رواية رحماك الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم اسما السيد
رواية رحماك الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم اسما السيد
٢٤
رحماكــــي
أسما الســـــــــيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(بين احضانه،الدنيا،وما فيها)
يضحكان بسعاده، مراهقان علي وشك النضوج
لا يحملون بقلوبهم حقدا ولا كرها لاحد
محمد بضحك ـ تعالي يا،سولا، اركبي متخفيش..
ـ لا يامحمد خايفه أول مره اركبه..هيوقعني..
ـ قربي بس أنا جنبك اهو..
بجد، هتمسكني.. يعني مش هقع..
ضحك،ومد يده لها،لتمسك به..
متخفيش..مدت يدها لتصعد علي الحصان،ولكن لمحت شخصا ملثما،يصوب بالسلاح علي محمد..
صرخت به،أوعي يامحمد،حاسب..
مدت يدها لتزيحه
بدقيقه،وهي تبعده عن اتجاه السلاح،أصيبت هي
ووقعت غارقه بين يديه بدمائها..
انتهي كل شئ بلحظات..
علت صرخاته،والتف حوله الجميع بلحظه
أفاق من شروده،علي صوت أخته..
ــ أنت متاكد يامحمد من اللي هتعمله ده،الموضوع خطر ليك وليها..
ـ نظر لها بحسم،قلتلك محدش هيتبرعلها غيري،في ايه يافريده،هو انتي شيفاني عيل صغير،مش كفايه انها فدتني بروحها،عاوزاني أسيبها تروح فيها..
يالا خلصي واعملي التحاليل المطلوبه بسرعه
اقترب كيان منه بحزن،محمد متحملش نفسك فوق طاقتها،اللي حصل قدر ونصيب، ملكش دخل بيه، دي اختي وانا اولي اني أتبرعلها..
نظر له بحده،أنا قولت انا اللي هتبرع،انتو ليه مش عاوزين تريحوني،كفايه بقي..لوسمحتو كفايه..
اقترب فهد، وامسك بكيان..
تعالي ياكيان،سيبه علي راحته لو التحاليل ماطابقتش،احنا موجودين مش هنسيبها تروح فيها..
ان شاءالله كله هيبقي تمام...
ـ تعالا راضي بره وعاوزنا..
أومأ له بحزن، وخرج..
وتركهم،
نظر لها بخوف،فريده..
نظرت له وهي تسحب من يده عينه الدماء لتحليلها..
هي هتبقي كويسه صح..
ابتسمت بحزن،أيوه يامحمد،ان شاءالله
الضربه مأثرتش غير علي كليتها،والتانيه للاسف حصلها دمور،وان شاءالله لما نزرعلها الكليه
هتبقي كويسه.. وترجع احسن من الاول..
همس،ان شاءالله،فريده،عاوز اقولك حاجه..
قول يامحمد،لو اضطريتو تضحو بحد فينا،ضحي بيا انا..
متسيبهاش تموت،خليها تعيش ارجوكي..
ضربته،علي رأسه،وهطلت دموعها،اخرس ياواد،انتو الاتنين هتعيشوا،وان شاءالله نجوزكو مادام الحب ولع في الدره كدا،ادعي بس التحاليل تتطابق..
همس،بأمل،ان شاءالله هتتطابق،ياارب..
ــــــــــــــ
في ايه ياراضي
راضي بهدوء،انت عارف ان اللي ضرب النار،انمسك.
كيان،بلهفه،بجد،مين،وازاي انمسك بالسرعه دي؟.
راضي،جدك،اظاهر كان واثق ان في حاجه زي دي ممكن تحصل عشان كدا،كان مالي المكان،حراسه من مطاريد الجبل..
رجاله وجدي،مسكوه،ورفضين يسلموه للحكومه،جدك محكم راسه ياكيان..
كيان،بلهفه،هو مين اللي عمل كدا؟..
هز رأسه بحزن،للاسف،طلع حسام صاحبك..!
كيان،إيه،انت متاكد..؟
راضي،ايوه متأكد..جدك بيقول التار تاري،ومتحفظ عليه،ورجاله وجدي، زي مانت عارف، شداد عليه،أرجوك اقنعه ياكيان..
كيان،بحده،جدي عنده حق التار تارنا،ابعد انت ياراضي،لو سمحت قفل المحضر علي كدا..
راضي بحده،انت اتجننت،انت هتعوم علي عومه،سلمه للبوليس،اساسا بالمصايب اللي عرفناها عنه،هيروح فيها..
فهد،ماقولنالك التار تارنا ياراضي،وانت عارف،تار الصعايده بيتاخد ازاي..
زفر،منهم،انتو خلاص مفيش امل فيكو
عن اذنكو..
كيان،فهد خليك انت هنا وانا هروح لجدي،لو حصل حاجه والتحاليل بتاع محمد مطبقتش،اتصل عليا،أختك لازم تعيش،انت فاهم..
فهد،فاهم ياكيان،روح انت،توكل عالله..
ــــــــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه،بحجره مغلقه بدوار راشد..
يجلس مستندا علي عكازه براسه،ينظر لما يفعله حفيده بتشفي،
كلما تضعف همه كيان،يبث به العزيمه..
ـ كمل،ياولدي انت جدها معيزهوش يعرف يمشي علي رجليه، حفيد راشد،لازمن ياخد تاره بيده.ويشفي غليله...
همس حسام بضعف،ارحمني ياكيان،انا هقولك كل حاجه..
بصق كيان عليه،دا مش بمزاجك ياوسخ ياخاين،هتقول غصب عنك،انت كدا،كدا ميت..
حسام،هقول،هقول كل حاجه.. بس سبني..
كيان وهو يجلس بجانب جده،بتشفي
تمام،ابدأ بقي،من الاول،خالص،
من اول خيانتك ليا مع سلوي..
مراتي،وبنت عمتي ياخسيس...
حسام،بهمس هقولك..،بس عاوزك تعرف اني مش ندمان،ان عملت فيك كدا،أنا لو رجع بيا الزمن لورا هعمل كدا،وأكتر،عشان تحبني..
كيان،بجنون،انت بتتكلم علي مين،انطق.
ابتسم بسخريه، وأكمل
أنا عمري ماكنت بكرهك ياكيان،أنا كنت بعتبرك اكتر من اخويا،أنا كل مشكلتي معاك اني حبيتها..
حبيتها من اول ماوقعت عيني عليها وهي بتجري في الشارع،انا حبيتها بجنون،وهي حبتك انت..
اقترب كيان منه بصدمه،تقصد مين،تقصد مين ياوسخ..
ابتسم بسخريه،اقصد فريده.. هو في غيرها..
هجم عليه كيان،وعاد عليه لكمات مميته، صارخا به،اسكت ياوسخ ماتنطقش اسمها علي لسانك، ولكنه لم يصمت
وأكمل،كأتون مشتعل،يغلي قلبه،وقرر أن يبصق حممه بالجميع..
حبيتها،عشقتها كنت كل ماشوفها معاك،بتجنن،النار بتقيد فيا،ليه انت،تفوز بيها،مانا حبيتها أكتر منك،حاولت اقرب منها واعترفتلها أكتر من مره
وهي صدتني،كل مره مفيش علي لسانها،أنا بحب كيان
كانت بتشعلل ناري أكتر
لكمه كيان بفمه،أخرس،اخرس ياوسخ..
ضربتني بالقلم،قلم عمري ماهنساه،كسرت قلبي، وقررت اكسرها
فكرت اغتصبها واحرق قلبك عليها،بس هي قدرت تهرب مني، لما حاولت اخطفها،كل السكك ليها كانت مقفوله
محبتنيش،لحد مقررت انتقم منك،وخصوصا اني عرفت انك مخبي عليها جوازك من بنت عمك
قابلتها وهي كانت سهله ورخيصه،مقابله في التانيه،وصلتلها بسهوله،واتفقنا نزيح فريده ونحرق قلبك عليها
في كل مره كنت بروح اقولها بحبك،كانت بتسيبني وتمشي وكاني نكره،كان قلبي بيتحرق عليها ولأنها كانت عارفه انك هتكذب الكل وتصدقني انا خافت تقولك..
لحد ما وصلت لخطه،انا وسلوي،انها تروحلها وتقولها انك بتضحك عليها،
بس حصلت صدفه واتقابلو في الشركه
وحصل اللي حصل.
قدرنا نبعدها عنك،وللاسف بعدت عني انا اكتر
انا كرهتك علي قد ماحبيتك،ولو خرجت من هنا وعلي رجلي،هحرق قلبك ميت مره عليها،انت متستحقهاش،انا اللي بحبها..
لكمه،وجز علي اسنانه، يابن ، مش لما تخرج من هنا علي رجلك ياروح امك اصلا..
ومحمد ذنبه ايه ياوسخ كنت عاوز تقتله
حسام بضعف،اللي حصل الليله من تنفيذ ابوك هو اللي جبرني اعمل كدا عشان يخرجني من الاوضه اللي حبسني فيها،كان هيرميني للديابه..
كيان بصدمه،أبويا،هو فين ابويا ده،انطق،عارف مكانه..
دق الباب عليهم وأخيرا نطق الجد المستمع بهدوء
من البدايه، وامر الطارق بالدخول،كان احدي رجال وجدي
الرجل، بلهفه، ياكبير،وجدي بيجولك،تم المراد ياكبير،واللي عليهم العين والنيه زي ماتوجعنا،كانو بالدوار الجديم،بيحفرو عالآثار..
متحفظين عليهم اهنيك..
كيان،جدي،انت تقصد..
الجد،ايوه ياولدي وجت الحساب بدأ،خليهم يربطوا الوسخ ده،ويحصلونا بيه عالدوار الجديم...
كيان بتشفي وهو يبصق علي حسام ،امرك ياجدي..
اقترب منه قائلا..
عمري ماتوقعت ان الضربه تجيني منك انت،كنت أخويا،كنت فاكرني نايم علي وداني،لا ياحسام انا كاشفك من اول يوم،وعارف انك مبتحبنيش،انت بتحب نفسك أكتر.
عارف من امتا،من يوم الصفقه اياها،اللي بسببها بعتني للشركه المنافسه،اليوم اللي اضربت فيه بالنار،كنت عارف انك انت اللي وراها..
جحظ عين حسام وابتلع ريقه،كنت عارف.
كيان،بسخريه،آه كنت عارف،انت مشكلتك انك دايما بتبص للي في ايد غيرك،مع اني كنت بعتبرك اخويا
ساعدتك في ظروفك الصعبه،وقفت جنبك،وفي الاخر
طعنتني في شرفي
فكرك مكنتش عارف بعلاقتك بسلوي،كل اللي قولته كدب،انت تعرف سلوي من قبل مانا أكتب،عليها،بتخدع مين انت هنا،ضحك واكمل
حتي الواد اللي كنت عاوز تلبسهولي،كنت عارف انه ابنك،بس قولت ياواد عديها يمكن غلطت في الليله اياها،ويطلع ابنك فعلا متظلمهاش،يمكن تابت،بس للاسف الوسخ هيفضل طول عمره وسخ..
بصق بوجهه،وامر رجاله
هاتوه..
صرخ من خلفه،بكرهك ياكيان،بكرهك
وهاخدها منك زي ماخدت سلوي قبل كدا
وعلمت عليك
استدار،بشماته،له،سلوي مكانتش تهمني أنا فريده قبل،ماتقربلها،هكون خلصت عليك،نجوم السما اقربلك من نظره عنيها،مش ايدك تلمس ايديها..
احلم علي قدك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت حولها وسألته.
احنا رايحين فين ياقاسم،دا مش طريق البيت..
ابتسم لها بحنان،وقبل يدها التي تفتحها وتغلقها بتوتر،متقلقيش،طول مانا معاكي
أمل،بخجل،وببسمه باهته من تحت نقابها،وهمست،مش خايفه
نظر لها بحنان،
وجدت نفسها امام بيتا جميلا بمنطقه قريبه من بيتهم القديم،ولكن يبدو عليها التحضر والجمال،بيتا يشبه الفيلل ولكنه صغير..
مزروع بحديقته أنواع لم ترها ابدا من الاشجار والورود..
بعد نصف ساعه،كانت تقف تنظر بانبهار لما حولها..
من جمال،يشبه صاحبه..
وقف خلفها،وهمس لها،عجبك
من زمان، وانا بجهز فيه
ـ ابتسمت بفرحه، جميل اوي،وخصوصا المنظر من هنا،اللي بيطل علي بحر اسكندريه، جميل اوي..
ابتسم وادارها له،طب ليه مش عاوزه تبصيلي،أنا جوزك دلوقت علي فكره..يعني النظر في عيونك حلال..
يعني مش هفضل استغفر طول الليل..
رفعت وجهها له،والتقت عيناها الحزينه،بعيناه،التي تشع ايمانا وراحه..
ـ وهمست بتلقائيه، لما ببص في عنيك،بحس براحه وهدوء عجيب،زي سحر بيجذبني..فبخاف ابص ليك..
تفهمني غلط..
قالت ما قالته وخفضت نظرها..
رفعه بيده وابتسم ابتسامه مهلكه ككلماته..
رفع نقابها،وهمس،بس من انهاردا تقدري تبصيلي زي ماانتي عاوزه..انتي حلالي،ياأمل،صدفتي الحلوه،اللي هفضل ادعي ربنا ليل نهار ان،رزقني بيها..
همست بحزن،يعني مش هيجي يوم، وأسمعك بتقول ياريتني ماعرفتك..
وضع اصبعه علي شفتيها،يسكتها ششش
متكمليش،محدش جبرني عليكي،يمكن الناس كلها تشوفك وحشه،تشوفك بلون تاني
بس اتأكدي ان انا شايفك بعيون قلبي،أنا ميهمنيش اللي فات قد مايهمني انتي ايه دلوقت..
سالت دموعها بصمت،بخزي، بقهر
قبل راسها واخذها من يدها،تعالي..
ابتسمت وسارت خلفه،شعرت بدفئ يسري بأوردتها يجعلها كالمغيبه في حضرته.
بغرفه نوم،عاديه،لكنها مميزه،هادئه،تريح العين،بها شئ مميز،ربما المميز بها أنه هو بجانبها..
ترك يدها بجانب الخزانه،
وقال لها..
الخاله ماجده،جابتلك كل حاجتك هنا،من يومين،
ادخلي غيري هدومك هستناكي نصلي سوا..
عاوزين نبدأ حياتنا بطاعه الله..
أنا مش عاوز اغضب ربنا فيكي ياأمل..
ابتسمت واومأت له
وسكتت، تنتظر خروجه،
نظرت له بخجل،فحك ذقنه وابتسم،وفهم
حاضر هخرج.. بس متتأخريش..
ضحكت عليه وهو يبدو كطفل صغير تائهه كحالها..
بعد نصف ساعه أخري،
كان صوته العذب يشق سكون الليل،وهي خلفه
وكأن، سحر العالم اجتمع بصوته،جعلها نست نفسها وماكان وعادتتلك الطفله الصغيره..
التي كانت تقف خلف والدها تقلد خطواته وهو يركع ويسجد..
انتهت صلاتهم والتف لها،مرددا علي رأسها دعاء الزواج،رددته بعده..
كما أخبرها..
أمسكها من يدها بحنان، واستقام بها.
اقتربت من المرآه تتهرب من عينه بخجل..
فحطت عينها بعينه في مرآتها،
تقف امامه وهو خلفها
همست، عارف ياقاسم
حاسه ان انهارده اتولدت من جديد،كل هم وكل ذنب ارتكبته وأنا زي المغيبه،كأن ماكان،مش عارفه دا سحر صوتك،ولا ايدك اللي اول ماحطيتها عليا وانا حاسه اني رجعت طفله صغيره..
ولا هو سحر الجواز من الشيخ قاسم..
رد ابتسامتها، وحاوط جسدها الهزيل
الذي لا يقارن مع جسده بتاتا بيده اليمني،ومد يده الاخري،وحرر شعرها الذي ستره في اول ليله التقاها بها..
بقطعه من ملاءه كان يخزنها بخزانته..ابتسم ومد يده وفرده علي ظهرها
وهمس بأذنها، عنيكي،بتبقي زي نهر العسل في النور والشمس،خدودك بتحمر لما بتكسفي، شعرك زي سلاسل الدهب..
ـ استدارت وضحكت..
ـ فهمس،بتضحكي علي ايه؟
ـ عبست،انت طويل اوي ياشيخ قاسم..
ـ ضحك بعلو صوته،شيخ.
ماضاعت المشيخه علي ايدك،ياقلب الشيخ..
ردت،باستنكار ويدها امتدت لتلمس نغذتيه،الظاهرتين بخديه الاثنين،وأنا مالي ياشيخ..
ـ همس وهو ينظر ليدها التي تتحرك براحه علي خده،بتعملي ايه؟
فلتت من بين يديه،وأقتربت واغلقت الاضاءه..
غزا ضوء القمر الغرفه
اقتربت وجلست بجانبه علي تلك الأريكه التي جلس عليها، بجانب الفراش.
ابتسم ومد يده، جذبها لتجلس ملتصقه بها،حطت برأسها علي كتفه
ــ فهمس،عارفه ياأمل،أول ماشوفتك الليله إياها حسيت بإيه؟
ـردت بلهفه، بإيه؟
ـ تنهد،أنا دايما ادعي ربنا وأقوله،اللهم اجعلني نورا اميز به بين الحق والباطل..
عشان كدا شوفتك،بقلبي،مش بعيني
وفي فرق بين اللي بيشوفه القلب،وبين اللي بتشوفه العين..
أنا شوفتك ملاك،تايهه،وسط شياطين،فكرتيني بنفسي زمان،وبحالي
مد يده وفك عبست وجهها من استغرابها كلامه،وابتسم
عارف ان الخاله ماجده حكيتلك حكايتي
بس اللي متعرفيهوش،ان انا كنت بشوف ابويا وامي شياطين،بيتلونو علي ميت لون،جدي دايما كان يقولي،انت الحسنه الوحيده اللي طلعت بيها من جحر الشياطين..
عشان كدا كان دايما يقولي،اللي تشوفه عينك،مش زي اللي يحكم بيه قلبك،متخليش المظاهر تخدعك..
أنا مش شيخ يأمل،أنا بس واحد عارف تعاليم دينه كويس،ربنا ميزني،بطلاقه اللسان، أعرف اوصل بيه لقلوب الناس..
ميزه من ميزات تانيه حطها بردو في ناس تانيه
كل واحد ميزه بميزه،ودي كانت ميزتي
ناس كتير بتفهم الدين غلط
الدين مش جلد،دينا دين رحمه،وربنا غفور رحيم..
ـ أمل،بصيلي،استدارت له، بعدما اشاحت بوجهها عنه، بهدوء،وابتسمت ابتسامه غصبا عنها حزينه..
اللي فات من انهارده،ميلزمنيش،مش هنفتكره،عايز اعمل معاكي عيله حلوه،تملي حياتنا،عايز ولاد كتييير،يبقو اهلي واهلك،نربيهم علي رضا ربنا،وننسي بيهم اللي فات..
من أنهاردا انا أهلك وانتي أهلي،مفيش مكان للماضي،اللي فات باللي فيه مات بالنسبالي.
ابتسمت ونزلت دمعه حزينه من عينها،خايفه ربنا ميسامحنيش..
أنا،أنا زانيه..
كتم فمها ونظر لها بحده،ششش متكمليش..
انتي أطهر واحده في عنيا، أحسن من ناس كتير
انتي بس كنت محتاجه حد يفهمك
يقرب منك، ويحتوي ضعفك
اوعي اسمعك تقوليها تاني..
شهقت وارتمت بأحضانه،أنا خايفه اوي ياقاسم،انا والله ماكنت اعرف اللي عملته دا حلال ولا حرام،انا اتربيت مع أم مكنتش بتركعها،عمري ما سمعتها بتتكلم،عن الحرام والحلال،واحده كل شهر كانت بتمشي حياتها كلها بالدجالين
قاسم،امي كنت بشوفها بنفسي بتحط الكتابه لابويا واخواتي في الاكل..
كنت اقولها ايه،دا،تقولي دا مايه مبروكه.
كبرت علي انها فعلا مايه مبروكه
لحد ماكبرت وفهمت..وخوفت اتكلم،أبويا وعابد،كانو بيصلو عشان كدا،مكنتش بتقدر عليهم،اما احمد وانا بقينا نسخه منها..
أنا والله ماكنت اعرف بعمل كدا ازاي،انا كل ماافتكر،بستحقر نفسي..
تركها تخرج ما بقلبها،الي ان هدأت شهقاتها
قبلها،بهدوء،هديتي..
أومأت ،ورفعت رأسها له،مصدقني
ابتسم بهدوء،وأجابها، مصدقك
أمل،عفا الله عما سلف
انا قولتلك وهقولك،كلنا بنغلط،ومادام،القلب طاهر وتاب،صدقيني ربنا بيقبل توبته،
الرسول صلي الله عليه وسلم،
قال: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".
عشان كدا،انتي احسن من ناس كتير،امسحي دموعك دي،مش عاوز اشوفها،ايدي بايدك،واوعدك ان اللي جاي احسن بس انتي متبكيش..
أومأت بابتسامه مرتاحه،حاضر ياشيخ
قبل رأسها، وهمس بجانب أذنهاوهي يميل بها،آخذا من العمر لحظه لن تعوض،سيبقي صداها للابد
،بحبك ياقلب الشيخ..
ـ استسلمت لقبلاته،التي تشبه قطرات الندي،تنزل علي ثغرها تشفي الجروح،سلمت له وبكل لمسه منه،
كانت تنزل علي جسدها تمحي ماكان من قبله،وكأنها خلقت لتكون هنا بين ذراعيه،بين ذراعي رجلا يدعي شيخا،البعض يحسبونه متشددا،وهي وحدها تعلم أن بقلبه جمع حنان العالم، بين احضانه موطنها،وسكنها
من بين أوجعها،كان لها أملا،ومن بين جروحها الداميه،كان لها بلسما شافيا..
وفي ليله،عدتها أسوأ لياليها،كان لها بالمرصاد وتحولت علي يديه،لاخري ستبقي من اجمل أمانيها..
اغمضت أعينها براحه علي صدره،وهمست،بحبك ياقاسم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباحا
ها يافريده،طمنيني يابنتي..
فريده براحه،محمد تحاليله اتطابقت مع سولاف هندخلهم العمليات كمان ساعتين،ادعولهم انتو بس..
زينب وناديه،يارب
نظرت ناديه لمحمد الجالس بجوارها،بفخر،وربتت علي كتفه،أنا فخوره بيك ياقلب امك،اللي خلف مماتش
وكأن الايام بتعيد نفسها من جديد..
محمد باستفسار يعني ايه يأمي..
ابتسمت ناديه،يعني أنا متأكده انك قدها،هتخرجو منها،مهو اصل أبوك عملها زمان واصر انه هو اللي يتبرعلي بكليته،مهو انا مقلتلكش انا كنت مريضه فشل كلوي
سمر بجانبهم،انتي بتتكلمي جد ياخالتي..
ردت زينب،كانت سعديه الله لا يكرمها،هاريه معده خالتك بالسحر والكتابه،لحد ماجالها فشل كلوي،وخلاص كانت كلها ايام وتودع الدنيا ،وكالعاده سويلم رفض يديها كليته وألحاج،منطبقتش تحاليله،ولأن مراد كان روحه في ناديه،أصر ان يشاركها كليته
وفعلا ربك كان كريم،شالو كليتين ناديه،وحطو مكانها كليه خوي مراد،وعاشو روحين،بروح واحده..
ورغم السحر والشر،مجدرتش سعديه تفرج بيناتهم،بس بالأخير طالته يد الغدر..
سمر،ياااه،للدرجه دي..دي كان بيعشقك ياخالتو..
ناديه،بحزن،كان حياتي كلها،نوري في وسط عتمه الدنيا،ربنا ينتقم منها..اللي فرقتنا..
سمر،بس أنا مش فاكره ياخالتو،عمو مراد مات ازاي.؟
زينب،بحرجه،كان ياكبد اخته حالته يوم عن يوم بتسوء،حاله اتبدل وعلطول تعبان،لحد مافيوم دخلنا عليه لجيناه سايح،بدمه،السكينه شجت جلبه شج،وجنب منه
اكملت ناديه،بدموع،كانه كان بيعافر عشان يوصلنا حاجه معينه،الوقت ده انا كنت في مصر انا والولاد،وياريتني مانزلت ولا سبته،
رجعت لقيته سايح في دمه وجمبه حرفين كتبهم بالدم عالارض،س،ع..ومات ومقدرش يكملهم..
طبعا،كلنا شكينا،بس انا رحت في دنيا غير الدنيا،
كنت فاكره ان جدك.نسي وخلاص..
فوجئت انه عارف كل حاجه،بيخطط،للتار من سنين..
محمد،بغل، القادره،اه لو اطولها كنت قتلتها بايدي،حتت..
تار ابويا،لازم أخده بإيدي..
دخل الجد عليهم، بسعاده مستتره ،تم ياولدي جوم انت بالسلامه وتار بوك،وعد تاخده بيدك
محمد، بلهفه، مسكتوها ياجدي..
الجد،جدك وعدك يابن الغالي،تجوم بالسلامه،وتاخد تار بوك،وننصب الصوان، وناخد عزا بوك..
محمد،بعزيمه،هقوم ان شاءالله ياجدي،واخد تاري وتار ابويا بيدي..
الجد،عفارم عليك..
يالا يابطل،جوملنا انت بالسلامه..
واقترب هامسا بأذنه،انت وحبيبه الجلب..
ابتسم بخجل،وحك راسه،دايما فهمني صح انت ياجدي..
ابتسم،الجد..فاهمك يابن الغالي،شهم ياولدي كيف بوك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ فتحت عيناها بالمشفي ولا تتحدث،عيناها شارده
موجوعه
أغمض عيناه وهو يراها متقوقعه علي نفسها،علي فراشها منذ عادا للمنزل،يحدثها ولا ترد عليه..
حل الليل عليهم،ولا امل أبدا..
نظر لها بحزن،علي حاله وحالها..
طيله اليوم يحاول معها ولا فائده.
أغمض عينيه وتنهد بحزن وخرج بخفي حنين،لا تأكل،ولا تتحدث..
جلس علي الاريكه بحزن،واضعا كفه علي وجهه يكتم شهقاته حتي لا تسمعها هي،وحيد ضائع،من غيرها.
اعترف لنفسها،هي كل حياته،وما يملك
لن يضيع عمره مره اخري بارضاء من حوله،كل مسئول عن افعاله،ماذا جني هو؟
همس بغصه،ياسمين،محتاجلك اوي،ارجعيلي
انا من غيرك ضايع..
أحست ببروده بجسدها،نظرت حولها يمينا ويسارا،واحست بان ظهرها عاريا،لا احدا خلفها لتلتصق به كالعاده،يحاوطها فتشعر بالدفئ
وكأن عقلها كان بثبات عميق،واشتغل الان،أين هو؟
عادت بذاكرتها،وتذكرت ماحدث،همسه،كلماته الحنونه لها.
سالت دموعها،حينما تذكرت ماحدث،لم تكن تريد تلك النهايه،
ابتلعت ريقها وهي تعتدل،تبحث عنه بعينها داخل الغرفه..
شعرت بالوحده تغزو قلبها..أين موطنها وسكنها..
نزلت ببطء ورأت تلك الدماء مازالت اثرها علي فخذها،العاري،لقد حاول معها ان تأخذ حماما،ولم تستجب له
توترت،ومنظر الدماء يوترها،منذ تلك الليله وماحدث وهي تتوتر من منظر الدماء وتخاف وبشده..
صرخت بهلع،فقفز هو من مكانه،راقدا لها..
ياسمين،في ايه،مالك يا حبيبتي..
اشارت بيدها،بخوف،ودموع،وجسدها يرتجف،
عابد،دم،دم،ياعابد..
اقترب،منها متسائلا بخوف،فين ياياسمين،مفيش حاجه
انتي كويسه متخافيش
أشارت لآثار الدماء،وببكاء اهو ياعابد،اهو..
أغمض عينه بحزن،وتذكر انها تخاف من منظر الدماء منذ تلك الليله..
اهدي ياقلبي تعالي،أغسلهالك..
استسلمت ليديه،تسحبها كيفما شاء..
خلع لها ثيابها ،وسحبها لأحضانه،يهدأ من رجفتها،ششش
اهدي،أنا معاكي،مش هسيبك ابدا..
همست،عابد،احضني اوي..أنا خايفه،هما بخير صح
ابتسم من بين دموعه،بخير.
طول مانتي بخير هما بخير..
أغمضت عينها براحه،وحاوطت عنقه بيدها،مستسلمه للمسات يديه علي جسدها،تمحي آثار دمائها،وانهيارها والمياه تسيل من فوق رؤوسهم
تطهرهم،وتطهر اجسادهم..
همست بأذنه،عابد..
أبعدها ونظر لعينها،عيون عابد
ابتسمت بخجل،وهمست،أنا جعانه..
حملها بعدما احاطها بمئزر الاستحمام،وارتدي هو مثله
واجابها بابتسامه،عيوني حاضر..
جلس يطعمها بيديه كطفلته،وهي تفتح فمها بهدوء تستقبل مايعطيه لها بسعاده..
بعد ساعه،كان يحتويها بين ذراعيه،وهي مستسلمه لدفئ أحضانه..
ابتسمت،وقالت..
بودي..
ـ عيون بودي
ـ بحبك.احضني أوي
ـ وأنا بعشقك،وعمري ماهسيب أبدا، متخافيش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين احضانه الدنيا ومافيها..
يسكن القلب،ودموعي يمحيها.
وان ابتعدت،نار تسكن القلب
لا ماء ولا رماد،تطفيها.
أهلوس،أين أنت؟ ياا من لي الدنيا ومافيها
بعدك لا دار،ولا سكن،أرتاح أنا فيها
أنت الامان،أنت الحنان
ولي كنت الدنيا ومافيها
ان غبت عني،تسيل دموعي،ولاغيرك ياحبيب القلب يمحيها
بين أحضانك الدنيا ومافيها
دمتم بخير
٢٥
رحماكي
أسما السيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ايه ذنبي؟)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمستشفى
بعد أيااام
فريده..
ــ ها، نعم، قلتلك لا مش هينفع،هي كويسه وخلصنا.
نظر لها غيظا،وزفر،مفيش فايده فيكي،قولتلك حطينا مع بعض بأوضه واحده،معندكيش قلب أبدا..
نظرت له بغيظ،انا معنديش قلب،طيب يانحنوح أنا كنت هعمل فيك جميله واخليكو في اوضه واحده،بس غيرت رأيي،اصلا جدك لو عرف هيطين عشتك..
محمد بصدمه،ها لا جدي لا،أنا هسكت أهو،اسف يادكتوره فريده،يا حبيبتي،انتي اختي حبيبتي،ودايقه الحب ومراره،حني بقي علي اخوكي الغلبان دا،وانقليها هنا معايا..
الجد بحده، بعدما دخل ولم يلحظه أحد، بااه ايه اللي بيحصل اهنه دا،ومين دي اللي تجيبها،نسيت عاداتنا ياك يامحمد
محمد،بهمس،جدي،ياوقعه مهببه
الجد،بحده،بتبرطم تجول ايه ياواكل ناسك انت..
محمد،أبدا ياجدي بقول دا ايه الخطوه العزيزه دي،جدي بنفسه،هنا،يامشالله،نورتنا ياجدي..
الجد،بضحكه مكبوته،نورك ياحبيب جدك
عموما،أني اجده ولا اجده،طلبت من خيتك تشوفلنا موضوع انكو تكملو علاج بالدوار،واهي خيتك دكتوره وهترعاكو،بدل جعده المستشفيات دي،أني مهحبهاش
محمد بلهفه،ينصر دينك ياجدي،هو دا الكلام،المهم بقي،هتجوزني سولاف،زي ماوعدتني قبل ماأدخل العمليات.
الجد بشماته،لع..اني كنت برفع من روحك النفساويه..
محمد باستنكار،نفساويه مره واحده،يعني ايه، ياجدي،دانا اصورلكو قتيل..
ضحكت فريده علي اخيها،وجدها
فنظر لها محمد بحده،اضحكي،يختي،شمتانه فيا..
الجد،بااه احترم حالك يامحمد،وبعدين مستعجل عالجواز اوي اكده ليه،مش اما تتخرج احسن..
دانت لساتك صغار..
محمد بغيظ،اني لسه هستني دا كله،تكون الموزه طارت
الجد،بضحك،لع مهطرش،سولاف علي اسمك،وانتو لساتكو صغار،ودا وعد من جدك العجوز،خلص علامك،واني اجوزهالك..
محمد بانتصار هو دا الكلام..
فريده،طيب ياناصح،اما نشوف..،ياكشي تخلص تعليم،ومتتعبناش.
محمد،وهو يرمقها بغيظ،انبري يختي،مانتي عديتي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقولك يادينا،مش دا أحمد جاركو،التفتت خلفها،بلهفه،وجدته يقف بانتظارها،بشرود امام الجامعه
صديقتها،يخربيت كدا،ايه الواد المرسوم دا
التفت لصديقتها بحده،منار،عينك ياماما،لاقلعهالك،أحمد دا ملكيه خاصه..
منار بضحك،هبله والله،انا افرحلك ياغبيه،بس الواد فعلا عسول
تنهدت بحب ولمعت عيناها وهو يلتفت لها،يبتسم تلك الابتسامه المهلكه التي تجعل قلبها يخفق،بشده..
نظرته الضائعه كطفل صغير،تجعلها تشعر انها بأعالي السماء،تغيبها،وكانها امه،يضحكون عليها بالمنزل،ويخبروها انها كأمه،وهل تمتلك هي طفلا اخر غيره،يشرفها أن تلعب معه جميع أدوار حياته التي حرم منها،ابتسمت،واطلقت قدمها للريح،باتجاهه
وفي عقلها،تردد
يقولو اللي يقولوه،وايه يعني؟
أخيرا هي امامه،ابتسمت بسعاده،احمد،انت هنا..
أحمد بشرود،اه يادينا،حسيت اني وحيد،ملقتش غيرك،أنا مليش غيرك يادينا.
ابتسمت،له وأمسكت يده بسعاده،تعالا..
نظر ليدها وهي تسحبه،هنروح فين يامجنونه..استني
نظرت له بلمعه مجنونه بعيونها،معاك الموتسيكل
هز رأسه بضحك،مجنونه والله،ايوه معايا..
صفقت بيدها،وسحبته،طب يالا بسرعه..
أحمد،بضحكه من القلب لا تطلع الا في حضرتها،يامجنونه،استني هنروح فين..
ـ يالا بس ياحماده،وهقولك..
ـ وجامعتك؟
ـ مش مهم،يعني هبقي دكتوره،يالا ياعم..
ـ صعد،وصعدت خلفه،بسعاده، صارخه به، يالا انطلق..
ـــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه،علي الطريق الصحراوي..
وهي تطلق يديها للريح، وتقف خلفه، بسعاده..
طير،ياأحمد،طير
أحمد،اقعدي يامجنونه،هتقعي..
هزت رأسها،بسعاده..،لا،أنا مبسوطه كدا..
بقولك ياأحمد
أحمد بضحك،عليها،وجنون،وصوتهم العالي،مسموع للمارين بجانبهم..
ـ أحمد بصوت عالي،قولي يادينا..
ـ دينا بغيظ، ألا انت مش عاوز تقولي حاجه..؟
أحمد،ببلاهه،حاجه زي ايه؟
ـ دينا بضيق، ياأخي اي حاجه؟
انت،غبي اوي ياأحمد،ليه،اف
ـ رد، احد المارين،الشباب،بضحك،يشاركهم جنانهم
ـ اي حاجه ياعم احمد.. افهم بقي،ضحك احمد،ورد
عليه،غششوني.،معرفش
دينا،بغيظ،قولو والنبي،ماتقول يااحمد،بقي
ـ أحمد وقد فهم أخيرا ماترمي اليه.
انزلي يامجنونه فضحتينا..
دينا،طب فضيحه بفضيحه،بقي اسمع..
أجلت حنجرتها،وصاحت..بأغنيه لعبدالحليم..
ـ قولي حاجه أي حاجه، قول بحبك،قول كرهتك
قول ومايهمكش حاجه،قولي عايزك،قولي بعتك،بس قولي اي حاجه،يااحبيبي..،يااحبيبي..
صمتت وبمنتصف الطريق،امام السيارات..
وقف،ووقفت جميع السيارت..حولهم..
نزل هو، ونزلت خلفه بصدمه..
رفع صوته،.
باسمها.
دينا..
أومات براسها بسعاده، وجنون، وردت، عيون دينا..
ضحك،وضحك الجميع،علي ردها
الجميع هبط من سيارته،ليشاركوهم،اللحظه..
دينا
انتي، مجنونه،بس خليتي لحياتي امل اعيش عشانه
سكتت،وصاح الجميع، بتشجيع له، كمل،كمل..
هو دا،
ابتسم وأكمل..
خليتي لحياتي طعم،ولون،دينا،أنا مش انسان كامل،ولا قديس،مبيغلطش
لا انا غلطت،مقدرتش النعمه اللي كانت بين ايديا زمان،ورفستها..
أنا كنت فاسد،ضايع،بس علي ايدك،بقيت واحد تاني..
استحملتيني وقت مرضي،ووقفتي جمبي..
لو تايه،ولا ضايع،مبلقيش غيرك جمبي..
نزلت دموع عيناها بصمت،وصمت الجميع
في حضرت كلامه المؤثر،هذا.
دينا،انتي حاجه حلوه اوي،حلت ايامي،عامله زي شمعه،دخلت نورت عتمه حياتي.
فهمتيني،واحتويتي ضعفي..
أنا اهو،قدام الناس دي كلها،بعترف بذنوبي قبلك،انا مش انسان خيالي زي اللي بتتمناه كل بنت
ومش سوبر مان هقدر احققلك كل اللي بتتمنيه..
ولا قديس مبغلطش،أنا أحمد،كلي ذنوب وخطايا،بس بحبك.
انا احمد الضايع،من غيرك،وملوش غيرك في الدنيا دي..بعد ربنا..
تقبلي،تشاركيني حياتي الجايه..
جلس أرضا واحني احدي ركبتيه،واخرج من جيبه
دبلتان،احداهما ذهبا،وأخري فضيه..
ـ تقبلي تتجوزيني،يادينا..
انا أحمد سليم، بكامل قواي العقليه،اه مريض،وتعبان شويه،مش كتير يعني بس،علي ايدك ان شاءالله هبقي احسن..
اتجوزيني،يادينا
سكت قليلا..
وأكمل،،،
ـ كوني لي اما ،فأنا ضائع بلا أم..
كوني أختا،فلا اختا بجانبي،ولا أب..
كوني صديقا وقت ضيقي وتحملي جنوني..
كوني انا وتغلغلي بداخلي،كوني أنا،ولغيري اياكي أن تكوني..
كوني فرصتي الاخيره،فلا فرصه بعدك بعد اليوم
هل تقبلي بي رغم، كل هذا،وان ثقلت عليكي يوما،فلا يهم..
كوني زوجتي وتمسكي بي،لا تتركيني وان صرخت بك،يوما،اصرخي وقولي أني لكي،ولغيري لن تهتم..
هل تقبلي بي،زوجة لاخر العمر..
صمت وصفق له الجميع،وعلت اصواتهم،
وافقي،وافقي..
صمتت،وفجأه ارتفع صوت شهقاتها الباكيه
استقام،مسرعا،واندفعت هي بقوتها تحاوط عنقه بيدها،همس باذنها،دينا،بحبك،متعيطيش..
صمت،وبكاء
همس بضحك عليها،
طب ايه،الناس بتبص علينا،اوعي تقولي لا،اجبري بخاطري طيب،وقولي بحبك،وبعد كدا،اسحبيها..
ضربته بيدها علي ظهره بقوه،اخرس..
انا موافقه ياغبي،وبحبك،كل دا ومفهمتش..
دفعها بعيدا عنه،وقال..
بجد،موافقه..
اخذت العلبه من يده،وفتحتها واخذت دبلته،ومسكت يده،وألبستها له بحده،ودموعها لا تتوقف..
صفق الجميع، وصاحوا، هييييه وافقت،وافقت
ضحكت،من بين دموعها وهو يقف مصدوما..
ضربته بيدها،خلص يانحنوح،واقفه انا مستنيه اهو..
افاق اخيرا والبسها الدبله،بيدها..
علت التصفيقات الحاره خلفهم
وانتشلها من الارض وزرعها بأحضانه..
صارخا بها،بحبك،بحبك يامجنونه انتي..
أبعدته عنها،وتوسطت خصرها،لا،مليش فيه
غنيلــــــي..
ضحك،وقال،اسكتي يامجنونه،مبعرفش..
وجهت نظرها لهم،عجبكو كدا،خلوه يغنيلي..
صاحوا،غنيلها،
فابتسم،وغنا...
من أول يوم في لقانا
خدني هواك، عشت معاك
أحلى سنين عمري ياغالي
بان على طول إيه جوانا
لما العين، جت في العين
ولا حسيت باللي جرالي
بينا نعيش، ده العمر ليله ماتقوليش
نستنى ليله دي الأيام
جنبك جميله وعمري ياغالي لقيته معاك
بينا نعيش، ده العمر ليله ماتقوليش
نستنى ليله دي الأيام
جنبك جميله وعمري ياغالي لقيته معاك
قربلي كمان يا حبيبي
سيبني أعيش، نفسي أعيش
ليله ما كانت على بالي
من الأول وأنا يا حبيبي
بتمناك، قبل لقاك
ياما قبلتك في خيالي
بينا نعيش، ده العمر ليله ماتقوليش
نستنى ليله دي الأيام
جنبك جميله وعمري ياغالي لقيته معاك
بينا نعيش، ده العمر ليله ماتقوليش
نستنى ليله دي الأيام
جنبك جميله وعمري ياغالي لقيته معاك
من أول يوم في لقانا
خدني هواك، عشت معاك
أحلى سنين عمر ياغالي
سكت،وفتح ذراعيه لها،ارتمت بداخلهم،بسعاده
بحبك،ياأحمد،أنا قبلاك بعيوبك،قبل ميزاتك.
أنا بحبك جدا،ومش بشوف في حياتي غيرك
ـ وانا بعشقك يادينا،انتي عوض ربنا ليا،لانه عارف اني مش وحش،والله ماوحش..
ـ ششش،اسكت،اياك اسمعك،تقول علي نفسك كظا فاهم..
ـ فاهم،ياقلبي،فاهم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"بمشفي السجن"
يادكتور،الحق يادكتور..
في ايه يابني،مالك..
ـ يادكتور المريض اللي بيتعالج من المخدرات،هرب،من المستشفي..
ـ الطبيب بحده،ازاي،يهرب منكو يابهايم،انا منبه عليكو،دي حاله خطر
ـ يادكتور،التمرجي كان داخل يديله الدوا،غفله وضربه بالسكينه روحه طلعت،الحقنا يادكتور،قبل مانروح كلنا فيها..
ـ الطبيب،بحده،اوعي،غور من وشي،انت خايف علي نفسك،مش خايف علي المصايب اللي هتيجي من تحت راسه..
ـــــــــــــــــــــــ
بالمنصوره
عصام،يخربيتك،انت هربت ازاي..
عصام،بتعب،وملامح شاحبه،مش وقته ياأشرف،أنا عاوز تصبيره،هموت..
أشرف،تصبيره،ماشي،بس كله بتمنه..
عصام،اخلص بس،ونتحاسب بعدين..
بعد نصف ساعه..
عصام بتوهان..أشرف، متعرفش راحت فين.؟
أشرف بمكر الافاعي،هي مين؟
عصام وهو يرمي امامه،رزمه من الاموال،التقطها،هو مسرعا..
ياسمين،طريقها فين؟
أشرف،وهو يتحسس الاموال،طول عمرك لماح،يا عصام..
اقولك انا،أنا عرفت من واحد حبيبي،انهم في القاهره،فضو كل حاجه هنا،بعد عملتك المهببه،ونزلو مصر،عابد فتح شركه كبيره هناك،وبيقولو بقي راجل اعمال ايه..
عصام،بسخريه،بجد..
اشرف،أيوا،اومال،ماهو طول عمره واقع واقف ابن الايه..
مكتوب علي وشه رجل اعمال من صغره..
عصام بغيظ،عاوز العنوان،بسرعه..
اشرف،بلهفه،نص ساعه ويكون عندك ياكبير..
انا في الخدمه..
ـــــــــــــــــ
بالاسكندريه..
دخلت البيت اخيرا بعدما ذهبت للمعهد القريب،التي بدات بتعليم،تصميم الملابس به
جدتها،والده والدها،كانت تحيك الملابس بمهاره،علمتها كل شئ قبل وفاتها،كانت زكيه جدا بتعليم المهنه،كانت دوما ماتطلب من والدتها ان تحترف بها وتتعلمها جيدا،وكالعاده والدتها سخرت منها..ومن جدتها،كانت دوما تلقي علي مسامعها
(عاوزه تشتغلي خياطه،وابوكي،تاجر كبير،بلا قرف،فقريه زي ستك،الله ينتلها مطرح ماراحت)
استغفرت ربها،ودخلت،اشتمت،لرائحه الطعام.
والمكان من حولها،يلمع،لقد تركته،بلا تنظيف،آمله ان تأتي مسرعه،لتنظفه.قبل ان يعود من مشواره..
ـ ايعقل،عاد قاسم وفعل ما فعل..
اخذت نفسا،ودخلت وجدته يقف أما الحوض،يجلي الاواني،بلا تملل،ولا تذمر
همست، بصدمه، قاسم انت..بتعمل ايه.؟
ادار وجهه لها،ببساطه،بغسل الاطباق..
اقتربت منه وخلعت نقابها،طب ليه انا كنت هعمل انا،ليه عملت كدا؟
رفع حاجبه لها،وابتسم، ووضع آخر كوب بيده،ومسح يديه وخلع المريول..
اقترب منها، ورفعها بيده، وأجلسها علي المنضده خلفها، وقبلها بنعومه،حمدلله علي سلامتك
عملتي، اخدتي أجازه...
اومأت بالايجاب،ايوه،شهر بالعافيه.. مش كانو راضين..
حك لحيته،قليلا،ماشي مش مهم،احنا كدا كدا،العمره ١٥يوم بس،اومال فين الخاله ماجده،مجبتيهاش معاكي ليه..
ـ مرضيتش،قالت،ورايا شغل..
ـ عبست، وهي تنظر للمكان، أنا زعلانه منك ياقاسم،ليه عملت كدا؟
ابتسم ومد يده فك رباط شعرها..وسألها،وليه يأمل ماعملش كدا..
ـ ببساطه،عشان انت راجل،ياقلب امل..
ـ ضحك عليها،وردد كلامها،عشان أنا راجل ياقلب امل،لا ياحبيبتي،مين قال ان مساعده الراجل لمراته،تقل من قيمته،امل ياحبيبتي
سمعتي الحديث،اللي بيقول..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(حرمت النار،علي كل هين،لين،سهل..)
صدق رسول اللّه صلى الله عليهوسلم
هزت راسها بالرفض،وقالت،اول مره..أسمعه..
ابتسم، وهو يلعب بشعرها، ربنا حرم النار،علي كل متواضع،ايده بايد غيره،مبيكبرش علي الفاضي.
سيبك من اللي فات واتعلمتيه،فيها ايه لما أساعد بحاجه انا اقدر أعملها،يعني اشيلك مره، وانتي تشيليني مرات،أمل،مش من الرجوله اني أشوفك طول النهار واقفه علي رجلك،واجي أنا أرمي قرفي وغلي وزهقي من الللي حواليا فيكي،فبدل ماتحبيني،ألاقيكي بتلعني اليوم اللي اتجوزتيني فيه..
أنا بحبك يأمل،ومعنديش ادني استعداد،أشوف في عنيكي نظره ندم،أبدا
انا اتجوزتك علشان أسعدك وتبقي أميرتي،مش عشان أهينك وتكرهيني..
انتي امانه،أخواتك أمنوني عليها،مش رجوله،اني أكسرهم بيكي..
ارتمت بأحضانه، بسعاده.. أنا كل يوم اسأل نفسي أنا عملت ايه حلو في حياتي،عشان ربنا يرزقني براجل،زيك،أنا بحبك اوي،ياقاسم...
قاسم بضحك،أنتي،عملتي اجمل حاجه في الدنيا.
نظرت باستغراب له،وقالت،ايه بقي الحاجه دي؟
قاسم وهو يحملها علي ظهرهه كطفله صغيره،خليتي قلب قاسم المقفول،يتفتح ليكي،ياقلب قاسم..
امل بسعاده،نزلني،ياقاسم
قاسم وهو يهرول بها لاعلي،لا،من انهاردا،لازم أعيشك اللي اتحرمتي منه..
أمل،وهي تتمسك برقبته،مش بتنسي حاجه ابدا،آه منك انت،ياشيخ قاسم..
قاسم بقهقه،أبدا،أبدا،حبيبي نفسه يتشال،يبقي لازم اشيله..
أمل،بهمس،وهو يميل بها عالفراش،ياشيخ اعقل.
قاسم،بضحك،وهو يخلع ثيابه مسرعا، شيخ ايه بقي، ضيعتي المشيخه ياأمل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هموت ياأماي،مجدرش أتنفس اهنه
سعديه،وهي تلهث من شده الحر والظمأ،نور بالكشاف ده،جبر يلمك
سويلم،وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه،فصل يااماي،جولتلك بلاش،أدينا هنموت اهنه ولاحدش،حاسس بينا
منك لله يااماي،ضيعتينا،انتي وعفاريتك..
اهي المجبره جفلت علينا..
سعديه بغل،اللي غيظني انجفلت كيف،واحنا وخدين احتياطنا،كيف،الا اذا
سويلم،بخوف،إذا ايه،يااماي..
فجأه فتح الباب،وبثواني قذف شييئا عليهم..
هو بهمس من كثره الضرب والوجع،اااه
سويلم،بااه،دا بني آدم،انت مين،ياللي ببتوجع انت؟
حسام،بضعف،انا حسام،انتو اتكششفتو،الكبير،اللي حبسكو..
صمت،تام،ورعشه اصابتهم بمقتل.
سويلم،بااه،ياويلي،الكبير،يااماي،هيجتلنا..
الام،بجنون، وكأن عقلها سحب منها..
بس حرجت جلبك برديك،بكفايه انو انحرج جلبه علي عشيقته وحبيبته..
جتلتها،جتلتها..
سويلم،وجت جنانك ده،عودي لوعيك ياأماي،شوفيلنا حل للنصيبه دي..
حسام،بضعف،مفيش حل،انتهينا،الكبير هيقتلنا كلنا..
بس بالبطئ
انفتح الباب مره اخري،وقذف لهم زجاجه،وبطاريه ضعيفه جدا،بالكاد يرو ما تحتهم..
فتح سويلم الزجاجه بلهفه ليروي عطشه،وصدم من مابها..
سويلم،ياجرفي،مايه من الترعه
قذفها بعيدا..
بعد ساعه اخري،كان يشرب بلهفه مابها...
ارتمي أرضا،بعدها،وهو يصرخ،حرمت ياابوي،حرمت،ارحمني يابوي..
اجتلني وارحمني،من نار جهنم دي..
راضي للكبير،وهما يستمع لصوت سويلم من اسفل
سلمه لينا، ياجدي،كفايه عليه اجده،مهما كان ولدك
سيبه لينا واتصرف في الباقي،وانا هتكفل بكل شئ.
رفع الجد نظره لكيان الذي يستمع لصوت والده،غصبا عنه بحزن،وحطت عينه بعين كيان،الحزينه،ولكنه ابعدها،مسرعا
مرر عينه علي فهد الذي يضع يده علي اذنه،حتي لايستمع لصراخ والده..
وابتسم،قائلا..
جلبكو حن ليه ياولاد سويلم،باااه،اومال هو ماله كان جلبه جاسي جوي عليا،وخطط ودبر وحرمني من كل حاجه حلوه بحياتي..
اللي جلبكو حزين عليه ده،شيطان رجيم،مايستهلش،شفجه ولا رحمه، الحمدلله انكو مورثتوش جساوه جلبه،عشان اجده،أني هسلمه،للبوليس..
يالا ياراضي خده،ماعيزش اسمع عنه حاجه واصل بكفياه اجده
راضي،كنت عارف ان قلبك طيب ياجدي..
الجد بحزن،دا ولدي،مهما ان كان،صلبي،ربته حربايه وزرعت جساوه الجلب فيه،حاولت معاه كتير هو وخيته بس،للاسف،خدو،يحصل خيته،ياحرجه جلبي علي ولادي،فاكرها سهله اياك،علي جلبي،واني شيفهم بيروحو للمشنجه واحد ورا التاني..
مهياش سهل ابدا ياولدي..
كسرو ظهري،ولطخو سمعتي اللي بنيتها بسنين،بس اني راجل تقي وعارف ربنا،خدو ياولدي
خدو،من اهنه..
نفذ راضي، سريعا،وسحب سويلم،وألقي القبض عليه،
ركع سويلم امام قدم أبيه وقبلها،سامحني ياابوي،سامحني،اني غلطان..
سامحني يابوي..
اغمض الجد عينيه بحسره،اسامحك علي ايه ولا ايه ياولدي
علي ظهري اللي كسرته،ولا علي فضيحتي وكسره هيبتي وسط الناس،ولا علي جتل خيتك،ولا بتك اللي كونت عاوز تجلتها،طب اني هنت عليك من زمان..
،انت هان عليك ضناك،ليه اجده ياولدي..
جوم،استعوضت ربنا فيكو،الله ينتجم منكو ومن امكو،جوم،استنيتك كتير تتوب وترجع لربنا،واجول انهاردا،بكره،هياجي ويعترف بغلطه،بس مجيتش ياولدي..
جوم،الله لا يرحمك لا دنيا ولا اخره..
رفعه راضي،واستدار هو لاولاده،ينظر لهم بنظره استنجاد بهم،نظر له كيان بنظره حسره قائلا..
أنا مكسوف منك،ياريتك ماكونت ابويا
لولا انك أبويا،كنت دفنتك بايدي،ومسبتش طار اختي يبات ليله برا..
اكمل فهد،بحقد،بتكلم مين ياكيان،دا انسان بلا ضمير،اللهم لا شماته،خدو ياراضي واتاكد انه ياخد اعدام خلي الزرعه الشيطاني دي تنوأد وميبقاش ليها اثر..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالدوار..
في ايه يا كيان بقالك ايام متغير،مالك؟
لم يرد عليها،وخلع ثيابه والقاها باهمال..
دخل للمرحاض،ودخلت هي خلفه،أمسكته من يده وادارته لها..
في ايه،مبتردش ليه عليا،مالك؟
نطر يديها،ولم يعيرها اهتمامه،يكظم غيظه منها
أغمض عينه ونزل بجسده تحت الماء البارد،وهي تقف تنظر له بذهول،من عدم رده عليها،لاول،مره منذ التقيا،يتجاهلها هكذا،هذا البارد أمامها،ليس من عاشت عمرها كله،عاشقه،زاهده عن الدنيا به
رفع نظره لها،وجدها تنظر له بذهول،ولم تنطق بحرف
دارت حرب النظرات بينهم،هو ببرود،وهي بعتاب واضح، وجدت يدها تمتد، لصابونه امامها، قذفته بصابونه الاستحمام بوجهه،وتفادها،بصعوبه،كادت تحطم رأسه،وتركته وخرجت،تسبه بأفظع السباب.وأغلقت الباب خلفها بقوه،كادت تكسره..
كتم ضحكاته من ان تخرج بصعوبه عليها،وتنهد،
لازم تتربي يافريده،عشان تحرمي،تخبي عني حاجه تانيه،اصبري عليا،بس..
أغمض عينه بشده،وكلمات حسام تتردد برأسه،عن اعترافه لها بالحب
ألهذا الحد كانت لا تثق بحبه؟
سخر،من نفسه،وهو يهمس،لو كانت واثقه في حبي،مكنتش هربت،مني،لما سمعت اسمي،غبيه يافريده،ولازم تتربي،أنا دلعتك كتير أوي
ابتسم حينما تذكر غيظها منه،وجرأتها التي اكتسبتها من الراوي،وارض البدو،هو يقر ان فريده هذه ليست كتلك..
تنهد وهو يغلق المياه،وردد،جننتني،معنتش نافع لاي حاجه،بهدلتني،وراها في كل البلاد..
ماشي يافريده اصبري،عليا..
نظر لنفسه بالمرأه،وهمس،ال يعني هقدر أخاصمها،ياشيخ اتلهي،واكمل،بهمس ..
هي بس تقولي،ياكيان بصوتها الحنين دا،وأدوب انا في امها..
فتح الباب بقوه مثلما أغلق،ورمت بوجهه،ثيابه،اتفضل،البس يابيه،سلمي برا..
وخرجت كالقطر مثلما،دخلت،سب سلمي،بسره،واخيه
دا وقته يعني،اف اصالحها انا امتي بقي.؟
كان يعني لازم اعمل،فيها رشدي اباظه،اديها وقعت فوق راسي....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتي متاكده من اللي هتعمليه،ده ياوليه انتي..
عزيزه درابه الودع بغل،ايوه،متوكده،عاوزاك تخطوفها،وتحرج جلبه عليها..
ماهو اني مهسيبوش يعني مهسيبوش..
داني فوت جبيلتي،ودوروت وراه بين الجبايل،وبالاخير،تاجي تاخده اجده،له،لازمن ولابد احرج جلبيه عليها.
جولتلك نفذ يامطاوع وليك عليا احليلك خاشمك ده..
مطاوع،بنظره ثعالب،له،اني حلاوتي،هاخدها من جلب جلبي ساجده،اني هموت عليها،انتي اشبعي بعدنان،واني،افرحلي يومين مع حبه الجلب،ساجده
عزيزه،بغل،اشبع منيها،ارميها لكلاب السكك،والغربان تنهش فيها،بس انتجم واشفي غليلي منيها
مطاوع بحده،لها،اياكي تجربيها،والله بخلص اني منيكي،فاهمه ولا لع
عزيزه بغل،فاهمه،بس خلصني منيها.
مطاوع،بفرحه،سيبها عالله،وعلي مطاوع،والله وهتيجي ليا ياساجده..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عدنان،وين رايح
استدار لها وقبلها،سريعا،رايح في مشوار اجده،تبع الراوي..
ساجده بحزن،هاتغيب كتير،ياعدنان.
عدنان،وهو ياخذها بين احضانه،لع ياساجده،علي أخر اليوم بكون جارك،ياروح الروح،يالا البسي تيابك،بوديكي عند خالي،لبال ماارجع..
عبست،خليني اهنه،مابرتاح غير بداري..
عدنان،بابتسامه،جلب عدنان،طاوعيني،انهاردا،اني ببجي جلجان واني مش اهنه،عليكي
اومات بطاعه،حاضر ياجلب ساجده،حاضر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ها يا اشرف،عرفت العنوان..
اشرف وهو يعطيه ورقه ،طبعا،العنوان،اهو،كل حاجه هتلقيها هنا..
شركه،بيت،وحتي مدرسه المحروسه
لمعت عيناه،وهو يردد اسمها، ياسمين..
جبت اللي قلتلك عليه..
أخرج سلاحا من جيبه،ايوه ياصاحبي،بس خلي بالك،مش عايزين مشاكل مع الحكومه،لو وقعت متجبش سيرتي
عصام،متقلقش،شوفلي حد بقي يوصلني في الخباثه كده..
أشرف،ودي تيجي ياعصوم،اني بنفسي هوصلك،واهو كله بتمنه
عصام بسخريه،علي قولك،يالا بينا،بسرعه..
اشرف،يالا ياصاحبي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه عابد
حبيبتي،بلاش عند بقي،يالا عشان أوديكي الامتحان..
نظرت له بخوف،وهزت رأسها،بلا..
لا يابودي انا،كدا،كدا هسقط،فبلاش اروح،هنام هناك...فسبني انام،هنا احسن..
ضحك عليها،لا مش هتنامي،وبعدين مانا بقالي يومين اراجعلك وموقف شغلي عشان جنابك،دا جزات بودي حبيبك،يعني تقوليها في وشي،هسقط..
عبست،بوجهه،ومدت شفتيها،بحزن،مش فاكره حاجه يابوده،خالص..مييح..
قهقه عليها،وقال
متقلقيش،أول ماتمسكي الورقه هتفتكري،يالا بقي تعالي،البسي هدومك،بقي.
عبست وهي تنظر لملابسها بحزن ولبطنها التي تزداد يوما بعد يوم بحزن،وازاحت وجهها عنه
عابد،بضحك،في ايه تاني،عوجتي وشك ليه؟
ـ اتريق يابوده،ال يعني مش عارف،بقي بزمتك الوسط دا،هيخش في الكرش دا؟
ـ نظر لها بصدمه، وابتلع ضحكاته التي علي وشك الانفجار،وصمت.
نظرت له بغل،اضحك،ماانت وولادك السبب،اعمل ايه انا دلوقتي..
اقترب واحتضنها بحنان بين ذراعيه،هامسا،في ايه بس،ياياسمينه قلبي،وروحي،ها،دا كله،ليه..
ـ أغمضت عينيها باسترخاء باحضانه،وهمست،خليني كدا يابودي في حضنك،مش عاوزه اروح في حته...
أنا مبسوطه كدا..
قبل رأسها بحنان،طب لو قولتلك عشان خاطر بوده،عاوزه ولادك يطلعوا يقولو ماما فاشله،مع ان اللي اعرفه ان ماما كان نفسها تبقي دكتوره،راحت فين بقي،ياسمين دي؟
ـ ياسمين،بحزن،كان زمان،مش عاوزه ابقي حاجه.
جز علي اسنانه،وقد يأس معها،باقي فقط نصف ساعه ويبدا الامتحان.
رفع صوته لاول مره عليها،صارخا باسمها،ياسمين،قسما عظما لو ماقومتي حالا غيرتي هدومك،لهغيرلك بنفسي،وبرضو هتروحي،مفيش وقت، اغرورقت عيناها، بالدموع،وهمست عابد..
انت..
لم تكمل،الا وعلا صوته. مره أخري..
يالا قولت يالا،البسي هدومك..
جرت من امامه،وهو يبتسم خلفها،ماشي ياياسمين انا وراكي،لحد ماشوفك احلي دكتوره..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتي يازفته انتي، راجعتي،ولا هتسقطي وامك تفضحنا..
سلمي، بغل، وهي تلكذه بكوعها،زفته،بقي سلومه حبيبتك بقت زفته،تقلقشي انت،هرفع راسك للعالي يافهد الفهود..
فهد وهو يرفع حاجبه لها،بمكر،ياسلام ياسلام،ال يعني مقطعه الدنيا مذاكره..
مااحنا دفنينه سوا ياسلومه
سلمي،وهي تقترب تهمس له،طب بذمتك مش انت اللي عطلتني،وتعالي اراجعلك والكلام دا
فهد وهو يزيحها بيده،ضاحكا علي جرأتها،ابعدي يا سافله احنا في العربيه،والمدرسه كلها شيفانا
سلمي وهي تقذفه بقلبه،عندك حق يافهودي،خد دي،تصبيره لحد ماارجعلك،دعواتك بقي.
فهد،بقهقه،وهو يرفع يده،داعيا لها.
الهي يرزقك بمراقب اعمي،عشان تعرفي تغشي ونرتاح بقي..
سلمي وهي تنظر له من شباك السياره،اموت فيك وانت فاهمني بقي..
ـ يابت انا فهمك صح،بس انتي اللي مش قرياني..
ضحكت عليه،وأشارت له،ودخلت..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزلت بحده،وقفلت الباب خلفها بقوه،ناداها ولم تستدير له..
ياسمين،وحياتي عندك تبصيلي..
استدارت وعادت له،عاوز ايه،مش انت شخطت فيا..
تنهد وقبل يدها التي تسندها علي شباك السياره،حقك عليا ياقلب عابد،انا عاوز مصلحتك،لازم تنجحي ياسمين،عشان خاطري..
عبست،ومدت يدها له،ماشي فين شيكولاتي..
ضحك،وهو يخرجها من درج السياره،أهي،بس قولي،بحبك يابوده قبل ماتمشي..
ابتسمت وهي تخطفها بسرعه،وصاحت وهي تبتعد،بحبك يابوده،غير واعيه لمن استمع لحديثها،وعينيه ستخرج من مكانها،لرؤياها...
صرخ بها،متتحركيش من مكانك،ياياسمين،الا لما اجيلك،فاهمه..
ـــــ اجابته وهي تدلف للداخل،حاضر،حاضر..
تنهد واستدار بسيارته ،متمتا،ربنا يستر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت راضي
لمحتها تدخل،للبيت الذي أنشأه حفيدها،لها،نظرت لها بغل،ونزلت مسرعه من السياره خلفها..
تنادي بغل عليها،
بت ياسمر،انتي يابت..
ارتعشت سمر،وهي تستدير لها،ستي،أيوا ياستي
تعالي،ادخلي..
دخلت،خلفها بغل،تنظر يمينا ويسارا،للبيت وفخامته..
الجده،والله ولعبتيها صح،يابت العجربه
سمر،بخوف منها،في ايه بس ياستي،انا عملت ايه،انتي ليه بتكرهيني كدا،أنا والله بحبك وبحب جدي،ليه بتعملو معايا كدا..
الجده بحده،وهي تصفعها علي وجهها، اخرسي،يافاجره، عشان امك كانت حربايه،وانتي اكيد شكلها،ياخاطيه..
وضعت يدها علي خدها مكان صفعتها،وهطلت دموعها..
وقالت بقهر..
ـــ أمي خلاص ماتت ياستي واختي كمان،ذنبي ايه أنا،في اللي عملته أمي،اللي انا اساسا مش فاكره انها عملت فيكو حاجه،من يوم ماوعيت عالدنيا،وأنا في بيت جدي،حتي ابويا ماوعاش عليه..ليه بقي،بتكهرينا..؟
الجده، وهي تمسكها من شعرها،بحده، يمينا ويسارا، شغل السهوكه دي،مايكلش معايا يابت العجربه،جتاله الجتله،عاوزه تعرفي ليه بكرهك،ياحيه يابت الحيه
عشان امك الخاطيه،كانت عاشجه،غير بوكي،كانت كرهاه،وكرهه عيشته،كانت جايده حريجه،بيناته،وبين اخواته،بعدته عني،وحرجت جلبي عليه،هي وامها الحربايه فضلت،تسجيه،سحر وكتابه،لحد ما بجي مسخ،ماشي عالارض،ولما غلبت فيه وحبت تخلص منيه،سجته دم حيض،لحد ماغلب فيه الدكاتره،ومات فيها..
وبتسألي عملت ايه،لولاشي جدك راشد،حاشها منينا كنا جتلناها بايدينا وشفينا غليلنا،وانتي اكيد كيف امك،وعملتي عمل لواد ولدي،كبير ناسه،دوبتيه في هواكي،لازمن ولابد اخلص منك جبل ماتخلصي انتي عليه..
سمر ببكاء،والله ياستي ماعملت حاجه،والله ماعرف،أرجوك ياستي سيبيني،حرام عليكي،انا سمر بنت ابنك،والله ماعملت لراضي حاجه..
الجده بغل،وهي تقذفها ارضا،خاطيه كيف امك،لازمن اموتك بيدي،كيف ما أمك جتلت ولدي،ماهسبكيش،تجتلي،نوار دارنا وكبيرنا
اشارت بيدها،لنساء،العائله،خلفها،تعالو يانسوان،عاوزاكو متخلوشي فيها نفس..
ارتعشت،ورجعت بظهرها،للخلف،وهمت لتقف،صارخه بها،لا ياستي،لا والنبي،أنا حامل،حرام عليكي
صرخت،بقهر، يااراضي،الحقني ياراضي..
استمع النساء لصراخها،بأنها حامل..
واحده منهم،باااه دي حامل،ياحاجه،حرام دا ابن حفيدك برديك،فوتيها،راضي مهيفوتناش،فيها
الجده بحجد،وانتي بيغرك الكلام ده،دي خاطيه كيف امها..
كدابه،
استطاعت ان تخرج هاتفها من جيب عباءتها التي ترتديها،ودقت رقمه مسرعه،
دخل مكتبه،بعدما سلم سويلم،وامر باحتجازه..
جلس ليلتقط انفاسه،ورحل تفكيره بها،لا يعلم لم يشعر انها بها خطب ما،لقد بات ليلته هنا،وهي بمنزل جدها..
قفز من مكانه،ليذهب،ويطمأن قلبه
همس،اهدي ياراضي،سمر في بيت جدها،انت علطول موسوس كدا،تنهد،وهمس لنفسه..
ربنا يستر،ربنا يهديكي ياسمر ومتكونيش روحتي من عند جدك،أه لو تعرفي ياقلب راضي،أنا حايشهم عنك ازاي؟
ربنا يستر..
وجد هاتفه يرن،اخرجه من جيبه،وألقي نظره به وجدها هي،زفر براحه،وأجابها،
سمر،ياقلب راضي،انا جاي اهو ياقلبي،اتاخرت انا عارف..حقك عليا..
لمحتها تعبث بهاتفها،فصرخت بهم،هاتوها،موتوها بنت المحروجه دي
صرخت وهرولت مسرعه للاعلي،صارخه به،الحقني 3،ستي جايبه ستات العيله كلها وعاوزه تقتلني،الحقني والنبي..
ـ هو برعب وهو يقفز للموتسيكل امامه،انتي فين ياسمر
أخر ماسمعه،أنا في بيتنا، ياراضي الحقني..
لحقت بها احداهن وأنزلتها غصبا للاسفل،مع توسلاتها،وبكائها، ولكن لا حياه لمن تنادي..
عزمت أمرها،وانتهي كل شئ،بلحظه..
سالت دمائها..،وتركوها جثه،هامده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وايه ذنبي..
ايه ذنبي انا،ألا يحق لي،أن أفرح ولا أبكي
ماذا جنيت،ليسيل هكذا دمي..
عشت عمري،ألمح بين عيناكم كرهي..
فهل أنا المذنبه،ام كانت ذنوب أمي..
لست أدري،ولكن ما كان ذنب طفلي..
ياعاشقين،قولو ، ياعاشقي، هل ذنبي اني عشقتك ياقلبي..؟
لا سحر اجيد،ولا كنت أهتم لقلبي..
ولكن،هو الله من زرع عشقه بقلبي
أعشقه فوق العشق عشقا، وان غرسوا خنجرا بقلبي.
سأصرخ، لا اريد غيرك بقربي..
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق