديد وقال بغيظ أكبر:-

-لازم يتعلم حتى لو غصب عنه، تيام حسب الشرع له الضعف فى التركة، وحسب العقل والمنطق ميستاهلش جنيه واحد من ثروتي، إذا بعد كل اللى وصلت له وتعب السنين أسيب كل دا فى أيد حفيد بايظ زيه، ولو جرالي حاجة واتوزعت التركة العداوة هتزيد بين زين وتيام لأن زين مستحيل يسمح بأن تيام يهد كل اللى بنيته أنا وهو طول السنين دى


تنحنح "جابر" بخفة وهو يفهم كل هذا الحديث ثم قال:-

-لكن أنا معنديش طريقة واحدة تخلينى أجبره على الشغل، دا متأثرش بتهديد حضرتك وبرضو نزل الكازينو من ساعتين ودلوقت بيلف مع واحدة روسية 


تبسم "عبدالعال" بخبث شديد ونظر إلى الملف الخاص بـ "مسك" الذي يحمله فى يده تحديدًا على صورتها وقال:-

-لكن أنا عندي يا جابر....


__________________________ 


كانت "مسك" تركض صباحًا فى المكان مُرتدية ملابس رياضية سوداء عبارة عن بنطلون ضيق وتي شيرت أخضر اللون ضيق ويصل لخصرها وترتدي سترة قطنية سوداء وتغلق سحابها للمنتصف تخفي قصر تيشيرتها عن الانظار وتحمل فى يدها زجاجة مياه وهاتفها فى جيبها وتضع سماعات الأذن فى أذنيها وترفع شعرها على هيئة ذيل حصان، وصلت للفندق ليفتح الباب الزجاجي تلقائيًا وسارت فى الردهة ويدها تسحب رابطة شعرها لينسدل على ظهرها والجانبين، ضغطت على زر المصعد وكانت تنتظره...


__________________________ 


فتحت ستائر الغرفة بيدها بقوة ثم أستدارت "ورد" إليه وهو نائمًا فى الفراش لتقول:-

-زين معقول لسه نائم


وضع "زين" الوسادة على رأسه مُتذمرًا من إيقاظها لتقول بضيق وهى تسحب الوسادة:-

-قوم انت وعدتني!


أبعد الوسادة عنه بتذمر من هذا الوعد الذي قطعه لها مُنذ سنوات وقال بضيق:-

-الساعة كام؟


-6 يلا أصحي

قالتها بجدية ليؤمأ إليها بنعم فقالت بحماس:-

-هستناك على اليخت


غادرت الغرفة مُسرعة بحماس وهى تنتظر هذا اليوم من كل أسبوع على احر من الجمر فمنذ شروق الشمس وحتى أذان الفجر يكون ملكًا لها وحدها لا عمل ولا أنشغال ولا أى شيء أخر سواها، نزلت فى المصعد وعندما فتح الباب رأت "مسك" أمامها تنتظر وصول المصعد لتقول:-

-صباح الخير


نزعت "مسك" السماعات بهدوء وقالت:-

-صباح النور


دلفت للمصعد، وضعت "ورد" يدها على الباب تمنعه من الإغلاق لتُدهش "مسك" من رد فعلها، تحدثت "ورد" بعد أن أشارت على لافتة داخل المصعد تحمل إعلان عن جولات السباحة وقالت:-

-عندنا مغامرات تحت المياه رائعة...


قاطعتها "مسك" بحدة غاضبة:-

-شكرًا لكن ممكن تبعدي أيدك لأن بفضلك أتاخرت 3 دقائق


مطت "ورد" شفتيها بدهشة من هذه الفتاة الصارمة ثم أبعدت يدها، ضغطت "مسك" على الطابق الأخير وتحرك المصعد بها، تمتمت "ورد" بضيق شديد قائلة:-

-هي شايفة نفسها على أيه؟ خلاص مفيش دكاترة غيرها..


أنطلقت فى طريقها بحماس قاتلة شعور الضجر الذي أصابها من لقاء "مسك"..

________________________ 


أتجه "تيام" إلى مرأب السيارات ويتحدث فى الهاتف بدلال ونبرة ناعمة:-

-يا حياتى أنا مقدرش اتاخر عليكي 


توقف عن الحديث وتلاشت بسمته بتعجب مُستغربًا أختفي سيارته  سيارته محلها ليُصدم من أختفيها وسأل بقلق رجل الأمن:-

-أستاذ جابر جه وأخدتها


تأفف بضيق شديد من جده وتصرف فهل بدأ يجبره الآن ويستعمل سلطته عليها، صعد غلى حيث يسكن "عبدالعال" فى السقيفة وكانت "مسك" تجلس على حافة الفراش وتضع الحقنة فى الكانولا بهدوء مُرتدية بنطلون جينز ثلجي اللون فاتح وقميص نسائي أسود تضعه من الأسفل فى البنطلون وتستدل شعرها على الجانبين فقال "عبدالعال" بلطف باسمًا إليها:-

-تعبتك معايا يا بنتى!


لم تنظر إليه وكانت تدخل الدواء فى الكانولا ببطيء وعينيها لا تفارق يده فأجابته بنبرة قوية:-

-مفيش تعب دا شغلي وأنا مش بنت حضرتك أنا دكتورة 


تبسم على صرامتها وعدم تقبلها لهذه الكلمة من رجل عجوز على وشك الموت مثله، تحدث بهدوء أكثر من تعبه:-

-أوعدك أنى أعوضك عن الوقت اللى هتقضي هنا بسببي، أطلبي اللى نفسك فيا وهتلاقيه


أنهت الدواء لتخرج الحقنة وتغلق الكانولا بهدوء ثم رفعت نظرها إليها تحدق بهذا الرجل الشيخ العجوز لكنه يتودد إليها بلطفه، تحدثت بحدة جادة كالسكين جارحة لكل من يلقاها:-

-أنا مش عايزة حاجة وحضرتك مش محتاج أنك تعوضني لأنك بالفعل دفعت تمن إقامتي هنا وتاني مرة بوضح لحضرتك دا شغلي مش خدمة بقدمها لحضرتك عشان تعوضني ...


فتح باب الغرفة على سهو ودلف "تيام" بغضب كالعاصفة الهلاكية يصرخ بأنفعال وأوشك على فقد عقله من هذا الشيخ العجوز:-

-أنت فاكر أنك كدة هتربيني وهتجبرني طب والله ما أنا ما تعلم حاجة ولا وورينى يا أنا يا أنت


ألتفت "مسك" برأسها أثناء جلوسها تحدق به تغير كثيرًا عن الأمس، فكان من قبل يشبه المتسولين رغم ملابس نومه لكن الآن متأنق جدًا يرتدي بنطلون أسود وقميص أسود مفتوح نصف أزراره العلوية ويظهر صدره العاري من أسفله وعضلات صدره ، حول عنقه سلسلة من الفضة وببنصره خاتم فضي كبير بعض الشيء ويرتدي حذاء أسود لامع ويرفع شعره للأعلي بثبات ورائحة عطره الرجولي ملأت الغرفة من دخوله أم عن تعابير وجهه فكانت حادة وغضبه يبث من عينيه وحتى انفاسه، تحدث "عبدالعال" بنبرة خافتة وصوت مبحوح من التعب:-

-هتتعلم يا تيام لو مش بمزاجك هيبقي غصب عنك، ويكون فى علمك عشان متتفاجئش برا أنا وقفت الفيزا بتاعتك وسحبت كل الفلوس اللى فيها يعنى حضرتك دلوقت يا تيام بيه الضبع متحتكمش غير على الهدوم اللى عليك


أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ليقترب خطوة منه غاضبًا:-

-بتعمل كل دا ليه؟ بتنتقم من ابنك اللى خرج عن طوعك فيا ليه؟ ما تروح تجيبه يورثك زى ما انت عايز  وربي بكفاك ولا مقدرتش عليه جاي تستقوي عليا أنا


ضاق تنفس "عبدالعال" بتعب شديد كلما ذكر ابنه وقال بتعب ويديه تشير له بان يخرج من غرفته:-

-نفس طبعه ونجاسته، لكن أنا بقي هعرف أعلمك الأدب عشان تحافظ على قرشك وتبطل نزواتك دي، ولا عايزني أستن لما يجيلي حفيد أبن حرام بسبب أستهتارك ... غور من وشي ... يا جابر...جابر


حاول أن ينادي على "جابر" ليأتي ويأخذ هذا الرجل من أمامه لكن صوته يكاد يخرج من اذنه، وضعت "مسك" قناع التنفس الصناعي على أنفه وفمه بقلق ثم قالت:-

-أطلع برا، أنت بتتعبه


نظر "تيام" إليها بغضب سافر وقال:-

-لو خايفة عليه قوليله يبعد عني


ألتف "تيام" كي يغادر الغرفة فذهبت "مسك" خلفه بضيق شديد وقالت بغيظ:-

-أنت بتعامله كدة ليه؟ دا راجل مريض وبين الحياة والموت


ألتف إليها بغيظ شديد من تدخلها فى أموره وحدق بعينيها بغضب بركاني ثم قال:-

-لو خايفة عليه قوليله يبعد عن طريقي ومحدش يحملني مسئولية موته ومرضه


تبسمت ساخرة على هذا الرجل الذي أنهي فترة مراهقته من سنوات ويجب أن يكون راشدًا لكنه فاسقًا تمامًا وقالت:-

-أنت متقبل نفسك كدة أزاى، حد بالقرف دا كتر خيرهم والله أنهم مستحملينك


تنهد بضجر شديد من هذه الفتاة مُتحاشيًا النظر إليها ثم أقترب نحوها وقال بتهديد واضح:-

-بقولك أيه.. متحاوليش تختبري صبري لأن أساسًا أنتِ لسه ليكي دين فى رقبتي وهرد فبلاش تزودي بلسانك اللى إن شاء الله هقطعهولك


تبسمت "مسك" بغرور شديد ووضعت يديها الأثنين خلف ظهرها بكبرياء وقالت بوجه باسمة مُستفز أكثر من عبوسها:-

-أكيد هتقطعه مباشرة بعد ما أخليك عبرة لأى حد يفكر أنه ممكن يستقوي على مسك


أستشاط غضبًا من بسمتها وتهديدها له تمامًا فقال ويده تلمس ذقنها بكبرياء:-

- والله ما عارف مين اللى هيكون عبرة لتاني يا قمر


ضربت "مسك" يده بعنف شديد غاضبة من لمسه إليها وقالت بضيق :-

-أياك تلمسني مرة تانية أنا مش واحدة من الزبالة اللى بتعرفهم 


ضحك "تيام" ورفع حاجبه بغرور مُبتسمًا بسعادة ثم قال:-

-وعرفتي منين أنى أعرف زبالة، لدرجة دى مهتمة


قهقهت ساخرة منه وعينيها تتجول فى المكان ثم قالت:- 

-أنا اهتم بيك ليه شايف نفسك مهند فى زمانه ، أنت مجرد واحد مالكش لازم ولا تسوي جنيه ، أنت فاكر نفسك مين؟ 

وضع "تيام" يديه الأثنين فى جيوب بنطلونه بغرور وقال بكبرياء شديد:-

-أنا تيام الضبع متجرأش واحدة زيك ترفع عينيها فيا 


نظرت "مسك" للأرض بسخرية من كلمته ثم أخذت خطوة نحوه بجراءة وثقة، رفعت نظرها إلى عينيه تتقابل معها بكبرياء حواء ثم قالت:-

-واحدة زي!!!! ، أنا جراحة ومعايا دكتوراة وحاصلة على الحزم الأسود فى الكاراتيه وواخدة بطولة الجمهورية من سنتين فى الرماية... لكن مين تيام الضبع مسمعتش عنه غير أنه واحد صايع ضايع زبون فى الملاهي الليلي 


كز على أسنانه بغضب سافر من هذه الفتاة وشعر بالإهانة تفتت رجولته وعقله أمامها، أخذ خطوة نحوها أكثر بعد أن قضم شفته السفلية بأسنانه من الغيظ وقال بغضب:-

-بس نسيتي تسمعه عن قذارته وأنه ممكن فى لحظة واحدة يخليكي متسويش حاجة 


قالها وعينيه ترمقها من الرأس لأخمص القدم بنظرة شهوانية مُخيفة لتبتسم ببرود وهى حقًا لا تخشاه ثم قالت بتهكم:-

-وأنا كمان نسيت أقولك أن ممكن بضربة واحدة أخليكي زى أختي 


دفعها بقوة فى الحائط وحاصرها بيديه وبداخله غضبًا وكره لا يحتمل من "مسك" التى تشبه الجمر النارية التى سقطت على عقله وصدره تحرقه من الغضب وتثير أعصابه حتى أوشك على فقدها، خرجت منها صرخة خافتة مع أرتطام ظهرها بالحائط من قوة دفعته ليقول:-

-الله أعلم أنا هستحملك تنطقى بكلمة كمان ولا لا 


نظرت إليه عن قرب بصمت تحدق بوجهه الغاضب وزاد أحمرارًا من هذا الغضب الذي بداخله وعاقدًا حاجبيه الكثيفين وعينيه الحادتين تبث نيران تقتلها، تمتمت بنبرة خافتة هادئة تحمل تهديدها:-

-هعد لـ ٣ بس لـ٣ وإذا أيدك متشلتش عني والله لأكسرهالك المرة دى 


ضحك ساخرًا على قسوتها وأبتعد عنها بأندهاش يدور حول نفسه، نظر إليها ببسمة ساخرة وقال:-

-أنتِ جايبة الجراءة دى منين؟ دا أنا لو نفخت فيكي هتطير برا الغردقة كلها، فاكرة نفسك ايه؟ 

-لأني مسك!! 


