القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتك كنت سندي الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم اسماء عبدالهادي

رواية ليتك كنت سندي الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم اسماء عبدالهادي 

 





رواية ليتك كنت سندي الفصل الاول والثاني والثالث والرابع بقلم اسماء عبدالهادي 

 


تركها بعد زفافها بعدة ساعات مغادراً الفندق الذى كانا ينويان المبيت فيه لقضاء شهر العسل

غادر..فاراً وكأنما هناك وحش يطارده ..الأمر الذى أثار ريبة الموظفون بالفندق وبدأت الظنون والاقاويل تُغزل فى حق رهف


نوفيلا مقتبسة من أحداث وقصة واقعية حدثت بالفعل

.....

جديد تابعونى

أسماء عبد الهادي


ليتك كنت سندي 

أسماء عبد الهادي 

------------------------------

في حي من أحياء مدينة القاهرة

وبالتحديد في بيت متوسط الحال

البارت الأول

إقترب منها مداعباً بينما كانت ترتب ملابسها في الحقائب إستعداداً لترتيبات زفافها الذي بعد يومان من الآن ،مال إلي أذنها وهمس بخفوت بهدف إثارة غضبها ،كيف لا وهو أخيها الأكبر، الدائم التشاجر معها بمزاح خفيف قد ينقلب أحياناً ويكون مزاحاً ثقيلاً ينتهى بمعركة حامية متطاحنه بالايدى ،تُحسم لصالح الأخ الاكبر بالتأكيد فتبات هي ليلتها تتوجع، تشتكي لأبيها ثِقَل يد أخيها ومزاحه الثقيل السخيف الذي لا يمل منه

 _أخيراً هتتجوزي ..لقد هرمنا من أجل هذه اللحظه.


مدت يدها لتبعده عنها وهي تنظر له بإزدراء مضيقه أعينها فى ضجر

 _يا سلام ..ليه كنت بايرة يا أستاذ إنت ولا إيه؟...ما كان على يدك كمية العرسان اللى بيتقدموا كل يوم والتانى 


ليرد هو بتزمر بعد أن جلس على طرف الفراش الخاص بها

_ما إنتي كنتى بترفضي وبتطلعي في كل واحد فيهم القطط الفطسانة... ياشيخه عقدتيني في الجواز 


لوت هي ثغرها بإدعاء الضيق

 _الله ...يعنى أوافق غصب عني مثلاً 


ليرمقها بإستياء

_لا ياأختى طلعي عين اللي خلفونا بس 


أكملت ما تفعله وهي تقول له بخيلاء

_براحتي طبعاً


ليقول من مكانه ويضربها ضربة خفيفه مازحة علي رأسها

_أه إتدلعي ياختي هنا،بكرة تأخدي على دماغك هناك 


وضعت يدها أثر ضربته قائلة بإستياء

_على أساس إني مش بأخد على دماغي هنا منك..بقولك إيه ..هويني يلا خليني أخلص اللي بعمله 


ليقول هو بجديه

_افهم من كده إنك مرتاحة للعريس ده ولا وافقتي علشان فلوسه وشهرته 


لتترك هي ما تفعله وتجلس جواره على الفراش وتقول بجديه

_لا طبعاً مش علشان أي حاجه من دول ،أنا وافقت أولاً علشان إصراركم عليا بالزواج وإنى مرفضش كده من غير ما اقعد معاه،ولما قعدت حسيته حد عادى يعنى .. كويس ....بس اللى قالقني هو أن كل حاجه تمت بسرعه وإنه مستعجل أوي..كنت حابة أعرفه أكتر يا ماجد 


ليقول ماجد بهدوء

_يابنتي ،الراجل كبر مبقاش صغير ٣١سنه وكمان جاهز من مجاميعه ومش عايزك غير بشنطة هدومك يبقي ينتظر ليه 


أُصيبت هي بالارتباك والتوتر إثر كلماته وتخضبت وجنتاها بالحُمرة فضحك على هيئتها الخَجِلة ومد كلتا يديه نحو خداها يقرص عليهما 

_رورو كبرت ياناس وبقت بتتحرج ،ربنا يتمم لك على خير يا حبيبتي


دخلت والدتهم الغرفه لتخبرها بأمر قدوم خالتها وابنتها 

_رهف حبيبتي خالتك سناء جت برا ،وملك جايالك دلوقتي تساعدك 

لكنها قبل أن تسمع رد إبنتها ،رمقت ابنها البكر بضيق

_ماجد بتعمل إيه هنا؟


همس ماجد لاخته

_جالك الموت ياتارك الصلاة ،أنا خارج قبل ما أمك تطلع زعابيبها عليَّ...وربنا يكون فى عونك مع ملك ...دي بنت خنيقه بشكل 


فأبتسمت رهف لأخيها فهو على حق ،فإبنتة خالتها معروفه فسماجتها وثقل دمها 


لتصيح به أمه.

 _إنت ياواد ،قدامي على برا يلا 


تقدم ماجد للأمام واقفاً أمام أمه

_ماشى ياجميل ،طالع معاكي أهو،مش فاهم بس ليه العصبيه دى يا سوسو 

لتضربه أمه علي صدره بخفه

_ياخويا اللي يشوفك لازق لأختك اليومين دول ،ميشوفكش وإنت منيمها كل يوم بعلقة 


ليقول ماجد بإدعاء البراءة

_جرا إيه يا سوسو ما تخليكي محضر خير،ده انا كده بعبر عن حبي لرورو

ثم نظر لاخته يسألها بنظرة تحذيرية_كده ولا إيه يا رورو


لتهز رأسها فى بلاهه

_اوومال ..ده إنت بتحبني حب ..وإيدك خفيفه بشكل 


ليرفع يده ببراءه_أهو شوفتى بنتك اللي قالت ..جبتش حاجه من عندي 


لتهز أمه رأسها بإستياء

_يووه إحنا مش هنخلص،اتفضل ..روح شوف أبوك فين وساعده يلا


طبع ماجد قبلة على جبين أمه _حاضر يا سوسو ياقمر .


في أثناء خروجه من الغرفه إصطدم بغير قصد بملك والتى تعمدت هي الاصطدام به فهي معجبة به بشدة وتريد لفت انتباهه دون مراعاة لآداب أو دين ... لكنه علي النقيض تماماً ،لا يطيقها أبداً ولا حتي يحبذ الجلوس معها بمكان واحد .

إدعت هي الحرج وقالت بصوت جعلته يبدو مرتبكاً

_أوبس ..أسفه يا ماجد ..مأخدتش بالي 


ضحك هو بسخرية فهو يعلم تمام العلم أنها تعمدت ذلك وقال بتهكم

 _اه واضح..ولا يهمك يابنت خالتى ..ابقي خدي بالك أكتر المرة الجايه


رمقته بنظرة ثابته إلى عينيه مباشرة وقالت بسهوكة

_حاضر يا ماجد..إللى تقوله هنفذه علطول 


مط شفتيه فى إستياء من طريقتها المستفزة تلك 

_ماشى ،أنا رايح اشوف الحاج عايزنى فى ايه ..سلام 


سوسن_إدخلي ياحبيبتى ،رهف جوا بتجهز شنطها ..عقبالك إنتي كمان يا روحي 


كانت ملك تتآكل من الغيرة والغيظ من رهف وذلك لأنها تمت خطبتها قبلها ليس هذا فقط وأيضاً  لأن خاطبها من الرجال المشهورين في الوسط الرياضي ،فهوإحدي لاعبين المنتخب الوطنى الزائعين الصيت ..لكنها إبتسمت إلى خالتها قائلة  بخبث

_آمين يا خالتي ،،ادعيلي علطول ..أنا داخلة لرهف حبيبتى أساعدها ،أكيد محتاسة لوحدها 

رتبت سوسن على كتف ملك

_طول عمرك طيبه وبنت حلال يا ملك يابنتي 


رمقتها ملك ببسمة خافته ثم دخلت إلي رهف تريد أن تري الملابس التي تُعِدها  بالحقائب فعي سمعت ان حسن خاطبها ،أرسل لها العديد من الملابس اليوم الأمر الذي ملأها فضول وغيرة لذا عزمت أن تأتى وترى بنفسها ما أحضره فأدعت أنها أتت لتعاون رهف على حزم حقائبها وقالت بمكر

_رهف حبيبتى عاملة إيه يا عروسه ،متعرفيش قد إيه أنا زعلانه أوى إنك خلاص هتتجوزى وتسبينى لوحدى


ردت رهف ببراءة

_ياحبيبتى ،أكيد هأجى ازوركم دايما،وأكيد إنتى كمان هتتجوزى ومش هتكونى لوحدك 


أرادت ملك أن تغير الموضوع ونظرت إلى الحقائب أمامها بلهفه لترى ما بداخلها

_إيه ده إنتى لسه مقفلتيش الشنط ،خلاص مابقاش وقت 


لتقول رهف بإرهاق

_كنت خلاص بقفلهم ،بس لقيت حسن بعت هدوم كتير اوى مش عارفه هحطهم فين 


لتقول ملك بإدعاء الاهتمام وهى تمد يدها تفتح أحد الأكياس

_طيب خلينى أساعدك 


فتحت واحداً لتجد به فستاناً يخطف الانظار فقالت لنفسها بحقد

_اه يابنت المحظوظة .. الفستان يهبل ..والله خسارة فيكى.. الفستان ميستحقش إلا ملكات الجمال زى انا ..بس نقول إيه 


لكنها كزت على اسنانها بإبتسامة سخيفه

 _رووعه يا روحى اكيد هيأكل منك حته 


ابتسمت لها رهف 

_فعلا جميل اوى


أخذت ملك تقلب الحقائب واحدا تلوا الاخر وكل حقيبه تحوى ملابس أحلى من سابقتها فتتآكل  من الغيرة ويزداد الحقد بداخلها لدى رهف 

أفرغت محتويات الحقائب على الفراش مما جعل المكان فى فوضى عارمة وبعدما انقضت رغبتها فى معرفه فحوى الاكياس وأشبعت فضولها ،إدعت إنها أُصيبت بالدوار وأستأذنت لترتاح بالخارج قليلا ومن ثَم تعود 


هزت رهف كتفها بإستغراب وشرعت هي وحدها في ترتيب حاجياتها رغم ما يعتلي صدرها من تخَّوف من تلك الزيجة التي تمت بسرعه

___

استغربت سوسن من قدوم ملك بهذه السرعة

 _إيه يا ملك ..مش قولتى هتساعدتى رهف؟


إرتمت ملك جوار امها على الاريكه تدعي التعب

_ايوه ياخالتى..كنت ناوية اعمل كده بس ..مرة واحده لقيت نفسى دايخة

قالت ذلك وهى تضع يدها فى منتصف رأسها

_أااه يا دماغي 


إنطلت الحيلة على خالتها سوسن فهبت واقفه تنوي التوجه للمطبخ

_لا ألف سلامة عليكى،هقوم أعملك حاجه تريحك 


ملك بصوت جعلته متعب

_تسلميلى ياخالتى 


لكزتها أمها فى كتفها بشك 

_ إيه يابت مالك ما انتى كنتى زى القرد من شويه ...شوفتى إيه جوا كدرك كده 


لتظهر ملك على حقيقتها أمام امها ..فكلتاهما نسخة عن بعضهما فى الدهاء والخبث

فتقول ملك بحقد دفين 

_أسكتى يا ماما ..ده جايبلها هدوم إيه ...تهبل...هدوم ولا بتاعة نجمات السينما ...خسارة فيها بنت الإيه ...جتنا نيلة على حظنا الهباب 


لتغتاظ سناء وتقول بحقد

_صحيح ...يعطى الحلق للى بلا ودان ...مش عارفه حبها على ايه ..ما انتى اهو اجمل منها مليون مرة ..ولا هو انطس فى نظره البعيد 


ردت عليها ملك بنظرة حالمه فعلقها شرد فى ماجد ابن خالتها_صحيح ياماما كان نفسى فى حد غنى ومعروف زى حسن خطيب رهف كده...بس أعمل إيه قلبى مش رايد غير ابن الفقرى اللى مش معبرى ولا واخد باله منى ده 


(ملحوظة)

جملة (يعطى الحلق للى بلا ودان) ..كلمة لا تجوز ..فانتبهوا لمثل هذه الكلمات وابتعدوا عنها 


لتسرح سناء هى الاخرى وكأنها تخطط لشىء ما

_هيعبرك يا حبيبتي وهياخد باله منك كمان ..وان ما عملش كده نخليه يعمل غصب عنه ..اصبرى إنتى بس 


لتتنهد ملك بضجر

_أدينى صابرة أهو يا ماما ..لما نشوف اخرتها


عادت سوسن بكوبين من الشاى...فوضعت ملك سريعا يدها على رأسها لتقول سوسن

_عملتلك كوباية شاى معتبرة يا ملوكة ..هتلاقى دماغك اتظبطت علطول 


أخذت ملك الكوب من خالتها قائلة بمسكنة_متحرمش منك أبداً يا خالتي


سناء بمكر فهى تخطط لشىء ما

_شوفتى يابت يا ملك خالتك بتحبك إزاى ومهانش عليها تشوفك تعبانه 


ملك وقد فهمت ما ترمى لها أمها 

_وانا كمان بموت فيها سوسو دى حبيبتي،دا انا اشيلها  من على الارض شيل ..ولو كنت قاعدة معاها هنا ..مش هخليها تعمل حاجه خالص ..انا إللى هقوم بكل حاجه ..وهى تكون مرتاحه


لتربت سوسن على ظهر ملك

_ياحبيبتى ...يخليكى ليا ..ويهدى اللى بالى وافرح بيكم يارب


لتدعى ملك الحرج

 _بس ياخالتى لاحسن بتكسف 


لتضحك سوسن وسناء عليها 

وتعلق سناء على ابنتها

_شوفتى البنت بتتكسف ازاى يا سوسن مش زى بنات اليومين دول ..كاشفين برقع الحيا.


سوسن_صحيح ..ربنا يحميها لشبابها

**********


البارت  التاني

في المساء عاد ماجد من الورشة الخاصة بوالده والذي يساعده بها في الأيام الذي يقضيها معهم بالمنزل،


ذهب إلى غرفة أخته بعد نظف يده ووجهه ،طرق الباب ومن ثم دخل إليها ،لترمقه هي بابتسامتها المحبة المرحة

_ أهلا يا كبير ،جيت إمتا؟


أشار لها إلى ملابسه والتي مازال عليها أثر العمل

_زي ما إنت شايفة لسه حالا يادوب غسلت إيدي، ها قوليلي عملتي إيه مع السمجة هانم


ضحكت رهف فهي تعرف أنه يقصد ملك ابنة خالته

_ولا حاجه زي ما جت زي ما روحت،مساعدتنيش في حاجة 


ليقول هو بسخرية

_أقطع دراعي إن مكانتش جاية علشان تشوف الحاجات اللي حسن بعتهالك


لتهتف أخته بإعجاب

_ياحلاوتك إنت يا فاهمهم، هو ده بالظبط اللي حصل 


ليقترب منها أخيها مداعباً شعرها

 _سيبك منها وقوليلي إنتي ناقصك حاجة؟


لترمقه بإمتنان

_حبيبي متحرمش منك، مش ناقصني حاجة كله تمام الحمد لله


_ربنا يسعدك ياروحي 


لتضيق هي عينيها وترمقه بعلامات إستغراب،


فيرفع هو حاجبيه

_مالك بتبصيلي كده ليه يابت إنتي


لتضحك هي بدلال على أخيها 

_أصلك فى الفترة الاخيرة دي، كويس معايا ومفيش ضرب كده ولا كده 


رفع رأسه إليها ومد ذراعيه يشمر عن أكمامه ويقول بغية إثارة خوفها


_اه قولتيلي وحشك هزاري مش كده ،طب افتكري إنك اللي طلبتي 


لبتعد هي خوفا من مزاجه الثقيل

_لا وربنا مش وحشني ولا حاجه أنا بس مستغربة مش أكتر 


ليقترب منها ماددا يده على رقبتها من الخلف،لتصيح هي

 _عااا، بابا ،ماما


ليكمم هو فمها وينظر تجاه الباب 

_اشش ،وطي صوتك يازفتة ،أمك هتيجي تطلعهم علينا دلوقتي 


لتبعد هي يده عنها

_طب أحلف إنك مش هتضربني؟ 

ليضحك هو بقوة

_يا عبيطة ،ده مش ضرب ده تقدري تسميه هزار 


لترمقه بإستياء

_ياسلام ،ده هزار أمال لو ضرب هيبقي عامل إزاي ؟


ليقول بجدية

_لا ،الضرب حاجة تانية ،وأتمنى متشوفيهوش مني في يوم من الأيام


لتزدري ريقها بخوف 

_ربنا يستر 


ليعود هو إلى مزاحه ثانية 

_مالك يا هبلة خفتي كده ليه؟, متقلقيش أمك موصياني مجيش جمبك علشان عروسة بقا وكده 


فتضحك بارتياح 

_طيب الحمد لله ،هترحم من إيدك دي أخيراً


فأردف مازحاً

_لا ياروحي متفرحيش أوي  ،يومين كده لبعد الفرح وترجع ريما لعادتها

القديمة 


لترمقه بضجر 

_على فكرة إسمها حليمة ،مش ريما 


أجابها بلا مبالاة

 _ياشيخة مش هتفرق. 

ليسمعا في هذه اللحظة صوت والدتهما تنادي عليهما لتناول العشاء ،فأنطلقا سريعا ملبيان النداء حتي لا تمطر أمها عليهما بوابل من التوبيخ 


جلسا حول المائدة ،بعدما قبلت رهف وجنتي والدها فرحة بعودته من العمل فهي لم تره منذ الصباح

_حمدا لله على سلامتك يا بابا 


ليقابلها بوجه وشوش فهي مدللته

_الله يسلمك يا عيون بابا،ها أخبارك إيه يا عروسة؟


ليتخضب وجهها بحمرة الخجل

_الحمد لله يا بابا ،ربنا يخليك ليا إنت وماما 


ليمسد هو على شعرها

_ربنا يسعدك،يابنتي 


لتزفر الأم بضيق

_مش هنتعشى بقا ولا إيه؟


لتجلس رهف مكانها جوار أخيها_حاضر ياماما 


لتقول سوسن بضجر

_وأنت كل ما نادي عليك ألاقيك في أوضة أختك 


نظر ماجد لأخته وكاد يرد ،ولكن والده سبقه قائلا

_وفيها إيه يا سوسن مش أخته، وعايز يقضي معاها وقت شوية قبل خلاص ما تتجوز 


هتف ماجد ببراءة

_قولها يابابا ،مش عارف سوسو الأيام دي روحها في مناخيرها ليه؟


لتقول رهف بإهتمام فهي أيضا تلاحظ تعكر مزاج أمها

_مالك يا ماما ،في حاجة مضايقة حضرتك!!!


ليتكلم الأب بهدوء وهو ينظر أمامه إلى الطعام

 _ماما كويسة يا حبيبتي،بس إنتي عارفة الأمهات،لما بنتهم تقرب تتجوز بتكون زعلانة علشان خلاص هتسيبها


لتهتف رهف بجدية

_ماما حبيبتي أنا مستعدة،متجوزش وأقعد معاكي 


لتصيح بها أمها

_نعم ياختي متتجوزيش؟قال تقعد معايا قال بطلي عبط يا رهف


استغربت رهف ردة فعل أمها ونظرت لماجد الذي رد بدفاع عن أخته

_ياماما مش قصدها،هيه بس مش عايزة تشوف حضرتك زعلانة مش أكتر


لتردف هي

_مين قال إني زعلانة ده أنا هطير من الفرحة ،أخيرا بنتي الحيلة هتتجوز وهشوف عدلها 


لتتنهد رهف براحة فهي ظنت أن أمها حزينة منها وقالت

_حبيبتي ياماما 


ساد الصمت لدقائق معدودة ومن ثم تكلمت سوسن

_بقول إيه يا أبو ماجد،أنا بقول يا خويا ،ننزل بكرة نجيب حاجات الصباحية 


ليهتف فهمي بعدم رضا

_صباحية إيه اللي نجيبها من دلوقتي،لسه يومين على الفرح


سوسن بتوضيح وجهة نظرها

_ انا بقول يعني علشان ،يومها هنكون ملبوخين ومش هنلحق 


تدخل ماجد في الموضوع  مؤيدا رأي والده

_يا أمي ،هنقدر نجهز كل حاجة يومها متقلقيش ،وبعدين الجو حر لو جبنا الحاجة دلوقتي ممكن تبوظ 


لتزفر الأم بضيق

_يووه ،محدش فيكم بيوافقني الرأي، فينك يا ماهر يا حبيبي،إنت اللي بتريح أمك 


ليهتف ماجد بتبرم

_ياسلام يا ست سوسو ،بقى أنا والنسمة الرهيفة اللي جنبي دي ،بنتعبك ؟؟

عند هذه اللحظة رن جرس الباب 

فيقول فهمي رافعا أحد حاجبيه

_وده مين اللي جايلنا في الوقت ده 


نهض ماجد من مكانه متوجها نحو الباب _هروح أشوف مين 


فتح الباب ومن ثم ابتسم وقال بترحاب محتضنا أخيه التوأم 

_كابتن ماهر،دي إيه المفآجأة الحلوة دي،نورت يا كبير 


ليبادله أخيه العناق

_ده نورك ياباشا ...وكاد يردف كلامه ويقول شيئا حتي وجد أمه تستقبله بلهفة _ماهر،حبيبي ،وحشتني يا ضي عيني 

ومن ثم أمطرته بوابل من القبل 

_حبيبتي ،ياماما وإنتي أكتر، عاملة إيه يا غالية 

لتقول وهي تنظر لأعينه بفرحة_أحسن كتير لما شوفتك يا نن عين أمك


ليميل ماجد إلى أخته

_شايفة المحن بتاعة أمك، دي عمرها ما عملتها لما برجع من الشغل 


لتنظر له أخته بنصف عين

_شايفة ناس غيرانة ،ده توأمك على فكرة المفروض تصفى قلبك من ناحيته


لتصرخ رهف لأن أخيها قد أمسكها من أذنها وقرط عليها بشدة 

_بقا أنا قلبي مش صافي من ناحية أخويا ،طب اتحملي بقا اللي هيجرالك


رهف بألم

_بهزر ..بهزر والله ..سيبني بقا


كان ماهر يلقي التحية على والده حتى سمع صوت أخته تصرخ فلوى فمه بامتعاض _بدأنا مش هنخلص،

نادي على أخيه بملل

_إنت يا زفت بطل بقا هزارك الماسخ ده 


ثم رمق أخته بنظرة تحذيرية أخافتها

_وأنتي بطلي تعانديه علشان مترجعيش تعيطي 


رمق ماجد أخيه بضيق فهو يعرف كم أن توامه شديد ليس بلينا من اخته الصغرى_هو  ده ترحيبك بأختك اللى فرحها كمان يومين؟


هتف بلا مبالاة وكأن الأمر غير مهم فعلاقته بأخته تشوبها الجمود والحدة وليست كمثل علاقة ماجد بها فماجد يمازحها ويلاطفها رغم يده الثقيلة معها دائما 

_عاملة إيه يا رهف 

أجابت رهف بخفوت فهي تتحدث أيضا معه بتحفظ فهي على الرغم من محاولاتها معه حتى تكون تفك جمود علاقتهما إلا أنها بائب بالفشل فشخصية ماهر على عكس توأمه تماما ،يميل للجدية والحزم ويعتبر المزاح أشياء ثانوية لا يراها سوى الأصحاب فحسب 

_الحمد لله كويسة،حمدا لله على سلامتك


أردف ماهر متسائلا_ كله تمام ولا لسه محتاجة حاجة؟ 


كان يقصد بحديثه عن ترتيباات العرس فأجابت 

_لا الحمد لله كله تمام 

تحدثت سوسن باستياء وهم يهمون  للعودة للطعام ثانية

_مش كنت قلت إنك جاي ياماهر كنت عملتك أكله حلوة يابني؟

تحدث وهو يلتهم ما أمامه من خبز فعلى ما يبدو أنه جائعا جدا 

_  ما خير ربنا موجود يا ماما الحمد لله.


رفع ماجد حاجبيه باستغراب عودته في هذا الوقت

_بس غريبة يعني كنت بتقول هتيجي يوم الفرح؟


 تنهد ماهر براحة لما حدث ممتنا لخاطب رهف الذي كان سببا بعوته باكرا

_كابتن حسن خطيب رهف، أسأذن الكوتش بتاعي علشان أنزل اليومين اللي قبل الفرح و ما صدقنا الحمد لله ،أن الكوتش وافق 


نظرت سوسن إلى ابنتها التي تُخفضت رأسها خجلا عندما يتعلق الأمر بخاطبها

_والله ابن حلال وفيه الخير 


بادل ماهر أخيه بالسؤال عن سبب وجوده بالمنزل والذي من المفترض في هذه الايام أن يكون في موقع عمله

_وأنت بتعمل إيه هنا ؟المفروض تكون سافرت من امبارح؟


أحاط ماجد أخته الصامتة ب ذراعيه قائلا بحب أخوي صادق

_أخدت أجازة من الشغل ،علشان أقضيها مع القطة دي قبل ما تتجوز 


لوى ماهر شفتيه بامتعاض فعلى ما يبدو أن سبب ماجد واهن ولا يروق له و فهو فرح بأجازته ليس ليجلس جوار أخته وإنما ليستريح من عناء التدريبات الشاقة التي يتلقونها بالنادي الرياضي، لكنه لم يعلق 


صمت الجميع برهة ،حتى تذكر ماهر شيئا فرفع بصره تجاه أخته ثانية

_أه صحيح ،حسن بيبلغك إنه هيعدي عليكي بكرة علشان تختاروا فستان الفرح 

ثم التفت لأبيه الذي يستمع لهم بهدوء فهي عادته دائما الهدوء والرزانة ولا يتدخل في الإمر إلا أذا استحق تدخله

_ده بعد إذنك يا بابا 


تحدث فهمي ناظرا لابنته

_مفيش مشكلة ،بس تروحي معاهم يا سوسن 


لتهتف سوسن بحماس جلي على عينيها

_أكيد طبعا هروح،بنتي هبلة ومش هتعرف تختار فستان عدل 


رمقت رهف أمها باستياء مستنكرة ما قالته بشأنها لكنها لم تُعلق ،لكن ماجد استغل تلك الفرصة كعادته لمشاكسة أخته ،فانخفض قليلا تجاهها هامسا بمزاح

_ياهبلة 


لتضيق هي عينيها بغيظ منه ومن ثم تضغط على قدمه بشدة من أسفل المنضدة فهم يجلسان متجاورين ،ليتألم هو بصوت عال فلم يتوقع ما فعلته أخته 


فقال ماهر بإستغراب

_في حاجه يابني!! مالك؟


إدعى ماجد الابتسامة وقال رامقا أخته بتوعد

 _لا لا مفيش حاجه دي باينها نملة قرصتني في رجلي 


أرتشفت رهف من كوب الشاي خاصتها بهدوء وكأنها لم تفعل شيئا وفي داخلها ابتسامة متشفية من أخيها لاحظها هو فهو يعرف كل تفصيلة تصدر عن أخته فقال بغيظ يكتمه_بتمثلي الحمل الوديع ها ؟ ماشي يارهف 


مالت ناحيته هامسة

_ علشان تبقى تقول عليا هبلة تاني


إدعي هو الغضب_بقا كده!


هزت رأسها بمرح _أينعم 


فابتسم لأخته سعيدا برؤيتها سعيدة وهانئة



بارت3


___

في صباح اليوم التالي


وكعادة سوسن لا تُخفي شيئا عن أختها سناء فأخبرتها عبر الهاتف بشأن ذهابهم اليوم لإختيار فستان زفاف لرهف، وكالمعتاد من ملك أنها تريد الحضور لتُرضي فضولها الذي لا ينتهي وطلبت الذهاب معهم ومشاركتهم التسوق 

فلم تمانع سوسن ذلك على إعتبار أن ملك ستعاون ابنة خالتها حقا في اقتناء ما يناسبها 

________


كانت ممدة على فراشها مستغرقة في نومها فعلى ما يبدو أنها وجدت صعوبة في النوم باكرا ليلة أمس فهي مقبلة على مرحلة جديدة فاصلة في حياتها الأمر الذى يصعب عليها نومها ويؤرق منامها من كثرة التفكير به ،فهي دائما ما تشعر برهبة من شأن الزواج ومن خاطبها أيضا فهي تشعر أنها لم تعتاده بعد وأن كل أمورها حدثت بسرعة فلم تتهيأ جيدا له نفسيا 


حركت جفونها على حركتة ما متكررة تزعج منامها فمدت يدها تجاه أنفها تحكه وهي مازالت مغمضة العينين ،فعاود هو مداعبة أنف أخته بالريشة في يده بمرح حتي يجعلها تفيق 


لتزفر هي بضيق من مزاح أخها الثقيل فهي عرفت أنه من يفعل ذلك من قبل حتى أن تفتح عينيها فقالت وهي تتقلب للجانب الآخر_ يوووه يا ماجد في إيه على الصبح ،سيبني أنام شوية 


ليجلس هو على طرف الفراش مديرا أخته تجاهه لتكون بمقابلته_تنامي إيه يابنتي إحنا بقينا الظهر ،قومي يلا 


لتستدير هي مرة أخرى متلحفة بملاءتها _وفيها إيه، يلا خد الباب في إيدك وإنت خارج 


ليغتاظ هو منها ويسحب ملاءتها عنوة قائلا بحزم_ما هو إنت هتقومي ياعني هتقومي ،يلا يا قطتي بطلي كسل 


لتعتدل في جلستها في الفراش قائلة بتزمر_حرام عليك يا ماجد ،كنت سبتني نايمة شوية أنا معرفتش أنام إلا بعد صلاة الفجر 


ليداعب هو وجنتها بلطف_الجميل إيه اللي كان مسهره ،بتفكري في حبيب القلب ،اااه قولتيلي 


لتنهض هي من الفراش تهز رأسها بإستياء من أخيها وسحبت محرمتها القطنية إستعدادا للتوجه للحمام _والله إنت شكلك فايق ورايق 


ليلحق بها محيطا إياها  بذراعيه مقربها من جسده فيظهر فارق الطول والبنية بينهما ،فماجد يتمتع كأخيه ماهر بالطول الفاره كما أنه عريض المنكبين بعكس أخته التي بدت كالدمية جواره قصيرة بعض الشىء ومعتدلة الحجم ،جسدها ممشوق القوام ليست بالثمينة ولا الرفيعة _مالك يا رهف ،مزاجك حاسه مش تمام بقالك كم يوم رغم إنك بتحاولي تخفي ده 


تنهدت رهف بشىء من التوجس داخلها يعكر صفو مزاجها تتذكر ذاك الحلم الذي لا يفارقها والتي لم تقصه لأحد مطلقا فهي تذكر جيدا الحديث فيما معناه

من راي مالا يسره فى منامه فلا يُحدث به أحد وليتفل عن يساره ثلاث 


فقالت بعبوس _مش عارفة يا ماجد بجد ،حاسة إني مخنوقة


ليمسد هو على شعرها بحنان_حبيبتي ،أعتقد اللي بتمري بيه طبيعي ،أكيد إنتي قلقانة علشان هتسيبي بيتك هنا وأهلك وأخواتك ،وهتتنقلي لمكان تاني جديد عليكي وده إحساس عادي في الفترة دي  ،بس أنا عايزك تعيشي اللحظة يارهف ،استمتعي بترتيبات فرحك واستمتعي بكل لحظة بتمر عليكِ لإن في حاجات صعب تتكرر مرتين وبترجعي بعد كده تشتاقي ليها 


ابتسمت هي لأخيها قائلة بإمتنان وهي تشدد من إحتضانه، فأخيها دائما ما يقف جوارها ويساندها حتي في أيام الدراسة وعندما تكون خائفة من اختباراتها تذهب إليه فيبدد هو بكل سهولة خوفها ويحوله إلى ثقة بالنفس يساعدها على اجتياز اختباراتها بنجاح _ وإنت من ضمن الحاجات اللي صعب تكرر يا ماجد ،ربنا يديمك في حياتي ،أخ وسند وظهر ،أنا بحبك أوي 


ليتنهد هو براحة لشعور أخته بالأمان جواره_حبيبتي ربنا يخليكي ليا ،ياأحلى رورو في العالم


لتدلف أمه الباب وتصيح به كعادتها _وبعدهالك يا ماجد ،قلت هتروح تصحي رهف ،نمت معاها جوه ،إنت ياواد عايز تجلطني!!


ليهمس هو لأخته_أمك بتحبني حب بتموت فيا صح 


لتبتسم أخته كاتمة ضحكاتها حتى لا تغضب أمها وهي تراها على هذا الحال من الغضب


ليقترب ماجد من أمه_ما تروق كده يا سوسو ياجميل ،مالك حامي عليا أوي الأيام دي 


لتدعي هي العبوس والضيق وتردف _طول ما إنت منشف ريقي ومش راضي تفرحني بيك إنت وبنت خالتك


لينظر ماجد لأخته رافعا حاجبيه بنفور_مين ملك !!! لاااا أنا أفضل كده من غير جواز أكرم لي ،قال ملك قال،يا ماما صلي على النبي 


قالها بعد ان داعب ذقن أمه وتركهم وغادر 


لتنظر سوسن إلى ابنتها بغيظ والتي كانت تكتم ضحكاتها

وهتفت بها_اضحكي ياختي اضحكي، بقا يابت مش عارفة تميلي رأس أخوكي الناشفة دي خليني أفرح بيه هو كمان 


لتقول رهف_ياماما ماجد وملك مينفعوش لبعض خالص مفيش أي توافق بينهم 

لكن على ما يبدو أن الكلام لم يرق أمها فدفشتها برفق تغير مجرى الحديث_طيب يلا ياختي روحي أغسلي وشك وتعالي علشان أحضرلك الفطار إنتي وأخوكي ماجد ،مرضاش يفطر معانا الصبح وقال إنه هيستناكي تصحي 


أشارت هي بيد ها بالرفض فهي لا تشعر بالرغبة في تناول الطعام أبدا_لا ياماما مليش نفس 

 يا ماما


هبت بها أمها وكأنما ارتكبت جرما ما وقالت بنبرة منفعلة عالية فابنتها منذ أن اقترب موعد زفافها وشهيتها للطعام أصبحت ضعيفه _يعني إيه ملكيش نفس 

إنتي مش شايفة نفسك عاملة إزاي ولا عايزة الراجل يقول علينا إيه مكناش بنأكلك مثلا


تنهدت رهف باستياء من هجوم أمها وفتحت فمها لتتحدث لتدافع عن نفسها_ياماما ..أنا..


صاحت بها أمها مرة أخرى وهى ترفع يدها فى الهواء كتعبير عن ضجرها_لا ماما ولا بتاع ...مش عايزة أسمع كلمة زيادة


جاء أخيها ماهر على إثر صوت أمه العالي فهو كان في طريقه إلى المرحاض فغير وجهته نحو غرفة أخته وتحدث متسائلا يبدل نظراته بين أمه وأخته واللتان يبدوان عليهما الضيق

_في إيه يا ماما ؟؟


لتهم أمه بمغادرة الغرفة تزفر بضيق_تعال شوف أختك ..عايزة ترفعلي الضغط الظاهر كده 


ضمت رهف شفتيها بأسى لحزن أمها ولا تدري سببه وقالت محاولة أن تراضيها والإعتذار منها _يا ماما أنا...


قاطعها صوت أخيها الذي يحمل في طياته الحدة والغضب_إنتي إيه؟؟ دايما كده تحبي تعاندي وخلاص مبتسمعيش الكلام ليه 


تجمعت الدموع بين مقتلي رهف وتحدثت بصوت مهزوز يهدد بالبكاء_والله أنا ..


قاطعها للمرة الثانية رامقاً إياها بنظرة مستهزئة مستائة _ إنتي إيه بطلي دلع بقا  ،مش عارف هتتجوزي تنيلي إيه ...ربنا يكون في عونه


ألقى كلامته التي يشبه العلقم الذي يقف في الحلق من شدة مرارته وتركها وغادر الغرفة ساخطا ،لتسمح لعبراتها بالهطول ،فتنساب براحة على خديها حزينة من قسوة أخيها معها بدون مبرر أو سبب فهو دائما يراها فتاة مدللة مستهترة 

حزينة من إنفعال أمها الدائم عليها رغم أنها لم ترتكب خطئا سوى أنها تُعبر عما تريده أو لا تريده 


خرج من غرفته متوجها نحو مائدة الطعام ظنا منه أنها سبقته إلى هناك،فلم يجدها فتوجه تجاة غرفتها مناديا _رهف 

عليها ليجدها تقف محلها تبكي فعلى ما يبدو أنه لم يستمع شيئا مما حدث قبل قليل

اندهش من الحالة التي هي عليها فهو تركها بمزاج جيد فاقترب منها يزيل دمعاتها تلك بأصابع يده الحانية قائلا بنبرة قلقة _رورو حبيبتي، في إيه بتعيطي ليه؟؟


لم تشأ رهف أن تخبره بأمر حزنها من سوء معاملة أخيها لها فقالت بصوت متحشرج _مفيش ،لقيت نفسي مخنوقة ..فعيطت 


لينفجر هو في الضحك وهو يداعب شعرها بيده _والله البنات دول مجانين بجد .


نظرت له بضيق من جانب عينيها ليحيط رأسها بين ذراعه قائلا بجديه_حبيبتي إحنا اتفقنا على إيه ..عيشي اللحظة متسمحيش للقلق والتوتر يضيعوا عليكي فرحتك


ابتسمت لذلك الذي دائما ما يحنو عليها ويحبها تماما كما والدهما فماجد يحمل الكثير من طباع أبيه ،حنون، عطوف ،يدللها وكأنها ملكة ،غير أنه يختلف عن أبيه في مزاحه الدائم ومشاكسته المستمرة معها ورغم ذلك لا يتحمل أن يراها حزينه أو تبكي 


أمسك يدها ليذهبا لتناول الطعام معا _تعالي يلا نفطر


بارت 4

************


مشت معه بهدوء محاولة أن تنفض عنها غبار الحزن وألا تجعل شيئا يعكر صفو مزاجها ،فهي تعودت على أسلوب أخيها ماهر معها،فلا داعي ليشغل الأمر بالها ،أما أمها فهي تعرف أنها طيبة القلب وسترضى سريعا 


جلست مع أخيها فوجدت أمها تضع لهم الطعام على السفرة وهي تقول بنبرة حازمة لرهف_كوباية اللبن تتشرب كلها هيه والساندويتشات مفهوم 


رسمت رهف ابتسامة رقيقة على محياها لأمها وقالت وهي تقبل ظهر يديها_حاضر ياحبيبتي،تسلم إيديكي وعنيكي 

لبادلتها سوسن الابتسامة_ربنا يصلح حالك يابنتي 

ليقول ماجد بمزاح عابسا بوجهه _طب والله أنا مظلوم ياناس في البيت ده ،مفيش دعوة حلوة ليا ،ده أنا زيك ابنك بردو يا سوسو 


لتدعي أمه الضيق أيضاً عله يلين لطلبها _ لما تسمع كلامي الأول 


ليهتف هو بتزمر واضح _يخص عليكي يا سوسو مكنتش أعرف أن قلبك قاسي كده ،ده انا ماجد حبيبك 


لتردف وهم تهم بفتح الباب فعد أن استمعت لصوت جرس الباب _ربنا يهديك يا ماجد يا ابني 


ليصفر هو بصوت عال حتى تسمعه أمه فهى ابتعدت لتفتح الباب _أيوة كده يا سوسو ياعسل ، عايز دعواتك دي دايما


___

هزت هي رأسها بإستياء من ابنها رغم الابتسامة التي ارتسمت على ثغرها ،فتحت الباب لتجده ملك ابنة أختها فتبتسم لها وتقبلها من وجنتيها_ملوكة حبيبة خالتك ،ادخلي ياقلبي 


قالت ملك وهي تبحث بعينيها عن ماجد_صباح الخير يا خالتي ،إنتوا لسه نايمين ولا إيه؟

كانت تقصد ماجد بكلامها فهي تسأل عنه بطريقة غير مباشرة 


ردت سوسو بتلقائية ساذجة_لا ياحبيبتي ،صحينا من بدري ،وماجد ورهف بيفطروا جوا ، تعالي افطري معاهم ،خالتك بتحبك أوي 


أنفرجت أسارير ملك وقبلك خالتها على عجل فهي قدمت لها ما تريده بسهولة_وأنا بحبك أوي يا خالتي 

____

اقتربت منهما وقالت وهي تجلس جوارهما على السفرة وتنظر لماجد _صباح الخير ممكن اقعد افطر معاكم


ابتسم لها ماجد بسخافه وقال لاويا ثغره_ما انتي قعدتي خلاص.


هتفت ملك ناظرة إليه لتتأكد مما سمعته _بتقول حاجة يا ماجد؟


لتلكزه رهف في ذراعه وقالت وهي تبتسم لملك _لا ..بيقولك أكيد طبعا اتفضلي، بالهنا.


ابتسمت لها ملك بسماجة وما زالت تختلس النظرات لماجد بين الفنية والأخرى لتهتف من خلف قلبها 

_ حبيبتي يا رورو يا عروسة ياقمر.


لم يستطع ماجد أن ينهي فطوره بوجود تلك التي يراها متصنعة دائما في أفعالها ،لذا قام من مكانه 

_رهف حبيبتي، أنا رايح لبابا الورشة ..لما تيجي تمشي قوليلي.


مدت ملك يدها نحوه بلهفة 

_ماجد انت هتمشى..ملحقتش أفطر معاك


رفع حاجبيه يرمقها بدهشة

_نعم !!


علمت أن لسانها ذل فقالت بسرعة لتصحيح ما سمعه

_قصدي ملحقتش تفطر.


 أجابها متجها نحو الباب

_لا الحمد لله.. بالهنا والشفا انتم .


اسندت برأسها على يدها تتبعه بنظراتها الهائمة وتقول بنبرة حالمة

_ مع السلامة يا ماجد 


ظلت على وضعها شاردة مسهدة ..حتى افاقتها نداءات رهف

_ملك ..انتي سامعاني!!


انتبهت لها ملك فتحنحت بخفوت

_اه ..اه يا رهف ..باكل أهو .


فطنت رهف حالة ملك فقالت لنفسها

_بتحملي يا ملك.. مش ماجد اللي هيخيل عليه أسلوبك ده ...ربنا يستر من الي جاي.


_____

في المساء انطلق الجميع بصحبة حسن في سيارته 

ركب ماجد في الأمام والتي أصرت عليه ملك أن يأتي معهم فهي تريد ان تشتري فستانا لها وتعللت أنها لا تستطيع وحدها وخالتها ورهف ستكونان منشغلتين بإختيار فستان زفاف رهف، لم تضيع الأم الفرصة لذا أصرت هي الاخرى على ابنها كي يأتي معهم فهي تريد ان تقربه من ابنة أختها بأي وسيلة.


بينما جلست رهف مع أمها وملك في المقاعد الخلفية


أوصلهم حسن لمول كبير يرتاده دائما..فغرت ملك فاها منزهلة من المكان الراقي الذي يبدو عليه أنه لطبقة الأثرياء فقط ..ونظرت لابنة خالتها بغيرة

 _أه يا بنت المحظوظة يا رهف .


وصل بهم حسن إلى حيث مطلبهم..

اقترب حسن من رهف وهتف بابتسامة واسعه _ده أفخم وأرقى مول في البلد ..فيه تشكيلة فساتين تحفة لسه واصلين إمبارح بس..أنا متواصل معاهم يحجزوا لينا تشكيلة فريدة  ..تعالي شوفي بنفسك واختاري.


زهل الجميع من فخامة الفساتين وروعتها 

لتهتف سوسن بسعادة _الفستاتين ملهاش حل باين عليها غالية أوي يا حسن يا بني.


نظر حسن لرهف بهيام مسلطا أعينه على أعين رهف بجراءة والتي اخفضتهما سريعاً بخجل_ مفيش حاجة تغلى على رهف ..ده أنا لو اقدر أجيبلها نجمة من السما مش هتأخر ..هيه بس تشاور.


ناظرته سوسن بامتنان _يكرم أصلك يابني..ويزيدك يارب كمان وكمان 


امتعض ماجد مما يسمعه من حسن ونظراته الجريئة نحو أخته ...فوقف أمامها وهتف وهو يكز على أسنانه بينما يحيط أخته بيده _طيب مش يلا بينا نختار بدل وقفتنا دي ..مش عايزين نتأخر.


لم يجذب رهف أيا من تلك الفساتين فهي بطبعها لا تحب التكلف كانت تود فستانا بسيطا هادئا يعبر عن شخصيتها هي، فهي لا تحب المظاهر ولا يهمها الثوب إذا كان باهظ الثمن ام لا ،المهم أن يروق لها.


لاحظ ماجد استياء اخته فهو أيضا يحب أن ترتدي أخته شيئا بسيطا وليس هكذه الفساتين الصاخبة ...لكنه لم يعلق وترك لها كامل الحرية في التصرف في هذا الموضوع


كما لاحظ  حسن ايضا  عدم انجذاب رهف لأي من تلك التشكيلة فاقترب منها متسائلا

_مش شايفك متحمسة .. مش عاجبينك ولا إيه ؟


لترد ملك عنها وتهتف وعينها تكاد تنخلع من مكانها وتلتصق بالفساتين

_مش عاجبينها ده إيه دول يجننوا يهبلوا 


زمت رهف فمها باستياء وهتفت بهدوء

_أنا أسفة يا حسن بس فعلا ولا واحد فيهم دخل دماغي


رفع حسم حاجبيه باندهاش

_معقولة ولا واحد فيهم عجبك دول أغلى فساتين نزلت مصر.


لم ترد رهف أن تحزن حسن وتطفىء حماسته فقالت 

_لا فعلا حلوين تسلم على تعبك ..بس ااا...


حثها حسن على أن تكمل كلامها 

_بس إيه ..قولي واللي إنتي عايزاه هعمله..مفيش مشكلة


هتفت بخفوت

_أنا كنت عايزه فستان يعبر عن شخصيتي، أحسه إنه معمول ليا أنا 


لم يعي حسن مقصدها فهتف بضجر

_رهف كل الفساتين دي جاية ليكي مخصوص


تدخل ماجد في الحوار موضحا مقصد رهف

_ رهف قصدها على فستان سيمبل بسيط مش  كله شغل ولآلىء.


تنهد حسن بضيق

_بس الآلىء والأحجار دي هيه اللي بتميزه هيه اللي رافعه السعر وبتفرق فستان عن التاني 


نظرت رهف إلى أخيها بحرج فهي لم تعد تستطيع أن تخبره وجهة نظرها 


ليقول هو بهدوء_خلاص تمام ..اللي يريحك ..بلاها التشكيلة دي.


نادي هو على المسئول _معلش شوفلنا تشكيلة تانية ..مفيهاش شغل من ده 


لتهتف ملك بسخرية لكن بصوت خفيض لم يسمعها أحد

_شوفلها حاجة من بتاعة ستها أكيد هتعجبها ما هي فقرية مش وش نعمة.


لاحظت رهف ملامح الضجر تعتلي وجه حسن ، فقالت بحرج

_أنا آسفة يا حسن لو كنت ضايقتك


حاول حسن رسم ابتسامه خفيفه على محياه

_ لا ولا يهمك ..ده فستانك إنتي اختاري اللي يعجبك..رغم اني كنت حابب عروستي تكون لابسة قطعة من اللي رفضتيهم دول ..بس مش مشكلة أبداً


ابتسمت له رهف بامتنان _شكرا اوي .


انتقت رهف فستانا رقيقا ..وقعت في حبه منذ أن رأته 

_هو ده عجبني أوي ..ممكن أقسيه؟


لتهتف أمها باستنكار

_ بقى بالذمة يا بنت الهبلة ..ترفضي اللي فاتوا اللي بشىء وشويات وتوافقي على ده 


تراجعت رهف بخيبة أمل بعد تعليق أمها ، لكن ماجد وقف إلى جوارها وأيد رأيها

_الفستان تحفة فعلا يا رورو وهيبقى عسل أوي عليكي..اختيار ممتاز..صح يا حسن ولا ايه 


حرك حسن رأسه بخفوت فهو غير راضي عن ذلك الفستان الرخيص من وجهة نظره لكنه لم يعلق 

_اه ..اه صح ..جميل.


ابتسمت ملك لنفسها وقالت لنفسها تسخر من اختيار رهف

_ ده يا دوب آخرك فعلا ..اووه الحمد لله ريحتيني أنا كان ممكن اتعقد لو اختارتي من التشكيلة اللي فاتت.


بدأت ملك تشعر بالسأم من وجودها بمكان واحد مع ابنة خالتها المملة من وجهة نظرها وقررت أن تذهب لتنتقي لها ما تحتاجه فهي أطمأنت أن رهف لن ترتدي سوى فستانا عاديا لن يشكل أي فارقا معها 


لذا بدأت تقترب من ماجد وتقول بإدعاء المسكنة

_ماجد شكلهم هيطولوا وأنا لازم اختار فستان ليا أنا كمان لأن خلاص مبقاش وقت .. ممكن نسيبهم يختاروا براحتهم وتيجي معايا 


صمت قليلا لترى ردة فعله وعندما وجدت أنه سيرفض الذهاب معها 

هتفت مسرعة تدعي العبوس وقلة الحيلة

_لو انت مش عايز براحتك..هروح لوحدي وأمري لله .


لم يشأ ماجد أن تذهب ابنة خالته وحدها في مكان كبير كهذا المكان ..فلا شهامته ولا نخوته يسمحون له بذلك .. رغم أن صحبتها ستصيبه حتما بالضجر والجنون فهو لا يطيقها أبداً.


_لا انا جاي معاكي .


____

حاولت ملك أن تختار فستان يخطف الانظار ويفتن القلوب وأولهم قلب ذلك المرابط أمامها ويبدو أن قلبه صلبا لا يلين أبداً 


انتقت فستانا أعجبها بشدة حتى سال لعابها عليه ...لكن ماجد أشار لها بسبابته بمعنى لا 

فالفستان كان أحمر ناريا وهو لن يقبل بهذا أبدا 


فاقتربت منه ترجوه_ الفستان يجنن هموت عليه يا ماجد ...خليني اشتريه 


قطب ماجد حاجبيه وهتف بحزم

_ تشتري إيه إنتي رايحة حفلة رقص؟..ده فرح يا ماما ..إنتي فاهمة الأفراح غلط على فكرة.


زمت هي شفتيها وأعادت يدها جوارها بغضب شديد فعلى ما يبدو انها أخطأت في اصطحابه معها فلو لم يكن معها لكانت ابتاعته دون تردد.


لذا ذهبت لتنتقي آخر ...بينما جلس هو بملل على أحد المقاعد في المحل إلى أن تستقر على رأي


أمسكت ملك واحدا آخر باللون الاصفر القريب من المستردة واشارت اليه

_طب ايه رايك في ده ..هيكون عليا تحفة 


ليرمقها بخيبة أمل لاويا ثغرة كتعبيرا على استياءه من إختيارها وزوقها السىء في الألوان .


لتضع هي الفستان مكانه بغضب فلا شئ مما يعجبها ينال رضاه.


قررت هي أن تنقي أحد الفساتين وتذهب لترتديه عله ما ان يراها به يُفتن بمنظرها المثير وجسدها الممشوق القوام و فيوافق على الفور .


لم تكن تعرف أنها بفعلتها ستثير إشمئزازه منها أكثر 

فهو عندما رآها ترتدي فستان السهرة الأسود ذاك الملىء بالأشياء الامعة الافتة للأنظار والتي ستجعلها موضع فتنة ومحط أنظار الشباب في الحفل 


هب مقتربا منها ،لتتسع ابتسامتها وينشرح صدرها ظنا أن خطتها قد اوتيت ثمارها ، لكنها وجدته يهدر بها غاضبا

_ملك إنتي اتجننتي ..عايزة تلبسي ده ..انتي جرى لعقلك حاجة!!!.

لتختفي ابتسامتها ويحل محلها الوجوم وتقرر أنها لن تشتري شيئا بصحبته 

لذا هتفت بحنق

_خلاص نفسى اتسدت مش هشترى حاجة النهاردة ..يلا نرجع 


هتفت هو لا مبالاة

_ اه يا ريت نرجع..عايز اشوف رورو عملت إيه


لتكور هي قبضتها حقدا على رهف، فهي تغار من حب ماجد وتعلقه بها إلى هذا الحد 

لذا هتفت لنفسها بينما كانت تنزع عنها ذلك الفستان الأسود

_ربما ياخدها ونخلص ..قال تعالى عايز أشوف رورو عملت إيه ..عملها إسود على دماغها ..ااه يا ما نفسي يحصلها أي مصيبة وأشمت فيها ..اااه.


___

لحق ماجد بأخته وخاطبها وأمه بينما كانوا يختارون الحذاء الخاص ليوم العرس 


سألت رهف خاطبها هل إذا ما كانوا سيسيرون كثيرا أم لا ..فجوابه سيحدد أي نوع من الاحذية ستختار ..أتختار حذاءا مدببا ذا كعب عالي..أم آخر بدون كعب مثل الكوتشي أو البلارينا  وما شابة.


_حسن هو إحنا يوم الفرح هنمشي كتير؟؟


حرك حسن رأسه بالنفي

_لا يا حبيبي..ونمشي ليه وعربيتي موجودة ولا إنتي حابة نتمشى شوية قبل ما ندخل القاعة ؟


_لا لا بالعربية أفضل .


ابتسم لها حسن بابتسامة محبة

_اللي يريحك يا روحي .


عرفت رهف ما الذي ستختاره ..فانتقت حذاءا ذو كعب سميك حتى يتسنى لها السير به دون معوقات .

كان حذءا حقا رائعا ..لاقى استحسان الجميع وحتى ملك راقها حقا ..مما زاد بغضها على ابنة خالتها 

وهتفت بصوت خفيض

_ أن شالله ( أن شاء الله) رجعلك تتلوح بيه وتنكسر ونرتاح منك يا بعيدة 


اقتربت منها رهف ببسمة وقلب لا يحمل أي ضغينة

_ملك إيه رأيك ..إنتي واقفة بعيد عني ليه ..تعالي إختاري معايا 


رسمت ملك ابتسامة مزيفة على وجهها 

_ روعة يا رورو ..تتهني بيه يا حبي.


وبعد عدة ساعات ..انهت رهف كل ما تحتاجه ليوم عرسها 

فأوصل حسن الجميع للمنزل بعد أن اشترى وجبة فاخرة للعائلة  وطلب من والد رهف أن يأخذ رهف للعشاء بالخارج معا 


بدا والدها مترددا ..لكن ماهر هتف بترحاب

_طبعا مفيش مانع ..إنت ثقة يا حسن وهتاخد بالك من رهف .. ده بعد اذنك يا بابا ايه رأيك


رد والده بالموافقه فهو لم يشأ أن يرفض ويضع ابنه في موقف محرج

_ ماشي مفيش مانع.. خد بالك من رهف بنتي يا حسن يا بني ..هيه أمانة في إيدك.


حدق حسن برهف التي كانت تتآكل خجلا من تحديقه بها بهذا الشكل الجرىء وخاصة أمام والدها وأخويها 

_متخافش يا عمي رهف في قلبي قبل عيوني.


بعد أن رحلت رهف بصحبة خاطبها ..كان ماجد يتآكل غيظا فهو ما كان ليسمح لأخته أن تخرج وحدها مع خاطبها هكذا ...وكاد ليرفض الا أن أخيه سبقه بالموافقه فلم يستطع قولا شيئا 

لذا اقترب هو من أخيه يلكزه

_انت ازاي توافق أختك تخرج مع خطيبها كده لوحدهم ..ده آخر شىء كنت أتوقعه منك.


دفشه اخوه بلا مبالاة

_متخافش يا بني لو مكنتش واثق في حسن مكنتش سمحت لهم يخرجوا لوحدهم ..بعدين خلاص فرحهم بعد يومين 


في هذه الاثناء نادت عليهم والدتهم لتناول العشاء الذي أحضره حسن لهم ،قبل أن يبرد 

_يلا يا ولاد العشا .


إلا أن ماجد توجه ناحية باب المنزل، ولم يلبي نداء أمه 

ليسأله اخوه مستفهما الى أين سيذهب

_رايح فين يا بني 


رمقه اخوه بضيق

_خارج شوية عندك مانع 


لتهتف ملك باستياء

_ماجد انت هتمشي..طيب مين اللي هيوصلني.


أشار ماجد إلى أخيه

_عندك ماهر أهو يبقى يوصلك ، سلام 


نظرت ملك بتوتر  إلى ماهر  الذي جلس على المائدة وبدأ بتناول الطعام ، فماهر نظره منه فقط تخيفها فهو دائما ما تتحلى ملامحه بالجدية ولا تراه الا عاقدا لحاجبيه لا يبتسم أبدا.


____

كان ماجد يعلم المطعم الذي يرداته حسن دائما وذلك من خلال حديث ماهر المتواصل عن حسن والاشادة بما يفعله له من تسهيلات تخص تدريباته ...لذا لحق بأخته وتوجه إلى المطعم ليكون جوار أخته ..فهو لن يكون مطمئنا حتى تكون هي أمام عينيه 

لكنه جلس على مقربة منهم دون أن يلاحظوه .


جاء النادل وطلب حسن لرهف الطعام الذي تريده وبدأ بالحديث معها قليلا إلى أن يحضر الطعام 


_تعرفي إني مبسوط جدا إني هرتبط ببنت جميلة زيك 


تنحنحت رهف وحاولت الابتسام له بصمت 


ليحاول حسن الذي يجلس قبالة رهف، مد يده ليمسك بيدها والتي كانت تشبكهما معا فوق المنضدة وتفرك فيهما بارتباك واضح 


_في ايه يا رهف معقولة فرحنا بعد يومين ولسه شايفك مكسوفة مني .. إنتي لازم تتعودي عليا أكتر من كده 


سحبت رهف يدها بهدوء وازداد توترها أكثر وهي تقول

_أكيد بكرة هتعود.


لينظر هو إلى يدها التي ابعدتها عنه ويقول بنظرات متيمة

_طب بتبعدي إيدك ليه بس.. هو مش من حقي إني امسكها ولا إيه 


قالها وهو يحاول أن يمسكها مرة أخرى 

لتسحبها هي هذه المرة بسرعة وتضعها جانبها بالاسفل وهي تنظر حولها بتوتر فهي تظن أن جميع من بالمطعم ينظرون إليها 


لتلمح أخاها يجلس على مسافة منهم وأعينه مسلطة عليهما..أستطاعت أن تتعرف عليه بسهولة فلماجد أخيها مكانة خاصة في قلبها  ففتحت أعينها وكادت أن تتحدث..لكنه وضع يده على فمه ليطلب منها ألا  تبين انها رأته وتتصرف وكأنه ليس موجودا 


لذا اعادت نظرها إلى خاطبها وهتفت لترد عليه بجراة بوجود أخيها بنفس المكان قد منحها القوة والدعم وازاح عن قلبها التوتر.


_معلش مش هينفع ..غير لما نتجوز.


ليتنهد حسن بلوعة ويقول بتمنى بصوت عال

_يارب قرب البعيد ياارب.. أنا منتظر بفارغ الصبر.


ودت رهف في تلك اللحظة أن تنشق الارض وتبتلعها فهي كانت خجلة للغاية ..وما أنقذها هو قدوم النادل ليقدم لهم الطعام الذي طلباه .


شرع حسن في تناول طعامه لكنه لاحظ أن رهف لا تقرب الطعام إلا قليلا 


فهتف متسائلا

"_ حبيبتي مش بتأكلي ليه الأكل مش عاجبك؟؟


هزت رهف رأسها بنفي

_لا خالص ..الاكل جميل أوي ماشاء الله


حرك يده التي بها الشوكة

_طب إيه مش شايفك بتأكلي


حكت أنفها بإصبعها فهي حركة تفعلها عندما ترتبك 

_أصلي مش متعودة أكل برا البيت ..وكمان يعني أنا مش بأكل كتير .


_ليه بتعملي رجيم.. انا شايف أن جسمك كويس اوي كدا.


هتفت بخفوت

_لا دي طبيعة أكلي


ليهتف وهو مازال محتفظا بابتسامته

_ لا الموضوع ده قبل الجواز انما بعد الجواز مفيش الكلام ده ..انا أحب مراتي تهتم بصحتها وبأكلها ..زيي بالظبط .. شايفة جسمي ..بأكلي كويس علشان أحافظ على لياقتي 


حاولت هي أن تخلق حديثا آخر لتتعرف عليه أكثر

_حسن ممكن تحكيلي عن نفسك اكتر.


ترك حسن الشوكة والسكين من يده وهتف قائلا

_ممم زي ما انتي عارفة إني وحيد ماما وبابا اللي عايشين طول عمرهم برا علشان شغل بابا.. وأنا فضلت هنا علشان الكورة اللي بعشقها وهيه بالنسبة لي كل حياتي... بس طول الوقت حاسس بالوحدة علشان كده فكرت إني أكمل نص ديني وأدور على البنت اللي تملي عليا حياتي ..ولقيتك أخيرا.


ابتسمت له رهف بسعادة وتابعت سؤالها

_أفهم من كده أن الكورة اللي شغلتك عن الجواز طول الفترة دي وفضلت لحد دلوقتي من غير ما تتجوز .


_بصراحة أه ..خفت اتجوز ..انشغل عن الكورة والتدريب فقلت ءأجل الجواز شوية  وأهوه جه وقته.


_طيب ليه مختارتش مثلا بنت متقاربة ليك في السن ...انت عارف الفرق ما بينا أكتر من عشر سنين تقريبا 


_إنتي شايفة أن فرق السن مشكلة؟


_لا طبعا والا مكنتش وافقت من الأول 


_تمام كدا ..وأنا مهتمتش بموضوع السن ده أبدا.. شوفتك حبيتك ..فقررت اتجوزك .


كانت لكلماته أثر طيب في نفسها فكلماته تزيد ثقتها من نفسها وترضي غرورها كأنثى فالانثى كالطفل دائما ما تحب عبارات المدح والثناء حتى تشعر بالرضا عن نفسها وتقابله بالمزيد من الحب والتضحية.


وبينما هما كذلك إذ اقترب مجموعة من الشباب ( شباب وبنات) من طاولتهم يهتفون بصوت مندهش 

_واو كابتن حسن..قدام عينيا ..ده إحنا حظنا من السما النهاردة 


رحب الشباب بحسن كثيرا وسلموا على رهف التي رمقتهم بابتسامة خفيفه محرجة


أخرجت أحدى الفتيات هاتفها وصاحت بحماس

_كابتن حسن بعد اذنك ممكن صورة سيلفي كلنا مع بعض؟


لم يتردد حسن للحظة واحدة ،وعلمت رهف أنه معتاد على هذا فهو مشهور ..لكنها رفضت أن تشترك معهم في تلك الصورة ورفضت التصوير.


ما أن انهى حسن التصوير معهم حتى عاد إلى طاولته مرة أخرى وهتف بصوت بدا مضجرا_ايه يا بنتي متصورتيش معانا ليه؟


_لا مليش في الصور .


لؤى ثغره ورفع حاجبيه بتزمر

_هو كل حاجة ملكيش فيها كدا... لا بعد الجواز في حاجات كتير هتتغير ..انتي متجوزة لاعب مشهور ولازم تكوني معايا في كل صوري.


تنهدت بضيق_ربنا يسهل


لاحظ تجهمها فهتف قائلا

_رهف انتي اتضايقتي؟ ..أنا قصدي إنك لازم تفهمي طبيعة شغلي  وإن من هنا ورايح أي مكان هنروحه ..هيلاحقتي الفانز بتوعي علشان يأخدوا سيلفي معايا ..فمش معقول يطلبوا منك تتصوري وتكسفيهم.


أخذت رهف نفسا عميقا ثم أخرجته من رئتيها مرة أخرى

_هحاول أتعود أكيد يا حسن ..ممكن نرجع البيت لإني حاسة إني تعبت .


وقف مكانه بعد أن وضع ثمن الطعام على الطاولة وهو يقول

_سلامتك يا روحي.. ماشي ..يلا أروحك ..أنا عارف انك تعبتي من التسوق النهاردة.

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا






تعليقات

التنقل السريع