رواية وجع الهوي الفصل الثامن والتاسع بقلم ايمى نور
رواية وجع الهوي الفصل الثامن والتاسع بقلم ايمى نور
#وجع_الهوى الفصل الثامن
:انا عاوز افهم دلوقت ايه اللى بيحصل الا والله هطربق المكان على اللى فيه ...عاوز حد يرد عليا
صرخ بجملته الاخير بشراسة وغضب جعلت من الموجودين يهبون فزعا حتى الطبيب الجالس بأرتباك وتوتر لايجد ما يجيبه به لكنه اعتدل فى مقعده يتنحنح بحرج قائلا
:جلال بيه احنا نفسنا مش فاهمين ايه اللى حصل كل الاشعات ادامى بتقول انها سليمة والمخ محصلش ليه اى ضرر فممكن اللى حصل ده عارض طبيعى من تأثير الخبطة ليوم او يومين وبعد كده الامور ترجع لطبيعتها
جلال بغضب وعينين مشتعلة كالجمر يفح من بين اسنانه
: هو ايه اللى امر طبيعى! ان مراتى مش فاكرنى ولا فاكرة جوزانا من الاساس ولا والمصيبة فاكرة نفسها مخطوبة لواحد تانى وتقولى عادى وطبيعى
زمجر بغيظ وغضب يدفع باصابعه فى خصلاته بقلة حيلة ونفاذ صبر لتنهض شروق تحدثه فى محاولة لتهدئة
:اهدى يا جلال غضبك ده مش هيحل حاجة وخلينا نفكر هنعمل ايه فى الجاى
نهض سعد هو الاخر قائلا بهدوء له
:انا بقول تروح انت ترتاح ونخلى خلود والخالة صالحة معاها والصبح نكون فوقنا وهدينا ونشوف هنعمل ايه
هز جلال راسه بالرفض القاطع قبل حتى ان ينهى سعد حديثه قائلا بحزم
:لااا انا اللى هبات هنا معاها خد انتى خلود ووالدتها وروحوا اترتاحوا
اسرعت شروق قائلة بقلق وتردد
:بس ليله مش هترتاح لترتيب ده متنساش انها متعرفك...
مطت حروف كلماتها الاخيرة تقطع حديثها بغتة حين رأت جلال يتحول وجهه للون الاحمر القانى عروقه نافرة بقوة تكاد تنفجر من شدة غضبه وسخطه يفح من بين انفاسه
: فكرانى مش فكرانى دى مراتى وانا بس اللى اقول ايه اللى صالح لها
همت شروق بالرد عليه لكن تأتى نحنحة الطبيب الحرجة مقاطعة لها قائلا بصوت محرج قلق
:انا شايف ان كلام جلال بيه هو الانسب كل ما اتعاملنا معاها بطبيعية كل ما الامور رجعت لنصابها باسرع وقت
ساد الصمت ارجاء الغرفة بعد حديث الطبيب تبادل خلاله الثنائى متضاد الرأى النظرات حتى اتت كلمات سعد الفاصلة تنهى حديث الاعين الحاد
:خلاص مدام الدكتور شايف كده وان ده الانسب يبقى بينا يا شروق والصبح من بدرى نرجع لهم
همت شروق بالاعتراض لكن اوقفها سعد بحزم بنظرة من عينيه محذرة لتخفض رأسها زافرة بحدة قبل ان تهزها لهم بالموافقة تخرج خلف سعد من الغرفة يتبعهم جلال بخطوات بطيئة مرهقة كما لو ان قدرته على التحمل انتهت بأنتهاء تلك المناقشة
*****************
دلف الى داخل الغرفة بهدوء تتسلط نظراته بأهتمام فوق السرير يراها مستلقية فوقه بهدوء مغمضة العينين لكنها فور ان شعرت بدخوله حتى اسرعت بفتح عينيها سريعا تلتفت ناحية الباب بلهفة لكن سرعان ما تحولت الى الهلع وهى تحاول النهوض بارتبارك تتلفت من حولها باحثا عن غطاء شعرها وحين وجدته جذبته سريعا تضعه فوق رأسها فإستفزته تلك الحركة بشدة يجز فوق اسنانه حنقا وهو يتقدم منها بأندفاع لكنه توقف مكانه بغتة مرة اخرى و عينيه فوقها حين رأى عينيها تتسع يزداد هلعها بداخلهم وهى تتراجع الى الخلف فى الفراش تراقبه بقلق حين تقدم منها مرة اخرى ولكن هذه المرة بهدوء محاولا رسم ابتسامة مطمئنة فوق شفتيه لكنها لم تستجب لها بل ازاد فزعها وهلعها اكثر تهتف به بخوف وتلعثم كطفلة صغيرة
: ماما فين وشروق .. انا...عاوزة ماما..انت..مين..انا
صرخت فجأة تحاول النهوض عن الفراش حين جلس بجوارها لكنه اسرع بالامساك بذراعيها يثبتها فى مكانها وهو ينادى بأسمها بنبرة حازمة لكنها تحمل من الرقة ما جعلها تطيعه رغما عنها تستكين فى مكانها وهى تنظر اليه بتعبيرات قلقة ترتجف بين يديه ليكمل هو بهدوء وصوت رقيق عينيه تحاول بث الطمأنينة اليها
: زى ما ماما وشروق قالولك انا ابقى جلال جوزك .. احنا اتجوزنا من شهرين ..وانتى كنت....
كانت تهز رأسها بالرفض وصدمة ناكرة حديثه ذلك لها قبل ان تقاطعه برفض خائف هستيرى
:انا معرفكش ولا عارفة انت مين ..انا اصلا مخطوبة لابن عمى راغب يبقى زاى متجوزاك . انا عاوز...
شهقت بألم حين ازادت قبضته الممسكة بكتفيها ضغطا فوقهم تزداد عينيه قسوة و غضبا لم يستطع السيطرة عليه هذه المرة حين اتت على ذكر ذلك الراغب امامه تتطاير شرارته امام عينيها المرتعبة لا يعى يفعله وهو يجذبها نحوه بعنف حتى اصبحت وجوهم متقابلة لا يفصل بينهم سوى انفاسهم الحادة الممتزجة سويا عينيه مسلطة فوق عينيها تسمرها بقوة وحدة نظراته هامسا بحزم واسنانه تضغط فوق حروفه فتخرج الكلمات من بينها كفحيح غاضب
: هقولها لك مرة ومش هكررها تانى ..انا ابقى جوزك جلال الصاوى..واياكى سامعة اياكى ..اسمع اسم راجل تانى على لسانك غيرى ..وصدقينى لو حصلت و عملتيها ...
زاد من فحيح انفاسه لكن تلك المرة امام شفتيها
:ساعتها هنسى تعبك وهنسى احنا فين واعرفك بطريقتى يعنى ايه ابقى جوزك ..فاهمة
نطق كلمته الاخيرة بحدة وتأكيد لم تستطيع معه سوى ان تهز راسها له بالايجاب بتردد مذعور
فتركتها اصابعه القابضة فوق ذراعيها ببطء ناهضا من جوارها بحدة واخذ يمرر اصابعه داخل شعره للحظات بتوتر قبل يرفع وجهه اليها فجأة يشير ناحية شعرها قائلا لها بأمر لا يقبل المناقشة
:فكى الطرحة دى من على شعرك واياكى تحطيها تانى ادامى
تحركت اناملها كما لو كانت ذات ارادة منفصلة عنها تطيع اوامره فورا فتحل غطاء شعرها من حوله ببطء لتتغير نظرات عينيه المراقبة لها فور رؤيته لتلك الضمادة والتى تغطى راسها يتسلل الندم سريعا الى صدره لاعنا شيطان غضبه الاعمى والذى جعله فى لحظة ينسى جراحها تلك فيحركه حسب اهوائه فورا ان قامت بانكار معرفتها به والنطق باسم ذلك الاحمق المدعو بأبن عمها امامه فيعميه تماما عن اى شيئ اخر
لذا اخذ نفسا عميقا يحاول به يهدئة ذلك الغضب الاعمى المتشبث بصدره يتقدم منها بعدها بهدوء يجلس مكانه بجوارها مرة اخرى متجاهلا اجفالها وخوفها الواضح منه قائلا برقة وصوت هادئ حاول بث الطمأنينة من خلاله لها
:ايه رايك اجيبلك حاجة تاكليها ..انتى مأكلتيش من الصبح
رفعت عينيها اليه تسأله بصوت مرتعش بالبكاء وبرجاء طفولى
:انا عاوزة ماما وشروق
ابتسم لها برقة تلتمع عينيه بحنان وهو يحدثها بلين كطفلة صغيرة مرتعبة امامه يحاول تهدئتها
:ماما وشروق روحوا وهيجوا بكرة الصبح .وانا هبقى معاكى الليلة لحد ماهما يجوا
حاولت ليله الاعتراض برجاء لكن اتت سبابته الموضوعة فوق شفتيها برقة توقفها عن حديث وهو يهمس لها بنعومة
: الليلة بس واوعدك بكرة اخلى ماما وشروق يباتوا معاكى .اتفقنا
هزت رأسها لها بالايجاب ببطء وعينيها معلقة بعينيه فيبتسم لها برفق وسبابته مازالت على وضعها فوق شفتيها ولكنها اخذت تتحرك بنعومة فوق امتلائها ترسم حدودها برقة تنخفض عينيه ببطء تتابع حركة سبابته يشعر مع كل لمسة منه لها بنيران جسده ترتفع ببطء وهو يستشعر نعومتها يجذبه هذا الاستسلام منها وهى تجلس امامه بانفاسها المتعالية مع كل حركة او لمسة منه وجنتيها متخضبة بحمرة بالخجل تكاد تشعلها فيخفض وجهه ببطء وتروى ناحيتها انفاسها الناعمة فتمتزج بانفاسه الملتهبة مقتربا منها حتى اصبح قاب قوسين او ادنى من هدفه
لكن تأتى تلك الطرقات السريعة فوق الباب محطمة السحر من حولهم لشظايا لتبتعد ليله فورا عنه الى الخلف بحدة وجنتيها حمراء كالجمر المشتعل فتأوهت الما بضعف من اثر حركتها المفاجئة تلك فتسرع اصابع جلال فورا الى حرجها لتتقفده بلهفة وقلق لكنها اوقفته قائلة بخفوت
: انا كويسة محصلش حاجة .ياريت تفتح الباب ممكن يكون الدكتور
زفر جلال بحدة يلعن من بين انفاسه قبل ان يدس اصابعه بقوة بين خصلات شعره يرجعه الى الوراء ويعدل من وضعه ثم يلتفت اليها ليراها تعدل من وضع الضمادة باطراف مرتعشةفوقف يراقبها بأهتمام قبل ان يهمس لها بصوت متحشرج حازم
:حطى طرحتك على شعرك وداريه بيها خالص
توقفت حركة يديها فوق رأسها ترفع عينيها اليه ترتسم بداخلهم الدهشة لكنها لم تستمر طويلا فى النظر اليه بل اسرعت بالبحث بلهفة عن غطاء شعرها واضعة له باحكام تحت نظرات عينيه المراقبة لحركاتها بأهتمام يمررها فوقها متفقدا لها قبل ان يتحرك بأتجاه الباب يفتحه بينما هى جلست تتخضب وجنتيها بالحمرة من شدة خجلها واضعة كفها الباردة فوقهم لعلها تخفف من لهيب سخونتهم واحمرارهم
دلف الطبيب المبتسم بهدوء ومعه ممرضة الى الداخل سائلا اياها بصوت عملى
:ازيك دلوقت يا مدام ليله
ليله وعينيها تنظر بأرتباك الى جلال الواقف مستندا فوق الجدار بجوار الباب تهمس بارتجاف
:الحمد لله كويسة
الطبيب وهو يدون بقلمه ماتقوله
: طيب فى صداع ..الم .قىء .اى حاجة مش طبيعية
كانت ليله مع كل سؤال تهز راسها بالنفى له ليهز الطبيب رأسه استحسانا قائلة بجدية
:كده يبقى كله تمام والاشعة الاخيرة بتقول ان الامور بخير وجرحك تمام ومفيش اى قلق منه
بس هتفضلى معانا ليلتين تلاتة كده لاطمئنان وبعدها تقدرى تخرجى بالسلامة
ثم التفت الى جلال يكمل بجدية وعينيه تبعث اليه برسالة استقبلها جلال بأهتمام
:موضوع الذاكرة ده شيئ مؤقت مفيش اى قلق منه ممكن ترجع بكرة بعده اى وقت ممكن حتى دلوقت حالا. اهم حاجة تبعد عن التوتر والعصبية وكل امورها تمشى بطبيعية من غير اى ضغط
هز جلال راسه له موافقا بتأكيد ليستأذن الطبيب بعدها مغادرا فأسرعت ليله تهمس فور مغادرته لجلال وبعينيها نظرة امل ورجاء
: ممكن لما اخرج اروح بيت عيلتى. عاوزة اشوف جدى واطمن عليه
صعقت ملامحه فور نطقها لكلماتها يلعن نفسه وحظه فكيف غفل عن هذا الامر تماما
فكيف له الان ان يخبرها بموت جدها معرضا اياها لتلك الصدمة والالم مرة اخرى
لذا وقف امامها ينظر اليها بوجوم يشعر بنفسه مقيدا بالاغلال لايدرى كيف له بالخروج من هذا المأذق
************************
جلس فوق المقعد المجاور لفراشها يمرر سبابته يتحسس بها رقة بشرة معصمها الممدد بجوارها عينيه تتابع بشرود وجهها النائم بملامحه الرقيقة الناعمة هو يتذكر كيف استطاع الهروب من مأذق طلبها رؤية جدها قائلا لها وهو يقترب منها محدثا اياها بهدوء ورقة
:اوعدك لما تخفى اخدك ونروح هناك بس قبل كده مينفعش لاننا مخبين على جدك اللى حصل انت عارفة حالة قلبه وضعها ازاى
ضمت شفتيها بحزن وهى تهز راسها له بالموافقة ليكمل حديثه وهو ينزع عنها غطاء شعرها يمرر ظاهر انامله فوق وجنتيها بحنان ظهرا جاليا فى عينيه قائلا بخفوت ورقة
:ايه رايك اجيبلك الاكل دلوقت علشان تاخدى بعديه العلاج وتنامى
هزت راسها بضعف له بالايجاب ليمضى النصف الساعة الماضية فى اطعامها واعطائها الدواءقبل ان يساعدها فى الاستلقاء فوق الفراش مرة اخرى فتغرق على الفور فى النوم بينما ظل هو جالسا بجوارها مراقبا اياها لا يدرى لتلك المشاعر التى تنتابه الان مسمى فهى مزيج مختلط من عدة مشاعر لكن لا مكان بينهم لغضبه السابق منها ابدا
افاق من افكاره على صوت همهمتها الضعيفة وتحركها العنيف فوق الفراش وهى تهز رأسها فوق وسادتها هامسة برفض وارتعاب
:لاااا... .... لااا ....ااااه
صرخت برعب فاسرع اليها يوقظها سريعا هاتفا يناديها فقد كانت تقاوم يديه وهى مازالت تصرخ بتلك الطريقة الفزعة فأتت هزته لها تلك المرة قوية ففتحت عينيها سريعا بذهول مرتعب شاهقة بقوة فاخذ يمرر انامله فوق صفخة وجهها المتعرق يجففها بحنان وهو يحاول بث الطمأنية اليها بكلمات مهدئة رقيقة ثم يساعدها على النهوض يعطى لها كوب من الماء اخذت ترتشف منه بنهم مريقة بعض قطرات فوق عنقها بينما وقف هو يراقبها بأهتمام حتى انتهت فساعدها على الاستلقاء مرة اخرى تغمض عينيها مرة اخرى فوقف يراقبها للحظة قبل ان يعود الى مقعده يجلس فوقه ولكن ما ان استقر فوق حتى اتى صوتها الضعيف يناديه بهمس وهو تلتفت بجسدها ناحيته قائلة بصوت مرتعش خائف
: ممكن تمسك ايدى لحد مانام ؟
اهتزت ملامحه القوية لدى سماعه لصوتها الرقيق وتلك النبرة الضعيفة به يمد يده اليها يمسك بيدها الممدودة له داخل كفه يغطيها تماما بها فتنهدت بأطمئنان فيستغل تلك الفرصة يسألها بهدوء
:شوفتى ايه فى حلمك احكيلى
توتر جسدها ليلعن نفسه على فضوله لكن اتت همستها تقاطع تلك اللعنات حين قالت بخوف وصوت مرتجف
: مش فاكرة ...الحلم كان ملخبط مش قادرة اميز فيه حاجة ..غير سلم كبير وانا واقفة فوقه
ظل جلال صامتا عينيه تراقب ملامحها يسألها باهتمام رقيق
: بس كده مقدرتيش تميزى حاجة تانية
هزت ليله راسها بنفى تهمس بصوت ضعيف
: مش فاكرة غير كده بس .. جلال
نطقت اسمه بنعومة ليهمم لها مجيبا فورا بلهفة لتكمل وعينيها تنظر اليه بفضول
:احنا اتجوزنا ازاى اقصد ..انت شوفتى ازاى وفين ..وحسيت بايه اول مرة شوفتى .. وانا كنت فرحانة لما اتجوزنا .عاوزة تحكيلى كل حاجة
لم يجيبها للحظات مذهولا من اسئلتها له ينعقد لسانه للحظة قبل ان يتنحنح بقوة يجلى صوته قائلا لها برقة ولكن تحمل معها الحزم يضم كفها الصغير بين كفيه
:طيب نامى دلوقت وبكرة هقولك كل حاجة المهم دلوقت ترتاحى وكل حاجة هتعرفيها بعدين
اغمضت عينيها سريعا بأستسلام فقد كانت تشعر بارهاق وضعف شديد يتخلل كل جسدها تاركة اياه جالسا فى مكانه عينيه ترق فورا و ترتفع أبتسامة حانية تتلاعب فوق شفتيه حين وجدها تجذب كفيهم معا لتضعها تحت وجنتها متوسدة اياهم
***************
جلست شروق اثناء رحلة العودة بالسيارة بوجهه متجهم تزم شفتيها بحنق جعل والدتها تسألها بحنان
:مالك يا شروق وشك مقلوب ليا من ساعة ما خرجنا من المستشفى هى اختك فيها حاجة ومخبية ليا
التفتت شروق تهتف بحنق
:ايوه فيها وبصراحة انا ....
ات صوت سعد يناديها بحزم بأسمها يوقفها عن الكلام لتزم شفتيها مرة اخرى زافرة بحنق تلتفت الناحية الاخرى تتطالع من نافذة السيارة لتسأل والدتها بلهفة وخوف
: مالها اختك يا شروق مش انتوا قلتوا ان الدكتور تطمنكم وانها بقيت كويسة و كلها يومين وتفتكر كل حاجة من تانى
اتت الاجابة هذه المرة من سعد قائلا برقة
:ايوه يامرات عمى حصل وصدقينى ليله زاى الفل وكلها بكرة بالكتير وهترجع بيت جوزها
صالحة ومازلت علامات القلق والتوتر جلية فوق وجهها
:اومال شروق بتقول ان فيها حاجة ليه ..سعد يابنى لو ليله فيها حاجة قولى ومتخبيش عليا
سعد وعينيه تتطالع الى شروق قائلا بلهجة مطمئنة
: ابدا كل الحكاية ان شروق زعلت من جلال انه رفض انكم تباتوا معاها الليلة دى وشدوا مع بعض شوية مش كده ولا ايه ياشروق
اتت كلماته الاخيرة بنبرة تحذرية ادراكتها شروق على الفور لتسرع تلتفت الى والدتها تجيبها بحنان تؤكد حديث سعد قائلة
: ايوه بالظبط يا ماما مانتى عارفة انا بخاف على ليله ازاى ومكنتش هطمن الا لما ابات انا معاها بس اعمل ايه بقى فى جلال وتحكماته
ابتسمت صالحة بحنان قائلة
: عارفة ياحبيبتى عارفة بس معلش هو جوزها برضه وادرى بالصالح ليها
اغتصبت شروق ابتسامة ترسمها فوق شفتيها تهمم بكلمات غير واضحة بما يشبه بالموافقة جعلت سعد يبتسم مرحا رغما عنه قبل ان يقول بصوت جاد واضح النبرات
: المهم دلوقت ان عاوز منكم ان محدش يعرف بلحصل بخصوص ليله عندنا فى الدار .. ولا حرف ولا كلمة تتقال احنا كنا عندها زيارة عادية بعد ما شروق عرفت منها انها تعبانة شوية وخلاص
تبادل هو وشروق النظرات المتفاهمة تهز راسها له بالموافقة ثم تلتفت الى والدتها تناديها بتحذير لتسرع صالحة بأجابتها مؤكدة
:متخفيش يا حبيبتى ولا حرف من اللى حصل هتقال
مع انى كنت بقول نعرف عمك اهو برضه يروح لها زيارة ويشرفها ادام اهل جوزها هو ومرات عم...
صرخ سعد وشروق معا كلا يناديها بطريقته بحدة وتحذير لتسرع فورا بقطع كلماتها تكمل بدلا عنها بلهفة
: بس خلاص مدام انتوا شايفين كده يبقى زاى ما بتقولوا ولا حرف وكلمة هيطلعوا لحد ابدا
تبادل سعد وشروق نظرات قلقة متوجسة يعرفون تمام المعرفة ان عند وصل اقل معلومة مما حدث الى احد من اهلهم لن يمر الامر مروو الكرام ابدا وخاصا من شخص محددا لن يدع خبر كهذا دون البحث ورائه وهو من اوضح نيته منذ اول يوم خطى فيه الى دارهم ان شاغله الشاغل هو ليله وليله فقط
*******************
تمللت فى نومها تشعر بالجفاف فى حلقها كما لوكانت داخل صحراء قاحلة ففتحت عينيها بصعوبة تحاول النهوض لكنها توقفت عن الحركة فورا حين لمحت عينيها رأس ذو شعر اسود تستقر على جانب الفراش فكادت ان تهب صارخة بفرغ لكنها اسرعت بتمالك نفسها عندما وصل الى ادراكها من صاحبها لتعاود الاستلقاء مرة اخرى بهدوء تتأمل بتفكير ملامحه المسترخية وخصلات شعره الساقطة باهمال فوق جبهته لتسرع ابتسامة اعجاب بطيئة بالارتسام فوق شفتيها تتسأل فى نفسها برهبة ممزوجة بالانبهار
هل حقا هى زوجة لهذا الرجل الرائع ... هل انقذها الله من مصير كان الموت عليها اهون منه وهو زواجها المتوقع بأبن عمها والتى كانت تقشعر اشمئزازا منه ومن نظراته الشهونية لها كلما وقعت انظاره عليها فيأتى هو لينقذها منه ومن ذلك المصير التعس
اتسعت ابتسامتها لتضيئ وجهها بنورها تمد يدها ناحيته بتردد فتتلمس تلك الخصلات الساقطة فوق جبهته تزيحها للجانب بحنان متسألة بهمس رقيق
:ياترى شوفتنى اول مرة فين وامتى؟ وازاى اتجوزنا وانا كان احساسى ايه اول مرة شوفتك
ضحكت ضحكة رقيقة خافتة تشتعل وجنتيها بحمرة الخجل تهمس
:اكيد كان زاى احساسى دلوقت وانا كأنى بشوفك لاول مرة ..
مرت اناملها فوق بشرة وجهه تتلمسها برقة كرفرفات الفراشة تكمل هامسة بنعومة
:يمكن يكون عقلى مش فكراك بس قلبى بضرباته العاليه ورجفته واحساسى بالراحة والامان اللى حاسة بيهم دلوقت وانت معايا بتقولى انك حاجة مهمة عندى اووى وانا اتعودت اصدق قلبى فى كلامه ليا
اخذت تتلمس ملامحه برقة تحاول حفظها بداخلها لكن سرعان ما شهقت فزعة بخفوت تسرع بابعاد اناملها عن وجهه حين همهم فى نومه يحرك راسه ببطء دليل على استيقاظه فادارت راسها سريعا بحركة عنيفة الى الجانب الاخر تتنفس بعمق تحاول اغماض عينيها متظاهرة بالنوم لكن يأتى الالم الناتج عن حركتها الخرقاء هذة كصاعقة تدق رأسها بقسوة جعلها تشهق رغما عنها متألمة بعنف جعل جلال ينتفض من النوم من يقف على قدميه ينحنى فوقها مناديا ايها بقلق وتوتر
:ليله...مالك ياليله حصلك حاجة ؟
اغمضت عينيها تعض فوق شفتيها تأن بألم جعل من وجهها شاحبا بشدة ليلتفت جلال باتجاه الباب قائلا بخوف وجزع ظهر جليا فوق ملامحه
:انا هروح انادى الدكتور وهاجى حالا
نادته بصوت لاهث متألم فتوقف مكانه يلتفت ناحيتها مرة اخرى يجيبها بلهفة لتكمل ببطء وبصوت ميجهد
:مفيش داعى للدكتور ان بس حركت راسى بسرعة فوجعتنى
اقترب جلال من الفراش يجلس فوقه ببطء مادا ابنامله يتلمس وجهها برقة قائلا
: طيب مش تاخدى بالك ..وبلاش الحركة الا لضرورة
اسرتها الرقة فى صوته وعينيه لتهز رأسها له بالموافقة كالمغيبة مما جعله يبتسم لها بحنان قائلا وانامله مازالت تواصل رحلتها فوق بشرتها بنعومة
:الدكتور نبه بلاش تحركى راسك كتير علشان الجرح لسه جديد ومش عاوزين اى مضاعفات تحصل بسببه
بادلته الابتسام هى الاخرى بخجل وحياء تهمس له بموافقة تكاد تسمع فقال جلال يسألها بخفوت رقيق
: كنتى عاوزة تقومى تروحى فين وانا اساعدك
اشتعل وجهها احمرار تلوك شفتيها بارتباك هاربة كل الحجج من عقلها لتسرع فى قول اول حجة اتت الى ذهنها قائلة بارتباك
:كنت عاوزة اروح الحمام ومحبتش اقلقك وانا بتحرك من السرير
جلال ومازالت تلك البسمة الحنون تزين شفتيه قائلا برقة
: طيب ايه رايك اساعدك انا؟
اتسعت عينيها رهبة تجيبه بتلعثم
هااا...انا ...انت ....مكن تنادى ليه ...الممر..
لم يمهلها جلال الفرصة لتكمل حديثها ينحنى فوقها يلف ذراعه خلف كتفها ينهضها عن الفراش برفق يحدثها بحزم
:طلما انا موجود يبقى متطلبيش من حد غيرى اى حاجة او اى طلب ليكى اتفقنا
ارتجف قلبها فرحا بحديثه تتراقص ابتسامة سعيدة بلهاء فوق شفتيها وهى تطاوعه فى حركته ناهضة عن الفراش معه ببطء مستندة بجسدها عليه وقد لف خصرها بساعده بحمايه يتحرك بها بأتجاه الحمام الخاص بالغرفة لكن تأتى طرقات ناعمة فوق باب لتوقفهم مكانهم بغتة قبل ان يقول جلال بصوت رقيق
:ادخلى انتى وانا هشوف مين على الباب ..ممكن يكون الدكتور
هزت راسها له ببطء تطيع كلماته فتدخل الى الحمام مغلقة خلفها الباب يتابعها جلال بعينه بأهتمام للحظة قبل ان يتوجه الى الباب يفتحه ليجد شروق تقف ومعها سعد الذى اسرع فى القاء تحية الصباح عليه دون محاولة الدخول على عكس شروق والتى اسرعت تدلف الى الداخل تجول فى ارجاء الغرفة متسألة بقلق ولهفة
: ليله فين ؟هى مش موجودة ليه ..فى حاجة حصلت لها؟...اختى راحت....
قاطعها سعد بحرج ينظر بأتجاه جلال الواقف مستند فوق اطار الباب عاقدا ذراعيه فوق صدره يتابع تحركاتها داخل الغرفة بعدم اكتراث
:اهدى يا شروق مش كده هتكون فين يعنى
توقفت شروق مكانها بارتباك قائلة بحرج موجهة حديثها الى جلال
:اسفة ..انا بس قلقت عليها ...هى فين بقى
اشار جلال برأسه بأتجاه باب الحمام قائلا بنبرة ذات مغزى
:فى الحمام تقدرى تدخلى تطمنى عليها لو تحبى
ارتبكت شروق تشتعل وجنتيها حرجا ليسرع سعد قائلا بمرح
:طيب ايه رايك نخليهم مع بعض وتعال احنا نقعد بره فى الاستراحة
هز جلال راسه موافقا يتحرك معه مغادرا ولكنه توقف مرة اخرى يلتفت ناحية شروق يناديها بصوت ظهره فيه الرجاء جعلها تنتبه له وعينيها تتسع ذهولا حين رأت التردد والحيرة فوق ملامحه قبل ان يقول برجاء وصوت هامس
:ليله متعرفش ظروف جوازنا ولا تعرف ان جدها مات فعلشان خاطر...اقصد علشان خاطرها بلاش تعرفيها اى حاجة دلوقت وانا هبقى اعرفها كل حاجة بعدين براحة
وقفت شروق تحدق فيه تراه ينتظر اجابتها بلهفة ورجاء ظهر جليلا بعينيه جعلها ترق له فتسرع بهز راسها بالموافقة لترتسم ابتسامة راحة فوق شفتيه يشكرها بخفوت ثم يغادر سريعا يصحبه سعد لتهمس شروق فور مغادرتهم بحيرة فرحة
: غريب اووى جلال ده دايما حاله بيتبدل تماما ومابشوفش ادامى وقتها جلال الصاوى اللى الكل بيتكلم عن صرامته وشدته مدام الموضوع بيخص ليله وراحتها
*****************
يابنى فاهمنى انت عاوز ايه بالظبط؟
نطق علوان بكلماته تلك لولده راغب الجالس باسترخاء فوق مقعده ينفث دخان سيجارته بهدوء مستفز ليهب علوان صارخا بصوت نزق
: ماترد عليا يا بنى عرفنى دماغك دى فيها ايه ؟
التفت اليه راغب ببطء وهدوء قائلا
:الارض يابا ...عاوز الارض كلها لينا وبس
اتسعت عينى علوان ذهولا للحظة ثم عقد حاجبيه بحيرة يهمس
:ودى هتيجى ازاى مانت عارف ان بنات عمك معاناو...
قاطعه راغب يعتدل فوق مقعده قائلا بحزم خبيث
:اديك قلت بنات عمى ...احنا بقى من امتى والبنات ليها ورث فى الارض واظن ان حقهم وصل وبزيادة
علوان وقد التمعت عينيه بجشع يسأله بلهفة
:طب ازاى فاهمنى ؟
بادله راغب النظرات وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامة جذلة فرحا بما رأه من قبول لدى والده
:اقولك ازاى. دلوقت ليله واخد ارض تمنها الشيئ الفولانى علشان جوزتها وشروق كفاية عليها جوازها من سعد ويبقى كده وصلهم حقكم تالت ومتلت
علوان وقد ارتسمت ابتسامة جذلة طامعة فوق شفتيه هو الاخر يتراجع فى مقعده مستندا عليه قائلا
:والله كلامك معقول ياواد ياراغب ويوزن الدماغ بس ..
ضاقت عينيه قلقا يكمل قائلا
: تفتكر بنات عمك هيسكتوا على الكلام ده ولا هيفضحونا فى البلد ويقولوا كلوا حقنا وسيرتنا تبقى على كل لسان
اسرع راغب يجيبه بتاكيد وحزم
:لا متخفش. وحتى لو حصل ساعتها هنسكتهم بقرشين ونخليهم يمضوا انهم استلموا مراثهم بس ارض لا ولا شبر منها هيطلوه مننا وكفاية اووى اللى ضاع
هز علوان راسه بأسف قائلا
:عندك حق ياراغب والله كفاية اللى عمله جدك الله يرحمه ضيع من ادينا حتة ارض عمرنا ما هنعوضها علشان خاطر جوازة الست ليله
التمعت عينى راغب بحقد وقسوة قائلا
: صدقينى يابا ارض وصاحبة الارض راجعين راجعين
علوان بخوف وتوجس،
: ودى ازاى بقى يافالح .لاا بقولك ايه مشاكل مع عيلة الصاوى انا مش عاوز انت متعرفش جلال الصاوى ده نابه ازرق واحنا مش اده
كسى الحقد والغل وجه راغب وهو يستمع الى حديث والده ورعبه الظاهر بوضوح من غريمه قائلا
: انت مش قلت ان ليله لسه الارض بأسمها وانها لحد دلوقت ما راحتش لابن الصاوى
هز علوان راسه بتأكيد قائلا
:حصل والمحامى مأكدلى الكلام ده بنفسه
راغب جازا فوق اسنانه ينظر الى البعيد بعينين مشتعلة حاقدة يبتسم بخبث
: حلو اووى معنى انها مفرطتش فى الارض ليه لحد دلوقت يبقى الموضوع ده وراه موال كبير وانا بقى وراه ولازم اعرفه
صمت للحظات تضيق عينيه بتفكير قائلا
:بس لو اعرف اشوفها واقعد معاها لوحدنا ولو لخمس دقايق هخليها تقولى على كل حاجة عاوز اعرفها
نطق علوان اسمه بتحذير وخشية ليلتفت اليه راغب وهو مازال يحمل ابتسامة الذئب فوق شفتيه قائلا
:متخفش يابو راغب ابنك مابيخطيش خطوة الا لما يحسب ويخطط لها صح هى بس عاوزة شوية صبر وتخطيط فى السليم وكله هيبقى بالمظبوط ويبقى يورينى ابن الصاوى هيقف قصادى وقتها ازاى
*************
#وجع_الهوى الفصل التاسع
تجمعت نساء عائلة الصاوى حول مائدة الطعام لايسمع سوى اصوات ادوات المائدة بينما يسود الصمت والهدوء فيما بينهم لفترة ليست بالقليلة حتى تحدثت زاهية قائلة بلؤم تتشدق بكلماتها
:ايه يام جلال مش ناوية تروحى تزورى مرات ابنك دى بقالها تلات تيام فى المستشفى ولسه مزورتهاش
اجابتها قدرية دون ان ترفع رأسها عن طعامها توليه كل اهتمامها
:لا مش ناوية وبعدين دى كانت اوامر جلال محدش فينا يروح وعلى العموم هى هتخرج النهاردة
لوت زاهية شفتيها للجانب قائلة بغيظ
:اه قولتيلى بقى ..وانا اللى كنت ناوية اروح ازورها انا وسلمى النهاردة بس يلا معلش
رفعت سلمى وجهها بحدة ناحية والدتها تظهر لمحة من الرعب فوق وجهها لم تفت عينى والدتها والتى اخذت تراقبها بأهتمام شاردة عن حديث قدرية الحاد لكنها اعادت انتباها اليها حين قالت قدرية بخشونة وغلظة
:خايف على الهانم لحد فينا يغلط ادمها بكلمة كده ولا كده ماهى مش فاكرة اى حاجة من يوم جوازها بجلال
اسرعت حبيبة تسألها بأهتمام تفيق من شرودها والذى اصبح ملازما لها فى الاونة الاخيرة
:طيب وهى هتفضل على حالها ده كتير؟.. طيب الدكاترة قالوا ايه وهتعمل ايه
نفضت قدرية جسدها عن المقعد قائلة بحدة
:معرفش ومش عاوزة اعرف .اما يجى اخوكى ابقى اسأليه ومش عاوزة حد يصدع دماغى بكلام عن البت دى تانى
توجهت ناحية الباب بخطوات غاضبة سريعة تتابعها الاعين لتتوقف بغتة تلتفت اليهم مرة اخرى قائلة بجمود
:اه وجلال مش عاوز حد فينا يجيب سيرة ادامها عن اى حاجة تخص جوازتهم ولا عن موت جدها لحد ما يكلمها هو ويعرفها بنفسه
انهت حديثها تخرج من الغرفة سريعا لتلتفت زاهية الى حبيبة تسألها بفضول
:يعنى ايه الكلام ده ازاى مش فاكرة هى الوقعة لخبطت دماغها ولا ايه
هزت حبيبة رأسها قائلة بذهول
:مش عارفة يا مرات عمى انا اول مرة اسمع زيك بالكلام ده ومكنتش اعرف ان ده السبب اللى مخلى جلال ميرضاش حد فينا يزورها
تنهدت باسف ناهضة من مكانها هى الاخرى قائلة
:هروح اكلم جلال وافهم منه ايه الحكاية دى واطمن عليها بالمرة
تحركت بأتجاه الباب مغادرة لتسرع زاهية قائلة باسف مصطنع
:اه روحى ياحبيبتى اطمنى عليها ماهى مرات اخوكى برضه ويهمك امرها
ثم التفت ناحية سلمى فور مغادرة حبيبة تلكزها فى ذراعها بعنف قائلة
:مالك يابت ايه حكايتك بالظبط قاعدة ساكتة ومسهمة بقالك كام يوم ليه مش عوايدك يعنى
سلمى بأرتباك وهى تحاول النهوض من مقعدها
:ابدا ياماما مالى ..مانا قاعدة كويسة اهو وبعدين عوزانى اتكلم اقول ايه
امسكت زاهية بمعصمها توقفها عن الحركة قائلة بحدة
:عليا الكلام ده يابت انتى وبعدين وشك اتخطف ليه لما جبت سيرة اننا نروح لليله المستشفى ؟انطقى وراكى ايه
شحب وجه سلمى لكنها اسرعت تجيبها تتظاهر بالنزق قائلة
:ايه ياماما هيكون ورايا ايه !كل الحكاية انى مش طايقة سيرة اللى اسمها ليله دى وانتى عوزانى اروح ليها المستشفى ... من حبى فيها يعنى
جالت عينى زاهية فوق وجهها كعينى صقر يظهر عدم تصديقها لحديث ابنتها بهم قبل ان تقول ببطء
:ماشى ياسلمى هعمل نفسى مصدقاكى بس يا ويلك منى لو اللى فى دماغى طلع صح
سلمى بخوف وارتبارك تبتعد بعينيها بعيدا عن عينى والدتها قائلة بتلعثم
:ماما ...بقولك ايه ..بلاش شغل المباحث ده...انا مش ناقصة وكفاية عليا جوازة الغم اللى رمتونى فيها ...مش ناقصة الست ليله هى كمان
نهضت زاهية عن مقعدها قائلة بهدوء يخفى ورائه الكثير
:ماشى يا سلمى هسيبك .بس عوزاكى تحمدى ربنا ان ليله مش فاكرة حاجة والا كانت عشتك هتبقى سودا مش من ابوكى .لاااا من جلال نفسه لو عرف انك ليكى يد فى اللى حصل لمراته
فورا انتهاء كلماتها اسرعت بالمغادرة تاركة خلفها سلمى تحدق فى اثرها بخوف ورعب وقد ادركت ان والدتها تعلم بما قامت به فيتسلل اليها هاجس مرعب بان يعلم شخص اخر سواها بفعلتها وقتها ستكون فى اعداد الموتى فان لم يكن بيدى والدها سيكون بيدى جلال فهو لن يرحمها ان علم انها كادت ان تنهى حياة زوجته فى لحظة غضب عمياء
*********************
لا تعلم لما انقبض قلبها حين توقفت بهم السيارة امام ذلك المنزل المهيب يتسلل اليها الخوف والقلق وهى تنزل من السيارة تقف فى انتظاره ليأتى اليها سريعا لافا ذراعه حول خصرها بحماية فرفعت عينيها اليه بوجل جعله يسرع بالابتسام لها بطمأنينة قبل ان يحثها على السير معه حتى باب المنزل المهيب قال لها بحنان ورقة
:انتى تطلعى على طول ترتاحى فى اوضتنا ومش عاوزك تجهدى نفسك خالص وانا هروح اعمل كام حاجة وهرجعلك على طول
لم تشعر سوى ويدها تتسبث بيده بقوة هامسة برجاء يتخلله الخوف
:لاا ...متسبنيش لوحدى انا معرفش حد غيرك هنا
رقت عينيه مبتسما لها بحنان رافعا يده من حول خصرها نحو وجنتها يتلمسها بنعومة قائلا
:متخفيش مش هغيب عليكى وهخلص اللى ورايا على طول .بس انا عاوزك فى الوقت ده ترتاحى لحد ما ارجعلك
لم تجد امامها سوى ان تهز رأسها له بالايجاب بتردد لاتجد ما تقوله فبرغم تشبثها هذا به الا انه مازال بالشخص الغريب عليها تخشى تلك اللحظة التى ستضطر فيها ان تعيش معه تحت سقف واحد حياة الازواج برغم انها خلال الثلاث ايام الماضية اصبحت تعتاد على وجوده معها واهتمامه الواضح بها تشعر بالضيق يتسلل اليها حين تضطره الظروف ان يغادرها لامر ما تاركا ايها مع شقيقتها او والدتها تتملل طوال غيابه جالسة متجهمة الوجه تتذمر من مزح شروق الخاص بحالتها هذة حتى عودته لها مرة اخرى لتصبح شخصا اخر تماما حين تراه
عينيها تتابع ادق تفاصيله بلهفة وانبهار حين تظن انه غافلا عنها ترتسم ابتسامة بلهاء هائمة فوق شفتيها وحين تلتقى عينيه بعينيها تتعالى دقات قلبها حتى تخشى ان يسمعها من معهم فى الغرفة تشتعل وجنتيها خجلا حين يبتسم لها ابتسامته الدافئة تلك لتخطف معها احدى دقات قلبها
ولكن وهى تقف معه الان امام ذلك المنزل المهيب تموج بداخلها مشاعر متناقضة فمن ناحية تريده معها لا يفارقها ومن ناحية اخرى تخشى وجودها معه بمفردها دون شقيقتها او والدتها
انتبهت من افكارها على صوته الهامس يناديها فرفعت عينيها اليه يظهر جليا داخلهم كل ما تشعر به من خوف ورهبة فأبتسم لها بحنان وهو يمرر طرف اصبعه فوق جسر انفها يحدثها كطفلة صغيرة خائفة
: متقلقيش كلها ساعة بالكتير وهكون معاكى مش هتأخر عليكى..تعالى يلا اعرفك على اللى فى البيت وتطلعى بعدها ترتاحى على طول
دفع الباب ممسكا بيدها بين يده يجذبها بهدوء معه الى الداخل فسارت معه بلا حول ولا قوة لتجد جمعا من عدة نساء يجلسون فى منتصف البهو لتهب احدهم فور رؤيتهم تأتى ناحيتهم هاتفة بفرحة
:ليله ...حبيبتى حمد لله على سلامتك نورتى بيتك
احتضنتها بين ذراعيها مقبلة وجنتيها بحنان شعرت ليله معها بالراحة والطمأنينة بينما قال جلال بهدوء معرفا اياها
:دى تبقى حبيبة اختى
ابتسمت لها ليلة بتردد فبادلتها حبيية الابتسام تتابعها عينيها بشفقة حين جذبها جلال يسير معها حتى توقف بها امام الباقى من الجمع المكون من سيدتين تظهر امارات الجمود ولا مبالاة فوق وجههم لا تظهر اى اشارة منهم لترحيب بها فشعرت بارتجاف قدميها زاحفا التوتر والرهبة اليها فتزداد اصابعها ضغطا فوق كف جلال الممسك بيدها وهو يعرفهن اليها بصوت قاسى خشن النبرات لتهب زاهية بأرتباك فورا ناحيتها تقبل وجنتيها بصوت عالى دون ان تلامسها قائلة بفرحة مصطنعة
:اهلا يا حبيبتى حمد على سلامتك
هزت ليله رأسها لها ببطء تحييها بخفوت اما قدرية فقد ظلت مكانها ترتشف فنجان قهوتها ببطء قبل ان تقول بأقتضاب دون ان ترفع عينيها عنه
:اهلا نورتى يا حبيبتى
لم تجيبها ليله بل ظلت واقفة تطالعها بحيرة وقلق فمن الواضح عدم محبة والدة زوجها لها والتى ظهرت بوضوح من طريقة استقبالها لها تتسأل بداخلها عما حدث بينهم حتى تعاملها بهذا الجفاء
اتى صوت جلال ليخرجها من شرودها مرة اخرى وعينيه ترسل رسالة الى والدته ان له معها حديثا بهذا الشأن استقبلتها قدرية بتملل فى مقعدها قلقا قائلا بصوت ظهر فيه غضبه المكبوت
: تعالى يا ليله اطلعك اوضتك ترتاحى فيها لحد ميعاد الغدا
مان ان خطوا خطوتين فوق الدرج حتى ظهرت فى اعلاه سلمى والتى حين رأتهم حتى شحب وجهها يظهر خوفها فى عينيها لكنها تداركت نفسها سريعا تكمل نزولها ببطء تتوقف امامهم ملقية بتحية مرحة مصطنعة قائلة
:اهلا ياليله حمدلله على السلامة انا كنت عاوزة اجى ازورك بس جلا....
لم تسمع ليله الباقى من حديثها بل كانت تحدق بها كالمغيبة تتسارع فجأة امام عينيها صور مبهمة سرعان ما اختفت تاركة خلفها الم شديد فى رأسها جعلها تتأوه بشدة ليلتفت جلال اليها قائلا بخوف ولهفة
:مالك ياليله ؟حصل ايه ايه بيوجعك
لم تجيبه بل اقتربت منه تستند بجبهتها فوق صدره مغمضة العينين لتلتف ذراع جلال حول خصرها بحماية يضمها اليه سألا اياها بقلق
:نرجع المستشفى ولا اجيبلك هنا الدكتور احسن؟
همست بضعف وصوت مختنق فوق صدره قائلة
:لاا.انا بنسب عاوزة ارتاح وهبقى بعدها كويسة
فورا وامام اعين الجميع المراقبة لما يحدث بأهتمام رفعها يحملها بين ذراعيه برفق وحماية ككنز غالى ثمين يصعد بها الدرج بخطوات سريعة رشيقة تتبعهم حبيبة بلهفة لتهب قدرية من مقعدها بعد ان غابا عن الانظار بوجه محتنق قائلة بغيظ وحنق
:شوفتوا البت ودلعها..ولا ابنى اللى هيشلنى بعمايله
زاهية بخبث وابتسامة جانبية ساخرة
: ماهى مراته وتعبانة برضه يام جلال
قدريه ضاغطة فوق أسنانها بسخط
:تعبانة! دى تعبانة وانا هعرف ازاى اكسر سمها
ابتسمت زاهية بسرور واستمتاع بينما وقفت سلمى مكانها تحدق فى اثرهم تنهشها غيرة عمياء يختفى معها كل خوفها السابق من انكشاف سرها يحل محله غضب يمتلأ قلبها غيرة وهى ترى اهتمام ولهفة جلال يتأكلها حقدها من تلك الفتاة حتى ولو كانت تدعى زوجته
***************
جلس شارد الذهن تماما عما يدور من حديث بين عمه وفواز المتعلق بالاعمال اثناء جلستهم داخل غرفة مكتبه فعقله هناك بالاعلى لدى تلك المستلقية فى حجرتهم يتأكله القلق عليها فبرغم تركه لحبيبة معها لاعتناء بها الا انه مازال لا يستطيع صرف ذهنه عنها شاردا عن كل شيئ سواها هى لذا حسم امره ينهص واقفا فجأة مغادرا ليقطع عمه حديثه يسأله
:على فين يا جلال .احنا لسه مخلصناش الشغل اللى ورانا
اجابه جلال وهو يتحرك ناحية الباب
:معلش يا عمى .دقايق وارجع لكم تانى
هنا تحدث فواز ساخرا
:سيبه يا بويا .هو جلال بقى فاضى لحد غير لل....
ترك الباقى من جملته دون اكمال بصمت ذات مغزى ليتوقف جلال فجأة عن الحركة يلتفت ناحية فواز وعينيه تضيق بحدة يسأله بتحفز
:مش فاضى الا لمين يافواز .كمل سكت ليه ..عاوز اعرف تقصد مين
توتر فواز يظهر القلق على وجهه قائلا بتوتر وهو يدير عينيه بين والده وجلال تتلعثم حروف كلماته
:مفيش يابن عمى .كل الحكاية ان مصالحنا واقفة لينا اكتر من تلات تيام ...ودلوقت قاعد معانا ومش معانا ده غير ....
نظر الى والده عينيه تسأله موافقة منه على حديثه القادم لكن اظهر صبرى رفضه حين اخذ يهز رأسه له ببطء بالرفض لكن فواز تجاهل ذلك ملتفتا ناحية جلال مرة اخرى الواقف بتحفز يتابع ما يحدث بعينين اصبحت قاتمة غير مقرؤة التعبير ليقول فواز بصوت حاول اظهاره ثابتا
:ده غير موضوع الارض اللى مش عاوز يخلص واحنا داخلين على شهرين اهو ومفيش اى جديد حصل فيه دانا حتى قلت انك هتستغل انها مش فاكرة حاجة وتمضيها ونخلص منه بقى الموال ده
هز راسه بتعجب غافلا تماما عن جلال وقد نفر شريان عنقه ينتفض بعنف ضاغطا بشده فوق فكه حتى كاد يسمع صرير اسنانه و فواز يكمل مستنكرا
: بس بنت المغاربة سايقة العوج عليك وعلينا والموضوع طول ومسخ ونسيت احنا نسيبناهم ليه وعلشان ....
فى طرفة عين وقبل انتهاء حديثه كان قد تحرك جلال بأتجاهه يطبق بقبضته فوق عنقه بقسوة لتجحظ عينى فواز رعبا ترتعش قدميه حين فح جلال من بين اسنانه بغضب مكبوت
:كلمة تانية عنها وهنسى انك ابن عمى واعرفك تتكلم عن مراتى ازاى بعد كده
صبرى وقد هب عن مقعده يحاول فصم قبضة جلال من حول عنق ولده قائلا برجاء واسف
:حقك عليا انا يا جلال يابنى انت عارفه طول عمره لسانه سابق عقله
لم يستجب جلال ولو بطرفة عين عينيه تتركز بشراسة فوق وجه فواز والذى اخذ يستعطفه هو الاخر بعينيه وشفاه جافة من شدة الخوف قائلا
حقك عليا يابن عمى انا بس كل الحكاية خايف عليك وعلى مصا...
جلال مقتربا بوجهه منه قائلا باستهزاء شرس
خايف ! خايف على ايه ؟ومن مين؟ومن امتى انت بتخاف على حد غير نفسك
صبرى باستعطاف
:علشان خاطرى ياجلال لو ليا معزة عند سيبه يابنى
لم يستجيب جلال له عينيه مسلطة فوق فواز المرتعد امامه للحظة مرت كالدهر قبل ان يفك حصار قبضته من حول عنق فواز استجابة لرجاء عمه مبتعدا بخشونة وحدة عنه قائلا باقتضاب
:كلمة ومش هكررها تانى محدش يدخل فاللى بينى وبين مراتى ولو حصلت تانى محدش يزعل بعدها من اللى هعمله
فتح صبرى فمه ليجيبه ولكن يأتى دخول حبيبة العاصف للغرفة مقاطعا اياه حين صرخت بفزع ورعب
:الحقنى يا جلال الحقنى ليلة وقعت من طولها ومش عارفة اعملها حاجة
********************
تسمرت قدميه حين دلف الى الغرفة فيجدها ترقد فوق الفراش بلا حراك يشعر بدقات قلبه تتسارع رعبا ولهفة عليها تمر داخل عقله ذكرى رؤيته لها بذلك الوضع منذ فترة قصيرة للحظة مرت عليه كالجحيم قبل يهرول بأتجاهها يصعد فوق الفراش مستندا عليه بركبتيه جوارها يجذب جسدها المتراخى الى صدره هاتفا بأسمها بصوت جزع ملهوف لم تسمعه حبيبة ابدا منه واقفة تراقب مايحدث بعيون مذهولة قلقة وهى ترى شقيقها بتلك الحالة من العاطفة لاول مرة فى حياتهم معا وقد اخذ يربت فوق وجنة ليله وهو مازال يناديها بذلك الصوت الخشن الاجش وحين لم يجد استجابة منها رفع عينيه الى حبيبة قائلا بلهفة وصوت مختنق
:حبيبة الحقينى ..ابعتى هاتى الدكتور
اسرعت فى اتجاه الباب تنفيذا لامره لكنها توقفت حين قال بتردد ولهفة
: لاا استنى .هاتى اى حاجة افوقها بيها الاول
اسرعت باتجاه طاولة الزينة تختطف من فوقها زجاجة من العطر ثم تأتى بها اليه فاخذها يضع بضع قطرات فوق كفه ثم يقربه من انف ليله يسأل وعينيه تتابع بأهتمام ولهفة اى اشارة منها عن عودتها الى وعيها
:ايه اللى حصل ووصلها لكده ؟
اخذت حبيبة تفرك كفيها معا أرتباكا قائلة
:كانت بتتكلم مع مرات عمها فى التليفون وسألتها عن عن .....
رفع جلال وجهه ببطء عينيه تلتمع بشراسة يسألها بخشونة ونفاذ صبر
: سألتها عن ايه بالظبط انطقى
فزت حبيبة فزعا تجيبه بتلعثم
:سألتها ع...عن ...جدها وفجأة لقيتها وقعت من طولها....ومعرفتش اعمل حاجة
اغمض جلال عينيه بقوة لاعنا من بين انفاسه لكنه عاد فورا بأهتمامه الى ليله حين بدأ يصدر عنها همهمات ضعيفة تنبأ عن استعادتها للوعى
فتحت عينيها تنظر حولها ببطء حتى وقعت انظارها فوق جلال كغريق يبحث عن طوق النجاة ترتعش شفتيها هامسة بأسمه بألم عينيها تغشاها الدموع تسأله اجابة عن سؤال عجزت شفتيها عن نطقه فلم يتمالك نفسه وهو يرى كل هذة الالالم بعينيها يجذبها الى صدره بحماية يكاد يغمرها داخل احضانه زافرا بقوة وبلا حيلة يتمنى لو يستطيع انكار اجابة هذا السؤال وهو يشعر بها ترتجف بين ذراعيه بفعل قوة شهقات بكائها دافنة وجهها بعنقه حين ادركت الاجابة دون ان ينطق بها تزداد حدة بكائها بصوت تقطع له نياط قلبه
فيزيد من ضمها اليه وهو يهمس بصوت متحشرج
: عيطى يا حبيبتى ..طلعى كل حزنك عليه ..اعملى كل حاجة ممكن تريحك ...وانا هنا جنبك مش هسيبك ابدا
ازداد تشبثها به ينتفض جسدها من عنف شهقات بكائها فاخذ جلال يهدهدها كطفلة صغيرة هامسا لها بنعومة ورقة بكلمات مواسية حنون محاولا التخفيف عنها ليظلا على حالهم هذا غافلين عن انسحاب حبيبة الهادئ من الغرفة وهى تتمازج مشاعرها مابين الشفقة على ما راته امامها من انهيار ليله التام
وبين الذهول لما رأت عليه شقيقها وهى تراه لاول مرة بهذه الحالة من الضعف كانت المسئولة عنها من كانت قابعة بين احضانه الان...
مرت الدقائق عليها وهما على هذا الوضع يستكين رأسها بين حنايا عنقه وقد توقفت اخيرا عن البكاء تضمها ذراعيه اليه بحنان يحدثها برفق وحنان مواسيا قائلا
:انا عارف انك كنتى بتحبيه ..وهو كمان كان بيحبك .. يمكن اكتر من اى حد ..وعمل كل حاجة يقدر يعملها علشان يكون مطمن عليكى
رفعت رأسها ببطء اليه وجهها شديد الاحمرار ملطخ بدموعها وشفاه مرتعشة الما وحزنا لينقلب كيانه لرؤيتها بهذه الحالة يمد اصابعه لتتخلل خصلات شعرها قائلا بصوت اجش
::صدقينى ياليله هو حاسس بيكى ومعاكى و انتى بتدعيله على طول بالرحمة
ابتلعت ليله لعابها تخفض عينيها عنه هامسة بصوت خافت متألم
:كنت دايما خايفة من اليوم ده خايفة يسبنى لوحدى فى الدنيا مليش ليا فيها حد غيره خايفة يسبنى من غير ضهر ولا حماية
قرب جلال وجهها اليه يهتف امام عينيها و عينيه تحمل كل وعود العالم بالحماية
:اوعى تقولى كده تانى وانا موجود ... انا ضهرك وحمايتك ..مستعد اهد العالم ده كله علشانك ...
جذب راسها اليه مرة اخرى يحتضنها فوق صدره بقوة بانفاس ثقيلة وقلب منقبض وهو يهمس لنفسه قبل ان يكون لها بصوت مرتجف
: محدش يقدر يمسك حتى ولو بكلمة طول مانا موجود كفاية كنت هخسرك مرة ومعنديش استعداد اخسرك تانى
********************
:يابنى بقولك سألتنى عن جدك لما كلمتها
هتفت فوزية بكلماتها تلك لولدها راغب حين سألها مرة اخرى عما حدث فى مكالمتها لليله بعد ان استمع الى تلك المكالمة على غفلة منها لياخذها الى الغرفة بعد ذلك فى محاولة لاستجوابها عن فحوى تلك المكالمة ليقول بعدها بتوتر وعصبية
:طيب ده معناه ايه عاوز افهم ؟ازاى هتسأل عنه وليه ..طيب هى ردت بأيه بعد ما عرفيتها انه مات
تنهدت فوزية بقلة صبر قائلة
:زاى ما قلتلك قبل سابق صوتها راح ومسمعتش غير واحدة بتصرخ وبتنادى عليها
دفع راغب اصابعه فى شعره بعنف يهتف
:طيب حصل ايه مانا لازم اعرف
صمت قليلا يجوب ارض الغرفة بعصبية قبل ان يلتفت يسألها بحدة وصوت حاد
: هى مرات عمى قالتلك هى عندها ايه بالظبط
اسرعت فوزية تجيبه قائلة
: ابدا كل اللى قالته لما سألتها عن خروجها عهى وشروق كل يوم والتانى ان ليلة تعبانة شوية وهما بيروحوا يزروها
لتكمل بتمهل تتوجس عينيها خشية وهى تتابع رده فعله عن حديثها القادم
:دانا حتى قلت يمكن تكون حامل فقلت اكلمها اطمن عليها
اشتعلت عينى راغب شراسة و غيرة لتسرع فى تصحيح كلماتها فورا قائلة
:بس الظاهر الموضوع اكبر من كده خالص
وقف راغب مكانه كتمثال قد من حجر عينيه تضيق بتفكير لدقائق كانت والدته تراقبه خلالهم بتوتر تتسأل بصمت عما يدور فى رأس ولدها تخشى ردة فعله فهى اعلم الناس به لكنها ذهلت بقوة حين ارتفعت بسمة مفترسة فوق شفتيه قائلا بخبث وعينيه داخلهم الكثير والكثير
: اماه ..جهزى حالك واعملى زيارة حلوة كده علشان عندك مشوار لحد بيت عايلة الصاوى
******★*********★**********
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق