القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وجع الهوي الفصل الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر بقلم ايمى نور


رواية وجع الهوي الفصل الخامس عشر  والسادس عشر والسابع عشر بقلم ايمى نور








رواية وجع الهوي الفصل الخامس عشر  والسادس عشر والسابع عشر بقلم ايمى نور



#وجع_الهوى الفصل الخامس عشر


وقفت مكانها تراقب تقدم جلال البطيئ من تلك الزائرة وعلى وجهه قناع غير قابل للقراءة قائلا بهدوء 

: اهلا اميرة حمدلله على السلامة 


التفتت قدرية الى جلال تهتف بسعادة 

: شوفت يا جلال اميرة جات تقعد معانا كام يوم تنورنا فيهم


جلال و عينيه فوق اميرة بتفكير رغم توجه بالحديث لامه

: تشرف يا امى ..بس مقلتيش يعنى انها جاية كنا حتى على الاقل استقبلناها


توتر ملامح قدرية تلتفت الى اميرة لتسرع اميرة فى اجابته قائلة 

: انا اللى طلبت منها يابن عمتى كنت عاوزة اعملهالك مفاجأة بس الظاهر انها مكنتش مفاجأة حلوة ليك


قالت كلماتها الاخير بعتاب وتدلل جعلت من ليله الواقفة تتابع ما يحدث بعيون  متسعةوهى  ترى ابتسامة جلال التى ارتفعت فورا فوق شفتيه قائلا برقة وترحيب 

: لا ازاى ... دى احلى مفاجأة على فكرة من زمان وانا نفسى اشوفك واشوف خالى وباقى العيلة 


اميرة وهى ترفرف برموشها بخجل مصطنع 

: وانت كمان والله وحشتنى علشان كده جيت اقعد معاك ومع عمتى كام يوم وبعدين بابا هيبقى يحصلنى


هنا ولم تستطع ليله التحمل لتهتف بعصبية  منادية اياه

: جلاااال ....


التفت اليها جلال بجانب وجهه مجيبا  اياها ببرود ارسل القشعريرة فى جسدها لتسرع قائلة بتردد متلعثمة وهى تتابع بعينيها تلك الوافدة 

: اظن كان فيه موضوع مهم كانا بنتكلم فيه 


قال جلال دون ان يلتفت لها بخشونة 

: مش وقته ياليله.. وقت تانى هنتكلم


هتفت اميرة وهى تمرر نظراتها فوق ليله من اعلاها الى اسفلها والعكس بأستعلاء قائلة بسخرية مبطنة لم تلاحظها سوى ليله

: بقى انتى ليله ....ازيك يا حبيبتى


لم تجيبها ليله بل وقفت تطالعها هى الاخرى بأستعلاء تمرر عينيها فوقها هى الاخرى تلاحظ شعرها الاسود الفاحم والموضوع فوقه حجابها يظهر من اسفه نصفه وعيون مرسومة بالكحل الثقيل اما فستانها زهرى ذو قصة قصيرة لا تناسب الاعراف هنا قبل ان توجه حديثها مرة اخرى لجلال قائلة بحزم 

: لاا انا عوزة اتكلم دلوقت وحالا ..مش هستنى لحظة واحدة بعد كده والا .....


قطعت جملتها حين التفت اليها جلال بغتة عينيه تتطاير بداخلها الشرر سائلا اياها بهدوء مفترس

: والا ايه ياليله ؟ احب اعرف اللى هتعمليه 


نظرت ليله متوترة ناحية اميرة  والتى رفعت لها حاجبها بتحدى تسرع قائلة بارتباك 

: نتكلم فى اوضة المكتب احسن 


لكن وامام عينيها المنصدمة صدعت ضحكة جلال الساخرة وهو يجاهد للحديث بصعوبة بعدها قائلا 

: انتى شايفة كده ؟؟.طب متخلينا هنا احسن ويبقى وفرتى على نفسك المجهود


ليله ووجهها  قد اصبح محتقنا من سخريته منها بتلك الطريقة امام الاخرين لكنها قالت بحزم رغم ارتجاف صوتها

: لا اوضة المكتب احسن ..وياريت دلوقت وفورا


خفض جلال راسه مشيرا لها بطريقة مسرحية ساخرة ناحية غرفة المكتب ان تتقدمه لتتحرك  بخطوات ثابتة رغم ارتجاف ووهن جسدها تشعر به خلفها الا بعدة خطوات بعد ان طلب من والدته ان تتبعهم هى الاخرى


دلفت الى غرفة المكتب سريعا يتبعها هو ايضا يتقدم بخطواته ناحية مكتبه يجلس خلفه بهدوء وراحة عاقدا كفيه امام شفتيه وهو يطالعها بنظرات متفحصة بطيئة جعلتها تتملل فى وقفتها من قدم الى اخرى للحظة تهتف به بتوتر 

: هتفضل ساكت كده كتير وقاعد تبصلى وخلاص.. اتكلم قول حاجة


لم يجيبها جلال بل ضاقت نظراته فوقها اكثر جالسا فى مكانه كتمثال نحت على هذا الوضع لتصرخ به تلك المرة بحدة وعنف

: متفتكرش انك كده بتخوفنى وانى هسكت  لا ...فوق يا جلال بيه انا ممكن....


: اخرسى


كلمة واحدة خرجت منه بهدوء كحد السيف وكان لها مفعول السحر عليها اذ بهتت ملامحها على اثرها تقف فاغرة الفاه وعينيها متسعة بصدمة بينما يتراجع هو فى مقعده للخلف يكمل بهدوء شديد ارعبها

: صوتك مسمعهوش ...واظن كل اللى عندك قلتيه يبقى تخرسى خالص وتسمعى وبس ..مفهوم


صرخ بكلمته الاخير بصوت جهورى غاضب جعلها تشهق بفزعة وهو تغمض عينيها بشدة خوفا منه ليشعر بتسلل الندم اليه على فعلته هذه وقسوته تلك معها لكنه اسرع بازاحة ندمه هذا فورا جانبا يرتفع بدلا عنه غضبه وحنقه منها سريعا يكمل بصوت خشن جاف

: اقعدى عندك مسمعش ليكى صوت لحد ما افهم ايه الموضوع بالظبط


فتحت فمها لتجيب اياه مستنكرة لكنها اسرعت تطبق شفتيها سريعا حين هتف بها بغيظ 

: قلت صوتك ميطلعش واقعدى عندك زاى ما قلت 


تحرك من مكانها باقدام مرتعشة تجلس تحت انظاره المراقبةلها بحدة فوق المقعد المقابل له فى الوقت ذاته تقدمت قدرية الى داخل الغرفة مرتجفة تتبعها اميرةبخطوات واثقة لتسرع قدرية قائلا بتوتر حين هم جلال بالحديث

: اميرة عندها كلمتين ليك يا جلال 


جلال بحدة وعينه ترسل رسالة الى والدته واضحة المعنى 

: مش وقته يا امى بعدين لما نخلص من موضوعنا ده الاول 


تقدم اميرة الى الامام ناحية المكتب تحت انظار ليله المتابعة بحيرة ما يجرى تتسع عينيها ذهولا  حين قالت اميرة بثقة وصوت حازم 

: ما هما الكلمتين بتوعى يبقوا بخصوص الموضوع ده بالذات يا جلال

**************  

:خلاص يا راغب فهمت والله وحفظت الكلام تحب حتى اسمعلك


امدت يد راغب تصفع مؤخرة رأس المتحدث بقوة جعلت يشهق بألم بينما راغب ينهره بعنف قائلا 

: بلاش غلاسة وركز كويس اقل كلمة ممكن تضيعنا  وتضيع كل اللى ناوى عليه


دفعه فى جانب راسه بغلظة يكمل 

:  افهم يا غبى هنا غير القاهرة هنا الناس كلها عارفة 

بعضها واى غريب بيتعرف فى ثانية يعنى كله لازم يخلص فيومها وبعدها طيارة بره البلد فهمت يا نسيم


حك نسيم راسه قائلا بتردد

: فهمت يا كبير بس اااا....


راغب زافرا بنفاذ صبر

: اخلص عاوز تقول ايه ؟


نسيم قد اخفض صوته تماما ينحنى على اذن  راغب قائلا باهتمام

: الجماعة اتصلوا من كام يوم بالوسيط وعاوزين باقى فلوسهم وانت عارف دول ملهش صبر على حد


عقد راغب حاجبيه بشدة يهمس هو الاخر بقلق 

: عارف بس هعمل ايه الدنيا اتعقدت هنا على اللى كنت ناوىه ...ده حتى ابويا مش طايق ليا كلمة بعد اللى حصل


نسيم مأنبا اياه بتردد وخشية قائلا 

: ليه حق يا راغب حد يهبب اللى هببته ده لا وكمان رايح تعرفها بموضوع الارض ما كنت تسيبها على عماها وهو كنا عرفنا نطلع بمصلحة منه الموضوع ده 


زفر راغب بضيق  ناظرا للبعيد قائلا بصوت حانق 

: اهو اللى حصل بقى ...انا قلت لما اعرفها حقيقة جوازتها والعب فى دماغها شوية وانا راسم  الطيبة الخوف عليها هتبقى زاى العجينة فى ايدى ونخلص 


جز فوق اسنانه يلتفت ناحية نسيم يكمل بغيظ

:بس بنت ال.... قامت تدور على المحروس بتاعها وتتحامى فيه ومحستش بنفس غير وانا بدور فيها الضرب


لوى نسيم شفتيه يهمس  بأستهزاء

: هو كان ضرب بس يا راغب دانت كنت هتاخدها غصب


التمعت عين راغب بشهوة يضغط فوق شفتيه بأسنانه قائلا

: اه يا نسيم كنت خلاص ثوانى وهتبقى ملكى لولا الغبى اخويا هو والزفتة اختها وصلوا قبلها بثوانى

بس ااه لوكان حصل كانت هتبقى سكة تانية لينا خالص نلعب بيها على كيف كيفنا


طوح نسيم  بيده فى الهواء بعدم اهتمام قائلا بعدها

: اللى حصل حصل ..خلينا فى فلوس الجماعة هتجهزها ازاى...خصوصا بعد حركة جدك ونص الارض اللى ضاعت منك دى لبنات عمك


ضاقت عينى راغب بتفكير تتلاعب اصابعه بطرف ذقنه

: كله حاجة وليها حل بس نخلص الاول من اللى جيبك علشانه وساعتها اللعب هيبقى على المكشوف

ونبقى نشوف مين هينجدها بعدها منى

*****************

نهضت  ليله عن مقعدها صارخة بغضب هستيرى تلتفت الى جلال الجالس بهدوء خلف مكتبه تضرب سطحه بعنف قائلة

: يعنى ايه الكلام ده ...عاوز تفهمنى انك اول مرة تسمع وتعرف بلى عملته امك


جلال وهو مازال على هدوئه رغم ارتجاف عضلة فى وجهه تبين عكس ما يظهر

: ملكيش دعوة ان كنت اعرف ولا معرفش  واظن انك جاوبتى بنفسك على سؤالك ده من قبل حتى ما تسألينى فيه 


جلست ليله باحباط مكانها تهتف ذاهلة 

: يعنى انتوا بتخيرونى لتاخدوا الارض منى لتتجوز بنت خالك عليا


هنا تحدثت اميرة تضع قدما فوق اخرى قائلة بانتصار شماتة

: بالظبط كده يا حبيبتى واظن مفيش غلط فى اللى قلته مانتى عملتيه قبل كده 


جلال بحدة يهتف بها وهو ينهض عن مقعده متجها ناحية جلوسها هى وقدرية وعينيه تلتمع بنيران مستعيرة تقع شرارتها فوق قدرية  تحرقها والتى جلست تفرك كفيها ببعضها بتوتر تعلم علما اليقين انها لن تمر بفعلتها مرور الكرام ابدا 

:  متتكلميش معاها كده  ادامى ..كلامك معايا انا   ....وخلاصة الكلام انا هشترى الارض منك بضعف تمنها مرتين واظن كده انتى الكسبانة


اميرة وهى تتراجع فى مقعدها قائلة بنعومة تتمطى بحروفها باغراء وميوعة

: وانا بقولك استحالة ...دى فرصة وجاتلى على طبق من دهب ...ده حتى ابويا نفسه موافقنى عليها


عم الصمت ارجاء الغرفة كان جلال واميرة يتبادلان النظرات تتحدث بالكثير والكثير بينما جلست ليله تتابع ما يجرى بينهم بذهول تشعر كانها وقعت بين المطرقة والسندان يوسوس لها شيطانها بكلمات كالاشواك داخل عقلها بان مايحدث لم يكن سوى مسرحية هزلية وقعت هى ضحيتها كان اول الممثلين فى دورها رئيسى هو جلال وهى تراقب حديث العيون بينه وبين تلك الافعى لتدرك ان بينهم ماهو اكثر مما تظهره المظاهر بينهم لذا وقفت على قدميها

ببطء شديد عينيها ببرودة الجليد قائلة بصوت لا حياة فيه

: مفيش داعى لكل ده ...انا مواقفة تتجوزها وترجعلى ارضى بعدها

      ******************

جلست قدرية فى غرفتها بعد حين وهى تبكى بهستريا تجلس بجانبها اميرة تربت فوق كتفها قائلا بصوت رتيب تدير عينيها بملل قائلة 

: ما خلاص بقى يا عمتى ...مانت كنت عارفة انه ده اللى هيحصل يعنى كنت مستنية منه ايه بعد اللى عملتيه


قدرية بصوت متألم باكى 

: انا كنت فاكرة انه هيفرح خصوصا لما ماحولش يوضح لمقصوفة الرقبة دى انه مكنش يعرف عن لعبتى حاجة قلت بس ده ماشى معايا على الخط


تراجعت اميرة برأسها الى خلف تهتف بدهشة وتعجب

: نعم ! بقى عاوزة تعملى كل اللى عملتيه ده ومن وراه ومستنية منه يقولك برافو 


ارتجفت قدرية مدركة صدق حديثها وهى تتذكر ما حدث تاليا فبعد خروج ليله فورا بعد ان القت بقنبلتها غير عابئة باحد بينما وقف جلال مراقبا اياها ببرود دون ان يحاول ايقافها 

ثم يلتفت ببطء اليهم وقد تحول وجهه للنقيض تماما يهتف بهم بشراسة وعيون تشتعل بالغضب

: بقى كل ده تعملوه من ورايا ؟! بترسموا وتخططوا ومستنين من الاهبل العبيط يوافقكم مش كده 


انتفضت قدرية مكانها حين تحول عنهم ناحية مكتب يطوح بيده كل مافوق صارخا 

: انا يتعمل معايا كده ؟ لا ومن مين من امى 


قدرية بصوت مرتعش تحاول امتصاص غضبه

: يابنى كنت بساعدك كنت عوزاه....


التفت جلال اليها يشير ناحية اميرة والتى جلست تتابع ما يحدث بقلب مرتجف رعبا من حالته تلك لكنها اظهرت الثبات فوق ملامحها وهو يصرخ عاليا بحنق

: تساعدينى بايه ؟بانك تكتبى الارض لبنت اخوكى علشان تجبرينى اتجوزها قصاد انها ترجع الارض لمراتى اللى ضحكتى عليها بتمثلية وس...


قطع حديثه بغتة قبل اتمامه لفظه النابى واضعا يده فى خصلات شعره يجذبها بعنف وهو يدور فى ارجاء الغرفة يروا كنمر حبيس يستعد لانقضاض عليهم فى اى لحظة حتى تحدثت قدرية بصوت مختنق ضعيف يظهر الانكسار به

: انا عملت كده علشانك ...علشان مش دى اللى اتمنتها لابنى تبقى مراته.... مش دى اللى تبقى مرات الكبير فاهم يا جلال وان كان على الارص مستعدة اخلى اميرة ترجعلهاك وحالا بس متزعلش منى 


التفت اليها جلال بعدم تصديق يسألها

: ببساطة كده ...ترجعى الارض وكل حاجة ترجع زاى الاول....كانك مولعتيش الدنيا


هنا وهبت اميرة واقفة تهتف به بصوت حاولت اظهاره قوى ثابت

: انت بتكلمها كده ليه مش ذنبها ان الست هانم مراتك مصدقتش انك متعرفش حاجة وانها مش لعبة منك عليها ...دى زى ما تكون ما صدقت تلاقيلك غلطة علشان تطلب الطلاق


تقدم منها جلال سريعا وبخطوات عاضبة  تعصف فى عينيه غريزة القتل فى تلك اللحظة يفح من بين اسنانه مما جعل اميرة تتراجع للخلف برعب وهلع

: انتى تخرسى خالص ودقايق وتخفى من البيت خالص ومشفوش وشك تانى 


تمالكت اميرة نفسها سريعا ترسم ابتسامتها الناعمة  قائلة بخبث 

: امشى اروح فين يا روحى ....مش هنا برضه هنعيش بعد الجواز


تجمد جلال بصدمة يسألها 

: انتى مجنونة صح ؟ جواز ايه اللى بتكلمى عنه


اقتربت منه اميرة ببطء تمد اناملها تتلاعب بازرار قميصه قائلة بدلال

: جوازنا يا قلبى ...اومال هرجعلك الارض قصاد ايه


قدرية وجهها يزداد شحوبا 

: اميرة ...انتى مش قولتى هترجعى الارض وقت ما اطلب


التفتت اميرة اليها تزداد اقترابا من جلال تضع راسها بكل جرأة فوق صدر جلال الذى تعالت انفاسه نفورا قائلة

: اسفة ياعمتو بس دى فرصة متتعوضش...انى ابقى اميرة مرات جلال الصاوى كبير عيلة الصاوى ولا ابقى مرات اى واحد تانى ميسواش فى عيلتنا اللى اغنى مافيها شحات 


امسكها جلال بقسوة من ذراعيها غارزا اظافره فى لحمها يدفعها عنه بعنف حتى كادت ان تسقطت ارضا 

وعينيه تدور بينهم بذهول وعدم تصديق

: انتوا اكيد اتجننتوا... اوعوا تفتكروا انى هسيبكم تعدوا بلى عملتوا ده ....


تحرك مغادرا بخطوات عاصفة ليتوقف مكانه فجأة يلتفت ناحية قدرية مشيرا لها بسبابته قائلا بقسوة وشراسة

: انتى بقى تنسى انك ليكى ابن من هنا ورايح  ....وحاضر هنفذلك اللى طلبتيه ...فعلا بنت اخوكى هى اللى تستاهلى تبقى مرات ابنك 


ثم التفت يكمل خطواته مغادرا لتنهار قدرية فور مغادرته تبكى لاول مرة بدموع  حقيقيةمنذ امد طويل      

.............    

خرجت قدرية من دوامة افكارها حين هتفت بها اميرة بقلق

: عمتى روحتى فين ...اوعى تكونى رجعتى فى كلامك وهترجعينى بيتنا علشان اتجوز المنيل ابن عمى 


ضربتى قدرية بعنف فوق ذراعها تهتف بها وهى تزيل دموعها المنسابة فوق وجنتها بحزم

: لمى لسانك يا بت دى يبقى ابن اخويا برضه


لوت اميرة شفتيها من جانب الى اخر بسخرية قائلة 

: بلا نيلة كلهم عالم مش لاقية تاكل... انا بقى نفسى اهرب منها عيشة الفقر دى وابقى زيك كده هانم وسط دارها


ربتت قدرية فوق كفها تهتف بها بتأكيد 

: هيحصل يا عين عمتك وبكرة تشوفى . جلال مدام قال هيعملها يبقى هيعملها وخصوصا ان الخايبة اقصرت علينا نص السكة بكلامها الدبش وشكها فيه


ارتفعت اميرة من فوق مقعدها تصفق بجزل قائلة بفخر

: بس ايه رايك فيا وانا واقفة زاى الاسد ادام ابنك وبقوله مفيش ارض هترجع الا بجوازنا وانتى يا عينى عاملة فيها الطيبة الغلبانة اللى مفيش فى اديها حاجة


اخفضت صوتها قائلة بلوم 

: ميعرفش انك واخدة عليه ورقة ضد تخليكى تودينى فى داهية لو قلت بم بس ليكى 


هتفت بها قدرية باستنكار وحدة 

: لا كنت اسيبلك ارض تسوى ملايين الملايين يا عين امك من غير ما اضمن حقى 


اميرة بابتسامة صفراء منافقة 

: طبعا حقك ياعمتى وهو انا قلت حاجة 

لتكمل بعدها بحيرة 

: بس ماقولتلش انتى مخترتيش سلمى ليه دى حتى تبقى بنت عمه ومن بيت عز وانت طول عمرك عينك منها لجلال


قالت جملتها الاخيرة بحقد وعينيها تلتمع بغيرة لم تلاحظها قدرية هى تشرد للبعيد قائلة بأسف 

: اه والله كان نفسى تكون هى مرات ابنى بس سلمى بقيت كرت محروق وبشخطة واحدة من جلال كانت هترجع كل حاجة ليه ومش بعيد تفضحنى ده غير ابوها طبعا مكنش هيسكت 


التفتت الى اميرة والتى اسرعت باخفاء مشاعرها سريعا وقدرية تقول بحزم

: وبعدين مانتى بنت اخويا برضه واولى من الغريبة مش كده ولا ايه يابت


اميرة بابتسامة ملتوية صفراء تخفى ورائها نوايا سوداء كقلبها 

: طبعا ياعمتى هو كنت اطول اتجوز كبير عيلة الصاوى ده حاجة ولا كانت حتى فى الاحلام

**************** 

كانت تخرج ملابسها من داخل خزانتها تدفعها داخل الحقيبة بعيون لا ترى شيئ من شدة دموعها المنهمرة فلاول مرة فى حياتى تتعرض لانكسار والاهانة بتلك الطريقة حتى عندما زوجها جدها له بتلك الطريقة لم تشعر كما تشعر الان يتلغب عليها احساسها بالخديعة وبأنها كانت لقمة سائغة له ولاهله 


صرخت بداخلها بألم ..اكان يستحق منه الامر كل هذا التخطيط وتعريضها لتلك المعاناة من اجل ارض لو كان طلبها منها بنفسه ما ترددت ثانية ان تعطيه اياها خاصا بعد ما رأته منه من حنان ومراعاة فى فترة مرضها

ولكن اااااه والف ااااه فقد كان كل هذا تمثيل وتخطيط منه لها ..لم يشعر اتجاهها ولو بذرة واحدة من الحب قد رفعها للسموات السبع ثم خسف بها الى اسفل السافلين ينهيها ويعتصر قلبها دون رحمة او شفقة حين خيرها مابين زواجه من اخرى او رجوع حقها لها 

انفجرت الدموع تشهق معها بصوت متألم بشدة ترمى ما بيدها ارضا ثم ترتمى بجسدها بعده صارخة دون صوت يريحها تتسائل ...ماذا كان ينتظر منها ...اكان ينتظر رفضها وتشبثها به فتلفظ كرامتها امام الجميع وهم يروا يأسها للاحتفاظ به .....اكان يتوقع ان تنحنى على اقدامها تتشبث به خوفا من ان تسرقه واحدة اخرى غيرها


اخذت تدور الاسئلة بداخلها كداومة سوداء تبتلعها حتى انتهى بها الامر تسأل سؤال لم تستطيع الفكاك منه

:: هل ما فعلته هو الصواب ....اكان تصرفها هو الصحيح فى ماحدث ....اكان يستحق الامر ان تحتمل كل هذه الالام حين تخلت عنه لاخرى غيرها


ظلت مكانها ترتمى ارضا لوقت غير معلوم حتى قررت استجماع شتات نفسها تنهض واقفة باقدام مرتعشة تستأنف عملها السابق بوجه شاحب وعيون شديدة الاحمرار وحركات هامدة حتى سمعت صوت فتح الباب لتسرع برسم اللامبالاة فوق ملامحها تتجاهل   تقدمه البطيئ للداخل حتى توقفت خطواته امامها تماما يسود الصمت التام شعرت خلاله بتحديقه الثابت بها وهو يتابع حركاتها ليصدح صوته الحاد بعدها صارخا بها

: اقدر اعرف ايه اللى بتعمليه ده ؟


تابعت ليله عملها لاتعيره اهتمام ليتقدم نحوها جاذبا اياها من ذراعها نحوه مرتطمة بصدره بعنف منحنا بوجهه نحوها يفح من بين انفاسه

: لما اكلمك تردى عليا .. اياك تتجاهلينى مرة تانية 


حدقت به بخيبة امل ترتفع ابتسامة ساخرة مريرة فوق شفتيها هامسة 

: اهلا بجلال بيه الحقيقى...طالت الغيبة والله


تحركت عضلة بجانب فكه كانت الدليل الوحيد على تأثره بحديثها تومض تعبيرات وجهه بشيئ لم تستطيع تفسير اختفى سريعا ترتفع ستار البرودة فوق وجهه  هامسا هو الاخر 

: بالظبط جلال القديم ظهر ..ماهى واحدة زيك مستهلش غيره.. وعلشان كده تردى عليا من غير كلام كتير


ليله وعيونها تنطق بالتحدى 

: راجعة بيت اهلى ...استحالة اقعد هنا ثانية واحدة مع ناس زيكم


تراجع رأس جلال للخلف ضاحكا بصخب جعلها تتوتر وتتملل بين ذراعه وهى تراه يقترب بوجهه منها مرة اخرى وعينيه ملتمعة بشدة يسألها باستهزاء

: وبيت اهلك الناس اللى فيه احسن من هنا طبعا  ..نقول زاى راغب مثلا؟!


شحب وجهها حين اتى على ذكره امامها يذكرها بكل لحظة سوداء مرت عليها بسبب ذلك الحيوان لكنها اسرعت تتماسك تقترب بوجهها منه اكثر بتحدى تهتف بشراسة

: ايوه زاى راغب اللى ميجيش حاجة جنب استاذ كبير زيك... راغب اللى بفضله رجعت افتكرت اد ايه انتم ناس ماتتعشرش و كنت هفضل على عمايا معاكم كتير 


التزما كلهما الصمت بعد حديثها ذاك كانت عينيهم بنظراتها المتحدية الغاضبة ابلغ من اى حوار اخر بينهم قبل ان يقول جلال بصوت خالى النبرات ووجه غاضب

: مدام انتى شايفة كده يبقى ....

التمعت عينيه فجأة بنظرات تدركها جيدا وهو يمررها ببطء فوق حنايا جسدها متراجعا الى الخلف قليلا ليشعل نيران غير مرحب بها فوق كل مكان بجسدها تستقر عينه فوقه فترتفع غصة فى حلقها جعلت من الصعوبة عليها الحديث وقد تسلل برد الخوف والتوتر الى جسدها  فحاولت جذب نفسها من بين ذراعيه علها تنهى ما يحدث بينهم لكنه تشبث اكثر بها يقربها منه حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى انفاسهم المتصاعدة بوتيرة عالية وهو يهمس بخشونة فوق شفتيها و عينيه تراقب حركة لسانها المضطربة فوقهم 

: على فين؟ مش تستنى يمكن اكون استاذ عنه فى حاجات تانية 


رفعت عيون مصدومة اليه ومعها كفها تنوى صفعه صفعة قاسية كقسوة كلماته لها ولكنه كان اسرع منها يمسك كفها قبل بلوغه وجهه يلويه بقوة خلف ظهرها ضاما جسدها اكثر اليه ليلتصق صدرها بصدره بشدة لكنها اخذت تحاول التملص منه بيأس بينما ينحنى عليها يبتسم ابتسامة شرسة ذئبية قائلا بصوت اجش

: فاكرة اخر مرة ايدك اتمدت عليا عاقبتك ازاى...ولا لحد هنا وذاكرتك وقفت...بس انا بقى هفكرك


لم يمهلها لحظة سوى لالتقاط الانفاس ينقض على شفتيها يقبلها بقسوة جعلتها تتأوه الما لكنه لم يعيرها اهتماما يتراجع بها ناحية الفراش بخطوات متخطبة دون ان يفصم قبلتهم حتى وصل اخيرا بها الى الفراش يلقيها فوقه فاخذت تتراجع الى الخلف بتعثر وهى تهتف به محذرة بهلع

: عارف لو قربت منى ها...ها...صوت والم عليك البيت 


لوى شفتيه بابتسامة ساخرة لم تصل لعينيه ويده تزيح حقيبة ملابسها تلقى بيها ارضا قائلا بصوت ثقيل

: ياريت ... ساعتها يمكن يفتكروا انى بربيكى من اول وجديد زاى مانتى محتاجة فعلا


صرخت بقوة حين قبض فوق كاحلها بغتة يجذبها منه ناحيته حتى اصبحت تستلقى امامه تماما يسد بجسده طريق الهروب امامها 


وفجأة اصبح فوقها يمسك بذراعيها فوق رأسها  يراقبها بعينان كانت اكثر ما يخيفها فيه تظهر نواياه بها لتتسع عيونها جزعة هامسة باسمه بتضرع دون ارادة منها وعيونها يغشاها الدموع تتطلع له برجاء لتتوقف حركته كألة نزع مقباسها يقف متجمدا صدره يتعالى بانفاس متسارعة تضيق قبضته اكثر فوق معصميها فى لحظات مرت عليها كالدهر قبل ان تنحل قبضته شيئا فشيئا يفرج عن نفسه حاد متراجعا عنها ببطء بنظرات مذعورة يهتف بصوت اجش مرتعش 

: انتى ايه.... عاوزة توصلينى لايه ....عاوزة تثبتى ليا ولنفسك انى زاى ما عقلك المريض مصورنى ليكى ..انا ....


صمت يتجعد وجهه اشمئزاز يكمل بخشونة

: انا ....بقيت مقروف من نفسى ومنك انتى بقيتى بتطلعى اسوء ما فيا  .....انا..


زفر بعنف يدفع كفه بين خصلات شعره يتلفت حوله كالتائه ثم تحرك ناحية الباب بخطوات سريعة تاركا لها على الفراش كما تركها جسد ملقى باهمال ووجه شاحب شحوب الموتى

*******************


#وجع_الهوى الفصل السادس عشر

بعد منتصف الليل جلست اميرة فوق الفراش تضحك بسعادة وعيونها المنبهرة تتطلع فى ارجاء الغرفة وهى تتحدث فى هاتفها قائلا

: اسكتى ياما على العز اللى بنتك فيه... هنا ياما هنا 


صمتت للحظة تستمع لطرف الاخر عاقدة حاجبيها بتركيز تهتف بعدها 

: لاا... وانا اعرف منين هو رمى لى انا وعمتى الكلمتين واختفى ....ومن بعدها مشفتهوش لهو ولا المحروسة مراته


توترت ملامحها تهمس بانزعاج 

: تفتكرى انه يعملها؟ 


عادت تكمل فورا تقنع نفسها قبل ان يكون اقناع لطرف الاخر

: لا متخفيش... هو خلاص سلم ووافق... وبعدين مكنش ادامه حل غير كده... لااا متخفيش عمتى مظبطة كل حاجةوبنتك اخيرا هتعيش وتقب على وش الدنيا 


قطع حديثها طرقات هادئة فوق بابها لترتفع الحيرة فوق ملامحها وهى تتطلع الى الباب قبل ان تعاود التحدث فى الهاتف هامسة باستعجال وهى تنهض من مكانها متوجه ناحية للباب 

: بقولك ايه ياما اقفلى دلوقت وهكلمك بعدين... اصل فى حد على الباب هشوف مين وارجعلك ...


اغلقت هاتفها بينما تمتد يدها لمقبض الباب وهى تسأل بقلق وحيرة عن هواية الطارق فى مثل تلك الساعة فيجيبها الصمت من الطرف الاخر لتقف مكانها بحيرة تلوك شفتيها قلقا حتى تغلب فضولها اخيرا عليها حين عاود الطرق مرة اخرى ولكن هذه المرة باصرار لتحسم امرها وتفتح الباب فورا 


فتتسع عيونها ذهولا وصدمة وتتراقص امارات الخوف والقلق فوق ملامحها حين رأت امامها اخر شخصا تتوقع حضوره اليها فى تلك الساعة وهو يقف مستندا فوق اطار الباب بارتخاء وراحة تتراقص ابتسامة ساخرة فوق شفته القاسية ليزحف الشحوب الى وجهها تزيده البرودة المنبعثة من عينيه لها جاعلة دمائها تتسرى فى عروقها كالسقيع تشعر وكأنه زحف الموت اليها ببطء شديد

***********

لاتدرى كيف مر عليها اليوم فبعد خروجه العاصف من الغرفة ظلت مكانها فوق الفراش تطالع السقف بعيون شاردة متألمة لا تعلم كيف لها ان تتصرف ا

اتذهب الى منزل ذويها كما نوت منذ البداية وتتجاهل شعورها بالخوف من راغب وما يستطيع فعله بها خاصة بعد خروجها عن حماية جلال لها

ام تظل هنا تشهد بعينيها كرامتها المهدرة ونظرة الانتصار فى اعين الجميع لها بعد ان يعلم الجميع ماحدث معها وكيف تم استغلال سذاجتها


لتظل على حيرتها حتى بعد حضور حبيبة اليها ومحاولتها الاستفهام منها عما حدث وكيف اصبحت ابن خالها هى الزوجة المنتظرة لجلال لكن استقبلت ليله جميع اسئلتها وحيرتها بالصمت والسكون التام لا تجيبها بحرف واحد تجلس شاردة باهتة الملامح حتى استسلمت حبيبة تزفر بحيرة وهى تغادر الغرفة تاركة ليله مكانها كتمثال قد من حجر بعد فشل جميع محاولات حبيبة المتكررة لاخراجها عن صمتها هذا 


حتى تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وهى مازالت على جالسة بحالتها هذه بعد ابدلت ملابس النوم اعلانا منها باستلامها ومكوثها هنا حتى اشعار اخر تتأكلها الافكار حتى شعرت بثقل عيونها وزحف النوم اليها وقد حاولت مقاومته كثير لكنه تغلب عليها اخير متكاتفا معه ارهاقها واجهادها طوال اليوم ليسقط جسدها المرهق فوق الاريكة تغيب عن العالم تماما 


