رواية دماء بريئه على الطريق الفصل السابع والثامن بقلم ولاء حامد
رواية دماء بريئه على الطريق الفصل السابع والثامن بقلم ولاء حامد
الفصل السابع
مصطفي بفزع: مالك ياض انشف كده ووحد الله في ايه فهمنا عليا الطلاق فيه حاجه وحاجه كبيره كمان
حسن غمض عنيه بتعب وهو لسه في حضن جلال
حسن بتعب: سيبني في حالي الله لا يسيئك
مصطفي: عليا الطلاق من اهل بيتي ماهحلك الا لما أفهم
حسن بخنقه: تفهم حاااضر تعالوا معايا مادام الفهم ناقح على بابكم اوي كده وقام من الارض نفض عبايته واتحرك والكل ماشي وراه ومحدش فاهم هما رايحين فين وفضلو ماشيين ومع كل خطوه الشمس بتغيب لحد ما الليل فرد ستاره الأسود على مدد البصر واختفي النور وبقت الدنيا ضلمة زي قلوب بعض البشر ومع كل خطوه قلب حسن بيوجعه اكتر على ظلم اخته وظلومتها من أقرب ما ليها أمها وبنت خالتها اللي مراته لحد ما وصلو القهوه اللي قبل المدرسه
مصطفي وقف وشد حسن وبعصبيه شديده بانت على عروق وشه اللي نفرت من كتر كبتها: انتا اتجننت يا حسن جاي تخانق في الراجل هنا وسط قهوه ووسط خلق الله بتقول ياللي متعرفشي أعرف
حسن بصله بوجع واخد نفس وطلعه محمل بكل هموم الدنيا اللي جواه: لاء يا ابن ابويا منيش جاي اخانق مع حد انا جاي افهمكم الحقيقه من غير اي كلمه زياده الكل يقعد ويسمع من سكات من غير ما ينطق بحرف
الكا بص لبعضه وسكتت ومحدش فاهم الفوله فيها إيه ودخل الاخوه الاربعه على القهوه ورموا السلام على الموجودين وفي اقل من دقيقه كان جه محروس
محروس: تشربوا إيه إيه معلمين
حسن بص لاخواته: هاتلي كوبايه قهوه وصايه بن تقيل
وهاتلهم هما دور شاي
محروس شاور على عنيه: من عنيا تمروا بحاجه تاني
حسن: لا وقبل ما يتحرك محروس
الا بالحق يا محروس سمر كانت قالتلي إنك قولتلها على شغل لخوك
محروس وقف وعنيه بتلمع من الفرحه: ايوه الله يسترك يا معلم داه الواد حميده من بعد ما خد الدبلون وقاعد زي الولايا وما صدقت عرفت انكم عايزين انفار في الأرض
حسن هز رأسه: بس عرفت منين داحنا لسه كنا بنفكر في الموضوع وقولنا قدام حد الا كام واحد معرفه
محروس بحسن نيه: المعلم عزت الله يستره هو اللي قالي وانا مكدبتش خبر
حسن: طيب يا محروس مكنت جيتلي ولا مكسوف مني يا راجل
محروس بهزه رأس: لا يمين الله انا قولت للمعلم عزت قالي سمر ليها دلال على أبوها وانا لو قولتلها هو بيحبها اوي ومبرفضلهاش طلب وانا وحق كتاب الله قولتلها كلمتين وربك والحق اختك اديتني اللي فيه النصيب مع اني يعلم الله لولا الحوجه وحتى من يومها استنيت حد يرن ويكلمني محدش عبرني قولت يبقى العباره مفيهاش شغل وسكتت واستعوضت ربنا
حسن بهدوء: يعني الورقه اللي ضاعت من سمر كان فيها إيه أصلها قالت إن الورقه ضاعت وماعرفش فيها إيه
محروس بسرعه: داه كان رقمي قولتلها تخلي حد من الرجاله يرن عليا وكمل بكسره زي ما انتا عارف يا ملعم العين بصيره والأيد قصيره ويعني الرصيد يادوب برن لو فيه حاجه متأزمه اوي اوي قولت اكيد مهتبخالوش في الخير وهي ربك والحق خدت الورقه واتوكلت على الله
حسن بص لاخواته وسكت: طيب يا محروس هات الطلبات وانا هاشوف شغلانه محترمه لاخوك
محروس بفرحه: الله يكرمك ويعلي مراكبك قادر يا كريم وبضحك وصوت عالي وعندك واحد قهوه مظبوط اوي اوي وبن تقيل اوي اوي لسيد المعلمين واحلي دور شاي وصلحه وسابه ومشي وهو مبسوط
اول ما اتحركت كل الاخوه الاربعه بصوا لبعض وكأن غباء الدنيا اتجمع عليهم في اللحظه دي
وكان اول من قطع الصمت هو مصطفي معناتو ابه ايه بقى الكلام داه
حسن بضحكه سخريه محمله بالوجع: مفهمتش بجد
ولا الصدمه قفلت دماغك
انضم جلال لاخوه بتأييد بعدك الفهم: يابني الله يرضى عليك فهمني انا توهت منك في متاهه ملهاش اول من آخر دماغي عملت زي التور اللي ربطوه في ساقيه ونسيوه بقت بتلف من كتر اللي سمعته
حسن غمض عنيه للحظان وخد نفس طويله وطلعه محمل بكل الوجع اللي جواه: اللي حصل ان ابن خالتك خو واخته اتفقوا على أختك عشان عزت داخل في شغل مع جمال وكان التمن أختك وبما ان ابوك رافض جوازها فعلوا الفيلم داه وحوار الجوبات داه اللي عمله عزت وليلي وللأسف ابوك صدقهم
قام الاخوه منطورين من مكانهم زي ما يكون عليهم مس من الجن وبصوت عالي :يعني ايه اتلعب بينا الكوره منهم واليمن كان أختك
حسن بص حواليه لقي كل اللي في القهوه بيبص عليهم سحب اخواته وطلع من القهوه :وطي صوتك انتا بتقول جُورث للبيع واللي معرفتش اعرف محدش فينا في ايده حاجه يعملها للأسف
محمود بهدوء غريب: وانتا عرفت الكلام داه من فين اصل الحوار اللي حصل بيقول انك راسي على الدور من طقطق لسلامو عليكو
حسن غمض عنيه وبص في الارض وبيحاول يدور على اي مخرج او حجه لكل الحوار اللي دار عقله وقف ومسعفوش انه يلاقي مبرر
محمود شد وشه ليه وضغط على فكه: حط عينك في عيني وقولي رسيت على الحوار منين يا ابن ابويا ولا كنت عارف من البدايه وضميرك نأح عليك من اللي حاصل لاختك وقولت اريحه واقولهم وتبقى خلصت الحكايه
حسن هز رأسه ولسه فكه أسير بين ايدين اخوه وبوجع الدنيا وكسرتها واللي بأن على صوته اول ما نطق: لاء مش انا للأسف أمك اللي قالتلي لما ليلي جات وعايزه سمر تطلع تخدمها يأما هاتكشف الملعوب وتتدبس أمك فيه وامك خافت
محمود بعنين قربت تطلع نار: يعني امك موانسه معاهم على فضيحه وكسره بنتها كلام ايه داه قولي انك بتتبل على امك وكمل بهذيان لا مهو بالعقل كده مفيش ام بتكره ضناها اه كانت قاسيه عليها بس كنا بنقول عشان مصلحتها انما فضيحتها وكسرتها لا
وكمل بصوت أعلى اشبه بصراخ من قلع جحيم قلبه المحترق على كسره تلك البريئه :لااااااا مستحيل أصدق
حسن بإنهيار اشبه بإنيهار الجبال: لاء صدق
جلال بعدم استيعاب لكل اللي بيدور: طيب هانعمل لابوك ولا هانعمل ايه في أهل العريس اللي اداهم كلمه
مصطفي بتعقل: لو حد نطق ووصل خبر لابوك فيه خراب بيتين بيت اخوك وأمك وكمان هيبة ابوك اللي هاتنزل الارض وهو ربط نفسه بكلمه رجاله الحل إننا نمشي الموضوع زي ما هو تبقى عنينا على سمر ونعوضها
حسن بسخريه: خايف على بيتي وهي مخافتش على اختي خايف على امك وهي شافت اختك بيتكرر عمها وبتتضرب وسكتت عجبت لك يا زمن وبص لاخوه والسخريه مرسومه على ملامحه بوضوح قولي هاتقف جمبها إزاي هاتقولها معلش حصل خير ولا هلتقدر تقول لابوك خليه يسيبها تكمل علام وتحقق حلمها وانتا عارف سلو بلدنا
نكس مصطفي رأسه في الأرض والكل عجز عن الكلام
جلال : همو بيتا نروح الدنيا ليليت والجو عتم
اتحرك الكل بحال غير الحال لحد ما وصلو البيت لقو كذا عربيه واقفه قدام البيت
محمود: هو في ايه عربيات مين دي
حسن بقبضه قلب: ربنا يستر وميكونش اللي بفكر فيه
مصطفي: قصدك إيه
حسن بسرعه: خينا ندخل ونتأكد الأول
وفعلا دخل الاخوه الأربعه
جريت نعيمه عليهم بلهفه وفرحه مخفيه بس واضحه في عنيها: كنتو فين بربطه المعلم ابوكم قلب البلد فوقاني تحتاني عليكم
حسن بتهكم: خير يا أم الرجاله لحسن يكون قلبك لسمح الله خاف على رجاله شحوطه بشنبات ومقلقش على الولايا الضعاف مكسورين الجناح
نعيمه بصت على باب اوضه الجلوس: هشششش خلاص خلاص الحيطان ليها ودان
حسن بسخريه: وربنا لا بيغفل ولا بينام يا أم الرجال
مصطفى حس ان الجو بداء يزيد من توتره وممكن حسن يفقد عقله: خير يا أما في ايه
قبل ما نعيمه تنطق اتفتح الباب وطلع مسعود ليهم بوجه جامد: كنتوا فين
محمود بتعقل: كنتا بتمشي شويه وبنام هوا في حاجه يا حاج
مسعود بصرامه: بيت الحاج علام الشلاواني جوه وهو رجاله بيته عشان الإتفاق
وقف الكل وكأن على رؤسهم الطير متسمرين في مكانهم وكأنهم اتثبتوا بمسامير صلب
حسن بغصه في حلقه وقبضه في قلبه: مين
مسعود بنفاذ صبر: كنت بتكلم بالاوندي ولا بتكلم بالاوندي هموا بينا الرجاله جوه وعيب نسيبهم لوحدهم يلا خلينا نتفق
رمي كلامه وسابهم ودخل
بص الكل على امهم بحسره وكسره ودخلو ورا ابوهم
بعد السلامات بين الطرفين
قعد كل واحد مكانه وهموم الدنيا زادت هموم ابوهم حكم ونفذ والأمر اتحسم وبقى لا ليه رادع ولا ليه حل غير الاستسلام
قطع الصمت الحاج علام بهدوء: بص يا حاج مسعود طبعا انتا عارفنا وعارف احنا مين واصلنا وفصلنا وانتا والشهادة لله متتخيرش عننا جمال إبني أصغر عيالي بس هو اللي ماسك كل الشغل بإيد من حديد وهو الي ممشي مصالح العيله كلها زي الساعه من بعدي وتقدر تسأل الكبير قبل الصغير عليه
مسهود: طبعا يا حاج سمعتكم زي البفتا البيضا يتعمم بيها الرجال اؤمر يا حاج
علام بفرحه من كلام مسعود اللي عزز غروره: احنا ياحاج جايين انهارده وطالبين ايد بنتك لابني جمال ومتعتلش هم ايوتها حاجه من الألف لمياء وشوراها علينا
مسعود بحسم: والله يا حاج نسبكم يزيدنا شرف بس بنتي شوارها يطلع من بيت ابوها لا انا قليل ولا انا عويل عشان اطلع بنتي من بيت ابوها من غير شوار ولا أقل من ايوتها بت من بنات البلد
علام : طبعا يا حاج مش القصد انا اللي اقصده انها غاليه وليها زي بناتي
مسعود: الله يكرمك يا حاج
علام: طيب إيه
قبل ما حد يرد صوت خبط على الباب قطع الكلام
قام حسن وفتح الباب لقي سمر قدامه لابسه دريس لونه بني فاتح وفيه حزان اسود من الوسط وعليه طرحه اوف وايت بس ضعيفه ومكسوره وحزينه لمعت الدموع في عنيه بس قد يتمالك نفسه
وسع الباب ودخلت سمر اللي شايله صنيه العصير ووزعت واجب الضيافه على الرجاله
وكل واحد من أهل العريس طلع رزمه فلوس وحطها على الصنيه دليل على إعجابهم بالعروسه حسب عادات البلد وخرجت من سكات زي ما دخلت من سكات
نعيمه كانت مستنياها في الصاله وبلهفه: ها يا بت طمنيني
سمر بكسره والدموع المحبوسه اتحررت من سجنها اخيرا: لا افرحي يا أما وطمني بالك وحطتت الصنيه اللي عليها فلوس بين ايدين امها
نعيمه اتوجعت من منظر بنتها بس سكتت وخدت الصنيه باللي عليها ودخلت المطبخ واخدت الفلوس تعينها في الدولاب وطلعت تستني اللي جاي
عند الرجاله
علام : يبقى على بركه الله كده نقراء الفاتحه وبعد يومين بمشيئه المولي عز وجل ننزل نجيب الشبكه والجمعه اللي من وراها نكتب الكتاب وعلى اخر الشهر ندخل العرسان ولا رائيك ايه يا ابو العروسه
مسعود بتردد جواه: بس مش بدري يا حاج
علام بإطمئنان: بدري من عمرك يا حاج نأخر ليه اللي بتأخر الجواز المال وداه خير ربنا زايد فيه وزي ما بيقولو اللي قرشه حاضر يدخل ما بين يوم وليله
وكل حاجه سهله انا بمشيئه الموالي هاروح للمأذون ونتفق على كل حاجه عشان كتب الكتاب واتفق من بكره على الفراشه والصيوان وهاشيع لابو طه الطباخ ونعمل ليليه تحكي وتتحاكي بيها البلد
مسعود: يبقى على بركه الله
علام: نقراء الفاتحه
مسعود: على بركه الله
وفي لحظه رفعت الكفوف وتم قراءه الفاتحه
وتم الختام وقام مسعود وحضن جمال بمباركه: خلي بالك من سمر دي الغاليه دي نور عيني
كان بيتكلم بشرود ولا كأنه هو نفس الاب اللي ضربها وظلمها بدون ما يسمع منها
جمال قطع شروده ورجعه لارض الواقع: متعتلش هم يا حاج بنتك في عنيا والخير كله ليها ومن غير ما تطلب
علام نستأذن احنا يا حاج
وفعلا خرج الرجاله وراح كل واحد لحال سبيله
نعيمه بلهفه: ها يا حاج طمني
مسعود بصراحه وغلظه غربيه عليه: اطمني بنتك ربنا سترها وسترناها قبل ما تفضحنا من بكره تروحي مع بنتك المحافظه وتبدأ تجيبي شوارها مقدامناش وقت كبير على الفرح فرحها اخر الشهر بعني بعد 3 أسابيع وبعد بكره هاتتدلي انتي والبت والحريم مع حريم أهل بيت الشلاواني تجيبو الشبكه من عند ايميل الجواهرجي
نعيمه بفرحه رقعت الزغروطه اللي سمعت البلد كلها من شرق لغرب وشاركها فيها حريم أولادها
أما عند الرجال كل واحد أصبحت الهموم فوق كتافه اتقل من الجبال
وعند المغدوره زلم بدون بينه او دليل الا ظلم نفوس فكان نصيبها هو الدموع والقهره وبس
مسعود بصوت عالي وعصبيه وكأنه مش مصدق نفسه للي عمله في بنته: يلا هموا كل واحد على شقته الأيام اللي جايه ورانا هم ما يتلم عشان نخلص شوار أختكم
حسن بتعب: مش شايف انه الجنازه دي بدري بدري اوي يا حاج يعني كنت خليهم مخطوبين شويه اه يعرفو بعض
مسعود: تعرفه وهي في بيته تطبع بطبعه وهي تحت جناحه ولا هي لسه غاويه حب وتسبيل ووساخه
حسن بص لأمه ومراته بوجع والف أه جواه
حسن بعصبيه: عارف يا حاج ويمين الله لو شوفت سمر بعيني ما هاصدق وهسألها واسمع منها وادور دي بنتك دي حته منك دي الغاليه
مسعود بصوت عالي :الغاليه رخصت نفسه مع حتة عسل ولا يسوى ادور مع مين ولا فين ادور اقول جرس للسمع وأهلي سمعتنا لقمه تتلوك من حنك لحنك وسط قعدات النسوان على المصاطب تحمد ربها اني سترتها وجوزتها مقطعتش خبرها
وسابهم ودخل اوضه قبل ما ينهار
ميل حسن على امه وبوجع واتكلم من بين اسنانه: افرحي يا ام العروسه وحني كفوفك كسرتي بنتك وكسرتينا معاها زغرطي زي ما كنتي بتزغردي من شويه وسمعي الناس حطي عينك في عينها وخليها في حضنك اللي مليان شوك جرحها وكسر فرحتها وزرعتي في حياتها وحياتنا شوك حطي راسك على مخدتك ونامي خططتي ونفذتي اللي عايزاه ونسبتي الاكابر
وسابها وطلع شقته
نعيمه ميلت رأسها للأرض والدموع خدت مجراها على خدوها
بص كل واحد على امهم بكسره ووجع وطلع شقته ووراه مراته
دخلت ليلي على حسن: في ايه يا ابو على دانتا حقك تفرح يا راجل اختك اتجوزت جوازه متحلمش بيها وهاتعيش في فيلا البلد كلها بتتمنى بس تخطي جواه تتفرج عليها افرح يا راجل بدل المعزي اللي عامله
حسن بصلها بشر: هافرح يا بنت خالتي هافرح بس خدي بالك خطواتك خدت لفتها ورجعالك هافرح بأختي وافرحها واصبري على فرحك انتي كمان قرب اوي وسابها ودخل اوضه عياله والدموع نزلت من عيونه دموع كسره ووجع وخوف وفضل على حاله لحد ما حكم سلطان النوم بحكم واجب النفاذ ونام بس للأسف مش قرير العين مكسور النفس والخاطر
الفصل الثامن
أشرق النهار يطوي سواد الليل ولكن لم يطوي سواد النفوس الكل قام من نومه بس على غير العاده كان الكل بيقوم يضحك ووشوش راضيه ونفوس مطمئنه بس انهارده يوم غير عادي وشكل الأيام اللي جايه شايله خبايا ووجع اكتر اتجمع الكل على الطبليه على الفطار بس غابت سمر عن الانظار ومحضرتش الفطار زي عادتها الأيام اللي فاتت
جلال:اومال فين سمر مش هاتفطر ولا ايه يا جماعه
حسن بص لأمه
نعيمه:لاء سمر نايمه سيبها عشان على الضهريه كده هاننزل المحافظه نبداء نجيب في شوارها
قام حسن وأخواته ودخلوا اوضه سمر اللي راقده على السرير صاحيه وأمه نفسها من الخوف ومن اللي جاي
حسن بحنان: سموره مطلعتيش ليه تفطري
سمر بصتله بعيون حمرا زي الجمر من العياطوبصوت مبحوح: ماليش نفس
جلال بمحاوله لاخراجها من حزنها ووجعها: طيب وانا اجيب منين النفس اللي اكل بيها من غير وشك اللي يفتح النفس
سمر بدموع: زي كل يوم فات وانتوا بتاكلوا من غيري زي كل يوم فات ومحدش صدقني زي كل يوم جاي مهبقاش موجوده زب كل يوم اتظلمت فيه عودو نفسكم على عدم وجودي اصلي اتاكدت ان وجودي زي عدمه سد خانه لحد ما ييجي وقتها الكل بص لبعضه بوجع وانسحبوا زي ما دخلو
ونعيمه وقفت جمب الباب حطت ايدها على بوقها تكتم شهقه وجع بس سكتت اصل خلاص الأمر محسوم لا هاتقدر تتكلم ولا هاتقدر تعمل حاجه بيتها اللي عملت المستحيل عشان تحافظ عليه وتعمره هايتخرب بعمله عملتها بسبب بنت اختها وهي دلوقتي اللي بقت بين الف نار ونار بس اللي خلها في ثانيه اتمالكت نفسها انها جوزت بنتها جوازه الكل بيحلف وتحالف بيها وانه كان هايفيدها بإيه العلام اللي بالنسبالها ضياع وقت وخوتت رأس وكلها أيام وتقدر تطلع من تحت ضرس ليلي وانسحبت نعيمه من غير ما حد يشوفها ورجعت مكانها المطبخ طلع الكل وقعدوا على الطبليه مره تانيه بس بصمت تتم يشبه صمت الأموات حتى الأكل الكل بيمثل انه بياكل واللي بياخد لقمه مش قادر يبلعها كأنها متغمسه شوك بيدبح حلوقهم والكل طلع على اشغاله ومر الوقت بين الحريم في تنضيف المطبخ وتجهيز الغداء وقطع الوقت صوت المؤذن بأذان الضهر دخلت نعيمه على سمر
نعيمه بدلع: سموره يا عروسه قومي وفوقي كده عشان تقومي تلبسي
سمر بعيون مورمه وصوت مبحوح بصت لأمها نظره مليانه بكل الوجع والقسوه والظلم اللي حاسه بيهم وعاشتهم وبتعيشهم: ليه
نعيمه وهي بتشيل عينها من عين بنتها الصغيره : عشان ننزل المخافظه مش كان نفسك من زمان تروحي هناك ادينا يا ستي هانروح ومش انهارده بس لا كل يوم لحد ما نجيبلك احلى واغلي وشوار في البلد كلها
سمر بدموع: روحي انتي وهاتي اللي عايزاه واللي على كيفك طول عمري حياتي بتمشي على كيفك حتى علامي حتى جوازي جت على جهازي روحي يا أما الله يسامحك روحي وسيبيني في حالي
نعيمه بشخطه: قومي فزي بقى وجعتي قلبي معاكي
سمر بدموع: أما هو انتي عندك قلب زينا هو صدرك داه فيه قلب بيحس بوجع الناس مش بيدق بس عشان تعيشي
نعيمه بصدمه وعيون جاحظه: ليه كنت مرات ابوكي ولا ضره أمك
سمر بصوت مبحوح: ياريت كنت عرفت سبب كرهك ليا انما للأسف انتي أمي لييه
نعيمه بعدم فهم: ليه يايه يابت
سمر بدموع: ليه اللي عملتيه ليه دانا بنتك متوجعتيش عليا وانا بنضرب وانا مظلومه مصعبتش عليكي وأنا سمعتي بتتمرمغ في الارض
نعيمه بخوف: قصدك إيه يابت وكملت بعلو صوت تطبيق لمثل خدوهم بالصوت ليغلبوكم: وهو كنت انا اللي قولتلك تدوري على حل شعرك احمدي ربك إن ابوكي مدفنكيش مطرحك
سمر بإبتسامه وجع: ياريت والله ياريت كنت هاحط همي تحت جمبي وارتاح قبل ما اعرف ان كل اللي جرالي كان من تحت رأس أمي ومرات اخويا اللي هي بنت خالتي يعني في مقام اختي
نعيمه بقلب قرب يقف من الرعب: بتخرفي تقول ايه يابت
سمر بشرود وكأنها هربت من الدنيا بخيالها: يا ريته كان تخريف ياريت حد قالي كنت كدبت بس انا سمعتك بعدني وانتي بتقولي لحسن سمعت كل حاجه
نعيمه قعدت جارها على السرير وبمسايسه ومحايله: يبقى سمعتي اني مكنتش اعرف اللي عملوه وأنهم خموني وكدبو عليا
سمر على نفس وضعها: ميفرقش مبقاش فارق
نعيمه بتردد: هاتقولي لابوكي
سمر فاقت من شرودها ودموعها على خدها: متخافيش عارفه انك خايفه على نفسك وبيتك وبس يا حاجه مش هاقول عارفه ليه عشان نار الغريب ولا جنتك اصل جنتك يا أما جنه مليانه شوك وسِل بيقطع في الجسم ويحشه حش بس نار الغريب جايز تكون زي نار سيدنا إبراهيم برد وسلام روحي يا حاجه الله يسامحك روحي وافرحي ونقي الشوار الغالي انتي وحريم أولادك الرجاله اللي عرفوا وسكتوا وعطيتها ضهرها وشدت الغطا لحد ما استخبت تحته كله كأنها متكفنه وبيجهزوها للموت
طلعت نعيمه بحال غير الحال لقت حريم أولادها كلهم لابسين
ليلي بمكر :ايه يا خالتي في العروسه كده هنتأخر عايزين ناخد اليوم من أوله داه الموال طويل
نعيمه بوش اصفر وريق ناشف: سمر تعبانه هاننزل احنا
وسابتهم بسرعه ودخلت اوضتها ودقايق وكانت لبست عبايه خروج وطرحتها وخرجت هي وليلي وشروق ونورا وخلت هاجر تقعد مع سمر وتكمل هي تجهيز الأكل والكل اتحرك مر اليوم بطوله ونعيمه الحريم معاها واتعمدت نعيمه تنقي كل ما هو غالي وتروح أعلى وأغلي المحلات وتختار أغلى ما فيها عشان تشرف بنتها ترفع رأسها وراس جوزها وتتباهي وسط حريمزالبلد بجهاز بنتها اللي مجاش ولا هاييجي لحد زيه
ليلي بخنقه من كتر الحاجات اللي اشترتها حماتها لبنتها وهما لسه في أول يوم :ايه يا خالتي خفي شويه احنا لحد دلوقتي جايبين شيى وشويات ودفعين فلوس تجهز عشر عرايس خفي شويه مش كده
نعيمه بتبرقه عنين وايدين متخصره في وصتهاوبصوت سمع اللي حواليها: واخف ليه هي دي اي حد دي سمر بنت مسعود ابو شامه على سن ورمح ومتجوزه عين أعيان البلد جمال ابن علام الشلاواني بجلاله قدره لما تدفعي حاجه من جيبك ولا جيب ابوكي تبقى تقولي خفي انما داه من جيب ابوها وربنا يخلي ابوها وإخواتها الرجاله ويبارك فيهم فهمتي يا بنت اختي ولا نقول كمان
سكتت ليلي على مضض وكملت نعيمه تنقيه وكأنها ولا لسه مشرشحه لبنت اختها ومرات ابنها من دقايق وخلصت ودفعت مبلغ كبير وكأن اليوم انجاز كبير ليهم جابو جزء كويس من شوار سمر
طول الطريق ونعيمه فرحانه بالجهاز المفتخر وتطمن نفسها ان اكيد سمر هاتفرح لما تشوف ان شوارها من أغلى المحلات ومن أغلى كل حاجه جواه وصلوا البيت ونزلت الحريم من العربيه اللي اخظوها مخصوص عان تنقلهم وتنقل الحاجات اللي اشتروها نزلت هي والحريم والليل كان بداء يفرش بساطه الأسود وطلع الرجاله ونزلوا الحاجات ودخلوها البيت
نعيمه قعدت على الكنبه اللي في الصاله وبتحاول تريح ضهرها من الوجع اللي فيه
مسعود :ها يا حاجه طمنيني عملتي إيه
نعيمه بفرحه: كل خير يا حاج جبنا شويه حاجت من الرفايع بس بكره بحبح ايدك شويتين الأسعار بقت مولعه
ليلي بعوجه بوق: لاء وانتي الصادقه يا خالتي انتي اللي روحتي محلات أسعارها مولعه
نعيمه برفعه حاجب: مش قولتلك لما تدفعي من جيبك ولا جيب ابوكي حاجه ابقي قولي داه غالي وداه رخيص كل من خير ابوها يا حبيبتي
سكتت ليلي على مضض وودت وشها النحيه التانيه
مسعود: اومال سمر مارحتش معاكم ولا ايه
نعيمه بتردد: لاء يا حاج سمر تعبانه من عشيه ونامت وقالتلي اجيب مكانها
مسعود: نايمه من إمبارح لحد دلوقتي
هاجر طلعت من المطبخ: والله يا عمي محطت لقمه في جوفها لحد دلوقتي وعنيها من كتر العياط بقت زي البرتقانه ووشها بقى زي قشره الليمونه الصفرا
مسعود بقلق: حاولي تخليها تاكل لقمه تصلب بيها طولها
هاجر بيأس: والله يا عمي ريقي نشف معاها وهي على حالها دمعتها منشفتش من عنيها لما نظرها هايروح من كتر البكا
مسعود بقبضه قلب بس بسرعه ما افتكر اللي حصل من بنته وطلع صوته كأنه جبل تلج : سبيها لما الجوع يقرصها هتاكل بلا دلع بنات ناقصه ربايه تحمد ربنا انه سترها بدل ما كانت فضيحتنا وسيرتنا بقت على كل لسان من اللي ما يسوى قبل اللي يسوى
بص جلال ومصطفي ومحمود وحسن على نعيمه اللي عنيها زاغت في كل مكانوالا ان عنيها تيجي في عنين أولادها اللي بقت على يقين بإنهم عرفوا كل حاجه من حسن
محدش نطق بكلمه والكل انسحب على شقته من سكات
ومر الليل مرور الكرام بس محدش غمضله جفن وكل واحد بحال الاخوه الأربعه من الحسره والكسره على اختهم وظلمها
أما الأم فعنيها جفاها النوم خايفه ان المستور يتكشف وبيتها يتخرب وجوزها لو عرف او شم خبر مش هايرحمها
أما ليلي فطول الليل تتقلب على السرير وكأنه مراجل نار من تغير جوزها اللي هجرها وماني كلامه المبطن بتهديد إيه ومن نار حماتها اللي نازله سلخ فيها زي دبيحه العيد
أما مسعود فالنوم ابعد ما يكون عن عنيه قلبه بيكدب اللي شافه وعقله بيدور على مبرر وما بينهم مش قادر يصدق ان بنته ممكن تعمل كده طيب يسمعها هاتقول إيه داه شافها بعنيه وشاف الجواب في شنطتها وهي بتحطه وقراء المكتوب فيه ياتري هو ظلم بنته بجوازتها ولا مين ظالم ومين مظلوم
أما الجميله الحزينه سمر فطول الليل والدمع رفيق زي مكان ملازم ليها طول ايامها اللي فاتت وطول لياليها الطوال الحسره اللي في قلبها من الكل كل يوم بتكبر ابوها اللي رباها على ايده يصدق فيها الشين وأخواتها اللي عرفوا ظلومتها وسكتوا وأمها واااااه من امها سبب كل اللي جرالها وشاركت فيه بقلب قوي وسؤال واحد بس هو ليه بيحصل فيها كل داه طول عمرها ماشيه جمب الحيط طول عمرها بتخاف حتي من خيالها ليه الظلم بقى سهل وبقى هين على الناس
طلع النهار والعيون مجافيها النوم
نعيمه قامت مع باقي الحريم وجهزت الفطار واتجمع الكل بياكل بنفس الصمت اللي قطعه صوت مسعود بغلظه وكان شخصين جواه بيتخانقوا: جهزي نفسك انتي والحريم عشان العصريه هايعدي أهل بيت الحاج علام عشان تجيبوا الشبكه وخلي بنتك تطفح لثمه تسند قلبها وتفرد وشها بدل ما افرده انا وتحمد ربنا اني جوزها وسترتها فاهمه
نعيمه هزت رأسها بخوف: فاهمه يا حاج فاهمه
قام الكل موجوع بس النفوس ياما بتشيل والبطون ياما بتخبي
الكل قام يشتغل في البيت زي خليه النحل عشان يجهوا ضيافه تليق بأهل العريس والوقت بيجري والكل بمسابقه الوقت وسمر طول النهار نايمه زي حالتها في كل الأيام اللي فاتت وقرب اذان العصر دخلت نعيمه على سمر : قومي يا بت استحمي والفضي غبار التعب من على جتتك اللبسي الفستان داه وظبطي نفسك
سمر بتعب رقدت مكانها تاني: اطلعي يا حاجه الله يسهلك وروحي وافرحي ونقي الشبكه على كيفك زي كل حاجه مهي على كيفك
نعيمه بشخطه مهي عارفه بنتها جبانه واللي بتقوله ما هو إلا حلاوه روح ومكابره كدابه: فزي يابت بلاش مرقعه بنات فاضيه فزي بدل ما اجيبلك ابوكي يقومك
سمر بدموع: تعمليها يا حاجه تعمليها منتي عملتي اللي اكتر من كده
نعيمه بصوت عالي: ايه حاجه اللي مسكاها على لسانك زي اللبانه دي
سمر بصوت مبحوح من الوجع : اصل الأم حاجه وانتي حاجه تانيه يا حاجه لو خلصتي اطلعي وردي الباب وراكي وانا هاجهز واريحك مني وارتاح من نارك اطلعي الله لا يسيئك وانا هاجهز واضحك وافرح وادفن وجعي وكسرتي جوايا اطلعي وطمني قلبك يا حاجه خطتك نجحت وانتي اللي كسبتي
طلعت نعيمه وهي متنرفزه من عمايل بنتها واللي شايفه ان من حقها كأم انها تطمن على بنتها زي كل بنات البلد وان بنتها متكونش اقل من حد منهم وانها اختارت لبنتها جوازه تليق بيهم وترفعها وترفعهم معاها وكان مبررها لنفسها ولضميرها الغايه تبرر الوسيله
ومر الوقت بسرعه الريح ومع اول نداء من مأذنه الجامع ببداء الأذان لصلاه العصر الكل جري بسرعه البرق اللي تلمحه بسرعه ومتلحقش عينك تتمكن منه انها تتأمل فيه جريت كل حريم البيت تلبس بسرعه وكل واحده من منهم تلبس أجمل ما عندها
أما عند العروسه الحزينه اختارت فستان بسيط لونه حكلي وفيه ورد لونه بمبى فاتح ولبست طرحه بلون الورد اللي في الفستان ولبست صندل بسيط ومن غير اي زينه او تكليف وبرغم تعبها ووهنها إلا أنه منقصش من جمالها شيئ ورغم شحوب وجهها اللي باين لكل اللي يطل ويطلع في وشها إلا أنه منقصش من جمالها شيئ
والكل جهز وطلعت سمر وكان الصمت سلاحها وبعد السلامات والمجاملات
محروسه بفرحه: يا مشاء الله يا الف صلاه على النبي يخزي العين عنك ويبارك فيكي يا ست البنات سبحان من خلقك وصورك
فرحه وهي السلفه الكبيره زوجه ممدوح اخو جمال: ليه يعني يا حاجه ماهي بت زي كل بنات البلد ولا خرطها الخراط واتمدد مات
محروسه بتكبره وتخمسه في وش كل اللي واقف :ايوه يا اختي خرطها الخراط واتمدد مات لا صب في القالب بنات بعدها ولا أتصور جمالها بين البنات
سكتت على مضض
محروسه بفرحه هموا بينا يا جماعه لجل ما نلحق بدري بدري لسه ورانا ياما دي عروسه الغالي يلا شهلو اومال
وفعلا اتحرك الكل وركب العربيات اللي بعتها الحاج علام علشان راحت الكل ووصلوا اوام اوام عند ايميل الجواهرجي المشهور في البلد واللي كل كبارات البلد بيتعاملوا معاه
ايميل بفرحه وترحيب حار: يالف اهلا وسهلا يا جماعه يا مليون خطوه عزيزه وغاليه
محروسه بغرور :مرحبا بيك يا مقدس
ايميل بترحاب: منورين المحل
محروسه بنفس الغطرسه: منور بيك
ايميل :اؤمري يا حاجه
محروسه بفرحه: عايزين شبكه بس مش اي شبكه حاجه كده اخر الاجه مجتش لبت من بنات البلد حاجه كده اوبها تليق بعروسه الغالي وتليق ببيت الحاج علام الشلاولني وتليق بجمال العروسه اللي يتقال بالدهب
ايميل شاور على عنيه
يا تري يا صبيه الزمن جاي ليا ولا عليا
ياتري المستخبي إيه
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق