رواية وتعانقت الارواح الفصل الثالث 3بقلم ألست ورد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية وتعانقت الارواح الفصل الثالث 3الاخير بقلم ألست ورد حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
..3..
"مصعب"
قولتها بصوت عالي وبصراخ.
"لا لا مصعب والنبي يا عمو أشوفه."
كنت بفك نفسي منه بس هو كان شايلني
وماسكني بالقوي.
"مصعـــــــب لا وحياتك."
رماني الراجل في السياره وانا بضرب
علي ازاز السياره.
وانا بصرخ لغايه ما أحبالي الصوتيه
وجعتني.
لقيت الراجل وقف السياره وضربني بالكف
علي وجهي، أغمي عليا.
"المريضه قلبها وقف."
شوفت الممرضين والدكاتره بيجروا ناحيه غرفه العمليات.
كنت مرعوب عليها بصيت من الازاز.
لقيتهم بينعشوها ومافيش نبض.
ضربت علي الباب بقوه:
"لا لا اصحي يا ورد اصحي ابوس ايديك لا
متقهريش قلبي يا ورد للمره التانيه اصحي."
"النبض رجع."
قالتها الممرضه بإرتياح وهي بتبص للدكتور.
وانا شوفت النبض رجع تاني.
رجليا مستحملتش وقعدت علي الارض وأنا ببكي.
شعور صعب لما تلاقي نفسك
بتخسر نفس الشخص مرتين.
الدكتور طلع من غرفه العمليات.
وانا قربت منه كانت ملامحه كلها أسف، مفهمتهاش.
"المريضه جالها نزيف حاد وارتجاج في المخ.
وعندها بعض الكسور في ايديها الشمال ورجلها اليمين.
الحمدلله عرفنا نوقف النزيف بس في مشكله."
قلبي وجعني وضرباته زادت:
"في ايه يا دكتور قلقتني."
"المريضه لو عدي 24 ساعه وهي مفاقتش،
بنسبه 99٪ هتدخل غيبوبه."
"غيبوبه؟"
كنت مصدوم ومش قادر.
أستأذن الدكتور ومشي.
دخلت العنايه المركذه.
كانوا أسوء اربعه وعشرين ساعه يمروا عليا.
كنت خايف انها تدخل غيبوبه.
ورد ممكن تدخل غيبوبه.
والصدمه الكبيره انها ممكن تختار.
أهلنا عرفوا أن بنتهم عملت حادثه قويه.
أهلنا اللي مش فكراهم اصلا.
كنت قاعد علي أحد الكراسي الموجوده بقرب العنايه المركذه.
لم أشعر بمن حولي.
ولكنني سمعت صوتها.
أمي رفعت عيني بصدمه:
"ماما."
"ورد فين ورد بنتي فين أحكي فين ورد."
"ماما أنتِ وقفتي علي رجلك."
"ورد فين يا مصعب بنتي فين."
كانت منهاره ودموعها مغرقهه وشها.
كنت مبسوط أنها رجعت تمشي تاني.
"متخافيش إن شاء الله تكون كويسه."
لقيت والدي بيجري ناحيتنا هو ورِتاج.
أختي وتوأمها جرت عليا وهي بتحضني وبتعيط:
"ورد فين يا مصعب."
"متخافوش إن شاء الله تكون كويسه.
إن شاء الله يعدي أربعه وعشرين ساعه وإلا..."
"وإلا ايه؟"
قالها والدي بزعر، فأنتبهت والدتي.
مسحت علي وجهي:
"وإلا هتدخل في غيبوبه."
والدتي هنا أنهارت ووقعت من طولها.
لحقناها أنا ووالدي.
ورِتاج قعدت علي الكرسي بحزن وقهر.
بعد مرور عشرين سنه من فقدانها،
وعند لقائها تكون في تلك الحاله.
تعرفت عليها أول مره منذ قرابه السنه.
ولكنها لم تعرفني.
وأخبرتني أنها لا تتذكر شيء عن طفولتها.
حتي عائلتها لا تتذكرهم.
كانت متغيره للغايه.
ولكن ملامحها مازالت تبرق.
الذي خطفها كان أسمه "جلال".
سافرهم الي أحد الدول العربيه.
في غرض الشحاته أو بيع أعضاء.
وغيره كانت لديها صديقه.
ولكنها توفت عندما كانوا يترحلون في هجره غير شرعيه.
بسبب الجوع والعطش لم تستحمل الفتاه.
وماتت وجثتها رماها جلال في البحر.
وهنا كانت أول تروما تأتيها منذ أن كانت صغيره.
ورد كبرت عن سنها بكثير.
ورأت أشياء أكبر من سنها.
من بدايه أختطافها.
وأخذ أدويه تنسيها حتي أسمها.
سماها جلال بـ "ورد" لأنها كانت تبيع الورد.
بعد مرور خمس سنوات،
أخذ جلال الأطفال ونزلوا الي مصر.
مريم أخري عندما أسترقت الأوضاع.
كانت تخاف مني بشده.
إلا أن أثبتها أنني أخاها.
بتحليل DNA.
أخبرتني الدكتوره أن لا أخبرها الحقائق مره واحده.
حتي لا يأتي بسلبيه عليها.
تعرفت علي طليقها وهي تبيع ورد.
فأصبح يأتي في ذلك المكان يوميا حتي يراها.
كانت تحبه وتراه العوض.
الذي يشيلها من بطش جلال ومكانها الذي لم تري فيه الراحه.
ولكن خان زوجها العهد وتركها في عرض البحر مره أخري.
مرت أربعه وعشرون ساعه.
وكانت بالنسبه إلينا كأنها أربعه وعشرون سنه.
كانت بطيئه.
واللي خوفنا منه حصل.
ولكن الأسوأ توقف القلب مره أخري.
ولكن عاد نبضها مره أخري.
فتحت عيناها.
أقتربنا منها.
أمسكت والدتي يديها:
"ورد بنتي."
"ماما."
أبتسمت وهي تنطق أسم والدتها.
قبل أن تغمض عيناها وترخي يديها.
صرخت والدتي خوفا من أنها قد تكون قد ماتت.
ولكن أنها دخلت تلك الغيبوبه.
كان أختبار لنا جميعا.
ليري الله قوه تحملنا وصبرنا.
ولكنه كان أختبار أصعب.
مرت ست أشهر.
ولم تفق.
ولم يكن هناك أي مؤشر جيد.
أختارتها بنفسها.
أختارت أن تظل في تلك الغيبوبه.
كانت والدتي تأتي لها في الصباح هي وأبي.
وأنا أذهب اليها عند الإنتهاء من العمل.
في ليله ذهبت والدتي اليها في الصباح.
ورأت الممرضه عندها وتبتسم بإتساع.
وضعت والدتي حقيبتها وأقتربت من ورد.
كانت الصدمه أنها تفتح عيناها.
صرخت والدتي من المفاجأه.
وأقتربت منها وهي تحضن فيها وتقبل كل أنش في وجهها:
"ورد."
"حضرتكِ تعرفيني؟"
"مانتيش عارفاني؟"
"شكل حضرتكِ مش غريب عليا."
جاءت أن تتذكر ولكن دماغها وجعتها.
وظهر ذلك علي ملامح وجهها.
فأمسكت والدتي يديها:
"متغصبيش نفسك يا حبيبتي خدي راحتك."
اتصلت علي مصعب.
الذي أجاب بسرعه:
"مريم فاقت يا مصعب."
أجاب من الناحيه الأخري بفرحه:
"مسافه السكه وجاي."
أغلقت معه وأردفت ورد:
"حضرتك تعرفي مصعب؟"
هزت رأسها وهي تمنع دموعها من النزول:
"مصعب يبقي إبني."
"ايه؟"
ثم أكملت ورد حديثها بصدمه:
"يعني حضرتك تبقي..."
لم تستطيع ورد نطقها.
فنزلت دموع والدتها وأردفت وهي تقبل يديها:
"أبقي أمك يا ورد."
جاء في تلك اللحظه والدها "يعقوب" وشقيقتها "رِتاج".
صرخت رِتاج بفرحه أيضا وهي تأخذ شقيقتها داخل أحضانها.
كانت تشبهها قليلا ولكن ليس الشبهه الذي يظنون أنهم توأم.
أقترب والدها منها وكانت عيناه مغرورقتان بالدموع:
"حمدلله علي السلامه في وسطنا يا بنتي."
ضمها لحضنه وهي كانت مصدومه.
لا تسطيع أن تستوعب.
تعمل حادثه تستيقظ منها تكتشف أن لديها عائلها.
كم هذه نكته مضحكه.
"ده والدك يعقوب.
وأنا والدتك داليدا.
ودي اختك رِتاج توأمك يا ورد.
وأنتِ طبعا عارفه مصعب."
"أنا مش فكراكم."
أقترب منها والدها وأخذها في أحضانه:
"مش مهم تفكرينا دلوقتي يا ورد.
المهم أن أحنا لقيناكِ بعد عشرين سنه يا ورد.
أخر مره شوفناكِ فيها كنتي خمس سنين يا بنتي."
جاء مصعب ودخل الغرفه عندما ابتعد والدها عنها.
"ورد."
نطق بأسمها بدموع، فجري لها.
وهو يأخذها في أحضانه.
وتلك المره كانت تضمه الي حضنها.
"أنتِ كويسه؟"
هزت رأسها وهي تشدد من أحتضانه لها.
أبتعد عنها وهو يقبل أعلي رأسها:
"نورتينا يا ورد."
"أنا مش فاهمه حاجه يا مصعب."
"مش مهم يا قلب مصعب."
"هو ايه اللي حصل؟ ليه جسمي مش قادره أحركه؟"
"طبيعي بالنسبه لواحده في غيبوبه بقالها ست شهور."
"ست شهور؟ دنا حاسه اني مكملتش ساعه نايمه."
"الدكتور قالنا ان انتِ دخلتيها بمزاجك."
"شوفت حلم وحش أوي يا مصعب.
شوفت راجل ضربك في بطنك وهو خطفني.
وقالي انك مات.
ولما فضلت اصوت ضربني.
وبعدها محستش بأي حاجه."
تجمعت الدموع في كل من الموجود إلا والدتها.
التي بكت بحرقه وهي لا تفهم شيء.
قبلها مصعب أعلي رأسها:
"ده مش حلم يا ورد.
دي حقيقه.
أنتِ أتخطفتي وأنتِ صغيره."
أظهر بطنه مكان الطعنه فشهت ورد بصدمه.
"كل ما بكبر كل ما بتكبر معايا.
وشعور الندم والنفور مني أني معرفتش أساعدك.
كان شعور مقهر.
سامحيني يا ورد."
حضنته ورد وهي تبكي عندما رأت دموعه:
"أنا مسمحاك يا مصعب مسحماك."
عدي حوالي شهرين من أخر الأحداث.
ورد عملت علاج طبيعي علشان المده الطويله.
اللي كانت نايمه فيها ومش بتتحرك.
جبناها لبيت العائله مش بيتي.
واللي اتفاجأت بيه بأنه أقل من القصر.
متعرفش أن أحنا عندنا شركات بره وجوه مصر.
وشركات عالميه.
اتأقلمت مع رِتاج وأمي.
اللي بيحاولوا يعوضوها عن كل حاجه.
وبليل بنقعد كلنا في الجنينه كأسره.
وبتكون سهر لطيفه.
بعد مرور أسبوع من خروجها طلبتني في غرفتها.
"مانتاش عاوز تعرف ليه طلعت من الشقه وعملت حادثه؟"
أمسكت يديها وطمنتها:
"لأني واثق فيكي.
وبردو عاوز اعرف علشان أطمن عليكِ."
أخدت ورد نفس وخرجت بتنهيده حزينه:
"الحيوان طلقني وراني صور قذره ليا أنا و..."
مقدرتش تمسك نفسها وأنفجرت في البكاء.
حاولت اهديها بس هي كانت منهاره.
"علشان خاطري يا ورد اهدي."
"وراني صور قذره ليا أنا وأنت في أوضاع قذره."
أخدتها في حضني وأنا بهديها.
بس دماغي كانت عامله إيرور.
نامت في حضني فعدلت نومتها.
وروحت للحيوان طليقها.
أول ما فتح الباب لقى البوكس في وشه.
نطره جوه الشقة ووقع على الأرض.
قربت منه وإديته بوكس في وشه:
"بقي يا حيوان تصدق حاجة *** زي دي على مراتك يا ***؟ مين بعتلك الصور دي؟ أنطق يا ***، وربي وما أعبد لهوريكم يا شوية ***!"
ضحك بسخرية وقال:
"إيه يا سنيورة، لسه فاكرة تقولك؟ على العموم اللي بعتتلي الصور دي صحبتها."
إديته بوكس تاني:
"بقي يا *** تصدق صور زي دي؟ يا ***!"
ابتسم بإستفزاز وقال:
"واحدة متجوزها من الشارع، أكيد لازم أشك فيها."
ركله مصعب برجله في بطنه:
"وربي وما أعبد، لو لمحت ظلك قريب بيها حتى خمسة متر، ما تقولش على نفسك غير يا رحمن يا رحيم."
ثم صرخ:
"قولي بيت صاحبتها!"
قال العنوان بتعب، فركله مصعب مرة أخرى قبل أن يذهب.
خرج من الباب بعنف.
فتح له والدها:
"إيه يا أستاذ، في حد يخبط كده؟"
"أنا آسف يا عمي، بس محتاج الآنسة دينا في موضوع وحابب حضرتك تكون معانا."
"خير يا بني، عاوز بنتي في إيه؟"
"هتفهم كل حاجة يا عمي لما تنده لبنتك."
أشار له الرجل بالدخول:
"طب تعالى يا بني، متقفش بره كده، ادخل."
دخل مصعب وجلس في الصالون.
غاب الرجل دقائق، ثم عاد ومعه ابنته.
أول ما شافته شحب وجهها.
جلست بجانب والدها، فأردف مصعب:
"بص يا عمي، حضرتك عندك بنت، وإحنا عندنا بنات. واللي منرضهوش على بناتنا، منرضهوش على بنات الناس. دلوقتي الآنسة دينا فبركت صور مخلة ليا أنا وأختي."
دينا قالت بصدمة:
"أختك؟!"
"أيوه أختي. هي وقعتني بينها وبين جوزها. وورتيله صور قذرة. جابت في عِرضها وشرفها، وهي أشرف من الشرف. بس لسوء حظها إن الشخص اللي معاها يبقى أخوها.
وربي وما أعبد، لولا إن أبوكي شخص محترم، لكنت بلغت عنكم. بس أنا عملت بتربيتي، وجيت حَكيت لوالدك. ولو شوفتك قريبة من ورد… والله ما هتقولي على نفسك غير يا رحمن يا رحيم."
خرج مصعب وأغلق الباب خلفه.
لكن وهو ماشي، سمع صوت صراخها وصراخ والدها وهو يضربها.
فُقت من شرودي على صوتها:
"هاي مصعب."
"إيه؟"
"دِنت حالتك حالة يا بني، بقالي ساعة واقفة وبندهلك!"
"معلش، كنت سرحان."
ابتسمت بخبث:
"منتاش ناوي تقولي؟ كنت بتيجي لي بالليل وأنا في المستشفى. بتعمل إيه أو بتقول إيه؟ لأني مش فاهمة الكلام."
تفاجأ:
"أنا؟"
"أممم، أيوه. كنت بتيجي، تمسك إيدي، وصوتك كان حنين أوي. بس برضه ما قولتليش… كنت بتقول إيه؟"
"ورد، أنا مكنتش بجيلك بالليل. يعني، أخري المغرب مثلاً."
"أمال مين؟ معقول مالك؟"
هز رأسه نافياً:
"لأ، مالك مكنش يعرف أصلاً."
"أمال مين؟"
هز رأسه تاني:
"والله ما أعرف."
لكن الحقيقة إنه كان يعرف…
اعتذر منها علشان يعمل مكالمة.
أول ما رد الآخر، انفجر فيه:
"وحياة أمك، يا بني آدم يا مش محترم! كنت بتروح لأختي في أنصاص الليالي؟"
ضحك ضحكة عصبت مصعب:
"في إيه يا دوك؟ محسسني إنها كانت حاسة. وبعدين كنت بروح أطمن على بنت عمي. الحق عليا بعمل واجب!"
"لأ، وأنت بتاع واجب أوي يا يالا!"
"عرفت منين؟"
"لقيتها بتسألني، بتقولي كنت بتقولي إيه وأنا نايمة في المستشفى؟"
انفجر الآخر في الضحك:
"القلب بيحن يا دوك. معلش هقفل، عمك عاوزني."
قفل في وشه.
وعمه لا نده له ولا حاجة… كان بيهرب.
رجع مصعب لجوه.
لقاهم متجمعين على الغدا.
"كويس إنك جيت، كنت رايحة أندهلك. يلا."
قعد جمبها. الجو كان أسري ولطيف، كله هزار وضحك.
الحقيقة إن ورد لسه ما افتكرتش كل حاجة…
لكن بعض المواقف بدأت ترجع لها، ولو مش أوي.
.. تمت بحمد الله..
تعليقات
إرسال تعليق