قالتها بقوة ليبتسم بعفوية عليها وقال بإعجاب من جراءتها وتحديها:-

-ودا اللى عاجبني فيكي!! أنك مسك.... 


أقترب أكثر منها وهو يحاصرها فى الحائط بذراعيه لا يترك لها مجالًا للهرب منه وعينيه تحدق بها بنظرة ناعمة ساحرة، رأته يقترب أكثر وأنفاسه تضرب وجنتيها فأتسعت عينيها على مصراعيها بأرتباك من قربه هكذا ، أقترب أكثر ناظرًا بعينيه وهى ساكنة بيد حصار ذراعيه لا تقاوم أو تدفعه، نظر بعينيه إلى شفتيها وعقله لا يفكر سوى فى معاقبتها بهذه الطريقة لكن اوقفه عينيها التى رفعتها بيه بقوة دون أن تتفوه بكلمة، لكن عينيها أخبرته بأنها ستكون نهايته حتمًا إذا فعل ثم قالت بجدية وحزم:-

-حافظ الشهادة ولا أقولهالك


أبتلع لعابه بتوتر من هذه الفتاة التى تهدده بالقتل بوضوح إذا تجرأ على فعل ما يفكر به ولمسها، دلف "جابر" ينقذ هذه الموقف قبل أن يتحداه ويرتكب هذا الفعل وتقتله هى فى المقابل، تحدثت بنبرة قوية يقول:-

-تيام بيه


أبتعد "تيام" عنها ونظر إلى "جابر" وقال:-

-عملتها!!


-دى أوامر عبدالعال بيه لكن بما أن أستاذ زين إجازته النهاردة لك كامل الحرية فى يومك لكن نصيحة بكرة من الساعة تاسعة تكون فى مكتب المدير العام

قالها بجدية لتأفف "تيام" من حياته التى تُدمر أمامه والجميع يضرب به ويتحكم بأنفاسه على رغبتهم كأنه دمية أمامه، تبسمت "مسك" وهى تغادر من أمامه وهمست إليه بسخرية مُحاولة كتم ضحكاتها عليه:- 

-والله تستاهل اللى بيتعمل فيك


نظر لها وهى تغادر تضحك بعفوية عليه كأن ما يحدث له على هواها..


_______________________________ 


أستمتع "زين" بالغواص تحت الماء مع "ورد" محبوبته وجميلته التى تسكن روحه وأنهتوا من الغواص ليذهبه إلى أحد مطاعم المنتجع وطلب الطعام، كان يراقبها وهى تنظر حولها بتوتر كأنها تحمل شيء بداخلها ولا تقوي على الحديث عنه، سألها وهو يتناول لقمته بلطف:-

-فى أيه يا ورد مالك؟ هاتي اللى عندك


تنحنحت بحرج إليه ثم قالت بجدية:-

-أسمعني للأخر يا زين ومن غير عصبية وجنان


ترك الشوكة من يده بعد جملته وحدق بها صامتًا وهو خير الناس معرفة بها لتقول:-

-بس أنا عايزة أسافر مع اصحابي فى رحلة سفاجا.... لمدة ثلاثة أيام والله بس 


-سفر!! ولوحدك، إحنا سبق وأتكلمنا فى موضوع سفرك وقولتلك لا لكن أنتِ بتكرري تاني كأن كلامي مش واضح ولا عاجب معاليكي

قالها بغضب سافر محاولًا السيطرة على غضبه وقلقه الذي يُصيبه لمجر فكرته بأنها تذهب بعيدًا وتغيب عن نظره فقالت بغيظ شديد من تقييد لها داخل هذا الفندق:-

-وبعدين معاك يا زين، انا مبقتش صغيرة ولا عيلة عشان تعمل كل دا، أيه أقصي حاجة ممكن تحصلي هتعاكس ما أنا بتعاكس طول الوقت وأخرهم النهاردة الصبح مش كارثة يعنى وقولتلك مليون مرة متتحكمش فيا طول ما انا مش مراتك

 

أنفجر غاضبًا من كلمتها ورفع ذراعيه الأثنين على الطاولة التى تفصه عنها وقال بغيظ شديد:-

-لا أظبطي كدة بدل ما أقوم أجيبك من شعرك فى وسط الأجانب


كزت "ورد" على أسنانها بحرج من قوته وغلاظة هذا الرجل الذي لا يهاب شيء وقالت بخفوت وصرير أسنانها يقشعر جسده:-

-زين.. زيــن إحنا فى مكان عام عيب، أرتقي شوية


فقد أعصابه أمام هذه الفتاة تمامًا التى تتحدث بغيظ بعد ما فعلته، أنحني للأسفل أكثر وهو يقول بأغتياظ:-

-بالجزمة فى وسط المكان العام يا ورد


تبسمت بلطف وهى تمد يديها فوق الطاولة تحاول منعه بحديثها اللطيف هاتفة:-

-خلاص... خلاص وحياتى، أخر مرة يا زيزو


رفع حاجبه إليها بغرور ثم ترك قدمه متنازلًا عن تهديده إليها وقال بحدة:-

-ايوة أظبطي كدة، وبعدين أنهي تور أمه داعية عليه قبل ما يخرج اللى عاكسك الصبح، الغردقة كلها عارفة أنك خطيبتي، شاوريلي عليه بس ونهار أبوه زى سواد الليل


-حمش!! بيعجبنى فيك حمشانتك يا سبعي

قالتها بعفوية، تبسم بعد أن سحب مقعدها بيد واحد ليتلصق بمقعده وقال بمزح كأن حاله تبدل مع الريح:-

-عيب عليكي، أنا عصبي أه لكنك فى القلب والعين برضو يا وردتي


تطلعت بوجهه بأعجاب وحب هذا الرجل مُحتلها مُنذ نعومة أظافر، كبرت أمام عينيه وتدللت على يديه، وحده من علمها كيف تعشق أو بالأحري كيف تعشقه هو وليس سواه أحد، تبسمت ببراءة ثم قالت بلطف:-

-طب وعشان وردتك ممكن توافق....


قاطعها بغضب من جديد ويصرخ هذه المرة حقًا قائلًا:-

-لا أنتِ مصرة أسفخك قلم عشان يفوقك يا ورد


ركضت من مقعدها هاربة منه وسط بهو الفندق ليركض خلفها وهى تصرخ بخوف منه وجميع الموظفين والمارة ينظرون عليهم والبعض يبتسم قد أعتادوا على هذا الثنائي المجنون بالفندق والبعض مُتعجبًا لما تصرخ فتاة ويركض خلفها رجل، تحدثت "ورد" فى الهاتف مع صديقتها وأخته قائلة:-

-الله يخريبتهم أنا كلمته فى موضوع السفر وهيقتلني، والنبى يا زينة لو قتلنى قوليله أنى بحبه وكان نفسي أتجوزه وأجب منه عيل مجنون زيه بس اصحاب السوء هو اللى زنوا عليا


صرخ خلفها بينما يركض على أقصي سرعة مُحاولًا أمساكها:-

-تعالى يا ورد، هتروحى مني فين والله لو نزلتي بطن الحوت لأجيبك... يا بنت المجانين تعالى أنا بحبك


خرجت من الفندق وهى تركض نحو البحر بقوة وتقول:-

-وربنا وأنا بحبك بس لا مش هضعف أنت لو مسكتنى هتقتلني يا زين


________________________ 


تحدث "غريب" فى الهاتف مع "عبدالعال" وقال بقلق شديد على أبنته:-

-مسك فى خطر يا عبدالعال، حافظ عليها أنا مفدرش أخسر بنتى هيجرالي حاجة لو خسرتها هبقي خسرت ولادي الثلاثة


أجابه "عبدالعال" بجدية صارمة ولهجة مُطمئنة:-

-متقلقيش محدش يعرف أن مسك هنا وأنا امرتهم ميدخلوش بيانات على السيستم نهائيًا، وخليتها تقعد معايا وأنت عارف قد أيه مكاني مأمن وحرس فى كل مكان 


تنهد "غريب" بقلق أقل بعد ان طمأنه صديقه على ابنته وقال:-

-كويس، الحسنة الوحيدة اللى عملتها غزل أنها لما اتعاملت مع الناس دى معرفتهمش بهويتها الحقيقة يمكن دا يأخرهم أنهم يعرفوا هى مين ويعرفوا بوجود مسك، أنا خليت سراج يبحث عن الراجل اللى أسمه بكر النسر دا وقريب هوصله وإن شاء الله يكون قبل ما يوصل لمسك، معلش أستحملها أنا عارف أنها عنيدة وشرسة لكنها طيبة وبتهدأ بسرعة 


تبسم "عبدالعال" بعفوية وهو يتذكر تحديها لحفيده وقوتها امامه ثم قال:-

-لا من الناحية دى أطمن، أنا مبسوط أن مسك بالشرسة دى ...


__________________________ 


فى فيلا بالشروق تحديدًا مليئة برجال الامن وكلاب الحراس، دلف رجل يحمل وشمًا على كتفه بشكل تنين وقال بجدية:-

-بكر بيه


رفع "بكر" نظره إلى مساعده وكان رجل مسن فى الستينات من عمره ويرتدي عباءة بيضاء وامامه أرجيلة ينفث دخانها من فمه وقال بغيظ شديد:-

-عملت أيه؟


-أتنقلت لمستشفي القاضي وحالتها حرجة بين الحياة والموت ودخلت غيبوبة والدكاترة بيقولوا أنها مش هتقوم منها 


تأفف "بكر" بغيظ شديد وقد دفع الأرجيلة بقوة على الأرض وقال:-

-تقوم منها او متقومش أن يهمش اللى خدته من الكمبيوتر عني، فتشوا بيتها وهددوا عائلتها حتى لو اضطرتوا تقتلهم أنا يهمنى اللى اتاخد منى 


أومأ مساعده له بنعم وغادر منه أمامه بخوف شديد من غضب هذا الرجل وهو رئيس عصابة وليس بشيخًا...


_________________________ 


 ( Blue city المدينة الزرقاء )


كانت تقف "مسك" على الشاطيء ليلًا تفكر فى أخته وأفعالها، كيف تخلت عن حلم الهندسة وتقاعدت من الجيش لأجل الخوض فى عراك مع تاجر مخدرات ورئيس عصابة، قاطع  شرودها صوت ضحكات فتيات قوية فألتفت نحوه لتري "تيام" يخرج من الكازينو الخاص بالمنتجع ومعه ثلاثة فتيات يضحكون معًا ويحمل بين شفتيه سيجارته وهؤلاء الفتيات يرتدون ملابس تكشف من أجسادهم أكثر ما تستر، عادت بنظرها إلى البحر بأشمئزاز شديد من هذا الرجل ...

رأها "تيام" وهى تقف هناك شاردة فالبحر فترك هؤلاء الفتيات وذهب نحوها بجسد مهتز هزيل من كثرة الخمر وعينيه تكاد تري من سُكره بخطوات غير مُتزنة، شعرت "مسك" بيدي قوية تحيط بخصرها وأحد يعانقها من الخلف وجسده باردًا، فزعت من هذا ودفعته بقوة وهى تلتف لتُصدم عندما رأت وجه "تيام" الذي سقط على الأرض من دفعته بسب جسده الثمل، كزت على أسنانها بأغتياظ منه وقالت:-

-أنت اتجننت


وقف من مكانه بذهول من جراءتها على دفعه ولم تفعل مرأة من قبل هذا بل جميعهم كان يرتمون بين أحضانه والآن هذه جعلته امام قدميها، تحدث بغضب قوي:-

-أنا اللى اتـــــ......


توقف عن الحديث بصرخة قوية عندما ضربه أحد على رأسه بعصا ضخمة لتُصدم "مسك" عندما سقط جسده عليها فتشبثت به بذعر ورأسها على كتفه لتري مجموعة من الرجال المُلثمين يقتربون بأسلحتهم مُحددين هدفهم على قتلها كما أعتقدت "مسك" حتى أنتزعوا "تيام" من بين ذراعيها وألقوه بينهم وبدأ بيرحوا ضربًا لتعلم بأنهم ليس من هؤلاء الذين يسعون خلفها بسبب أختها "غزل" بل يسعون خلف هدف واحد وهو قتل"تيام" .........  


للحكــــــايــة بقيــــة.....




#وختامهم_مَسك  

الفصــــــــل الثــالــث (3)

بعنـــــوان "جريمـــة "


ركضوا الفتيات بعيدًا عندما روأه يتعرض للضرب المبرح، حدقت "مسك" بصدمة الجمتها وشلت أطرافها محلها وعينيها تحدق به وهو ضعيفًا بسبب الخمر الذي شربه وحعله لا يقوى حتى على رفع ذراعه فى العدم وليس لكم أحدهما، ضرب الرجل وجهه بالعصا بقوة لتسقط "تيام" على الأرض وقد نزفت رأسه بغزارة، ظلت واقفة تبتلع لعابها وهى تعد أنفاسها وأغلقت قبضتها لا تتحمل هذا الظلم الذي يتعرض له وهؤلاء أستغله سُكره ليهاجمه كانه يغشوا مواجهته فى يقظته، حاولت كبح غضبها حتى رأت قائدهم يشير لهم بأن يتوقفه ثم أخرج سكينًا من خلف ظهره وأداره بمهارة فى مسك السكين وأقترب من جسد "تيام" المُنهك وهو يحاول الأتكاء على ذراعيه فوق الرمل ليقف، وقف بصعوبة وهو يحدق بهؤلاء برؤية مشوشة تبسم الرجل عندما أصبح على قرب شديد منه ورفع يده حتى يغرس السكين فى يده لكنه صُدم عندما ظهرت "مسك" بالمنتصف من العدم واوقفت السكين بيدها ليشق راحة يدها التى أمتلأت بالدم من قوة دفع الرجل، حدقت بعينيه بضيق شديد وهذا الرجل ينظر لها من الذهول وهذه الفتاة الضعيفة بجسدها الضئيل وقف فى مواجهته لأجل "تيام" قبل أن يتحدث أو يفكر تلقي لكمة قوية على وجهه من يدها الأخر ثم ركلت بطنه بقدمها ليسقط جسده لخلف أرضًا ومع سقوطه سحب السكين من يدها لتتألم بقوة من سحب السكين فى جرحها أكثر، نظروا الرجال إليها بأندهاش من قوتها، رفع شعرها من الأعلي بأناملها ثم قالت بتمتمة:-

-مشكلة جديدة يا مسك!!


هجم الرجال عليها لتتقاتل معهم بمهارة ولكمتها كانت اقوى بكثير من أن تخرج هذه اليد الصغيرة بنعومتها، كانت تعرف جيدًا كيف تضرب الأماكن المُميتة فى أجسادهم، تلقت لكمة على وجهها لتسقط على الرمال، أقترب الرجل منها لتركل أخمص قدمه فسقط أمامها ثم تلقي ركلة من قدمها فى وجهه وسحبت السكين من يده لتحمله فى يدها، وقفت وهى تقطع شرايين اليد والقدم بمهارة، أقترب رأسها لتكسر ذراعه فى ركبتها ثم لفت السكين وبظهرها الخشبي لكمت وجهه ليسقط أرضًا، نظرت على "تيام" الذي سقط على الرمال فاقدًا للوعي بعد أن تلقي طعنه فى قدمه تحديدًا فى فخذه، نظرت لقائد هؤلاء الرجال ووضعت قدمها على صدره ثم قالت:-

-نصيحة تأخدهم للمستشفي لأن فى أقل من نص ساعة هيموت بسبب قطع شرايينهم


ذهبت إلى حيث "تيام" وتركت السكين من يدها، جلست جواره بذعر من رؤية الدماء تلوث وجهه وقدميه تنزف بغزارة، تحدثت بتلعثم خائفة رغم قوتها:-

-يا... قولت أسمك...تيام.. تيام فتح عيونك


حاولت أن تساعده فى فتح عيونه لكنه كان كالجسد الهامد أمامه وباردًا كالثلج، جاء رجال الأمن بعد أن سمعوا بوجود شجار على الشاطيء من الفتيات وصُدم الجميع عندما رأوه "تيام" هو من تعرض للهجوم و"مسك" تحاول مساندته على جسدها الضئيل، أسرعوه غليه يأخذوه منها فنظر "جابر" إليها وكانت فى حالة يرثي لها من الشجار الذي خاضته، نظر إلى جرح يدها وقال:-

-أطلب لك دكتور


تبسمت بعفوية على كلمته وقالت:-

-أنا كفاية


تذكر بأنها طبيبة ماهرة ليذهب الجميع إلى الفندق وسمع "زين" بما حديث وهرع إلى غرفة "تيام" فرأها تجلس على الفراش وتخيط الجرح بهدوء ووجه بارد، سأل بصدمة:-

-حصل ايه؟ مين اللى عمل فيه كدة؟


أجابه "جابر" بنبرة غليظة غاضبًا من هرب هؤلاء:-

-هربوا؟ يمكن لما يفوق يقولنا هم مين؟


تحدثت "مسك" بهدوء وعينيها تنظر إلى جرح جبته وتضمدها:-

-ممكن تروح ترتاحوا هو مش هيفوق غير الصبح؟


-وحضرتك؟

سألها "جابر" لتخبرها بأنها ستظل هنا بجواره، غادر المكان وتركها جواره، فتح "تيام" نظره بتعب شديد ليراها تجلس على المقعد بعيدًا وتتألم من المخدر الذي تضعه على جرح يدها وبدأت تعالج نفسها وتضم شفتيها بأسنانها بقوة تكبح ألمها، أغمض عينيه من جديدًا مُستسلمًا لتاثير الدواء.....


__________________________


فزع "عبدالعال" من مكانه بعد أن علم بأن حفيده تعرض لمحاولة إغتيال، قال بقلق:-

-مش يمكن جايين لمسك


هز "جابر" رأسه بالنفي غير موافقًا على أحتماله ثم  قدم له التابلت بتسجيل كاميرات المراقبة ليرى هؤلاء الرجال تركه "مسك" ولم يهتموا لأمرها ولا وجودها وبدأوا فى مهاجمته حفيده قصدًا، أتسعت عينيه أكثر بدهشة اكبر وهو يري قتال "مسك" دافعًا عنه رغم المشاحنات القوية بينهما وقال:-

-هو عامل أيه دلوقت؟


-لسه مفاقش ودكتورة مسك عنده

قالها بجدية ونبرة رسمية ليؤمأ "عبدالعال" بغضب سافر ثم قال:-

-أعرف لي مين اللى عملها، تيام مش هيسكت دا من حظهم أنه كان سكران وألا كان زمان الجثث معبأة القرية


هز "جابر" رأسه بنعم ثم غادر ليلبي طلبه ويحقق بالأمر...


__________________________


فتحت "مسك" عينيها بتعب فى الصباح الباكر على صوت أنينه المتألم أثناء محاولته للوقوف على قدمه المصاب، وقفت من مكانها بذعر وألتفت حول الفراش حتى وقفت أمامه وقالت:-

-أنت بتعمل أيه؟


وقف رغمًا عنه على قدمه بضيق شديد وغضب يحتله مُجيب على سؤالها:-

-أبعدي عن وشي، أنا مش ناقصك دلوقت


مسكته من ذراعيه بالقوة وقالت بغضب سافر كطبيبة:-

-أنت مينفعش تقف على رجلك نهائي، جرحك عميق وسيء 


دفعها بقوة فى الحائط غاضبًا وسار بتعب مُتكأ على العكاز الذي أحضره "جابر" من أجل أصابته، أرتطمت رأسها بالحائط لتتألم لكنها ألتفت إلى "تيام" بصدمة وأسرعت خلفه:-

-أنت عايز تروح فين؟ والله أنا غلطانة أني أنقذت حياتك، أنت كنت تستاهل أسيبهم يموتك وأنت مدهول على عينيك


صُدمت عندما مسك عنقها بيد واحد ينفث بها غضبه وأوشك على رفع جسدها عن الأرض من قوته وقال بتهديد واضح:-

-أبعدي عن وشي قبل ما أموتك أنا بأيدي


دفعها بعيدًا عنه وسقطت "مسك" على الأريكة من دفعته ولا تعلم لما هو غاضب هكذا وإلى أين سيذهب، سار للخارج ولن يجرأ أحد على إيقافهن هرعت نحوه بخوف على جرحه وحسها الطبي يمنعها من رؤيته يتعرض للأذي وتتركه لعناده، ظلت تسير خلفه تحاول منعه عن الحركة قائلة:-

-طب فهمني أنت رايح فين؟ لتكون فاكر أنهم موجودين تحت ومستنينك


لم يبالي إلي حديثها وضغط على زر المصعد وصعد به وكادت أن تصعد معه ليرمقها بنظرة مُخيفة أرعبتها رغم قوتها كأنه الآن لن يمزح وسيقتلها حقًا، رأت الموت فى عينيه لتتوقف، أخذ المصعد للطابق الثاني حيث مكتب الإدارة فأخذت الدرج ركضًا خلفه....


_____________________________ 


جلس "زين" فى المطعم الموجود فى الطابق الأول من الفندق، يتناول طعامه مع "ورد" التى تتحدث ببسمتها العافية وجمالها البريء.. قالت بحماس:-

-لو كنت شوفت جمال البحر والمكان اللى روحنا النهاردة يا زين ولا شروق الشمس على الجزيرة دى لازم نروح فى مرة


أومأ إليها بنعم وبسمة عافية تنير وجهه ثم قال بحب:-

-أكيد نبقي نروح أخر الأسبوع لكن دلوقت أنا عندي شغل


تفحصته بعيني ثاقبة وهو يجلس أمامها مُبتسمًا ويرتدي بنطلون أبيض وتي شيرت وردي اللون بنصف كم، ضحكت "ورد" إليه ثم قالت:-

-وعد!! 


أومأ إليها بنعم وكاد ان يتحدث لكن استوقفه صوت صراخ "تيام" الذي دخل للمكان بغضبه الناري ينادي بأسمه:-

-زيـــــــــن!!


وقف "زين" من مكانه بهدوء لم يفهم سبب غضب هذا الرجل وهكذا "ورد" نظرت بأندهاش لـ "تيام" الذي يقترب نحوهما بخطوات ثقيلة ويتكئ على عكازه حتى وصل أمامه وقال:-

-عايز تخلص مني؟ حصلت أنك تبعت ناس عشان يقتلون


أتسعت عيني الجميع بصدمة ألجمتهم فقال "زين" بغضب:-

-أنت بتقول أيه؟ أنا مستحيل أعمل كدة هو أنا قتال قتلة قصادك


ضربه "تيام" فى صدره بغضب قائلًا:-

-محدش له مصلحة فى موتي غيرك عايز تكوش على كل حاجة بس أساسًا أنا قولتله يورثك التركة كلها لكن بمزاجي مش غصب عنى وأفتكر أنك أنت الى بدأت يا زين


تأفف "زين" بنفاذ صبر وعلى وشك فقد أعصابه من هذا الأتهام الذي يلقي عاتقه من غضب "تيام" ووحي خياله ثم قال ببرود شديد:-

-أنا معملتش حاجة؟ عايز تصدق صدق مش عايز أنت حر


أقتربت "ورد" بخوف مما تسمعه وهو يحول حبيبها لقاتل أمام الجميع والكل ينظرون على شجار أصحاب المكان لتقول:-

-زين ميعملش كدة


دفعها "تيام" بعيدًا عن طريقه بينما يقول بغيظ:-

-أطلعي منها أنتِ 


أستشاط "زين" غضبًا عندما لمس بيديه القذرتين محبوبته ووردة قلبه وحياته ليلكمه فى وجهه بقوة، كاد "تيام" أن يسقط من لكمة "زين" بسبب فقد توازنه من أصابة قدمه وهو يقف على قدم واحدة لكن دُهش عندما مسكه يدي صغيرة جيدًا قبل أن يسقط، رفع نظره ليري وجه "مسك" تتشبث بذراعه وذراعها الأخر يحيط بخصره لتتقابل عيونهما معًا فى نظرة صامتة يقطعها صراخ "زين" القوي قائلًا:-

-إياك تلمسيها بأيدك النجاسة دى مرة تانية وألا المرة الجاية هتكون ميت بجد وعلى أيدي


وقف "تيام" فى محله بغضب سافر ثم أخذ خطوة واحدة نحو "زين" بتحدي:-

-قولتلك بمزاجك لكن مش غصب عني، عدي 27 يوم يا وزين وحتى منصب الرئيس مش هتطول، أنا لو سيبتك فأنا سيبتك بمزاجي لكن دلوقت مالكش مكان فى ورثي وأبقي قابلني لو قعدت على كرسي الرئيس طول ما أنا عايش...


غادر المكان غاضبًا بعد أن أعلن التحدي بينهما أمام الجميع، نظرت "مسك" إلي "زين" و "ورد" بحيرة من هذا المكان الذي جئت إليه ......


_____________________________ 


( مستشفــي القـــاضي )


كان "غريب" جالسًا فى غرفة "غزل" ينظر إلى وجهها بهدوء ويتذكر ماضيه مع والدتها "بثينة"، فى الماضي كان يعشقها عشقًا جنونًا، فتاة فقيرة جاء إلى مستشفي والده لتعمل بها كممرضة وبعد فترة وقع عشقها فى قلبه وتزوجها رغم معارضة أهاله ووالده لفقرها أنجب منها ولدًا ثم توأمه "غزل ومسك"، بدأت الخلافات بينهم عندما ظهرت مرأة فى حياته كنزوة لكنها لم تقبل بهذا وقررت أن تنفصل عنه لأجل كرامتها وأخذت ابنها معه وتركت له هذا التوأم الرضيع حتى تعاقبه فى تحمل مسئوليته، رفع "غريب" يده إلى رأس "غزل" وقال بلطف:-

-أجمدي يا غزل، أنا علمتك القوة 


لم يتخيل أن بعد موت ابنه بسبب جرعة مخدرات زائة سرقت منه ابنته التى كان لها بمثابة الأم والأب والأن أعادتها له جثة هامدة تتنفس بفضل الأجهزة فقط، خرج من الغرفة حزينًا ليجد "سراج" أمامه فسأله بقلق:-

-عملت أيه؟


-الشقة اللى كانت وأخدها إيجار عشان تضحك عليهم فى ناس راحوا فتشوها النهاردة بالقوة

قالها "سراج" بجدية صارمة، هز "غريب" رأسه بقلق على "مسك" وقال مُتمتمًا:-

-يعنى بيدوروا وراها فعلًا، زود الحراسة فى الدور هنا ومحدش يمر منه غير الدكاترة والممرضين اللى أنا أخترتهم وحتى عمال النظافة، مش أى حد معدي يقدر يدخل لها... الخطر موجود حتى هنا


أومأ "سراج" له بنعم موافقًا على أمره، ضغط على زر المصعد وقال مُنتظر إياه:-

-ومسك!!


تبسم "سراج" بهدوء مُطمئنًا له بلطف:-

-متقلقش يا فندم هي بخير وقوية، مسك غير غزل أنا واثق فى دا، قوية وحساسة مبتأمنش بسهولة فى حد وعدم ثقتها فى اللى حولها هي اللى هتحميها


تأفف "غريب" بضيق شديد ثم قال:-

-كله من أمها، أنا معرفش أزاى أخترت دى تكون أم لولادي، بسبب دمرتهم كلهم حتى مسك، أدي نتيجة سوء الأختيار......


 ______________________________ 


(المدينة الزرقاء blue city )


جلست "مسك" على الفراش تطهر الجرح الذي نزف بسبب حركته بأغتياظ شديد من معارضته لأمرها، كان صامتًا لكنه يلتهب من داخله وخارجه، أنفاس كالنار الذي نفثها، ضغطه بالأبرة على جرحه ليتألم أكثر وقال:-

-ااااه ما تخلي بالك


رفعت رأسها إليه بغيظ ثم قالت:-

-تستاهل، اللى ميسمعش كلام دكتورته يستاهل


كز على أسنانه بغضب سافر ويحمل بداخله ما يكفي اليوم حتى تكمل هى هذا الغضب وتزيده فقال:-

-أنا مش طايق نفسي وبعدين مين اللى قال أنك دكتورتي


ضحكت بسخرية وهى تضع اللاصقة الطبية على فخذه بقوة حتى يتألم، قالت بتحدي:-

-ومنقذتك كمان وغصب عنك لأن لولاي كان زماننا بنقرألك الفاتحة وصدقنى كنت هقرأها صدقة 


أغمض عينيه بأقتضاب شديد وتحدث دون أن يفتحهم من الغيظ:-

-غورى من وشي


-هى دي شكرًا بتاعتك

قالتها ببرود شديد ثم وقفت من مكانها لتغادر هذه الغرفة، صعدت للأعلي حيث السقيفة الخاصة بـ "عبدالعال" أعطته الدواء الخاص به ودلفت إلى غرفتها، نزعت الشاش المحاط بيدها وتلوث ببقعة من الدماء، تألمت من جرحها ولا تصدق أن يدها أصابتها وهى أثمن من حياتها كطبيبة، لن تستطيع أجراء جراحة واحدة بيد مصابة لكن من حُسن الحظ أنها فى إجازة، طهرت جرحها ثم ألقت بجسدها على الفراش لتغرق فى سبات نومها العميق من التعب...


___________________________ 


سمعت "زينة" بما حدث داخل الفندق أمس لتقول بجدية:-

-خليهم يمسحوا أى حاجة من كاميرات المراقبة وليكون فى علمك لو الخبر أتسرب هتكون أنت اللى مسئول، إحنا مش ناقصين حاجة تأثر على السياحة كفاية كلام الناس


أومأ الرجل لها بنعم فتأففت بضيق شديد من هذا الأمر ثم قالت مُتمتمة:-

-أنهي غبي اللى فكر يلعب مع تيام؟


صعدت إلى السقيفة وكان "عبدالعال" يبحث فى الأمر مع "جابر" رغم انه طريح الفراش فقال بجدية:-

-تعالي يا زينة؟


-أخبار صحة حضرتك أيه؟

قالتها بلطف وبسمة مُشرقة فأجابها بجدية صارمة:-

-بخير!! عرفتي باللى حصل؟!


أومأت إليه بضيق شديد ثم قالت:-

-الفندق كله بيتكلم، خايفة يطلع أشاعات وتأثر على جودة المكان وترعب السياح حضرتك عارف أن أهم حاجة السلامة عندهم والأمن ودا اللى بيميزنا عن كتر من الأماكن والفنادق هنا الأمن المُشدد اللى بيضمن سلامتهم


هز رأسه بهدوء شديد مُدركًا لحديثها فقال:-

-عندك حق، لازم نطمئنهم ومنديش فرصة لأى عدو أو منافس أنه يستغل دا ضدنا


وافقته الرأي ببسمة خافتة ثم قالت:-

-متقلقش يا جدي أنا هحلها وهعوضهم بحفلات ورحلات بحرية وهعملهم كمان رحلات سفاجا وتسلق جبال بأسعار مخفضة جدًا وكمان فى هدايا


وافق على خطة "زينة" لترحل ثم نظر إلى "جابر" وقال بتعب:-

-أنا عايزك تتصل بالمحامي أنا قررت أكتب وصيتي، حاسس أنى مش هكمل لشهر 


نظر "جابر" إليه بهدوء ثم قال:-

-ربنا يطول فى عمرك ويبارك لنا فيك يا عبدالعال بيه


-أعمل زى ما بقولك يا جابر، إحنا مش هنأخد زمننا وزمن غيرنا

قالها بجدية صارمة والتعب يتمكن منه رويدًا رويدًا فسأل "جابر" بهدوء قائلًا:-

-بس مش ظلم لزين أن حضرتك تكتب الوصية حسب الشرع أن حصته أقل وتيام بطريقته دى ورفضه للشغل ميستحقش أنه يكون ضعف زين


-مين اللى قالك أنه رفض الشغل هو تحدي زين على الكرسي يبقي هيأخده يا جابر، أنت متعرفش تيام... تيام فاكر نفسه باللي بيعملوه دا بيربي أبوه على اللى عمله زمن لكن حط فى بالك أنه بيعمل كل دا عناد في أبوه وفيا لكن ما قدام قال أنه هيأخد الكرسي من زين هيعملها

قالها بتعب شديد وتلعثم أكبر، وضع يده على صدره فتنهد "جابر" ومد له كوب من الماء بلطف ثم قال:-

-متتعبش نفسك!! أنا هبعت للمحامي 


أومأ إليه بنعم بعد أن وضع قناع التنفس ليغادر "جابر"ورأي "مسك" تخرج من غرفتها مُرتدية بنطلون جينز وبلوزة صفراء بقط فضفاضة وتسدل شعرها على ظهرها وترتدي حذاء رياضي، قال بلطف:-

-مساء الخير


نظرت إليه بحدة صارمة وقالت:-

-مساء النور


ضغطت على زر المصعد وعينيها تنظر فى الهاتف، سمعت "جابر" يقول بعفوية:-

-أخبار أيدك أيه دلوقت؟


وضعت سماعة الأذن فى أذنيها بوقاحة حتى يخبره رد فعلها بانها لا تفضل الحديث معه، تنحنح بحرج على هذه الفتاة ودخل للمصعد معها، وصلوا للطابق الأول فأتجهت إلى المطعم وطلبت عشاءها ثم جلست تتناوله بصعوبة من يدها المصابة ولم تستطيع تقطيع شريحة اللحم فتأففت بضيق ثم أكتفت بشرب الحساء بيدها اليسار، جاء "زين" يقطع هدوءها وعبوس وجهها عندما جلس على المقعد المقابل لها وقال بلطف:-

-مش هقولك ممكن أقعد ولا لا لأني بالفعل قعدت، لكن هقولك كان ممكن تطلبي منهم يقطعوا  الأستيك ليكي هيعملوها إحنا هنا بنقدم كل الخدمات عشان نزلاءنا الكرام


تطلعت به بغرور شديد بأندهاش خصيصًا عندما أخذ طبق اللحم من أمامها وبدأ يقطعه لأجلها بعفوية، تعجب لصمتها فرفع نظره للأعلي وكان وجهها يخبره بانه ستقتله فى الحال على لمس طعامها فأزدرد لعابه بأرتباك من نظراتها وقال:-

-حاولت أساعدك كشكر على إنقاذ حياته لأنى واثق أنه مشكركيش


ظلت تنظر إليه بصمتها رغم قوة عينيها ليترك الطبق نهائيًا وقال بعد ان رفع يديه للأعلي:-

-سبته!! 


رن هاتفه برقم "ورد" ليستأذن منها كي يرحل وبسمته تنير وجهه فور ظهور أسمها على شاشة الهاتف، أجاب عليها قائلًا:-

-وردتي... ألو


تعجب من عدم حصوله على رد منها نهائيًا، أنهي الأتصال وعاود هو الاتصال بها لكن انقطع الأتصال ثم أغلق الهاتف نهائيًا....


_____________________________


-برافو عليك

قالها "تيام" بحماس وعينيه تلمعان مُتحدثًا فى الهاتف، تابع جملته بسعادة تغمره وبسمة تلمع على وجهه:-

-لا كفاية كدة.. أنا راضي لحد كدة


فتح باب الغرفة ودلفت "مسك" فأندهشت من بسمته وسعادته فى الصبح كان يشبه البركان المُلتهب وأعتقدت أنها ستعود وتراه قد أنفجر وحرقته نيرانه لكنه فى أقصي درجات سعادته لتقول:-

-سبحانه!!


تحدث فى الهاتف بأرتباك شديد من ظهورها وقال بحزم:-

-هكلمك تاني


أنهي الأتصال ورفع نظره إليها بغضب سافر فور رؤيته وقال:-

-أنتِ مين سمحلك تدخلي هنا؟


-لعلمك أنا مضطرة دا متحسسنيش أنى هموت وأشوفك فياريت تسكت لحد ما أغيرلك على الجرح... موضوع خمس دقايق وعدهم على ساعتك 


جلست أمامه على الفراش وبدأت تطهر جرح قدمه ثم جرح جبينه فصمت شديد، تطلع بها عن قرب وعينيها لا تفارق جبينته، فتاة قوية وعنيدة لكنها ماهرة ومتقنة لعملها جدًا، تتعامل مع جروحه بلطف أكثر من لسانها ونظراتها مع الجميع، كأنها لا تعرف شيء عن الرحمة واللطف سوى فى معالجة الجروح...

تعجبت "مسك" من نظراته المسلطة عليه فنظرت إليه بصمت وهدوء، تنحنح بحرج ونظر للجهة الأخري لتضع لاصقة طبية بيضاء على جبينه وأثناء فعلها فتح الباب ودلفت فتاة روسية تحمل باقة من الورد وقالت بالروسية:-

-كيف حالك يا حبيبي؟


تبسم "تيام" إليها بعفوية وجلست جواره من الجهة الأخري ووضعت قبلة ترحيبية على شفتيه فشعرت "مسك" بتقزز فى هذا المكان لتغادر دون كلمة واحدة تتركه مع فتاته....


_______________________________ 


لم تظهر "ورد" من الأمس وهاتفها مغلقًا منذ أتصالها، كاد أن يفقد عقله بسبب أختفاء محبوبته هكذا ولا يعرف عنها شيء، بحث الجميع عنها فى القرية كاملة ولم يجدوا لها أثر، صرخ "زين" بهم فى بهو الفندق بانفعال شديد من قلقه:-

-يعنى أيه؟ فص ملح وداب؟


ربتت "زينة" على كتفه بلطف مُحاولة تهدئة أخاها الذي أوشك على فقد عقله من الخوف والقل ثم قالت بهدوء:-

-أهدي يا زين أن شاء الله خير؟


حاول الأتصال بها من جديد والهاتف ما زال مُغلق تمامًا فقذف بهاتفه فى الأرض من عجزه عن الوصول إلى "ورد"...

جاء أحد رجال الأمن إليه بوجه مُرعب ومُخيف من الخوف الذي أحتله وقال بتلعثم تكاد حروفه تخرج من محلها:-

-أنسة ورد!!.....


كان الجميع على الشاطيء متجمعين فى دائرة والرعب يتملكهم مما يراه، أقترب "زين" مع "زينة" ورجاله عندما وصوله الخبر مُرتعبًا لا يصدق ما سمع به، قدميه لا تقوي على السير أو حمله أكثر ليبتعد هؤلاء عن طريقه حتى وقع نظره عليها وهى جثة هامدة أمامه على الرمال، ملابسها ممزقة بعد الأعتداء عليها وجسدها عاريًا فوقه وشاحًا وضعه المارة عندما رأوها عارية لسترها، أنتفض رعبًا وتوقفت قدميه عن التقدم حينما وقع نظره على وجهها وتأكد بأن الجثة تعود لها حقًا، محبوبته التى سلبت قلبه وروحه بموتها لا بل بقتلها على الأحري، سقط على الأرض بأنتفاضة قوية ورجفة شلت جسده أمامها وأنهمرت الدموع على وجنتيه بأنهيار تام كالشلال من هول الصدمة، خرجت صرخة قوية من الصدمة من "زينة" عندما نظرت إلى "ورد"...

أقترب منها أكثر زاحفًا على ركبيته وحمل رأسها على ذراعيه وقال بتمتمة وعقله شل مكانه:-

-ورد... ورد حبيبتي... فتحي عينيك ... ورد


حاول أن يقظها كى تعود له وتجيب علي حديثه لكن لا جدوي من هذا، فمن فعل جريمته بها أنهاءها على أكمل وجه بقتلها تمامًا وتركها جثة إليه، مسح على وجنتيها ينفض عنها الرمال بصدمة ألجمته وقتلت عقله عن الوعي قبل قلبه الذي توقف عن النبض للتو وقال:-

-ورد.. أنا هنا يا حبيبتى فتحي عينيك... أنا زين 


كانت "مسك" تركض على الشاطئ بملابسها الرياضة وتحمل فى يدها زجاجة المياه وتركض بسرعة جنونية فى جولتها الرياضية فى كل صباح حتى أوقفها حشدًا من الناس لتقترب بفضول وصُدمت مما رأته و"زين" يضمها إليه ويصرخ بألم قتله للتو:-

-ورررررررررررد لااااااا يا ولااااااد الكلــــــب .....


للحكــــــايــة بقيــــة.....


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع