القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين الحب والانتقام الفصل الثالث 3بقلم نور الهدى حصريه

 


رواية بين الحب والانتقام الفصل الثالث 3بقلم نور الهدى حصريه 




رواية بين الحب والانتقام الفصل الثالث 3بقلم نور الهدى حصريه 






– "إيه اللي بيحصل؟… النور فصل ليه؟!"

صوته جه هادي وغامض وهو لسه ماسكها – "اهدّي."

زقّته بكل قوتها – "ابعد! انت مين؟ عايز إيه؟ لو قربت… هتمو.ت! سمعتني؟… انت متعرفش أنا مين!"

رجعت بسرعة لورا، لكن اتخبطت في الحيطة، كادت تقع… فجأة إيد قوية مسكتها من وسطها، جذبتها ناحيته لدرجة إنها اتشبكت في رقبته من غير وعي.

لحظة صمت خانقة وبعدين… طقطقة "ولا.عة" كسر.ت السكون.

اللهب الصغير أضاء وشوشهم. انعكاس النا.ر ارتجف في عينه… عينيه الصقرية اللي اتلمعت وسط الظلام.

وعد اتسمرت مكانها، شهقتها اتحبست في صدرها، وعينيها اتسعت بدهشة مش مصدقة. وجهه… تعرفه جيدا...

علي – "لسّا بتخافي من الضلمة 

اتسعت عيناها لما شافته وقالت بذهول– "عـمّي؟!" 

رجع النور فجأة، وهي لسه متشبثة برقبته. أفلتها علي بهدوء، فاعتدلت بسرعة وهي مشعورة بالحرج وتراجعت خطوتين. 

قالت متلعثمة:

– "بتعمل إيه هنا؟… رجعت إمتى؟" 

ابتسم بخفة ونظر لها بثبات:

– "معرفتيش إن النهارده رجوعي؟" 

ارتبكت أكثر، – "كنت فاكرة… بكرة." 

رفع كتفه بلا مبالاة:

– "كان عندي شغل.بس السؤال الحقيقي… ليكي." 

– "أنا… مع صحابي. النهارده عيد ميلاد ياسمين، وهي اللي عملته هنا." 

– "بتسهرِي كتير في النايت؟" 

– "لا… لا، دي أول مرة. ده عيد ميلاد مش أكتر." 

– "أول مرة؟ غريب… شكلك متأقلمة مع الأجواء بسرعة." 

قلبها بيرتعش، ثم قالت بشك:

– "انت… انت شوفتني!" 

اقترب خطوة منها قال– "بدران ميعرفش بهوايتك في الموسيقى… صح؟" 

نظرت له بارتباك – "ده كان مجرد حماس… لحظة مش أكتر." 

ثبت نظره عليها بشك بعينيه الصقرية التي تزلزلها منذ طفولتها.حاولت تدافع عن نفسها وقالت بسرعة:

– "أنا كنت باجي مع صحابي عادي… بالليل… بس مش بنشرب، مجرد سهرة عادية." 

سكت علي لحظة، وبص للي على الحوض. مد إيده وخد البرشامة من جنبه، رفعها قدامها وقال ببرود:

– "إيه ده يا وعد؟" 

– "دي… برشام صداع." 

ضغط على البرشامة بإيده لحد ما فتتها بين صوابعه. رمقها بنظرة غريبة وقال:

– "صداع؟" 

اتسعت عيناها بدهشة وهي تراقبه. لقى نفسه بيلف ناحيتها خطوة بخطوة قال

– "جبتيه منين؟" 

ببرائه– "في… في بنت كانت هنا… هي اللي ادتهولي." 

وقف صامت، غسـل إيده تحت الميه بهدوء مبالغ فيه، وبعدها قال

– "محدش علمك متاخديش أي حاجة من أي حد؟" 

– "هو… هو في حاجة؟" 

رفع نظره ليها مباشرة وقال الكلمة كالصاعقة:

– "مخدرات." 

شهقت وعد بصدمة – "مش بتاعي والله! هي اللي ادتهولي فعلاً… صدقني." 

ما ردش… عينه فضلت معلقة بيها لحد ما الباب اتفتح فجأة.

دخلت ياسمين وهي بتقول:

– "وعد… إنتي هنا؟" 

وقفت لما شافت علي ووعد مع بعض ف حمام الاناث 

علي رجّع نظره لوعد بمل هدوء قال– "هخلص الشغل اللي عندي… وهنمشي

بلاش تعملي قلق في المكان أكتر من كده." 

بصتله وعد مترددة وقالت:– "هروح معاك." 

رفع حاجبه وسألها ببرود:– "لو هتروحي مع صحابك دلوقتي…" 

قاطعته بسرعة وقالت:– "لا… هستنى. هروح معاك." 

سكت علي وخرج ياسمين فضل متبعاه لحد ما اختفى. بعدها استدارت بسرعة لوعد وقالت بدهشه – "مين ده؟! وإيه اللي كان بيعمله معاكي هنا؟" 

وعد لسه هتفتح بقها ترد، ياسمين صاحت بعينين واسعة من الصدمة:

– "مش معقول! ده حبيبك! إنتي مرتبطة بجد من ورايا؟!" 

– "مرتبطه إيه بس؟!" 

ياسمين ما سبتهاش تكمل، قطعتها بحماس وهي تضحك وتشدها من إيدها:

– "متقوليش… هو المافيا اللي قولتي عليه لكريم! إنتي مكنتيش بتهزري!

واااو… شكله وسيم بطريقة مرعبة، كأنه طالع من فيلم أجنبي… اللبس، النظرة… توم كروز نفسه!" 

