القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ظلام الصعيد الفصل الأول1 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 رواية ظلام الصعيد الفصل الأول1 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




رواية ظلام الصعيد الفصل الأول1 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


كانت الغرفة ضيقة، جدرانها المتآكلة تشهد على سنوات من القسوة، والنافذة الصغيرة محاطة بقضبان حديدية تعلن استحالة الهرب. جلست الفتاة في الركن، جسدها مثقل بالكدمات، وعيناها الحمراوان تفضحان ليالي بكاء طويلة.وأمامها، جلس رجل عريض المنكبين، يراقبها ببرود لا يليق إلا بالجلادين. ارتجف صوتها وهي تصرخ، تمزق الصمت كسكين حاد:


ـحرام عليكم… عايزين ترجعوني تاني ليه عاد دا انا ما صدجت بعدت عنه؟ دا عاجز… عاجز!"


لم يكد صدى كلماتها ينتهي حتى هوت كف ثقيلة على وجهها، ارتد رأسها للخلف بقوة، وامتلأ فمها بطعم الدم. دوى صوته الغاضب في المكان:


ـ "إزاي تقولي كده على ابن عية الجبالي؟! غصب عنك هترجعيله… وهتتجوزيه تاني، فاهمة


فتح الباب فجأة، ودخل رجال غلاظ شداد، وجوههم كالحجر، بلا ملامح من رحمة. أمسك اثنان منهم بذراعيها بقسوة، وسحبوها نحو الخارج فـ. علا صراخها المستغيث:


سيبوني… بالله عليكم سيبوني


ومع أول لحظة غفلة منهم، اندفعت بجسدها بكل ما تبقى لها من قوة، هاربة. لم تكد تخطو خطوتين حتى أحاطها أحدهم من الخلف، جذبها بعنف، ورفع مسدسه ليهوي بمقبضه على رأسها.

كانن لحظة واحدة، وانطفأ كل شيء و. سقط جسدها على الأرض، وعمّ السكون إلا من وقع أنفاسهم الثقيلة وفي مكان اخر كان يجلس هذا الشاب  في عتمة الغرفة، يلفه سكون ثقيل لا يقطعه سوى خيط الدخان المتصاعد من سيجارته. كان جسده متكئا على الكرسي الخشبي العتيق وظهره مستقيم، وملامحه حادة تنحتها الظلال. وعيناه الرماديتان، واسعتان كبحر هائج في ليلة غائمة، تتوه فيهما الأرواح فلا تجد بر أمان. لم تتحركا قط، ظلت تحدقان في الفراغ أمامه، ببرود و. شعره الأسود انسدل قليلا على جبينه، ليزيد من حدة تلك النظرة، فيما كساه السواد من رأسه حتى قدميه، كأنه جزء من الظلمة التي تحيط به. حتي انفتح الباب بخطى مترددة، ودخل رجل قصير القامة، يحمل بيده بعض الأوراق. وقف متخشبا وقال بصوت خفيض:


يا بيه… خال حضرتك كان وكيلك في الجواز، ولازم تمضي على الورج ده."


اقترب بخطوات حذرة، ووضع الأوراق أمامه على الطاولة  وكد الرجل القلم. لكن عينيه الرماديتين لم تتحركا لحظة واحدة نحو الأوراق، كأنها لا تعنيه. ومد يده، التقط القلم، ووقع بسرعة، ثم بصم بإصبعه، دون أن يغير من ثبات نظرته. وتناول الرجل الأوراق بسرعة، وهم بالانسحاب، لكن صوته الجهوري القاسي أوقفه:


هي فين


ارتبك الرجل، بلع ريقه قبل أن يرد:


"البيه… حابسها في الأوضة. بس خلاص، مضيت على كل حاجة. تحب… نطلعها أوضتك


اشتعلت سيجارته مجددا بين أصابعه، وحدق فيه ببرود أشد، ثم أشار بيده حركة حاسمة:


لع... خليها مكانها..... امشي


انحنى الرجل برأسه، وغادر مسرعا  فنهض الشاب  من مكانه ببطء وخطواته ثابتة، واتجه نحو خزانة خشبية قديمة في زاوية الغرفة.و فتحها بيده القوية، وأخرج صندوقا صغيرا مغطى بطبقة غبار رقيقة و جلس على حافة السرير وفتح الصندوق، فانكشفت داخله صورة قديمة لوجه أنثوي يحمل ملامح رقيقة، وعينين غارقتين بالحزن. فـ مرر أصابعه على ملامح الصورة بحنو غريب لا يشبه قسوته، ثم أخرج ولاعته. لهيب صغير اشتعل أمام عينيه الرماديتين، ارتجفت صورته في الزجاج، قبل أن يقرب الصورة ببطء ويترك النار تلتهمها شيئًا فشيئًا… حتى صارت رمادا في يده. وبعد فتره جلست غفران على الأرض بجانب الباب، دموعها تنهمر على وجنتيها كالمطر، ويديها ترتجفان وهي تضرب بهما على الخشب المغلق بعنف، يتردد صدى طرقاتها في أرجاء الغرفة المظلمة مردده: 


ـخرجوني من اهنيه… بالله عليكم افتحولي أنا بخاف من الأوضة دي… افتحولي


ارتفع صوتها المرتعش، ولحظة، ثم دق المفتاح في القفل، وانفتح الباب قليلا  لتطل منه خادمة تحمل صينية عليها بعض الطعام. وضعتها على الطاولة الصغيرة دون أن تجرؤ على النظر في عيني غفران فهرعت إليها غفران تتعلق بثوبها بلهفة:


ـخرّجيني من اهنيه . أنا بخاف… مش جادرة أتحمل. خدي كل ال عايزينه بس طلعيني


ارتبكت الخادمة، هزّت رأسها بأسى وهي تهمس:


والله يا هانم ما أجدر… دي أوامر البيه. لو عملت حاجة من ورا كلامه يجتلني. معلش… استحملي.


اغلقت الخادمه الباب خلفها، تاركة الغرفة تغرق من جديد في وحشة ثقيلة. فنظرت غفران حولها بخوف، وعينها تدوران بين الجدران العتيقة والظلام المتربص. فـ شهقت، وغطت وجهها بكفيها، لتندفع الذكريات إلى رأسها بقوه وتتذكر


فلاش باك


كانت جالسة على الأرض، عيناها دامعتان، ووجهها متورم من أثر الضرب. وأمامها وقف جمال، زوجها، وجهه متجهم، ويده الملطخة بدمها ترتجف غضبا. وصوته انفجر كالرعد:


لو جولتي كلمة عاجز دي تاني… هجتلك، فاهمة


أجهشت بالبكاء والتقطت أنفاسها بصعوبة وقالت برجاء:


خلينا نطلج يا جمال… بالله عليك سيبني. والله ما هتشوف وشي تاني، همشي من البلد كلها.


اقترب منها بخطوات بطيئة، حتى صار ظله يبتلعها. وانحنى و قبض على وجهها بين كفيه بقسوة، ةعيناه تشتعلان بجنون وهو يقول:


مستحيل أسيبك. إنتي مرتي… ولو سيبتيني هموت. هتفضلي معايا اهنيه ولو فكرتي تسيبيني… هجتلك وأجتل نفسي معاكي


ارتجفت غفران وصرخة مكتومة اختنقت في صدرها، والدموع غطت ملامحها.


فلااش باك


فزعت غفران على وقع طرق خفيف على الباب وصوت الخادمة يعود مترددا:


يلا يا ست هانم… البيه عايزك.


تجمدت غفران في مكانها، و قلبها يخفق بعنف، كأنها على وشك أن تساق إلى قدرها المحتوم. وبعد عدت دقائق دخلت غفران الغرفة بخطوات مترددة، وقلبها يخفق بعنف في صدرها، كأن كل نبضة تدق جدارا من الخوف. كان الظلام كثيفا يبتلع المكان كله، حتى الجدران بدت لها بلا ملامح ولونها الأسود يزيدها رعبا، والهواء ثقيل كأن الغرفة تختزن أنفاس الموتى فـ وقفت في المنتصف، تلفتت حولها بعينين مذعورتين، وهمست بصوت مرتجف:


في حد اهنيه


لم يجبها سوى الصمت، حتى دوى فجأة صوت غليظ عميق من أحد الأركان:


شغّلي النور.


شهقت غفران وانتفض جسدها كله، ومدت يدها المرتجفة تتحسس الحائط حتى وجدت المفتاح. ولحظة ارتباك، ثم ضغطت عليه. فـامتلأت الغرفة بالضوء، لتتجمد عيناها على المشهد أمامها. رجل ضخم الجسد، عريض الكتفين، يجلس على كرسي خشبي في وسط الغرفة. ملامحه قاسية، عيناه الرماديتان غائرتان، سكونه يرعب أكثر من أي حركة. ولكن وسامته تضغي علي المكان  فصرخت بفزع:


انت مين؟!


نهض هو من مكانه ببطء، قامته كجدار شاهق، وخطواته ثابتة كأن الأرض ترتجف تحتها. واقترب منها قليلًا وقال بصوت هادئ :


انا جوزك… ولازم نثبت إني مش عاجز


ارتجفت شفتاها، وصرخت بصوت متحشرج:


انت مش جمال… انت مين؟!


ابتسم بسخرية باهتة، ومد يده وأمسك يدها بقوة لكنها هادئة، وقال:


المهم نثبت إني مش عاجز… وبعدها نشوف أنا مين.


كانت عيناها متسعتين من الذهول، فيما هو همس بمرارة، كأن كلماته تخرج من جرح قديم:


أول مرّة في حياتي أتمنى أكون شايف… عشان أشوف البنت ال دمّرت عيلتي دي شكلها اي عاد 


تجمدت غفران في مكانها، وشهقت بقوة، مدّت يدها ببطء إلى وجهه، ووضعت كفها أمام عينيه…ثم صرخت فجأة:


انت كفيف


ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة، وقال ببرود:


مش مهم دلوجتي… بعدين نتعرف


ثم دفعها بجسده القوي وألقاها على السرير بعنف، فـ صرخت وهي تحاول مقاومته، لكن قبضته كانت كالجبل. وارتفع صوته الجهوري يخترق أرجاء الغرفة:


أنا جبل... جبل الجبالي و 


كملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع