القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

سكريبت كامل وتعانقت الارواح بقلم الست ورد


سكريبت كامل وتعانقت الارواح بقلم الست ورد 





سكريبت كامل وتعانقت الارواح بقلم الست ورد 



 "أنا بجد عايزة أتجوز، خلاص جبت آخري من التعليم، وآخرتنا إيه؟ بيت وقُرة عين".


ضحكت صديقتها على تلك الكلمات، وأردفت بقلة حيلة من صديقتها "ورد" التي وصفتها بالبلهاء: 


"ورد، أنتِ بتقولي الكلام ده من تالتة إعدادي، وما شاء الله أنتِ في أولى جامعة! هانت يا قلبي، كلها أربع سنين وتتجوزي".


ضحكت ورد بقلة حيلة من نفسها: 


"تصدقي بالله، عايزة أتجوز".


ضربتها صديقتها حبيبة بخفة على كتفها: 


"أول ما يتقدم عريس، أنا مش موافقة يا بابا. ورايا طموح وكيان".

تذمرت ورد وأردفت: "بت، تعرفي تسكتي؟"


ضحكت حبيبة بخفة عليها:


 "مش هتجيبي شاورما؟"


"ودي تيجي يا ستي؟ طبعًا! دي الحب يا بت". 

وغمزت لها في آخر كلامها.


بعد قليل، كانت تجلس في كافتيريا الجامعة وبيديها ساندويتش شاورما بالتومية المُحبب إلى قلبها. أخذت منه قَطمة بتلذذ كأنها لأول مرة في حياتها تتذوقه.


نظرت لها حبيبة قبل أن تقوم من مجلسها: 


"أنا هقوم أمشي بقى، ورايا مُحاضرة دلوقتي".


ورد بفم ممتلئ: 


"ربنا معاكِ يا أُختشي".


عندما قامت حبيبة من مكانها، جلس شخص مكانها، وهو يغمز لـ ورد.

نظرت له ورد بعدم فهم، وأردفت وهي تأكل من الشاورما: 


"عينك فيها حاجة يا بابا؟"


غمز لها مرة أخرى. أردفت هي بخوف مُصطنع: 


"إيه يا عم ده؟ مرض مُعدي ولا إيه؟"


غمز لها للمرة الثالثة على التوالي، فأردف هو تلك المرة: 


"رقمكِ".


شاورت له بيديها وهي تأخذ قَطمة من الشاورما: 


"تعالى أما أقولك أصله سر".


عدّل الشاب ملابسه بفخر من نفسه؛ لأنه استطاع بسهولة أن يأخذ رقمها. قرّب رأسه منها، وفي غفلة منه، ضربته برأسها، فصرخ من الألم وهو يمسك رأسه.


"ربنا يسامحك يا أخي، بوظت مزاجي".


عندما ذهبت من أمامه، اصطدمت بشخص ما، فشتمت الشخص الذي اصطدمت فيه بصوت منخفض: 


"هو يوم باين من أوله".


رفعت أنظارها ناحيته بغضب: 


"مش تحاسب يا أخينا؟ ولا هي وكالة من غير بواب؟ ماشيين تخبطوا فينا. وأنا اللي بقول عايزة أتجوز، دي إشارة من ربنا أصلًا إني أبص لتعليمي ولدراستي وأبطل أفكر في قُرة عيني. صح؟ مش كدا؟ بس أنا اللي مبفهمش! الواحد أول ما بيصحى بيستصبح بالكلية واللي فيها. تعرف والله بفكر أعتزل الدنيا. أنت مين وإزاي واقف كدا وإزاي تسمح لنفسك تكلمني يا أستاذ وإزاي..."


صرخ بها الشخص الذي اصطدمت فيه: 


"إيه! ما تبطلي راديو وما صدق اشتغل بعد ما صاحبه ركنه من خمسين سنة".


"أنا محدش يزعقلي أنت فاهم؟ هو بس اللي يزعقلي". 


قالت كلماتها الأخيرة وهي تُربّع يديها.


لم تكن ترى عينيه بوضوح بسبب نظارته التي يخفيها، ففكرت في لحظة أن تنتقم منه قبل أن يذهب من أمامها. رفعت أصابع قدميها حتى تستطيع أن تكون في طوله، وأخذت منه نظارته الشمسية السوداء التي كان يلبسها على غفلة منه، وكسرتها ووضعتها في يديه.

وجرت بسرعة إلى الخارج، حتى لم تلاحظ عينيه التي كانت تنظر لها بصدمة واستغراب، فأردف باستغراب واضح على عينيه: 


"النظارة!"


بعد مرور ساعتين، كانت تحكي لصديقتها ما دار بها هي وذلك الشخص، وكيف كسرت له نظارته السوداء. خافت صديقتها عليها بشدة، ولكنها طمأنتها بأن كل شيء تحت السيطرة.

كادت أن تذهب حبيبة، ولكن أصرت ورد بأن تقعد معها في المُحاضرة بما أنها انتهت من آخر مُحاضرة لها.

قعدت ورد ومعها حبيبة في البنش الأول. 


"لما الدكتور يدخل أبقى صحيني، أما أنام شوية".


بالفعل نامت، وصديقتها تنظر لها بغضب.

بعد مرور دقائق، كان الدكتور يدخل ولكنه كان شابًا في نهاية العقد الثاني.

مالت حبيبة عليها، وأردفت بصوت منخفض يصل لها فقط: 


"يا ورد، الدكتور دخل يا بت، قومي. إنما إيه؟ موز أهو يا بت، مش على كلامك أقرع وبكِرش".


رفعت ورد أنظارها ناحية الشخص المُسمى بالدكتور، ولكنها شهقت بصدمة عندما رأته أنه هو.


"بت يا حبيبة، ده اللي قلتلك عليه من شوية".


"اللي أخدتي منه النظارة؟" 


هزت ورد رأسها بالإيجاب، فشهقت حبيبة بخوف.


"وكسرتيها؟"


هزت ورد رأسها للمرة الثانية، فبلعت حبيبة ريقها وأردفت: 


"شِلتي المادة يا أُختشي!"


عرّف الدكتور عن نفسه: 


"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا الدكتور أيهم الدوسري. أنا اللي هدرسلكم مكان الدكتور سالم أبو النور".


"أحيه!"


 نطقت بها ورد وهي تكاد أن تصرخ من الإحراج، فهذه هي حالتها البلهاء.

وزع الدكتور أنظاره للجميع قبل أن تقع عينيه على فتاة تحاول أن تخفي وجهها منه. لم يهتم لها كثيرًا، وأخذ نفسًا وشرح المُحاضرة. بينما هي، نست كل شيء وكتبت وراءه. رغم أنها بلهاء، إلا أنها فتاة مجتهدة في جامعتها وتحبها أيضًا.


لاحظها هو فابتسم وهو يشرح، ولكن لم يُبين هذا، بينما هي نست بأنه هو ذلك الشخص الذي نزلت به تهزيئًا وكسرت له نظارته.

انتهى من المُحاضرة، بينما الجميع خرجوا من المُدرج، فكانت هي تلم أشيائها المُبعثرة. كادت أن تخرج برفقة صديقتها ولكنه أوقفها عندما نادى عليها: 


"يا آنسة".


نظرت خلفها وهي تبلع ريقها، وهي تدعي بأنه يقصدها هي بالتحديد.

شاورت على نفسها: 


"أنا؟"


هز رأسه بالإيجاب، فنظرت إلى صديقتها: 


"ادعيلي ها، وحياتكِ".


ذهبت ناحيته وهي تبلع ريقها:


 "نعم يا دكتور؟"


نظر لها قبل أن يذهب من أمامها: 


"تعالي ورايا".


ذهبت خلفه وهي لا تعلم لماذا يريدها. 


"بحقك يا فتاة، فأنتِ لتوّكِ كسرتِ له نظارته!".


كان ذاهبًا إلى مكتبه. عندما دخلت خلفه، تركت الباب مفتوحًا. أما هو، فقعد في كرسيه الخاص به، فنظر لها ثم مد يديه. فنظرت له وضحكت بتوتر وهي تصافحه.

رفع أحد حاجبيه، فاستغربت حركته


"إيه؟ مش أنت مادد إيدك علشان أسلم عليك؟"


"هاتي النظارة".


تركت يديه وبلعت ريقها بتوتر: 


"أنا آسفـ..."


قاطعها بغضب: 


"أنتِ عارفة النظارة دي بكام؟"

هزت رأسها نافية: 


"بكام؟"


"بـ200 ألف".


شهقت بعنف وهدرت بتلقائية وبدون وعي منها: 


"في حد عاقل يشتري نظارة بـ200 ألف؟ ليه؟ مالها أم 50 جنيه؟ قصّرت معاك في إيه؟"


كانت نظراته لها حادّة، فبلعت ريقها بتوتر: 


"أيوه يعني عايز مني إيه دلوقتي؟ اعتبريني عيلة وغلطت".


"عايز حق النظار..."


قاطعته بصدمة: 


"نعم! عايزني أدفع 200 ألف؟ أصل هقولك، عارف أنا لو معايا الرقم ده عمري ما هقعد في البلد دي! أه والله".


"هتدفعي حق النظارة ولا أقدم فيكِ بلاغ بأنكِ سرقتي مني 200 ألف جنيه؟"


كان يتكلم بجدية. لوهلة ظنّته بأنه يمزح منها، ولكن حديثه كان جديًا للغاية.


"ما ينفعش أقساط أو حتى اعتذار؟"


نظر لها قليلاً قبل أن يردف: 


"في حل واحد".


اتسعت ابتسامتها:


 "ها، قول بسرعة".


أردف وهو يضع يديه في بنطاله بعد أن قام من مجلسه: 


"تتجوزيني".


"طبعًا موافـ..."


"إيــــــــــــه! أتجوزك أنا؟ استحالة أوافق! قال أتجوزك قال". 

صرخت بها وهي تضرب المكتب بيديها بغضب.


"لولولوولولولوولولولي... يا دبلة الخطوبة، عقبالنا كلنا لولوللولولولوولي". 

هتفت بها صديقتها بمرح وهي تضحك عليها.


فأكملت حديثها وهي تمسك بطنها من كثرة الضحك: 


"أتجوزك! استحالة أتجوزك".


نظرت لها ورد بغضب، فهو تقدم لها منذ أسبوع، ووافق والدها عليه. لا تعلم لماذا، فهذا الشيء ضايقها بشدة، ولكنها الآن مجبورة وإلا سوف تدخل السجن بسبب نظارة كسرتها بسبب غبائها.


نظر لها بتحدٍ وهو يلبسها خاتم الخطبة، فنظرت له بغضب وهي تلبسه خاتمه أيضًا. توالت الزغاريد بينهما.


"طلقني يا أيهم! دي ما بقتش عيشة دي، ابنك مطلع عيني". 


قالتها بغضب حقيقي منه ومن ابنه أيضًا.


كان حينها يحمل طفله الذي هدأ عندما حمله والده. أخذ خيارًا من الطبق الموضوع على السفرة وقطم منه قَطمة.


"طب والـ200 ألف يا موزة؟"


"يعني إيه يا أيهم؟ مش أنت قولت ساعتها إنك كنت بتهزر؟"


شهق بتصنّع، وأردف وهو يُقبّل وجه ابنه: 


"أنا؟ يقطعني! مقولتش كدا خالص. صح يا سوسو؟"


قال آخر كلماته وهو ينظر لابنه الذي ضحك بشدة كأنه يفهم حديث والده. فصرخت هي بغضب منهم، فهي في هذه الأواخر أصبحت شديدة العصبية. دخلت غرفتهم وأغلقت بابها بشدة.

بعد دقائق، كان يدخل عليها بعدما نام صغيره ووضعه على سريره الخاص. كانت مُتكوّرة على نفسها، فنام بجوارها وأخذها داخل أحضانه وقَبّل رأسها.


رفعت رأسها حيث كانت الدموع في عينيها، فقبّل كل عين بحب وشغف ظهر في عينيه: 


"مالكِ؟ وليه زعلانة وعاملة في نفسكِ كدا؟ مش مستاهلة كدا يعني".


أردفت من بين بكائها:


 "ماما قالتلي إني مش أم مسئولة، ومبعرفش أشيل مسئولية بيتي ومهملة في حقك وفي حق ابننا. والله يا أيهم أنا بعمل اللي عليا وزيادة كمان. أنا قولتلك مش عايزة أتجوز دلوقتي علشان محدش يقول عني إني مش مسئولة عن بيتك أو حتى حد يقولك إن مراتك مش مسئولة".


قبّل جبينها مرة أخرى وشدد من احتضانها: 


"تعرفي إنكِ أجمل واحدة شُفتها؟ بعد ما المرحومة أمي ماتت وأنا عندي 12 سنة، اتحرمت من الحب ومن الأمان. ما كانش حد بيفهمني قدّها، لغاية ما شُفتك أول مرة وأنتِ بتشاكلي فيّا. ساعتها أعجبت بيكِ ولقيت قلبي بيقولي هي دي اللي هتلاقي فيها الونس والأمان. استغربت لما لقيتك بتكسري النظارة، قولت حُجة علشان أتجوزكِ. واتخطبنا، وتلقائيتك بتعجبني كل يوم والتاني لغاية ما وقعت وما حدش سمّى عليّا. أول يوم حضنتك فيه بعد ما اتجوزنا، حسيت بالحنان والأمان اللي فقدته من وأنا عندي 12 سنة. شايفك بتعملي اللي عليكِ وزيادة. أنا كل اللي محتاجه منكِ حضنكِ بس يكون مفتوح في أي وقت حتى لما نكون زعلانين. يوم ما قولتيلي إنكِ حامل، كنت أسعد مخلوق على وجه الأرض. ما كنتش متخيل إني هكون بالسعادة دي، وأول يوم شِلت فيه ابننا كانت أجمل لحظة مرت في حياتي. شايفك كل يوم بتتْعبي علشانا وبتعملي اللي تقدري عليه وزيادة. مامتكِ مش شايفة ده، شايفة إن بنتها بس مهتمية بدراستها وده أنا اللي عايزه أصلاً علشان لو قدّر الله جرالي حاجة تكوني معايا وسنداني. أنا بحبك بجد يا ورد، وبحب كل حاجة فيكِ".


كانت تبكي من حديثه الذي لمس قلبها. لا تُنكر أنها أعجبت به في البداية، والآن هي مغرمة به وبتفاصيل وجهه التي تجذبها إليها كل مرة.


"وأنا بموت فيك يا أيهم، وبعشق ابننا لأنه منك أنت".


كاد أن يميل حتى يُقبّلها، ولكنهما فاقا على صوت صراخ طفلهما. ضحكت هي بقوة حيث ظهر التشنج على وجهه.


"قاطع اللحظات الرومانسية، الله يخرّب بيتك، عيل رخم".


وجّه أنظاره إلى زوجته التي تكاد تبكي من الضحك: 


"قومي شوفي البيه اللي شكلي هرميه في الشارع ده".


"وجعت بطني، الله يسامحك يا أيهم".


 قالتها من بين ضحكها، فضحك معها.


قامت من مكانها حتى تذهب إلى ابنها، فعندما حملته وشعر بها توقف عن البكاء. جاء أيهم من خلفها وقَبّل رأسها وقبّل صغيره.


الحب ليس دائمًا قصة تبدأ من نظرة إعجاب هادئة، بل قد يولد من شرارة عابرة، من صدفة غريبة، أو حتى من غباء طفولي جعلها تكسر نظارته.

ورغم كل ذلك، بقي هو يرى فيها الوطن الذي افتقده منذ زمن، وبقيت هي تجد في عينيه الأمان الذي طالما بحثت عنه.


الحياة الزوجية ليست خالية من الشد والجذب، ولا من لحظات الجنون والغضب، لكنها تظل عامرة بالحب ما دام القلب صادقًا واليد ممدودة بالاحتواء.

فقد تكتشف بعد كل زعل أنّ كلمة حانية تكفي لترمم قلبًا مُتعبًا، وأن حضنًا صادقًا أصدق من ألف اعتذار.


وفي النهاية، الحب الحقّ ليس في خواتم الخطبة ولا في زغاريد الأفراح، بل في تفاصيل صغيرة؛ في كلمة "ربنا يحميكِ" بعد عناء، وفي يد تُربّت وقت الدموع، وفي ابتسامة تُعيدك للحياة من جديد


.. تمت بحمد الله.. 


#وَتَعانَقَتِ_الأَرْواحُ𐭩ᡣ

#السِت_وردَ

تعليقات

التنقل السريع
    close