وعد متنحلة من كمية كلامها عن علي. 

قالت ياسمين– "طب يلا قولي بقى، كان بيعمل إيه معاكي هنا؟!" 

– "ياسمين… بطلي كلام سخيف. ده… عمي." 

خرجت وعد ووقفت ياسمين مكانها مصدومة، عينيها وسعت أكتر وقالت– "عمك؟!"


في أوضة مقفولة، كان مالك قاعد قصاد راجل ماسك كاس وبيشرب، وحواليه رجالة كتير. الجو كان مليان دخان وسيجار غالي، على عكس علي اللي جايب معاه كالك بس، مساعده الوفي، مش جيش من الرجالة. 

قال الراجل وهو بيهز الكاس– "هو لغى المعاد ولا إيه؟" 

رد مالك – "لا… هو جاي." 

اتفتح الباب، دخل علي قفل الباب وراه وهو بيبص لمالك إشارة خفيفة، وقعد على الكرسي قدامهم.

قال بنبرة باردة– "محسن شرقاوي… مش كده؟" 

محسن – "إنت لسا بتتعرف بيا؟" 

ابتسم علي بخفة وقال– "لازم التأكيد… الصور في الإعلانات ساعات بتكون خادعة." 

محسن حس باهانه – "خلينا ف شغلنا بقى." 

علي اتكأ لقدام وقال:– "شغل إيه؟ إنت فاضيت الشراكة… وبدران عارف ده كويس." 

ضحك محسن– "آه فاضيتها… بس مفيش فلوس رجعتلكوا." 

ابتسم علي ابتسامة جانبية وقال بجدية:– "فاكرني نسيت؟ وقتها إنت كنت محتاج حد يدعم مشروعك، ولما نجح وعملت غيره، جيت تقفل الأول عشان الكسب يبقى ليك وحدك… وافتكرت إنك كده هتاخد الفلوس كلها. لو فاكر إننا مش هنطالبك بحقنا… تبقى بتحلم." 

محسن شد ضهره وقال بحدة وهو بيضرب الكاس بالترابيزة:

– "اتكلم بطريقة أحسن من كده… بدل ما تندم." 

علي – "أنا ما بتهددش… ومتتوقعش بدران يسكت. هيقلبها عليك، وعشان كده جيتلك… قبل ما تقوم حرب بين رجالة محترمة، أصحاب شركات معروفة." 

محسن – "إنت فاكرني هخاف منك؟" 

علي – "لو مش خايف… ماكنتش جبت الرجالة دي كلها في حضوري." 

محسن سكت، اتنرفز بس خبّاها. علي رجع بكرسيه لورا، حط رجل على رجل وهو ثابت:

– "أنا هعمل صفقة معاك." 

محسن ضيّق عينيه:

– "صفقة إيه؟" 

علي:

– "أنا مش جاي أعاديك. أنا جاي أحط إيدي في إيدك… يبقى في بينا شغل. بس الأول… خلي رجالتك يخرجوا عشان نعرف نتكلم." 

الصوت بتاع علي كان فيه ثقة وأمان بشكل غريب، خلّى محسن يبص للأرض لحظة، بعدها قال برجولة مصطنعة– "اخرجوا… سيبوني معاه." 

الرجالة خرجوا، والهدوء سيطر على الأوضة. محسن رفع عينه على علي وقال بحدّة:– "عايزني أنا في إيه؟" 

علي سحب نفس سيجارته ببطء وقال:– "السفن اللي استوردتها… تشيل قد إيه؟" 

محسن اتفاجئ:– "إيه… عايز تهرّب حد ولا إيه؟" 

علي:– "عارف إن شركتك استيراد وتصدير… لكن المرة دي أنا محتاج أشحن بضاعة مهمة."


كانت وعد قاعدة وسط صحابها، لكن عينها معلّقة في الساعة كل شوية.

قالت واحدة منهم وهي بتضحك– "يا بنتي قومي هيصي معانا، إيه القعدة دي؟" 

وعد – "سيبوني في حالي." 

ياسمين – "مالك؟ من ساعة ما جيتي وانتي ساكتة." 

اتنهدت وعد وهي بتحاول تهرب من الكلام، لكن ياسمين وقالت

– "إنتي مش عايزة تعملي قلق… زي ما قالك. فقعدة في مكانك ومش مشتركة." 

بصتلها وعد– "ياسمين… بلاش." 

ابتسمت ياسمين بمكر وقالت– "هو هييجي إمتى؟ عايزة أشوفه تاني." 

وعد  "معرفش… بس أكيد ممشيش، هو قال لي هنروح سوا." 

عين ياسمين لمعت بفضول – "أنا أول مرة أشوف… هو عمك فعلاً؟ مفيش حاجة بينكم؟" 

وعد – "إنتي بتقولي إيه؟" 

ضحكت ياسمين:– "قصدي شكله قمور… عنده كام سنة يا وعد؟" 

سكتت لحظة وقالت:– "اتنين وتلاتين." 

– "متجوز؟!" 

سألت ياسمين بسرعة وهي بتفحص ملامح وعد.

ردت وعد:– "لا… عمّي مشغول في شغله أكتر من حياته الشخصية." 

ياسمين – "يعني مش مرتبط؟" 

وعد حاولت تبدو عادية وقالت:– "معتقدش… أو لسه معرفش. ما لحقتش أتكلم معاه." 

ياسمين – "اممم… هو لسه راجع من برّا يعني؟" 

وعد – "آه… بس غريبة يخرج في نفس اليوم اللي رجع فيه… لسه بيعاني في نومه ولا إيه…" 

ياسمين – "مش فاهمة قصدك." 

سكتت وعد، لمحت شخص واقف بعيد… كان على.، قامت وقالت لصحابها:

– "أشوفكم بعدين." 

ياسمين – "إيه ده؟ مالك مستعجلة كده ليه؟ خليه ييجي يقعد معانا." 

وعد التفتت لها– "ياسمييييين… باي." 

واتجهت بسرعة ناحية علي.بص لها وقال بهدوء وهو يلاحظ ارتباكها:

– "خلصتِ؟" 

– "أيوه… تمام. خلينا نمشي." 

وقف علي، وبص بنظرة سريعة على الشلة، وكأنه بيقيّم الشباب اللي معاهم. بعدها مشي وهي ماشية معاه. 

ساعتها واحد من الشباب قال باستغراب– "مين ده اللي وعد خرجت معاه؟" 

ضحكت ياسمين وقالت:– "عمّها." 

بصتله واحدة من البنات بدهشة:– "عمها؟! وااو


خرجت وعد وبتجري ورا علي، بتحاول تلحق خطواته السريعة ومابك ملاحظ ده من سرعة سير على

وعد:– "اتأخرت ليه؟" 

رد وهو عينيه لقدام– "عقبال ما خلصت الميتنج." 

قالت– "ميتنج؟ النهارده أول يوم ترجع فيه مصر… ولسه الشغل متحكم فيك كده؟"

كانت نبرتها كأنها بتلمحله لزمان، للغايب بينهم. 

فجأة وقفت وقالت بحِدة:– "ليه مش بتتكلم معايا؟" 

وقف علي، لف لها، سكتت لحظة وبعدين قالت:

– "انت جيت لحد التواليت واتكلمت معايا… دلوقتى ساكت ومش بتبصلى؟"

اتفجأ إن مالك وبص لعلى هل دخل حمام السيدات معاها فعلا

وعد– "انت مصدقني صح؟ لما قلتلك إن البرشام مش معايا." 

على– "امشي يا وعد." 

– "أنا مش بشرب والله… انت مصدق بجد إني بسكر وأخد مخدرات؟!" 

بصلها شوية بعدين قال– "عارف إنها مش بتاعتك… وإنك خدتيها من حد." 

– "بجد؟…" 

على– بس تخيلي لو كنتي خدتيها… كان هيحصلك إيه؟" 

سكتت وعد، قرب منها خطوة وقال بواقعيه

– "كنتِ هتدخلي طريق ملوش نهاية… طريق الضياع والموت." 

ارتجفت من كلماته القاسيه على فتاه مثلها، حاولت تتماسك. بصتله بعيونها الرقيقة وقالت

– "مكنش هيحصلي حاجة… لأنك معايا." 

وقف مكانه من كلامها، قربت أكتر، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت:

– "شكرًا… لإنقاذك ليا. مش مرة واحدة… مرتين… لأ، تلات مرات." 

رفعت صباعين– "زمان…"

وبعدين رفعت الثالث– "ودلوقتي." 

ارتسمت ابتسامة جانبية على وش علي، ثم رجع بصلها قال

– "يبقى افتكري إنك مديونة لي."

 


في شقة مضاءة من كل زاوية، ورائحة الخمر منتشرة في الجو، كان يوسف جالس على الأريكة.

خلفه سهير، بملابس مكشوفة، تدلك كتفيه ببطء:

– بتجهد نفسك في الشغل ليه كده؟


ردّ يوسف ببرود:

– أسيب بابا يشيل الحمل لوحده؟ لأ… لازم أبقى معاه.


اقتربت منه أكثر، وصوتها فيه دلال:

– بس كده بتتعب… ريّح نفسك شوية.


نظر للأرض وقال بحدة مكبوتة:

– أنا مبعرفش أريح دماغي… الراحة بتفكرني بحاجات مش عايزها ترجع.


سكتت لحظة، ثم همست:

– كنت بتحب زمان؟


التفت لها فجأة، عينيه ثابتة:

– بصّيلي يا سهير… شكلي يدي اني ممكن أحب من قلبي؟


ابتسمت بسخرية مرّة:

– طب لو مش بتحب… إزاي بتقول إنك معجب بيا؟


أجاب ببرود لاذع:

– أنا مقولتش إني بحبك. أنا معجب بيكي… بستريح معاكي. بفضلك على أي حد تاني.


ابتلعت ريقها وسألت بصوت متردد:

– وده مش حب؟


اقترب أكثر، نظر في عينيها بحدة:

– لو شايفاه حب، يبقى بحبك. بس خلي بالك… حبي مش هيكون زي ما انتي متصورة، مش هيكون حاجة كويسة.


ارتعشت كلماتها وهي تهمس:

– إنت الوحيد اللي بتعاملني كأني بنت بجد… مش مجرد… حاجة. ده يخليني أتمنى حبك… حتى لو أخدني للجحيم.


اقتربت منه واحتضنته بشوق، فما تردد يوسف أن يبادلها الحضن…

لكن في عينيه ظلّت نظرة غامضة، نظرة شخص بيحارب أشباح الماضي وهو عارف إن الحرب لسه ما خلصتش.


--- 

في العربية، كانت وعد قاعدة ساكتة، عينها معلقة على علي. لحظة لاحظ نظراتها، بصلها، فاتحرجت بسرعة وحولت نظرها على قدام 

وصلوا الفيلا. أول ما دخلوا، لقت بدران مستني في الصالة، واقف وإيده ورا ضهره، ملامحه تقيلة.

– "وعد… كنتي فين لحد دلوقتي؟" 

– "بابا انت لسا صاحى… كنت مع صحابي." 

بص في ساعته – "لحد دلوقتي؟ الساعة تلاتة… وكمان من غير سواق؟!" 

دخل علي قال– "كانت معايا." 

التفت بدران له، علي مكمّل:– "المفروض تروح بدري، بس أنا قولتلها تستنى عشان ترجع معايا." 

سكت بدران لحظة، وبص لوعد اللي قالت – "مكنش قصدي يا بابا… ده كان عيد ميلاد ياسمين." 

تنهد بدران – "كنت قلقان عليكي… خلاص. المهم إنك كنتي مع علي." 

أشار بإيده وقال بنبرة حاسمة– "تمام اطلعي أوضتك." 

أومات وعد برأسها وطلعت، بدران بص لعلي وقال:

– "انت لحقت خرجت في أول يوم رجوعك؟" 

رد علي بهدوء وهو يفك زرار جاكيت بدلته– "كان عندي شغل." 

– "شغل؟" 

– "قابلت محسن." 

شد بدران إيده بعصبية وقال بحدة– "الندل ده… نهايته معايا كانت المو.ت." 

– "حليتلك الموضوع… ورجع الفلوس." 

اتسع نظر بدران بدهشة– "إزاي؟" 

– "شوف حسابك." 

فتح بدران تليفونه، ووقف لوهلة وهو شايف المبلغ المحوَّل. رفع عينه لعلي بنظرة غير مصدقة، فقال علي بابتسامة جانبية:

– "كده حقك رجع… ومع الفوايد كمان." 

– "عملتها إزاي؟ هددته بإيه؟" 

– "كان نقاش ودي… وصل لتفاهم. يمكن طريقتك إنت بس كانت غلط." 

ضحك بدران ضحكة قصيرة، وقال– "نقاش ودي؟ أنا عارفك كويس يا علي…"

سكت علي وهو بيخرج قنينة غالية وبشرب، بدران ابتسم بخفة وهو مش مصدق

"مش عارف أشكرك إزاي… بكره هحوّللك الفلوس دي." 

على"مش عايزهم." 

"ولا أنا… بس أنا ما بسيبش حقي، ولما انت رجّعته ده خلاني أهدى. الفلوس تروحلك إنت… أنا مش محتاجها." 

بصله علي نظرة طويلة وقال بهدوء:"ما تستهونش بالمبلغ." 

ابتسم بدران "وإنت ما تستهونش بمكانتك عندي." 

سكت علي وهو بيراقبه، لحظة صمت تقيلة بينهم قبل ما بدران يقول وهو يشير بإيده:"اطلع ريّح… أنا اللي بقولك أركن شغلك الفترة دي."

علي وقف وهو يرد باقتضاب "أشوفك بكرة."

وسابه وطلع فوق بخطوات هادية، تارك بدران قاعد يفكر في اللي حصل، بين إعجابه وفضول 

--- 

طلع علي أوضته، وهو بيقلع الجاكت سمع خبط على الباب.

فتح، لقى وعد واقفة. 

بصلها باستغراب:

"في حاجة يا وعد؟" 

قالت:

"شكراً على اللي قولته لبابا." 

رد بهدوء:

"أنا قلت اللي حصل." 

قالت بسرعة:

"عارفة… بس انت اتكلمت بتبرير مكاني." 

قرب منها وقال:

"عارفة إني ما ببررش لحد." 

سكتت وبصت له، بعدين قالت:

"يعني أنا مش أي حد، صح؟" 

نظراته فضلت معلقة فيها.

شبت على أطراف صوابعها وقالت بابتسامة صغيرة:

"كنت فاكرة لما أكبر هوصلك… بس انت طولت أكتر." 

عينه شدت عليها، وهي همست:

"افتقدتك يا عمي." 

قربت منه وحضنته، عينه ثبتت عليها وهو شايف قدامه نفس الطفله اللي كانت بتتعلق فيه زمان، لكن دلوقتي وعد اختلفت.. جسدها كل حاجه بقت امرأه كاملة. قلبه دق دقات غريبه، ومع إنه محدش يلمسه أو يقربله، مش بعدها بالعكس رفع إيده وردلها الحضن. ابتسمت وعد وهي حاسه بيقربها أكتر، وإيده على ضهرها، حمالة الفستان انزلق شويه وبان كتفها الأبيض الناعم، علي همس بصوت واطي، رجولي ومشوب بحراره:

"إنتي جميلة."

قلبها دق من همسته، إحساس غريب كإنها واقفة قدام حبيبها مش عمها. الحضن طول، والقرب بقى أقوى لدرجة إن أجسادهم لامست بعض. رفعت عينيها وقالت بخجل مرتعش:

"عمّي..."

الكلمة وقفت علي مكانه وصحيته من اللي كان فيه، فابتدى يبعد عنها بهدوء كأنه بيرجع لعقله وحدة وحدة. وعد رفعت حمالة فستانها بخجل، حاولت تكسّر الصمت وقالت وهي بتبص حوالين أوضته المرتبة:

"أوضتك مرتبة أوي... هتفضل معانا هنا مش هتروح شقتك؟" 

-"في الوقت الحالي أنا هنا." 

ابتسمت - "كويس." 

بصّ لها علي وقال بنبرة حاسمة:"يلا يا وعد، روحي على أوضتك." 

أومات "حاضر... أشوفك بكرة." 

خرجت من أوضته  بصيتله بعدين قفلت الباب ومشيتد علي اتنهد ومسح وشه بإيده، كأنه بيطرد أفكاره. فجأة تليفونه رن برسالة، فتحها ولقيها من مالك:

"أجّل مقابلتك دلوقتي... الشبهات كتير."


وعد دخلت أوضتها، وقفت قدام المرايا ولسا بتفك الفستان من عليها. فجأة شدت أنفها ريحة عطر رجولي مألوف، برفان علي. غمضت عينيها لحظة وافتكرت همسته اللي لسه راجعة في ودنها:

"إنتي جميلة."

ابتسامة صغيرة ظهرت على شفايفها، وبصّت لنفسها في المرايا كأنها أول مرة تشوف ملامحها بجد، وشافت الجمال اللي شافه هو فيها. 

... 

تاني يوم الصبح على الفطار، العيلة كلها كانت قاعدة حوالين الترابيزة.

قالت رانيا وهي بتبص لوعد – "مش رايحة الكلية النهاردة يا وعد؟"

ردت وعد بهدوء:

– "لأ، مفيش محاضرات." 

يوسف دخل في الكلام وقال:

– "أمال فين عمي؟"

قامت وعد – "أطلع أناديه." 

بس بدران – "خليكي قاعدة، أنا بعت فاطمة تناديه." 

بعد لحظات نزل علي بخطواته الواثقة، قعد معاهم على الفطار.

بص ليوسف وقال:– "مروحتش الشركة ليه يا يوسف؟"

رد يوسف وهو بيحط كباية العصير:– "هنزل متأخر النهاردة."

ابتسم علي ابتسامة جانبية وقال:– "كويس… نروح سوا." 

يوسف رفع عينه وبصله باستغراب:– "إنت نازل الشركة النهاردة؟"

بدران– " قولتلك متشغلش بالك بالشغل دلوقتي ياعلى.

علي: "أنا مش هشتغل، هروح الشركة بس."

سكتوا، فجأة جه صوت من بعيد: "ازعجتكم؟"

بصّوا ناحية الصوت، لقوا نادين.

رانيا وقفت بسرعة وحضنتها: "إيه الزيارة الحلوة دي!"

نادين بابتسامة: "قولت أجي أشوفكم… وبرضه زيارة لعلي بعد رجوعه."

بدران: "اتفضلي اقعدي يا نادين، إنتي مش غريبة."

نادين قعدت جنب علي، وهو بص لها، فابتسمت وقالت: "كده نقدر نتكلم معاك وجهاً لوجه عن الإيميل."

يوسف تدخل: "اتكلمي، بس من غير لمس… ده قانون علي الأساسي."

نادين ضحكت: "عارفة قوانينه الصارمة."

علي قال بهدوء: "المفروض تكوني في الشركة."

نادين: "خلصت شغلي."

وعد كانت بتبص بخفة على خالتها، لحد ما قال يوسف: "بما إنك جيتي يا خالتو، هنعقد سوا."

--- 

في المطبخ، الخدم كانوا بيغسلوا الأطباق.

دخلت وعد، شافت رنا وفاطمة.

فاطمة: "عايزة حاجة يا آنسة وعد؟"

وعد: "لا، يا دادا… أنا جايه أشرب."

لمحت واحدة بتعمل قهوة.وعد: "لمين دي؟"

الخادمة: "لعلي بيه ونادين هانم."

سكتت وعد، فاطمة قالت: "البيه وصل امبارح."

وعد: "شوفته… هو اللي وصلني البيت." 

رنا اتفاجئت: "إيه! اتقابلتوا بره؟"

وعد: "أيوه، في عيد ميلاد ياسمين. هو كان عنده شغل في النايت."

فاطمه: "نايت قابلتى عمك ف النايت؟!"

وعد: "أيوه يا دادا، مقولتلك… كان عندي بارتي وهو اتفهم الموقف."

قربت منها وقالت بخفة: "تعرفي… صحبتي كانت عايزة تاخد رقمه، افتكرته حبيبي."

رنا بفضول: "وإنتي عملتي إيه؟"

وعد بابتسامة: "ما ادتهوش أصلاً… عمي مش فاضي للكلام ده."

ابتسموا، وفجأة صوت رانيا نادى: "وعد."

لفت وعد وبصتلها، قالت رانيا: "عايزة أتكلم معاكي."

وعد بصّت للخدم اللي كانوا بيتفرجوا، رجعوا بسرعة يكملوا شغلهم في صمت.

مشت معاها، ورانيا قبل ما تخرج بصّت لفاطمة ورنا بتلقيح

: "ركّزوا في شغلكم أكتر من كده."

مشيت ورنا وفاطمة فاهمين إنها بتلقح عليهم.رنا بصوت واطي:

– ممكن سؤال؟ ليه علاقة وعد بوالدتها بارده؟ عمرى ما شوفتها حضنتها مره. 

فاطمة:

– عشان دي مرات أبوها مش أمها. مش وحشه، بس ما تقدرش تاخد مكان الأم. 

رنا:

– وفين أمها؟ 

فاطمة:

– الله يرحمها، ماتت بعد ما خلفتها. 

رنا:

– عشان كده وعد بتقول على نفسها نحس؟ 

فاطمة:

– مين قالك؟ 

رنا:

– هي بنفسها قالتها مره بهزار… بس كان باين إنها قصدها. 

فاطمة بتنهد:

– ياما قولتلها ده قدر ربنا، بس مش مقتنعه. 

رنا بخجل:

– عارفه يا يداده… أنا مليش صحاب، ولولا إني جيت هنا ماكنتش لقيت حد. وعد رغم إنها مغروره شويه بس طيبه… بحبها. 

فاطمة بابتسامه:

– وهي كمان بتحبنا. 

دخلت رئيسة الخدم بحدة:

– كفاية كلام… اشتغلوا زى ما الهانم قالت

سكتوا وكملوا شغلهم.


وقفت وعد مستنيه رانيا قالت : "نعم؟"

رانيا ببرود: "بتوقفي مع الخدم كتير… ليه؟"

تنهدت وعد: "يعني مكنش في كلام مهم، إنتي سحبتيني من هناك كده وخلاص."

رانيا: "المطبخ مكانهم، مش مكانك."

وعد: "أنا ماوقفتش في حتة غلط."

رانيا: "بتكلميهم كتير… والمفروض يعرفوا إنتي مين، مش تقللي من نفسك."

وعد بحدة: "مفيش حاجة تقلل مني غير إنك تاخديني بحجة الكلام وتطلعي بتكدبي.

رانيا قالت بحدة:

"والدك لو شافك هيضايق، ولو أنا كلمتك النهارده، المرة الجاية هو اللي هيكلمك. الموضوع بقى أوفر… كأنك مصاحبة الخدم! إنتي أعلى منهم، وكلامك لازم يكون مع اللي زيك. وبصراحة… إنتي مش بتقعدي معانا قد ما بتقعدي معاهم، مع إننا عيلتك." 

وعد"عيلتي!؟ … تمام. على العموم أنا عارفة أنا بعمل إيه، ومفيش حد شاف وقوفي هناك يقلل مني. ده بيتي، أقف في أي حتة أنا عايزاها… يا ماما." 


وعد مشيت، لكن وهي خارجة وقفت فجأة لما شافت يوسف.

يوسف بص لها باستغراب:"اختفيتي فين؟"

وعد ما ردتش.مسك إيدها وقال بخفة:"إيه ده… إيه اللي حصل؟" 

سكتت تاني، فابتسم وقال:"مين مزعل الدكتورة؟" 

قالت بهدوء: "يوسف…"

رد بسرعة: "بصي، بابا لو شافك زعلانة هيتضايق أوي. عرفيني، في إيه؟"

قالت: "مفيش حاجة."

قرب منها وقال: "متأكدة؟"

ابتسمت وعد وأومات ليه، وقبل ما ترد سمعت صوت.

لفت، شافت علي واقف ومعاه نادين. 

يوسف ضحك وقال:"الاتنين العاشقين!" 

سكتت وعد، وهي عارفة إن علاقة علي ونادين متطورة لدرجة إن في كلام إن بينهم باط أو مشاعر واضحة. 


نادين بصت لعلي وهى واقفه معاه وسألته:"خلاص، هتمسك الشغل هنا؟" 

قال علي بهدوء:"واضح." 

ابتسمت نادين:"كويس… كده هنعرف نوصلك بسهولة." 

فضل ساكت وهو بيشرب قهوته، بس نادين فضلت عينيها عليه وقالت:

"ناوي على إيه؟" 

رد علي وهو بيبصلها:"معتقدش إنك بتسألي عن خطوتي الجاية." 

ضحكت بخفة:"قصدي حياتك العملية؟ أنا عارفة إنك مبتقولش خططك لحد. بس أنا بسألك عن حياتك الشخصية… ارتبطت ولا لسه؟" 

قال:"لسه… وممكن قريب." 

نادين"هستنى اللحظة دي." 

قبل ما يرد، دخل يوسف في الكلام وقال:"معلش هقاطعكم… بس مهم." 

نادين ابتسمت:"عايز إيه يا يوسف؟" 

يوسف بص لعلي وقال:"جاي أسألك بخصوص مالك… مساعدك." 

علي :"ماله مالك؟" 

يوسف:"مش مرتاح له." 

قال علي بثبات:"هو شغال معايا ولا معاك؟" 

يوسف هز كتفه وقال:"واضح إنك واثق في إخلاصه." 

سكت علي، فغير يوسف الموضوع:"مش ناوي تتجوز يا عمي؟" 

رد علي بابتسامة ساخرة:"لما تتجوز انت الأول يا يوسف." 

يوسف سكت قلبت ملامحه، علي كمل:

"انت خلصت الكلية السنة اللي فاتت… ليه لسه أبوك مجوزكش؟" 

دخل بدران وقال:"في بنت جميلة قوي من عيلة راقية… هتجمعك بيها شغل وتتعرّف عليها." 

على قال"مفيش حد في حياتك يا يوسف… مش كده؟" 

يوسف بص لأبوه، اللي سأله مباشرة:"في بنت في حياتك؟" 

رد يوسف بجدية:"لأ… ومش عايز. أعتقد عمي أولى، في نص التلاتينات." 

علي ابتسم:"متقلقش عليّ يا يوسف، مش هعنس… وبعدين أنا مش بكبر." 

نادين ابتسمت وهي متابعه الحوار، بينما يوسف قام وهو ملامحه متغيرة. 

بدران بص لعلي وقال بهدوء:

"أضايق ليه؟!"

الخدامة دخلت بالصينية وعلي لفت نظره شكلها الغريب وهو بيتابعها لحد ما حطت الطبق.سأل علي:

"أوضاع الشركة تمام؟" 

رد بدران:"آه… باستثناء اللي قلتلك عليه." 

كانت الخدامة لسه واقفة مكانها، بصتلها نادين وقالت:"خلاص… امشي." 

وأول ما عدّت جنب علي، فجأة انقضّت عليه بس.كينه وجر.حته بخط سريع.

صر.خت نادين وبدران اتجمد مكانه، لكن علي مسك دراعها بسرعة وبص لها بصدمة كبيرة. 

الست كانت بتصرخ وهي بتحاول تضغط عليه:

"انت السبب… انت اللي قت.لته! انت شيطا.ن!" 

الكلمات ضربت علي في صميم، عينيه كانت ثابته عليها وهو بيوقفها من غير ما يسيب لنفسه فرصة يها.جمها.

لكن بدران اتدخل بعنف، مسك إيدها وكتفها بقوة وهي بتحاول تهاجمه. 

نادين صاحت برعب:"يا حراس!" 

الرجالة دخلوا بسرعة، علي كان ماسك دراعه والد.م نازل منه وهو باصص للست اللي اتجننت.مسكوها الحراس وهي بتصرخ بأعلى صوتها:

"سيبوني يا مجر.مين! هاخد روحك يا علي… زي ما حر.قت قلبي على ابني! هاخد روحك يا راس الأفعى لبدران الوسخ!" 

شد بدران نَفَسه وقال بغضب:"اتكلمي عدل… ولا…" 

قاطعه علي وهو بيتألم:"بدران!" 

بدران رفع عينه له، وبعد ثواني أمر بصوت حاد:"خدوها فورًا! سلّموها للبوليس… يخلوه يتصرف معاها." 

جرّوها الرجالة وهي بتولول:"مش هسيبكم! هاخد حقي… كلكم هتتحرقوا ف نار جهنم… كلكووو!"

وصوتها بدأ يختفي تدريجياً. 

نادين قربت بسرعة من علي وقالت بقلق"علي… انت كويس؟" 

بدران مد إيده على دراع علي يحاول يطمنه، لكن علي انتفض فجأة:

"قلت محدش يلمسني!" 

بدران"مش وقت وسواسك! الجر.ح غميق… لازم مستشفى حالًا." 

علي اتنفس بصعوبة وهو بيسند على الكرسي، الدوخة سيطرت عليه.

صوت بدران جَهَر وهو بينادي:

"على!" 

كان بيحاول يقف على رجليه بصعوبة، لكن فجأة لقى وعد واقفة قدامه، عينيها متسعة من الصدمة وهي شايفة الد.م بينزل من دراعه. 

قالت بصوت مرتجف:

– "عمّي…" 

خطواتها اتسارعت ناحيته،ارتمى عليها وعد مسكته بسرعة، جسمه كان تقيل عليها بس في اللحظة دي حسّت بقوة غريبة، استحملت وزنه من غير ما تشتكي. 

قربت وشها منه وقالت بقلق– "انت كويس؟ حصلك إيه؟" 

بص لها علي، عينه فيها ألم، وصوته طالع واهي:– "خديني على الأوضة…" 

أومات له فورًا، وسندته بخطوات ثابتة كأنها أقوى من طبيعتها، ومشيت بيه بعيد عن الصالة. 

بدران كان واقف بيراقب المشهد بعين متفحصة، ورانيا ونادين واقفين متوترين.

نادين قالت:

– "نساعده أحسن من وعد!" 

رد بدران بسرعة:– "لأ… إنتي عارفة علي عنده متلازمة عدم اللمس." 

رانيا – "ووعد إيه؟!" 

سكت بدران، بصلها قال– "قولى ليوسف يجيب دكتور فورًا."


في أوضة علي، كان الطبيب لابس جلافظات، واقف جنبه بعدما خدره وخيط جرحه بعناية.بدران واقف متجهم، جنبه نادين ورانيا، بينما وعد قاعدة على الكرسي، عينها معلقة بعلي ووشها مليان قلق. 

الطبيب أنهى شغله وقال بجدية:– "لازم تهتم بالجرح كويس لحد ما يلتئم." 

أومأ له علي بهدوء، إشارة مختصرة للفهم.خرج الطبيب، وأشار بدران لـ يوسف يروح يحاسب الدكتور 

نادين تقدمت خطوة وقالت بسرعة:– "علي… إنت كويس؟" 

وعد كانت عايزة تسأله الأول، لكن خالتها سبقتها كالعادة.

علي رد – "عايزك يا بدران." 

بص بدران للباقيين وقال بنبرة حاسمة:

– "اخرجوا… محتاج يرتاح." 

خرجوا كلهم، وعد قبل ما تمشي بصت على علي بقلق، لكنه مبصلهلش 

جلس بدران على الكرسي قدامه، عينيه بتفحصه:

– "انت كويس؟" 

رفع علي نظره وبص له:– "مين دي؟" 

بدران – "تقصد الست؟" 

– "آه…" 

تنهد بدران وقال:– "دي منى… أم عبدالله." 

علي – "عبدالله مين؟" 

رد بدران:– "واحد من موظفينا… كان في شحنة. لكن السفينة كان فيها عطل، والتحميل كان تقيل… غرقت بيهم." 

علي عينيه ضاقت– "سفينة إيطاليا؟" 

قال بدران وهو بيحاول يسيطر على غضبه:

– "أيوه… هي. وقتها حاولنا نكتم الموضوع، والمحامي قام بدوره… والمحكمة وقفت معانا لإننا ملناش ذنب. دفعت تعويض، لكن الظاهر إنها كانت عايزة أكتر. طلبت شغل، وما كنتش أعرف إنها هتوصل لدرجة ته.جم على حد من عيلتي." 

علي سكت، عينيه مركّزة في الأرض.

بدران شدد صوته:

– "أوعدك… هتاخد أشد جزاء. ربنا ستر، وجت في دراعك بس." 

رفع علي نظره وقال ببطء:

– " كانت عايزه تق.تلني." 

بدران رد بقوة:

– "مش هسمح لده يحصل. نسيت إني وعدتك بالحماية… حتى من نفسي؟" 

علي سكت لحظة، وبص له نظرة تقيلة.

بدران كمل بصوت مكسور:

– "انت أنقذتني زمان من المو.ت… وأنا ممنون لك بحياتي من أول ما قابلتك ياعلى وانت جنبى راجل برغم صغر سنك الا انك كنت زي الى بيقاتل. عشان كده… حطيت رابطة الأخوّة بينّا لما لقيتك عايز الوفاء منى، قولتلك ايدى هتكون محرّ.مة على دمك... لو انت شاكك فيا انى خليتها تعمل فيك كده تبقى غلطان انا ا،تر واحد دمى بيغل.ى 

على بصله قال– " أنا اتصابت في بيتك." 

بدران – "حاسس بالخزي إن حد قدر يوصل ليك ويأذ.يك هنا… لكن صدقني، هخليها تاخد عقابها." 

علي قاطعه بهدوء حاسم:

– "لا… ما تدخلش. أنا هتصرف معاها. ده حقي أنا." 

بدران اتنهد وقال في النهاية:

– "أمرها كله في إيدك."


في الليل، البيت كله نام إلا وعد.طلعت فوق، خبطت على أوضة علي، محدش رد، دخلت ملقتوش.

استغربت: "عمّي؟"

وقفت، شافته خارج من البلكونة، لابس بنطلونه بس، جسده باين بعضلاته.

اتكسفت، وهو لمحها: "وعد؟"

قالت وهي تبص لدراعه: "جيت أطمن… دراعك عامل إيه؟"

قال بهدوء: "كويس… روحي نامي."

ردّت: "وإنت ما نمتش ليه؟ شكلك بتسهر كتير."

قال: "مش عايز أنام."

سألته: "ولا لسه مش بتعرف تنام بسهولة؟"

سكت.

قربت منه وقالت: "أساعدك زي زمان؟"

اتراجع خطوة: "وعد… اخرجي."

قالت: "عادي، أنا مش عايزة أنام."

بعد عنها وراح على الحمام.

لكن وهي داخلة وراه، لقاها فجأة قصاده قبل ما يقفل الباب.

انصدم: "بتعملي إيه؟"

قالت بثبات: "هساعدك."

قال بحدة: "هنا؟!"

بصّت وعد حوالين الحمام، عينيها وقعت على الشامبوهات.

قربت من الكابينة: "دي جايبها من ألمانيا؟"

بصّ لها علي، لقاها بتفتحهم بفضول.

تنهد: "وعد…"

هي كانت بتشم الروائح، وابتسمت لانها شبه ريجته قالت-… محبتليش حاجة لما رجعت؟"

مد إيده ياخد منهم، بس هي بعدت: "مش ببوّظ… بشوفهم بس."

قال ببرود:… اخرجى."

ردّت بسرعة: "استنى بس…" 

شدها من إيدها، وقعت وسندت على الكابينة.

اتفتح الباب واندلق المي عليهم. 

وقف علي ثابت الملامح، ووش وعد ارتبك وهي مبلولة:

"مكنتش أقصد… آسفة."

حاولت تقوم، رجّلها هتتزحلق، مسكها من إيدها وسحبها لبرا قال -ممكن تبطلى عبث

سكتت بخجل ، المية نازلة على وشها.تنهد: "روحي غيري هدومك."

قالت مرتبكة: "وإنت كمان… هدومك كلها اتغرقت."

بصلها مشيت باحراج تنهد 

خرج علي لابس هدوم غير اللي اتغرقت، شعره لسه مبلول.

افتكر جملتها: "لسه بتعاند في النوم."

بص ناحية باب أوضتها، ونزل. 

دخل الأوضة… ملقهاش.

قال بصوت واطي: "وعد؟"

سمع صوتها: "نعم." 

استغرب، لسه بيلف… فجأة وقف.

انعكاسها في المرايا ظهر قدامه، واقفة في الحمام، لافّة نفسها بفوطة.

ساقيها وكتفها وذراعيها باينين. 

قلبه خبط بقوة، حرارة جرت في عروقه من المشهد.

مسك مقبض الباب وقفله بحركة لا إرادية. 

بعد لحظات… نزلت البلوزة عليها وخرجت.

اتخضت لما شافته قدامها: "ع… عمي؟" 

علي صامت، عيونه عليها.

قالت وعد: "لو بتواجه صعوبة في النوم… ممكن تنام هنا."

رفع حاجبه: "على سريرك؟!"

أومأت وعد وقالت بهدوء:– نام… وأنا هتصرف. 

مسكت إيده بلطف وسندته على السرير عشان دراعه، لكنه شدها فجأة بقوة.

وقعت فوق السرير، واتصدمت لما لقت علي فوقها. 

بصتله بشده قالت– بتعمل اى؟! 

عيونه غرقت في عيونها، ضعف كبير سيطر عليه، مشاعر مدفونة عمره مكنش يعرف بوجودها، بصلها وهي شفايفها بتحمر أكتر وهى بصاله وقلبها بيدق جامد،

قرب منها أكتر… وشكلها لا يفارق مخيلته

قالت وعد بارتباط:– عـم… 

قبل ما تكمل الكلمه الى عرفها، اتصلبت اللحظة… والتصقت شفايفهم، إيده مسك رقبتها واتعمق فيها


تكملة الرواية من هناااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع