القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشق يفوق الغيوم الفصل الاول إلى الفصل السابع بقلم زهرة الحياة حصريه

 رواية عشق يفوق الغيوم الفصل الاول إلى الفصل السابع بقلم زهرة الحياة حصريه 




رواية عشق يفوق الغيوم الفصل الاول إلى الفصل السابع بقلم زهرة الحياة حصريه 




في منزل بسيط في احد الاحياء الشعبية في مدينة القاهرة تستيقظ بطلتنا علي صوت المنبه المزعج اخذت تتمطع في سريرها متدت يديها بتكاسل لتطفئ المنبه رفعت الغطاءوخرجت ذاهبة لللاستحمام قبل ذهابهالجمعتها وفي طريقها وجدت جدتها تعد لها الفطار قامت باحتضنها وتقبيلها 

«صباح الفل والعسل والياسمين علي احسن فوزية فيكي ياجمهورية» 

قهقهت جدتها ياصباح القطة عليكي ياملوكة يابكاشة يلا شهلي بسرعة قبل مالفطار مايبرد» 

كادت ان تذهب لكنها عادت وتسأالت هوجدو فين ليه نايم»... 

وكادت ان تذهب لغرفتوا ظنا منها انهه مزال نائم الا الان 

قاطعتهاجدتها 

لا ياحبيبتي جدك فطر ونزل بدري مانتي عارفة شغلو

لازم يكون هناك قبل الموظفين» 

ااه صح نسيت بس ان شاء الله بكره اشتغل واريحوا من التعب ده» 

قالتها بفخر شديد 

«يلا بلاش غلبة انتي خلصي سنة اولي الاول وبعدين اتكلمي» 

شهقت ملاك بصدمة» انتي بتتريقي عليا ياتيتة ماشي انا 

هسكت بس علشان انتي تيتة وانا طيبة وقلبي ابيض» 

وذهبت الاستحمام وخرجت واردتت بنطال جينس ثلجي 

وبلوزة سوداء واسعة قليلة تصل لنصف فخذيها يتوسطها 

حزام فضي وبوت رياضي ابيض وحقيبة جانبية سوداء وجلبت كتبها وخرجت تودع جدتها» 

«يلا ياتيتة ادعيلي والنبي النهارده ااخر امتحان والمادة رخمة 

والدكتور بتاعها ارخم بس خلاص هانت النهارده ااخر امتحان 

وبعد كده شهرين اجازة ياه»... 

«قطعتها جدتها» 

يابت بلاش رغي اتاخرتي يلا ربنا معاكي ويبعد عنك اليكرهوكي قادر ياكريم،، 

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

في مكان اخر وتحديدا في شركة AS للعقارات والبناء في هذا البناء الضخم المتكون من عشرات الطوابق والاف العمال 

الذين يعملون كاخلية نحل فلا مجال للاستهزاء او تضييع الوقت فمديرهم لايرحم ففي هذا الصرح العملاق نجد اكثر من مئات الاقسام والمكاتب وفي اخر طابق حيث الادارة 

العامة المكونة من قاعة اجتمعات كبيرة جدا ومكتب الامجد 

كبير بعض الشئ ومكتب للسكرتيرة الخاصة به 

وفي مكتب ااخر اقل مايقال عنه انه فخم كأنه صمم لرئيس

دولة ليس رجل اعمال فهو مصنوع من الخشب والجلد 

واسع جدا يحتوي علي طاولة اجتمعات ومكتبة تضم مئات الكتب وعدة اطقم كنب جلدية فاخرة.. 


وعلي هذا المكتب الكبير نجد هذا الكائن الضخم عريض المنكبين حاد الملامح عاقد الحاجبين وعيناه كصقر سوف 

ينقضي علي فريسته يجلس علي كرسيه الوثير يدخن من دخانه الفاخر ويدقق النظر في الملف الموجود بين يديه.... 


ويقطع هذا الصمت دخول امجد المفاجئ 

«هو مفيش بابا تخبط عليه ياحيوان انت داخل كده ليه» 

قالها ادهم بصوت عالي ممزوج بغضب واضح 

ولاكن مقابل ذلك قابلها امجد بقهقهة كاعدته 

«هو انا عمري دخلت عليك المكتب وخبطت علي الباب 

ماظنش انوا حصل ماعلينا كنت عايزك في موضوع» 

تأفف ادهم من ابن عمه وعادته السئة 

«نعم اخلص قول عايز ايه انا مش فاضيلك،،... 


ايه ياكبيرخلقك ضيق ليه روق كده واطلب قهوة من 

السكرتيرة القمر البرة يابختك بيها م,,... 

كاد ان يكمل الي ان جهر ادهم بصوته الغليظ 

،، امجد.... لو جاي علشان تهزر انا مش فاضيلك وراية شغل وعاوز اخلصه وعندي اجتماع كمان ساعة اخلص وقول جاي ليه,, 


بلع امجد ريقه خوفا من غضب ابن عمه وقال بصوت منخفض


« حاضر بس روق علشان الموضوع مش عاوز عصبيتك» 

زفر ادهم بعدم رضا من امجد 

«اخلص انت لسه هتقول مقدمات» 

بس في عم حسن السواق بتاع الموظفين انت عارفة النهارده جالي وقالي ان عنده بنته بتدرس هندسة ومن اوائل الجامعة 

وعندها شهرين اجازة عاوزة تيجي تتدرب عندنا وقبل ماتقولي انو التدريب مش دلوقتي وبتاع طلاب اخر سنة 

انا قلتله الكلام ده وهو اترجاني وانا بصراحة الرجال له جميل فرقبتي ومعرفتش ققول له لا 


وانا مش عايز منك الا انك توافق وبس وهما شهرين 

والبنت ترجع جامعتها واي حاجة تحصل انا المسؤل عنها.... 

هاقولت ايه» 

اخذ ادهم نفس من سيجارته الفاخرة ونفخها بضيق قائلا 

«يعني انت علشان الراجل تبرعلك بشوية دم في الحادثة بتاعتك خلاص بقا ليه جمايل عليك مانت زودت المرتب بتاعه الضعف عموما انا م موافق اطلع برة,,، 


هو ايه ال مش موافق واطلع برة وبعدين الراجل كتر خيره

«مش احسن من الي مسألش فياالا بعد اسبوع» 

،، وكنت عاوزني اعملك ايه يعني،،،، وانا اصلا كنت مسافر ولما وصلت عرفت بالحصل ورحتلك،،،، وبعدين ماكنتش اعرف انك شايل فقلبك كده,,، 

قال الاخيرة بسخرية واضحة 

اخذ امجد نفس عميق ماعلينا،، بصالبنت انا شوفت اوراقها 

البنت شاطرةجدا وبتتكلم لغات انجليزي وفرنساوي والماني 

انا هستفيد من وجودها معاية بلاش عند وخلاص،، 

يتبع....


#الحلقة ال التانية» 


نفخ ادهم بعدم رضا فهو غير متفرغ لهذه الامور التافه من وجهة نظره فلديه ما هو اهم فهو دائماً ما يقول ان وقته بملايين

“امجد بص انتا ليك فالشركة دي زي ما انا ليا بالضبط فعشان كده اعمل الي انته عايزه بس انا مش مقتنع واي مشكلة تحصل من بنت السواق انتي المسؤول قدامي ويلا روح مكتبك جهز نفسك للاجتماع ومتنساش تجيب ملف الكومباوند بتاع التجمع الخامس لازم نعمل دراسة شاملة يلا اطلع برة ”

خرج امجد من مكتب ادهم متوجهاً لمكتبه

لانهاء الاعمال المترتبة عليه

**************

في جامعة ملاك نجدها تخرج من قاعة الامتحان تزفر براحة لأنها واخيراً انتهت من الامتحانات وسحبت هاتفها ذو الطراز القديم بعض الشئ من حقيبتها لتهاتف جدتها وتطمئن عليها فاتصلت بها عدة مرات فلم تجب عليها تسرب الرعب الى قلبها واخذت تسرع في الخطوات حتى تخرج من الجامعة لتعود الى بيتها لتطمأن على جدتها خوفاً من ان يكون حدث لها اي مكروه واثناء مسيرها ارتطمت بشئ صلب ورفعت رأسها اذا بهذا الجاسر الذي تكره الجامعة بسببه ينظر اليها نظرات وقحة وسرعان ما ان ابتعدت عنه وسارت في طريقها وهي تشتمه بسرها

اما جاسر تأملها وهي ذاهبة

“هتروحي مني فين هتيجي بالذوق بالعافية هتيجي وهاخد الي انا عاوزه”

وذهب لصديقه الذي اوكله ان يصور الذي حدث منذ قليل ليستخدمه في الضغط على ملاك فهي الفتاة الوحيدة التي رفضته فهو جاسر الحداد ابن رجل الاعمال المشهور مدحت الحداد كيف لفتاة فقيرة كملاك ان تقول له لا

*************

وفي بيت ملاك نجدها تفتح الباب وهي تلهث وصدرها يعلو ويهبط من شدة التعب بسبب الركض ورمت حقيبتها على احد الكراسي القريبة واخذت تبحث عن جدتها اذا بها تجدها تؤدي صلاتها زفرت ملاك براحة فخافت على جدتها جداً لانها مريضة سكر وما ان انهت صلاتها حتى ارتمت في حجرها تعاتبها

“كده يا تيتة تخضيني عليكي والنبي ماتعملي كده تاني لما اتصل بيكي تردي بسرعة ما تخوفنيش عليكي يا فوفو ”

” ما تأخذنيش يا بنتي كانت عندي جارتنا ام عماد بتشرب معايا القهوة وما مسمعتوش ، ولما شفته كنت هتصل بيكي بس فصل شحن ونسيت اشحنه واكلمك سيبك مني وقوليلي امتحانك كان عامل ايه ….”

اخذت تحدث جدتها بحماس بما جاءها بالامتحان

“وبس هو ده الي حصل بس ما تخفيش الاولى كالعادة هو انا اي حد ده انا ملاك محمد حسن ”

قهقهت جدتها “طب يلا يا ملاك محمد حسن روحي غيري هدومك اكون انا جهزت الاكل جدك زمانه على وصول ”

“حاضر دقيقة واكون عندك فالمطبخ اساعدك ”

وبعد ما يقارب الساعة وصل الحاج حسن الى بيته يحمل في يديه بعض من مستلزمات البيت وما ان فتح الباب حتى قابلته ملاك حاضنة اياه مقبلة جبهته

“هات عنك يا جدو يا عسل يلا بسرعة غير هدومك عشان انا عملالك صنية بطاطس بالفراخ هتاكل صوابعك وراها ……”

وقبل ان تكمل قاطعها جدها “انتي الي عملاها ولا جدتك ”

قالت بتذمر وعبوس كالاطفال”هو انا وجدتي مش واحد ولا ايه وبعدين انا الي سخنتها وعملت السلطة وحطيت الاطباق ع السفرة هو يعني ده مش كفاية”

قبلها جدها على خدها الذي يشبه خد البيبي “خلاص ولاتزعلي خلينا ناكل وليكي عندي خبر حلو ”

“هو ايه الخبر ده ياجدو قولي دلوقتي عشان تفتح نفسي على الاكل ” قالتها بعبوس ونظرت اليه كجرو وديع نظرات تجعل الحجر يلين لها

“لا متبصليش كده مش هضعف ومش هقلك ”

وبعد تناول الغداء جلس الحاج حسن يتناول الشاي وملاك تهز قدماها وفضولها يأكلها تريد ان تعرف ما هو الخبر الذي سيقوله جدها

حتى هبت واقفة قائلة “يلا ياجدو ادينا اكلنا وشربنا شاي يلا قول والنبي”

تنهد الحاج حسن باستمتاع على فتاته الصغيرة المتحمسة لمعرفة الخبر ” النهاردة البشمهندس امجد ابن عم صاحب الشركة كلمني ….”

“ايوة وقالك ايه ها…”

“قالي خليها تيجي من بكرة تدرب تحت اشرافي ”

قفزت ملاك فرحة بهذا الخبر واحتضنت جدها وقبلته فهي تريد ان تتدرب وتستثمر وقت فراغها صحيح انهم شهرين فقط ولكن ستحاول ان تتعلم كل شئ يفيدها في دراستها في هذه المدة

قالت الحاجة فوزية “وهو البشمهندس امجد ده محترم يعني كويس نقدر نأمن على البنت تتدرب عنده شهرين يا حج ”

اجابها الحاج حسن”ايوه ده انا اضمنه برقبتي راجل محترم وبحب الناس مش زي ابن عمه اعوذ بالله على طول مكشر وعصبي ومش طايق نفسه عكس ابن اعمه البشمهندس امجد خالص يلا الحمد لله البنت هتدرب مع راجل كويس ”

ثم وجه كلامه لملاك “بصي يا حبيبتي بكرة على 8 بالدقيقة تكوني على باب الشركة وتسألي على مكتب المستر امجد عند الاستقبال هو ساب ليهم

خبر عنك عاوزك تبيضي وشي ومتعمليش مشاكل وماتخفيش وخليكي قوية وأوعي تقربي من مكتب البشمهندس ادهم ده راجل شراني وايده طايلة واحنا مش قده يا بنتي خليكي مع مستر امجد وبس تمام”

“حاضر يا جدو الي انتا عاوزه هيحصل وما تخفش عليا انا رايحة اتدرب وخلاص ما ليش في اي حاجة تانية ”

واخذ الحاج حسن يحدثهم عن يومه فهو سائق للموظفين في شركة ادهم السيوفي وحدثتهم ملاك ايضاً عن يومها وامتحانها الى ان حل المساء وذهب الجميع الى فراشه اما ملاك كانت كطفل صغير ينتظر يوم العيد بحماس الى ان غطت بنوم عميق بعد تفكير بما سيحدث معها غدا 

*************


يتبع... 

#البارت #3

في صباح اليوم التالي استيقظت ملاك مبكراً على غير عادتها فهي بالكاد نامت في ساعات الفجر الاولى وهي تنتظر شروق الشمس حتى تذهب للتدريب و ترى شركة AS فهي سمعت عنها من جدها كثيراً وسمعت عنها ايضاً من التلفاز والمجلات الخاصة بالمشاهير دخلت ملاك المطبخ لتحضر الفطور لها ولجدتها فجدها عمله يحتم عليه الخروج مبكراً ،،، انتهت ملاك من تحضير الفطور وذهبت لغرفة جدتها طرقت الباب عدة مرات فلم تسمع رداً عقدت حاجبيها هل يعقل ان جدتي نائمة الى هذه الساعة هذا ما دار في عقلها قبل ان تفتح الباب لتجد جدتها تغط في نومٍ عميق ابتسمت بحب واغلقت الباب وعادت للمطبخ تناولت بعض اللقيمات وذهبت للاستحمام وخرجت وارتدت فستاناً من اللون الاسود من القماش الثقيل بعض الشئ نظراً لبرودة الطقس يصل الى تحت ركبتيها بقليل وارتدت عليه جاكيت من الجينز ذو اللون الفاتح تصل لخصرها وارتدت معه حذاء مريح من اللون الابيض وحقيبة جانبية بنية اللون متوسطة الحجم


وعقصت شعرها كذيل حصان ووضعت القليل من مساحيق التجميل فهي لا تحبذها كثيراً وخرجت من المنزل متوجهة لمكان تدريبها وبعد قرابة الساعة توقف التاكسي الذي يقل ملاك امام شركة AS ترجلت ملاك من التاكسي بعد ان ناولت السائق الاجرة ووقفت كالبلهاء بأعين متسعة تنظر الى هذه الشركة كانت تعلم انها شركة كبيرة لكن ليس بهذا القدر ظلت على هذا الحال عدة دقائق حتى انتبهت الى نفسها وسارت باتجاه الشركة وما ان دخلت حتى ازداد انبهارها بالمكان فهي ترى الطابق الاول فقط والذي يحتوي على مئات الموظفين بعضهم يجلس على اجهزة الحاسوب والبعض الاخر يقف الى جانب ماكينات الطباعة والبعض الاخر يجيب على الاتصالات فيبدو ان هذا الطابق مخصص للاستعلامات فقط جالت بنظرها بالمكان فرأت ثلاث فتايات واقفات خلف مكتب ويلبسن نفس البس فخمنت انهن موظفات الاستقبال وسارت باتجاههن وما ان وصلت حتى نتحنحت بخفوت


” صباح الخير ”

ردت عليها الموظفة بلباقة شديدة ” صباح النور يا فندم اتفضلي ازاي اقدر اخدمك ”

ابتسمت لها ملاك ” انا ليا معاد مع مستر امجد ”

“هو حضرتك ملاك محمد ”

اماءت ملاك بلايجاب

“اه يا فندم هو فانظارك بلغنا اول ما توصلي تطلعيلو فوراً ”

“طيب هو في الدور الكام وفين الاسانسير ”

“هو في الدور 45 يا فندم والاسانسير فآخر الممر على الشمال واستخدمي الاسانسير الخاص بالادارة ”

“ازاي يعني خاص بالادارة مش فاهمة ”

“بصي حضرتك الموظفين في الطوابق الي فوق ليهم اسانسير معين بيستخدموه بس مستر ادهم وامجد ليهم اسانسير خاص ”


“طب وانا هعرفه ازاي ”

“هتلاقي مكتوب عليه وبعدين في كذا اسانسير لونهم واحد بس هو هتلاقي لونه مختلف ”

“طيب شكراً تعبتك معايا ”

قالتها ملاك بابتسامة بشوشة

“عفواً يا فندم مع السلامة ”

سارت ملاك بالاتجاه الذي وصفته لها الوظفة واذا بها تجد الاسانسير الخاص بالادارة ضغطت عليه ودخلت وضغطت على الرقم 45 فتحرك المصعد بها وما هي الا ثواني وتوقف المصعد خرجت ملاك ووجدت نفسها امام طابق لايوجد به احد في بداية الامر ظنت انها ليست في الطابق الصحيح واذا بها تلمح فتاة تقوم بطباعة بعض الاوراق فذهبت اليها

“صباح الخير ،،، هو فين مكتب مستر امجد ”

التفتت اليها السكرتيرة عاقدة حاجبيها


“انتي ملاك صح”

“ايوه انا انتي تعرفيني ”

“اه ياستي اعرفك مستر امجد قلي عنك ”

مدت يديها لتصافح ملاك “انا مها سكرتيرة مستر امجد ومبسوطة انك حتكوني معانا الفترة الي جاية”

صافحتها ملاك بابتسامة بشوشة كعادتها ” وانا والله مبسوطة اوي اني هتدرب هنا واشغل وقتي بحاجة مفيدة ”

“تعالي ياستي اعرفك على مستر امجد قلي اول ما تيجي خليها تدخلي على طول ”

طرقت مها عدة طرقات حتى سمعت امجد يأذن لها بالدخول “ملاك بنت عم حسن وصلت ”

“دخليها بسرعة ”

طرقت ملاك الباب ودلفت للداخل واذا بامجد يقف يمد لها يده ليصافحها “اهلاً وسهلاً بالمهندسة ملاك نورتي الشركة ” واشار لها لتجلس على الكرسي المقابل لمكتبه


” ها يا ملاك تشربي ايه ”

بالكاد خرج صوتها من شدة التوتر “لا يا فندم شكراً لحضرتك مش عاوزة حاجة ”

قهقه امجد عليها “ايه يا بنتي يا فندم وحضرتك دي انا ما بحبش الرسميات وبعدين عم حسن بيعتبرني ابنه”

ثم اكمل بجدية ” بصي ،،،، انتي هتدربي معايا ومع مها حاجة كده على قدك يعني هتشوفي تصمايم مباني وهتشوفي بنصممها ازاي جودة البناء والمواد والحاجات دي هتستفيدي جداً معانا ”

” ان شاء الله يا فندم اكون عند ظن حضرتك عن اذنك ”

“ملاك هو انتي عندك كام سنة ”

“19 سنة ”

“ده انتي صغيرة على الهندسة خالص وايه الي خلاكي عاوزة تدربي ما لسا بدري على الحكاية دي ”

اجابته ملاك بخفوت “اصل انا عندي شهرين اجازة وحابة اني استفيد من الوقت ده احسن من قعدة البيت وحتى لما كنت صغيرة فالاجازة بتعلم اي حاجة وانا فثانوي اتعلمت لغات انا بشوف انه كدة احسن من اني اقعد ما عملش حاجة ”


“والله برافو عليك ياريت الكل يعمل زيك ”

اكتفت ملاك بالابتسامة له واستأذنت وخرجت

وجدت مها تقوم بالعمل على جهاز الابتوب الخاص بها فجلست بجوارها تشاهدها وبعد قليل انتهت مها والتفتت الى ملاك

“ها يا ملاك احكيلي عنك عاوزة اتعرف عليكي ده لو معندكيش مانع ”

ضحكت عليها ملاك بخفة ” لأ طبعاً معنديش بصي يا ستي انا ملاك محمد حسن …..”

قاطعتها مها ” استني هو انتي مش بنت عم حسن ”

“لأ انا بنت ابنه ماما ماتت وهي بتولدني بسبب خطأ طبي وبابا مات فحادثة عربية وانا عندي خمس سنين وعايشة فحي شعبي مع جدي حسن وجدتي فوزية وعندي19 سنة وبدرس هندسة في جامعة القاهرة اي أسألة تانية ”

ضحكت مها على خفة دم ملاك” انا يا ستي اسمي مها حربي عندي 29 سنة متجوزة وعندي ولدين الكبير سيف عنده 6 سنين والصغير امير وعنده 3 سنين وجوزي بيشتغل فبنك وساكنة فالمعادي ”


“هو انتي بقالك قد ايه بتشتغلي هنا ”

اجابتها مها وهي تنظر للاوراق التي امامها ” بقالي تقريباً 6سنين ”

“طب ليه ما فيش حد فالدور ده غير مكتبك ومكتب مستر امجد وليه ما فيش موظفين زي الدور الارضي الي تحت ”

“لأ فيه مكتب مستر ادهم هناك اهو بس انتي ما شفتهوش وبعدين دي تعليمات مستر ادهم بحب الهدوء في شغلو عشان كده ممنوع اي حد يطلع هنا إلا لو فيه حاجة مهمة جداً ”

ثم اكملا حديثهما في سياق الهندسة والسكرتارية وامور اخرى فملاك اخذت بعض الملفات الخاصة بالاعمار وترجمتها عدة لغات لمساعدة مها

******************

في مكتب ادهم نجده يجلس على مكتبه بأريحية يدخن من سجارته الفاخرة التي شكلت سحابة فوقه يدقق في الملف الذي بين يديه حتى استمع الى طرقات على باب مكتبه فقال بصوته الرخيم “ادخل ”


دخلت سكرتيرته سالي بفستانها الاسود القصير الذي يصل الى نصف فخذيها وذو الصدر المفتوح وعاري الاكتاف تتهادى في مشيتها بمياعة تقصدها لإغراء مديرها وقفت امام مكتبه وانحت للأمام قليلاً حتى يظهر صدرها اكثر ،، ثم قالت بدلال “مستر ادهم الملف ده محتاج توقيعك ”

تأفف ادهم بصوت مسموع واخذ منها الملف ووضعه جانباً وقال ” هشوفه بعدين اطلعي برة ”

اقتربت منه سالي بوقاحة

واستندت بيديها على مكتبه فظهر صدرها بسخاء

” مش عاوز مني حاجة تانية ”

“لما اعوز هبقى اقول لك ،،،، برا ”

قال ادهم الاخيرة بقوة ارعبتها

وقبل ان تصل باب المكتب “اتصليلي بأمجد خليه يجيني”

“حاضر يا فندم ”

وبعد عدة دقائق دلف امجد مكتب ادهم وكعادته لم يطرق الباب

” هو انته مابتعرفش حاجة اسمها ذوق ليه ماخبطش على الباب ”

تجاهله امجد وجلس على الكرسي المقابل لمكتبه

“ها طلبتني يا اسطا عاوز ايه ”

قال ادهم بتقزز واضح على معالم وجهه الحادة “يخربيت الفاظك يا شيخ ايه اسطا دي شايفني سواق الي خلفوك”

تنهد ادهم قبل ان يكمل ” ها عملت ايه في فكرة الفندق الجديد جبت فكرة جديدة ”

خبط امجد مقدمة رأسه كعلامة النسيان “تصدق نسيت خالص اديني كام يوم واكون جبت فكرة جديدة ”

جهر به ادهم “كام يوم ايه الاجتماع بعد بكرة الظهر لازم تكون جبت فكرة وتكون اتعرضت عليا قبل ده واكون وافقت عليها معاك لغاية بكرة بالليل اتصرف ”

“حاضر هحاول وانتا كمان لو جت فكرة فدماغك قولي”

“انا لو فيا دماغ للتفكير ماكنتش طلبت من واحد خايب زيك ،،، وبعدين مش فكرة اننا نبني فندق على جزيرة وسط البحر مش فكرتك يلا شوف بقى هتعمل ايه ومعاك لغاية بكرة بالليل ،،يا تعتبر المشروع ملغي ”

“حاضر هحاول اي اوامر تانية ”

“اطلع برا ”

“هو انتا ليه كل ماتشوفتي تقولي اطلع برة ده انا زي ابن عمك برضه ”

ثم وقف ذاهباً لمكتبه وقبل ان يصل للباب “اه صحيح نسيت اقول لك ماما عزماك على العشا النهاردة ماتتأخرش زي عوايدك ”

ثم خرج عائداً لمكتبه يفكر في فكرة للفندق وما ان رأى ملاك حتى خطرت في باله فكره “ملاك ممكن اطلب منك خدمة لو عملتيها هتكوني عملتي فيا جميل مش هنساه ”

اجابته ملاك بابتسامة”لو هقدر اكيد مش هتأخر ”

“تعالي على المكتب اشرحلك ”

دلفت ملاك الى الداخل خلف امجد وهي تتسائل يا ترى ما هي الخدمة التي يريدها منها جلست على الكرسي المقابل لمكتبه

ثم قال لها امجد ” انا هستغل انك موجودة عشان تساعديني بصي في عندنا فكرة مشروع عاوزين نعمله مختلف شوية عشان كدة قلنا هنعمله على جزيرة وسط البحر بس لغاية دلوقتي مش لاقي فكرة لشكل المبنى عاوز حاجة تكون مختلفة عن الموجود وفنفس الوقت تكون حلوة

ها في فدماغك حاجة ”

“والله انتا فاجئتني هفكر وارد عليك امتى عاوز الفكرة تكون جاهزة ”

“معايا لغاية بكرة بالليل ”

“خلاص بكرة الصبح هيكون على مكتبك مجموعة افكار ان شاء الله تعجبك ”

خرجت ملاك لتجد مها تنتظرها تريد ان تعرف ما هي الخدمة التي طلبها مستر امجد من ملاك فقصت عليها ملاك ماحدث

****************

في مكان اخر في احد المطاعم الفاخرة المخصصة للناس من ذوي الطبقة المخملية نجد فتاة شقراء تجلس مع مجموعة فتايات فهذه داليا زهران ابنة عمة ادهم وامجد

قالت صديقتها سها ” امتى هتتخطبي لادهم يا داليا ”

اجابتها داليا بتعالي”ادهم مش فاضي اليومين دول خالص عنده شوية مشاريع هيخلصها وان شاء الله هنتخطب ونتجوز على طول ”

قالت صديقتها الاخرى اروى “بس احنا ولامرة شفنا ليكي صورة معاه على غلاف مجلة او موجودة معاه في عشاء عمل مثلاً المفروض انك خطيبته فلازم تكوني موجودة معاه”

تاففت داليا من حديث صديقتها المحرج بالنسبة لها “احنا دايماً بتقابل يعني مثلاً النهاردة معزومين على العشاء انا هو عند طنط سلوى ام امجد ”

قالت صديقتها الاخرى شاهي بنبرة واضح عليها الشماتة” بقولو انه كل يوم بسهر مع وحدة شكل وما بياخدهمش على القصر بتاعه بياخدهم على شقة في الزمالك ”

خبطت داليا بقوة على الطاولة بتوتر “الكلام ده كدب مش صحيح كله اشاعات من المنافسين بتوعو ”

ثم اكملت داليا بضيق واضح “هو ما فيش سيرة غيري انا وادهم ولا ايه ”

وبالكاد استطاعت ان تغير الموضوع الذي سبب لها احراج فهي رأت نظرات السخرية المصوبة نوحها

****************

يتبع ❤❤


#بارت4»


وصلت ملاك لبيتها مساءً لتجد جدتها تضع الطعام على طاولة السفرة احتضنتها ” مساء الفل على احلى تيتة فالدنيا ،،، ها عاملة ايه على العشا اصلي هموت من الجوع ”

اجابتها جدتها بابتسامة ” عاملة مكرونة تستاهل بقك يلا غيري هدومك اكون انا سخنت الشوربة ”

“هو جدو هيتأخر يا تيتة ”


“اه يا حبيبتي هيتأخر قالي انه عاوز يزور واحد صحبه فالمستشفى ،،،،بس زمانه على ووصول مش هيتأخر بس زمانه على وصول ”

بعد ساعة كانت تجلس ملاك تشاهد التلفاز مع جدتها واذا بجدها يدخل وقفت ملاك “حمد لله على السلامة يا جدو غير هدومك اكون سخنتلك العشا”


وقبل ان تذهب اوقفها جدها قائلاً “لا يا بنتي كلت عند صاحبي فالمستشفى اصر اني اكل معاه


انا هغير هدومي تكوني عملتيلي كوباية شاي من اديكي الحلوة دي ”

“حاضر يا احلى جدو فالعالم من عيوني ”

“تسلم عيونك القمر يا قمر ”


وبعد فترة كان يجلس معهم يتبادلون اطراف الحديث

حتى سألت ملاك “هو لي يا جدو انا منزلش معاك الصبح وارجع معاك بالليل بدل مانزل لوحدي وارجع لوحدي ”

اجابها جدها بعد ان وضع كوب الشاي من يديه على الطاولة التي امامه” عشان يابنتي انا الصبح بروح الشركة بستلم المكروباص وبلف على الوظفين ووديهم الشركة واخر النهار بوصلهم لبيوتهم وبرجع المكروباص للشركة عشان كده لو هتيجي معايا هتتعبي وهتتأخري”


“طيب ليه ما تخليش الميكروباص معاك ليه ترجعو على الشركة ”


“عشان ده عهدة وحقه فلوس كتير وانتي شايفة الحتة الي ساكنين فيها ممكن يتسرق او يتكسر شباك او عيل صغير يبوزه وانا مش ناقص ،،،سيبك مني وقوليلي عملتي ايه النهاردة ”


اخذت تحدث جدها بحماس بما حدث معها كطفل صغير يحدث والده ما حدث معه في اول يوم مدرسة

” واه والمستر امجد طلب مني اني اجبله فكرة مبنى لفندق ”

“برافو حبيبة جدو عاوزك دايما كده ”

“يلا تصبحوا على خير عاوزة اقوم ارسم شوية التصاميم الي فدماغي عشان اسلمها لمستر امجد بكرة”

قالت جملتها وقبلت رأس جدها وجدتها

ودخلت الى غرفتها وجلست على مكتبها الصغير وبدأت ترسم

*******************


وفي مكان اخر في فيلا كبيرة جداً واضح على ساكنيها الثراء فهي ملك لأمجد السيوفي ،،،، وفي الداخل وتحديداً في غرفة الطعام نجد السيدة سلوى تترأس الطاولة وعلى يمينها إبنها امجد وبجانبه عمته فريال هانم والدة داليا وعلى يسار السيدة سلوى ادهم والتصقت به داليا واثناء تناولهم للطعام مسكت داليا قطعت لحم وقربتها من فم ادهم وقالت بدلع غير لائق عليها ” خد دي من ايدي يا دودي ”

قد يعجبك أيضاً


ابعد ادهم يدها عن فمه قائلاً بحزم ” اولاً انا مبكلش اللحمة ثانياً والاهم انا اسمي ادهم ”

تجاهلت داليا ضحكات امجد ودست الشوكة في قطعة فراخ ووضعتها قبالة فم ادهم للمرة الثانية قائلة بمياعة ” ما بتكلش اللحمة يبقى بتاكل فراخ يلا يا ادهمتي”


ازاح ادهم يديها وقال بصوت عالي ممزوج بغضب ” ما بكلش لا فراخ ولا لحمة وانا مش ادهومة حد وخصوصاً انتي يا بنت فريال هانم ” قال جملته الاخيرة بسخرية وهو ينظر لوادتها فريال


وهب واقفاً مغادر المكان وقبل ان يغادر “امجد خلص اكل وحصلني على المكتب ”

نظرت داليا بغضب على امجد الذي يحاول ان يخبئ ضحكته على الوقف التي تعرضت له منذ قليل

“ايه يا امجد المسرحية عجبتك ”


قهقهه امجد بشدة وبالكاد استطاع ان يلاحق انفاسه وقف يقلد صوت ادهم بقوله” انا مش ادهومة حد دي بصراحة تحفة عجبتني ”

قالت فريال بحدة للسيدة سلوى “ايه يا سلوى عاجبك الي ابنك بعملو بيتريق على بنتي دي جزاتها انها عاوزة تأكل ادهم ”


قالت السيدة سلوى ” ليه هو ادهم صغير عشان حد يأكله وبعدين ادهم ما بيكلش غير سلطة وهي عاوزه تأكله فراخ ولحمة ”


وقف امجد قائلاً “انا فالمكتب يا ماما ابعتيلنا القهوة وياريت محدش يزعجنا ” وجه نظره لداليا كأنه قصدها بالقول

وبعد قرابة الساعة ترددت داليا بالدخول للمكتب خوفاً من ان يحرجها ادهم وتصبح محط للاستهزاء من امجد طرقت الباب ولم تنتظر اذن للدخول لتفتح الباب وتدلف للداخل وما ان رآها ادهم حتى تأفف بصوت مسوع متمتماً ببعض الكلمات الغير مفهومة


قال أمجد لها “هو مش انا قلت مش عاوز حد يزعجنا ايه ما بتفهميش عربي”

تجاهلته داليا وجلست قبالة ادهم واضعة قدماً فوق أخرى قاصدة اظهار مفاتنها لأدهم ولكن ذهبت محاولاتها ادراج الرياح عندما وجدت ادهم يجذب جاكيته ويخرج من المكتب بل من الفيلا بأكملها


قال امجد لداليا قاصداً استفزازها ” لو فضلتي على الحال ده مش بعيد يولع فيكي عشان يرتاح منك الي زي ادهم يحب الي تتقل عليه وتلاوعه مش الي تبقى لازقه فيه”

وقبل ان يغادر هو ايضاً المكتب التفت لها قائلاً ” التقل صنعة يا بنت عمتي يارب الرسالة تكون وصلت ”

زفرت داليا بضيق فهي في كل مرة تتقرب بها من ادهم تفشل ولكنها لن تيأس ستظل تسعى خلف هذا الحلم بالنسبة لها حتى يتحقق مهما كلفها الامر

***************


وفي صباح اليوم التالي نجد ملاك تجلس مع مها تنتظر مجيئ امجد لتريه الرسومات وتأخذ رأيه

وبعد عدة دقائق وصل امجد والقى تحية الصباح وما ان رأى ملاك حتى سألها “ها قولي انك جبتي افكار جديدة ”

ابتسمت ملاك “طبعاً وكذا تصميم يارب يعجبو حضرتك”

” هاتيهم ورايا على المكتب ”

ما ان دخل حتى دلفت خلفه ملاك تمسك في يديها عدة تصاميم وتمدها له جلست قبالته وقالت بوجه بشوش

“يا رب يعجبو حضرتك ،، انا قلت بما ان الفندق وسط البحر ممكن نعمل تصميم من الحاجات الموجودة فالبحر بص ده مثلاً على شكل قوقعة وده على شكل صدفة وده على شكل سفينة وده على شكل لؤلؤة ”

صفر امجد باعجاب ” انتي بجد مبدعة ورسماهم بطريقة حلوة جداً بصي انا اكتر واحد عاجبني القوقعة شكلو تحفة انا اشوية وهقولك انهي واحد هنعتمدو

شكراً ليكي بجد ”


” العفو ما عملتش حاجة المهم انهم عجبو حضرتك عن اذنك ”

وبعد قليل كان يقتحم مكتب ادهم الذي كان يعمل على الحاسوب الخاص به

“تصدق انا من هنا ورايح هقفل الباب بالمفتاح عشان اعلمك تخبط قبل ماتدخل ”


“سيبك من الباب دلوقتي وشوف الجمال الي هنا ”

ثم مد الرسومات على ادهم الذي بدوره اعجب بالتصاميم

“بص هو الشغل حلو جداً بس ده مش شغلك انتا مش بالذكاء ده استعنت بمين المرة دي ”

“لو حزرت مين ليك عندي الي انته عاوزه”

“المهندس رؤوف ”

“لأ لأ”

“المهندس طلعت ”

“لأ لأ”


“غلبت مش عارف قول ”

“بس الاول قولي انهي تصميم عجبك اكتر حاجة ،،،

انا بالنسبة ليا القوقعة حاجة تحفة وجديدة ومناسبة للمكان والفكرة ”

“وانا كمان عجبتني جداً ومرسومة بطريقة تحفة

ها مين بقى الي رسم دول ”

“ملاك بنت عم حسن السواق ”


“الي جت تدرب عندك من كام يوم ليه هيا فسنة كام ”

“دي لسه فسنة اولى وعندها19سنة بس بجد موهوبة اول ما قلتلها عن الفكرة عملتهملي ”

استغرب ادهم قليلاً كيف لطالبة في هذا العمر ان تقوم بكل هذا الابداع


“خلاص اعتمد القوقعة وخلي المهندسين يبدأو شغل عليه من دلوقتي مفيش وقت”

“حاضر هبدأ من دلوقتي

اه صحيح انتا مبارح بعد ما مشيت من عندنا رحت فين ”

“سهرت فنايت كلاب وبعدين روحت ”

“روحت على القصر ولا على شقة الزمالك ”

قال الاخيرة بغمزة فهم ادهم مقصدها

“لا يا فالح على القصر ماليش اليومين دول مزاج فحاجة ”

تركه امجد وعاد الى مكتبه ليباشر عمله وابلغ ملاك ان المدير اعجب بتصميم القوقعة

وانتهى اليوم هكذا

****************


وبعد مرور ثلاثة اسابيع على تدريب ملاك فالشركة الى الان لم تقابل ادهم ولم تراه ….. وفي حين كانت تجلس مع مها تتصفح بعض الاوراق بتمعن واذا بهاتف مها يرن وما ان وضعت الهاتف على اذنها حتى صرخت واصبحت تبكي حاولت ملاك ان تعرف منها ما حدث فلم تعطيها مجال لتدخل لامجد مسرعة وما ان رأى حالتها حتى سألها “مالك يا مها في ايه بتعيطي ليه ايه الي حصل ”

“ابني ….ابني …عامل ….حادثة ….وهو …راجع …من

المدرسة …اتصلو بيا من ….المستشفى انا

لازم اروح ارجوك ”


“خلاص اهدي وانا هخلي السواق يوصلك اهدي ”

مسحت مها دموعها “شكراً ليك بجد وانا هقول لملاك تحضر الاجتماع مكاني هي فاهمة كل حاجة واصلاً انتا مش هتحتاجني فحاجة انا لازم امشي عن اذنك ”

خرجت من مكتب امجد ووجدت ملاك تبكي لبكائها

“ملاك انا لازم امشي ابني عمل حادثة انتي احضري الاجتماع مكاني كل حاجة على اللابتوب وانتي اصلاً فاهمة كل حاجة ومستر امجد مش هيحتاجك بس خليكي معاه عشان لو حصل حاجة”


وخرجت مسرعة لتطمأن على طفلها

وبعد ما يقارب ساعة ونصف كانت ملاك تقف في قاعة الاجتماعات بالقرب من مستر امجد مع بعض رجال الاعمال ينتظرون قدوم ادهم وكان امجد يقلب بالاوراق وكأنه تذكر شئ التفت الى ملاك “ملاك بسرعة قبل ما يوصل ادهم على المكتب بتاعي في ملف لونه اسود هاتيه وتعالي بسرعة”

هبت ملاك واقفة تمشي بسرعة في طريقها لمكتب مستر 


امجد واذا بها تصطدم بشئ صلب توأهت منه وكادت ان تقع فتمسكت بذراع الشخص واذا به يحدق بها هل هي بشر ام ملاك نزل على الارض جميلة لا بل فاتنة وجهها الابيض الذي يشبه وجه الطفل الصغير وعيناها الرماديتان اللتان ترقرقت الدموع بداخلهن من فرط التوتر ورموشها الكثيفة وشفيها 


المتنكرزتان المرتجفتان ك حبات فراولة جاهزة للاكل شعرها المنساب على وجهها جسدها المتناسق ذو المنحنيات المثيرة اخذت تتمتم بعبارات الاسف ،، لا يعلم منذ متى وهو يحدق بها افاق على صوتها المرتجف


“انا …اسفة …مقصدش بس ..مستر …”

قاطعها قائلاً بهدوء على غير عادته فهيأتها المرتعبة وجسدها الذي يرتجف لم يدفعه للعصبية “انتي مين”

اجابته بصوت بالكاد سمعه “انا ملاك محمد بتدرب مع مستر امجد ”

هز رأسه بالايجاب

تركها واكمل طريقه للقاعة ذاهب للاجتماع وهي ذهبت مسرعة لمكتب مستر امجد لجلب الملف...... 

يتبع 🥰


#البارت _5

#عشق يفوق الغيوم #


في قاعة الاجتماعات نجد أمجد يشرح لهم المشروع وابعاده والخطة التي يجب السير عليها لاحظ امجد تركيز ادهم مع ملاك فهو يجزم انه لم يسمع من الاجتماع ولو كلمة واحدة فهو يعرف ابن عمه لا ينجذب لأي فتاة فدائماً الفتايات هي التي تنجذب له ابتسم داخله فيبدو انه سيقع في الغرام قريباً ،،، اما ادهم كانت عيناه لا تتزحزح عن ملاك كأنه مسحور بها لايسمع ولا يرى غيرها يتابع حركاتها العفوية حتى رمشة عينيها لم يرى ارق منها في حياته وما زاد الطين بلة قضمها لشفتيها التي اصبحت حمراء الشئ الذي جعله يبتلع ريقه ،،، وقبل ان يتحدث لينهي الاجتماع ليتخلص من وجودها امامه ،، تحدث احد رجال الاعمال


“الفكرة يا مستر امجد تحفة جبتها ازاي ”

ضحك امجد وهو يشير بيده اتجاه ملاك “والله الفكرة مش ليا الفكرة لملاك هي طالبة هندسة شاطرة ”

افترس الرجل ملاك بنظرات جريئة لاحظها ادهم

قال الرجل بوقاحة “بصراحة الجمال ده كله طبيعي يطلع منه كده ”

تلطخ وجه ملاك بالحمرة وارتجفت شفتيها من التوتر

وانسحبت من القاعة فنظرات الرجل لم تريحها

وذهبت مسرعة لمكتب مها

في القاعة سأل الرجل “هي مشيت ليه هو انا قلت حاجة غلط ”

وقبل ان يجيبه امجد قال ادهم “الاجتماع خلص نشفكم الاسبوع الجاي مع السلامة ”

وخرج متجها الى مكتبه حتى انه لم يصافحهم فهي عادته لا يهتم لأحد


وبعد ما يقارب الساعة في مكتب السكرتيرة مها نجد ملاك تهاتفها “الو ازيك يا مها طمنيني سيف عامل ايه ”

“الحمد الله الموضوع بسيط غرزتين فدماغه وبس ابن الكلب سيب ركبي ”

ضحكت عليها ملاك “لو جوزك سمعك هيعلقك ”

“قوليلي حضرتي الاجتماع ”

“اه حضرتو كنت انا وقلتي واحد ”

“بقولك شوفتي مستر ادهم”

توترت ملاك فور ذكره لا تعرف ما السبب

“اه شوفته ”

“مز صح يخربيته ”

شهقت ملاك بخجل

“عيب الي انتي بتقوليه ده وبعدين على فكرة مش حلو اوي يعني عادي ”

“يا لهوي ادهم مش حلو امال مين الحلو يا ست ملاك صبحي بتاع الشاي ”


ضحكت ملاك “لأ مش لدرجة صبحي بتاع الشاي

هو احلى بصراحة … عموماً انا قولت اطمن عليكي وعلى سيف هبقى اكلمك بالليل اوكي … باي ”

قد يعجبك أيضاً

تذكرت ملاك نظرات ادهم المصوبة نحوها التي اربكتها كثيراً تذكرت ملامح وجهه الحادة انفه المرفوع بشموخ فكيه المنحوتان ذقنه التي زينت وجهه بطريقة جميلة عيناه الحادتان اللاتان افترساتها نهرت نفسها بشدة على هذا التفكير

اخذت ترتب الاوراق الموجودة على مكتب مها،، ومسكت ورقة بيضاء واخذت ترسم بعض التصاميم فهذه عادتها في وقت الفراغ وتدندن بعض الاغاني المحببة لها

اما في مكتب ادهم مر قرابة الساعة وهو يقرأ نفس الورقة بدت له وكأنها طلاسم لا يفهم منها شئ صورة ملاك لم تفارق خياله “جرى ايه هي اول مرة اشوف ست حلوة ”


وبدى وكأنه يبرر لنفسه التفكير بها ” هي بس عشانها رقيقة بزيادة وماحولتش انها تتقرب مني زي ما كل الستات بتعمل معايا ،،،وانا بقالي فترة بعيد عن اي ست بقيت بفكر فأي حد ”

هذا ما اقنع به نفسه ،،ثم اخذ نفساً عميقاً وامسك الملف وبدأ ان يقرأه محاولاً التركيز

***************

مساءً في احد النوادي الليلية التي يتردد عليها الاغنياء نجد ادهم يجلس على البار ويرتشف من كأس الفودكا الفاخر وعيناه تجوب في المكان كصقر وصورة وجه ملاك الطفولي لم تفارق خياله زفر بضيق فهو هنا لينساها ،، اقتربت منه احد فتايات المكان بثوبها الضيق القصير كان يظهر اكثر ما يخفي جلست بجانبه قائلة بمياعة “ازيك يا ادهم بيه …. بتشرب ايه …..فودكا انا بحبها اوي اطلبي كاس ”


زفر ادهم بضيق واشار للعامل بان يحضر لها ما طلبت اقتربت منه الفتاة ووضعت يدها على كتفه وقالت بجرأة مبالغ فيها “ايه رأيك نقضي الليلة مع بعض انا شقتي جاهزة ”

نظر لها ادهم بطرف عينه ثم انزل يدها عنه وقال بخفوت مخيف “مش ادهم السيوفي الي وحدة شمال ورخيصة زيك تتجمل عليه فشقتها وبعدين انا كنت معاكي قبل كده وانا مش بدوق حاجة مرتين مش عاوز اشوف وشك تاني ”

ثم دفعها وكادت ان تسقط ارضاً لولا انها وازنت نفسها وفرت هاربة من امامه وبعد قرابة الساعتين كان يدخل الى شقته المخصصة للنزواته التي لا تنتهي في يده فتاة سحبها خلفه الى غرفة النوم وما ان دخلها حتى جذب الفتاه والقاها على السرير خلع قميصه والقاه ارضاً بإهمال وبقي عاري الصدري وانقض عليها كأسد جائع وأثناء جماعه لها قال بصوت مغيب بسبب الخمر الذي شربه “ملاك ”


ارادت الفتاة ان تجاريه فالكلام “ايوة يا ادهم ”

“هو انتي حلوة كده ليه ”

“عشان بحبك وعاوزة الليلة دي تبقى احلى ليلة في حياتي ”

عند هذا الحد جن جنون ادهم وبدأ يضاجعها بقوة ومتص رقبتها وصدرها بجنون وكأنه لم يجامع نساء من قبل

بعد ما يقارب الساعتين نهض ادهم عن الفتاة بعد ان اتى لها بنزيف وهو يلهث

” قومي البسي واخرجي هتلاقي السواق تحت خليه يوصلك وفي فلوس على الطربيزة برا خديهم ومشفش وشك مرة تانية ”

اسرعت الفتاة بإرتداء ملابسها وهي مرتعبة من هيئته الغاضبة ،،وما هي الا ثواني معدودة كانت تخرج من باب شقته حامدة ربها انها على قيد الحياة

اما ادهم دخل ليستحم وقف تحت المياه الباردة علها تبرد النيران المندلعة بداخله وما ان تذكر انه تخيل الفتاة بملاك يثور اكثر منذ متى وهو يتخيل فتاة هذه الفتاة اصبحت خطر عليه يجب ان يتجنبها


اقنع نفسه بهذه الفكرة فطالما انها بعيدة عن نظره سوف ينساها وبعد عدة دقائق كان يخرج من العمارة الموجودة بها شقته متوجهاً الى قصره

***************

في صباح اليوم التالي كانت ملاك تدخل الى الشركة فكانت ترتدي

وصلت للاسانسير ضغطت عليه ففتح لها بعد عدة ثواني وقبل ان ينغلق وجدت شخص يضع يديه على بابه واذا به ادهم يدلف بطلته المهلكة كان يرتدي بدلة كلاسيكية سوداء وقميص ابيض وربطة عنق سوداء توترت ملاك من تواجدها معه في مكان واحد التصقت بحائط المصعد حتى تجعل مسافة اكبر بينهم ،،،، اما ادهم كان مستمتعاً بوجودها معه وما هي الى لحظة حتى وصل المصعد الى الطابق الاخير تنفست ملاك الصعداء فور خروجها من المصعد فهي ستتجنبه مثلما قال لها جدها ،،،، اما ادهم كان يقف مكانه فرائحتها لا تزال موجودة بالمكان وكأنه نسي ما وعد نفسه به وهو تجنبها ونسيانها سار باتجاه مكتبه وما ان رأته سكرتيرته سالي حتى هبت واقفة تدلي عليه جدوله اليومي ،،، حتى قاطعها قائلاً بحدة “هاتيلي القهوة بتاعتي وملف مشروع الفندق الجديد ”


“حاضر يا فندم حاجة تانية ”

قالتها بمياعة مصطنعة

“لأ لما اعوز منك حاجة تانية هبقى اقلك ”

خرجت سالي الى مكتبها وغابت لدقائق ثم عادت حاملة كوب القهوة والملف المطلوب ”

وضعتهم على الطاولة وخرجت وما ان خرجت حتى وجدت هاتفها يرن التفتت يميناً ويساراً قبل ان ترد خوفاً من ان يسمعها احد

“الو ازيك يا داليا هانم ”

“ها في اخبار جديدة عندك ”

“لأ ما فيش جديد ،، بس النهاردة عنده غداء عمل مع شركة الصياد بس لسة مش معروف مين الي هيحضر مستر ادهم ولا مستر امجد ،،، اول ما اعرف هبلغك ”

“برافو عليكي بلغيني بكل الي بيحصل اول بأول يلا سلام ”

وفي مكتب مها السكرتيرة نجد ملاك تنهي بعض الاعمال الموكلة لمها فهي اضطرت للغياب اليوم بسبب حادث ابنها فأمجد سمح لها بالمكوث معه حتى يخف و يستعيد صحته وعندما كانت تعمل باجتهاد استدعاها امجد ،،، فدخلت له بعد ان طرقت الباب واذن لها بالدخول وقفت قبالته باحترام “تفضل حضرتك طلبتني ”

“اه معلش هتعبك معايا عاوزك تاخدي الملفات دي لمكتب مستر ادهم تخليه يمضيهم وهاتيهم معلش هتعبك ”

توترت ملاك فور علمها انها ستقابله اجابت بإقتضاب “لأ ،،،مفيش تعب ”

تناولت الملفات من على مكتب امجد وخرجت متجهة نحو مكتب ادهم عندما وصلت لم تجد السكرتيرة على مكتبها فوقفت قليلاً تفكر هل تنتظرها ام ستطرق عليه الباب وفي هذه الاثناء شاهدها ادهم من على شاشة كاميرات المراقبة الموجودة في مكتبه شبح ابتسامة لاح على ثغره فور سماعه لطرقات رقيقة مثلها على الباب ،،،استعاد جموده وقال بصوته الغليظ “ادخل ”

ما ان سمعت ملاك صوته حتى ارتجف قلبها ضغطت على مقبض الباب بيدها الصغيرة وفتحته دخلت الى مكتبه تهللت اسارير ادهم من الداخل حاول قدر المستطاع اخفاءه ،،، سارت ببطئ متجهة نحو مكتبه تأكل شفتيها فهذه حركتها المعتادة عندما تتوتر ،،، مما اشعل النار بداخل ادهم حاول تجاهل حركتها

قالت بهدوء وكان واضح التوتر عليها من ارتجاف صوتها ” مستر امجد بيطلب من حضرتك تمضي الاوراق دي ”

وما ان خرج صوتها الرقيق حتى خارت قواه واغمض عيناه لتمالك نفسه

مد يده لتناول الملفات من يديها المرتجفتان

قال لها بهدوء “طيب خليهم همضيهم وابعتهم اتفضلي انتي ”

اسرعت ملاك بخطواتها حتى تخرج من مكتبه تنفست الصعداء فور خروجها وما ان رأتها سالي حتى قالت بتعالي “انتي مين ودخلتي عند مستر ادهم ازاي من غير ما تستأذني مني ”

اجابتها ملاك ” انا ملاك بتدرب عند مستر امجد وجبت ملفات لمستر ادهم بس انتي مكنيش موجودة عشان استأذن منك ”

تركتها ملاك وعادت الى مكتبها وابلغت مستر امجد انه سيمضي على الملفات ويرسلهن ثم جلست على المكتب ترسم وتدندن كعادتها

وفي مكتب ادهم انتهى من توقيع الملفات التي ارسلها امجد وما ان انتهى كاد ان يرسلهن مع سالي حتى تراجع وقرر ان يذهب بنفسه فالدقيقة التي تواجدت فيها بمكتبه لم تكفيه ،،، جلب الملفات واتجه نحو مكتب امجد وعندما رأته سالي هبت واقفة وهي تنظر اليه منذ متى وهو يذهب لأمجد او يذهب لأحد جلست وتابعت عملها ولم تعير الموقف اهتمام

قبل ان يدخل الى مكتب السكرتيرة مها حتى استمع الى صوتها وهي تدندن بخفوت فوقف جذب هاتفه من جيب بنطاله والتقط لها صورة ودسه مرة اخرى في جيبه اخذ يراقبها وما ان لاحظت ملاك وجوده شهقت خوفاً من تواجده فهي ما تعلمه انه لا يأتي الى مكتب مستر امجد وعندما لاحظ توترها تركها ودخل لامجد

الذي بدوره استغرب من وجود ادهم في مكتبه

“ادهم السيوفي بجلالة قدره في مكتبي المتواضع ايه الي بيحصل بالضبط ”

اجابه ادهم بسخرية “حبيت اريحك ”

“يا حنين من امتى الكلام ده ”

“دي الملفات الي بعتهالي وغداء العمل الي مع شركة الصياد انتا الي هتحضره وتخلص معاهم وانا هجهز للاجتماع بتاع بكره ”

قال هذه الجملة وخرج من مكتب امجد فلم يجد ملاك في الخارج لعن حظه في سره فهو فعل هذا الشئ الذي ليس من عادته الذهاب لأحد فقط من اجل رؤيتها فعاد الى مكتبه واضح على ملامحه الغضب دخل وصفق الباب خلفه اما عند ملاك فهي وقفت في زاوية مقابلة لمكتب مها تنتظر خروجه حتى لا تراه وما ان خرج من مكتب امجد وابتعد حتى عادت لتكمل ما كانت تفعله قبل مجيئه فهو يوترها جداً لا تعلم ما السبب

بعد عدة ساعات قد جاء موعد استراحة الغداء فنزل جميع الموظفين الى كافيتريا الشركة وقبل ذهاب سالي للغداء طرقت على ادهم الباب فأذن لها بالدخول

قالت بدلع “مستر ادهم انا نازلة اتغدى تحب اطلبك اكل قبل ما أنزل ”

“لأ مش عاوز ”

خلع جاكيته وحل ربطة عنقه وحل اول ثلاث ازرار من قميصه ووقف يدخن قبالة الحائط الزجاجي وينظر الى الشارع ومدخل شركته وجزء من كافيتريا الشركة جال بنظره بإهمال وإذ بنظره يتوقف عليها وهي تجلس مع احدهم

هرع لأحد الادراج ليجذب المنظار وضعه على عينيه لتظهر له ملاك تتناول الغداء مع جدها ويوجد شخصاً اخر يجلس معهم ولكن وجهه لم يكن بائنٍ بشكل واضح ظل يراقبها وهي تطعم جدها وتشاكسه ابتسم تلقائياً لإبتسامتها وما هي الا لحظه حتى زالت ابتسامته لانه عرف هوية الشخص الجالس معهم فهو موظف لديه يعمل في الحسابات لديه تاريخ مشرف مع النساء اقسم انه سوف يبعده عنها فهي من الان تخصه ظل يراقبها حتى انتهت الاستراحة وصعدت الى مكتب امجد شاهدها على كاميرات المراقبة عندما دخلت الى المكتب

جلس على مكتبه واراح ظهره للوراء واغمض عينيه يتذكر وجهها الطفولي عينيها الساحرتان وشفتاها المتنكرزتان وجسدها المنحوت ببراعة واخذ يتخيلها كيف ستكون وهي بين يديه وفي احضانه ابتسم بمكر على افكاره المنحرفة

اخرج هاتفه وهاتف المساعد والحارس الشخصي له

“ايوة يا شريف تعالي على المكتب ”

وبعد قرابة 10 دقائق حتى طرق الباب شريف فأذن له ادهم بالدخول وقف شريف ينتظر التعليمات

فقال له ادهم “اقعد واقف ليه ”

جلس شريف ثم اكمل ادهم بصوت هادئ ” اول حاجة في موظف اسمه عادل مهران بيشتغل في الحسابات عاوزك تنقله فرع اسكندرية مش عاوزه يعتب القاهرة خالص وتاني حاجة ،،، في الحاج حسن سواق الموظفين ليه بنت بتدرب فالشركة مع امجد عاوزك تجيبلي كل حاجة عنها من يوم ما تولدت لغاية دلوقتي وعاوز واحد يراقبها على طول ما تغبش عن عينه لحظه اعرف كل تحركتها اول بأول ،،، واهم حاجة مش عاوز حد يعرف بالوضوع ده ومش عاوزها تحس بأي حاجة

واه عاوز سجل يومي بكل مكالمتها فاهم ”

“فاهم يا فندم تأمرني بحاجة تانية ”

“لأ ،،، روح انتا دلوقتي وبالليل يكون كل المعلومات الي طلبتها عندي ”

******************

يتبع ❤



#بارت« 6»

مساءً

كانت ملاك تصعد درجات سلم بيتها المتهالك وقبل ان تصل الى شقتها شهقت ملاك بفزع عندما ظهر امامها فجأة جارها عماد شاب في 26 من عمره ،،، قال لها وهو مبتسم بهيام

“سلامتك من الخضة يا ست البنات،،ازيك يا آنسة ملاك”

عقدت ملاك حاجبيها ونظرت اليه بتوجس فهو قليل الاحتكاك بالجميع وخاصة النساء فلا تتذكر اخر مرة رأته فيها قالت بهدوء

“خير يا استاذ عماد في حاجة”

تنهد بحب

” كل خير يا ست البنات انا بس شفتك طالعة على السلم فحبيت اقولك مساء الخير ”

“مساء النور “قالتها بإقتضاب ودلفت الى داخل شقتها تمتمت ملاك بخفوت

“ايه الراجل الغريب ده ،،،، لا وايه ده مش حاطط ريحة ده مستحمي بيها ”

“يا تيتة ،،،، يا فوفو ،، انتي فين ”

اتاها صوت جدتها من المطبخ “انا هنا يا ملوكة فالمطبخ ”


دخلت اليها ملاك ” مساء الجمال يا عسل ها عمالة ايه النهاردة على الغدا ”

” بامية ،،،، عرفاكي مابتحبهاش عشان كدا عملتك طبق مكرونة ”

“تصدقي انتي احلا تيتة فالدنيا ،،، انا هروح اغير هدومي واجي اساعدك يكون جدي وصل ”

وبعد ما يقارب ثلاث ساعات كانت ملاك تجلس مع جديها على نشرة الاخبار التي يتابعها جدها باستمرار

كانت ملاك تجلس بملل حتى رأت صورة ادهم وعلى جانبه امجد على التلفاز انتبهت لما يقال حيث قال المذيع ” رجل الاعمال المشهور ادهم السيوفي وشريكه وابن عمه امجد السيوفي قد وضعا حجر الاساس لفندق الاول من نوعه في الشرق الاوسط وأوضح لنا ان صاحب فكرة الفندق شخصاً موهوباً ”

ابتسمت ملاك بخفوت ولا تعلم لما ابتسمت هل لان الفكرة فكرتها ام لان ادهم قال عنها موهبة نفت هذا التفكير من رأسها فوراً وانتبهت على صوت جدها


” مش هو ده الفندق الي البشمهندس امجد خد فكرته منك يا ملاك ”

اجابته بتعلثم “مش عارفة يا جدو عن اي فندق بيتكلمو هما كل يوم بيعملو فندق شكل مش عارفة اذا هو او لأ ”

هبت واقفة حتى لا يلاحظ جدها ارتباكها وقبلت راس جدتها وجدها وذهبت لغرفتها ،،، وما ان اغلقت الباب على نفسها حتى ارتمت على سريرها وتفكر “طيب انا ليه كل ما اسمع اسمه احس انه قلبي بترعش وببقى مش على بعضي معقول اكون حبيته ….. لا لا لا ايه الي بفكر فيه ده مستحيل انا فين وهو فين وبعدين انا اصلاً شفته تلات مرات على بعض ،،،،، تؤتؤتؤ برضة لما بشوفة ببقى عاوزة استخبى من نظراته ،،، وبعدين الي زي ادهم ده عرف ستات بعدد شعر راسه منهم عارضات ازياء وبنات اغنية اجي جمبهم ايه انا ،،، بلا خيبة هو اصلاً فاضل اسبوع واحد تدريب وخلاص وكل واحد يروح لحاله هو احسن كده نامي يا ملاك بلاش تحلمي احلام مش قدك الي ببص فوق اوي بتتكسر رقبته”


تنهدت بيأس وجذبت الغطاء عليها في محاولة منها ان تنام حتى لا تفكر بشئ*******************في احد القصور الفخمة

المتكونة من حديقة شاسعة الاتساع وعدة حمامات سباحة واسطبل لأندر الخيول وكراج للسيارات يضم عشرات السيارات بعضها قديم الطراز وبعضها دفع رباعي وبعضها الفارهة الرياضية واخرى الكلاسيكية

ومن الداخل نجد عشرات الغرف المليئة بالاثاث الفاخر وصالة رياضية مليئة بالاجهزة الرياضية الحديثة

وفي داخل غرفة المكتب نجد ادهم يجلس بأريحية على كرسيه الوثير يراجع بعض الملفات وقطع تركيزه طرقات متتالية على باب مكتبه دخل حارسه الشخصي شريف بعد ان اذن له ادهم بالدخول “خير يا شريف في حاجة ”

تقدم شريف من مكتب ادهم واضعاً الملف الذي في يده على المكتب “ده الملف فيه كل البيانات عن ملاك حسن ومعاه ملف مكالمتها وو……”


“فيه ايه يا شريف ماتقول على طول ” ” في واحد معاها في الجامعة عينه منها بس هي مش مدياه مجال يبقى ابن مدحت الحداد ” كز ادهم على اسنانه فور تخيله لأحد انه نظر اليها ولكنه تمالك نفسه فور تذكره لوجود شريف

“خلاص يا شريف روح انتا وخلي عينك على الولد ده” سحب ادهم نفساً من سيجاره الفاخر وامسك بالملف الذي به معلومات عنها واخذ يقرأ بصوت خافت متمهلاً ” ملاك محمد حسن عندها 19 سنة امها ماتت وهي بتولدها وابوها مات وهي عندها خمس سنين عايشه مع جدها وجدتها فحي ………. ،،، بتدرس هندسة في جامعة القاهرة وملهاش صحاب من البيت للجامعة ومن الجامعة للبيت ” ثم تناول صور لها مرفقة مع الملف وتأملها كم هي جميلة لم يرى ارق منها لقد انقلب حاله فور رؤيته لها ،،، ثم تناول ملف مكالماتها فلم تكن تتصل بأحد سوى جدها وجدتها ومؤخراً مها سكرتيرة امجد ابتسم فور ظهور فكرة في باله اخذ رقم هاتفها من الملف وضغط على زر الاتصال وضع هاتفه على اذنه فكان يسمع جرس لكن لا احد يرد نظر في الساعة المعلقة على حائط مكتبه وجدها العاشرة ايعقل ان تكون نائمة مبكراً اتصل مرة اخرى ولكنه ظن انه مثل سابقتها لن ترد حتى اتاه صوتها الرقيق الناعس


” الو…..الو…..الو…..الووووو” وعندما لم تجد رداً اغلقت الاتصال ضحك ادهم “يعني ادهم السيوفي الي محدش يسترجي يرفع عينه فعيني عيلة صغيرة تقفل السكة فوشي ماشي يا ست ملاك الحساب يجمع ” ثم انتصب واقفاً متجهاً الى غرفة نومه ليستحم ثم يخلد للنوم وما ان دخل غرفته تأملها

“يا ترى ممكن ملاك تنام ع السرير ده فيوم من الايام ” ثم استطرد قائلاً

“ايه الي بقوله ده مش لما اعرف اتكلم معاها الاول كل اما تشوفني تترعب كأنها شايفة عفريت معرفش ايه الي مخوفها مني ”

ثم دخل الى الحمام وغاب بعض الوقت وخرج وهو ينشف شعره بمنشفة وكان يرتدي بنطال قطني مريح وبقي عاري الصدر فظهرت عضلات صدره وبطنه المكتنزة رمى المنشفة ارضا ثم دس حاله تحت غطاءه الوثير وبعد ساعتين بقي يتقلب فيها ثم اعتدل جالساً


“في ايه انا لو كنت اعرف اني لما اسمع صوتها مش هعرف انام مكنتش اتصلت من اساسه ،،، ركز يا ادهم مفيش ملاك دلوقتي نام بكره هتشوفها خلاص نام ” وبعد قرابة الساعة كان يغط في نومٍ عميق وفي الصباح بينما ادهم نائماً نجد ملاك تدلف للداخل تحمل بيديها صينية عليها بعض اصناف الفطور وكأسان من العصير ووردة حمراء وكانت ترتدي

ثم امسكت الوردة مررتها على وجه ادهم وعلى صدره وبطنه ” ادهم حبيبي يلا قوم انا جهزتلك الفطار ”

ثم اقتربت منه وقبلته على خده وقبل ان تقبل خده الثاني شهقت ملاك بذعر عندما وجدت نفسها اسفل ادهم ” انتي بتستغلي اني نايم وبتبوسيني وياريتك بتبوسي صح ”

“ليه انشاء الله هي البوسة الصح ازاي بقى ”

اقترب منها ادهم ثم تناول شفتيها بين شفتيه واخذ يمتص شفتاها تارة العلوية وتارة السفلية ويداه الخبيرة تتحس تقاسيم جسدها الانثوي المثير ،،، ابتعد عنها عندما أحس بانها بحاجة للهواء ،،،شهقت ملاك بقوة كأنها كانت تغرق ،،، دفن ادهم دفن في عنقها المرمري ممتصاً ومقبلاً جلدها الرقيق الناعم تأوهت ملاك من فرط مشاعرها ولكن تأوهها دفع ادهم للجنون وجعتله يتعمق اكثر تاركاً علامات زرقاء واخرى بنفسجية ابتسم على علامات ملكيته التي تلونت بها رقبتها البيضاء ثم عاد الى ملاذه شفتيها يمتصها بقوة مدخلاً لسانه داخل فمها الكرزي الصغير مستكشفاً اياه ويداه تعتصران صدرها الطري خرج منها تأوهات من فرط الرغبة اودت بعقل ادهم بالجحيم وشرع بخلغ ملابسها …….


“ادهم ،،،،ادهم ،،،،،،ادهم”

فزع ادهم من نومه واذ بأمجد يقف قبالته نظر اليه بغضب “فيه ايه”

“سلامتك بقالي ساعة بصحي فيك الظاهر انك كنت بتحلم ومش عاوز تصحى ”

“معلش ما سمعتش ،،، انته ايه الي جابك هنا”

“ابداً قلت اعدي عليك نروح مع بعض على الشركة يلا اجهز وانا هستناك تحت متتأخرش ”

خرج امجد مسح ادهم وجهه بضيق “لأ انا النهاردة لازم اشوف حل في الموضوع ده لازم …. مينفعش افضل كده انا هتجنن خلاص ” ثم ابتسم فور تذكره لهذا الحلم ثم ضغط عل اسنانه فلو لم يأتي امجد لاكمل هذا الحلم الجميل نهض ليستحم لعل المياه تطفئ النار التي اشعلتها تلك الصغيرة بداخله ثم نزل لأمجد بعد ان ارتدى بدلته السوداء الفاخرة والساعة الثمينه ورش من عطره الذي يزيد من وسامته واستقل السيارة مع امجد متجهاً للشركة بعد ساعتين في مكتبه نجده يشاهد شاشة هاتفه يراقب مكتب امجد ينتظر مجيئها فلا يوجد احد فمكتب السكرتيرة سوى مها نظر الى ساعة يده ذات الماركة العالمية وزفر بضيق فهي تأخرت على موعدها قرابة الساعتين ثم شرع بالاتصال على احدهم “ها يا شريف هي فين مجتش الشركة ليه ،،


هي فالبيت” “لا يا فندم هي فالجامعة دلوقتي ” “طيب بلغني بتحركتها اول بأول وخليها تحت عينك ولو حسيت انها محتاجة مساعدة إدخل فوراً ” “حاضر يا فندم ” وقف متنصباً من على كرسيه متوجهاً للحمام الملحق بمكتبه ليغسل وجهه لعله يستطيع السيطرة على ضيقه فهو كان ينتظر رؤيتها ثم خرج وعاد ليجلس على مكتبه في محاولة منه لدمج نفسه بالعمل وبعد قرابة الساعة رن هاتفه فوجد ان المتصل شريف اجابه بسرعه خوفاً من ان يكون حدث شئ لها ” في حاجة يا شريف ملاك حصلها حاجة ” ” لا يا فندم هي بخير بس هي دلوقتي ركبت تاكسي وفطريقها للشركة ” قفل ادهم سريعاً ثم وقف مستنداً على زجاج مكتبه المطل على مدخل الشركة ينتظر قدومها وبعد قرابة النصف ساعة كانت ملاك تنزل من التاكسي وتدلف الى الشركة فكانت ترتدي بنطال جيز اسود وبلوزة بيضاء وجاكيت جلد اسود فيه سحبات فضية وحقيبة

سوداء وبوت رياضي ابيض وتركت العنان لشعرها

ابتسم ادهم لرؤيتها وامسك هاتفه لرؤيتها عبر كاميرات المراقبة الموصولة بهاتفه وعندما صعدت للاسانسير وجدها تنظر لنفسها بالمرآة الموجدة داخل المصعد

ثم وصلت لمكتب مها وحضنتها ثم اخذت تحدثها عن اشياء لم يسمعها ادهم فلعن غباءه كان يجب عليه نصب مايكروفون مع كاميرا المراقبة حتى يسمع ما تقول ،،، قطع اندماجه بها دخول سكرتيرته سالي تمسك بيديها عدة ملفات قالت بدلع مصطنع غير لائق ” مستر ادهم الورق ده محتاج امضه حضرتك ”

“هاتيه وبرا ”

ثم قال بغموض “سالي ….. هو الي بيوصل معلوماتي لحد انا هعمل فيه ايه”

بلعت ريقها بخوف ان يكون كشفها بأنها تراقبه لصالح داليا قالت بتعلثم ” مش فاهمة حضرتك تقصد ايه ”

“لا مفيش حاجة على شغلك وياريت اللبس ده تخليه للسهر بلاش للشغل عشان ادهم السيوفي ما بيدقش من الحاجة مرتين انتي فاهمة انا اقصد ايه على مكتبك”

وفي مكتب مها نجد ملاك تقرأ بعض الملفات

حتى قاطعتها مها ” انتي اتأخرتي ليه النهاردة يا ملاك انا افتكرتك مش جاية”

“اتأخرت عشان رحت على الجامعة اشوف الدرجات نزلت ولا لسا ”

” وها نازلة ”

” مش كلهم في مواد نزلت ومواد كمان يومين وفي مواد بداية الترم التاني ”

” طيب والي نزل جبتي فيه كام ولا عاوزة تاكلي عليا الحلاوة”

ضحكت ملاك “لأمش هاكل عليكي الحلاوة همك ع بطنك لما اجيب امتياز فكل المواد هبقى اجبلك شنطة شوكلاته ”

كادت مها ان تتحدث فقاطعها دخول ادهم المفاجئ وقف ادهم ينظر لملاك وكأن مها غير موجودة ينظر لها من شعرها حتى قدميها ،،، توترت ملاك من نظراته لها فأخذت تقضم شفتيها بأسنانها اللؤلؤية الجميلة واصطبغ وجهها بالحمرة مما زاد النار المشتعلة بداخل الواقف امامها ليتسائل داخله هل طعم شفافها مثل الحلم ام اطعم ،،، وزعت مها نظراتها بين ملاك وادهم وهي تبتسم فيبدو انه سيولد حباً جديداً هنا ،،، تنحنحت حتى تلفت انتباههم انتبه ادهم لنفسه فدخل لامجد الذي تفاجئ بوجوده فمكتبه ولكنه عرف سبب مجيئه الذي يكافح ادهم لاخفاءه

” ها ايه الي جابك المرة دي ”

“ما تتكلمش كلام انته مش قده ،، ثم اكمل بتعلثم جاهد اخفاءه ،، انا بس قلت دلوقتي بتكون مشغول فقلت انا هجيلك ”

” ما انا دايماً بكون مشغول بتبعتلي ايه الي جد ”

” امجد في ايه ”

ابتسم امجد بسليه عليه فهو لم يرى ادهم متخبطاً ومتوتراً من قبل ” طيب خلاص اهدى اخلي ملاك تعملك قهوة ،،،ثم اكمل بخبث ،، اصل عليها قهوة يا ادهم لازم تذوقها هتعجبك صدقني ”

جز ادهم على اسنانه حتى ظهرت عروق رقبته علامة على عصبيته ثم تحدث بهدوء مخيف ” وهي بتعملك قهوة من امتى ها ،،، ليه جاية تتدرب ولا تعمل لجنابك قهوة ”

قهقه امجد على غيرة ابن عمه الواضحة ” دام انك واقع كده ما تقولها قبل ما تطير لغيرك وهتبقى خسرتها”

“ده الي يفكر يبصلها همحيه من على وش الدنيا ”

قطعت حديثهم مها ” مستر امجد الملفات دي لازم تراجعها وتمضيها “وقفت مها بجانب مكتب امجد

فاستغل ادهم موجود ملاك بمفردها فخرج ابتسم امجد عليه

وفي الخرج نجد ملاك تنظر لبعض التصاميم ولم تلاحظ وجود ادهم وصل لها راحته الممزوجة برائحة الدخان فهبت واقفة تنظر اليه ظهر شبح ابتسامة على شفتيه فور تذكره لحلم الصباح ونظر لعنقها الابيض المرمري الخالي من علاماته تنحنح ليخرج صوته

” ازيك يا ملاك ”

هزت ملاك رأسها بالايجاب فحبالها الصوتية قد شلت من وجوده

لاحظ ادهم سكوتها ” هو انتي ساكته ليه في حاجة تعباكي ”

هزت رأسها بالنفي

زفر ادهم يريد سماع صوتها وقبل ان يتحدث خرجت مها من مكتب امجد فلعن ادهم حظه فدائماً لا يستطيع ان يختلي بها قليلاً فاكمل طريقه عائداً لمكتبه

جلست مها بجانب ملاك التي كانت شبه مغيبة

لكزتها في كتفها ” هو في ايه ”

” مفيش حاجة … هيكون ..فيه ايه ” اجابتها بصوت مرتجف متعلثم

” لأ فيه وفيه حاجات كتير هو مستر ادهم كان ببصلك كده ليه انا بقالي هنا سنين ولا مرة شفته عتب المكتب ده ولا مرة شفته مرتبك كده هو في بينكو حاجة ”

وضعت ملاك يديها المرتجفة على فم مها لاسكاتها

” هش وطي صوتك بعدين مستر امجد يسمع … بصي هقولك ما انا مليش حد غيرك اقوله ”

” بصي قبل ما دماغك الجزمة دي تروح مكان كده ولا كده انا مفيش حاجة بيني وبينه بس هو لما يشوفني يفضل باصصلي كده زي ما شفتي ما عرفش ليه ”

اردفت مها “طيب وانتي ”

“مش عارفة ايه الي بيحصلي يا مها مع اني شفته كام مرة بس لكن لما بشوفه بتوتر وقلبي بيدق بسرعة وببقى عايزة استخبى من نظراته بس بنفس الوقت ببقى مبوسطة من جوايا من نظراته ليا مش عارفة متلخبطة مش عارفة افكر ”

ابتسمت مها “يبقى وقعتي وحبتيه ”

نهرتها ملاك “لأ طبعاً مفيش الكلام ده ”

ثم اكملت بيأس “حتى لو كنت بحبه هو انتي مش شايفه هو فين وانا فين انا لو بعت نفسي بكل حاجة بملكها مش هجيب ثمن بدلة من بدله يا مها هو من عالم وانا من عالم تاني وبعدين ده ادهم السيوفي شاف ستات بعدد شعر راسه وكلهم ممثلات وعارضات ازياء وبنات وزارء انا اجي ايه جنبهم ،، الحب الي بتتكلمي عليه ده لازم يكون فيه تكافؤ وانا بيني وبينه مفيش تكافؤ ولو 1% ،، تنهدت .. انا كلها يومين وخلاص هرجع الجامعة وهسيب التدريب فالشركة ومش هشوفه تاني لازم انساه ”أفضل الهدايا لأحبائكم

“لأ طبعاً هو انتي ما شفتيش نظراته ليكي عاملة ازاي ده باين انه معجب بيكي ده اذا كان ما بحبكيش زي انتي ما بتحبيه وبعدين انتي مش شايفة نفسك عاملة ازاي ده انتي قمر وصغيرة وكفاية انك لسه خام ”

“خام … ازاي يعني مش فاهمة ”

“يعني ادهم كل الي اتعرف عليهم كانوا عارفين رجالة من قبله بس انتي لأ هو اول راجل فحياتك ودي حاجة

تخليه يموت فيكي وبعدين احنا ممكن نسويه على نار هادية ”

“هو الي زي ادهم ده ينفع معاه نار هادية ،، اسكتي بلا خيبة ”

“كل الرجالة يا حبيبتي نقطة ضعفهم الدلع ويحبو نظرية شوق ولا تدوق وانتي هتعملي معاه كده ”

” لأ طبعاً ايه الي انتي بتقوليه ده انا مش بتاعة الكلام ده وبعدين لو شوفتيني من شوية بقيت عاملة زي الكتوت المبلول قدامه ده سألني ازيك معرفتش ارد تقوليلي ادلعي وما عرفش ايه ”

“هو سألك ازيك ده عمره ما عمالها ده واقع لشوشته يا عبيطة ” قطع حديثهن خروج امجد ممسكاً ببعض الملفات بيده ” ملاك معلش هتعبك عاوزك تاخدي الملفات دي لمستر ادهم يراجعهم ويمضيهم وتجبيهم معاكي مش هعرف ابعت مها عشان عاوزها فشغل ”

نظرت ملاك لمها فنظرت لها بمعنى اذهبي

اخذت ملاك الملفات واتجهت لمكتب ادهم

دخل امجد مكتبه واتصل على رقم من التلفون الارضي “بص عشان تعرف اني جدع انا بعتهالك دلوقتي معاها اشوية ملفات استغل انتا الوضع بمعرفتك سلام ”

وصلت ملاك لمكتب السكرتيرة سالي تنحنحت لجذب انتباهها” عاوزة ادخل لمستر ادهم ”

نظرت لها سالي من اخمص قدميها حتى رأسها

“عاوزة ايه من مستر ادهم هو دلوقتي مشغول ”

“عاوزاه يرجع الملفات دي ويوقعهم ”

جذبت منها سالي الملفات بقوة ” هاتيهم انا هدخلهم لان مستر ادهم قالي ما ادخلش عنده حد خالص و…. ”

قاطع حديثها المتعجرف خروج ادهم المفاجئ فهو شاهد ما حدث عبر شاشة المراقبة فهي كانت ستذهب نظر لسالي نظرة ارعبتها ثم قال بصوته الاجش “ايه الي بيحصل هنا صوتك عالي ليه يا سالي ”

“ابداً يا فندم البنت دي جايبة لحضرتك ملفات وانا قلتلها ادخلهملك عشان متزعجش حضرتك”

وجه كلامه لملاك ” هاتي الملفات وحصليني ”

وبعد عدة ثواني نجد ملاك تقف قبالة مكتب ادهم تضع يدها مكان قلبها لتهدئة دقاته

“هتفضلي واقفة كده كتير ” هذا ما قاله ادهم ليزيد من توترها فتقدمت ببطئ لاحظه ادهم وجلست بعيداً نوعاً ما عنه واخذ يقلب فالملفات ببطئ شديد وهو ينظر لها وما ان اخذت تعض شفتيها سرت بداخله قشعرية لا يعلم من اين اتت

اراد كسر السكوت فسألها “هو انتي فسنة كام يا ملاك”

تنحنحت ملاك بخفوت باحثة عن صوتها الذي اختفى

“انا فسنه اولى ”

“وعندك كام سنة ”

“19 سنة”

انتبه ادهم لفارق العمر فهو ليس قليل فهو حوالي 15 سنة هل ستقبل به ام ستبحث عن من هو من جيلها

وبدون مقدمات سألها

“لو اتقدملك راجل عنده 34 سنة توافقي عليه ”

استغربت ملاك من سؤاله فهي لم تفهم قصده فالسؤال فظنت انه يرشحها عروس لاحد اصدقائه امتلئت عيناها الجميلتان بالدموع حاولت اخفائها حتى لا تظهر امامه ويفضح امرها

اجابته بخفوت “مش عرفة لو راجل كويس ويحترمني ممكن اوافق العمر مش مقياس في الحياة”

ثم هبت واقفة “انا اسفة مضطرة اني امشي افتكرت حاجة هبقى ارجع اخد الملفات لما تخلص منها عن اذن حضرتك ”

ثم خرجت من مكتبه مسرعة حتى لا يرى دموعها

عقد ادهم حاجبيه من ذهابها المفاجئ ” معقول تكون زعلت من السؤال ”

وما هي إلا لحظات حتى اتاه اتصال من امجد

” تصدق ان وحدة زي ملاك خسارة فيك يعني انا ابعتهالك عشان تتكلم معاها ترجع من عندك بتعيط ”

” استنى انا مش فاهم حاجة ملاك بتعيط ”

“ايوة يا فالح ملاك الي بتعيط عملتلها ايه انطق ”

“والله ما عملت حاجة انا سألتها عندك كام سنة وفسنة كا….. استنى معقول تكون زعلت عشان قلتلها لو اتقدملك حد عنده 34 سنة توافقي بس الموضوع ما يزعلش ”

” ميزعلش مع الناس الي جبلة زيك بس الي زي ملاك رقيقة جداً تزعل من النسمة

اقفل بلا خيبة قال عاوزها تحبه على ايه بلا وكسة ”

زمجر ادهم بغضب ” امجد انا ساكتلك من الصبح ما تخلنيش اجي اطلعه عل جتتك بلا ازرق عاوزك تبعتهالي عشان الملفات انا هتصرف معاها احاول اصلح الي عملته”

“حاضر استنى عليها تهدى اشوية وهبعتهالك”

عند ملاك ومها

“يا بنتي كفاية عياط الموضوع مش مستاهل كل ده ”

مسحت دموعها بظهر يدها كطفلاً صغير “يعني ايه مش مستاهل عاوز يجوزني واحد صاحبه وتقولي مش مستاهل ”

“هو قالك واحد صاحبي ”

“لأ بس قالي لو اتقدملك حد عنده 34سنة توافقي يقصد ايه بالكلام ده ”

ضحكت مها على سذاجة ملاك ” يا هبلة ده يقصد نفسه هو في حد غيره عنده 34سنة ده هو بس بشوف ردك من تحت لتحت عشان يعني في بينكو فرق فالعمر يا عبيطة يعني هو ناوي يتجوزك وانتي قاعدة بتعيطي”

مسحت دموعها بفرحة ظاهرة على تقاسيم وجهها اللطيف الذي اصبح واضحة عليه اثار البكاء

“بجد يا مها يقصد كده خايفة اتأمل على الفاضي ” وفي هذه اللحظة اتصل امجد بهاتف مها وطلب منها ارسال ملاك لجلب الملفات من مكتب ادهم

اغلقت مها والتفتت الى ملاك ” قومي بسرعة اغسلي وشك وزبطي نفسك عشان هتروحي تجيبي الملفات من عند مستر ادهم يلا بلاش يشوفك وانتي خدودك ومناخيرك حمرا مع انك حلوة كده ”

ذهبت ملاك للحمام وهندمت مظهرها ولكنها لم تستطيع ان تخفي الحُمرة من على خدودها وانفها الصغير وبعد عدة دقائق كانت تطرق على باب مكتبه فدلفت بعد ان سمعت صوته الغليظ يأذن لها بالدخول

توجهت ملاك نحو مكتبه بتوتر كان واضح عليها ،،تأملها

ادهم فأثار البكاء لا تزال واضحة على انفها الصغير فلا يزال احمر وقف ادهم اتجه نحوها توقف امامها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى مسافة صغيرة ” تعالي نقعد هنا عاوز اتكلم معاكي شوية ”

وضع يده خلف ظهرها وهو يدفعها للامام بلطف للجلوس على الكنبة الجلدية الجانبية

نفضت ملاك يده من على ظهرها و اصطبغ وجهها الصغير بالحمرة من فرط خجلها ،،، ابتسم ادهم على خجلها فهو لم يرى الخجل في حياته فكل النساء يتعاملن معه بمنتهى الوقاحة وقلة الحياء جلست ملاك مرتبكة من قرب ادهم لها فهي لم تقترب من اي رجل في حياتها “ها بقى حابة تشربي ايه ” قالت بخفوت ” مرسي” تجاهل اجابتها واتجه الى الثلاجة الصغيرة الموجودة في احد اركان المكتب وجذب زجاجتان من العصير

ثم عاد ليجلس بجوارها “تحبي برتقال و لا كوكتيل ” “برتقال” فتحها واعطاها لها ثم عاد ليبدل عصير الكوكتيل بالبرتقال فهو سيشرب مما ستشرب منه هي “اشربي العصير عشان نتكلم ” ارتشفت بضع قطرات من العصير ثم نظرت وجدته مدقق بها كأنه يحفظ تفاصيل وجهها ازداد توترها و اخذت تقضم شفتيها بحركة غير مقصودة غير مبالية بالنار التي اندلعت بداخل الجالس بجانبها شرب ادهم العصير دفعة واحدة علها تبرد النار التي اشعلتها تلك الصغيرة بدون قصد “ملاك ،، انتي في حد فحياتك ” ارتجف قلب ملاك اثر جملته واخذت تعض شفتيها بقوة حتى لا يظهر ارتجافها كان يود ان يمد يده ليحرر شفتيها من بين اسنانها اخذت انفاسه تعلو وتهبط من فعلتها وقال لها بخبث لم تفهمه

” لو هتفضلي تعضي فشفايفك كده انا مش ضامن نفسي مش هقدر امسك اعصابي” نظرت له ببلاهة وقالت بخفوت

” تمسك اعصابك من ايه مش فاهمة هو انا دايقتك فحاجة من غير ما اقصد ” ” ما هي المشكلة انك مش قاصدة ” هبت ملاك واقفة من فرط توترها

“انا لازم اخد الملفات وامشي ” امسك ادهم ذراعها بلطف

“تمشي تروحي فين انا لسا مخلصتش كلامي ” نفضت يده عن ذراعها

” طيب ممكن تقول بسرعة عشان عاوزة امشي ” وقبل ان يتحدث طرقت الباب السكرتيرة سالي فإبتعدت ملاك عن ادهم بمسافة لا بأس بها ثم أذن لها ادهم بالدخول

“مستر ادهم ممكن حضرتك تمضيلي الملف ده ” ” هاتيه همضيه بعدين دلوقت مش فاضي عندي شغل

ضروري ”

وضعت سالي الملف ورمقت ملاك نظرات متفحصة

وخرجت “ممكن تقولي حضرتك عاوز مني ايه ”

اغمض ادهم عينيه باستمتاع لصوتها العذب لو يبقى هكذا يستمع لصوتها الرقيق “خلاص هبقى اقلك بعدين خدي الملفات دي لامجد وقليلو شكرا” وصلت ملاك لمكتب مستر امجد واعطته الملفات وابلغته برسالة ادهم

ثم خرجت لتقص على مها ما حدث معها مساءً

في بيت ملاك بعد تناول العشاء تحدث جدها بهدوء والابتسامة لا تفارق وجهه عقدت ملاك حاجبيها فهناك شئ غريب يحدث هي لا تعلمه حتى تحدث جدها قائلاً

” النهاردة اتقدملك عريس ” قفز قلب ملاك من الفكرة

“انا يا جدو عاوزة اكمل تعليمي وبعدين انا لسا صغيرة ولا انتا عاوز تخلص مني وخلاص ” “ايه يا بنتي الكلام ده انا احطك فعيني لغاية اخر يوم فعمري وبعدين انتي مش عاوزة تعرفي مين العريس ” قالت الحاجة فوزية “الاستاذ عماد جارنا ،، ها ايه رأيك نقول مبروك ” ” استني يا حجة خلينا نسمع ردها ” “انا هفكر وارد عليكو تصبحو على خير ” اتجهت الى غرفتها واحكمت قفل الباب ودفنت وجهها في الوسادة حتى تُسمع شهقاتها “انا ماكنش لازم اتأمل انا الي زيي ما ينفعش تتجوز إلا الي زي عماد يارتني ما رحت على الشركة ولا شفتك ،،مسحت دموعها،،، انا بكرة هروح لاخر مرة ،، اصلاً فاضل كام يوم على الجامعة وخلاص انا هوافق على عماد اهو افضل جنب جدو وتيتة ولازم انسى اني شفت ادهم ”

هذا ما اقنعت به نفسها قبل ان تغط في نوم عميق في محاولة منها بعدم التفكير ********************



#بارت 7#


رواية عشق يفوق الغيوم


صباحاً في الشركة

دلفت ملاك بحالتها الباهتة فعيناها متورمتان حتى انها لم تنتقي ملابسها بعناية كمثل يوم

“صباح الخير يا مها ”

“صباح القشطة ،، مال وشك عامل كده وبعدين اتأخرتي ليه ”

” ااا …اصلي منمتش كويس امبارح ،، وبعدين انا جيت عشان اسلم عليكي خلاص هرجع الجامعة وجيت عشان اشكر مستر امجد ،،، هو فمكتبه”

“ايوه فمكتبه ”

طرقت ملاك باب ودلفت بعد ان اذن لها امجد بالدخول

“صباح الخير يا مستر امجد انا جيت النهاردة عشان اشكرك انا خلاص هرجع الجامعة ”

“ترجعي الجامعة بس انتي مكملتيش شهرين ”

“اه عارفة فاضل كام يوم بس خلاص يدوب الحق اجهز نفسي للترم التاني ،، فشكراً على كل حاجة انا تعلمت حاجات كتير مع حضرتك ،، اشوف وشك بخير ،،عن اذنك ”

“ملاك ،،، خدي دي ورقة تثبت انك اتدربتي عندنا وكنتي طالبة ممتازة هتفيدك ،،، بس خلي مستر ادهم يمضيها ”

” لأ ….. أأأأقصد يعني ملوش لزوم انا لسا قدامي كتير لو إحتاجتها هبقى اجي لحضرتك تكتبهالي عن اذن حضرتك ”

خرجت ملاك ودعت مها بالدموع “انا هبقى اكلمك خدي بالك من نفسك ومن عيالك ،،، بااااي ”

وقفت ملاك قبالة الاسانسير قبل ان تضغط عليه وهي تلتفت الى باب مكتبه تود ان تراه تود ان تشتم رائحته وتحتضنه ولو لمرة واحدة في حياتها تود قول الكثير له لكن لا لن تفعل فهي من عالم وهو من عالم فقريباً ستصبح ملكاً لغيره تمنت لو انه لا يوجد فروق بينهم تمنت اشياء كثيرة ولكن امنياتها مستحيلة تنهدت بألم ومسحت دموعها وخرجت من الشركة وقبل ان تصعد للتاكسي نظرت لنافذة مكتبه لعلها تراه لاخر مرة ركبت التاكسي مودعة حبها الذي مات قبل ان يولد


وصلت ملاك لمنزلها لا تدري كيف ومتى وصلت فهي لم

تحتضن جدتها كعادتها دخلت لغرفتها وقفلت الباب على نفسها وارتمت على سريرها تحاول ان تتخيل حياتها القادمة

عودة الى الشركة كان ادهم يراقب اجهزة المراقبة فهو لم يراها ظلفت الى الشركة في موعدها فاتصل بمساعده شريف

“ملاك فين دلوقتي ”

“طلعت على الشركة وخرجت منها بعد اشوية وراحت البيت وما خرجتش بس….”

“بس ايه انطق”

“شكلها يا فندم مكنش طبيعي زي كأنها معيطة او في حاجة مزعلاها لانها كانت ماشية زي التايهة ”

اغلق ادهم الهاتف واتصل بأمجد وقال بعصبية وصوت عالي “ثواني والاقيك واقف قدامي ”


اخذ يرزع غرفة المكتب ذهاباً وإياباً وابيضت مفاصل يده من كثرة الضغط عليها وكادت ان تتهشم اسنانه من كثرة الضغط واذ بامجد يقتحم المكتب بسرعة

“ايه يا ادهم في ايه خضتني ”

“هو سؤال ايه الي بيحصل مع ملاك كانت هنا وقعدت شوية وبعد كده خرجت وشكلها كان معيطة عاوز اعرف ايه الي حصل ”

“محصلش حاجة هيا جت النهاردة عشان تشكرني وخرجت لانه خلصو الشهرين بتوعها وانا تحججت بورقة انها تدربت عندنا وقلتلها تمضيها من عندك

بس هي اتوترت ورفضت وخرجت بس ده الي حصل

بس ملاك حساسة اشوية تلاقيها عيطت وهي بتسلم على مها ”

تنهد ادهم ولكنه لم يهدأ

“انا فمكتبي لو احتجتني كلمني ”


وفي الخارج نجد سالي تضغط على احد الارقام وتقول بخفوت

” ايوة يا داليا هانم ”

ثم اتاها الرد في الهاتف

“عاوزة اقلك حاجة مستر ادهم متعصب على الاخر

وصوته عالي بس الموضوع مش موضوع شغل ”

“هعرف واقلك ”

وبعد عدة ايام يكاد ادهم يجن فيها فهو لم يراها منذ ايام فقط يستمع لصوتها عندما يتصل عليها دون ان يتكلم فكان واضح على صوتها التعب

في منزل ملاك قبل ان تذهب لجامعتها كانت ترتدي

وقبل ان تخرج انتبهت لجدها الذي ينادي عليها

عقدت حاجبيها وسألت بقلق “جدو انتا ليه مش فشغلك تعبان اجبلك دكتور ”

“لا يا بنتي انا النهاردة اجازة مش عاوز اعطلك فاول يوم ليكي بس حابب اعرف رأيك فموضوع استاذ عماد”


تنهدت ملاك بحزن فور تذكرها لما هي مقبلة عليه

“لما آجي يا جدو هبقى اقلك قراري النهائي انا لازم امشي دلوقتي ” قبلت رأس جدها وخرجت

وصلت جامعتها واذ بها تجد اسمها على لوحة الشرف فهي اصبحت الاولى على دفعتها ولكنها لم تفرح ككل سنة وكأنه انتزع الفرح من قلبها دخلت ملاك الى محاضرتها وبعد انتهاءها وهي في طريقها اعترض طريقها جاسر حاولت تفاديه ولكنه عرقل طريقها

“ازيك يا عسل “قالها بإبتسام سمجة

“نعم عاوز ايه انتا ما بتزهقش”

“لأ ما بزهقش منك بس قبل تمشي عاوز اوريكي حاجة يمكن تغير رأيك “ثم اخرج هاتفه وضغط عليه واذ بصوره مع ملاك باوضاع مخلة شهقت ملاك وامتلئت عيناها بالدموع

“يا سافل يا قليل الادب ”


“بلاش تتهوري لو نفذتي الي أقول عليه محدش هيعرف بحاجة ،،، اما بقى لو نشفتي دماغك الحلوة دي هتلاقي الصور دي مغرقة الجامعة ومش بس كده لأ … هبعتهم على الحتة المعفنة الي ساكنة فيها عشان اهلك يتفضحو فالحتة كلها ويشوفو البنت المؤدبة الشريفة بتعمل ايه وهبعتهم على الشركة الي جدك بشتغل فيها”

“عاوز ايه “قالتها بصوت مهزوز

مد لها ورقة مكتوب بها عنوان

“النهاردة في العنوان ده دخلتك يا حلوة بس انا جدع وهجوزك عرفي هستناكي على الساعة 6 بالدقيقة

سلام يا مدام جاسر مقدماً ” ذهب وهو يقهقه بقوة

غير مبالي بالتي انهارت على الكرسي المجاور لها ماذا ستفعل في هذه المصيبة التي حلت على رأسها فلا يمكنها فعل ذلك ولا يمكنها اخبار جدها و بشئ وايضاً لا تستطيع تحمل هذه الفضيحة الشنيعة وضعت يديها على فمها لتكتم شهقاتها التي تعالت اخذت تفكر بمن ستستعين وبعد وقت من التفكير اخذت هاتفها وضغطت عليه بيدان مرتجفتان


“ايوه يا مها انا فمصيبة الحقيني مش عارف اعمل ايه”

“اهدي في ايه انتي فين ”

“انا فالجامعة عاوزة اقابلك ضروري ”

“خلاص كمان نص ساعة بريك الغدا هقابلك فالكافيه الي جنب الشركة ”

“خلاص انا هستناكي هناك ”

وبعد ساعة

“هو ده الي حصل بالضبط ”

هذا ما قالته ملاك بعد ان قصت ما حدث لمها

“بصي انتي بلغي الشرطة ”

“يا نهار اسود هو انتي عاوزاني اتفضح يا مها ده واحد ملوش كبير مسنود على ابوه وانا مش قده ده ممكن ينفذ تهديده”

ثم اخذت تنحب بشدة

حاولت مها ان تهدئها ” بصي.. مفيش حل إلا انك تقولي لجدك وهو يبلغ الشرطة هو ده انسب حل ”


قاطع حديثها اتصال امجد

هبت مها واقفة ” معلش يا ملاك مستر امجد بيتصل ولازم ارجع على الشغل اعملي الي قلت عليه هو ده انسب حل ”

ذهبت مها وتركت ملاك تنحب بشدة

بعد عدة دقائق كانت مها تقف امام مكتب ادهم مترددة بإخباره بما حدث الى ان حسمت امرها باخباره فهو الوحيد الذي يستطيع ان يحل هذه المشكلة

دخلت سالي تخبر ادهم بوجود مها

عقد ادهم حاجبيه مستغرباً من وجودها فطلب من سالي من ادخالها

” لو هتفضلي ساكتة اتفضلي على مكتبك انا عندي شغل ”

هذا الذي قاله ادهم ليخرج مها من صمتها الذي طال دون ان تتحدث

ثم قالت بدون مقدمات


“مستر ادهم انتا بتحب ملاك”

وقف ادهم واولاها ظهره حتى لا ترى تعابير وجهه بعد هذا السؤال

“انتي جاية تعطليني عشان تهزري ”

“انا مش جاية اهزر ملاك فمصيبة محدش هيحلها غير حضرتك بس لو…..”

لم يتركها ادهم لتكمل قبل ان يجهر بها

“انطقي ملاك مالها مصيبة ايه ”

“هقلك على كل حاجة ”

هذا ما قالته مها قبل ان تبدأ ان تقص عليه ما حدثتها به ملاك بدون انقاص

“بس في حاجة كمان حصلت معاها انتا لازم تعرفها ،،،اكملت مها بعد نظرات ادهم الغاضبة ،،،في عريس متقدم لملاك وهي المفروض تقول رأيها بس هي قالتلي انها هتوافق ”

ثم اردفت وهي خائفة من شكل ادهم الغاضب فكان حقاً مرعب

“وفي كمان حاجة لازم تكون عارفها ”

ضغط ادهم على اسنانه محاولاً تمالك نفسه من لا يقوم بتكسير عظام هذه الواقفة امامه

“اخلصي قولي كل الي عندك مرة واحدة ”

تنحنحت بخفوت قبل ان تفجر هذه القنبلة

“ملاك بتحب حضرتك ”

شبح ابتسامة لاح شفتيه من هذا الخبر لكن سرعان ما اختفى فور تذكره لمصيبتها

“خلاص روحي انتي وانا هتصرف ”

خرجت مها متجهة لمكتبها بعد ان تنفست الصعداء فأدهم سيحل الموضوع للأبد

امسك ادهم هاتفه وضغط على اتصال احدهم

“جاسر الحداد عاوز اعرف هو فين دلوقتي معاك نص ساعة تكون عارف ،، وملاك متغيبش عن عينك لو راحت مكان غير طريق بيتهم تفضل وارها خطوة بخطوة من غير ما تحس بيك لو هتغيب عن عينك همحيك عن وش الدنيا انتا والي معاك انتا فاهم ”

اغلق الهاتف ثم القاه على الحائط فأصبح قطع اخذ صدره يعلو ويهبط من فرط غضبه .. يزداد غضبه فور تخيله ان هذا الحقير سيؤذيها شد خصلات شعره بقوة وما هي الا دقائق باتصال رجاله تفيد بدخول ملاك طريق غير طريق منزلها

“ابعتلي العنوان وانا جاي حالاً متغبش عن عينك ”

تناول سلاحه من الدرج واخذ متعلقاته وهب مسرعاً وفور خروجه من المصعد اخذ يركض مما زاد حيره الموظفين من مظهره فكان شعره مشعثاً وبدلته غير مهندمة اهذا ادهم الذي يعد مقياس لاناقة الرجال ويركض كالمجنون فدائماً كان يمشي بهدوء مخيف

صعد مكان السائق في سيارته الفرهة مما زاد حيرة الحرس كان يطوي الارض تحته من شدة السرعة عدة حوادث تفادها باعجوبة يريد ان يلحق بها قبل ان تقع تحت يدين هذا الحقير

عند ملاك

كانت تقف امام باب الشقة التي وصفها جاسر لا تدري كيف وصلت لهنا ففي هذه الشقة ستكتب نهايتها

ارتجفت يدها قبل ان تضرب الجرس ثانية ثلاثة خمسة ثواني كان جاسر يفتح الباب وينظر اليها بواقحة ونظر لساعة يده

“معادك مزبوط يا قلبي ،، خشي برجلك اليمين يا عروسة ”

وقفت ملاك تنظر للشقة والى زجاجات الخمر تقاوم رغبتها بالصراخ فكانت تنحب بصمت فاقت على انفاس ساخنة تلفح رقبتها الرقيقة ،،انتفضت وتراجعت للخلف لسوء حظها لم يكن خلفها سوى الكنبة لتقع عليها هجم عليها جاسر وحاول ان يقبلها اخذت ملاك تهز رأسها لابعاد شفتيه المقززة عنها وتركله بقدامها وحبالها الصوتية قاربت ان تنقطع من كثرة الصراخ

وصل ادهم ورجاله للبناية التي توجد بها شقة جاسر صعد للاعلى مستخدماً السلم وليس المصعد حتى يسمع اي صوت يدل على وجودها كالصراخ او البكاء وقبل ان يصل للطابق الرابع وصل لسماعه صوت صراخ مكتوم اقترب من باب الشقة فعرف ان الصوت خارجاً منها ركله مرة واحدة ففتح على مصرعية فوقع تحت انظاره ملاك التي يعتليها هذا الحقير وقد مزق جزء من ملابسها العلوية اشار لرجاله بالوقوف حتى لا يشاهدو مظهرها المزري هجم عليه ادهم واخذ يسدد له اللكمات حتى ارداه ارضاً وهو ينزف من جميع انحاء وجهه وجه اشارة لرجاله بأخذه ثم انخفض للتي كانت منطوية فالزاوية تضم قدميها لصدرها الذي ظهر جزء منه بسبب تمزيق ملابسها تنحب بشدة وجسدها النحيل يرتجف كان صوت بكائها يقطع نياط القلب ضمها لصدره مشدداً التفاف يديه حول جسدها الصغير واخذ يربت على ظهرها ويمسد على شعرها الحريري محاولاً تهدئتها

“اشششش خلاص محصلش حاجة

انا هنا مش هيقدر يعملك حاجة خلاص بقى بلاش عياط ”

ظل يربت على ظهرها حتى هدأت وضع اصبعه تحت ذقنها مجبراً اياها النظر اليه وما ان وقعت عيناها في عيناه حتى اخفضت بصرها خجلاً منه فهي في موقف محرج جداً تململت بين يداه حتى يتركها وقع بصر ادهم على صدرها الابيض الشفاف الذي ظهر بسخاء من بلوزتها الممزقة بلع ريقه بصعوبة محاولاً ان يتمالك نفسه وقف ثم اوقفها لاحظ انها تضع يدها على صدرها محاولة لملمة ملابسها الممزقة مخفضة بصرها خجلاً خلع ادهم جاكيت بدلته ولبسه لها ضحك ادهم بشدة على مظهرها فبدت وكأنها غارقة بها استمر بالضحك على مظهرها الظريف بالنسبة له حدقت ملاك بضحكته فهذه اول مرة تراه يضحك فكل مرة كانت تراه كانت ملامح وجهه حادة تباً لقد زاد وسامة على وسامته فيجب عليه ان لايضحك امام احد افاقت من تفكيرها عليه وهو يغلق ازرار بدلته عليها قائلاً بمشاكسه لتخفيف احراجها مشيراً الى حجم بدلته عليها

“مكنتش عارف انك صغيرة كده ”

جعدت وجهها بطريقة ظريفة محببة

“انا مش صغيرة انتا الي ضخم زيادة ”

امسك يدها وسار بها للباب وقبل ان يخرج

“الي حصل هنا هيفضل هنا محدش هيعرف بحاجة”

نزل بها للاسفل تحت نظرات الحرس اختبأت ملاك بظهره محاولة التواري عن انظارهم ابتسم ادهم على خجلها ادخلها السيارة بالمقعد الامامي ووجلس خلف عجلة القيادة فهو لا يريد ان يحرجها بوجود السائق

تنحنحت ملاك بخفوت لجلب انتباهه

“هو انتا عملت فيه ايه ”

فهم ادهم انها تسأل عن جاسر بسبب الصور

اجابها مطمئناً

“متخفيش انا هاخد منه الصور وهحرقها و….”

قاطعته ملاك قائلة

“بس ما تبصش عليهم ”

عقد حاجبيه مدعياً عدم الفهم

“ما بصش ليه مش فاهم”

اجابته ملاك بتعلثم

“عشان ،،،، عشان ،،،،،عشان ….”

قاطعها ادهم

“عشان ايه قولي متتكسفيش”

قالت ملاك بخفوت وهي تعض شفتاها

“عشان الصور قليلة الادب ”

هز رأسه ادهم مدعياً التفهم واكمل طريقه

“ادهم ”

اندلعت نار بداخله فور تذكرهه لندءها له فذاك الحلم الجميل فقرر ان لا يرد حتى يستمتع باسمه من بين هتان الشفتان

“ادهم انتا سامعني”

همهم ادهم بخفوت

اكملت ملاك “هو احنا رايحين فين ”

“هنروح الفندق تغيري لبسك ده وتظبطي شكلك وتاكلي اي حاجة ولا عاوزة ترجعي البيت كده ”

اخفضت ملاك بصرها خجلاً فكانت على حافة الهاوية

لاحظ ادهم ذالك فقال مخففاً عنها

“الي حصل حصل خلاص بس بعد كده لو اي حاجة حصلت تيجي تقوليلي يعني لو مها ما جتش وقالتلي كان الله اعلم ايه الي حصل ”

وصل ادهم للفندق اوقف سيارته المتبوعة بسيارات الحرس ودخل بها من مدخل الطوارئ حتى لا يراها احد بصحبته فهي اصبحت من ممتلكاته الشخصية لا يجب ان ينظر اليها احد فهي فاتنة جداً كل من يراها يعجب بجمالها متذكراً كم الرجال الذي عرف باعجابهم بها وصل الى الجناح المخصص له توقف عندما احس ان ملاك سحبت يدها من يده

” احنا جينا هنا ومدخلناش على الرسيبشن كده ممكن مدير الفندق يبلغ عننا ”

ابتسم ادهم على سذاجة صغيرته اقترب منها قائلاً بصوت غليظ هامس ثار القشعريرة داخل جسد هذه المسكينه

“الي واقف قدامك هو صاحب الفندق ما تخفيش ”

شهقت ملاك “بجد ده بتاعك ”

اماء لها ادهم بالايجاب ثم تقدم ليفتح الباب الخاص بجناحه فغرت ملاك فمها واتسعت حدقة عيناها من جمال المنظر الذي رأته

انتهبت ملاك على صوته الذي اخرجها من بلاهتها

“عجبك ”

“بجد تحفة يجنن”

“ادخلي جوا هتلاقي طقم على السرير خدي شاور وانا هستناكي برا خلصي بسرعة ”

اماءت له ملاك ايجاباً ثم دخلت وجدت على السرير

وبعد قرابة النصف ساعة كانت تخرج من باب الجناح وجدت ادهم ابدل ملابسه الى اخرى كاجوالأفضل محلات الملابس

امسك يدها وسار بها باتجاه المصعد حاولت سحب يدها الصغيرة من يده الغليظة لكنها فشلت توقف المصعد قبالة مدخل المطعم الخاص بالفندق ولكنه كان خالي جداً من الناس كانت تود ان تسأله ولكنها فضلت السكوت توقف عند طاولة تتوسط المطعم سحب لها الكرسي كي تجلس ثم جلس قبالتها

“تحبي تاكلي ايه ”

اجابته بخفوت

“اي حاجة مش مهم انا اصلاً مش جعانة اوي ”

“خلاص هطلبك بيتزا بتحبيها بإيه ”

” بالسجق ” قالتها بخجل

ابتسم لطفولتها

ثم قال للنادل

“هات بيتزا بالسجق وعصير برتقال فريش وانا الاكل بتاعي ”

نظرت له ملاك بعدم فهم ثم سألت

“هو انتا مش هتاكل بيزا وبعدين يعني ايه الاكل بتاعك ”

“انا ما بكلش الاكل ده انا اكلي اغلبه ني وسلطة ”

هزت رأسها بتفهم ثم اخذت حقيبتها تبحث عن هاتفها

قاطعها ادهم

“بتدوري على ايه ”

“على تلفوني عاوزة اكلم جدو دلوقتي قلق عليا عاوزة اطمنوا ”

“متخفيش امجد كلموا ”

جحظت عيناها خوف من ان يكون ادهم اخبر امجد بشئ الذي بدوره سيخبر جدها

انتبه ادهم لحالها ثم اكمل مفهماً

“متخفيش محدش عرف بحاجة انا قلت لامجد يتصل بجدك ويقوله انه عندو شغل كتير النهاردة وعاوزك تساعدي مها وهتتأخري شوية وهو هيوصلك ”

خطرت فبال ادهم فكرة من افكاره الشيطانية اخرج هاتفه وكأنه يتصفح به وضغط على زر الاتصال بها

ثواني وصدحت نغمة هاتف قديم في المكان سحبت ملاك هاتفها من الحقيبة ونظرت للرقم ولكنها كتمته ووضعته جانباً

“ليه مش عاوزة تردي ”

“ده رقم بيتصل بيا وبفتح خط محدش برد

معرفش مين ”

اخذ منها الهاتف

” هاتي اشوف انا هتصل بيه واعرف لمين ”

اتصل من هاتفها الصغير مثلها على هاتفه نظرت ملاك ببلاهة لهاتفه الذي يرن وفهمت عندما شاهدت ابتسامة مرسومة على شفتيه

سألته بهدوء

“هو انتا جبت رقمي منين ”

قبل ان يجيبها كان النادل يضع الطعام على الطولةأفضل المطاعم بالقرب مني

“خلينا ناكل وبعدين نتكلم ”

وبعد تناولهم الطعام سألها ادهم

“اخبار العريس ايه”

اتسعت حدقتي عيناها بشدة

“هو انتا عرفت منين ”

اجابها وهو ضاغطاً على فكيه بقوة

“النهاردة باليل تقولي لجدك انك مش عاوزاه يا اما ورحمة امي اقتله واريح جدك”

هزت رأسها بالايجاب فمظهره وهو غاضب لا يحمل مجال للنقاش

“هو انتي ليه ملكيش صحاب يا ملاك”

” لأ كان ليا صاحبة من وانا فالابتدائي بس لما وصلنا ثانوية عامة سافرت هي وعليتها اوروبا ومن بعديها معرفش اخبارها ايه ”أفضل المطاعم بالقرب مني

“طيب وانتي فالجامعة ليه ملكيش صحاب ”

اصل كل البنات الي تعرفت عليهم فالجامعة اسلوبهم معجبنيش”

” ازاي مش فاهم ”

ارجعت بيدها خصلات شعرها الحريري خلف اذنها

“الي اقصده انه في بنات تلاقيها بتكلم واحد ولما تتخانق معاه تروح لواحد غيره ولما تزعل من التاني تروح للثالث وانا بحبش ده ،، اقصد اني مع ان البنت تحب شاب والشاب ده يكون بحبها وفي ثقه يبنهم ده انا مش ضده فعشان كده كل الي قابلتهم من النوع الاولاني بس انا دلوقتي صاحبتي مها”

فجأة وبدون مقدمات قال

“تتجوزيني ”

شهقت ملاك بصدمة هل الذي تسمعه صحيح هل ادهم يطلب يدها للزواج ظلت هكذا عدة دقائق حتى هز ادهم يدها بخفة لافاقتها

“مالك متنحة كده ليه معرفتش ردك ”

اصطبغ وجه ملاك بالحمرة خجلاً واخفضت رأسها

ابتسم قائلاً

“اعتبر ان السكوت علامة الرضا ”

ثم اردف قائلاً

“خلاص انا بكره هكلم جدك ”

اجابته بسرعة

“لأ اوعى تعمل كده ،،،، ااااقصد يعني سبني انا افتح الموضوع معاه بعدين مش دلوقتي ”

حاول ادهم جاهداً التحكم في اعصابه

“ليه مش دلوقتي ”

“عشان ،،،، عشان يعني العريس الي كان متقدملي مش عاوزة جدو يشك اني رفضته عشانك بلاش يزعل مني لاني لغاية دلوقتي مش لاقية سبب الرفض الي اقنعه بيه ”

“وهتكلميه امتى عشان ابقى عارف ”

“مش عارفة بس اكيد عاوزلي اسبوعين على الاقل عشان يكون نسي الموضوع ”

“نعم ،،،، اسبوعين ،،،، هو اسبوع واحد مش هستنى غيره ”

“طيب ” اجابته بامتعاض فهي لاتريد جدها ان يعلم بما حدث بينها وبين ادهم قد اوصاها كثيراً ان تبتعد عنه ستصبح بنظره لا تسمع كلامه وهذا اكثر شئ يغضب جدها

بعد قليل في سيارة امجد كان يتولى القيادة وفي الخلف يجلس ادهم وفي جانبه ملاك

واذ بادهم يقول لها شئ بالهمس لتبتسم

كان هذا تحت انظار امجد المراقب لهم من اول الطريق

تنحنح قائلاً

“جرا ايه يا ادهم باشا راعي وجودي طيب ده انا سنجل وغلبان ومعنديش حد اوشوشة ”

لكزه ادهم في كتفه

“خليك فحالك وبعدين انتا رامي ودانك وعنيك معانا ليه انا غلطان اني استعنت بواحد رزل زيك سوق وانتا ساكت ”

وبعد مدة وصلت للمنزلها وقبل ان تهم بالنزول امسك يدها ادهم وقال بخفوت

“هكلمك باليل ،،، خدي بالك من نفسك ”

صعدت ملاك لمنزلها فكانت الساعة قرابة التاسعة والنصف وجدت جدها وجدتها جالسون على يشاهدون نشرة الاخبار فقالت بمرح

“مساء الخير على احلى جدين فالعالم ”

ثم قبلت جدها وجدتها سألها جدها

” اتأخرتي يا حبيبتي قلقت عليكي ”

اجابته ملاك

“اصل حصل شغل مفاجئ ومستر امجد طلب مني اني اساعد مها وهو هيوصلني بالليل ”

انتبهت جدتها لشئ قائلة

“مش ده الطقم الي نزلتي بيه الصبح يا ملاك ”

اجابت ملاك بتعلثم

“اصل ،،، اصل مها وهي بتصب عصير دلقت عليا وبهدلت هدومي وكان عندها طقم بالمكتب احتياط للطوارئ فلبسته والوسخ خدته عشان تغسله ”

ثم تظاهرت بالنعاس حتى تهرب من اسألة جدها وجدتها حتى انتصبت واقفة

“يلا يا جماعة تصبحوا على خير ،،، واه يا تيتة متصحنيش بكره بدري معنديش جامعة ”

كادت ان تذهب قبل ان يستوقفها جدها متسائلاً

“معرفتش ردك على الاستاذ عماد يا ملاك ”

توترت ملاك من الموضوع ثم اجابت بهدوء

“انا فكرت ومش موافقة انا لسا قدامي سنين جامعة وبعدين انا مش شايفة اني قد المسؤلية فكل شئ قسمة ونصيب ”

ثم دخلت غرفتها واقفلت الباب ارتمت على سريرها وابتسامة السعادة مزينة ثغرها الكرزي الصغير فتحول اسوء يوم في حياتها لاجمل يوم في حياتها ابدلت ملابسها لبجامة نوم مريحة ودثرت نفسها بالغطاء جيداً وامسكت هاتفها تنتظر اتصاله مرت قرابة الساعة ولم يتصل

وضعت الهاتف جانباً فيبدو انه نسيها وخلد للنوم ولكن تبخرت ظنونها فور ان ارتج الهاتف باتصاله اجابت بخفوت حتى لايسمع جديها

“مساء الخير”

مساء العسل ،،، ها حصل ايه ”

“مفيش بس شوية اسألة من جدو على اشوية من تيتة وعدى الموضوع ”

وبعد مدة من الحديث غفت ملاك والهاتف بيدها فوصل له صوت انفاسها تمنى لو انها نائمة على صدره يشتم رائحتها التي اسكرته بدون خمور اقفل الهاتف ووضعه بجانبه وغط هو الاخر بنوم عميق

*********************

#يتبع...❤

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا












تعليقات

التنقل السريع