فلا تشعر بشيئ عن دخوله الهادىء الى الغرفة ولا وقوفه بصمت عدة لحظات يتطلع اليها بنظرات لا تقرء للحظات طوال حتى تقدم منها ينحنى على عقبيه امامها متأملا وجهها عن قرب يلاحظ علامات الاجهاد فوقه وشحوبه الشديد ليهاجمه شعور من عدم لرضا عن رؤيته لحالتها هذه يزعجه بقوة زافرا بحدة لعله يمحو شعوره ذاك قبل ان ينحنى عليها يرفع جسدها بين ذراعيه برقة متجها بها ناحية الفراش بخطوات هادئة خوفا من استيقاظها


لكنها ظلت مغلفة داخل شرنقة النوم لا تشعر شيئ مما يجرى حتى بعد ان وضعها فى فراشهم بحنان ثم يغيب عنها للحظات يعود بعدها الى الفراش ببنطال نومه وصدره عارى يستلقى بجوارها بهدوء يتتطلع الى ملامحها وانامله تتلاعب بخصلات شعرها تبعدها عن وجهها قبل ان يجذب جسدها اليه بهدوء يقربها منه لتسرع هى دون تردد كانها تعلم مكانها اين تتوسد براسها صدره الصلب وهى تضم جسدها اليه متنهدة براحة واستماع جعلته رغما عنه يبتسم ابتسامة صغيرة وهو يزيد من ضمها اليه هو الاخر يغمض عينيه بارهاق مستسلما لسلطان النوم سريعا


تمطلت براحة وهى تحرك راسها متنهدة بنعومة تمرر يدها بإستمتاع فوق وسادتها سرعان ما تحول لرعب حين شعرت بصلابة تلك الوسادة وتقسيماتها تحت اناملها التى من المستحيل ان تصير بها فتفتح عينها سريعا تتسع بصدمة حين وقعت نظراتها فوق عضلات معدته والتى كانت يدها تقوم بتحسسها قبل قليل شاهقة بفزع وهى تحاول التحرك مبتعدة عن جسده لطرف الفراش لكنها فشلت فشلا ذريعا حين جذبتها يده فورا من ذراعيها لتستلقى فوقه بنصفها العلوى وصوته الاجش من اثر النوم يصل اليها ساخرا

: على فين يا مراتى ياحلوة يا مؤدبة كده على الصبح.. ايه شوفتى عفريت؟! 


رفعت ليله عينيها اليه تتطلع اليها بتوتر وقلق وهى مازالت تحاول الابتعاد عنه قائلة 

: سيبنى اقوم... مش عارفة انا ايه اللى جبنى هنا انا كنتى نايمة على الكنبة


احاطها جلال بذراعه الاخر من خصرها يضمها اكثر قائلا بهدوء غير مبالى متجاهلا محاولتها الفكاك منه

: انتى....اللى جيتى الفجر وقلقتى منامى ولقيتك نمتى جنبى بالشكل اللى شوفتيه ده حتى معرفتش ابعد عنك طول الليل من تكتيفك ليا


كانت ليله تطالعه بذهول عينيها متسعة يظهر عدم تصديقها له فيهما لكن تمالكت نفسها سريعا تهمس بصوت مرتعش متوتر وقد بدء يزحف دفء جسده اليها كنار لاهبة من خلال كفيهاا المستقرين فوق صدره قائلة بتلعثم رغم محاولتها اظهار التماسك

: طيب... انا اسفة... ممكن.... بقى تسبنى اقوم


هز جلال كتفه يهمس بأبتسامة متلاعبة فوق شفتيه 

: اتفضلى...انا مش ماسك فيكى على فكرة


توترت ليلة تشعر بالخجل الشديد حين وجدت صدق حديثه فقد اختفى ذراعه من حول خصرها ليصبح فجأة خلف رأسه براحة لا تعلم متى حدث ذلك بينما وهى من تستلقى فوقه بجسدها دون اى تمسك بها من ناحيته لتنهض سريعا بأرتباك مبتعدة عنه ثم تغادر الفراش بلهفة كادت ان تسقطها ارضا تتجه بخطوات سريعة ناحية الحمام ولكن وقبل بلوغها اياه نداها صوته الناعس غير مبالى وهو يعاود النوم على جانبه 

: لما تخلصى حمامك صحينى.... علشان اقوم انا كمان استعد... يدوب الحق اسافر انا واميرة بلدهم علشان اكلم خالى فى موضوع جوازنا


وقفت مكانها كمن ضربتها صاعقة تضربها كلماته فى مقتل تسحب منها روحها بعيدا عن جسدها فكل حرف كان يخرج من شفتيه صب فى اذانها كالمعدن المنصهر يثقل جسدها فتصبح جسدا هامدا بلا روح الا من شفاها والتى اخذت تحاول التحرك بلا صوت تشعر بها ثقيلة كالباقى من جسدها حتى خرجت اخيرا منها كلمة واحدة كصرخة متألمة 

: هتتجوزها؟!


اعتدل جلال فى الفراش على ظهره مرة اخرى ينظر اليها ببطء وعينه تلتمع بشراسة قائلا بقسوة

: وليه لا..... على ما اظن ده كان بموافقتك امبارح...ولا انا غلطان


وفقت مكانها لاتدرى بأى كلمات تجيبه تتلعثم الحروف داخل جوفها دون ان يخرج منهم شيئا للنور فقد ظنت ليلة امس حين عرضت عليهم ابنه خاله ذلك الامر انه بمثابة شرط تعجيزى منهم لها حتى ترضى بما حدث وتصمت فى مقابل احتفاظها به ليأتى كلامه لها الان ليمحو ظنها هذا تماما فتتكسر الى شظايا حين عاود الاعتدال مرة اخرى على جانبه يغمض عينه وهو يكمل بصوت خشن جاف 

: يوم كتب الكتاب ارضك هترجعلك...واظن كده ابقى نفذت طلبك 


ليله بصوت خرج اخيرا من بين شفتيها تهمس برجاء منكسر رغما عنها 

: بس انا مش عاوزة الارض...انا عوزاك انت


لم يتحرك جلال ابدا كانها لم تنطق بشيئ بل ظل مكانه مغمض العينين لا يظهر عليه اى ردة فعل بانه استمع لها طفتعلم انها قد همستها لنفسها كأن كرامتها مازالت لها السلطة الاعلى على جسدها تتحكم به دون رحمة او شفقة به 

******************* 

جلست قدرية فى صحن الدار تتناول فنجان قهوتها الصباحى بمتعة وتلذذ بينما نزلت حبيبة تقترب منها حتى وقفت امامها غاضبة هاتفة بحدة 

: ارتحتى لما عملتى اللى فى دماغك مش كده ياما


قدرية وهى مازالت تستلذ بطعم قهوتها محركة شفتيها باستمتاع قائلة بعدها بهدوء 

: ايوه يا قلب امك ارتحت...ولسه هرتاح اكتر لما الجوازة تتم 


حبيبة بذهول وصدمة 

: طيب ليه؟ عملتلك ايه الغلبانة دى علشان تعملى فيها كده ما الارض ورجعتك عاوزة ايه تانى؟!


وضعت قدرية فنجان قهوتها فوق الطاولة تهتف بحدة وعصبية تتخلى عن هدوئها

: عاوزة مرات ابن تملى عينى قبل عينه هو...مرات ابن نقاوة عينى ليه...عيلة المغربى خطفت منى الحاجة اللى اى ام تتمناها... انها تختار و تنقى عروسة ابنها ليه

وقفت حبيبة تتطلع اليها بذهول تهمس

: واميرة بقى هى دى مرات الابن اللى تملى عينك وتعجبك!


تراجعت قدرية فى مقعدها تهتف بحزم واصرار 

: ايوه ياحبيبة اميرة هى اللى تملى عينى وهتبقى مرات اخوك غصب عن الكل 

صرخت قدرية بجملتها الاخيرة لتتسمر خطوات سلمى وزاهية فوق الدرج بصدمة حين وصلهم صوت قدرية الغاضب فتسرع سلمى بالنزول سريعا بعدها فورا تتبعها زاهية هى الاخرى تسأل بصوت مرتعش مصدوم

: مين دى اللى بتكلموا عنها....مين دى اللى هتبقى مرات جلال


عم الصمت ارجاء المكان لا يجيبها احد لتهتف زاهية هى الاخرى 

: هو جلال هيتجوز تانى.....مين ياقدرية قولى


لم تجيهم قدرية بل ظلت محتفظة بصمتها لتتحدث حبيبة وهى تتطلع الى والدتها بخيبة امل قائلة 

: قوليهم مين هى عروسة جلال... ولا تحبى اقول انا


هتفت سلمى وزاهية فى وقت واحدة يطالبن باجابة لتلتف لهم حبيبة ببطء قائلة 

: ااميرة....اميرة بنت خالى حسن ...هى العروسة اللى اختارتها امى لجلال


وقفت زاهية فاغرة فاها بذهول وصدمة اما سلمى فقد كان حالها كمن تلبسه الجنون تفح من بين اسنانها صارخة 

: اميرة مين اللى تبقى مرات جلال دانا اصورلكم قتيل هنا

ثم اسرعت ناحية الدرج تصعده سريعا متجاهلا كل ندات الجميع لها وقد كانت فكرة واحدة تسيطر عليها التخلص من تلك الدخيلة مهما كان الثمن 

****************

وقفت مكانها تراقبه للحظات اخذت فيها تستجمع شجاعتها حتى استطاعت اخيرا النطق قائلة بصوت خرج منها مرتجفا

: بس انا مش موافقة انك تتجوز عليا يا جلال


ظلت واقفة تفرك كفيها بتوتر فى اتنظار اجابته على ما قلته له فتأتيها الاجابة فى صورة اهتزاز جسده الشديد لتعقد حاجبيها بقلق وتوتر للحظة راقبته فيها قبل ان تصدح ضحكته الرجولية الساخرة داخل الغرفة ينهض سريعا على قدميه متجها ناحيتها

ليزاد توترها حين توقفت ضحكته ينحنى نحوهافجأة بوجهه و عينيه الشرسة يسألها بصوت حاد رغم سخريته

: بتقولى ايه يا روح جلال....سمعينى كده تانى


حاولت ليله ترطيب شفتها قبل ان تعاود التحدث مرة اخرى بقلب يرتجف خوفا وهى تكرر كلماتها السابقة

تتوقع اجابة ساخرة اخرى منه لكنها شهقت فزعة حين احاطها بذراعه من خصرها يجذبها بعنف الى صدره منحنيا عليها حتى امتزحت انفاسهم يهمس لها وعينيه تتطلع الى شفتيها 

: ليه مش عاوزة ارضك ترجعلك..؟!


هزت رأسها كالمغيبة له بالنفى ليزداد هو اقترابا من شفتيها تظهر نوايا فى بريق الشغف بها فى عينه فتغمض عينيها دون ارداة منها شوقا ولهفة له ولتلك اللحظة لكن طال انتظارها لها حتى شعرت بابتعاد انفاسه عنها وانسحابه بعيد لتفتح عينيها ببطء تتطلع اليه بارتباك وهى تراه يقف بوجه جامد وعينه تختفى منها نظرتها الشغوف تماما تحل مكانها برودة بعثت الرجفة فى اوصالها قائلا بقسوة ساخرا 

: بس انا بقى لازم ارجعهالك.....والا تفضحينى فى البلد وتقولى... انجدونى يا خلق جلال سرقنى واخد منى ارضى مش كده ولا ايه يا ليله...


شحبت ترتجف بشدة ترتفع الغصة فى حلقها وهى تسمعه يلقى بكلماتها السابقة له فى وجهها مرة اخرى فلا تستطيع الدفاع عن نفسها وانكار تلك الكلمات فيسود الصمت بينهم يتطلع كل منهم الى الاخر للحظات طوال حتى تعالت صوت صرخات عاليه واصوات متداخلة ليهرع جلال الى الخارج فورا 

****************** 

وصل جلال الى مكان الاتية منه تلك الاصوات ولم سوى غرفة اميرة وتتبعه ليله والتى وقفت امام بابها تتطلع الى ذلك المشهد المتمثل امامها بذهول شديد وهى ترى تجمع نساء العائلة حول الفراش ويحاولون جذب سلمى الجاثمة فوق اميرة وهى تكيل لها الضربات من كل حدب وصوب ثم تكللها بجذبها لخصلات شعرها حتى كادت ان تقتلعها واميرة بلا حول ولا قوة بين يديها تتعالى صرخاتها العنيفة المتألمة حتى اندفع جلال اخيرا بينهم ويقوم هو برفع سلمى عن اميرة بقوة قاومتها سلمى وهى تحاول التملص من بين ذراعيه المقيدة لها تصرخ بعضب وثورة عارمة

: سبونى...لازم اطلع روحها الحرباية دى كمان....ايه خلاص الرجالة خلصت من الدنيا ومبقاش غير جلال


اعقبت كلماتها تحاول التملص مرة اخرى مندفعة اتجاه اميرة التى صرخت برعب تسنجد بجلال

: الحقى يا جلال...المجنونة دى هتموتى..الحقنى


سكنت حركة سلمى تماما تلتفت الى جلال ببطء وعينيها مازالت تتراقص بجنون ولكن ارتجاف شفتيها الباكى ناقضه ليرخى جلال قبضته من حولها حين راى عودتها الى رشدها يتراجع الى الخلف وهو يتطلع الى الجميع بعيون صارمة ووجهه محتقن بالغضب رغم هدوء نبراته

: والله عال يا حريم عيلة الصاوى....بقيتوا حاجة تفرح بصحيح...خناق وضرب تلاقى...مؤامرات وشغل تلات ورقات تلاقى....ولا كأن ليكم حاكم ولا كبير


حاولت سلمى التحدث برجاء وصوت مستعطف تناديه لكنه قاطع حديثها صارخا بعنف

: مش عاوز اسمع حاجة من حد...الظاهر ان انا سبت الحبل ورخيته ليكم على الاخر....لحد ما نسيته ان البيت ده ليه كبير


التفت يدير انظاره الحادة بين وجوهم الناظرة ارضا بخزى حتى توقفت فوق امه لترفع عينيها اليه للحظة اسرعت بعدها تخفض عينيها عنه خجلا ليكمل حديثه موجها اياه الى سلمى التى وقفت تبكى بشهقات عالية هاتفا بها بصرامة 

: ظبطى حالك وتنزليلى اوضة المكتب علشان عاوزك فى كلمتين 

ثم التفت الى زاهية هى الاخرى مشيرا لها يكمل

: وانتى كمان عوزك معاها يا مرات عمى 


اسرعت زاهية تهز راسها له بالايجاب فورا ليرتفع صوت قدرية بلهفة سائلة 

: تحب اكون معاهم انا كمان يا جلال


اجابها بحزم دون ان يلتفت لها متوجها الى الباب

: اظن انا قلت عاوز مين بالظبط غير كده محدش يدخل المكتب غير اللى طلبتهم


تعالت شهقت زاهية بصدمة وهى تتطلع بتساؤل الى قدرية الواقفة بجمود ووجه شاحب بعد كلمات جلال لها بينما يسرع هو ناحية الباب بخطوات سريعة لكنه توقف بجوار ليله المتابعة بصمت وذهول ما يحدث تلتقى عينيه بعينيها فترى بداخلهم نظرة من خيبة الامل ومعها شيئ اخر لم تستطع التعرف عليه موجهين لها قبل ان يتحرك مرة اخرى مغادرا تتبعه هى الاخرى بخطوات مثقلة حزينة

**************** 

: شوفتوا علشان الست هانم يخصمنى انا!!! ....انا امه يقولى متدخليش عليا اوضة المكتب


ارتفعت ابتسامة صفراء فوق شفتى اميرة وقد كانت تجلس على يمينها بكامل زينتها اما حبيبة فقد زفرت بضيق وعدم تصديق لكلمات والدتها الظالمة لتلتفت لها قدرية بحدة تصرخ بها 

: مش عاجبك كلامى يا ست حبيبة....ايه زعلانة اووى على حبيبة قلبك ومش همك زعل امك


هزت حبيبة راسها بقلة حيلة ناهضة من مكانها تهتف 

: انا هقوم من هنا احسن اروح اشوف بيعملوا ايه فى المطبخ


طوحت قدرية بكفها لها بعدم اهتمام تعاود الالتفات الى غرفة المكتب تطالعها باهتمام وهو تضرب بكفيها فوق ركبتها تهتف بغل

: اه يا نارى...دى عمرها ماحصلت ان جلال يكلمهم فى حاجة ومكنش انا موجودة معاهم فيها


اميرة وهى تتطلع الى اظافرها قائلة بخبث

: معلش...ماهو دايما كل حاجة وليها اول


تجمدت حركة قدرية تلتفت الى اميرة ببطء تهتف بها بحدة وذهول

: تقصدى ايه بكلامك ده يا بنت اخويا


اميرة وهى مازالت تتطلع الى اظافرها توليها اهتمامها تهز كتفها 

: مقصدش يا عمتى....ما تخديش على كلامى.... ركزى انت مع جلال وسيبك منى 


همت قدرية بالرد عليها ولكن اتى صوت بكاء سلمى وخروجها المفاجئ من الغرفة وهى تجرى ناحية الدرج كالعاصفة تلحقها زاهية هى الاخرى لكنها توقفت حين نادتها قدرية تسألها بلهفة عما جرى فتجيب زاهية بصوت هادئ ولكنه حزين

: جلال وصبرى خلاص حددوا كتب كتاب سلمى على على ابن اخويا يوم الخميس الجاى


اتسعت عين قدرية بذهول تصرخ مستنكرة

: وزاى ده يحصل من غير حد ما يعرفنى ويدينى خبر.... من امتى حاجة زى دى بتتحصل من غير علمى؟!


:من هنا ورايح حاجات كتير هتحصل من غير علمك فى البيت ده يا حاجة قدرية 


تعال صوت جلال الحاد يهز ارجاء المكان بهذه الكلمات يبعث الرجفة فى اوصال الحاضرين وهو يتقدم خارجا من الغرفة بخطوات بطيئة واثقة تراقبه اميرة بعيون متسعة رهبة ممزوجة بالاعجاب على عكس قدرية والتى وقفت شاحبة عينين تتسع بعدم تصديق قائلة

: بقى كده يا جلال...بتقولى انا الكلام ده


لم تهتز ملامح جلال كانه لم يستمع الى شيئ موجها حديثه الى اميرة يسألها بحزم

: هجهزتى حالك...علشان هنتحرك بعد الفطار 


هبت اميرة واقفة تهتف بسعادة 

: جاهزة من بدرى....ومستعدة فى اى وقت


اومأ جلال برأسه لها ثم التفت الى زوجة عمه زاهية قائلا لها بهدوء 

: عوزك يا مرات عمى تهدى سلمى وتحاولى تعقليها وتفهميها ان اللى حصل ده لمصلحتها...وعلى انسان كويس وهيصونها


زاهية بهدوء هى الاخرى 

: حاضر يا بنى انا هتكلم معاها..وربنا يهديها...عن اذنكم هطلع اشوف عاملة ايه واتكلم معاها


تحركت بعدها صاعدها الدرج يتبعها جلال هو الاخر لتسرع قدرية فور صعوده تجذب اميرة بعنف من ذراعها تلفها اليها تفح من بين انفاسها

: رايحة فين انتى وجلال يا بت....ومعرفتنيش ليه 


تأوهت اميرة بألم مصطنع وميوعة قائلة 

: اه ايدى يا عمتى هتخلعيها فى ايدك


صرخت قدرية بحنق وعينيها تشتعل غضبا 

: انطقى يا بت انتى وبلاش دلع ماسخ والا هتلاقى ايدك على وشك تطرقع


اسرعت اميرة تجبيبها ولكن لم يخلو صوتها من الشماتة قائلة ببطء مغيظ

: هنروح عندنا يا عمتى...جلال هيطلب ايدى من ابويا النهاردة....هنروح انا وهو بس


ترنحت قدرية الى خلف كمن ضربتها صاعقة تسقط فوق مقعدها تهمس بصدمة وتلعثم..

: لوحدكم...طب....وانا..... 


هزت اميرة كتفها بعدم اكتراث وابتسامة صفراء تعلو شفتيها قائلة

: معرفش....ده بقى حاجة بينك وبين جلال اروح انا اشوف حبيبة فى المطبخ بتعمل ايه..... وماهو لازم اخد على البيت واللى فيه ولا ايه يا عمتى


تحركت مغادرة دون ان تنتظر رد لقدرية والتى جلست تتطلع امامها بذهول تهمس لنفسها بحرقة

: هو ايه اللى بيحصل ياقدرية... ايه اللى بيحصل شكلت حسبتيها غلط وانتى اللى هتشيلى الليلة على دماغك ولا ايه

*****************

فتح الباب بهدوء ليقف هو مستندا فوق اطاره عاقدا ذراعيه فوق صدره يراقبها وهى تجلس فوق الفراش تضم الوسادة الى احضانها بتوتر شاردة تماما فى افكارها ليظل يراقبها قبل ان يسألها بهدوء متقدما الى الداخل

: قاعدة عندك هنا لحد دلوقت ليه؟


نهضت ليله تلقى بالوسادة فوق الفراش فورا تنظر اليه بحيرة وحذر وهى تتابع تقدمه نحوها بخطواته الواثقة وملامح وجهه الصارمة اصابتها بالتوتر حتى وقف امامها تماما يكمل ببطء 

: قاعدة هنا مستنية مين يعمل الفطار لجوزك حبيبك؟...اميرة مثلا!


اشتعلت عينيها غيرة فور ذكره لتلك الافعى امامها تزداد نيرانها غضبا حين رأت تلك الابتسامة العابثة ترتفع الى زاوية فمه تدرك ان شعر بما يثور داخلها من مشاعر تهتف بحنق وغيرة عمياء

: متجبش سيرتها وانت بتتكلم معايا يا جلال الا والله هنزل اجيبها من شعرها الصفرا ام....


صمتت تحدق بذهول به حين وضع سبابته فوق شفتيها يصمت الباقى من حديثها قائلة بهدوء مستفز

: لااااا عيب يا ليله....فى ست مؤدبة تتكلم ادام جوزها كده وتشتم بالشكل ده... مش انتى مؤدبة برضه يا روح جلال؟!


تساءل فى اخر حديثه بسخرية مبطنة اشعلتها اكثر واكثر تبتعد عن مرمى يده تصرخ بغضب وعدائية شديدة

: لا مش مؤدبة يا جلال وهسمعك الشتيمة اللى هى تستحقها بحق...دى واحدة خطافة رجا....


شهقت عاليا بقوة حين جذبها من خضرها اليه بقوة ترتطم بصلابة جسده بقوة فتضع يدها فوق صدره كحائل بينهم فى محاولة عابثة لايقاف تلك الحرارة المنبعثة منه اليها والتى اصابتها بالرجفة نتيجة هذا القرب تتراجع براسها الى الخلف تتطلع اليه بوجل حين انحنى عليها واضعا كفه خلف عنقها يوقف تراجعها عنه يجذبها مرة اخرى ناحيته تلفح انفاسه وجنتيها حين تمتم بتهديد خشن 

: الظاهر مبقاش فيه حل اسكت بيه لسانك ده غير حاجة واحدة بس


ارتجف جسدها بكل عصب به ترقبا وشوقا لتهديده هذا تتراقص عينيها امام عينيه لهفة لم يستطع هو مقاومتها كثيرا ترتفع دقات قلبه بخفقات متسارعة استجابة لها لينقض على شفتيها يلتمهما بشوق ووله

جعلها تتأوه بنعومة بين شفتيه تزداد رجفةجسدها شوقا لقربه منها هامسة بأسمها كالمغيبة حين انحدرت شفتيه بقبلات متلهفة على بشرة عنقها قبل ان تستقر فوق شريانها الخافق بجنون بقبله بشغف يرتجف جسده هو الاخر من شدة رغبته بها وهو يزيد من ضمها اليها حتى كادت ان تختفى بين اضلعه يهمس بأسمها من بين قبله واخرى كانه ترنيمة عذبة يعشق ترديدها 


ليظلا هكذا كالمغيبن عن العالم داخل لحظتهم المجنونة تلك غافلين تمام عن باب الغرفة المفتوح ووقوف تلك العقربة التى وقفت تراقب ما يحدث بعيون حاقدة مغلولة قبل ان يصدح صوتها كصوت غراب متألم 

: جلال....


شهقت ليله تبتعد فورا عن جلال بوجنتيها المشتعلة احمرار من اثر ماحدث بينهم وشعرها مشعث اهوج تلتفت الى اميرة الوافقة تلوك شفتيها بغيظ ثم تلتفت الى جلال ليدهشها وقوفه الثابت وبرودة ملامحه برغم عينيه مازالت تشتعل ببقايا عاطفتهم الا انه اجاب بصوت هادى رتيب اجش

: افندم يا اميرة...

اميرة وعينيها مسلطة فوق ليله تمررها من اعلاها الى اسلفها تعى عينيها جيدا حالتها المضطربة ومظهرها المشعث لتقول بغيظ مكبوت

: انا كنت جاية اقولك ان الفطار جاهز والعيلة كلها تحت مستنايك


جلال بهدوء وحزم

: طب انزلى انتى وانا وليله هنحصلك 


ضغط اميرة فوق اسنانها بقوة ترمى ليله بنظرة غيرة وحسد كالسهم ثم تغادر بخطوات حانقة متيبسة ليلتفت جلال بعدها الى ليله بأسف ساخر

: الظاهر ان حظى معاكى وهو كمان متغيريش زاى حاجات تانية كتير


وقفت مذهولة من كلماته لا تدرى ابتسم لمزحته والتى اعتاد قولها لها فى السابق ام تبكى على ما اتبعها من كلمات تدرك جيدا مقصده منها لكنها لم تفعل اى من ذلك بل وقفت صامتة وهى تراه يتركها مغادرا ناحية الباب قبل ان يتوقف مرة ثانية يلتفت اليها يكمل بابتسامة ساخرة 

: كان نفسى اقولك انى شبعت وده كان احلى فطار...بس يا خسارة ده كلام كان يقولوه جلال الحرامى لزوم النصب على ليله المسكينة....علشان كده مبقاش ليه لزوم ما بينا...... سلام يا..... مراتى 


غادرا صافقا الباب خلفه بعنف ارتجت له الغرفة حتى جسدها هب هو الاخر فزعا تشهق بصدمة لكن ليس من عنفه مغادرته ولكن ومن وقع كلماته والتى نزلت فوقها كدلو من الماء المثلج فى اقسى ليالى الشتاء بردا


********************


#وجع_الهوى الفصل السابع عشر


:عليكى وعلى رخمتك وعلى اليوم الاسود اللى شوفتك فيه...اللهى يا بعيدة ماتلحقى ترجعى هنا تانى و...


اخذت تتمتم بتلك الكلمات المتلاحقة بحنق وغيظ هى تشرع فى عمل القهوة لتقترب منها نجية تسألها بقلق

:بتقولى حاجة ست ليلة؟! تحبى اعمل انا القهوة؟


زمجرت ليلة تلتفت لها بوجه مشتعل غيظا تتمتم من بين اسنانها

: لااا...مينفعش اصل القهوة من يد ليله عليها سكر وعسل وحد غيرها لا....اااه يا نااارى


نطقت كلمتها الاخيرة بصوت عالى بطريقة جعلت نجية رغما عنها تطلق ضحكة اسرعت فى مدارتها حين التفتت ليله اليها تمسك بالقدح بين يدها مشيرة اليها به بتحذير وحدة 

:  نجية بقولك ايه مش نقصاكى على الصبح اجرى روحى شوفى لو حد عوزك فى حاجة وسبينى فى حالى


اومأت نجية لها سريعا وهى مازالت تبتسم بمرح تخرج سريعا لتتوقف خطواتها امام الباب تتطلع بدهشة الى جلال المستند براحة على الحائط يشير لها بالصمت والمغادرة بطرف عينه حين فتحت فمها ترحيبا به فتكمل طريقة تدعه مكانه يتابع بنظراته ليله والتى مازالت تتمتم بكلماتها غافلة عنه تماما تكمل بغيظ

: البت لازقة فيه لازقة دانا اللى مراته مش بعمل كده ولا والبيه بكل برود يقولى قومى اعمليلى قهوة يا روحى....ياخى طلعت روحها وخلصتنا من رخمتها بنت ال.....دى


: لاااا لاااا طب ده ينفع.....مش قولنا نخلينا مؤدبين وبلاش غلط يا روح جلال


اتسعت عينيها ذهولا وحرجا حين سمعت صوته الساخر أقتراب خطواته منها لكن سرعان ما انطلق صفير غيظها من بين اسنانها حين قال كلمته الاخيرة لتلتفت اليه وهو مازالت تحمل القدح الفارغ بين يدها  تبتسم ابتسامة مغتصبة صفراء 

: مين قالك انى مؤدبة....اللى قالك عنى كده غلطان...وبعدين اطلع عند عروستك الحلوة المؤدبة لحد ما اخلص القهوة 


هز جلال كتفه بعدم اكتراث قائلا 

: طيب زاى ما تشوفى عموما انا هكون مستنى مع اميرة فى الصالون...بس اوعى تتأخرى بالقهوة عليا 


التفت يعطى لها ظهره لتضغط شفتيها بغيظ تهمس من بينهم حنقا وهى ترفع القدح تنوى رميه فى اتجاهه بعد مغادرته لكن تسمرت يدها فى الهوا حين التفت اليها بغته وعينيه تتطلع الى القدح فى يدها بنظرات منتصرة فرحة قائلا

: مش عيب يا ليله...انتى ماتعلمتيش من اخر مرة


اسرعت بأنزال القدح تخفيه خلف ظهرها قائلة باضطراب وتلعثم

: مكنتش هرميه عليك على فكرة.... كنت هرميه بعد ما تخرج


اومأ براسه لها يتقدم منها بخطوات راقبتها بعيون خائفة متحفزة لاقل حركة منه هو يقول بهدوء مستفز

:  لاا عندك حق تفرق كتير طبعا


صرخت بزعر حين هجم عليها على حين غرة فور انتهاء حديثه لكنها استطاعت الفرار من قبضته تهرول بأتجاه الباب لكنها تسمرت مكانها حين التف ذراعه حول خصرها يجذبها اليه ليلتصق ظهرها بصدره تشعر بكل عضلة به تلامسها فترسل الحرارة فى عروقها تغمض عينيها وهى تحدثه بصوت ضعيف اسف تحاول التقاط انفاسها المتسارعة ما بين كل كلمة واخرى

: انا اسفة يا جلال مش هعمل كده تانى.... بس علشان خاطرى سيبنى 


همم بالرفض تشعر به ينحنى عليها يستند بذقنه فوق كتفها وهو يزيد من ضمها اكثر اليه لتنسى كل شيئ عن خوفها واضطرابها وهى تسمعه يهمس لها بخشونة

:  مين قالك انى مش عاوزك تعملى كده تانى... ده احلى حاجة عندى وانا بفكر فى كل مرة بتعمليها هعاقبك ازاى بعدها   


ارتجفت بين ذراعيه من اثر كلماته لكنه لم يكن ارتجافا من الخوف بل ترقبا وشوقا لذاك العقاب لذا لم تقاومه حين ادارها بين ذراعيه وقد تشتت افكارها تماما حين رأت نظراته الخطرة والتى اصبحت تعشقها هى وانفاسه اللاهثة الملامسة لبشرتها وهو يقترب منها ببطء فيملأها غرور الانثى وهى تعلم انها المسئولة عنها ترى مدى رغبته وشغفه بها فى كل حركة منه نحوها يقربها من صدره وقبل ان يمهلها الفرصة لالتقاط انفاسها كانت شفتيه تسرق ما تبقى منها حين همس فوقهم ببطء

: بس مش وقته خالص لان العقاب اللى فى دماغى ليكى مينفعش هنا خالص... و بعدين انا عارف اللى فيها.. هتلاقى دلوقت البيت كله افتكر المطبخ ووافقين على دماغنا حالا 


ارتفعت غصة الاحباط فى عنقها حين ابتعد عنها يعدل من وضع ملابسه قائلا 

:  وبعدين علشان كمان متاخرش على اميرة والناس اللى مستنينا.... 


ليلتفت تحت انظارها الحانقة يزيد من اشتعالها حين ابتسم يشير لها بيده قائلا كانها طفلة صغيرة حمقاء وهو يتحرك مغادر 

: يلا سلام... عاوزك تبقى عاقلة كده ومؤدبة لحد ما ارجع مش عاوز حد يشتكى منك ابدا


انهى كلماته امام الباب يلقى لها بقبلة فى الهواء ثم يختفى خلف الباب مغادرا لتجز فوق اسنانها غيظا وهى تبحث عن شيئ تلقيه به

               *************** 


= يا جبروتك يا شيخه 

دوت كلمات سلمي الساخره في ارجاء المطبخ لتكمل وهي تدلف الي الداخل متقدمة ناحيه ليله الموليه ظهرها لها تولي اهتمامها للطعام فوق المقود

=جوزك خارج مع واحده غيرك علشان يطلبها من اهلها وحضرتك واقفه هنا تحضري ليهم الغدا 


توترت نجية تدير عينيها بين ليله وسلمي بارتباك حين اجابت ليله بهدوء دون ان تلتف اليها

=ابعدي عني الساعه دي يا سلمي واديكي قولتي بنفسك جوزي انا ياريت بقي تخليكي في حالك. 


صرخت سلمي لاتهتم لخروج نجية السريع من المطبخ لتتقدم اكثر من ليله قائله بحده 

=ايه البرود اللي انتي فيه ده يا بني ادمه انتي ده انا لو مكانك كنت....................... 


التفتت اليها ليله بحده تهتف بها 

=كنت عملتي ايه يا سلمي؟... كنت رمتيها هي كمان من فوق السلم زى ما عملتى معايا 


شحبت سلمي تندفع الي الخلف بقوه وهى تنظر الي ليله بصدمه حين هزت ليله لها رأسها قائله 

=ايوه يا سلمي انا فاكره كل حاجه 


سلمي بصوت متحشرج خائف 

=طيب ومقولتيش لجلال ليه؟! 


اتسعت عين سلمي بذعر حين لم تجيبها ليله بل التفت اليها  بهدوء وقد سحبت السكين من مكانها ب توجه نصلها امام وجه سلمي وقد كان قاب قوسين او ادنى منه يتحول وجهها للنقيض تماما وقد التمعت عيونها الي الحده سكن الغضب ملامحها وهى تضغط فوق حروفها قائله ببطء شديد

= علشان انا دلوقت نفسي اعمل اللي انتي عملتيه... فيكي وفيها... فبقولك تاني تبعدي عن وشي الساعه دي يا سلمي احسنلك. 


فتحت سلمي فمها تحاول الحديث عده مرات في محاوله لاظهار ثباتها امام ما تراه لاول مره من ليله جديده تقف امامها الان لكن فشلت تماما حين اقترب منها نصل السكين ومعه وجه ليله تفح من بين اسنانها 

=عاوزاكي تفهمي ان جلال مش ليكي ولا لغيرك جلال ده جوزي انا... براضكم او غصب عنكم... فهمتي ولا تحبي افهمك بطريقتك. 


نظرت سلمي لنصل السكين الملتمع بارتجاف ثم الي ليله لترتعب من نظراتها اكثر من نصل السكين الموجه اليها لتلفت فورا فاره من امامها بخطوات مرتعشه متعثره ناحيه الباب لترتطم بحبيبه ونجية بقوه لكنها لم تعيرهم اي اهتماما تلوذ بالفرار لتكمل طريقها خارج المطبخ سريعا لتدلف حبيبه الي الداخل تنظر الي ليله والي السكين الذي بين يدها بتفهم قبل ان تبتسم قائله 

=انا كنت جايه انقذك منها لما نجية قالت انها عندك بس الظاهر انك خلاص مبقاش يتخاف عليكي هنا          

                  *************

جلست اميرة داخل سيارة حلال المتجهة بهم الى منزله تتأفف من الصمت السائد وعدم اهتمامه الواضح بها يولى الطريق امامه اهتمامه الخالص كانها الفراغ بجواره لتوجه بالحديث اليه بعد حين بتردد

: هنقولهم كنا فين....وهقول ايه لعمتى وهى اكيد هتكلم ابويا تفهم منه


جلال ببرود وعينيه مازالت على الطريق امامه 

:  هتقولى اللى حصل...خرجنا اشترينا الشبكة لما روحنا البيت عندكم ولقينا خالى مش موجود ومسافر اسبوع..وانا كلمت خالى وعرفته هيقول ايه لامى لو سالته


لوت اميرة شفتيها بضيق تهمس

: شبكة؟! شبكة ايه دى يا حسرة اللى على  الساكت...هتضحك على مين بكلامك ده


اجابها جلال بصرامة وحدة

: متبرطميش بالكلام..وبعدين واحدة زيك المفروض، ميهمهاش غير دهب الشبكة وبس


الفتت اميرة اليه تهتف بعتاب غاضب 

: وليه بقى كده يا جلال...انت نسيت انى بنت خالك...وبعدين يعنى مشبهش الست لي.....


قطعت  الباقى  من حروفها حين التف لها وبعينه نظرة ارجفتها وهى تراه كمن تلبسه الشيطان يهتف بها بوحشية وعنف

: اخرسى خالص...اسمها ميجيش على لسانك ومتنسيش نفسك...وان كان على موضوع بنت خالى ده...فانا نسيته ومن وقت ما دخلتى نفسك فى لعبة وسخة علشان طماعة...فبلاش النغمة دى معايا


رسمت اميرة دموع التماسيح داخل عينيها تنظر اليه بحزن لكنه لم يتأثر به بل عاد باهتمامه للطريق مرة اخرى لتنكس راسها الى اسفلا متظاهرة بالخزى والخجل المصطنع لكن كانت عينيها كانت تنطق بكل حقد وغل العالم موجها لاسم واحد فقط نهرها هو منذ قليل عن النطق به لكن سرعان ما رفعته حين سمعت صوت جلال يسأل بحدة وتوتر وهو ينظر الى المرآة الجانبية

: بيعمل ايه الغبى ده؟! دى سواقة بها.....


نظرت اميرة هى الاخرى بقلق لتلك السيارة والتى اخذت تترنح فوق الطريق يمينا ويسارا حتى اصبحت بمحاذاتهم لتصطدم بهم من الجانب بقوة حتى كادت ان تخرجهم عن الطريق لولا استطاعت جلال السيطرة على السيارة فيوقفها بجانب الطريق وعينه تضيق بحدة وهى تتابع توقف السيارة الاخرى

امامهم مباشرا لتمتد يده الى داخل سترته يسحب سلاحه الخاص قائلا لها بصوت حاد صارم

خليكى مكانك متتخركيش منه ابدا مهما حصل 


اومات اميرة له بالايجاب وقد سيطر الرعب على ملامحها وهى ترى جلال ينظر ناحية الاخرى بنظرات ثابتة هادئة يتابع خروج رجلين منها يتقدم احدهم صوبهم اما الاخرى فوق بجوار السيارة وكل منهم يوجه سلاحه اليهم حتى وصل الرجل اليهم يميل فوق نافذة جلال قائلا بصوت متحشرج وانفاس كريهة

:براحة كده ومن غير حركة كتير...العربية دى تلزمنا 


ابتسم جلال له قائلا بهدوء ساخر

: لا يا راجل حركة ايه وبتاع ايه....العربية اهى متغلاش عليكم...بس تسبنا ننزل منها وحلال عليكم


ابتسم الرجل هو الاخرى ابتسامة ثقة مبتعدا عن الباب وهو ينظر الى زميله الاخر يومأ له وقد كانت الفرصة التى انتظرها جلال ليخرج سلاحه فورا  لتتعالى صرخات اميرة المرتعبة مع دوى اطلاق الرصاص وينتهى كل شيئ فى لمح البصر

           *****************

ظلت تجوب ارض البهو ذهابا وايابا بقلق وتوتر تنظر الى ساعة الحائط وهى تزفر بحدة تتسأل بقلق تجاوز غيرتها عن مكانه حتى الان وان يكون قد ذهب هو وتلك الحرباء حتى هذا الوقت ولم لايرد على اتصالتهم


زفرت مرة اخرى بقلق هذه المرة ليتعالى صوت قدرية تهتف بها بحدة

: اقعدى بقى يابت انتى فى مكان.....مش نقصاكى انت كمان


التفتت لها ليله قائلة بحدة 

: قلقانة يا حاجة قلقانة على جوزى ولا بلاش اقلق؟


احتقن وجه قدرية غيظا حين سمعت منها كلمة زوجى بتلك الطريقة تهم بالرد عليها بحدة لكن قاطعتها زاهية قائلة بخبث

:والله ليكى حق تقلقى جوزك برضه وخايفة عليه


لوت سلمى شفتيها هى الاخرى حنقا تنهض عن مقعدها مستأذنة بحدة ثم ترتقى الدرج كمن لدغتها حية هى تبرطم بكلمات غير مفهومة جعلت ليله عينيها تتسع ذهولا وقد سمعت اسمها يتردد من بين كلماتها  لتسرع حبيبة بعد اختفائها تتحدث قائلة بصوت حاولت تهدئة الاجواء به 

: متقلقيش يا ليله ان شاء الله خير...عمى هو وفواز بيحاولوا يوصلوا لحاجة


وقفت قدرية من مكانها تصرخ غاضبة 

:  فى ايه منك ليها... هو جلال ده عيل صغير اياك وعاملين الهيصة دى كلها علشان اتأخر شوية


زفرت ليله تغمض عينيها فى محاولة للصبر بينما قالت حبيبة بقلق 

:  ياما ماالوقت اتاخر فعلا.. وبعدين مش بيرد على حد فينا يبقى لينا حق نقلق ولا لا


توترت قدرية تعلم جيدا ان ما قالته صحيح يتأكلها القلق والخوف عليه ولكنها اظهرت التماسك قائلة بحدة تتمتزج معها السخرية تقتل بها قلقها هذا

:  عادى تلاقيه مشغول هنا ولا هنا... انتوا ناسين انه عريس واكيد وراه مليون حاجة يجهزلها مع عروسته


توقفت ليله عن الحركة تلتفت لها ببطء عينيها تطلق نظرات كالرصاص ناحية قدرية والتى وقفت تبادلها النظرات بتحدى وقد ساد الصمت التام ارجاء المكان

حتى تعالى صوت صبرى يهتف بفرحة

:  جلال وصل يام جلال وبخير الحمد لله


التفتوا اليه سريعا متناسين ماحدث منذ قليل تسأله ليله بلهفة

:  بخير ياعمى؟ يعنى هو بخير؟ 


ابتسم لها صبرى قائلا له بحنان

ايوه يا بنتى بخير... موضوع كده حصل معاه وعطله والحمد لله عدت على خير... وهو جاى ورايا اهو


بالفعل دلف جلال الى الداخل لتبتسم ليله بفرحة وسعادة سرعان ما اختفت حين وجدت تلك الحية محمولة بين ذراعيه متعلقة بعنقه وهى تلقى برأسها فوق صدره تتسمر مكانها بوجهه شاحب لتزيحها قدرية عن طريقها تدفعها بعنف فى كتفها تسرع ناحيتهم وهى تقول بخوف وقلق

:  خير يا بنى مالها اميرة حصل ايه ليها


لم يجيبها جلال يتقدم بحمله الى الداخل وعينيه ثابتة فوق ليله تلتمع بمشاعر لامست قلبها فورا جعلتها تنسى كل ما يحيط بهم من اشخاص تنسى غيرتها التى كانت تنهشها وهى ترى غيرها تتمتع بحماية ذراعيه لكنها قامت بفصم نظراتهم تخفض عينيها عنه حين هتفت زاهية تسأله

: مالها يا بنى حصل ايه طمننا


جاءت الاجابة من صبرى قائلا بهدوء

:  مفيش حاجة اطمنوا عدت على خير دول شوية عيال طلعوا عليهم عوزين يسرقوا العربية بس جلال عرف يتعامل معاهم


شهقت ليله رعبا وعينيها تجول فوقه بلهفة وهى تراه

يضع اميرة فوق الاريكة فتقدمت ناحيته دون وعى ترغب بان تمرر يدها عليه حتى تطمئن روحها المتلهفة عليه ولكن توقفت حين سبقتها قدرية تتلفقه فى احضانها تصرخ بجزع وهى تحاول الاطمئنان عليه لكنه وقف بثبات عينيه تنظر الى البعيد بوجه حاد يتركها تحتضنه للحظات قبل ان يبتعد عنها قائلا بجمود 

: انا طالع ارتاح ومش عاوز اى ازعاج لحد مانا انزل لوحدى


قدرية بلهفة ورجاء 

: مش هتتعشا انت متغدتش... كل لقمة واطلع ارتاح بعدها

هز جلال راسه يمرر اصابعه فى شعره قائلا بارهاق ظهر على محياه

: مش عاوز... اهتموا بس اميرة لانها شافت يوم صعب النهاردة وانا هطلع ارتاح فوق


لم يمهل احد فرصة لاعتراض صاعدا الدرج سريعا تتابعه الاعين حتى ليله وقفت تتابعه بتردد لم يستمر طويلا تحزم امرها فورا تتبعه صاعدة خلفه فورا لا تعير صرخة قدرية المستنكرة اهتماما حين قالت

:  شوفتوا البت جرت وراه ازى.... هو مش قال مش عاوز حد معاه طلعه وراه دى ليه بقى


شهقت زاهية تلوى شفتيها استنكارا بينما قالت حبيبة بحرج 

: دى مراته ياما.... مراته وطالعه تطمن عليه


احتقن وجهقدرية بشدة تبرطم من بين اسنانها بكلمات سريعة تخللها بعض السباب ليتنحنح صبرى قائلا بسرعة موجها حديثه الى زاهية 

:  اروح انا كمان ارتاح شوية لحد ما العشا يجهز يلا زاهية تعالى معايا


حاولت زاهية الاعتراض لكن يأتى امره الصارم لها بالنهوض لتسرع فورا فى تنفيذه تغادر معه فورا لكن يتأكلها الفضول ترغب فى معرفة ماحدث من فم اميرة تعلم علم اليقين ان قدرية لن تتركها دون ان تعتصر منها المعلومات اعتصارا على عكس زوجها وبالفعل لم يخيب حدسها فور صعودها التفت قدرية الى اميرة الملقاة فوق الاريكة تهتف بها بغضب

:  قومى يا بت بلاش دلع واحكيلى حصل ايه بالظبط   


حبيبة وهى تجلس بجوار اميرة ترفعها برقة عن الاريكة 

: براحة عليها ياما دى شكلها مخضوضة خالص


ابتسمت قدرية بسخرية وهى تنظر الى اميرة المتقمصة لدورها جيدا قائلة بتهكم

:  اسكتى انتى متعرفيش حاجة دى بسبع ترواح ولا يهزها حاجة 


رفعت اميرة رأسها عن كتف حبيبة تهتف بعصبية 

: فى ايه ياعمتى يعنى...هو انا لازم اموت ادامك علشان تصدقينى 


اشارت قدرية اليها توجه حديثها الى حبيبة المندهشة 

: مش قلتلك.. دى بنت اخويا وانا اللى مربياها


ثم ضربتها فوق فخذها تهتف بها بصرامة 

:اخلصى احكى عملتوا ايه طول اليوم وايه حكاية العربية دى 


لوت اميرة شفتيها غيظا يتجعد انفها بشكل مضحك قبل ان تقص عليهم احداث يومهم حتى اتت على ذكر تلك الحادثة فتلتمع عينيها بانبهار سرعان ما تحول الى زاهية وحبيية حين اخذت تتوالى فى ذكر ما حدث

        ***************

فتحت بهدوء الباي تتوقع منه امرا لها بالمغادرة لكنها توقفت بقلق حين وجدته يستلقى على بطنه فى وسط الفراش بكامل ملابسه فتقدمت بخطوات خفيفة منه حتى توقفت بجواره تتطلع اليه باهتمام وقلق لتجده يغلق عينيه وانفاسه بطيئة هادئة فظلت مكانها تتطلع اليه بحيرة لاتدرى احقا قد ذهب فى النوم بتلك السرعة ام انه مرهقا فقط مما حدث له 

لكنها استقرت انها فى كلا الحالتين يجب ان تدعه دون ازعاج منها


فتنهدت تتحرك مغادرة لكنها توقفت مكانها تلتفت اليه بقلق حين تأوه بألم وهو يحاول الاعتدال على ظهره تسرع اليه هاتفه باسمه بجزع فتفتح عينيه سريعا مهمهما لها بالايجاب لتسأله بقلق وخوف

: جلال انت تعبان...حاسس بحاجة...ابعت اجيب لك دكتور


صمتت حين صدر من فمه صوت ينفى به جميع اسئلتها قائلا بصوت مرهق

: متقلقيش مفيش حاجة ده شوية ارهاق وعضلات رقبتى بتوجعنى شوية....لما هنام هرتاح


اسرعت اليه قائلة بلهفة وحماس

: طيب ايه رايك اعملك تدليك ليها...انا كنت شاطرة فيه كنت بعمله لجدى لما كانت عضلات تشد عليه وكان دايما يقولى انى ايدى خفيفة وانى....

تباطئت كلماتها لتختفى فى النهاية حين وجدت انها تثرثر دون فائدة وانه لم يلتفت لحديثها او يعطى له اهتماما تلوك شفتيها بأسف وهى تتحرك مغادرة ليناديها صوته الهامس لتتوقف فورا تلتفت اليه متطلعة اليه بلهفة وهو ينهض مستندا فوق مرفقيه يسألها 

:  رايحة فين مش، قلتى هتعملى تدليك ليا..... ولا رجعتى فى كلامك


اومأت له بالايجاب تبتسم له قائلة بسرعة

:  لا ابدا... ثوانى وهرجعلك حالا 


دلفت الى الحمام تبعث فى محتويات الخزانة بداخله حتى عثرت على مبتغاها عائدة اليه مرة اخرى لكن توقفت مكانها متجمدة  وعينيها تقع على صدره العارى حين وجدته وقد جلس على طرف الفراش يحاول نزع قميصه متأوها بضعف فابتلعت لعابها بصعوبة تتقدم ناحيته صاعدة للفراش بجواره فتتوقف حركته وهو يتابعها حتى ركعت خلفه على ركبتيها قائلة بهمس رقيق

:  خلينى اساعدك... كده احسن علشان متحركش رقبتك كتير وكمان علشان..... 


ضعطت شفتيها تصمت الباقى من حديثها حين وجدت نفسها تثرثر مرة اخرى فتمد يدها الى قميصه  تنزعه عنه بهدوء وبطء ساعدها هو على ذلك حتى نزعته تماما تتشرب عينيها ظهره بعضلاته القوية تضيع فى تأملاتها للحظات حتى نداها بصوت رقيق

:  ليله.. مش هتبتدى  

  

هزت رأسها بقوة تحاول اخراج نفسها من حالة التية تلك تسرع بامساك زجاجة من الزيت العطر تضع بعضا منه فوق يدها ثم تضع بارتعاش فوق عضلاته عنقه المتيبسة تفرك بنعومة جعلته يتأوه باستمتاع هامسا

: ايوه برافو عليكى يا ليله... الوجع هنا بالظبط


ركزت على عملها لفترة حاولت خلالها تجاهل تلك المشاعر التى اخذت تهاجمها بضراوة من ملامستها لجسده وشعورها بدفئه تحت اناملها  فجعلت من وجنتيها كثمرة البندورة الطازجة حتى شعرت اخيرا بارتخاء عضلات تحت لمسات يدها ليشجعها هذا لتسأله بهمس 

: جلال مش هتحكيلى ايه اللى حصل 


شعرت بهزة كتفه غير المكترثة قائلا بكلمات مقتضبة 

: زاى ما عمى قال للكل تحت...مفيش جديد اقوله


شحب وجهها تبتلع غصة تجمعت فى حلقها من اثر اجابته المقتضبة تلك عليها لتستمر فى تدليك عضلاته لبضع دقائق اخرى قبل ان تتحرك من خلفه تبغى المغادرة تنزل عن الفراش قائلة بصوت مرتعش متحشرج

:انا هنزل احضرلك العشا علشان تاكل وبعدها ترتاح 


قبضت يده فوق معصمها يجذبها ناحيته فسقطت فوق ركبتيه جالسة شاهقة تنظر اليه بصدمة فتتطلع اليها عينيه بنظرات عامضة حادة شعرت بها تنفذ الى  

داخلها ترى ما تحاول اخفائه عنه من شعورها بالضيق من رده الجاف فتخفض عينيها عنه قائلة بتلعثم وتوتر وهى تحاول النهوض 

: انا........انااا....العشا


لف خصرها بيده يثبتها مكانها وهو يدفع باصابعه فى خصلات شعرها يقرب وجهها منه قائلا بهمس 

:  مش عاوز حاجة.....  انا عاوز بس اعرف انتى بقى زعلانة ليه


خفضت عيونها عنه قائلة بصوت مرتجف 

: مش زعلانة.... انا بس كنت عاوزة اطمن عليك


لم يجيبها بل نداها باسمها بهمس رقيق جعلها ترفع عينيها اليه مرة اخرى ليحدثها وانامله تعبث بخصلات شعرها بحنان قائلا لها بنعومة

: تعرفى انى حمدت ربنا الف مرة ان اللى كانت معايا فى العربية مش انتى 


لم تدرك بانها تزم شفتيها كطفلة تمنع نفسها من البكاء وهى تراه يفضل صحبة اخرى عنها فتحاول مرة اخرى النهوض وهى تدفع عنها ذراعه الملتف حول خصرها قائلة له بسرعة وغيرة عمياء

:  يبقى خليك احمد ربنا اكتر لانى مش هكون معاك هنا كمان 


انفجر جلال بضحكة رجولية صاخبة خطفت دقات قلبها معها لكنها  دفعت فى صدره بقوة قائلة بغضب طفولى

: وكمان بتضحك عليا.... طب اوعى يا جلال خلينى اقوم 


اسرع باحكام ذراعه حولها يمسك بمؤخرة عنقها يدفعها ناحيته قائلا بمرح اضاء ملامحه

: طب بس استنى بس هفهمك....انا اقصد لو كنتى معايا استحالة كنت هفكر حتى اعمل اللى عملته


عقدت حاجبيها بحيرة تسأله 

: يعنى  ايه مش فاهمة؟ 

  

جلال وقد تغيرت طبيعة نظراته تزداد انفاسه حدة  تشعر بها تدغدغها  وهو يقترب من شفتيها ببطء هامسا فوقهم بنعومة 

:  هقولك بس بعدين.... انا دلوقت ورايا عقاب متأجل من الصبح ولازم انفذه.... وحالا


لم يملها فرصة لاى رد يلتقط شفتيها بين شفتيه بقبلة بطيئة متذوقة اتبعها باخرى واخرى  ويده تمتد لتثبت راسها حتى يتحكم فى قبلاته لها اكثر بينما يدها تزحف خلف عنقه تغرز اصابعها فى خصلات شعره تتأوه حين ضمها اكثر اليه فتتوه معه فى دوامة من المشاعر استسلما لها اخيرا تجذبهم بعيدا عن كل ما يحيط بهم فلا يبقى سواهم فقط 


         ****************

: كنت عارف يا نسيم الكلب انك غبى وهتغرقنى معاك

     

صرخ راغب بكلمات تلك لنسيم الواقف امامه بارتعاب وهو يحاول تهدئته قائلا 

:خلاص يا جلال خابت المرة دة المرة الجاية تصيب


دفع راغب يده فى خصلات شعره يجذبها بغيظ يهتف

: مش بقولك غبى وهتضيعنى....مرة جاية ازى يا بهيم واحنا كنا عوزنها تبان سرقة ونخلص منه برصاصة ونكون احنا بعيد....  بس هقول ايه رايح تجيب شوية بهايم زيك يعملوا الشغلانة وضاعوا وضيعونا معاهم


نسيم بتوتر يحاول تبرير الامر

:  الرجالة طمعت فى العربية فمحبوش يزفروها بالدم فقالوا يخلصوا عليه برها... بس ابن الجنية قبل ما يخرج حتى من بابها كان ضارب كل واحد رصاصة جابت اجله.....والبوليس ماشى فيها على انها قضية سرقة


اسرع يطمئنه يكمل بحزم

:   يعنى متخفش احنا بعيدو المرة الجاية مش هيلحق حتى يحرك طرف عنيه


ضحك راغب بصخب جعل نسيم ينظر له بقلق حتى توقف اخيرا يهتف به 

:  المرة الجاية! لا دانت واثق وانت بتقولها 


فتح نسيم فمه ليجيبه لكن نهره راغب يصرخ به بغضب وشراسة

:  انت تخرس ومتفتحش بوقك وسيبنى كده ارتبها واظبطها بترتيب جديد  خااالص  


ليعقد حاحبيه بحدة ينظر الى البعيد قائلا

:  مانا لازم اشوفلها حل... والمرة دى انا اللى هنفذ بنفسى ويا قاتل. لمقتول

                  **************

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع