رواية نبض قلبي لاجلك الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر بقلم لولا للكبار فقط
رواية نبض قلبي لاجلك الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر بقلم لولا للكبار فقط
السابع والثامن
نبض قلبي لاجلك
ظلت نظراته ثابته عليها لم تتزحزح عنها ويتابع تقدمها ناحيتهم ورايحه عطرها النفاذ تتغلغل داخله اكثر واكثر… ..
السلام عليكم…. اذيك يا محمود ، حمد الله علي السلامه ، نورت مصر ….. قالت مرحبه بابن عمتها بمعزه واضحه
الله يسلم عمرك يا بت خالي ، مصر منوره باهلها وبيكم ….
سلمي يا سوار علي عاصم بيه ابن الحج سليم ابو هيبه صديق بابا الله يرحمه…. قالها هشام مقدماً عاصم لها .. ثم اضاف موجهاً حديثه لعاصم: دي بقي سوار اختي الصغيره يا عاصم بيه.
استدارت براسها تنظر اليه، وفي نفس اللحظه ، كان يستقيم من جلسته ووقف امامها مادادا يده لمصافحتها ولازالت نظراته منصبه فوقها …. التقت نظراتهم سوياً ، لفت نظرها طوله المديد ومنكبيه العريضين وهاله الهيبه المحيطه به …..
اما هو ما ان وقفت امامه بجسدها المهلك وقامتها القصيره التي بالكاد تصل الي تصدره ، رفع نظراته وثبتها علي عينيها العسليه المائله للسواد وهمس بينه وبين نفسه….
” فرسه ….. فرسه عربيه اصيله”!!!!!!
اهلاً وسهلاً يا عاصم بيه .. شرفتنا…. قالتها وهي تمد يدها بمصافحته ….
الشرف ليا انا يا سوار هانم …. قالها وهو يضغط علي يدها بيده الكبيره ولازالت نظراته ثابته فوقها ….
استدرات وجلست بجانب داليا في مواجهه عاصم ….
اخبارك ايه يا سوار واخبار ولادك ايه؟؟ هما مش اهنيه ولا ايه ؟؟ سالها محمود مستفسراً وعلي وجهه ابتسامه واسعه….
الحمد الله بخير يا محمود ، انا والولاد بخير والحمد لله … اخبارك انت ايه واخبار مراتك وولادك ايه …اجابته في اقتضاب متجنبه اجابه سؤاله التاني….
عاصم لنفسه وهو ينظر امامه في جمود ويرمقها بطرف عينه: اووووف طلعت متجوزه …. طبعا ما الفرسه دي لازم تكون متجوزه … يا بخته.
والله يا بت خالي انا مش عارف اقولك ايه ، انا من يوم ما عرفت بالي حصل لك وانا هتجنن …..من ناحيه الي عمله فيكي ، ومن ناحيه تانيه قعدتك اكده من را…..
قطعت سوار ثرثرته المزعجه ، هاتفه بجديه وملامح واجمه: من فضلك يا محمود ، الموضوع انتهي خلاص ، وانا مش عاوزه اتكلم فيه تاني ، واظن ده لا وقته ولا مكانه…. قالتها وهي تنظر له بضيق…..
وزع عاصم نظراته بينهم في عدم فهم لما يدور حوله من حديث مبهم غامض ولكنه استشف انه امر خاص بها ولا تريد مواصله الحديث فيه خاصه مع زوج اخته الثرثار …..
باااااه، كيف ده … اومال نتحدتوا ميتي طيب، ده انا جاي لجل الموضوع ده خصوصي ولازمن نحطوله حد.
هبت واقفه وصاحت به في حده : قلت لك الموضوع خلص خلاص…. ودي حياتي وانا حره فيها …. ومش مسموح لاي حد مهما ان كان انه يتدخل فيها … ثم تحركت مسرعه صاعده الي اعلي تلعن نفسها علي نزولها اليهم …غير منتبها لنظراته المليئه بالفضول والاستغراب التي تابعتها حتي اختفت عن انظاره….
انا اسف يا جماعه علي الي حصل …. بس اصل سوار كل ما حد بيتكلم معاها في الموضوع ده بتضايق ومش بتحب حد يتكلم فيه ….انا اسف يا عاصم بيه هو سوء تفاهم صغير…. اعتذر هشام في حرج شديد لما حدث وهو يجدح ابن عمته بنظرات ساخطه…
تنحنح عاصم بخشونه وهو يقوم مستعداً للمغادره : لا مفيش داعي للاسف يا هشام بيه ، محصلش حاجه … هو بس محمود مش بيعرف بختار الوقت والمكان المناسب للكلام …
عند اذنكم .. انا مضطر امشي علشان ورايا مواعيد كتير …. شكرا علي حسن استقبالكم … وان شاء الله مستنيك انت والعيله الكريمه كلها الاسبوع الي جاي في الفرح باذن الله …. يالله يا محمود…. انهي كلامه مودعا الجميع بمصافحه جافه وابتسامه بارده منطلقا للخارج لاعنا محمود الثرثار علي وضعه في موقف محرج كهذا متوعداً اياه بالرد المناسب…..
…….
تحرك بسيارته بسرعه عاليه ينفث فيها عن غضبه من زوج اخته الذي وضعه في هذا الموقف السخيف…..
انت ايه يا بني ادم انت … خلاص معندكش عقل تميز بيه ايه الي يصح وايه اللي ما يصحش … داخل زي القطر الي مالوش فرامل واخد في وشك وماشي !!!! الست قالت لك بدل المره اتنين ، اسكت ما تتكلمش وانت ولا انت هنا …. ولا مراعي وجود اخوها الكبير ولا عامل حساب ليا ولا شكلي الي بقي زي الزفت وانا الغريب الي في وسطكم وانتوا عيله في بعض … ده الست كان ناقص تقولك مش هينفع اتكلم قدام الغرب …. وانت مصمم لحد ما هزقتكً ….. بس بصراحه تستاهل اللي عملته فيك قدامنا !!!!
يا عاصم ، اني ماقصدش ايتها حاجه من اللي حصل ده ، اني كان كل همي اطمن عليها وعلي عيالها …. اصلك ما تعرفش الي حصلها من جوز…….
صرخ عاصم فيه: مش عاوز اعرف حاجه …. انا مالي بيها وبالي حصل لها ….دي واحده ولا اعرفها ولا عمري شوفتها … ايه هتحكيلي قصه حياتها ، ده انا حتي مش فاكر اسمها ولا شكلها!!!! قفل بقي ع السيره دي…..
كاذب !!! كاذب !!! لقد انطبع اسمها وصورتها داخل عقله …. يريد ان يعرف ماذا حدث معها ؟؟ ولكن كرامته تمنعه من سؤال ذلك الثرثار عنها ، حتي لا يثير شكوكه … ولكنه سيعلم عنها كل شئ بطريقته الخاصه … من باب الفضول ليس الا !!! هكذا ظل يقنع نفسه …… ان فضول .. فقظ قضوب!!!!!
……….
بعد اسبوع….
يجلس خلف مكتبه يتطلع الي الملف الذي امامه والذي يحوي كل المعلومات المتعلقه بها منذ ولادتها وحتي الان!!!!
ففد كلف عدي بجمع كل المعلومات عنها واخباره بها في اسرع وقت…. وها هو يعيد قراه الملف للمره التي لا يعرف عددها ، لقد حفظ كل شيئا عنها …لقد شعر بالحزن والشفقه عليها من خيانه زوجها لها …فهو ادري الناس بمراره الاحساس بالغدر خاصه عندما يكون من اقرب انسان اليك…..
ولكنه قتل هذا الاحساس داخله ، فهو دائماً يري النساء هن الخائنات وليس العكس!!!!! وعلي الرغم من انه لا يوجد شيء يثبت انها جانيه وليس المجني عليها … الا انه وضعها في خانه الجاني مثلها مثل غيرها من النساء…
هيه …. اشمعني يعني هي الي هتطلع مظلومه وجوزها غدر بيها واتجوز عليها من غير سبب …. تلاقيها هي اللي حولت حياته لجحيم ….. تلاقيها استقوت عليه وكفرته في عيشته لحد ما زهق منها وطلقها …..
ظل يردد تلك العبارات في محاوله لتصديق تلك الصوره التي رسمها لها واقناع نفسه بها ، وان كل ما جذبه اليها هو جسدها فقط …. انها مجرد جسد مثير اشتهاه !!!
اغلق الملف ووضعه داخل خزينه اوراقه الخاصه ، واستعد للذهاب الي منزله فاسرته علي وشك الوصول من الصعيد استعدادا لحفل خطوبه شقيقته في الغد ……
………
برضه لسه عند رايك يا سو؟؟ يعني مش هتيجي معانا الفرح بتاع بكره .!!! انا مش فهماكي بصراحه ….. وبعدين يرضيكي افضل طول الفرح فاعده مع ناس معرفهاش ، علي الاقل انا وانت هنسلي بعض …. لكن لو روحت مع اخوكي من غيرك هفضل قاعده لوحدي وهو اكيد هيسبني ويقعد يرغي مع قرايبكم ……
قالتها داليا محاوله اقناعها بحضور الفرح معها..
يا داليا انت ليه مش فهماني …. انا مش عاوزه اروح علشان مش عاوزه يحصل زي ما حصل مع محمود ابن عمتي !!!! وكل شويه اسمع كلمه ملهاش لازمه من حد ….
اللي يقولك اطلقتوا ليه ….. هتفضلي كده من غير جواز …. طاب كنتي استحملتي علشان ولادك!!!!
ده غير بقي اللي ممكن يفتكر اني رايحه الفرح علشان اصطاد عربس !!!! ما الفرح ده هيبقي في كريمه المجتمع فا ليه لا ….
فانا مش ناقصه وجع دماغ وحوارات فاضيه …. الفرح لا هيزودني ولا هينقصني .
اوعي بقي خاليني اروح اشوف الولاد عاملين ايه في مذاكرتهم…..
تركتها وتوجهت الي غرفه اولادها وهمت بفتح الباب الا ان الحديث بين اولادها استرعي انتباهها …. فوقفت تستمع اليهم دون ان يروها!!!!
آسر : انا مش فاهم ازاي انت لسه عاوزه تكلمي الرجل ده تاني … لا وكمان عاوزه تروحي تقابليه !!!! انت نسيتسي هو عمل فينا وفي ماما ايه ؟؟؟ هتف مستنكرا حديث اخته عن والده…..
سيلا: انا ما نسيتش حاجه يا آسر … بس .. بس ده بابي … وهو وحشني اوي … ومش معني ان هو ومامي سابوا بعض ، انتا نبعد عنه ومنكلموش !!!! هو كمان له حق علينا زي مامي بالظبط.
آسر : لا مالوش حق ، وهو مش زي ماما في ابداً!!! ماما طول عمرها بتعمل كل حاجه علشانا وعمرها ما قصرت معانا في حاجه ابدا… لكن هو طول عمره بعيد عننا … عمره ما اهتم بينا زي اي اب … كل حاجه كان راميها علي ماما …. وفي الاخر سابنا وساب ماما علشان خاطر ست تانيه …. انهي كلامه بوجع وغصه في حلقه منعته من الاسترسال في الحديث….
دلفت سوار الي الداخل وجلست علي طرف الفراش ، ثم وزعت نظراتها بينهم ثم طلبت منهم الجلوس بجانبها … فجلس كب منهم علي جنب واصحبت هي في المنتصف بينهم …تنهدت وقالت : انا سمعت كل الكلام الي قلتوه من شويه …..
نظر الاخوات الي بعضهم نظرات قلق من ان يكونوا تسببوا في مضايقتها منهم …. تحدث آسر موضحاً: ماما احنااا…..
قاطعته سوارمتحدثه بهدوء: انا مش عاوزه اسمع مبررات ولا اي حاجه …انا عوزاكم انتوا تسمعوني كويس ومحدش يقاطعني….
اولا انا مش زعلانه منكم زي ما انتم فاكرين… بس انا هزعل بجد لو انت يا آسر مش بتكلم باباك ولا بترد علي مكالماته … لا وكمان عاوز اختك كمان متكالموش!!!!
اللي حصل بيني وبين ابوكم حاجه عاديه بتحصل بين ازواج كتير ….اتنين مقدروش يكملوا حياتهم مع بعض فابينفصلوا عن بعض بكل ادب واحترام وتحضر …. خصوصاً بقي لما يكون في اولاد ما بينهم ….وبعدين مهما كان الي بينا انتوا ما تدخلوش نفسكم فيه ….
انا وابوكم لينا حق عليكم زي ما انتم ليكم حق علينا … وزي ما انتم بتحبوني وبتخافوا علي زعلي لازم تعملوا كده مع باباكم بالظبط….اوعوا تفتكروا اننا هبقي مبسوطه وانتم مقاطعينه ومش بتكلموه ….لا بالعكس ده حتي ربنا يزعل منكم وما يرضاش عنكم وانا هبقي معرفتش اربيكم كويس…..
فا من الاخر كده عاوزاكم تتصلوا بباكم وتكلموه باستمرار وكمان معنديش مانع لو عاوز يقضي معاكم الويك اند او يخرج معاكم في اي وقت بس بشرط من غير بيات … انا مقدرش ابات لوحدي من غيركم … اتفقنا … قالت وهي توزع نظراتها بينهم ترصد رد فعلهم علي حديثها ….
هتفت سيلا سريعاً وهي تهز راسها دلاله علي موافقتها ” موافقه” علي عكس آسر الذي وافق علي مضدد من اجل خاطر والدته “موافق”.
ربنا يبارك لي فيكم يا حبايبي … قالت ذلك بامتنان وهي تضمهم الي حضنها بحنان وعاطفه صادقه تخصهم وحدهم … فهم فلذات كبدها وحته من روحها …..
………..
يوم الفرح……
كان العمل في فيلا عاصم ابو هيبه يدور علي قدم وساق من اجل الاستعداد لحفل خطوبه نجله سليم ايو هيبه المدللة…. فالكل يجري هنا وهناك لمساعده العروسه وتجهيز كل ما تحتاجه ….حيث تم الاتنفاق مع اكبر مصمم ازياء في البلاد لتصميم فستان العروس وباقي نساء العائله ….وكذلك حضرت اكبر خبيره تجميل لتزيين العروس … الي جانب الفرح المقام في اكبر فندق سياحي ….
ذهب عاصم ووالده الحج سليم واخوه وزوج اخته الي الفندق قبل موعد الحفل بوقت كبير لكي يكونوا في استقبال المدعوين….
وتالق عاصم في بدله توكسيدو سوداء رائعه وقميص ابيض اللون وزين عنقه برابطه سوداء صغيره “ببيون” وحذاء اسود لامع بالاضافه الي ساعته الفضيه ذات الماركه العالميه الشهيره .. بالاضافه الي عطره الرجولي القوي وصفف سعره الاسود لاعلي بطريقه جذابه … فكان وسيم بشكل رجولي خطير !!!!
علي عكس الحج سليم الذي التزم بزيه الصعيدي التقليدي المكون من الجلباب الاسود والعبائه الصوف والعمامه البيضاء وعصاه المصنوعه من الابانوس الخالص التي لا يتخلي عنها….
بدا المدعوين في التوافد علي الحفل وامتلئت بهم القاعه … الا ان عاصم لا ينفك ان ينظر كل بضع دقائق في ساعته منتظر وصول عائله الناجي بنفاذ صبر …
مالك يا عاصم يا ولدي انت مستنظر حد ؟؟؟ ساله الحج سليم مستغرباً نظره المتواصل في ساعه !!!
احمممم .. لا يا حج انا بس بشوف العروسه اتاخرت ليه … اجابه بثبات بعكس ما يدور داخله من ترقب لوصولها مع عائلتها …. ثواني وصدح صوت الموسيقي الصاخبهرمعلنه وصول العرسان الي قاعه الحفل وسط تصفيق وتهليل المدعوين ترحيباً ببهم حتي توجهوا للجلوس في المكان المخصص لهم ….
بعد وقت قليل وصل كلا من هشام الناجي وزوجته وشقيقته الي قاعه الحفل … بالرغم من رغبه سوار في عدم الحضور الا انها رضخت في الاخر لامر شقيقها الذي اصر عليها واوضح لها ان ذهابها معهم امر غير قابل للنقاش وانها بعدم حضورها سوف تضعه في موقف محرج مع عائله ابو هيبه خصوصاً بعد موقفها الاخير مع ابن عمتها في حضور ابن ابو هيبه والذي وصفه بانه غير لائق وبه قله ذوق!!!!
كانت سوار فائقه الجمال وشديده الاناقه والرقي في مظهرها ، فكانت ترتدي فستان من الحرير احمر اللون طويل يصل الي كاحلها ذو اكمام طويله محتشم لا يظهر منها شيئاً ولكنه ابرز منحنايتها بشكل انثوي رائع … واطلقت شعرها منسدلا علي ظهرها في نعومه رقيقه وزينت وجهها بزينه خفيفه ملائمه للمناسبه….
تقدمت عائله الناجي الي داخل القاعه وكان اول من لمحهم هو !!! وكانه شعر بوجودها … وجهه نظراته باتجاه مدخل القاعه ولمح ولوجهم من باب القاعه … الا ان نظراته تعلقت بها وحدها …. خطفته بطلتها الساحره … جال بانظاره عليها من اعلي الي اسفل سحرته بانوثتها الطاغيه وجسدها المهلك الذي يتهادي في دلال داخل هذا الثوب اللعين الذي يجسد منحنايتها المهلكه وكانه كان ينقصه لونه الاحمر الذي يثير جنونه …. ثم صعد بنظراته الي ملامح وجهها الجميله المزينه ببساطه ابرزت جمال عينيها الكحيله وخديها ذات الغمازات الساحره!!! وصولا الي شفتيها المنتفختين باغراء فطري مهلك لاعصابه …
تقدم باتجاههم وهو لا يحيد بنظراته عنها … تنحنح يجلي حنجرته وهتف مرحباً بهم بحبور: اهلا هشام بيه .. شرفتنا… ثم مد يده مصافحاً اياه بحراره ،وفعل المثل مع زوجته..
اهلا عاصم ببه .. الف الف مبروك وربنا يتمم بخير ان شاء الله.. بادله هشام التحيه بود حقيقي .
ثم وجه نظره اليها وحياها برسميه شديده وملامح وجه خاليه التعبير لا تعبرعن اعجابه او تاثره بها ، دون ان يقوم بمصافحتها خوفا من تاثره بلمسه يدها .. فهز راسه بايمائه بسيطه : اهلا سوار هانم ….
ثم فرد ذراعه للامام كتعبير عن حثهم علي التقدم للداخل حيث والده: اتفضلوا من هنا الحج منظركم من بدري…. ساروا جميعا حيث مكان جلوس الحج سليم…
لمحهم الحج سليم مع عاصم ولده … فنهض سريعاً من مقعده مرحباً بهم بترحاب شديد : يا اهلا اهلا بابن الغالي … كيفك يا هشام يا ولدي … بقالنا زمان مشوفناكش … قالها وهو يضمه في حضن رجولي ضارباً بقوه علي ظهره دلاله علي الترحيب الشديد .
اهلا بيك يا حج سليم … لك وحشه والله … والف مبروك ربنا يتمم علي خير وعقبال ما تشيل ولادها عن قريب ان شاء الله.
تسلم يا ولدي ويسلم عمرك …دي داليا مراتي وسوار اختي الصغيره اكيد حضرتك فاكرها … اضاف هشام معرفا بعائلته…
يا مرحب يا ست هانم شرفتينا …. واااه وااااه اذيك يا سوار يا بتي كاني معرفتكيش ، معلش يا بتي ما تاخذنيش اني اخر مره شوفتك فيها ياجي من عشرين سنه وزياده … لما كنتي بتاجي البلد مع ابوكي الله يرحمه وانت صغيره …. كيفك يا بتي وكيف احوالك…
الحمد الله يا عمي انا بخير والحمد الله.
اتفضلوا اتفضلوا… قالها الحج سليم وهو يدعوهم للجلوس معه ومع اسرته علي نفس الطاوله … كل ذلك امام عاصم الذي يختلس النظرات اليها من حين لاخر مشدوهاً بجمالها ولكن عقله يعمل في اتجاه مغاير لما يعتريه من مشاعر!!!!....
يتبع.........
الفصل _الثامن
في اليوم التالي ، ذهب عاصم الي شركه هشام الناجي في موعده ، حسب اتفاقهم …
وصل الي مكتب هشام الناجي ومر علي سكرتيرته ….
لوسمحتي في معاد مع هشام بيه الناجي … قوليله عاصم ابو هيبه.
اهلا وسهلا عاصم بيه .. هشام بيه في انتظار حضرتك .. ثواني ابلغه ان حضرتك موجود…. تحدثت بعمليه شديده… ودلفت الي مكتب هشام وما ان ابلغته بوصول عاصم حتي هب واقفا في استقباله….
اتفضل يا فندم ….قالتها وهي توصله لباب مكتب هشام…
اهلا عاصم بيه … مواعيدك مظبوطه بالملي …. رجل الاعمال الناحج يتعرف من مواعيده المظبوطه… واشار له بالجلوس امامه
تحب تشرب ايه….انا فاكر قهوتك مظبوط مش كده ….
تمام قهوه مظبوط…. ثم طلب هشام من السكرتيره احضار القهوه.
خير يا عاصم … كنت قلت لي عاوزني في شغل ؟؟
شوف يا هشام … انا بفتتح المقر الاداري الجديد لشركاتي … وكنت محتاج ….. واخذ يشرح له كل ما يتعلق بشركته وما يريده من شركه الامن الخاصه به . وتم الاتفاق بينهم علي تفاصيل العمل المشترك ما بينهم وتمت كتابه العقود بينهم وتحديد موعد تنفيذ الاتفاقيه ….
انا متشكر جدا يا هشام علي تفهمك وتعاونك معايا بالشكل ده …
انا اللي لازم اشكرك يا عاصم علشان ثقتك الكبيره في شركتي والمسؤليه اللي حملتهالي وان شاء الله اكون قدها وعند حسن ظنك …
ما تقولش كده انت قدها وقدود يا هشام بيه….
في نفس التوقيت …
كانت سوار تتحدث مع زوجه اخيها في الهاتف وهي في طريقها الي مقر شركه شقيقها !!!!
ايوه يا داليا … انا خلاص داخله علي الشركه اهو …. خلصت الانترفيو رقم الف ….مفيش جديد نفس الكلمه السخيفه … سيبي وقمك وهنبقي نكلمك … اووووف ده مصر كلها بقي معاها تليفوني..
المهم .. متعرفيش جوزك خلص موضوع عربيتي ده ولا لسه …. يا ريت يكون خلص تصليحها علشان انا اتمرمط من غيرها….
خلاص انا وصلت هطلع اشوفه … هخلص واكلمك سلام …
وصلت الي مقر الشركه واستقلت المصعد قاصده مكتب شقيقها….
صباح الخير يا تغريد … هشام جوه
صباح النور مدام سوار … اه موجود ثانيه واحده ابلغه…. ثم تناولت الهاتف وايلغته بوصول شقيقته….
اتفضلي هشام بيه منتظرك… تحركت صوب الباب وقامت بفتحه وولجت الي الداخل …..
قبل فليل …..
يبقي احنا كده اتفقنا علي كل حاجه ومن بكره هحولك اول جزء من المبلغ الي اتفقنا عليه كدفعه تحت الحساب و ال…..
قطعوا حديثهم عندما رن هاتف مكتب هشام ابلغته السكرتيره بقدوم شقيقته … طاب تمام خاليها تدخل ….
معلش يا عاصم بيه … هناجل كلامنا لدقايق مش اكتر … سوار جت باره .. هشوفها عاوزه ايه وهتمشي علي طول…
رجفه اصابته ما ان سمع باسمها وعلم بوجودها … هنا !!! وامامه!!! بعد كل محاولاته في تجنب لقاءها .. يوقعه القدر معها مره اخري!!!
فاق من شروده علي صوتها وهي وتقف امامه ماده يدها لتصافحه: اهلا وسهلا عاصم بيه … ايه المفجأه دي!!!!
حممم يجلي حنجرته : احمممم هي فعلا مفجأة .. ثم صافحها سريعا ساحبه كف يده من يدها….
جلست في المقعد المواجهه له تماماً … قاصبحت فريبه للغايه مجرد منضده بسيطه لا تتعدي السنيمترات تفصل بينهم …. رائحتها تتغلغل داخل رئتيه تثير حواسه … حاول ان يشتت عقله وبشغل نفسه في اي شيء حتي لا ينظر اليها….
عملت ايه يا هشام خلصت العربيه يتاعتي ولا لسه انا متبهدله من غيرها …..
خلصت يا ستي الحمد الله …. بس علي فكره هي محتاجه تتغير ايتدت مشتكلها نكتر…
مش لما الاقي شغل الاول .. ابقي بعدها اشوف هغيرها ولا اعمل ايه!!!
وعملتي ايه في الانترفيو الي كنت فيه!!!
العادي زي كل مره … اتفضلي هنبقس نتصل ليكي … فالتها باحباط شديد وهي تضع يدها علي سطح المكتب سانده خدها علي يدها….
انت عاوزه تشنغلي ؟؟؟ هتف عاصم فجاة …
نظرت اليه بوضوح : طبعا مجتاجه شغل … ده انا داخله في اربع شهورما بين اتصالات ومقابلات والنتيجه ….صفر.
طاب ايه رايك تشتغلي معايا!!!! … انت خريجه ايه؟؟؟
ااانااا انا خريجه تجاره انجليش ومعايا لغات وكومبيوتر بس خبره مفيش لاني عمري ما اشتغلت …
مش مهم .. احنا هنعلمك وندربك… انا بفتح المقر الجديد للشركه وهننقل فيه في خلاص شهر … انت ممكن في الشهر ده تتدربي وتتعلمي كل حاجه عن الشغل…
طب وانا هشتغل ايه؟؟؟
انتي مش بتقوليلي انك خاريجه تجاره … خلاص تستغلي في الحسابات في الاداره الماليه… خدي وقتك وفكري معاكي مهله ٤٨ ساعه وتبلغيني موافقتك … وزعت نظراتها في حيره بينه وبين شقيقها عله يفيدها بشيء…..
ده الكارت بتاعي في كل ارقامي هستناكي تتصلي تبلغيني موافقتك …غير كده لا!!!
ثم وقف واغلق زر جاكيت بدلته والقي عليهم التحيه دون قول شيء اخر ورحل تاركها تحدق في اثره بفاه مفتوح وتنظر للكارت تاره ولمكانه تاره اخر … غير مستوعبه طريقته واقراره يالعمل معه والموافقه عليه!!!!
…….
في منزل الناجي … علي طاوله الطعام …
انت ايه رايك يا هشام في العرض اللي عرضه عليا عاصم؟؟؟
عرض ايه ده؟؟ وعاصم مين ؟؟ سالت داليا باهتمام…
عاصم ابو هيبه كان عندي انهارده في المكتب بنتكلم في شغل وبعدين سوار جت وهو موجود وكانت بتحكيلي عملت ايه في مقابله الشغل اللي راحتها ..والرجل لما عرف انها بتدور علي شغل بقالها فتره …عرض عليها تشتغل معاه في قسم الحسابات….
طاب والله فيه الخير .. ده رجل محترم … قالتها داليا تمدح في عاصم وموقفه…
طبعاً … وانا شايف ان دي فرصه كويسه اوي ليكي يا سورار … انك تشتغلي في شركه كبيره زي شركه عاصم … شركه ليها اسمها ووضعها في السوق … دي بدايه كويسه ليكي وبعدين الرجل عامل حساب انك معندكيش خبره واول مره تشتغلي وقال انه هيخالكي تتدربي وتعرفي كل حاجه قبل ما تبداي الشغل ….
فانا شايف انك توافقي علي طول ومن غير تفكير دي فرصه مش هتتكرر تاني …. ولو فرضنا انك جربتي ومرتحتيش في الشغل ابقي سبيه واهو تكوني اتعلمتي وجربتي وكفايه لما يكون في ال c.v بتاعك اني كنت شغاله في شركه ابو هيبه….
انا شايفه ان هشام عنده حق … جربي مش هتخسري حاجه يا سوار بدل ما انت بقالك فتره بتدوري ومش لاقيه شغل…
خلاص هفكر وربنا يسهلها ان شاء الله… وهي تفكر جدياً في قبول تلك الوظيفه….
في غرفه اولادها ….
آسر : ماما ممكن اسالك سؤال ؟
سوار: خير يا حبيبي قول اللي انت عاوزه…
مين عاصم ده يا ماما وشغل ايه اللي هتشتغليه ؟؟؟ وبعدين هو مش حضرتك اخدتي كل حقوقك وقلوسك لما اتطلقتي من بابا … يبقي عاوزه تشتغلي ليه؟؟؟
ايه كل الاسئله دي يا استاذ آسر … انت من دلوقتي هتعمل عليا ظابط وتحقق معايا ولا ايه … هااا بتمرن نفسك فيا من دلوقتي …لا لسه بدري علي ما تدخل شرطه…قالت بمزاح لطيف مع ابنها محاوله لتخفيف توتره وضيقه الواضح عليه….
ابتسم آسر بحب لوالدته : اسف يا ماما مقصدش انا بس عاوز اطمن علي حضرتك ….
احتضنته بحب شديد واجابته بصدق: شوف يا آسر .. انت دلوقتي رجل وهتفهمني كويس … وانا عمري ما خبيت عليكم اي حاجه … ثم قصت عليه ما حدث مع عاصم في شركه خاله مره اخري بطريقه تناسب عمره وفهمه ووضحت له طبيعه معرفتهم وعلاقتهم بعاصم وعائلته… هو ده كل اللي حصل … وبصراحه بفكر اوافق … انت ايه رايك؟؟ سالته بجديه لتشعره باهميه رايه في شؤنها وانه اصبح رجل له راي ىُاخذ به!!!
كل ده كويس بس مش حضرتك اخدتي كل فلوسك من بابا ولا هو ضحك علي حضرتك ومداكيش اي حاجه وحضرتك كالعاده مش عاوزانا نعرف عنه حاجه!!!!
اولا : طريقتك في الكلام عن باباك مش عجباني …
ثانيا: انا لسه قايله مش بخبي عنكم اي حاجه….
ثالثا: وده الاهم… انا اه اخدت كل حقوقي من باباك واخدت فلوس شقتنا القديمه .. واه هو مبلغ محترم وكويس بس انا عملته وديعه في البنك بتطلع لنا مبلغ كل اول شهر …بس ده ما يمنعش اني لازم اشتغل علشان احقق ذاتي كفايه اوي عمري اللي راح مني من غير لاشغله ولا مشغله … اللي اتخرجوا معايا نصهم بقوا في مناصب كبيره وانا لسه هبدا من الاول …
وكمان علشان ما اقدر اوفر لكم كل اللي محتاجينه ما يبقاش ناقصكوا حاجه …. فهمت !!! ها بقي مقولتش رايك ايه ؟؟؟
والله انا رأيي من رأي خالو .. حضرتك تجربي وتشوفي ولو مرتحتيش في الشغل امشي… وبرضه اللي حضرتك تشوفيه…
وانا بثق في رايك انت وخالو بس برضه محتاجه اقلب الموضوع في دماغي ….
بعد يومين قد حسمت امرها وقررت اغتنام تلك الفرصه التي ربما لن تتكرر مره اخري وقبلت بالعمل في شركه ابو هيبه … رغم انزعاجها من غروره الشديد وثقته بنفسه وهو يخبرها انه لا يقبل بغير الموافقه علي عرضه …. الا انها فضلت الذهاب مباشراً الي الشركه وابلاغه شخصياً بقبلوها للوظيفه افضل من مهاتفته تليفونياً …
……..
في شركه عاصم …..
يجلس في مكتبه يفكر فبها … لقد انتهت المهله التي اعطاها لها ولم تتصل ولا تعيره اي اهتمام …وهو كالابله تحدث دون تفكير وعرض عليها العمل معه …..
غبي..غبي … زمانها دلوقتي بتضحك عليك وبقول عليك اهبل وبرياله وما صدقت وقلت لها اشتغلي معايا….. هيه زمانها حاسه بنفسها اوووي… انا قلت ده تكتيك ورسم علي تقيل….
كفايه بقي انا اديتها اكبر من حجمها اوي هي مين اصلا علشان اشغل نفسي بيها…خاليني اشوف الهم الي ورايا…. قال ذلك وهو يقوم بقرأه احدي ملفات العمل الموضوعه امامه….
وصلت سوار الي مقر شركه ابوهيبه …. اتجهت الي الاستقبال للسؤال عن مكتب مدير الشركه …
من فضلك لو سمحتي ممكن اقابل عاصم بيه….
حيتها موظفه الاستقبال بلباقه ورسميه: في معاد سابق يا فندم؟؟؟
للاسف لا … بس انت بلغيه ان سوار الناجي عاوزه تقابله…
لمحها عدي وهي تتحدث مع موظفه الاستقبال فتوجهه نحوها …..
عدي لموظفه الاستقبال : خير في ايه؟؟
الهانم عاوزه تقابل عاصم بيه من غير معاد وانا قل…. قاطعها عدي رافعا يده كعلامه لكي تصمت… خلاص انا هتصرف….ثم تحدث الي سوار قائلا بجديه مقاوماً فضوله لمعرفه سر تواجدها هنا والاغرب رغبتها في مقابلته دون موعد سابق……
عدي: تحت امرك يا فندم .. اي خدمه اقدر اقوم بيها؟؟؟ انا عدي الشهاوي مدير امن المجموعه وقائد حرس عاصم بيه…
من فضلك كنت عاوزه اقابل عاصم بيه ضروري!!!!
طالعها عدي باستغراب وبفضول سالها : بخصوص ايه؟؟؟
شغل … قالتها باقتضاب شديد…
شغل!!! امممم….طاب اتفضلي معايا من هنا …قالها عدي مشيرا بيده الي الامام في اتجاه المصعد ومنه الي مكتب مدير الشركه…
سارت للامام وتبعها عدي وهو يردد بينه وبين نفسه : ناوي علي ايه يا دنجوان .. قال ويقولي البت بترسم … هيه ده انت بترسم وتلون كمان!!!!!
وصل المصعد للطابق الاخير حيث مكتب عاصم …. ساروا في الرواق المؤدي الي مكتبه حتي وصلوا الي مكتب السكرتيره….
عدي : سلمي عاصم بيه فاضي ولا عنده حد؟؟؟؟
تطلعت سلمي الي عدي ونظرت باهتمام للجميله التي بصحبته ….
لا يا عدي معندوش حد … تحب ابلغه بحاجه!!!!
اوماً عدي موافقا: اه بلغيه ان مدام سوار الناجي موجوده وعاوزه تقابله…
سلمي: بس مفيش معاد عندي باسم المدام وانت عارف تعليمات عاصم بيه و…. قاطعها عدي في نفاذ صبر: سلمي … انا عاوف انا بقول ايه … ويا ستي لو اتعصب عليكي او عمل مشكله انا اللي هكون مسؤل قدامه … انجزي بس وادخلي بلغيه…..
نفذت سلمي كلامه ورفعت سماعه الهاتف الداخلي بينها وبين عاصم لتبلغه عن من تود مقابلته…..
عاصم بيه .. عدي هنا ومعاه واحده اسمها سوار الناجي طالبه مقابله حضرتك وهي مش واخده معاد!!!!
بتقولي مين !!! سوار الناجي باره … دخليها بسرعه طبعا واسمعي اي وقت تيجي فيه تدخل علي طول سواء بمعاد او مت غير … فاهمه دخليها علي طول …وااه من غير عدي!!!!
اغلق الخط معها وهو لا يصدق وجودها هنا!!! في مكتبه !!! اعتدل في جلسته وهندم ملابسه ورابطه عنقه منتظرا دلوفها اليه…
سلمي : عاصم بيه مستني حضرتك … بس انت لا يا عدي…
ابتسم عدي بخفه علي منعه من الدخول … شكرته سوار علي مساعدته لها بامتنان وتحركت الي مكتب عاصم….
اخذت نفس عميق وزفرته علي مهل وقامت بالطرق علي باب مكتبه …
فتحت الباب ورفعت نظرها تنظر نحوه…. وجدته جالس علي مكتبه في شموخ وهيبه كالاسد في عرينه مما اصابها بالتوتر…
تقدمت للداخل ونظراته مثبته عليها … نظرات قويه ثابته وترترتها واربكتها بدرجه كبيره… رسمت ابتسامه هادئه علي ثغرها حاولت ان تداري بها توترها …..
صباح الخير … اسفه ان جيت من غير معاد…
عاصم…. طرقتها الرقيقه علي باب مكتبه نبهت حواسه … رائحه عطرها القويه سبقتها … اصبح يميزها عن اي رائحه اخري استنشق عبيرها بانتشاء… نبض قلبه بقوه ما ان وقعت عيناه عليها … لم يرمش له جفن وهو يتابع تقدمها وهي تتهادي في خطواتها الرشيقه متقدمه نحوه في قوه وخيلاء يليق بها… ممتعاً نظره بقدها الرشيق المتناسق الذي يبرزه تناسق ملابسها … حيث كانت ترتدي فستان اسود ضيق يصل الي ركبتيها ويعلوه جاكيت جلد قصير لونه العسلي الغامق وتحيط خصرها بحزام جليدي نفس لون الجاكيت وترتدي حذاء جليدي ذو رقبه عاليه يصل الي ركبتيها من نفس لون الجاكيت والحزام … واطلقت شعرها حراً بلا قيود واضعه نظارتها الشمسيه السوداء فوق راسها وتضع قليل من مساحيق التجميل مع ملمع شفاه بالون العسلي الفاتح اعطاها مظهر جذاب…
وقفت امام مكتبه واستمع الي صوتها الرنان وهي تحييه….
استعاد رباطه جائشه وسيطر علي ثوران مشاعره الغير مبرر في حضورها ….وحمحم يجلي حنجرته ورد مرحبا بها وهو يقوم من مقعده دار حول مكتبه حتي وقف امامها وصافحها بترحاب…..
اهلا سوار هانم … نورتي المكتب والشركه كلها …
قالها وهو يقودها الي الكرسي الواقع امام مكتبه وعاد يجلس علي مكتبه مزه اخري….
تحبي تشربي ايه؟؟؟ …لا ميرسي مش عاوزه حاجه….
لا ازاي … دي حتي اول مره تشرفييني فيها… تناول هاتفه وطلب عصير لها وقهوه له….
يا تري فكرتي في العرض الي عرضته عليكي؟؟؟
ايوه فكرت… وعلشان كده انا جيت انهارده…..
تمام.. ويا تري ايه هو ردك؟؟؟ سال وهو يترقب اجابتها متوجساً من رفضها ولكنها خالفت ظنونه عندما وافقت….
اااناااا انا موافقه اشتغل مع حضرتك… قالتها بارتباك وهي تتهرب من نظراته القويه نحوها…
ابتسامه منتصره ارتسمت علي ثغره وقال بنبره ذات مغذي ….
مبروك عليكي انضمامك لعيله ابو هيبه!!!!
لم تفهم المغذي المخفي وراء جملته ولكنها رجحت انه يصف شركته بالعائله وهي بقبول العمل معه اصبحت فرد من هذه العائله.
الله يبارك في حضرتك…. هو انا ممكن ابتدي شغل من امتي…
قاطعهم دخول عامل البوفيه حاملا القهوه والعصير اليهم فانتظروا خروجه ليكملوا حديثهم!!!!
تقدري تبداي من انهارده لو حبيتي … بس الاول محتاجين منك شويه اوراق … يعني شهاده التخرج والميلاد كده يعني …. وبعدين يكون المحامي جهز عقدك علشان تمضيه …. وانا هكلمه يجهز كل حاجه بكره وكمان هبلغ مدير الحسابات علشان يكون متفرغ لك علشان يدربك زي ما قلت لك…وبخصوص المرتب هيكون من اول ما تبداي الشغل يعني بعد فتره التدريب لما تخلص….في حاجه تانيه حابه تسالي عليها !!!!
لا خالص حضرتك وضحت كل حاجه … بس يعني هو في طلب صغير من حضرتك ويا ريت ما تفهمنيش غلط…..
تنبهت حواسه لطلبها الذي استشعر غرابته من قبل ان تطلبه!!!!
لو اقدر انفذه مش هتاخر …. قالها بجديه وحسم….
اناااا يعني حابه ان الناس هنا في الشركه ميعرفوش ان في صله قرابه او معرفه عائليه بينا حتي ولو من بعيد… مش علشان حاجه بس علشان مش عاوزه حد يعاملني معامله خاصه علشان اقرب لصاحب الشركه …وفي نفس الوقت مش عاوزه اتسبب لك في اي احراج لو فشلت في حاجه….
تنهدت براحه وصمتت منتظره رده عليها بتوجس من عدم قبوله!!’
طالعها بنظرات مليئه بالاعجاب بقوتها ورغبتها في تحقيق ذاتها بنفسها دون الاعتماد علي الغير….. لم يستطع منع ابتسامته المعجبه بها من الظهور علي محياه قائلا: انا فاهم انت تقصدي ايه ومحترم تفكيرك جداً ومعنديش اي مانع خالص ان حد يعرف معرفتنا بعض … بس لازم تعرفي وتتاكدي اني موجود وفي ظهرك في اي وقت ومش هسمح لاي حد يمسك بكلمه او بفعل طول ما انا موجود… قال ذلك وهو ناظراً داخل عينيها لكي يوصل اليها مغذي كلامه… انها اصبحت منذ تلك اللحظه تخصه … تخصه هو فقط!!!
يتبع ......
الفصل التاسع
نبض قلبي لاجلك
لولا نور
قبل القراءة 👇👇
لو مفيش تفاعل وملصقات مش هنكمل
لايك و 15 ملصق وتعليق علشان نكمل نشر الروايات والقصص
.......
مضي ثلاثه اشهر… تم الانتقال خلالها الي فرع الشركه الجديد وتم تعيين سوار بعد ان اتمت تدريبها واثبتت كفائتها واستطاعت ان تنال ثقه واعجاب مدير الحسابات التي تعينت تحت ادارته والذي اشاد بذكائها وسرعه فهمها لامور العمل وانجازها علي اكمل وجه….
اما عن علاقتها مع عاصم فكانت عاديه للغايه لم تتعدي كونها علاقه موظفه بصاحب الشركه التي تعمل بها…فقد انشغل عاصم كثيراً بامور الانتقال للفرع الجديد ومشاكل العمل الي جانب سفره الدائم الي الصعيد بسبب مرض والده المفاجيء الا انه لم يكن بالشيء الخطير ولكنه حرص علي التواجد هناك باستمرار للاطمئنان عاي صحته..والاحتفال بالحفيده الجديده لسليم ابوهيبه حيث انجبت سهام زوجه علي شقيقه بنتاً اطلقوا عليها اسم دهب مثل جدتها الحاجه دهب!!!
بالاضافه الي سفره خارج البلاد في رحله عمل لعقد العديد من الصفقات الناجحه….
……..
اما ايمن طليق سوار فزوجته نهي اصبحت في الشهر الاخير من الحمل ..وعلاقته معها استقرت بشكل كبير فزوجته تحبه وتحرص علي سعادته الا انه لم يستطع نسيان سوار ولا يخرجها من قلبه … وتحسنت علاقته باولاده خصوصا “سيلا” ..حتي انه اصبح يلتقي بهم في نهايه كل اسبوع ويقضي اليوم برفقتهم الا ان آسر ظل علي جفاؤه معه …..
في مقر الشركه الجديد….
وصل عاصم الي مقر شركته بعد عودته من السفر مباشراً من المطار الي عمله برفقه عدي … استقبله العاملين بالابتسامه والترحاب فرحين بعودته … استقل المصعد قاصداً مكتبه في الدور الاخير من المبني والذي يتكون من مكتبه ومكتب السكرتاريه الخاص به ومكتب عدي وقاعه الاجتماعات فقط…
استقبلته سلمي السكرتيره مرحبه بعودته وهي تسير خلفه الي داخل مكتبه….
حمد الله ع السلامه يا عاصم بيه….
الله يسلمك يا سلمي … كل حاجه تمام … قالها وهو يتوجه للجلوس خلف مكتبه…
كله تمام زي ما حضرتك آمرت … الاجتماع هيكون بعد ساعه انا بلغت كل المديرين والاداره الماليه كلها هتحضر حسب اوامر سعادتك… والفايل ده في تقرير شامل عن سير العمل في اخر ثلاث شهور….
تمام تقدري تتفضلي…بعد خروج سلمي فتح شاشه حاسوبه الخاص وفتحه ليراقب كل مكاتب واقسام الشركه من خلال الكاميرات الموزعه في المكاتب…..
انتشر خبر وصول عاصم من السفر في ارجاء الشركه كلها حتي وصل الي مسامع سوار وعلمت عن الاجتماع المفاجيء الذي سوف يعقده بعد ساعه ….
كانت تجلس علي مكتبها ومعها في نفس الغرفه ثلات موظفين اخرين غيرها وهم : احمد ونور ويونس …. ” احمد ونور” تجمعهم علاقه حب من ايام الجامعه وعملوا معاً بعد تخرجهم في شركه عاصم وتمت خطبتهم منذ سنه وهم في السابع والعشرين ..
اما يونس فهو اكبر منهم في الثلاثين من عمره … اعزب .وهو اقدم منهم في العمل … نشات بين ثلاثتهم وبين سوار علاقه زماله جميله يسودها الود والاحترام … فقد ساعدوا سوار كثيرا في بدايتها ولم يبخلوا عليها باي شيء خاص بالعمل وخصوصاً يونس بحكم انه الاقدم والاكثر خبره…..
دلف الي مكتبهم مدير الحسابات ورئيسهم المباشر الاستاذ عبد العزيز : يا شباب .. طبعا عرفتوا ان عاصم بيه وصل وعامل اجتماع لكل المديرين كمان ساعه وكمان الاداره الماليه كلها يعني كلكم كده معايا في الاجتماع….
يونس: تمام يا ربس …. احمد : ايوه يا فندم بس انا ونور مش هنقدر نحضر.. احنا عندنا اجتماع باره الشركه مع مدير البنك ..
عبد العزيز : تمام كده يبقي يونس وسوار معايا…وانت يا سوار جهزي نفسك علشان هتعرضي الدراسه الي عملتيها عن الارباح المتوقعه للشركه في الخمس سنين الجايين وتقدميها قدام مجلس الاداره…. عاوزك ترفعي راسي….
ان شاء الله يا فندم ولو اني خايفه دي اول مره احضر فيها اجتماع مجلس الاداره وكمان اقدم الدراسه قدامهم كلهم … قالتها وهي تشعر بقلق وتوتر شديد…
انا واثق فيكي … قالها مديرها بثقه فيها وفي قدرتها العمليه….
بعد ساعه… كان الجميع يجلسون في غرفه الاجتماعات حول الطاوله المستديره منتظرين وصول رئيسهم ….. دلف عاصم الي غرفه الاجتماعات بخطوات واثقه شملهم جميعا بنظره سريعه ولكن كان يبحث عنها بين الحضور … ولكنه كعادته علم بوجودها من رائحه عطرها القويه المنتشره بقوه…. القي عليها نظره خاطفه حتي لا يلحظه احد!!!!
تراس طاوله الاجتماعات واشار لهم بالجلوس ولكنه شعر بالانزعاج عندما وجدها تجلس ببن مديرها وبين شاب اخر علي الاغلب معها في نفس القسم…
بدا الاجتماع واستمر لوقت طويل في مناقشات ومباحثات حول خطط سير العمل المستقبليه … حتي جاء دور عرض الدراسه التي اعدتها سوار …
عبد العزيز: ودلوقتي يا عاصم بيه هنشرح الدراسه المتوقعه لارباح الشركه في الخمس سنين اللي جايين والي هتقدمها لحضرتك مدام سوار….
اتفضلي يا مدام سوار … قالها بعمليه شديده..
قامت من مكانها واتجهت نحو شاشه العرض الكبيره الموجوده في اخر القاعه … احست بتوتر شديد من نظراتهم المسلطه عليها وخافت ان تفشل في اول تجربه لها … ولكنها نقضت عنها تلك المشاعر السلبيه ووجهت كل تركيزها نحو هدف واحد وهو نجاحها وكسب ثقتهم….
مشاعر كثيره اختلطت عليه عندما راها …. حاول ان يخفيها ونجح في ذلك اثناء انشغاله في الاجتماع …. ولكنها عادت لتظهر مره اخري عندما تحركت امامه ….
الاشتياق !!! هو الشعور الطاغي عليه … لقد اشتاقها كثيراً اشتاق لكل شيء فيها …. هناك قوه خفيه تجذبه اليها كالمغناطيس … ترك عينيه تتمتع بملامحها التي افتقدها بشده …
مرر نظراته عليها من اعلي الي اسفل يحفظها داخله ….
ولكن فجاه!!! تحولت نظراته للشراسه وشعر نيران حارقه تندلع في صدره عندما راي ما ترتديه… ما هذا الذي ترتديه ؟؟؟ هل جنت؟؟؟ هل ترتدي هذه الثياب وتذهب وتاتي والرجال يشاهدون جسدها ويشتهوه؟؟؟؟
لا والله لم يكن عاصم ابو هيبه لو جعلها ترتديها مره اخري!!!
فلو ارادت ان ترتديها .. ترتديها له وحده وهو سيكون اكثر من سعيد بهذا الامر!!!!
فقد كانت ترتدي فستان لونه مزيج بين الاسود والازرق الغامق ضيق يصل الي ركبتيها وترتدي فوقه جاكيت قصير من اللون الاسود يصل الي قبل خصرها بالاضافه الي جوراب اسود شفاف يلف رجليها في اغراء شديد وحذاء جلدي اسود ذو كعب عالي يطرق الارض طرقاً اثناء سيرها تجعل رؤوس الرجال تلتف حولها ….
قامت سوار بتوصيل حاسبها المحمول بشاشه العرض واستعدت للبدء في الشرح …
وقبل ان تبدا قاطعها عاصم قائلا بحده: مدام سوار تقدري حضرتك تشرحي اللي انت عاوزاه وانت قاعده مكانك …
نظر له كل من في القاعه متفاجئين منه … ولكنه لم يعيرهم اي انتباه.. فقط نظراته مصوبه فوقها في حنق….
قالت باندهاش: افندم!!!!
اللي سمعتيه.. تقدري تشرحي اللي انت عاوزاه وانت قاعده مكانك … ايه اللي في كلامي مش مفهوم!!!
توترت الاجواء في غرفه الاجتماعات …ونظر الجميع لبعضهم البعض باستغراب من موقف رئيسهم الا انهم اعتادوا علي عصبيته الدائمه من دون سبب لذلك لم يعلقوا علي ذلك الطلب الغريب!!!
اما سوار فقد انزعجت من طريقته الفظه وعصبيته الغير مبرره كما شعرت بالاحراج الشديد من نظرات الجميع لها… وكادت ان ترد عليه وتعنفه علي اسلوبه الغليظ … الا انها اثرت الصمت والتعامل بمهنيه مع الموقف .. فهو صاحب الشركه التي تعمل بها وعليها احترامه وتنفيذ اوامره!!!
لذلك توجهت الي المقعد القريب من الشاشه وجلست عليه وبدات تعمل وتقدم الدراسه التي وضعتها لميزانيه الشركه وسرعان ما اندمجت في الشرح بطريقه مهنيه وعمليه رائعه .. استطاعت ان تنال اعجاب كل الحاضرين وعلي راسهم هو !!!
فلم يستطع ان يخفي نظراته المعجبه بها وبثقتها في نفسها وبقدرتها السريعه علي التعلم وانجاز الاعمال علي اكمل وجهه….
تنهدت بارتياح وشعرت بالثقه في نفسها ما ان رات نظرات الاعجاب بها في عيون الجميع …
تحدث بجديه موجها ًحديثه للجميع : انا شايف ان الدراسه الي قدمتها مدام سوار مناسبه لوضعنا بشكل كبير وعلشان كده عاوز كل اقسام الشركه تشتغل علي تنفيذها في اسرع وقت …
طبعاً احنا المفروض كنا نعمل حفل افتتاح المقر الجديد بس الظروف مسمحتش .. فانا قررت اعمل حفله صغيره عندي في البيت اخر الاسبوع… وطبعا ً الكل معزوم ومفيش اعتذرات ولا هقبل باي اعذار…. اظن واضح !!!
قالها وهو ينظر لها في تحدي من ان تعارض كلامه وتعتذر عن الحضور!!!
انتهي الاجتماع وبدا الجميع في الانصراف… اقترب يونس منها:
خلاص خلصتي علشان ننزل المكتب… اه خلاص يالله بينا…
تحركوا معاً خارج قاعه الاجتماعات وقبل ان تصل الي الباب اسمتعوا الي صوته الجهوري ذو النبره الحاده استوقفهم!!
مدام سوار .. استني !!! وانت تقدر تروح علي مكتب يااااا اسمك ايه!!!!
يونس .. يونس عبدالله يا فندم …
يونس!!! ردد اسمه وهو يطالعه بنظرات مبهمه متفحصاً اياه جيداً… تقدر تتفضل علي مكتبك يا يونس !!! تمام عن اذن حضرتك
انصرف يونس وتركهم خلفه وحرب النظارات دائره بينهم … سوار الغاضبه … وعاصم البركان الذي علي وشك الانفجار دون معرفه والسبب ؟؟؟ ولكن هناك شيء خفي في نظرات عاصم تجاه سوار ولا بد ان يعرفه !!!!
تحت امرك مستر عاصم … قالتها وهي تقف عاقده ذراعيها فوق صدرها منتظره انتهاء صمته الغريب!!!
لا يعرف لما طلب منها الانتظار !!! ولكن عندما راها تتحدث بأريحيه مع يونس احس ينيران حارقه تكوي داخله .. لذا طلب منها الانتظار…
اناااا .. اناااا.. اااه كنت عاوز اهنيكي علي اجتهادك في شغلك بجد انا فخور بيكي … قالها بصدق.
متشكره و يا رب اكون عند حسن ظن حضرتك..
ان شاء الله … صمت لثواني ثم قال ..ما تتاخريش يوم الحفله … قالها مؤكداً علي حضورها…
هحاول !!! ردت باقتضاب.
اقترب منها حتي وقف امامها مباشراً واضعا ً يديه داخل جيوب سرواله وارتسمت ابتسامه واثقه علي شفتيه قائلاً: اسمها هاجي !!! مش هحاول..وبعدين انا قلت مش هقبل اعذار…هااا
ارتبكت واهتزت نظراتها من قربه الشديد … اول مره يقترب منها بهذا الشكل … اول مره تري ملامحه عن قرب… انه وسيم .. وسيم جداً وخطير جداً جداً.. جالت بنظراتها فوق ملامحه الوسيمه الخشنه … عينيه السوداء العميقه …. شاربه ولحيته شديدي السواد ولكنها لاحظت وجود بعض الشعيرات البيضاء منتشره في لحيتهاعطته مظهر جذاب….
فاقت من شرودها علي صوت طرقعه اصابعه امام وجهها… هااا اتفقنا … علي ايه!!! سالت بعدم فهم …
علي انك هتيجي الحفله… استجمعت تركيزها سريعاً : ان شاء الله عن اذن حضرتك ورايا شغل كتير… انهت حديثها وهي تتحرك بخطوات سريعه هاربه منه ومن نظراته المربكه!!!!
ظل يتابع انصرافها راسماً ابتسامه متفائله علي شفتيه ممنياً نفسه بان اولي خطواته نحو قلبها اصبحت قريبه وقريبه جدا….
انقضي الاسبوع سريعاً …حاولت سوار ان تتجنب عاصم قدر استطاعتها وحرصت علي الا تلتقي به ومن حسن حظها انه يرسل في طلبها … مما جعلها تعيد ترتيب افكارها وتسيطر علي تشويش عقلها الذي سببه لها عاصم … وقد حسمت امرها وقررت عدم الذهاب لحفله الشركه والاعتذار منه بعد الحفل!!!
علي العكس كان عاصم يتابع اخبارها ويراقب تحركاتها داخل الشركه من خلال كاميرات المراقبه الواصله بحاسوبه الشخصي …
وعندما شعر برغبتها في تجنبه وعدم احتكاكها المباشر معه ، تركها تفعل ما تريد حتي يري ما تريد الوصول اليه !!! الا انه سيتدخل في الوقت المناسب لحسم الامر لصالحه…
…….
قبل الحفل بيوم….
في منزل عائله الناجي…
يجلس هشام الناجي مع اسرته في جو عائلي جميل…
هشام: انتي ليه مقولتيش يا سوار علي حفله الشركه بتاعتك …
سوار: وانت عرفت منين!!!
هشام: اصل عاصم جالي الشركه انهارده علشان يعزمني علي الحفله واستغرب لما لقاني معرفش رغم انه مآكد عليكي تبلغيني دعوته!!!
كاااذب .. ماااكر.. يريد ان يضعها امام الامر الواقع ويدعو شقيقها ايضاً حتي لا تجد سبب للاعتذار !!!
معلش نسيت خالص وكويس برضه ان هو بنفسه بلغك!!! وانت هتعمل ايه هتروح… سالت بتوتر!!
للاسف مش هقدر انا اعتذرت له عندي مواعيد بكره باليل..
تنهدت براحه لاعتذار شقيقها وبالتالي اعتذارها هي الاخري…. ولكن ذهبت الراحه ادراج الرياح عندما اضاف.. بس انا اكدت عليه انك هتروحي وجودي او عدمه مش هيفرق … انت موظفه في شركته وطبيعي تحضري الحفله…
ردت باحباط: بس انا ماليش في جو الحفلات ده!!!
معلش لازم تتعودي علي كده انت بتشتغلي في شركه سياحيه كبيره وليها نظامها والحفلات دي بتبقي شيء عادي يبقي لازم تتعودي عليه … وبعدين هبقي لا انا ولا انتي روحنا ما ينفعش علشان خاطر عاصم علي الاقل.. حد مننا لازم يكون موجود…
ماشي هروح… قالتها بغيظ شديد من اجبارها علي الذهاب وانتصار عاصم عليها فهي متاكده انه اتصل يدعو شقيقها لارغامها علي حضور حفلته….
………
يوم الحفل……
وقف عاصم وعدي في حديقه منزله لاستقبال المدعوين من العاملين بشركاته…
وتالق عاصم كعادته بحله باللون الازرق الغامق وتحتها قميص من اللون الابيض ورابطه عنق من نفس لون البدله وصفف خصلاته السوداء الكثيفه بطريقه رجوليه جذابه بلاضافه الي عطره الرجولي الثقيل المثير…
وصل احمد ونور ويونس معاً الي الحفل …صافحهم عاصم برسميه ولكنه ظل يتابع يونس بنظرات متفحصه .. هو لا يرتاح له ولا لنظراته نحو سوار وقد لاحظ محاولاته للتقرب منها…
عاصم : عدي… شايف الواد اللي لسه مسلم علينا دلوقت ..
مين فيهم اللي ماشي جنب البنت ولا التاني؟؟ قالها عدي وهو ينقل نظراته ببن احمد ويونس
التاني اللي لوحده…عاوزك تجيب لي كل المعلومات عنه من يوم ما اتولد لحد النهارده…
ماشي !! بس هو عمل حاجه ضايقتك…سال عدي مستفهماً
اعمل الي بقولك عليه من غير كلام كتيير …ثم تابع استقباله للمدعوين وعينه تراقب البوابه كل دقيقه منتظراً وصولها….
كان يقف في منتصف الحديقه مع بعض الحضور يتحدثون و يتناقشون بخصوص العمل …
رفع نظراته فجاه …وجدها تدخل من بوابه الحديقه علي استحياء تمشي بخطوات بطيئه تتلفت حولها علها تجد من تعرفه… وكعادتها سحرته بطلتها الجميله … لما عليها ان تكون بهذا الجمال والدلال؟؟ هل الكل يراها مثلما يراها هو ؟؟ هل يريدوها مثلما يريدها؟؟ اشتعلت عيناه من مجرد تخيل فكره اعجاب الرجال بها او النظر لجسدها واشتهائه!!! سيقلع عين كل من ينظر لها !!! ولكنها لا تساعده ابدا !! كيف تساعده وهي تتفنن في قتله في كل مره تقع عيناه عليها؟؟؟
ماذا تربد منه ؟؟ لماذا تستحوذ علي اهتمامه وتفكيره بهذه الدرجه؟؟لماذا تثير بداخله مشاعر بدائيه لاول مره يشعر بها؟؟؟ يجب ان يحصل علي اجابه لاسئلته ولكن كل الاجابات تتلخص في كلمه واحده”سوااارر”!!!
علي الرغم من احتشام ملابسها الا انها جميله ومثيره بطريقه مرهقه لاعصابه!!!
كانت ترتدي فستان اسود طويل ذو اكمام طويله مزين بخطوط طويله من الفصوص اللامعه محدد بشريط اسود من عند الخصر مما اظهر جمال وتناسق جسدها الرشيق واطلقت شعرها منسدلا في تسريحه بسيطه مع لمسه ناعمه من مساحيق التجميل المناسبه اعتطها مظهر انثوي جذاب…
لمحته يقف وسط مجموعه من الرجال …يقف بهيبه وشموخ يليق به له طله مميزه وحضور قوي … انه وسيم وسيم كالعاده!!! راته يتظر لها بطريقه غريبه… نظرات اول مره تراها في عيناه … نظرات اربكتها ووترتها ..
تحركت بخطوات حثيثه متجهه نحوه … اعتذر بلباقه من مرافقيه عندما اقتربت من مكان وقوفه… صافحها مرحباً وعلي وجهه ابتسامه جذابه مشاكسه: كنت متاكد انك هتسمعي الكلام وتيجي…
نورتيني ونورتي بيتي المتواضع…
رفعت حاجبها مجيبه اياه بغرور : انا ماكنتش جايه اصلاً …بس اعتذار هشام هو اللي اجبرني اني اجي … قالتها بصدق…
مش مهم السبب … المهم انك جيتي ..ده لوحده كفايه عندي..
قالها بصدق وهو يطالعها بنظرات شغوفه…
توترت من نظراته وقالت بنبرم مرتبكه وهي تحيد بنظارتها عنه .. عن اذنك انا هروح اقعد مع زمايلي…
مشت من جانبه واتجهت حيث يقف احمد ونور …
نور: ايه يا سو الحلاوه والشياكه دي كلها … ميرسي يا نور انتي الاحلي ولا ايه رايك يا احمد…
اقترب احمد بحب من خطيبته : طبعاً وانا اقدر اقول غير كده دي نور طول عمرها قمر… قاطع حديثهم انضمام يونس اليهم….
يونس مبهوراً بجمال سوار : زي القمر يا سو كالعاده ..انت كده هتختاليني مقدرش ابعد عنك خالص..قال وهو لا يزال يحتفظ ببدها بين يده….
نععععم!!! قالتها سوار وهي تسحب كف يدها من يده مستنكره حديثه!!! احممم.. قصدي يعني علشان محدش يضايقك … مالك قفشتي كده ليه بهزر معاكي…حاول اضفاء المرح علي حديثه ملطفاً الجواء بعد استنكارها لحديثه…
ابتسمت باقتضاب واستدارت تتحدث مع نور وتتابع اجواء الحفل من حولها … وعاصم يتابعها بنظراته من حين لاخر …
ارتفعت اصوات الموسيقي معلنة عن رقصه للثنائيات…
احمد: تعالي يا نور نرقص .. ثم وجه حديثه ليونس وسوار.. وانتوا كمان قوموا ارقصوا معانا..
قام يونس مرحبا بالفكره: وليه لا يالله يا سو نرقص… اعتذرت سوار بحرج.. لا معلش مش عاوزه …
نور: تعالي بقي والنبي دي فرصه نخرج من جو الشغل ونفرفش شويه … احمد : اايوه يا سو تعالي هو احنا كل يوم بنحضر حفله زي دي…يونس مشجعاً بعد احباطه من رفضها…قومي يا سو ده الناس كلها بترقص جت علينا يعني ….
وافقت علي مضدد بعد الحاحهم عليها … هي لا تريد الرقص خاصه مع يونس والذي ارتابت من نظراته نحوها..
اما عاصم فكان يريد ان يطلبها للرقص ولكن تراجع حتي لا يضعها في موقف محرج ولكن عندما لمحها تتوجه نحو ساحه الرقص مع يونس… اشتعلت النيران بصدره وبدون تفكير تحرك صوبها بخطوات واسعه تدب الارض من قوتها وملامحه لا تبشر بخير!!!
تحركت سوار نحو مكان الرقص يتبعها يونس … وقبل ان تمتد يد يونس لتلمسها …
كانت يد اقوي واعنف تلتف حول خصرها وتسحبها نحو حلبه الرقص في حركه سريعه مباغته!!!! شهقت سوار مجفله من فعلته الغير متوقعه!!
كاد يونس ان يعترض.. فاسرع عاصم يقول جاززاً علي اسنانه وينظر له يغل: معلش اصل سوار مش بترقص مع حد غريب!!!
ثم جذب سوار ورقص بها تاركاً خلفه يونس يشتعل بنيران حقده ..ماشي يا عاصم … يا انا يا انت.. قالها متوعداً نظراً نحوهم بغل..
وجد يد تحيط كتفه وتتحرك به بعيداً عن مكان عاصم وسوار…
عدي : تعالي يا يونس اشرب لك حاجه تروق دمك…. متشكر مش عاوز… يا راجل اشرب بدل ما انت بتطلع نار من ودانك كده…قالها وهو يعطيه كاس من العصير…
اجفلت سوار منه ومن جراته… قالت منفعله: انت ايه اللي انت عملته ده … ازاي تشدني وترقص معايا كده وبعدين انا كنت هرقص مع يونس!!! وبعدين ايه مش بترقص مع حد غريب دي ازاي تقول كده!!!
هو انا قلت حاجه غلط… هو مش برضه غريب عنك ؟؟
ويعني انت اللي قريب!!!
اه طبعاً قريب وقريب اوي ومن زمان كمان… هو مش والدك الله يرحمه صاحب ابويا من زمان ومتربي معاه وفي حكم الاخوات… ابقي قريب ولا لاء… يعني احنا نيقي ولاد عم!!وبعدين انت ناسيه اننا ناس صعايده ومعندناش حريم يترقصوا مع رجاله غريبه عنيهم ده تطير فيها رجاب … قالها بلهجته الصعيديه التي يجيدها جيدا يمازحها لتخفيف التوتر ببنهم…
ابتسمت رغماً عنها علي طريقه كلامه.. تعرف ان دي اول مره اسمعك بتتكلم صعيدي…
وانتي ضحكتك حلوه اوووي…
عضت علي شفتها خجلاً وقالت برقه شديده: ميرسي
ممكن اسالك سؤال بس تجاوبيني بصراحه…ردت بجد..اسال
انتي في حاجه ببنك وبين يونس؟؟؟ يعني اصله بتعامل معاكي بطريقه غريبه شويه !!!
لا مفيش بينا حاجه … يونس واحمد زي اخواتي بالظبط …
ابتسم براحه.. تمام ..بس خالي بالك منه !!!
تقصد ايه …هو ممكن يعني يعمل حاجه تضايقني او… قاطعها بحزم: ولا هو ولا عشره زيه يقدر يمس شعره منك طول ما انا موجود… انا قالتهالك قبل كده وهقولها تاني … انا موجود وفي ظهرك ومش هسمح لاي حد يمسك بكلمه او بفعل طول ما فيا نفس… قالها وهو ينظر في عمق عينيها العسليه بعيناه السوداء وكانه يحفر كلامه داخل راسها….
انتهت الرقصه فاضطر مرغماً ان يبتعد عنها ولكن لم يبتعد ظل قريباً منها بدرجه كبيره….
اناااا لازم امشي الوقت اتاخر.. عن ادنك.
استني !!!انت هتروحي لوحدك !!! انا هوصلك.
لا مفيش داعي… انا هتصل بسواق هشام هو اللي وصلني وهو الي هيروحني.
مش عاوز اعتراض… انا قلت هوصلك يعني هوصلك.. اتفضلي
قالها وهو يشير بيده للامام لكي تتقدمه…
ساروا معاً للخارج حيث سيارته المصفوفه ..فتح لها باب السياره في حركه نبيله منه .. ابتسمت وشكرته وهي تدلف داخل السياره
قاطعه عدي منادياً عليه قيل ان يتحرك بسيارته…
علي فين يا عاصم ….. هوصل سوار وارجع علي طول
اممم الله يسهله يا عمنا.. طاب مش عاوزني معاك …قال غامزاً يعينه البسري مشاكساً اياه….
لا يا خفيف شاكر افضالك … قفل انت الحفله علي كده وانا هوصلها ومش هتاخر ..سلام .
انطلق بسيارته مسرعاً قاصداً منزلها…
كان طوال الطريق يقود علي سرعه بطيئه للغايه .. لا يريد للطريق ان ينتهي .. يرغب في الجلوس معها اطول وقت ممكن!!
احممم هو حضرتك يعني ممكن تسرع شويه انت ماشي ببطء اوي
اناااااا فين ده … وبعدين انت زهقتي مني بالسرعه دي!!!
مش قصدي حضرتك ..بس يعني علشان متاخرش علي الولاد..
ايه حضرتك حضرتك دي …بتحسسني اننا في الشركه …
ما هو مش هينفع اقول غير كده حضرتك مديري …
هو مش واحنا بنرقص قلت لك اننا ولاد عم… في واحده تقول لابن عمها حضرتك !!! وعلشان اسهلهالك واحنا في الشركه قولي حضرتك زي ما انت عاوزه وانا هقولك مدام سوار لكن واحنا باره الشركه هيبقي عاصم وسوار وبس.. قال جملته الاخيره وهو ينظر لها بابتسامه وحب..
اضطربت وتوترت من كلامه ونظراته … هناك شيء غريب يحدث لها … عاصم بجذبها نحو شيء مجهول تشعر معه بمشاعر جديده عليها ولكنها لذيذه تغزو شيئاً عميقاً داخلها ..
انتبهت عندما توقف بسيارته امام منزلها..استدارت بجسدها نحوه تشكره : متشكره اوي تعبتك معايا…..مفيش تعب ولا حاجه وبعدين انا حابب كده.
ابتسمت بخجل : ميرسي مره تانيه .. تصبح علي خير … همت ان تفتح الباب لتنزل من السياره … فجذب يدها مانعها من النزول…
نظرت ليده التي تتمسك بيدها ثم رفعت نظرها اليه….
استني.. مش لما اقولك وانت من اهله الاول… قالها وهو يرفع يدها الي فمه طابعاً قبله رقيقه فوقها وينظر في عينيها قائلاً: وانت من اهل الخير…
رعشه عنيفه اصابه جسدها عندما لامست شفتاه كف يدها … سحبت يدها منه سريعاً وانطلقت تركد الي مدخل منزلها دون ان تلتفت اليه…
ظل يتابعها حتي اختفت داخل منزلها … تحرك قاصداً منزله وارتسمت علي ثغره ابتسامه رضا وسعاده ….
اخذ جسدها بالارتجاف وقلبها يهدر بعنف داخل صدرها … دخلت المنزل واغلقت الباب ووقفت تستند عليه بظهرها واضعه يدها علي قلبها تهديء من ضرباته القويه…
في ايه يا سوار اهدي مش كده !!! هو علشان وصلك وباس ايدك خلاص يبقي معجب بيكي ولا بيحبك!!!
ابتسمت وهي تسترجع ما حدث معها اليوم من تصرفاته وكلامه ونظراته واااه من نظراته ومن عيناه التي تطالعها بشغف غريب ليس له مثيل…وهي تشعر بانجذابها الشديد نحوه …تريد ان تترك نفسها لتلك المشاعر التي تداهما فجاه في حضوره ولكنها تخشي من ان تستسلم له فيخذلها كما خذلت من قبل …..
يتبع…
الفصل العاشر والحادي عشر
نبض قلبي لاجلك
.قبل القراءة لايك و 15 ملصق وتعليق علشان نكمل نشر الروايه ♥️
لولا نور
في الشركه….
يجلس عاصم علي مكتبه يدرس بعض المشاريع المطروحه امامه بحماس شديد … فمنذ لقائهم الاخير وهو يعيش حاله من التفائل والحماس وانعكست عليه في كل شيء حوله…
يراقبها كل حين واخر عبر الكاميرا .. تاره تعمل .. تاره تضحك وتاره تثرثر مع نور…طرقات علي باب مكتبه منعته من مراقبتها!!
اعقبها دلوف عدي اليه….
تعالي يا عدي…..
اتفضل يا بوس .. الفايل ده في كل المعلومات الي طلبتها عن اللي اسمه يونس..قالها وهو يمد يده بالملف…
تناوله منه واخذ يقراه باهتمام شديد….
اللي عاوز افهمه انت مهتم اوي بالواد ده ليه …وليه خاليتي اجيب لك تاريخ حياته!!!
عادي واحد شغال في شركتي وعاوز اعرف معلومات عنه مش اكتر!!!
امممم شغال في شركتك !!! طيب .. انا في مكتبي .. سلام
قالها عدي وهو يخرج من مكتبه تاركاً عاصم يقرا ملف يونس بتركيز شديد….
………..
انتصف النهار وسوار لم تتحرك من مكانها ، تعمل علي الحاسوب بسرعه ومهاره.. ما ان انتهت حتي اعتدلت في جلستها تحرك رقبتها يميناً وبساراً تريحها من التشنج الذي اصابها نتيجه عملها لوقت طويل … ياااه اخيرا خلصت .. ايه ده الشغل مش بيخلص ابدا… ده انا حاسه ان رقبتي اتقطمت…
يونس بمغذي: خلاص نبقي نقول لعاصم بيه يخف الشغل عليكي شويه
سوار بصفاء نيه: يا سلام هو في صاحب شغل النهارده هتقوله الشغل كتير ومتعب هيقولك وماله تخف عليك ونقلل الشغل ،ده انت طيب اوي.
قاطع حديثهم رنين هاتف المكتب ..فاجاب عليه احمدوكانت سلمي سكرتيره عاصم تبلغه باحضار احد الملفات الي مكتب عاصم مع سوار تحديداً….
سوار يا ريت تحضري فايل القروض البنكيه الاخير وتطلعيه لمكتب مستر عاصم…
اضطربت ما ان سمعت بطلبه لها… تذكرت ما حدث في اخر لقاء بينهم…ابستامه بسيطه ظهرت رغماً عنها … ولكتها نفضت هذا التفكير عنها واقنعت نفسها انه مهتم بها بحكم الصداقه العائليه بينهم فقط!!! قامت تبحث عن الملف المطلوب الا ان حديث نور المشاكس اثار انتباهها…
ايوه بقي يا سو … عدينا خلاص ومستر عاصم بيطلبك في شغل بالاسم.. انهت كلامها بغمزه من طرف عبنها لمشاكستها!!!!
زوت مابين حاجبيها مستغربه : طاب ودي فيها ايه … ما هو علي طول بيطلب شغل واي حد فاضي بيقوم بيه …ايه الجديد !!!
ايوه بس مش بيطلبه بالاسم … ويعدين بيني وبينك كده انا حاسه انه عينه منك….
تركت ما كانت تبحث عنه بين الملفات واستدارت لنور وعلي وجها تعبير متوتر واندهاش لما تفوهت به … ثم اشارت علي نفسها
وقالت بتعابير مندهشه : عيني مني اناااا!! ايه التخاريف اللي بتقوليها دي!!!
تخاريف ايه يا بنتي بس … اصلك مشوفتيش هو بيبص لك ازاي ولا وانتوا بترقصوا مع بعض … ياااا لهوووووي كنتوا تجننوا هييييييح so romantic .. قالتها نور بحالميه وهي تضع قبضه يدها علي جانب وجهها تستند عليه!!!!!
ارتجف جسدها ما ان استمعت لوصف نور عن رقصتهم معاً … الا انها نهرتها كي تخفي ارتباكها: ايه الجنان اللي بتقوليه ده … اعجاب ايه.. ورقص ايه… انا ما اسمحلكيش !!!
قاطعها يونس بخبث: اهدي بس يا سو ..نور ما تقصدش…هي قصدها يعني انك تاخدي بالك منه … عاصم رجل مش سهل… عاصم لا بتاع حب ولا جواز .. ده كل يوم مع واحده …ده حتي مسمينه الدنجوان!!! وهو تلاقيه بيعمل كده بيرسم عليكي علشان تسلميله وفي الاخر تنضمي لقايمه حريم عاصم ابو هيبه!!!
ويعني ما تفهمنيش غلط علشان انتي مطلقه يعني!!!
قالها وهو يتابع بنظرات خبيثه وقع كلامه عليها…
صفعها يونس بكلامه!! وكانه اعادها للواقع لتفبق من وهم افكارها…تشوش تفكيرها من حديث يونس!!! ولكنها اجلت التفكير فيه وتفرغت للرد عليهم ….
تحدثت بانفعال شديد: حتي لو كلامكم صح .. انا ما اسمحش لحد يتكلم ويقول عليا الكلام ده اويلمح بيه لانه مرفوض !!!
ولو تفتكروا انتوا اللي اصريتوا عليا علشان اقوم ارقص معاكم ..
ولو كنت رقصت مع يونس كنت هتقولواكده برضه ….
ولا علشان هو عاصم بيه صاحب الشركه وانا موظفه عنده كده الموضوع هيبقي اقوي واحلي ويسمع مع الكل ….
انتي تقولي معجب بيكي… والبيه يقول بيرسم عليا علشان انضم لقايمه حريمه!!!
ومش مهم بقي الكلام ده صح ولا غلط … ومش مهم سمعه الناس اللي بتتكلموا عنهم … والكلام يكتر ويتنقل من مكان للتاني واللي هيبقي المتضرر الوحيد في ده كله اناااا… ويا سلام بقي لما الناس تعرف اني مطلقه … بس هي دي قنبله الموسم !! الي يقول بترسم عليه علشان تتجوزه واللي يقول ماشيه علي حل شعرها وغيره وغيره…وكل ده علي حساب سمعتي ….ومش بعيد ده يكون تفكيركم انتوا كمان … وانتوا المفروض عرفتوني كويس!!!
جذبت حقيبتها من علي مكتبها وانطلقت مسرعه تخرج من الشركه كلها…ركبت سيارتها وانطلقت بها تسير بلا هدف محدد وكل ما حدث تعيده بذهنها مرات ومرات حتي انهارت من كتر التفكير !!!
……
استمر في قراه ملف يونس لوقت طويل وقد اتخذ القرار المناسب حياله ولكنه قرر تاجيله لبعض الوقت…
فتح حاسوبه لكي يراها فقد اشتاق لها كثيراً …. فمنذ لقائهم الاخير ورقصتهم معاً وهو يشعر بالاشتياق لها بشكل غريب عليه… يريدها امامه وبين يديه …يريد ان يقترب منها اكثر.. ان يعلم عنها كل شيء …يريد ان يغرق في تفاصيلها …
صمت لثواني يفكر ….ومن دون تحدث الي مديره مكتبه: سلمي … عاوز الفايل بتاع قروض البنوك الاخيره … كلمي اداره الحسابات وخاليهم يبعتوه مع مدام سوار الناجي.. بسرعه!!!
اغلق الخط مبتسماً بمكر لتجاح خطته… القي نظره عليها من خلال كاميرات المراقبه ووجدتها منهكه في عملها …. استمر في مرافبتها حتي شاهد تباين تعابيرها وحديثها مع نور ويونس بشكل منفعل !!!
قطب حاجبيه مفكرا في سبب ما يحدث معها …. ثم تفاجيء بخروجها السريع من مكتبها ….
تابع هرولتها في اروقه الشركه عبر الكاميرات متنقلاً من مكان لاخر حتي وجدها تخرج من باب الشركه …. انتفض ينظر خلفه من زجاج مكتبه الذي يطل علي الشارع … لمحها تسير بخطوات متعجله حيث سيارتها المصفوفه امام الشركه … استقلتها وتخركت مختفيه عن انظاره …
ادرك ان هناك امر كبير هو الذي دفعها لفعل ذلك !!! ولكن ماذا عليه ان يفعل ؟؟ هل يتصل بها ؟؟؟ هل يذهب خلفها؟؟ً ام ينتظر للغد!! لا يعرف … لايعرف
……..
بعد ثلاثه ايام……
تجلس في مكتبها تعمل كالاله لا تتحدث مع احد الا فيما يتعلق بالعمل فقط … فهذه اصبحت عادتها الجديده … متجنبه الجميع ولا تتحدث مع احد خارج حدود العمل … حتي عاصم تجنبت التعامل معه تماماً وساعدها علي ذلك ارتباطه باعمال خارج الشركه ….
فحاولت فدر استطاعتها ان لا تلتقي به فتره تواجده بالشركه وكلما حاول الاتصال هو بها لا تجيب وتغلق هاتفها …
فهي قررت الابتعاد …. الابتعاد عن كل شيء … فبعد حوارها الاخير مع مني ويونس ظلت طوال الليل مستيقظه تفكر في كل شيء حدث معها منذ ظلاقها حتي هذه اللحظه ….
وادركت انها الوحيده المخطئة والملامه !!! لانها ببساطه امراة مطلقه تعيش في مجتمع يري ان المراة المطلقه ما هي الا واحده سهله المنال او سارقه رجال طامعه فيما لا يحق لها!!!
ونصبوا نفسهم قضاه يحق لهم محاسبتها وجلدها!! لهم الحق في الخوض في سيرتها وعرضها سواء كانت بريئه او مدانه.. وتناسوا انها انسان له الحق ان يعيش حياته !!يحب .. يكره.. يعيش كيفا يشاء…
لذلك قررت ان تعيش كيفما يتفق مع مجتمعها انسان بلا روح بلا قلب بلا حياه حتي لا تتعرض للاقاويل خاصه في وجود اولادها !!!اولادها الذي ممكن يلومها في يوم ما انها ارادت ان تعيش !!!
ظاما عاصم !!!! هي لا تنكر انجذابها الشديد له … هناك شيء بداخلها تحرك نحوه !! وتشعر انه ايضا يكن لها مشاعر … لا تنكر ان حديث يونس عنه اثر فيها .. سواء كان صحيح او لا …
اصبح لا يهم ..لقد اخدت قرارها بالابتعاد وعدم المخاطره بمشاعرها حتي لاتنجرح مره اخري ….
…….
نور: سوار انت لسه زعلانه مني !! والله انا مقصدش اللي فهمتيه انا كنت يهزر معاكي مش اكتر…
عادي يا نور انا مش زعلانه…
ازاي مش زعلانه وانت مش بتتعاملي معانا زي الاول … واخده جنب ومش بتتكلمي ولا تهزري معانا كله شغل وبس .. وكلنا ملاحظين ده مش انا بس…قالت وهي تشير الي احمد ويونس…
يونس بحرج : انااا ما قصدتش اني اضايقك بكلامي … انا كنت بحاول انبهك علشان تاخدي بالك مش اكتر…علشان خايف عليكي وانت تهميني..يعني زي اختي!!!
احمد : حقك عليا ياسوار انت متعرفيش انا عملت فيهم ايه علي اللي عملوه معاكي ..
خلاص يا جماعه حصل خير..مجرد سوء تقاهم مش اكتر…قالتها بابتسامه بسيطه منهيه الحديث بلباقه…
…..
في نفس الوقت كان عاصم يدلف من باب الشركه كالاعصار… كل خليه في جسده تغلي كالبركان الذي علي وشك الانفجار!!!
كاد عقله ان يجن ..طوال ثلاثه ايام لا يعرف عنها شيء ولا بستطيع الاتصال بها وفي الشركه تتهرب منه…. لذلك عزم علي معرفه ما حدث ذلك اليوم في مكتبها وما شاهده علي كاميرا المراقبه وبعدها انقلب كل شيء…
جند المهندس المتخصص عن كاميرات المراقبه للعمل علي تفريغ كاميرات مكتبها وفصل الصوت عن الصوره حتي يعرف ماذا حدث !! ولكنه لم يصل الي شيء لذلك عزم علي معرفه الامر منها…
وصل الي الطابق التاني حيث مكتبها .. سار بخطوات غاضبه تدق الارض من قوتها وملامحه لا تبشر بالخير …
ذهل الموظفون من مظهره الغاضب ووجوده في مكان اخر في المجموعه غير مكتبه… فهذه اول مره يتواجد فيها بينهم فهو عاده يكون في مكتبه وهم يذهبون اليه عندما يطلبهم… فعلموا ان هناك كارثه حدثت او ستحدث لا محال!!!
لمحه المدير المالي فهرول خلفه محاولا ملاحقه خطواته السريعه:عاصم بيه .. شرفت يا فندم .. اي خدمه اقدر اقوم بيها.. دي اول مره حضرتك تشرفنا فيها هنا… ظل يثرثر دون ان يعيره عاصم اي انتباه…
دخل مكتبها ووقف في المنتصف واضعاً يديه في خصره وملامحه لا تبشر بخير… شملهم جميعاً بنظره غاضبه وتحدث بغضب موجهاً حديثه لاحمد وعينياه عليها : هو انا مش بلغتك من يومين اني عاوز فايل القروض البنكيه وتبعته علي مكتبي مع مدام سوار… الكلام ده متنفذش ليه!!!
احمد بتلعثم: اصل يا فندم يعني الفايل….
قاطعته سوار بثبات : الفايل مش جاهز يا فندم انا لسه بشتغل عليه حضرتك ممكن تديني ساعه ويكون علي مكتبك…
نظر اليها بغضب: هو انا لسه هستني سيادتك لما تخلصيه كمان ساعه .. اتفضلي يا مدام هاتي الفايل وحصليني علي مكتبي حالاً هنشتغل عليه مع بعض!!!
تدخل يونس مقاطعاً : ما تتعبش نفسك يا عاصم بيه .. انا هشتغل عليه مع مدام سوار وفي اقل من ساعه هيكون جاهز…قال ذلك لانه لايريد لعاصم الانفراد بها … يحقد علي عاصم كثيراً بسبب ما حدث في الحفله من احراج وتقليل من شانه امامها فعزم علي ابعاد سوار عنه باي شكل رداً لكرامته المهانه …
نظر له بغل وعيناه تطلق شرر غاضب… وانت مين سمحلك تتكلم او تدخل في اللي مالكش فيه.. وبعدين هو انت فاضي ومعندكش شغل علشان تعمل شغل زمايلك !!!
ثم اقترب منه ونظر داخل عينيه وقال بنبره خطيره تحمل تهديداً في طياتها: ركز في شغلك وبس ..بلاش تركز مع زمايلك …
دور الشهامه والبطوله اللي بتحاول تعمله ده مش لايق عليك ومش بياكل عيش…خاليك في حالك وكل عيش!!!رمقه بنظره اخيره محذره …ثم استدار مغادراً وهو يدفعها للسير معه الي مكتبه….
…..
دخل الي مكتبه ومازال الغضب مسيطراً عليه واعصابه تالفه ….وهي تلحقه بخطوات مرتعشه وبقلب مضطرب ..فهي اول مره تري الجانب العصبي فيه…
خلع جاكيت بدلته والقاه باهمال احد المقاعد وحل رابطه عنقه وشمر عن ساعديه … يشعر باختناق وسخونه شديده في جسده
فتح نافذه مكتبه يعبيء صدره بالهواء لكي يهديء من غضبه…
لا يريد ان يتحدث معها وهو غاضب حتي لا تخشاه.. يجب ان يهدا اولا حتي يستطيع الحديث معها….
وقفت تنظر له في توجس … خائفه هي منه وبشده…
تحدث وهو يعطيها ظهره ناظراً من النافذه.. تقدري تبداي شغلك..
قالت بتلعثم: هو مش حضرتك هتشتغل معايا…
رد بتقتضاب: لا … ده شغلك مش شغلي !!!عندك المكتب واسع اقعدي مكان ما انت عاوزه…
التفتت حولها تنظرالي اين تجلس… تحركت نحو الكنبه الجلديه الكبيره وجلست عليها ووضعت حاسوبها امامها وبدات تعمل في جو مشحون من التوتر والارتباك…
استمر علي تلك الحاله لفتره كافيه حتي هدات اعصابه واستعاد هدوءه … تظر نحوها وجدها تعمل بجد ويبدو انها تناست وجوده…ظل يطالعها بنظراته لفتره دون ان يمل من النظر اليها ..
لقد اشتاق لها كثيراً … اشتاق لملامحها … لصوتها … لضحكتها ..لكل ما فيها … كيف لها ان تجعله بصل الي هذه الدرجه من الاشتياق في يومين ففط؟؟ هو خائف … خائف من مشاعره نحوها… خائف ان يحبها ويتعلق بها …خائف من الخيانه!!!
فاق من تصارع افكاره علي صوتها وهي تقدم له الملف بعد ان انتهت منه…
انا خلصت الشغل الي حضرتك طلبته … اي اوامر تانيه..
قالتها وهي تعطيه الملف دون ان تنظر له …. اخذ منها الملف والقاه باهمال علي مكتبه …عقد ساعديه امام صدره وسالها بوضوح: ممكن اعرف ايه اللي مغيرك كده؟؟
قالت بارتباك وهي تشيح بنظراتها عنه: مش متغيره ولا حاجه..
اومال مالك!! بتتهربي مني ليه!! وتليفونك يا ما مغلق ياما مش بتردي!! انا عملت حاجه ضايقتك؟؟
عاصم بيه مفيش حاجه لكل ده…
قاطعها قائلا: عاصم … قلت لك واحنا مع بعض انت سوار وانا عاصم….قالها بنبره حالمه..
قالت بانفعال: لا ما ينفعش!!! مافيش حاجه اسمها واحنا لوحدنا
حضرتك عاصم بيه صاحب الشركه وانا مدام سوار موظفه عندك وبس غير كده لا…
عن اذنك انا لازم امشي ..شغلي خلصته خلاص.. قالتها وهي تتحرك تحمل اشيائها وتغادر…
بخطوه واحده كان خلفها …جذبها من ذراعها يمنعها من الذهاب..
انا عاوز افهم ايه اللي غيرك كده … في ايه اللي حصل لكل ده …
احنا اخر مره كنا مع بعض يوم الحفله وكانت كل حاجه كويسه ..ايه اللي شقلب كيانك كده… كان يتحدث بغضب والحزن يسكن يسكن نظراته ويغلف نبره صوته…
نزعت يدها من يده وصاحت هادره بغضب لتخرج كل ما تكتمه داخلها من ضغوطات : اللي حصل اني فهمت وعرفت الحقيقه…
حقيقه انك بتعمل كل ده علشان توصل لهدفك الي بتجري وراه..النحنه والتسبيل وبوس الايدين وترقص معايا وتوصلني كل ده ليه…علشان اتعلق بيك وفي الاخر ابقي مجرد اسم في قايمه اسماء حربم عاصم ابوهيبه.. عاصم الدنجوان…. انتهت من حديثها وهي ترتجف من الانفعال ودقات قلبها تطرق كالمطرقه بين ضلوعها….
نظر لها بعدم تصديق … غير قادر علي استيعاب كلماتها…
انت مصدقه نفسك !!! مصدقه الكلام اللي بتقوليه!!!
نحنه ايه وتسبيل ايه وقايمه حريم ايه!!! ايييييييييه..
للدرجه دي شيفاني انسان واطي وحقير !!! بعمل كده علشان اعلقك بيا…
انا منكرش اني ليا علاقات كتير وعرفت ستات بعدد شعر راسك
ولو انا عاوز اعمل زي ما بتقولي اضمك لقايمه الستات اللي اعرفهم … عمري ما كنت ههتم بيكي ولا اعاملك زي ما بتعامل معاكي … كنت هخاليكي انتي اللي تجري ورايا علشان بس ابصلك وساعتها اقرر اعرفك ولا لا…
وبعدين انا شخص واضح يعني لو عاوز اعرفك علشان اعمل معاكي علاقه واوسخ معاكي هقولك اني بعرفك علشان كده … انا مش بخاف من حد ولا حد له حاجه عندي!!
بس انت غيرهم .. انت مختلفه… عمري ما شوفتك زيهم !!! قالها بنبره صادقه من قلبه….
وبعدين انا رجل صعيدي اعرف الصح والاصول وعمري ما كنت هخون الرجل اللي آمني علي شرفه واسمه وسايبك تشتغلي معايا وهو مطمن عليكي معايا..عمري ما هكون السبب في اني اشوه العلاقه اللي بين اهلي واهلك من قبل حتي ما تتولدي…
قد ايه انت واحده غبيه …مش بتفرق بين الصح والغلط….
قالها بنبره حزينه محبطه وهو يستدير عائد للجلوس خلف مكتبه يقلب في الاوراق امامه وتحدث دون ان يرفع نظره اليها يشعر بخيبه امل واختناق شديد….
تقدري تروحي طالما خلصتي شغلك ياااا يا مدام سوار…
اعتصر قلبها من الالم حزناً علي نفسها وعليه…. هو محق هي غبيه ..هي رددت كلام يونس رغم عدم اقتناعها به الا انها وجدته الحل الامثل لتحصين نفسها منه والابتعاد عنه…
ولكنها لمست الصدق في كلماته … رات نظرات عينيه الصادقه نحوها…ابتلعت غصه مؤلمه تخنق صدرها ونظرت له نظره مليئه بدموع الاسف …حاولت ان تبكي ولكن دموعها خذلتها وانهارت علي وجنتيها تغرقها وهي تخرج مهروله من مكتبه تلعن غبائها والضغوط الواقعه عليها والتي جعلتها تعيش هذا الوجع …..
………
يتبع…
تفاعلكم ورأيكم يهمني وملصقات كتييير
👇👇
الفصل_الحادي_عشر
نبض قلبي لاجلك
حكاية من الخيال
بعد شهر……
كانت تجلس في مكتبها تعمل بذهن شارد .. تفكر في الطريقه رقم الف للتحدث اليه .. لقد مر شهر وعاصم لا يتعامل معها علي الاطلاق !!! لم يحادثها … لم يطلبها الي مكتبه … لم يكلفها بعمل…
منذ صادمهم الاخير في مكتبه وكانه لايعرفها كانها شخص غريب عنه!!!! البعد والقسوه هما سلاحه في مواجهتها…
حاولت كثيراً الاتصال به ولكنه لم يجب علي مكالمتها يراها ولا يجيب ….وذهبت لمكتبه تطلب مقابلته يتحجج بانشغاله بالعمل ….
حاولت وحاولت حتي يآست المحاولات منها…
تريد الاعتذار منه …تريد الاعتذار عن حديثها الاخير وظنونها به ولكنه لم يسمح لها …..
زفرت بقنوط محدثه نفسها.:اوووف بقي …مش عارفه اكلمه ولا اشوفه….اعمل ايه يا ربي ..اعمل ايه!! انا هكلمه يعني هكلمه واللي يحصل يحصل… ثم تحركت نحو مكتبه وكلها اصرار وتصميم علي التحدث معه حتي ولو وغماً عنه….
……
في نفس الوقت ….
كان في مكتبه يتحدث مع عدي واثناء حديثهم رن هاتف عاصم للمره الالف برقم ناننسي صديقته … اغلق الخط ولم يرد عليها!!
عدي: نانسي برضه!!! ما ترد عليها بدل الزن ووجع الدماغ ده وبعدين انت لا بترد علي تليفوناتها ولا بتروح لها وهي هتتجنن عليك!!!
عاصم: سيبك منها .. انا مش فاضي لها اصلاً
عدي : انت لا فاضي لها ولا فاضي لغيرها!!! هتفضل كده كتير
عاصم : كده ازاي يعني ما انا كويس اهو….
عدي : طاب وسوار!!!!
عاصم: نظر له بطرف عينه … مش عاوز اتكلم في الموضوع ده
عدي: لا هتتكلم يا عاصمً.. انت من ساعه اللي حصل وانت مش شايف نفسك بقيت عامل ازاي… علي طول عصبي وبتزعق ومش طايق نفسك …وطاحن نفسك طول النهار في الشغل وباليل في الجيم.. بقيت قافل علي نفسك ولا بتخرج ولا بتسهر زي زمان … حتي نانسي منفض لها ع الاخر … نانسي اللي كنت عندها كل بوم بقالك اكثر من تلات شهور مروحتلهاش…
كل ده علشان سوار!!! وبعدين ما هي حاولت تكلمك وتقابلك اكتر من مره وانت اللي بترفض …. انت عاوز ايه بالظبط … انا ما مش فاهمك يا عاصم….
تنهدت عاصم بحزن.:ولا انا بقيت فاهم نفسي ..انا زعلان منها اوووي رغم ان عندها حق وانا عاذرها … بس زعلان…زعلان علشان ما وثقتش فيا…
عارف ان اللي سمعته من الوسخ اللي اسمه يونس يخاليها تصدقه وتصدق اني ممكن اعمل كده …
لكن انا عمري ما كنت هعمل معاها كده … علشان هي مختلفه…مختلفه ومميزه عن اي واحده شوفتها او عرفتها… وعلشان انا مش وسخ وعيني تزوغ علي اخت صاحبي او اهل بيته….
طاب ما تسمع لها… شوفها مصممه تقابلك ليه… مش جايز لما تنكلموا الدنيا بينكم تظبط!!!
ولا تظبط ولا ما تظبطش …. انا مش عاوز اشوفها ولا اكلمها…
عدي بمكر: اممم مش عاوز تشووفهاااا.. اومال عينك مش بتتشال ليه من علي اللابتوب وفاتحه علي مكتبها وبتشوف بتعمل ايه وبتتكلم مع مين!!!
انااا مش برااا…قاطعه عدي واضعاً الحقيقه نصب عينيه حتي يعترف بها ولا ينكرها..
انت بتحبها يا عاصم .. بتحبها وبتكابر وخايف .. بتحبها وكرامتك وجعاك من كلامها…
فووق لنفسك يا عاصم والحق اللي باقي من عمرك وعيشه …ادي نفسك فرصه تحب وتتحب بجد … انا عارف ان عمرك ما حبيت بجد قبل كده .. اسمع قلبك بيقولك ايه واعمله علشان ما تندمش بعد كده… وعلي فكره سوار هي كمان شكلها بتحبك…
تنبهت حواس عاصم علي اثر تلك الجمله !!! ايه اللي مخاليك تقول كده … انت تعرف حاجه انا معرفهاش…
لا معرفش … بس شكلها باين اوي… ايه اللي يخاليها بعد كل اللي قالتهولك ده كله تفضل تحاول تكلمك وتقابلك وانت منفض لها …الا اذا كانت هي كمان بتحبك او علي الاقل في مشاعر جواها ناحيتك…
فكر كده في كلامي كويس واعقله وشوف انت هتتصرف ازاي… انا في مكتبي لو عاوز حاجه ابقي كلمني … وقبل ان يتحرك من موقعه …فتح باب المكتب بقوه تبعه دخول سوار كالاعصار عليهم مما اجفل عاصم وعدي من منظرها…..
انا عاوزه اتكلم معاك ومش همشي من هنا غير لما اقول اللي انا عاوزاه!!!! قالتها وهي تنظر له بقوه وتصميم….
نقل عدي نظراته بينهم وعلي وجه ابتسامه مرتاحه واعتذر مغادرا انا كده كده كنت ماشي …عن اذنكم..
نظروا لبعض عده دقائق دون قول شيء وكانهم يعاتبون بعض بنظراتهم …اشتياق…حزن… اشتياق …اسف….اشتياق….
امل ….اشتياق…حب!!! تلك المشاعر التي تحملها نظراتهم لبعض.
حمحم بخشونه قاطعاً تواصل نظراتهم وهو يجلس خلف مكتبه قائلا بجمود: يا تري ايه الحاجه المهمه اللي عاوزه تقوليها وتخاليكي تدخلي عليا مكتبي بالطريقه دي …وبعدين ازاي سلمي سابتك تدخلي كده !!!
جلست علي المقعد المواجهه لمكتبه: اولا سلمي ملهاش ذنب انا اللي استغليت انها مش علي مكتبها ودخلت ..واسفه علي الطريقه اللي دخلت بيها بس انت اللي خاليتني اعمل كده…
انا اللي خاليتك تعملي كده ازاي يعني مش فاهم !!
علشان مش عارفه اوصلك .. كل ما احاول اكلمك او اقابلك مش بترضي وبتتهرب مني علي طول…
اتهرب منك!!! قالها باستنكار شديد
طبعاً اومال تسميه ايه!!! اجابت قاصده استفزازه ليخرج عن جموده معها…
اسميه عادي يا مدام سوار …انا مديرك وانت موظفه عندي…فعادي اني اتعامل معاكي كده ..تعمد استخدام نفس كلماتها في وصف علاقتهم…
المهم علشان مش فاضي ومعنديش وقت … قولي كنت جايه ليه
صدمت من جفاؤه معها !! رغم انها كانت تتوقع انه لن يعاملها كما السابق .. الا انها جرحت بشده !! تعلم انها اخطأت وجرحته بكلامها ولكنها لم تعتاده بتلك القسوه…
ابتلعت غصتها ولملمت الباقي من كرامتها وقالت ما جاءت من اجله….حتي وان خسرته !!!
حاولت اخراج نبره صوتها قويه الا انها خرجت مهزوزه حزينه رغماً عنها: احممم .. انا كنت عاوزه اعتذر لحضرتك عن الكلام اللي قلته اخر مره…انا اسفه!!! ما كنتش اقصد اغلط في حضرتك او اجرحك…عن اذنك وسوري ان كنت اخذت من وقت حضرتك….قالتها وهي تستدير مغادره سريعاً حتي لا يلمح الدموع التي ملئت عينيها…
ندم علي غلظته وفظاظته معها …ولعن نفسه عندما كسر بخاطرها وراي الحزن يكسو ملامحها ويغلف صوتها… وعندما وجدها تجري مغادره من امامه لم يستطع ان يقاوم اكثر من ذلك …
وقبل ان تفتح باب المكتب … كان خلفها !!!!اسند احدي يديه علي الباب مانعها من فتحه واليد الاخري ادارها لتصبح في مواجهته وظهرها مستند علي الباب خلفها….
جفلت من حركته السريعه …. لا تعلم متي وكيف اصبح خلفها وهي تركته خلفها يجلس خلف مكتبه!!!
نظرت له بعدم استيعاب ..رفعت نظراتها المرتبكه نحوه تساله علي ما حدث.. ولكن عقد لسانها وضاعت منها الكلمات …
كان قريباً منها بدرجه خطيره … ملامحه الرجوليه الوسيمه …
رائحه عطره القويه التي اخترقت صدرها … جسده الرجولي الضحم الذي يخفيها خلفه …وعيناه التي نربكها بنظراتها القويه
هذا الوسيم خطر عليها …. هو يجذبها اليه بشكل قوي وسريع وهي علي وشك السقوط في شباكه !!!
اما هو فحاله لا يختلف عنها كثيراً … هذه المرأه اشد خطورة
مما توقع !!! تقلب كيانه وتزعزع ثباته في لحظه… القرب منها ناااااار حارقه تحرق كيانه والبعد عنها بركان ثائر يشوي قلبه وروحه بحممه االملتهبه…هي تشبه مياه البحر تغريه للسباحه فيها ولكنه مدرك انه سيغرق بها وهو اكتر من مرحب بالغرق والغوص فيها ومعها …..
سالت بتوتر: في ايه !!! لو سمحت افتح الباب عاوزه اخرج…
احنا لسه مخلصناش كلامنا علشان تمشي…انت قلتي اللي عاوزاه بس انا لسه مردتش علي كلامك….
مالوش لزوم الكلام الا لو حضرتك مش قابل اسفي!!!
كام مره قلتلك لما نبقي لوحدنا تقوليلي عاصم من غير حضرتك …
كل مره لازم تنسي علشان افكرك … بعد كده لو نسيتي هزعل منك وانا زعلي وحش ….قالها وهو يقرص طرف ذقنها باصابع يده في حركه مداعبه..
ما انا شوفت زعلك وجربته..قالتها بوجه عابس
لا … المره دي انا زعلت علشان موثقتيش فيا وانت خلاص اتاسفتي… ثم مرر نظراته علي كل انش من ملامح وجهها الجميل المشتعل احمرارا من خجلها ومن حراره الموقف الذي هم فيه وقال
بنبره ماكره: لكن زعلي المره الجابه مش هيروح الا لما تصالحيني !!!
اصالحك ازاي بقي…
لما تغلطي ساعتها هتبقي تعرفي… قالها وهو يغمز بطرف عبنه
ابتسمت علي طريقته وسالته: يعني انت خلاص مش زعلان مني !!!
انا مش عارف ازعل منك اصلاً …انت جننيتي يا سوار …خالتيني مش عارف انا عاوز ايه!!! بس كل اللي اعرفه دلوقتي اني عاوزك تبقي جنبي وقريبه مني وتكوني واثقه فيا زي ما انا واثق فيكي… قالها متنهداً وهو ينظر لعينيها بتيه ويملس بيده علي وجنتها الناعمه…
بدون تردد وبخجل اضافت : وانا بثق فيك يا عاصم …
اتسعت ابتسامته بتلفظها باسمه مجرداً دون القاب : قلتي ايه
فهمت ما يريده ولكنها راوغته بدلال: قلت بثق فيك..
زجرها بزيف: هااااا قوليها ….
ضحكت بصوت رقيق ونظراتها تلمع بسعاده: بثق فيك ياااا عاصم
رفع كف يدها يلثم باطنه وهو ينظر داخل عينيها قائلاً بتنهيده حارقه : جننتي عاصم يا بنت الناجي…..
يتبع…
تكملة الرواية من هناااااااا


تعليقات
إرسال تعليق