رواية نقطة ثقة الفصل الاول والثاني بقلم ناهد خالد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية نقطة ثقة الفصل الاول والثاني بقلم ناهد خالد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
انا مسرقتش حاجة والله.. هسرق ليه وانا بقالي معاكوا ٣ سنين عمري ما مديت ايدي على حاجة مش بتاعتي.
قالتها "رغد" برعب وهي بتبص لكل الواقفين وكأنهم ناصبين لها محكمة، وبالاخص جوزها اللي واقف ساكت من وقت ما مرات اخوه رمت باتهامها، فبصتله وقالت:
_ ماتتكلم يا محمد، انتَ ساكت ليه؟ ماتقولهم اني مستحيل اعمل كده.
وقبل ما يرد اتدخل اخوه وهو بيقول:
_مش انتِ طلبتي منه من كام يوم ٧ الاف جنيه عشان تجيبي تليفون جديد بدل اللي اتحرق، وهو قالك ممعيش واستنى للشهر الجاي.. شكلك مقدرتيش تصبري وقولتي اتصرف.
اشارت ل "محمد" بذهول وغضب:
_ايه يعرف اخوك باللي بيني وبينك؟ ايه اللي يخليكي تقوله على طلباتي منك؟
_ عشان البيه كان طلب مني فلوس سُلفة عشان يديهالك تشتري التليفون.
كان رد اخوه قبل هو ما يتكلم..
_ فانا هسرق عشان تليفون؟ طب يا ترى بقى خاتم بنتكوا اللي ميجيبش جرام هيجبلي ال٧ الاف اللي عوزاهم؟
قالت زينب بتريقة:
_ما يمكن محوشة من ورا جوزك قرش كده ولا كده وعاوزه تكملي عليه.
هزت رغد راسها بنفي وصدمة وبصت لمحمد تصرخ فيه بغضب:
_ما تتكلم انتَ ساكت ليه؟ سكوتك ده ملوش غير معنى واحد...
قاطعتها زينب:
_انه مصدق.. هو يعني مين هيكدب عنيه، ماحنا مطلعين الخاتم من درج المكتب في شقتك.. يعني مش بنتهمك باطل.
اتكلم محمود اخوه:
_بالضبط، احنا لا بنرمي بلانا عليكي ولا بنتهمك باطل.. ايه تفسيرك بقى؟
سكتت شوية ومش عارفه ترد تقول ايه، وفي الاخر ردت بحيرة:
_ لو قولت مش عارفه ايه جابه في شقتي.. هتصدقوني؟
_لأ.
قالتها زينب بحدة وتحدي، فبصت لها رغد وقالت بابتسامة وجع:
_ يبقى مفيش داعي اقول حاجة، شوفوا عاوزين تعملوا ايه واعملوه.
قال محمود بضيق:
_هنعمل ايه يعني، انتي في الآخر مرات اخويا، بس يا ريت ده ميتكررش تاني واحنا مش هنقول لحد على اللي حصل.
بصتلهم بوجع رهيب بيكبر جواها لسببين.. اولهم سكوت جوزها المستفز، وتانيهم انها بقت حرمية شفقوا عليها واتستروا عليها اكرامًا لمحمد..
_ هو ايه اللي بيحصل هنا؟!
بصوا كلهم لباب الشقة فشافوا أم محمد ومحمود وهي واقفة مستندة على عصايتها، فقال محمود:
_ مفيش حاجه يا ماما دي رغد كانت تعبت شويه وط...
_ لا، مش هنخبي على ماما لانها من البيت مش حد غريب، حتى عشان تحرص هي كمان..
بصلها محمود بغضب وقال:
_بس يا زينب اسكتي.. يلا على تحت..
وقفتهم أم محمود وهي بتقول:
_استنى يا محمود، هي تقصد ايه بكلامها.
وهنا خرجت رغد من سكوتها وقالت من بين دموعها:
-انا هقولك يقصدوا ايه, أصل زينب متهماني اني سرقت خاتم بنتها فعاوزه تعرفك عشان انتِ كمان تحرصي مني.. مانا حرامية بقى.
بصت لهم ام محمود باستغراب ورفض للي بتسمعه وقالت:
- انتوا بتقولوا ايه؟ مين ده اللي سرق؟ احنا ما عندناش حد حرامي عشان تقولوا حد فيكم سرق.
ردت زينب باستهزاء:
- واهو طلع فيه يا ماما, طلع عندنا حرامية واحنا ما نعرفش.
بصت لها أم محمود بضيق وهي بتقول:
-اسكتي انتِ وبلاش تدخلي في الكلام, انا موجوده ورجالتي الاتنين واقفين , عيب لما تتكلمي.. ولا احنا كلنا مش ماليين عينك!
-انا بس بتكلم عشان انا اللي اكتشفت سرقتها, واللي سرقته ده من بنتي مش من حد غريب.
- وجوزك موجود يعرف يقول ايه اللي حصل كويس.
بعدها بصت لمحمود تسأله:
- قولي يا محمود ايه اللي حصل؟
اتنهد وهو بيقول:
- ولا حاجه شهد بنتي طلعت تلعب هنا شويه زي كل يوم نزلت من غير الخاتم بتاعها, ولما ام امها سألتها عليه قالتلها ان وهي بتلعب كان وجع ايديها فقلعته وسابته جنبها وبعدها شافت رغد وهي بتاخده وبتحطه في درج الجزامة, طلعنا نسأل رغد عليه قالت انها ما شافتوش, حصل شويه مشاده ما بينهم ودخلت زينب تدور على الخاتم في الجزامة ولقته هي دي كل الحكاية.
بصت ام محمود لزينب وهي بتقول:
-وانتِ مين سمحلك انك تدخلي تفتشي في شقتها؟
بصيت لها باستغراب وذهول:
- هو ده كل اللي فرق معاكي في الموضوع اني دخلت فتشت في شقتها؟ وانا بقى كان المفروض اعمل ايه! نقف نتكلم لحد ما هي تخبي الخاتم في مكان تاني وما نعرفش نلاقيه ولا حد يكتشف عملتها.
خبطت الأرض بعصايتها وقالت:
- بطلي تقولي كده قلتلك 100 مره ما حدش هنا حرامي, انا ما بدخلش بيتي اي حد, وان كانت هي حرامية يبقى انتِ كمان زيها, زي ما اخترتها اخترتك, انا عارفه رغد كويس وعارفه اهلها كلهم وعارفه تربيتهم ليها استحاله تعمل حاجه زي دي.
رد محمود بتردد:
- ايوه يا ماما بس احنا لقينا الخاتم فعلاً في الدرج.
وهنا بصت لمحمد وهي بتسأله:
- انت ساكت ليه؟ ما ترد, دافع عن مراتك او حتى اديها قلمين لو انتَ شاكك فيها.
هز راسه وهو بيقول:
يتبع......
الجزء الثاني
دافع عن مراتك او حتى اديها قلمين لو انتَ شاكك فيها.
هز راسه وهو بيقول:
-انا مش شاكك فيها, بس هتجنن عمال افكر ازاي الخاتم فعلًا لقوه في الدرج.
رفعت ام محمود حاجبها باستهزاء وهي بتقول:
- بس! لا ما انت! مادام قلت بس يبقى ما ينفعش تقول بعدها حاجة, ما هو يا إما لأ انا مش شاكك فيها وتقطم على كده, يا إما كلمة بس دي يبقى انتَ شاكك.
حاول الكلام وهو بيقول بتوتر:
-يا ماما..
قاطعه محمود بيقول:
-يا ماما خلينا نفكر بالعقل بعيد عن عواطفنا, احنا ناس شوفنا بعيننا الخاتم طالع من الدرج زي ما شهد قالت, يا ستي احنا مش شاكين في رغد بس قوليلنا تفسير ايه جاب الخاتم عندها؟
هزت ام محمود راسها وهي بتقول:
- وارد تكون شهد هي اللي كانت بتلعب وحطيت الخاتم في الدرج.
-طب وايه اللي هيخليها تقول ان رغد اللي خدته؟ شهد عيله صغيرة ما تعرفش تألف كل المواضيع دي!
قالها محمود فردت أمه وهي بتبص لزينب:
-والله دي بقى بنتكم انتم, وانتم ملزمين تسألوها وتعرفوا منها الحقيقة اللي بجد, لكن لحد ما ده يحصل انا مش عاوزه اسمع حد في البيت ده كله بينطق حرف على إن في حد هنا حرامي, يا إما انا اللي هقفله.
كل ده ورغد ساكته, بتبصلهم وكأنها في فيلم سخيف وحقير هي عارفة كويس أوي من تأليف مين, دموعها نازلة في صمت لحد ما خرجوا من الشقة فدخلت أوضتها قفلت عليها الباب وقعدت على السرير تبص قدامها ودموعها نازلة وكل حرف حصل بيتردد في ودنها.
********
تاني يوم الصبح خرجت من اوضتها بعد ما فضلت فيها طول الليل وحتى لما محمد فضل يخبط على الباب بيحاول يتكلم معاها رفضت من غير ما ترد عليها, لحد ما هو زهق ويأس انها تفتح او تتكلم معاه.
عملت فنجان قهوة وشربته من غير فطار لأنها كان عندها صداع جامد من العياط والتفكير طول الليل, ومع تفكيرها في اللي حصل واتهامها البشع, كانت كمان بتفتكر رد فعله وهو واقف ساكت طول كلامهم ولما أمه سألته قال لها "بس" كان واضح عليه انه متردد وحيران ومش عارف اذا كان شاكك فيها ولا متأكد انها ما تعملش كده ودا وجعها جدًا.
وقفت في المطبخ بتعمل القهوة ومتابعاها وهي على البوتاجاز فحست بيه وهو واقف وراها وبيحط ايده على كتفها, ففورًا حركت كتفها بعصبيه عشان تبعد عنه وقالت بعصبية ظهر فيها الغضب:
- ابعد ايدك عني وما تلمسنيش.
بعد ايده عنها بيتجنب غضبها اللي واضح وقال:
- ممكن افهم مختفية من امبارح ليه؟ وقافله على نفسك ومش راضية تتكلمي معايا.
فضلت اقلب القهوه من غير ما تكلف نفسها انها تبصله حتى لحد ما هو غضب من تجاهلها ولفها له بعد ما قفل مفتاح عين البوتاجاز وقال:
-انا بكلِمك ردي عليا.
بصتله بهدوء ظاهري للحظه قبل ما تتكلم ببرود:
-ارد عليك اقولك ايه؟
هدى نفسه وهو بيجاوبها:
- تردي تقوليلي زعلانه مني ليه؟ ودلوقتي بتتعاملي معايا بالأسلوب ده.
بصتله شويه وبعدين قالت بابتسامة سخيفة:
- اه صح المفروض انتَ اللي تاخد مني جنب وتعاقبني, مش انا بقى حرامية وكده.
اتنهد وهو بيفهم اللي بتحاول تعمله فقال:
- طيب انتِ شكلك زعلانه مني من امبارح, رغم إني امبارح ما اتكلمتش ولا قلت اي حاجه تهينك او توجعك, انا ما قلتش حاجه....
قاطعته وهي بتقول بحدة و عصبية:
- انتَ ما قلتش حاجه اصلًا, ما قلتش حاجه خالص, ولما اتكلمت قلت انا هتجنن ازاي الخاتم موجود هنا, انا مش شاكك فيها بس ازاي الخاتم هنا.
دمعت عينيها وهي بتكمل:
- انتَ عارف كل اللي مامتك قالته كنت مستنياك انتَ تقوله, لما وقفت قدامهم وقالت احنا ما عندناش حد حرامي انا واثقه فيها وفي تربيتها وفي اهلها واستحاله تسرق, كنت مستنية اسمع الكلام ده منك انتَ, وهي بردو كان معاها حق لما قالتلك لو انتَ هتقول كلمة بس يبقى انتَ شاكك فيها...
حاولي يبرر موقفه وهو بيقول:
- حطي نفسك مكاني, انا كنت مصدوم من كل اللي بيحصل مش عارف امتى وفين اصلًا ده حصل, فجأة بيخبطوا علينا وبيسألوا على الخاتم وبتحصل مشكلة بينك وبين زينب وفجأة بتدخل تدور على الخاتم في المكان اللي بنتها قالت عليه وبتلاقيه, انا ما كنتش ملاحق استوعب كل ده اصلًا.
رفعت حاجبها بسخرية وهي بتسأله:
- يا عيني ما كنتش مستوعب! واحنا بقى كان المفروض نوقف كل حاجه وأي كلام وأي حوارات لحد ما حضرتك تاخد وقتك وتستوعب عشان تعرف تدافع عن مراتك, طب ما انا كمان ما كنتش مستوعبه, انا كمان اتفاجئت وكنت في صدمة وحاسة إن في خرسانة وقعت على دماغي, كنت اعمل ايه بقى؟ اعمل زيك واقف ماردش واسيبهم يقولوا اللي يقولوه فيا, وايه اصلاً انا ما كنتش مستوعب دي, انتَ مصدق نفسك!
-اه مصدق نفسي, واللي بقوله ده هو اللي حصل, وانتِ لازم تصدقي ان ده كان احساسي وقتها مش كان شك فيكي.
-ولما قلتلهم انا مش شاكك فيها بس هتجنن واعرف الخاتم جه هنا ازاي ده كان معناه ايه؟
اتكلم بعصبية وهو بيشاور بدراعه:
-جملة واضحة وصريحة, انا مش شاكك فيها بس عاوز اعرف ايه جاب الخاتم هنا, انتِ نفسك مش هتتجنني وتعرفي إجابة السؤال ده, هل ده معناه ان انتِ شاكه في نفسك؟
هزت رأسها وهي بتقول بعدم اقتناع:
- مش مبرر, كل اللي انتَ بتقوله ده مش مبرر, مش هينفع انك تقف ساكت وتسمع اللي هم بيقولوه وما تدافعش عني, انتَ عارف انتَ حسستني بإيه؟
تكملة الرواية بعد قليل
تعليقات
إرسال تعليق