القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عنفوان الحب كامله بقلم آيه طه حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 


رواية عنفوان الحب كامله بقلم آيه طه حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




رواية عنفوان الحب كامله بقلم آيه طه حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


البارت 1


يرزع الباب راجل بجلابيه صعيدي في اواخر الاربعينات بملامح قاسيه وحادةيسحب شروق من ايديها ويجرها لبرا الاوضه..... 


شروق بتوسل: الله يخليك ياعمي مريداش اتزوج دولك...... الله لا يسيئك والله اعمل كل حاجة وكل اللى بتقولي عليه... الله يخليك يا عمي سبني لوجهه الله و رحمه اخوك متعملش فيا اكديه..... 


كريمة بحزن وبصوت مكسور: يا سيلفي الله يخليك سيب البنيه ومتعملش فيها اكديه...... مش هنفتح خشمنا واصل ونعيش خدامين تحت رجلك بس الله يخليك متعملش فيها اكديه..... حلفتك برحمه اخوك متعملش اكديه... 


يدخل على المندرة ويرميها ادام الشيخ "المأذون" وسط العيله كلها متجمعه.. 


منصور بصوت اجش: اكتب يا مولانا انجزنا خلينا نخلص من الليله دي عاد.... 


الشيخ: بس يا بيه البنيه باين عليها مش موافقه ووشها وعيونها وارمين من البكي والضرب واكديه مينفعش واصل.... لازم تكون راضية وموافقة علشان الجوازة تكون على السنة والشرع. 


منصور بعصبيه: وبعدهالك عاد البنيه بتكون بنت اخوي الله يرحمه وانا وكيلها واحنا معندناش بنته بتختار تتجوز مين ولا توافق..... احنا بنستر البنته وبس وانا عمها وادرى بمصلحتها... اكتب عاد والا ماراح يحصلك طيب... 


يفتح الشيخ الدفتر بخوف ويبدأ فى التسجيل وكتب الكتاب شروق وعتمان ولكن فجاة يتفتح باب الدوار بقوة ويدخل شاب في مقبل العشرينات بملامح حادة ويصرخ بصوت يملى الدار كله 


عدنان: وقف منك ليه.... وقف يا مولانا اللى بتعمله ديه احسن ما احط الحديد فى يدك وتشرفنا فى القسم واللمة الكريمة دي كلاتها.... وانا والله نفسي اعملها من زمان ايه رايكم؟! 


منصور بعصبيه: انت مين انت يا واكل ناسك...... دا انت قلبك قاعد قوي اللى يخليك تدخل بيت منصور الغرباوي اكديه وكمان تهدد وتفكر انك هتطلع على رجلك.... اكتب يا مولانا وخلصنا عاد من الزواجه الشوم دي.... 


وينادي بصوت عالي: يا غفر الكلاب انتو واقفين برا نايمين ... 


عدنان: لا ما هو انا نسيت اعرفك بنفسي يا منصور يا غرباوي..... انا عدنان الاسيوطي وكيل نيابه الكفر الجديد وانا اهنيه علشان امنع جريمه بتوحصول وبكل هدوء والا امنعها عندي فى القسم وانت براحتك بقى انت عايز ايه؟! والحديدت اللى قولته من شوي ديه هسامحك عليه لانك مكنتش تعرفني.... 


الشيخ بخوف: يا خبر اسود.... وكيل نيابه.... انا مليش صالحه يا سعاده الباشا انا جيت اكتب واجوز البت وبس والله 


ويمسك دفتره ويطلع يجري لبرا وهو يقول بخوف:  ماليش صالح.... ماليش صالح بالموضوع ديه .. 


منصور بتهجم: اي يعني وكيل نيابه..... انعم واكرم يا باشا بس برضك ميصحش تدخل على الدوار اكديه.... البيوت ليها حرومتها بردك ولا ايه يا باشا..... واظن وجودك اهنيه مش قانوني وويبقى اكديه انا اللى ليا عندك حق.... 


يقعد عدنان على الكنبه فى قلب المندرة ويحط رجل على رجل ويبص على منصور اللى واقف قصاده مزهول من جرائته دي... 


عدنان بكل هدوء وبرود: متصدقش حالك قوي اكديه يا منصور.... انا لحد دلوك بس مستعد اقبض عليك في قضيتين كمان مش قضيه واحده.... بس جيت ودي الاول واعرفكم بحالي مش الاصول اكديه بردك ولا ايه.. 


منصور بعصبيه زي النار: قزم فز وانت بتكلمنى عاد..... شكلك مش خابر زين انت فين وفى دوار مين وبتحددت ويا مين يا واكل ناسك.... 


عدنان يقوم وبحزم: احفظ ادبك يا منصور بدل ما يطلع مني تصرف مش هيعجبك واصل.... وانا خابر زؤن انا فين وفى دوار مين وبتحددت وايا مين.... انت بقى خابر انت بتحددت وايا مين ولا اعرفك بطريقتي....  انت يا منصور متهم بزواج بنت قاصر موصلتش للسن القانوني وكمان في اثار عنف وضرب عاى البت ودي تهمه تانيه ها اكمل ولا كفايه اكديه..... 


منصور وبيتلجلج: مين قالك بس ان البت قاصر انا معايا شهاده ميلادها اهي.... تثبت ان البت عندها 18 سنه يعنى السن القانوني وعنف وضرب ايه اللى بتحددت عليهم البت داي تبقى بت اخوي يعني زي بتى وغلاوتها من غلاوة ومعزه ولادي واكتر هي اللى كانت تعبانه ووقعت من على السلم امبارح...... 


يشد شروق من يدها ويضغط عليها.. 


منصور: مش اكديه يابتي... قولي للباشا انك وقعتي من على السلم ومحدش اهنيه بيضربك واصل...... 


بس قبل ما تنطق شروق بيضحك عدنان بسخريه وبصوت عالي ودا خلى الكل يرتبك واولهم منصور..... 


عدنان: والله يا منصور انا مش عارف اقولك ايه بس.... بتزود على نفسك القضايا ليه بس عاد يا ولد الناس...... الشهاده داي مزورة وانت خابر زين انها مزورة وجاي تخدعني انا وتقول وقعه سلم طيب يا منصور عندنا طبيب شرعي وهو اللى هيقول اللى في شروق ديه وقعه سلم ولا ضرب يا منصور...... انا كنت جايلك بزياره وديه ونتعرف على بعض فيها قلبتها رسميه وحقوق من عيوني ليك....... هتصل على المركز يبعتلي العساكر ونروح كلنا هناك ونشوف بقى مين اللى له حق.... 


منصور ونبرة صوته مهزوزة: لاه وعلى ايه يا بيه خليها زياره وديه احسن...... اتفضل اقعد انت شرفتنا والله.... يافاااااااطمه انتى يابت المركوب.... تعالي شوفي البيه يحب يشرب ايه.... وانتو يا حريم يلا على المطبخ واعملوا لقمه كويسه للباشا هياكل معانا علشان يبقى عيش وملح.... 


عدنان: لا ملوش لزوم خلاص اللى عندي قولته...... زواج لشروق مفيش ومش هيوحصول واصل.... اولا لانها تحت السن وثانيا لانها مخطوبة.... 


منصور بذهول: واه واه واه مخطوبه كيف عاد يا بيه..... انا عمها وكبيرها وولي امرها وماحدش خطبها مني واصل.... يبقى مين خطبها ديه... 


عدنان: انا.... انا خاطبها واهو قولتلك دلوك وعرفتك وزواجي منها كمان سنه لما تتم السن القانوني.....(ويقرب منه بتهديد) ولو لاقيت ولا صدفت اى اثر عليها لعنف ولا ضرب متلومش غير نفسك يا منصور سامعني عاد.... 


منصور بتهجم: واه واه حديدت ايه دا عاد.... هما خدوهم بالصوت ليغلبوكم ولا ايه يا باشا..... مش في اصول فى الموضوع ديه وبعدين البت كان كتب كتابها النهارده يعنى مخطوبه قبلك يا باشا..... معلش مفيش نصيب بس ديه ماميمنعش معرفتنا الزينه داي شرفتنا والله ياسياده الوكيل..... 


عدنان: لاه يا منصور مفيش حد خاطب شروق غيري ولا هيتزوجها غيري وديه اخر الكلام ومتخلنيش احطك فى دماغي عاد يا منصور وكلامي مش اعيده مرتين.... ولو على الاصول بكرا بعد العشا هاجي انا والعيله ونطلبها وندفع مهرها ونجيب دهبها والجواز كمان من دلوك ودي اخره الكلام..... 


ويسيبهم ويمشي بس قبل ما يوصل للباب يلف ويبص لهم... 


عدنان بنبرة تهديد وتحذير : انا مش محتاج افكركم ان شروق خطيبتي يعنى مسؤليتي وفى حمايتي ومن حريمي وانا بقى مبحبش حد يقرب من حاجه تخصني علشان وقتها ببقى وحش قوي مفهوووووم؟! واه نسيت... 


ويقرب من شروق ويمد ايده بفون ليها ويحطه في ايديها غصب لما لاقاها واقفه مصدومه من اللى بيحصل..... 


عدنان: ديه محمولك الخاص بيكي ميفارقيش واصل سامعه؟! 


ويعلي صوته ليسمع الكل: ديه هديه خطوبتنا ليكي يا شروق ويارب ارن عليه والاقيه مقفول او الاقيه مع حد تاني غيرك اللهم بلغت..... يلا شافتكم العافيه... 


ويطلع من الدار بكل هيبه وشموخ وسايب الكل وراه فى صدمه وذهول من اللى حصل....


#عنفوان_الحب

#آيه_طه


منصور يزوم في وش شروق بعد ما الباب قفل وراه عدنان، عروقه بارزة وصوته مليان غل


منصور: هاااه... بقى كل ديه يطلع منك يابت المركوب، انتي تعرفي الواد ديه منين؟! إنتي وياه بتتلموا فين وبتكلموا بعض إمتى؟! ولا يمكن كنتوا بتقابلوا ورا ضهرنا؟! بتستغفليني يابنت الكلب... 


شروق وهي بتبكي وتهز راسها بسرعة:


شروق: والله ما اعرفه يا عمي، دي أول مره أشوفه النهارده... ما خبراش هو بيقول ايه ولا جاي منين، والله العظيم ما بيني وبينه حاجه!


منصور يمد إيده وكأنه هيلطمها:


منصور:واه واه يا بجحتك تكدبي كمان يا بت؟! ده جاي يقول خطيبتي قدام الخلق كلاتها! ولا يمكن هو مخترع الحكاية داي 


عتمان اللي كان قاعد متكتف فجأة يقوم ويصرخ:


عتمان: خلاص بقى يا أبوي! أنا مش هتجوزها... من الأول وأنا مش رايد الجوازة دي، وانت مصر تغصبني عليها ليه؟! ما تتجوزها انت ولا تجوزها للواد عدنان ولا أي كلب تاني... أنا ماليش صالح بيها!


منصور يلف عليه بصدمة:


منصور: انت بتقول ايه يا عتمان؟! بتعلي صوتك على ابوك وبتعارضه انت اتخبلط فى عقلك عاد.... انا قولت انك هتتجوزها يبقى تتجوزها ورجلك فوق رقبتك ومسمعش نفس منكم انتو الاتنين سامعين... 


عتمان وهو واقف بعناد:


عتمان: يووه وبعدهالك يا ابوي ... أنا ابن منصور الغرباوي، وأتجوز واحدة كانت شغالة خدامة في الدار؟! طول عمري مش شايفها غير وهي بتلم الاوض وتمسح البلاط... تيجي دلوقت تقوللي تبقى مرتي؟! دا عيب في حقي قبل ما يكون عيب فيك يا ابوي!


شروق تبص للأرض ودموعها تنزل أكتر، ومنصور يتنفض من الغضب:


منصور: اسكت يا واكل ناسك! دي بنت عمك وبنت أخويا، ومش من حقك تتكلم عنيها بالشكل ديه! وبعدين انت هتتزوجها ومحدش هيدرى غيرنا احنا اهنيه وانت تعيش حياتك وتتجوز اللى انت رايدها بس زواجك من شروق اكيد ومفيش فيه راجعه... 


عتمان بضحكة ساخرية:


عتمان: بنت عمي ولا بنت الخدامة، أنا مش رايدها! وإنت لو رايد تستر عليها زي ما بتقول، خلاص خلى الواد عدنان يشيلها عنك... باين عليه فرحان بيها.


كريمة اللي كانت واقفة على جنب تحاول تدخل:


كريمة: يا منصور كفاية اكديه، البنيه مظلومه وملهاش ذنب... إنت لو رايد تجوزها، جوزها لحد راضي بيها مش حد بيبص لها كإنها حمل تقيل! ليه بتغصب عليهم هما الاتنين على الزواجه دي.... 


منصور يزوم ويقرب من شروق تاني:


منصور: وانا هسيبها تفرح وتضحك اكديه وتقول عدنان بيحبني؟! لاه والله... أنا هعرف إزاي الواد ديه جه لحد اهنيه وعرف تفاصيل البيت، واللي هعرفه هيتحاسب عليه الكل.


عتمان يهز راسه وهو طالع من المندرة:


عتمان: براحتك بقى يا ابوي، بس أنا قلت اللي عندي... وأنا مش داخل الجوازة دي مهما عملت ومهما حوصول.


تاني يوم الصبح بدري، وأصوات الديوك بتعلي. فجأة صوت باب الدوار يتفتح بقوة وخطوات رجل تقيلة تدخل، والكل في المندرة بيرفع راسه.


عدنان، واقف بهيبته، لابس بدلة شيك  وبصة عينه تقطع الخشب.


عدنان: صباح الفل يا جماعة... صباح الخير يا شروق.


شروق، وهي قاعدة على الكرسي في الركن، ترد بصوت واطي:


شروق: صباح الخير يا... يا عدنان بيه.


منصور، اللي كان ماسك كباية الشاي، يحطها على الطبلية بعصبية:


منصور: خير يا بيه... إيه اللي جابك الصبح بدري اكديه مش كان معادنا العشيه تيجي وتطلب البنيه ولا غيرت رايك ولا ايه؟! 


عدنان، من غير ما يبصله، يوجه كلامه لشروق:


عدنان: قومي يا شروق، روحي جهزي شنطتك... هوديكي المدرسة.


شروق تفتح عينيها بصدمة:


شروق: مدرسة؟!


عدنان بابتسامة صغيرة:


عدنان: أيوه يا شروق... المدرسة اللي عمك طلعك منها من غير سبب. من النهارده هترجعي تعليمك... وأنا اللي هوصلك كل يوم. ومحدش يقدر يعترض واصل ولا يمنعك تاني طول ما انا اهنيه.... 


منصور، صوته بيعلى:


منصور:واه واه  إنت بتقول إيه؟! مين اللى سمحلك تتدخل في شؤون بيتي؟! البنيه دي تحت وصايتي وأنا أدرى بمصلحتها. وانت ملكش صالح باللى بيوحصول ليها واصل طول ماهي اهنيه وانا على وش الدنيا...... ماتخليش الاصول تتعداك يابن الناس.. 


عدنان، وهو يلف عليه ببرود:


عدنان: وصاية إيه يا منصور؟! البت قاصر، وطلتعها من التعليم من غير سبب مقنع... ودا مخالف للقانون. أنا ما استأذنتش منك، لأني مش محتاج استأذن لما يكون فيه حق ضايع.


منصور يضرب كفه في الطبلية:


منصور: يا بيه، إنت لازم تخبط على بابنا قبل ما تدخل، مش تيجي طاير على المندرة اكديه كإنك صاحب الدار..... وتؤمر وتتشرط فيه كمان.... متختبرش صبري يا ولد الناس لان صبري ليه حدود بردك.. 


عدنان بابتسامة ساخرة:


عدنان: لما يكون عندي إذن من القانون، مش محتاج إذن منك. وبالمرة... أنا ناوي أعدي كل يوم.وهاخدها بنفسي اوصلها المدرسه واجبها كمان.... اهو عندك علم واحسنلك تتعود على وجودي من اهنيه ورايح لانك هتشوفني كتير يا منصور يا غرباوي.... 


شروق واقفة محتارة، تبص مرة لعدنان ومرة لعمها، ومنصور يصرخ:


منصور: والله يا بيه دا بيت منصور الغرباوي، واللي يدخلوا لازم يكون بإذني، لا قانون ولا غيره والبت داي تحت وصايتي انا.... وانا حر اعلمها ولا معلمهاش محدش يدخل واصل... 


عدنان، صوته بدأ يبقى حاد:


عدنان: وإنت يا منصور، دا مش أول ولا آخر بيت أدخله عشان أرجع الحق لأهله. شروق من النهارده طالبة، وهتكمل تعليمها، وإذا مش عاجبك... نروح القسم ونشوف مين اللي له الكلمة الأخيرة.


منصور، وهو واقف قدامه ووشه محمر:


منصور: يعني أنت واخد قرار لوحدك؟ وجاي تنفذه وكمان بتستخدم سلطتك وحاي لنص داري تهددني كمان يا سيادة وكيل النيابه... 


عدنان يقرب خطوة، وصوته هادي بس مليان تهديد:


عدنان: أيوه... واخده. ومش محتاج أشرحلك ليه، لأنك خابر زين إني لو سيبت الأمور تمشي على كيفك، كان زمان البنت دي ضاعت.


شروق، وهي بصوت مكسور:


شروق: طيب... أنا هجهز.


منصور يزوم فيها:


منصور: لاه يا بت، اقفي مكانك عاد... ومتخلوش برجي من دماغي يطير.... 


عدنان يقطع عليه:


عدنان: مكانها المدرسة... قومى يا شروق، وأنا مستنيكي بره وياريت متتاخريش او مثلا يعني الاقي حد منعك تطلعي وتروحي المدرسة.... 


وعدنان يلف ويخرج بخطوات تقيلة، وسيب وراه منصور بيغلي زي الزيت عالنار.


شروق طلعت من أوضتها بعد ما غيرت هدومها ولبست مريلة المدرسة،ولفت حجابها ، وشنطتها الصغيرة على كتفها.


عدنان واقف بره المندرة، أول ما شافها ابتسم ابتسامة جانبية:


عدنان: ها... اكديه تمام. يلا بينا قبل ما الجرس يضرب. وتتاخري على مدرستك... 


شروق وهي  متوترة:


شروق: بس... يا عدنان بيه، عمي مش هي...


عدنان يقاطعها بثقة:


عدنان: إنتي  ليكي مدرسه، مش ليكي سجن... وسيبي الباقي عليا. ومتقلقيش ولا تخافي من اهنيه ورايح مفيش خوف تاني ولا كسر ولا ضرب.... بوعدك يا شروق


عدنان يفتح باب العربية ويمد إيده علشان تدخل، وهي تركب وهي قلبها بيرقص من الخوف والفرحة في نفس الوقت.


منصور واقف في شباك المندرة، ووشه أحمر من الغيظ، صوته طالع وهو بيكلم نفسه:


منصور: والله ما هسيبها اكديه يا عدنان... إنت فاكر نفسك مين علشان تفوت من بابي كإنك صاحب الدار وتاخد قرارات من ورايا؟!


كريمة، وهي داخلة المندرة، تبصله بخوف:


كريمة: يا منصور، حرام عليك... البنيه مالهاش ذنب، ودي فرصة تكمل تعليمها. انت ليه بس مش رايد ليها الراحه ولا الفرح..... ما بنات عمها بيتعلموا اشمعنه هي.... مالك ومال بتي عاد يا منصور... دي وصيه اخوك حتى... 


منصور يزوم:


منصور: فرصة إيه؟! دا لعب في دماغها... وانا خابر زين النوع ديه من الرجالة، يدخل من باب الشهامة ويطلع من باب المصلحة.


كريمة تهز راسها:


كريمة: مش كل الناس زيك يا منصور. عدنان فعلا داخل من باب الشهامه وهيطلع من باب الستر والكرامة.... 


منصور يضرب كفه في الحيط:


منصور: والله ما هسكتله... أنا هوريه إن منصور الغرباوي مش لعبة في إيد حد.

           ****************

في الطريق، عدنان وهو سايق يبص لشروق:


عدنان: لما تدخلي المدرسة النهارده، ما تطلعيش وراك واصل. أي حد يقولك كلمة أو يلمح، طنشيه... إنتي راجعة اهنيع عشان تتعلمي، مش عشان تردي على الناس.


شروق، بصوت خافت:


شروق: بس يا عدنان بيه... الكلام بيجرح.وبعدين حضرتك عرفني منين وليه بتعمل كل ديه علشاني... 


عدنان، وعينه على الطريق:


عدنان: وأنا موجود علشان محدش يجرحك تاني... سامعة؟ ومع الوقت هتعرفي انا بعرفك من منين وليه بعمل اكديه.... بس المهم دلوك زي ما قولت قبل سابق تركزي على دراستك ومزاكرتك وبس... فاهمه؟! 


توصل المدرسة، عدنان ينزل ويفتح لها الباب قدام الكل، وهي تحاول تمشي بسرعة علشان العيون كلها عليها. هو واقف لحد ما تدخل، وبعدين يركب عربيته ويطلع.

           *******************


منصور في المندرة، جاي له ابن عمه "خلف" وبيسأله:


خلف: مالك يا منصور، وشك متغير اكديه ليه؟ مش خلاص عملت اللي فى دماغك وجوزت البت للواد... 


منصور، بأسنان مقفولة:


منصور: اسكت يا خلف احسن شيطاين الدنيا بتتنط فى وشي دلوق..... ولاه مجوزتش حد الواد عدنان... فاكر نفسه جاي يعلمني أربي ولاد أخويا كيف. خد البت من غير إذني ورجعها المدرسة.وكل حديته وياي تهديد ولوي دراع.... 


خلف يضحك بسخرية:


خلف: واه واه كل ديه يوحصول وانا مدراش بيه...... يبقى لازم نرجع للي اسمه عدنان ديه لحجمه ونعرفه بيتحادتت اكديه ويعمل اكديه مع مين وممكن يعمل فيه ايه ...


منصور  بنظرة فيها مكر:


منصور: ومين قالك اني مش هعمل اكديه وأنا عندي فكرة... هخليه يندم إنه دخل داري من غير إذني.


#عنفوان_الحب

#آيه_طه


البارت 3


في العشا، المندرة متلمه، والكل قاعد متوتر. الباب يتفتح و تدخل عيلة عدنان: عمه عبد الفتاح، أمه ست فاطمة، وأخته نوال. ووراهم عدنان واقف كأنه ملك غصب عن الناس.


عبد الفتاح (شادد ضهره): السلام عليكم... إحنا جايين لداركم طالبين الحلال وطبعا شرف لينا نناسب منصور الغرباوي علشان اكديه و بصفة رسمية نطلب يد شروق لولد اخوي عدنان على سنه الله ورسوله واللى تؤمر بيه عروستنا وحضراتكم على راسنا من فوق.... 


كريمة تنزل دموعها، ومنصور يوقف قدامهم :


منصور (بغرور): اهلا وسهلا... اتفضلوا. شرفتونا.... بس لو عايزين تاخدوا البت، هنطلب المهر والشبكة والفرح زي اللي يليق بيها وبعيله الغرباوي... مش هنديها بأي رخص.ولا هنتساهل فى شي من حقها..... معلش دى امانه اخوي فى رقبتي ولازم احافظ عليها واسلمها واطمن عليها كمان بالطريقه اللى شايفها صوح وتناسب عيلتنا ومركزنا فى الكفر.... 


 (عبد الفتاح) يضحك بسخرية وبنبرة فيه شموخ:


عبد الفتاح:واه واه يا منصور! على عينا طلباتكم ومهركم تحت رجل العروسه.... ابن أخوي ماهواش قليل فى الكفر ولا فى المركز والمكانه الله اكبر عليه زينه الشباب الف واحده تتمناه وتترمى تحت رجليه والف عيله يشرفها تناسبه وتربط اسمها باسه بس احنا جايين نطلبها على أبسط ما يكون، ابننا ما يستهونش بحد واصل... دا بيرجع حقوق الناس كلاتها اكيد ما بيدي عروسته حقها وزياده كمان.


منصور يبتسم ابتسامة حقد:


منصور: وانتو كمان مش جايين تناسبو اي حد دى شروق الغرباوي على سن ورمح والف مين يتمناها ويتمنو بس نظره منها ولا حتى ينولو رضاها... بس يلا نقول ايه عاد.... خلينا فى المهم أنا عايز أضمن إنه مش هيهنيها ويحافظ عليها ولا يخليها تعبانة واصل ويعيشها ملكه زمانها. عشان اكديه المهر لازم ميقلش عن نص فدان ارض و200 الف جنيه، والشبكة لازم تكون تحفة دي هديه العريس لعروسته بس بردك احنا لازم نخلي بنتنا تظهر بقيمتها......الشبكه متقلش عن 100 جرام دهب عيار 24، والجهاز كله على حسابكم يا بيه ونشوف الدار ومساحته..... زى ما انتو شايفين اكديه البت متعوده تعيش فى بيوت كبير وقصور واني مش هجوزها فى مستوى اقل من اللى هي فيه..... 


عدنان ساكت، بيسمع وهو حاطط إيده في جيبه، ووشه بارد كأن التلج ساكن في قلبه. اما منصور فاكر إنه لعب الورق صح وحاسس إنه كسبان. بيضحك وشمتان انه عرف يهين عدنان فى قلب داره وقصاد عيلته كمان.


نوال أخت عدنان تدافع بسرعة:


نوال: استهدى بالله اكديه يا عم منصور.... ايه الحديت اللى بتقوله ديه؟ اخوي مش  اكديه...مش من النوع اللى يجور على حق مرته ولا على ولايا من اصله..... الله اكبر عليه دا رجل قانون وبيحكم بالعدل واحنا جايين ندخل البيت من بابه.... ملهوش عازه الحديت ديه وخلي في ود بينا احنا هنكون اهل فى الاول والاخير.... 


عبد الفتاح (متعصب): واه واه واه..... انت ازاي يا منصور تقول الحديت الماسخ ديه؟ ابن أخوي ما يعيبوش حاجه واصل! هو راجل واخلاقه معروفة. لو بتلمح على حاجة علي  ولا مش عجبك كلامي، أنا قدامك اهو خلي عندك الشجاعه واقول اللى انتى عايزه عاد على طول من رت وحكي كتير..... 


منصور ببرود : انتو ليه اتعصبتوا وانفعلتوا اكديه..... انا بس بطلب اللي يليق بالبت. لو مش عاجبكم ماتخدوهاش! وكل شي قسمه ونصيب...... مش هنخسر بعض علشان نصيب مكملش عاد.. 


الكل يسكت، وفجأة عدنان يقوم ويمشي خطوة لقدام،وبصوته هادي لكن في كلامه سكين:


عدنان: اسمع يا منصور... متقولش عليا إني باستخدم سلطتي عشان أجبر حد تاني واصل لانى ممكن اقدم فيك بلاغ تشويه سمعه دلوك واخربها فوق راسك وانت قاعد وباشاره مني وانا بشرب الشاي كمان. وأني ما بهينش حد، وأني ما بفرضش نفسي على حد. لكن البت دي خطيبتي، وأنا خاطبها رسمي يبقى مافيش حد غيري هيجوزها برضاك ولا غصب عنك سامعني زين يا منصور يا غرباوي..... 


منصور يضحك بسخرية:


منصور:واه ماتهدي اعصابك يا سيادة الوكيل انت هتعدي الاصول ولا ايه؟ انتو جايين دلوك علشان تطلبوا ايد البت  يبقى تقولي جبت منين انك خطيبها رسمي داي؟!


عدنان يرد بكل برود بس فيه حزم:


عدنان: مش مهم ازاي... المهم إننا متفقين. وانت لو عايز تتشترط مهر وشبكة تخلي الكلام ديه فضيحة قدام العيله، اطلع واقول للناس إنك بتحاول تبيع بنت أخوك! وبتعرضها للي يدفع اكتر تحت اسم انك بتحافظ عليها..... بردك مش انا اللى هكون اللى هبان قليل قدام الناس و لا هصرف نظر عن الجوازه داى.... اكديه ولا اكديه شروق بتاعتي وملكي يا منصور مهما عملت ومهما حوصول.... 


منصور حاسس إن الدنيا بتدور وبتلف بيه، من شوية افتكر نفسه كسبان وقال في سره "كسبت وكسرت مناخيره". لكن عدنان قبل ما يطلع سكت الكل بكلام يقلب الترابيزة:


عدنان (ببرود): ااه نسيت اقولك الفرح؟ هيبقى بعد تسعة شهور من دلوك. ليه بقى بعد 9 شهور؟ عشان تكون خلصت السن القانوني علشان ارضي فضولك وانا خابر زين ان دماغك على قدها . و مفيش جهاز عروس ولا فرح لا يحزنون يخليكم تحشوها بحاجات مالهاش لازمة. انا رايدها تكمل دراستها، ورايدها  بالجلابية اللى عليها في يوم كتب الكتاب ماتجيبوش حاجه واصل انا هاخدها اكديه واتجوزها على اكديه......اظن الحديدت اللى قولته مفهوم ومسموع للكل مش اكديه.. 


الكل مش عارف يتكلم. منصور اتسمر في مكانه، وكان فاكر إنه كسب لما طالب مهر كبير، دلوقتي بيشوف إن اللي كان عايزه كله مش هيحصل  عدنان رفض الهرج الفارغ وكشف نواياه كمان المرة دي.


عبد الفتاح يمد إيده ويشد على كتف عدنان بحنية:


عبد الفتاح: كلام ديه عين العقل... احنا ميهمناش واصل المناظر الكدابه ولا الفشخرة قدام الخلق وخلاص... اللي يهمنا مصلحة البنت واحترامها.وزي ما قال ولد اخوي المهر والشبكه هيكونو عندك والبت هناخدها بالجلابيه اللى عليها مش رايدين منكم جهاز ولا يحزنون وكمان تسع شهور هنزفها لدارنا و كانت معرفه خير يا منصور بيه وان شاء الله وتشرفنا بمقبلتكم داي.... 


كريمة تبكي من الفرحة والراحه:


كريمة: ربنا يكرمكم... يا بيه، هي دي الحاجة اللي كانت نفسها فيها.بصوح انها تكمل تعليمها ولما تخرج من اهنيه تروح لدار يقدرها ويحترمها..... الله يعزكم ويرفع من مراتبكم قادر يا كريم ويفرحكم ببنتكم زى ما جيتو وفرحتوني ببنتي.... 


منصور واقف، ووشه هيطلع نار ، بس من غير كلام. عدنان يبص له نظرة قصيرة، وبعدين يلف و يمشي برا بهدوء مع عيلته. قبل ما يطلع يقول بصوت هادي لكن واضح:


عدنان: واه خليك في بالك يا منصور... لو لمحت حد ولا عرفت انه بيتعرضلها ولا بيمنعها من دراستها انا همسحه من على وش الدنيا...... شروق انا سايبها امانه عندك لمده 9 شهور رايد اما اجي علشان اخد امانتى تكون زينه وجميله وست الصبايا والا... قد اعذر من انذر... 


ويخرج وهو عيلته وسايب منصور الغضب والعصبيه هيطلعو شرار من عينيه وساب عيله الغرباوى بين الفرحان والحاقد والغيران...... كل ديه وشروق واقفه فى المطبخ بترتعش من الخوف من اللى هيعمله عمها فيها بعد اللى حوصول وبين انها مش مصدقه مين عدنان ديه وامتى ظهر وطلع وبقى زى طوق نجاة ليها ودرع واقي بيحميها كدا على طول......


#عنفوان_الحب

#آيه_طه

البارت 4


شروق كانت واقفة فى اوضتها بالليل، إيدها بتترعش والدموع مغرقة عينيها. تسمع الأصوات لسه طالعة من المندرة وتقول فى سرها:


شروق ( لنفسها): هو ديه عدنان؟! إمتى ظهر فجأة بالشكل ديه؟! هو ليه واقف قدام عم منصور اكديه كأنه جبل ما يهزوهوش ريح؟! يا رب استرها عليا الليلة ديه… عم منصور هيفرغ غضبه فيا أكيد…


فجأة الباب يتفتح ، نوال تدور وتشوف شروق واقفة مرعوبة.


نوال (بهدوء): شروق… ماتخافيش يا صاحبتي، إحنا جايين بالخير وماحدش يقدر يمد يده عليك طول ما إحنا اهنيه..... اخوي وعدني يحميكي وهو مبيخلفش بوعده واصل.... 


شروق (بصوت مكسور): اخوكي؟؟؟؟ عدنان يبقى اخوكي يا نوال؟! دلوق انا عرفت زين هو يعرفني من منين ويعرف عني كل ديه... بس يا نوال… أنا خايفة من عم منصور، هو عمره ما رحم حد واصل… وأنا الليلة ديه كأني واقفة ع النار ولا مستنية حكم اعدام... 


كريمة تدخل ووشها كله دموع، تمسك إيد بنتها وتبوسها.


كريمة: بعيد الشر عنك يا حبيبتي.... يا حيلتي عليكي يا شروق… ربنا جبر بخاطري النهارده. عدنان طلع راجل وجدع وقال كلمة حق قدام الكل. ما تخافيش يابتي، الله معانا...... وبعت لينا اللى يحمينا ويوقف في وش كل ظالم... 


قبل ما شروق ترد، منصور يدخل ووشه متحول، عروقه بارزة وعينيه فيها شر.


منصور (بصوت عالي): واه واه والله عال يا ست كريمه... إيه يا كريمة؟! فرحانة قوى باللي قاله عدنان؟! فكركم إن اللعبة ديه هتعدي على منصور الغرباوي بالساهل؟! لاه والله… اللي حوصول النهارده إهانة ليا فى داري وقصاد خلقي، وأنا ما بسيبش حقي واصل..... 


شروق تتجمد مكانها، تحاول تبص للأرض وتخفي دموعها. كريمة توقف قصاده بكل شجاعة:


كريمة: حقي؟! إنت نسيت إن البت دي بنت أخوك؟! دي أمانة عندك يا منصور، أمانة… مش بضاعة تبيعها وتشترط زي ما يعجبك! والنهارده ربنا جاب لها نصيبها وراجل يحافظ عليها ويصونها، وإنت مهما عملت مش هتقدر تغير المكتوب..... اخيرا ربنا بعت حد يوقف فى وشك ويمنع ظلمك من على خلقه..... 


منصور (يضرب الحيطه بيده): مكتوب؟! وأنا مش راجل يعني؟! هو أنا ناقص قدام الكل عشان عدنان يوريني مقامه فى داري؟! لاه… والله لتعرفوا أنا مين يا كريمة. والبت ديه هتشوف مني أيام سودا لو ما مسمعتش لكلامي. وتبقى تحت طوعي... 


شروق تبص له بدموع لكن في قلبها لحظة قوة تطلع فجأة:


شروق (بصوت مهزوز لكنه قوي): عمي… أنا ماليش ذنب في خلافك مع عدنان ولا في كرهك ليه. أنا ماليش غير ربنا، وهو اللي اختار لي نصيبي. ولو شايف إنك هتأذيني، فاعمل اللي عايزه… بس خليك خابر زين إني ما بقيتش لوحدي، عدنان وعدني إنه هيحميني، وأنا مصدقاه.


الجو يتقلب، منصور يتنفض مكانه، صوته يعلى:


منصور: بتردي عليا يا بت المركوب؟! انتي اتجننتي ولا اتخبلطي فى عقلك عاد ؟! من امتى الخدامين بيرفعوا وشهم قصاد سيدهم؟! شكلك نسيتي ضرب وتربيه ليكى علشان ادلعتي يومين وانا مكنتش فايقلك.... بس والله لاوريكي يابنت الكلب يا قليله الربايه... 


قبل ما يمد إيده عليها، نوال تدخل قصاده وتوقف زي السد:


نوال: إياك يا عم منصور تمد يدك على شروق. إنت ناسي إننا بقينا أهل واخوي قال ايه؟! وعيب عليك تفتري عليها بالشكل ديه. لو فيك دم أو نخوة ما كنتش تهدد بت صغيرة قد بناتك.وتستقوى عليها اكديه وتذلها...... 


كريمة تمسك بنتها وتخليها وراها، تحاول تحميها بجسمها، وصوتها يرتعش:


كريمة: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا منصور… عايز تضيع البت ليه؟! هو مش كفاية اللي عملته فيا قبل اكديه ؟!


صوت عتمان يجي من المندرة وهو داخل:


عتمان: "واه واه… في إيه اهنيه؟! ابوي! استعيذ بالله من الشيطان وسيبك من اللي فى دماغك ديه. اللي حوصول حوصول والبت ليها نصيبها والموضوع انتهى. إنت رايد تفضح نفسك قدام الخلق؟!


منصور يعض شفايفه من الغضب، بس صوته يهدأ شوية:


منصور: أنا ما بخافش من الخلق يا ولدي، بس دي إهانة ما يتسكتش عليها واصل. وعدنان… والله ما هسيبه يهنيني ولا يعيش مرتاح طول ما أنا عايش.


عتمان يقرب منه ويكلمه بحدة:


عتمان: "اسمع يا ابوي… عدنان مش أي حد، وإنت خابر مقامه وسلطته. لو اتشاقيت معاه أكتر من اكديه، هو عارف يوقفك عند حدك بالقانون من غير ما يتعب واصل. نصيحتي ليك… سيب البت ف حالها وتغور فى داهيه من اهنيه وتريحنا منها انت ليه شاغل بالك بيها اكديه...... خلينا فى حالنا ومصالحنا عاد يا ابوي وهى تتجوز ولا حتى تتكفن بداهيه تاخدها وش الفقر البومه داي..... 


الجو يفضل مشحون، منصور يخرج غاضب، والنسوان تتهامس بين بعضها. شروق تحس قلبها بيدق بسرعة، بس جوه نفسها في أمل… أول مرة تحس إن في حد سندها فعلا.


شروق (لنفسها): يا رب… يكون عدنان زي ما بان النهارده، درع ليا وسند، وما يخذلنيش..... 


(فلاش باك – من سنين)


الليل هادي. شروق خارجة من البيت بخطوات مترددة، شايلة في إيدها كراسة قديمة ملفوفة بقماشة. عينيها بتجري يمين وشمال عشان تتأكد إن منصور مش شايفها.


شروق (لنفسها): يا ساتر يارب تعدي على خير… لو عمي شافني رايحة لنوال تاني… هيعمل فيا مصيبة… بس ما بقدرش، نفسي أتعلم زي البنات.


توصل لبيت نوال وتخبط خبطة خفيفة. نوال تفتح الباب بسرعة.


نوال (بهمس): شروق! يالهوووي مالك لونك مخطوف اكديه.... يابتي استهدي بالله… و إيه اللي جابك دلوك الوقت متاخر قوي؟ عمك لو خبر انك طلعتي بالوقت دي هيقطعك حتت.


شروق (بلهفة): معلش خليها عليا يا نوال… أنا ما بقدرش أقعد من غير كتب. رايدة أذاكر زي زمان… نفسي أبقى متعلمة زيكو.... وعمي حتى لو خبر هيعمل ايه اكتر من اللى بيعملوا فيا بالله عليكي خلاص مبقتش فارقه معايا.... كلها ضرب ولا اكتر ياريت يموتني بقى وارتاح من العذاب ديه.. 


نوال تسحبها جوا وتطلع من تحت السرير شنطة فيها كتب المدرسة.


نوال (بابتسامة صغيرة): بعد الشر عليكي يا حبيبتي...... خدي ديه… كتب السنة ديه. بس بالله عليكي تخلصيهم وتخلي بالك وترجعيهم تاني لاذاكر انا كمان..... ماتخليش حد يشوفهم معاكي. لو عمك لقاهم… هيكسر عضمك..... المفتري ان شاء الله ربنا هيبعتله حد يوقفه ويمنع ظلمه ديه.... 


شروق تمسك الكتب بإيدها وترتعش، عينيها تلمع بدموع.


شروق: ربنا يخليكي ليا يا نوال… إنتي الأمل الوحيد اللي باقيللي. والله ما هنسى فضلك ديه طول عمري. يمكن ييجي يوم وأحقق حلمي.... واقدر اهرب من عمى واكمل تعليمي فى الجامعه واشتغل ونعيش انا وامي بعيد عنه الظالم..... 


نوال (تحاول تهزر تخفف الجو): اخص عليكي يا شروق... هو إحنا أصحاب ولا مش أصحاب؟! وإنتي تستاهلي كل خير يا شروق. بس أوعي تفتكري إنك أقل من حد. إنتي ذكية… وبتفهمي أسرع مني كمان.... وان شاء الله ربنا مش هيضيع تعبك ديه واصل وهينصرك..... 


شروق تضحك بخجل، وبصوت واطي: بس أنا محرومة من المدرسة… انتي محظوظة.... هعمل ايه بالذكا والشطاره وانا واقفه محلي سر اكديه... 


نوال (بحماس): محظوظة إيه بس! هو التعليم في المدرسة وبس؟! اللي عنده عقل واصرار زيك يقدر يتعلم حتى من ورق الجرنال. وأنا موجودة عشانك. اللي ما تفهمهوش من الكتب… أنا أشرحهولك.


شروق تحضنها وهي تبكي: ربنا يبارك فيكي يا نوال… إنتي اختي اللي ما خلفتهاش أمي.


بعد ماترجع شروق قاعدة في أوضتها بالليل، تحت نور جاز صغير، ماسكة كتاب التاريخ وتقرأ بصوت واطي عشان ما حدش يسمعها. توقف فجأة لما تسمع خطوات منصور برة، تقوم تخبي الكتب في الفرشة بسرعة وترتعش.


منصور (برة الأوضة): يا بت الشوم! نايمة ولا لسه صاحيه؟ 


شروق (بصوت عالي عشان يطمن): نايمة يا عمي… نايمة.


تتنفس بسرعة  وهي تبص للكتب المخبية: كان عندك حق يا نوال… أنا بمشي وراكي خطوة بخطوة، ومش هسيب حلمي... 


(عودة للزمن الحالي)


شروق وهي قاعدة على سريرها بالليل بعد ما منصور خرج غاضب. تبص في عين نوال وتفتكر كل اللي كان بينهم.


شروق (بصوت واطي لنوال): عارفة يا نوال… دلوق فهمت ليه ربنا جمعني بيكي من زمان. إنتي كنتي سكة النور اللي ربنا بعتهالي… ومن غيرك أنا ماكنتش هكمل ولا أتعلم واصل. دلوق بس عرفت إن عدنان أخوكي… واللي ربنا جابني ليه مش صدفة. يمكن يكون هو كمان جزء من الحكاية اللي ربنا كاتبها ليا.


نوال تمسك إيدها : ما تستعجليش يا شروق… المكتوب هيتكتب. واللي ربنا كاتبه محدش هيغيره. وأنا واخوي عدنان… هنكون معاك لآخر نفس.


شروق تبتسم بخجل والدموع في عينيها: يا رب يثبتني ويقويني… وما يسيبنيش أضعف قدام عم منصور تاني.ويعدي الايام والشهور داي على خير...... 


شروق قاعدة على طرف السرير، عينها في الأرض، قلبها بيرقص خوف وقلق. فجأة تسمع خبطة خفيفة على الباب.


شروق (بصوت مبحوح): مين؟ يارب استر... وميكنش عمي جاي يطلع عصبيته فيا.. 


عدنان (من ورا الباب، صوته واطي بس ثابت): متخافيش يا شروق دا أنا… افتحي يا شروق.


شروق تقف مكانها، عينيها تتسع:

شروق (بهمس لنفسها): واه... يا واقعه سوده ديه عدنان! دلوق؟! هو جاي ليه؟!


الباب يتفتح ببطء… يدخل عدنان، واقف زى الجبل، عينيه سابتة عليها، فيها قوة وغموض.


شروق (ترجع خطوة ورا): إنت… إيه اللي جابك اهنيه؟ لو عمي شافك… هتبقى مصيبة!


عدنان (قاطعها، بصوت هادي لكنه حاد): منصور مش هيقدر يقربلك طول ما أنا حي.

مش عايزك تكوني خايفه اكديه تاني..... 


شروق (بصوت متكسر): بس… إنت ماتعرفش هو يقدر يعمل إيه… عمره ما رحم حد! ولا تعرف ظلمه وشره ممكن يقدروا يعملوا ايه.... 


عدنان يقرب منها خطوة بخطوة، صوته يزداد قوة:


عدنان: وأنا عمري ما سبت حق حد مظلوم. من النهارده… إنتي مش لوحدك.انا وياكي ومش هسيب حقك واصل ولا هسمح تعيشي فى رعب وخوف اكديه..... 


شروق تبص له والدموع تلمع في عينيها:


شروق: وليه أنا يا عدنان؟! ليه مهتم بيا اكديه؟ في غيري كتير زي واكتر مني واللى زي منصور موجود فى كل دار فى الكفر اهنيه...... ليه اخترتني انا.. 


عدنان يوقف قصادها، بينه وبينها خطوة واحدة بس، صوته واطي بس حازم:


عدنان: لإنك أمانة في رقبتي… انتى حالتك في منها كتير ايوا.... بس محدش زيك يا شروق.... ولإن اللي زيك ما يتسابش للديابه تنهش فيها زي منصور اكديه.


شروق تتنفس بسرعة، تحس إن الأرض بتتهز تحت رجليها. تحاول ترد لكن صوتها يخونها.


عدنان (ينحني شوية ناحيتها، بصوت غامض):

انا عايزك تثقي فيا وتستعدي يا شروق… اللي جاي مش سهل. بس أوعدك… عمرك ما هتواجهيه لوحدك. وخلاص حريتك قربت يا بنت الناس وداي كلمه شرف مني.... وحقك هيرجع.. 


(يتبع…🔥)


#عنفوان_الحب

#آيه_طه

البارت 5


تاني يوم الصبح…

شروق كانت لابسة طرحه سوده بسيطة ووقفة على باب البيت، قلبها بيتدق بسرعة وهي شايفة عدنان واقف مستنيها.


عدنان (بصوت هادي): صباح الخير.... يلا يا شروق… ماتخافيش، يوم وهيعدي. وعايزك تركزي فى دروسك زى ماقولتلك سابق مش رايد اللى بيوحصول حواليكي يأثر على دراستك مفهوم؟! 


شروق (بصوت مبحوح):صباح النور يا بيه.... ربنا يستر يا عدنان بيه… أنا قلبي مش متطمن. بس بعمل جهدي ما اقصر على على دراستي..... وكمان ملوش لزوم تيجي توصلني كل يوم للمدرسه بروح لوحدي عادي..... خلاص عمي قبل اروح المدرسه... 


عدنان: انا اصلا القسم طريقه بيعدي على المدرسه يعني مش باخدك مخصوص... وكمان انا مش تعبان ولا عندي مشكله انى اوصلك... وعمك اكديه ولا اكديه هيقبل ورجله فوق رقبته مفيهاش كلام.... وبعدين انا مش عايز كلمه بيه منك داي... محبتهاش واصل... 


يمشوا مع بعض لحد المدرسة. أول ما تدخل، عيون البنات كلها عليها، والهمس يبتدي يدور.


فرح بنت عمها تقف قدام صحابها وتقول بصوت عالي عشان الكل يسمع:


فرح: شوفو شوفو يا بنات، شفتوا؟! مش لسه كنت بحكيلكم اهو شفتو بعيونكم علشان تصدقوني.... ديه شروق اللي كانت محبوسة فـ بيتها زي القطط… عمي كان خابرها زين، ما طلعهاش من المدرسه اكديه لله وللوطن. ديه بتطلع مع الرجاله بالليل وتجيب العار للعيله. شوفو كيف كل يوم تيجي مع وكيل النيابه الجديد بالكفر ولا همها حد واصل قليله الربايه ولا عامله حساب لحد..... اذا كانت بتعمل اكديه فى عز النهار الله يعلم بتعمل ايه بالليل كمان.... اتفوه عليها قليله حيا.. 


البنات يضحكوا ويتهامسوا، واحدة تقول: واه واه..... كل ديه يطلع من البت داي.... يا ساتر دا بيقولوا بتخطف الرجاله وتطلع مع الشباب، يمكن ديه اللى موت ابوها اكيد جاتله جلطه ومتحملش بنته تكون اكديه.... 


والتانية ترد: ما تستغربيش… ديه أخلاقها من زمان. ماهو علشان ابوها مات عيارها فلت مافيش حاكم ولا رابط عايزاها تبقى كيف.... واحده قليله ربايه وحيا عنده حق عمها انه يطلعها من المدرسه ويحبسها فى الدار وتحمد ربها انه مقتلهاش وخلص من عارها ورماها للديابه تنهش فيها.... 


شروق واقفة مكانها، وشها مولع حمرة والدموع محبوسة في عينيها.


شروق (لنفسها): ليه يا رب؟! ليه الظلم ما بيفارقنيش واصل؟! انا ماليش تعليم ومدرسه انا احسن ليا اقعد فى الدار زي ما قالوا..... 


فرح: أنا لو منها ما ادخلش المدرسة واصل، دي فضيحة ماشية على رجلين. بس نقول ايه ماهو قله الادب والحيا لازم يكون معاها بجاحه...... والله الغوازي لازم يتعلموا منك ازاى يقلعوا برقع الحيا.... 


شروق فجأة تتقفل منها الدنيا كلها، تجري على شنطتها وتقوم خارجة من المدرسة.


في البيت، شروق ترمي نفسها على السرير وتبكي بحرقة:


شروق: كفاية بقى يا رب… أنا ماعدتش قادره… ماعادش ليا عيشة وسطهم… كله بيتكلم عليا! وكل ديه ليه معرفاش انا عملتلهم ايه علشان يعملوا فيا اكديه..... يارب خدني وريحني من العيشه داي... 


بعد شوية، عدنان يدخل المدرسة عشان يرجع شروق، يلاقيها مش موجودة. وكل الطلاب طلعوا وحتى اخته بس شروق مش باينه.... 


عدنان (بصوت عالي): شروق فين يا نوال؟! مطلعتش ليه... هي زينه ولا حصلها حاجه... انطقي عاد متقفيش زي الصنم اكديه... 


نوال بحزن: خرجت يا ابيه… ما استحملتش الكلام. فرح والبنات سمعوها حديت قاسي كتير وحكو عنها وشرفها وهى متحملتش وطلعت من المدرسه.... 


عدنان عينه تتحول نار، الشرار يطلع منها. يمشي بسرعة لحد البيت.


يلاقي كريمه قاعدة على المصطبة قصاد الدار.


عدنان (بصوت حاد): مساء الخير يا ست كريمة! شروق رجعت؟


كريمة (مستغربة):يسعد مساك ياولدي.... ايوه… جات من شوية وعيطت ورمت نفسها جوه، وقالت إنها مش راجعة المدرسة تاني. مالها يا عدنان يا ولدي؟! انا قولت خلاص الدنيا هتهدى معاها وتروق ورجعت مدرستها وعمها مبقاش يقسى عليها زى الاول وديه كله بفضلك..... بس انا قلبي بيحرقني على بتي لما اشوفها اكديه... 


عدنان يعض شفايفه، صوته يزمجر: متقوليش اكديه يا ست كريمة..... شروق خطيبتي وهتكون مرتي وقولت وقت سابق انها من مسؤليتي وتحت عينيا....و اللي عمل فيها اكديه فيها؟! و اللي اتجرأ يهينها؟! انا هشوف شغلي وياه.... وحق شروق هيجي ادام عينيها ومش هسمح بعيونها تبكي مره تانيه واصل.... 


نوال (بحزن): البنات يا ابيه… وفرح بنت عمها على راسهم. قعدوا يرمو كلام ويشهروا بيها… قالوا إن عمها كان معاه حق لما حبسها… وقالوا إنها بتجيب العار.


عدنان يضرب الحيطة بإيده بعنف، صوته يهز المكان:


عدنان: والله ما هسيب حقها… اللي اتجرأ على كرامتها هيشوفني. شروق مش لوحدها… وأنا هوريهم عدنان مين.


نوال تبص له بخوف: إياك يا ابيه تعمل حاجة تفضحها أكتر… إحنا مش ناقصنا فضايح اكتر عاد.


عدنان يرد والعيون مولعة: أنا خابر بخطواتي زين يا نوال… بس اللي حوصول النهارده مش هيمر بالساهل. اللي يحاول يذل شروق هيتحاسب، واحد واحد.


نوال تسكت وهي حاسة الرعب من كلامه، وتبص ناحية أوضة شروق اللي لسه صوت بكاها مسموع…


عدنان يرفع راسه وصوته غليظ:


عدنان: يا ست كريمة…تسمحي تسيبيني أتحدت وايا شروق لوحدي، لازم أفتح معاها الحديدت وافهم منها ايه اللى حوصول بالظبط.... 


كريمة (مترددة): طب خد بالك منها يا ولدي… البت قلبها رقيق وما بتستحملش الكلمة.


عدنان يدخل على أوضة شروق، يلاقيها مرمية على السرير، عيونها ورمة من العياط.


عدنان (بصوت هادي): شروق… قومي يا بت، ماينفعش تستسلمي اكديه.... مش قولتلك اللى جاي صعب وواعر ورايدك تكوني قويه واني هكون وياكي وسندك عاد.... قولت اكديه ولا لاه.. 


شروق (برجفة): سبني يا عدنان بيه… سبني ف حالي. أنا تعبت من كلام الناس. ماعادش ليا نفس أروح المدرسة ولا أرفع وشي للخلق.


عدنان يقعد جنبها: قلتلك ألف مره ما تنادينيش بيه… أنا عدنان وبس. والناس دول ملهمش حكم علينا واصل، لسانهم أطول من دراعهم، لكن كيدهم أضعف من شعرة. واحنا مبنعملش حاجه عيب ولا حرام علشان ندارى اكديه ومنرفعش وشنا بالخلق يا شروق....  


شروق (دموعها تنزل): طب أعمل إيه؟! كله بيبص عليا كأني عار… حتى البنات اللي كنت بضحك معاهم زمان بقى يرموا كلام يكسف الحجر.


عدنان (يمسك إيديها): تسمعي مني كلمة؟ وتنفذي الكلام مفهوم؟! 


شروق (بصوت واطي): حاضر..... قول…


عدنان: إنتي مش لوحدك يا شروق… طول ما أنا عايش، محدش هيهينك ولا يكسر عينك. وحقك عندي أنا… ودي كلمة راجل.


شروق تهز راسها يمين وشمال:


شروق: الكلام حلو… بس الواقع مر. فرح بنت عمي مش هتسكت، ديه كل يوم هتفضل تعايرني. وأنا ما استحملش أسمعها تاني واصل... 


عدنان (بعصبية): فرح ديه… أنا هعرف أوقفها عند حدها. وأبوها وعيلتها لو مدوا لسانهم تاني، والله ما هخليهم يناموا ليلتهم مرتاحين.


شروق (خايفة): بلاش يا عدنان… أنا مش عايزة الدنيا تولع أكتر من اكديه. كفاية اللى حوصول.


عدنان (بصوت حاسم): ما تقوليش بلاش… كرامتك عندي بالدنيا كلها. اللي يلمسها، كأنه لمسني أنا.


صوت خبط على الباب يخليهم يسكتوا، كريمة تنادي من بره:


كريمة: عدنان يا ولدي…فرج أبو فرح واقف بره الدار وبيقول رايد يقابلك.


شروق تتنفض من مكانها:

شروق: لااا… بلاش، هيكون جاي يتخانق ويزيد الطين بلة. روح يا عدنان ملكش دعوة بيه واصل..... 


عدنان يقف، عينه فيها لهب:


عدنان: امشي واروح؟! ليه عاد......عامل عمله ولا خجلان من حاجه؟ وقولتلم متخافيش واصل وانا اهنيه… خليه يدخل.


يدخل فرج، رجل تخين ووشه مليان غل:


فرج: السلام على من اتبع الهدى… إيه يا عدنان؟! بتجيب العار وتدافع عنه كمان؟! بنت أخوي ما تطلعش رايحه جاية معاك زي بنات الشوارع، وأنت واقف حاميها!


عدنان يقاطعه بخشونة:


عدنان: على مهلك يا حج… كلامك ديه ما يطلعش من راجل كبير زيك. شروق بنت ناس، وشرفها في رقبتي أنا.


فرج (رافع صوته): شرف إيه يا عدنان؟! البت ديه فضحتنا! البنات في المدرسة حكوا عنها، وسمعة العيلة على المحك.


شروق تبص للأرض ودموعها تنزل تاني.

عدنان يرد بغضب:


عدنان: أنا آخر مرة أسمحلك تقول الكلمة ديه… شروق مش فضيحة، شروق أشرف من ألف واحد بيلف ويدور ويدعي الرجولة.


فرج (ساخر): رجولة؟! هي الرجولة إنك تمشي معاها قصاد الخلق كلها؟! وتخلي العالم يحكي عليها اكديه وترجع تقول شرفها فى رقبتي...... لو اكديه مكنتش خليت لحد كلمه يقولها عليها... 


عدنان (يخطو خطوة لقدامه): الرجولة إن الواحد يحمي البنية المظلومة، مش يدفنها بالحيا بكلام فارغ. واللي رايد يختبر رجولتي… يجرب يلمس شروق بكلمة تاني.


كريمة تحاول تهدي الجو:

كريمة: كفاية يا رجاله… البت قلبها ما يتحملش. الموضوع دلوك مش فيكم انتم... فى الكلام اللى طلع على البت.... واحنا خابرين زين ان عدنان بيعمل لشروق اللى محدش عمله وبتهمه كيف واكيد ماريدش يحوصول معاها اكديه..... 


فرج يبص لشروق بقرف:


فرج: أنا ما عنديش كلام معاكي تاني يا بت. من النهارده لو عتبيتي عتبة المدرسة، أنا اللي هعرف أوقفك. خروج من اهنيه مفيش تاني واصل..... مش هتخرجي من اهنيه غير على بيت جوزك او قبرك سامعه؟؟؟؟ 


عدنان يرد بصوت مرعب:


عدنان: لاه يا حج… شروق هتعتبت عتبة المدرسة، أنا اللي هكون واقف على بابها، واللي يقرب منها هيتحسب حساب عسير.بلاش تختبر صبري اكتر من اكديه علشان ما اعملش تصرف ورد فعل يزعل الكل..... 


فرج يبص له بنظرة حقد:


فرج: واه واه بتهددني فى قلب داري يا عدنان....انت انخبلط بعقلك عاد.... خلينا نشوف مين الغالب آخر المطاف انا ولا انت... 


ويطلع من البيت وهو يضرب الأرض برجليه.


شروق تنهار تبكي من جديد:


شروق: ليه اكديه...... شفت يا عدنان؟! ما فيش فايدة… الدنيا كلها واقفة ضدي. هملني لحالي يا ولد الناس وخليني 


عدنان يمسح دموعها بإيده:


عدنان: ما تخافيش… من النهارده مش هخلي حد يجرؤ يفتح خشمه عليكي. وأنا وعد… اللى يضحك النهارده، هو اللي هيبكي بكره.


#عنفوان_الحب

#آيه_طه


البارت 6


فرج بعد ما طلع من اوضه كريمة، راح على المندرة عند منصور.

منصور كان قاعد على حصير قديم، ماسك عصاية وبيضرب بيها في الأرض كأنه بيحسب الوقت.


فرج (بغل): انت قاعد اهنيه ولا على بالك..... شفت يا منصور؟! شفت الواد عدنان كيف بيتجرأ ويهددني؟! في داري كمان!


منصور (رافع راسه، يبحلق فيه): ما قلتلك من أول يوم… الواد دا خطر. طول ما هو واقف جنب شروق، عمرنا ما نعرف نسيطر عليها ولا نخليها تحت رجلينا.


فرج (بعصبية): بس ما تقلقش… أنا عندي حيله تخليه يندم إنه وقف قصادنا.


منصور (مهتم، يميل لقدامه): قول عاد… عندك إيه؟


فرج (يقرب منه بصوت واطي): هخلي الناس في الكفر كلهم بيتكلموا إن عدنان بيستخدم منصبه غلط. بيخوف الخلق وبيمشي كلمته بالقوة. أنا هلم شوية عرائض وشكاوي من الناس اللي بينه وبينهم مشاكل… وحلفوا لي إنهم يوقعوا عليه ووقتها مش هيكون ليه قومه واصل.


منصور (عينه تلمع): واه واه… يعني هنخلي القانون هو اللي يكسر رقبته. دا أحلى انتقام. البت شروق أول ما تسمع إن عدنان اتشال من شغله، هتنكسر وتيجي تحت جناحي زي الأول.


فرج (ساخر): ولسه… أنا كلمت اتنين من الرجاله اللي ليهم مصالح في المركز، هيكتبوا بلاغ إنه بيتجاوز صلاحياته. وهتسمع قريب، القرار هييجي بالوقف.


منصور (بضحكة شيطانية): الله ينور عليك يا فرج… اكديه اللعب على الكبير. سيبهولي أنا لما يتوقف، البت هعرف أرجعها بيت  زي زمان.


بعد أيام قليلة، الخبر نزل على الكفر زي النار في الهشيم:

"وكيل النيابة عدنان موقوف عن العمل لحين انتهاء التحقيقات."


الدار عند عدنان مليانة صدمه وزعل.


أمه قاعدة في الركن تبكي، دموعها نازلة على خدها:


أم عدنان: ليه يا رب اكديه؟! ابني ما عملش حاجه حرام ولا غلط واصل، ليه الناس ظالمينه اكديه؟!


نوال واقفة تهدي فيها، ماسكة إيدها:


نوال: استهدي بالله يا أمه… أكيد الحق هيبان، والظلم ما يدومش.وعدنان حقه هيرجع وقصاد الكفر كله.... 


عدنان واقف، عينه متجمدة، ماسك ورقة القرار في إيده، صوته واطي لكن فيه بركان غضب:


عدنان: أنا خابر مين ورا الموضوع ديه… منصور وأخوه فرج. لكن لو افتكروا إن القرار دا هيكسرني، يبقوا غلطانين.دلوك هيشوفو عدنان تاني واصل..... 


أمه ترفع وشها تبصله بخوف:


أم عدنان: لاه يا بني ما تتهورش عاد… خليك عاقل بالله عليك، ربك هو اللي هينصفك. ويجيبلك حقك انا ماريداش تتاذى من ناس متعرفش ربنا زي دول.... الله لا يسيئك يا ضنايا هملهم لحالهم يا ولدي... 


عدنان (بحزم): لاه يا أمه… أنا سايب حقي لله، بس حقي عند الناس دول… ما يضيعش.ومش هرتاح ولا هيهدى ليا بال الا لما اجيب حقى من حباب عيونهم وقصاد الكفر كله..... 


في اوضه كريمة، الوضع أسوأ.

شروق قاعدة تبكي في حضن امها:


شروق: شوفتي يا امه؟! حتى عدنان اللي كنت متسنده عليه… وقع. عم منصور هييجي تاني ويقهرني زي الأول. أنا تعبت… تعبت من الدنيا.


كريمة (تحاول تمسح دموعها): لاه يا بتي… ما تستسلميش. عدنان ولد أصيل، وما يسيبكيش واصل.... وربنا يهديه عمك منصور ديه ويبعده عنك... 


لكن فجأة الباب يخبط جامد، الصوت يرن في البيت.

منصور واقف بره، صوته عالي:


منصور: افتحوا يا ولية! البت من النهارده تحت أمري… لا مدرسة ولا خروج! وهيفضل راسها في الأرض زي ما كانت.وخطوبتها من عدنان تنساها... وهتتجوز عتمان ورجلها فوق رقبتها و ملهاش خروج من الاوضه داي الا وهي عروسه لعتمان... او جثه ندفنها.. 


شروق تبص لامها برعب، عيونها واسعة:


شروق: واه يا امه… رجع تاني! وكمان اقسى من الاول... يامرارك الطافح يا شروق... 


كريمة (بحزن): اهدي يابتي... اصبري يا بتي… الأيام بتتغير، وربك كبير.وميرضاش بالظلم ديه واصل.... 


منصور يدخل وهو شايل عصايته، يبص لشروق بقسوة:


منصور: شوفتي يا قليلة الحيا؟! اللي كنتي فاكرة هيسندك… اتشال من منصبه زي الكلب. دلوقتي بقى أنا الكبير… ولو فتحتي خشمك بكلمة، هكسرك نصين.


شروق تنهار وتبكي، صوتها يتقطع:


شروق: ليه اكديه يا عمي؟! ليه ما بترحمنيش؟! ليه رايد تذلني وتكسرني وتهني فى كل دقيقه ليه؟ انا حتى بنت اخوك الله يرحمه وامانته عندك... هو ديه حفظ الامانه يا عمي؟! 


منصور (بغل): الرحمة؟! الرحمة خلتها تمشي مع الراجل قدام الكل! من النهارده ما فيش رحمة… في طاعة وبس.


ويضربها بالعصايه ويكمل كلامه


منصور: وخشمك ديه لو نطق بكلمه تانيه غير نعم وحاضر هقتل ضرب واحبسك زي زمان من غير لا وكل ولا شرب واربطك فى رجل البهيمه يابنت الكلب.... 


كريمة تحاول توقفه، تمد إيدها:


كريمة: حرام عليك يا منصور! دي لسه صغيرة، إنت ليه مكبر راسك عليها اكديه؟! وقاسي عملتلك ايه البنيه الصغيرة داي لتعمل فيها اكديه... 


منصور (يزقها بإيده): إنتي اسكتي يا ولية! لو ما قفلتيش خشمك، هرميكي بره الدار.للديابه تنهش فيكي ونخلص منك... الكلمه الاولى والاخيرة اهنيه ليا انا واللى قولت عليه هو اللى هيوحصول سامعين؟! 


شروق تحاول تقوم تدافع عن امها:


شروق: ما تمدش إيدك عليها! كفاية اللي بتعمله فيا. امي متتهانش واصل.... ولا ليك صالح بيها واصل.... 


منصور (يقرب منها بيهددها): واه واه.... بقى عندك لسان كمان وبتردي عليا يا قليله الربايه ؟! أنا هوريكي الأدب يعني إيه.


يسحبها من شعرها ويرميها فى الزريبه ويربطها برجل البهيمه ويقفل عليها... 


في الناحية التانية… عدنان قاعد في داره، ماسك راسه، وضرب إيده في الحيط، الدم سال من صوابعه.

نوال بفزع: واه واه..... يدك ياعدنان! ليه اكديه يا خوي! هدي حالك امال مينفعش اللى بتعمله ديه..... 


عدنان (بعزم): والله ما هسيبهم… لا فرج ولا منصور. افتكرتوا إنكم وقفتوني عن شغلي، خلاص هتكعبل؟! لاه… لسه الحرب ما ابتدتش. واللى جاي سواد على الكل... 


أم عدنان تصوت: يا بني ما تغامرشي بنفسك! الله يهديك عاد.... انا ما حلتيش غيرك ياولدي بعد ابوك الله يرحمه... قولتلك رجعونا للصعيد مفهوش خير.... اسمع كلامي ياولدي خلينا نهمل الكفر ديه ونرجع تاني للبندر ونشتري راحه بالنا ياولدي.... 


عدنان (بصوت واطي لكن حاد): أمي… اللي عايش من غير كرامة كأنه ميت. وأنا عمري ما أسيب حقي ولا حق البت شروق يضيع.وانا مش هروح من اهنيه مكسور اكديه وراسي محني.... انا حقي خابر زين ارجعه كيف والبت اللى وعدتها واديتها كلمه راجل داي مش هتخلى عنها واصل ومهما حوصول.....


#عنفوان_الحب

#آيه_طه


البارت 7


منصور بعد ما ربط شروق فى الزريبة، رجع يضحك بصوت عالي، ضحكة كلها قسوة وغل.

كريمة واقفة، قلبها بيتقطع، دموعها مغرقاها.


كريمة (تصرخ): بتييييي...... ليه اكديه عاد.. يا منصور… دي أمانة أخوك الله يرحمه، هتودي وشك فين من ربنا؟! ارحم لترحم والظالم نهايته عفشه يا منصور متزودش حسابك اكتر من اكديه..... ماهيش دايمه لحد ولو كانت دايمه مكنتش وصلتلك ياولد الغرباوي.... 


منصور (باحتقار): اتحشمي يا وليه.... واقفلي خشمك عاد.... أمانة؟! أمانتي في كلمتي… وأنا قولت البت ديه هتتجوز عتمان يعني هتتجوزه غصب عنها. واللي مش عاجبه، يشرب من البحر.


كريمة (تبكي): ربنا كبير يا منصور… ربنا مش غافل…


منصور يزوم فيها: اقطمي يا وليه! والا والله ما اسيبك في الدار ديه ساعة واحدة.والله عال كلكم طلع ليكم حس لما شرف سبع البرمبه بس خلاص كسرته وكلكم هتركعوا تحت رجلي.... 


في الزريبة، شروق مربوطة والبرد قارس، دموعها نازلة. صوت البهيمة حواليها يخوف، وهي تهمس لنفسها:


شروق (بصوت مكسور): يا رب… ما ليش غيرك. قويني… قويني يا رب، وعدنان ما يتكسرش… عشان ما ينكسرش قلبي وياه... ميستهلش اكديه واصل ولا ليه ذنب....... 


في دار عدنان… الليل ساكن بس قلبه مولع نار.

عدنان قاعد، سهران، ماسك الورقة اللي فيها قرار وقفه، يقلبها بين إيديه.

نوال قاعدة جنبه، تحاول تهديه:


نوال: يا خوي، ما تخليش الغضب يعميك… دول غدارين، وما بيخافوش لا ربنا ولا قانون.


عدنان (بعيون مولعة): وأنا كمان ما بخافش غير من ربنا… ودول لازم يعرفوا إن عدنان ما يتكسرش.


نوال: طب و شروق؟! عمها عامل فيها إيه دلوك؟! أنت فاكر هي مرتاحة؟ دي أكيد متعذبة…انا قلبي واجعني عليها اكيد هينتقم منها اكتر من الاول.... 


عدنان يضغط صوابعه لحد ما الدم ينزل تاني، صوته يغلي:


عدنان: خابر خابر… هي ديه النار اللي مولعة جوايا. عشانها… عشانها أتحمل وأكمل.واجيب حقها انا اديتها كلمه راجل وانا مابخلفش بكلمتى وواعدي واصل.... 


في نفس الوقت…

فرج داخل المندرة عند منصور وهو بيضحك، شايل معاه جرنال.


فرج (باهتمام): شوف يا منصور… الخبر اتنشر في الجرنال! "وقف وكيل النيابة عدنان لحين انتهاء التحقيقات." خلاص كسرنا ضهره وشوكته..... ماعدتش ليه قومه تاني ولا ليه عين يرفع وشه قصاد الخلق..... 


منصور (مبسوط): واه صوح الحديت ديه يا فرج… وريني اكديه... اهو اكديه اللعب الكبار. خليهم يشربوا من المر اللي شربناه.ولسه كمان لما الناس اللى فى الكفر تطلع عليه وترميه بالطوب زي المجذايب...... 


فرج (يقهقه): على قولك يا اخوي.... والبت شروق خلاص، تحت يدك… يعني كسرنا عدنان من الناحيتين.


منصور (يضحك بغل): بس ديه البداية يا فرج. الواد دا عنيد، وما يسيبش حقه وطاره واصل. لازم نكسره كسره ما يقومش منها.


فرج (متحمس): عندي فكرة… نلفقله قضية. نقول إنه متواطئ مع ناس في الكفر… ، نقول بياخد رشاوي.


منصور (عينيه تلمع): واه واه… دماغك سم يا واكل ناسك..... ونخلي الناس هم اللي يطالبوا بمحاكمته. اكديه نهايته تكون بإيدهم هما.اللي كان بيتحمى فيهم ورافع راسه وسطهم..... 


تاني يوم الفجر…

عدنان خرج من داره، عيونه سهرانة بس عقله صاحي. راح ناحية الجامع، دخل وصلى ركعتين طويلين، دموعه نازلة.


بعد الصلاة، رفع إيده للسماء:


عدنان: يا رب… إنت خابر زين أنا مظلوم كيف. وخابر إن شروق مظلومة. بيك استعين… قويني بيك على اللى جاي يارب، واكشف ستر اللي ظلمونا قدام العلن.


الشيخ الكبير، شيخ الجامع، قرب منه:


الشيخ: واه عدنان الاسيوطي.... من زمان ماشفناك بالجامع.... مالك يا عدنان يا ولدي؟ شكلك مهموم.


عدنان (بهدوء): يا شيخنا… الحق اتظلم، والباطل بقى فوق راس الناس. خلاص الناس غيبت عقولها مابقتش تفرق بين الصوح والغلط.... 


الشيخ (بحكمة): يا ولدي…سيب امرك لربنا وارمي حمولك عليه....مهما حوصول الليل ما يطولش، والصبح جاي. ما تنساش "إن الله يدافع عن الذين آمنوا."


عدنان يمسح دموعه ويقوم:


عدنان: ونعمه بالله يا شيخنا..... ادعيلي يا شيخنا… المعركة لسه ما ابتدتش. ورايد ارجع الحق بدون خساير ولا اذي اللى الناس البريئه واللى بحبهم..... 


في الزريبة…

شروق فقدت قوتها، عيونها محمرة من البكا، جسدها مرهق.

كريمة واقفة بره تبص من فتحه صغيرة، صوتها واطي:


كريمة: اصبري يا بتي… اصبري. عدنان ما يسيبكيش، والله ما يسيبكيش.


شروق (بصوت مبحوح): قولي له يا أمه… قولي له ما يتهورش… أنا رايداه بخير، مش عايزاه يضيع عشاني.


في دار عدنان…

نوال داخلة عليه، وشها متغير، إيدها ماسكة ورقة.


نوال: عدنان! شوف… جالي خبر من واحد ثقة. فرج ومنصور بيلموا أوراق يلفقوا بيها قضية ضدك.


عدنان (بعزم): واه… زي ما توقعت. بس المرة ديه… أنا اللي هضربهم بنفس سلاحهم.


نوال (بقلق): يعني إيه؟!


عدنان (بهدوء غامض): هخليهم يكتبوا نهايتهم بإيدهم. 


عدنان قاعد في الدار، الورق مرمي قدامه، عيونه مش بتغمض.

أمه قاعدة جنبه، تحاول تهدي لكن قلبها واجعها.


أم عدنان: يا ضنايا… ما تظلمش روحك. اللي زي منصور وفرج عمرهم ما يسيبوا حد في حاله. سيبهم لله، ما تجاريش ظلمهم بظلم تاني.


عدنان (بصوت تقيل): لاه يا أمه… الظلم لو ما اتردش عليه، يكبر ويفترسنا. وأنا ما اقبلش أعيش مذلول… ولا أسيب البت شروق مرمية في حضن الديابه.


أمه دموعها نزلت، تمسك إيده:

أم عدنان: يا بني… إنت سندي بعد أبوك. ما تحرقنيش بنار غيابك.


عدنان يحني راسه على إيدها ويقبلها:

عدنان: سامحيني يا أمه… بس وعدي لازم أوفيه.


في الزريبة… صوت خطوات منصور يخترق السكون، يفتح الباب بخشونة.


منصور (بغل): قومي يا بت! هتفضلي قاعده اكديه....... 


شروق ترفع عينيها بصعوبة:

شروق: عايز إيه تاني مني؟ ما كفاية اللي عملته. هملني لحالي انا خلاص ماريداش اعيش بالدنيا دي...... هملني اموت وارتاح من العيشه والظلم ديه... 


منصور يضحك بسخرية:

منصور: اللي عملته؟! دا لسه ما ابتديتش واصل. إنتي هتتجوزي عتمان يعني هتتجوزيه، ولو على جثتك.


شروق (بغصة): عمري ما هبقى لحد غير عدنان… حتى لو موتني.


منصور يغلي غضب، يرفع عصايته و يبحلق فيها:

منصور: واه… عنيده زي أبوكي بالظبط. بس صدقيني، أنا هكسره زي ما كسرت أبوكي قبل.


شروق تتجمد، عينيها تتسع:


شروق: قلت إيه؟! إيه اللي عملته في أبويا؟!


منصور يرجع خطوة، يدرك إنه اتكلم زيادة، لكن يرد بغل:

منصور: اللي سمعتيه… أبوكي كان فاكر نفسه راجل… وأنا وريته مقامه.ومحدش يقف قصادي واصل ولا يحط راسه براسي.... 


شروق تنهار في بكا هستيري:


شروق: يا رب… يا رب انتقم منه! ربنا ياخدك يا ظالم يا مفتري.... انت ايه شيطان ابليس مسبتش حاجه الا وعملتها..... بتقتل اخوك يا مفتري.... اااااااه يا ابوي.. 


في دار منصور… فرج داخل عليه متوتر.


فرج: الحق يا منصور… الكلام كتر في الكفر. في ناس بتقول إن البلاغات اللي كتبناها ضد عدنان كيدية.


منصور (بعصبية): خليهم يقولوا! القانون معانا، والورق معانا. والناس مش هصدق غير اكديه وهو مش هيعرف يضحك عليهم واصل.... 


فرج: بس أنا خايف… الواد دا ما يسكتش. الناس يتحبه ويتحترمه وتقدره، ولو قلب الترابيزة، احنا اللي ننداس.ومحدش هيسال علينا واصل..... 


منصور (بغرور): اسكت يا فرج… الواد انتهى. دا لو ما عارفش مكانه، أنا هخليه عبرة لكل من يفكر يرفع راسه. بطل خوف اكديه وجمد قلبك عاد.... 


عدنان يخرج من داره بالليل، يقابل صاحبه القديم "عطية"، واحد من رجالة البلد اللي عنده كلمة مسموعة.


عطية: واه يا عدنان… سمعت اللي حوصول. بدات اثبت انك مظلوم، والناس كلها عارفة.ومصداقك يا صاحبي وخلاص خوفهم من منصور وفرج مابقاش يرعبهم زي الاول..... 


عدنان (بحزم): الحق لازم يظهر وكنت خابر زين ان برائتي هتظهر والناس كلها هتعرف الصح من الغلط.... عايز وقفتك معايا يا عطية. البت شروق مربوطة ومقهورة، والناس لو سكتوا النهارده، بكرة يبقوا هما في مكانها.


عطية يهز راسه:

عطية: الحق ما يتسابش… وأنا ورا ظهرك. هلم لك رجالة من الكفر، ونواجه منصور قصاد الكل.


عدنان (بعزم): واه… المرة ديه لازم تبقى مواجهة قدام عيون الناس كلها. عشان يعرفوا مين الظالم ومين المظلوم.


الصبح بدري…

المندرة مليانة ناس. فرج ومنصور قاعدين، والرجالة حوالينهم.

فجأة الباب يتفتح، وعدنان يدخل بخطوات ثابتة، ورا ظهره عطية ورجال الكفر.


منصور يبحلق فيه:

منصور: إيه اللي جابك اهنيه يا واد؟! مش اتشال اسمك من النيابة؟! ومبقاش ليك الحق تعمل الشويتين بتوعك دول.... 


عدنان (بصوت مسموع): جاي أطالب بحقي قدام الكفر كله. حقي وحق شروق… وحق كل مظلوم.


فرج يحاول يضحك:

فرج: أي حق يا عدنان؟! انت متهم… والورق ضدك. اللى زيك يحطو راسه فى الطين وتنكسر عينه وحسه ميعلاش تاني واصل... 


عدنان يرفع صوته:

عدنان: الورق اللي مزورينه؟! أنا عارف لعبكم، والناس كلها هتشهد. وانتو خلاص نهايتكم قربت والجزاء من جنس العمل... 


عطية يقوم، يواجه منصور:

عطية: قول الحق يا منصور… مش انت اللي زورت الشكاوي؟! مش انت اللي رابط البت في الزريبة؟! كفاياك ظلم وجحود عاد.... 


منصور يتنرفز، يضرب العصاية في الأرض:

منصور: اسكتوا! أنا الكبير… وكلمتي ما تتكسرش! وانا حر اعمل اللى انا عايزه ومحدش ليه الحق يحاسبني والا حسابكم معايا هيكون عسير منك له.... 


عدنان يقف قصاده، يبرق في عينيه:

عدنان: الكبير هو اللي يحفظ الأمانة… مش اللي يذل بنات أخوه. ويربطهم ويهينهم.... 


الرجالة يتحركوا، صوت الغضب يعلى في المندرة.

منصور يحس إن الأرض بتتهز تحت رجليه…


عدنان (بصوت حاسم): النهارده… الحق هينتصر، قدام عيون الكفر كلها.


#عنفوان_االحب

#آيه_طه


البارت 8 والاخير 


صوت الهمهمة والجدال بيعلى في المندرة، الناس متجمعة، الكل مستني يشوف النهاية.

شروق لسه مربوطة في الزريبة، لكن صوت الهتاف من بره بيوصل لودانها، دموعها تنزل بحرقة وهي تهمس:


شروق (بصوت واهي): يا رب… أظهر الحق… خليهم يسمعوا صوتي ولو من بعيد.


كريمة واقفة ورا النسوان، قلبها بيترعش، تدعي وهي ماسكة طرحتها:

كريمة: اللهم انصر المظلوم… اللهم قوي عدنان على الباطل.


عدنان واقف قدام منصور، وشه ثابت بس عيونه كلها نار.

منصور يحاول يضحك بس صوته مكسور:


منصور: إيه يا عدنان؟ فاكر نفسك جاي تعمل ثورة؟!


عدنان (بصوت عالي): دي مش ثورة يا منصور… دي كلمة حق.


عطية يتقدم خطوة، صوته جهوري:


عطية: يا رجاله الكفر… انتو عارفين مين عدنان، و عارفين مين منصور. دا ابن الأصل والشرف… ودا اللي ما عرفش غير الغدر.


فرج يتوتر ويحاول يقاطع:


فرج: اسكت يا عطية… انت ما تعرفش حاجة!


عطية يرد بسرعة:

عطية: لاه عارف كل حاجة! وأقسم بالله… أنا شفت بعيني منصور وهو بيبعت رجاله على اوضه كريمة عشان يربطوا البنية شروق في الزريبة.


منصور يتشنج، صوته يخبط في الجدران:

منصور: كلكم تسكتوا!… أنا الكبير اهنيه! واعمل ما بخاطري وما بدالي ومحدش ليه صالح واصل.... 


عدنان يتقدم له خطوة بخطوة، صوته أقوى:

عدنان: الكبير مش بالكلام… الكبير بأمانته. إنت خنت أمانة أخوك، وخنت ضميرك… وجيت دلوك تقول على نفسك كبير؟!


في اللحظة ديه، واحد من الرجاله يدخل يصرخ:


الراجل: يا ناس… شروق في الزريبة! لقيتها مربوطة ومكسورة! انا شفتها بعيوني دول اللى هياكلم الدود.... 


الناس كلها تهج، النسوان تصوت، والرجالة يجروا ناحية الزريبة.

منصور يحاول يمنعهم لكن فرج نفسه يتراجع، وشه أصفر من الخوف.


عدنان يجري أول واحد، عيونه تدور تدور لحد ما يلاقي شروق مرمية على الأرض، عيونها نص مفتوحة.

عدنان يركع جنبها، يفك الحبال بسرعة، صوته يرجف:


عدنان: شروق! يا روح قلبي، قومي… أنا اهنيه. انتى زينه يا ضي عيوني..... 


شروق تفتح عيونها بالعافية، تبصله:


شروق (بهمس): قولتلك… ما تتهورش… بس كنت خابره إنك هتيجي. كنت واثقه فيك ومستنياك...... 


عدنان يرفعها بحضنه، صوته مسموع للكل:


عدنان: شوفوا… دي بنت أخوه، والأمانة اللي ضيعها. هو ده كبيركم؟! 


الناس حوالين منصور، الغضب في عيونهم.

واحد من الشيوخ الكبار يصرخ:


الشيخ: اللي يذل بنات أخوه ما يبقاش كبير! العار عليه، مش علينا. واحنا لازم نشيل الغشاوة من على عيونا ونشوف الحق والصالح فين..... 


منصور يرجع لورا، عصايته تقع من إيده، صوته يتلجلج:


منصور: أنتو كلكم عليا؟! اتخبلطوا فى عقلكم انا الكبير وانا اللى كلمتي تتسمع وتمشي على رقابي الكل والا ارميكم كلكم للديابه ولا اطخكم بالنار..... 


عدنان يقف قدامه وهو شايل شروق، صوته صلب:


عدنان: مش إحنا يا منصور اللى نخاف ولا يتعمل فينا اكديه… دا الحق اللي وقف قصادك. واللي ما يخافش ربنا… ربنا يكشفه للخلق.


الشيخ الكبير يرفع صوته:


الشيخ: يا رجاله… من النهارده منصور ما يبقاش كبير. اللي خان الدم والأمانة ما لهوش مقام بيننا.


شروق تبكي في حضن عدنان، وكريمة تجري وتحضن بنتها.


كريمة: الحمد لله يا رب… رجعتلي بخير يابتي..... الله يكرمك ويحميك ويصونك يا عدنان ياولدي وينصرك على مين يعاديك.... 


عدنان يبص للناس، صوته واطي بس مليان قوة:


عدنان: المعركة دي ما كانتش معايا أنا بس… دي كانت مع الظلم. وربنا وعد إن الباطل ما يدومش.ودلوك جاه دوركم علشان تشوفوا وتعرفوا الحق فين..... كفاياكم خوف وجبن واقفوا وقولو كلمه الحق..... 


في ركن المندرة… منصور يقعد على الأرض، عيونه تزوغ، والناس سايبينه، مفيش حد واقف معاه.

فرج يحاول يهرب لكن الرجالة يمسكوه.


عطية يقول بصوت عالي:


عطية: اللي يلفق تهمة و يظلم الناس… حسابه عند القانون. من النهارده الكفر كله هيشهد إنه منصور وفرج هما أهل الباطل.


عدنان يبص لشروق، عيونه تدمع:


عدنان: وعدتك يا شروق… وما خلفتش وعدي. سامحيني علشان اتاخرت عليكي بس من النهارده مش هسمح يحصول اكديه تاني لو فيها موتي...... 


شروق تبتسم رغم ضعفها:


شروق: وانا كنت واثقة… لأنك ما بتنكسرش. وانك معاك الحق و الحق مهما حوصول هيطلع ويرجع لاصحابه.... 


 والشيخ الكبير يدعي:


الشيخ: اللهم اجعل كلمة الحق فوق الباطل… واحفظ شبابنا من الغدر والفتنة.


عدنان يرفع راسه للسماء، صوته داخلي:


عدنان: يا رب… دي كانت البداية… ولسه الطريق طويل. بس طول ما الحق معانا، ما نخافش من بشر.


المندرة مليانة ناس، أصوات عالية وجدال مولع.

عدنان واقف قصاد منصور، شايل شروق في حضنه. 


شروق، رغم تعبها، ترفع راسها قدام الناس كلها، صوتها مهزوز لكنه واضح:


شروق: يا ناس… أنا ما كنتش عايشة في خير عمي… أنا كنت أسيرة في داره! حبسني في الزريبة، وكان عايز يجوزني لولده عتمان غصب عني!


شروق تكمل وهي بتبص في عيون منصور:


شروق: وأنا النهارده… سمعت بودني كلمة ما ينفعش أسكت عليها. عمي منصور هو اللي كان له يد في موت أبوي!


الناس كلها تتجمد، الصمت يسود، العيون كلها على منصور.

عدنان يبرق فيه بقوة:


عدنان: رد يا منصور… هي كاذبة؟! انطق.... ساكت ليه؟!  استحليت دم اخوك وقتلته وهينت وعذبت بنته ليه يا منصور..... الشيطان نفسه معندهوش القسوة والجحود ديه.... 


منصور يتلخبط، يحاول يتماسك:


منصور (بتوتر): دي بت صغيرة… مش فاهمة…وبتقول اي كلام علشان توقعني فى مصيبه وتوديني بداهيه...... هتصدقوا كلام بت صغيره هو في حد. بيقتل اخوه بردك... 


شروق تقاطعه بصوت عالي:


شروق: لاه يا ناس! أبوي كان كاتب كل الورث والأرض بإسمي… عشان اكديه هو اللي خلص عليه! كان عايز يضيعني ويجوزني لولده عتمان، علشان الورث يرجع في إيده.


عطية يتقدم، صوته يهدر:


عطية: الكلام ديه خطير يا منصور… والبت ما تجذبش في مصيبة زي دي. 


عدنان يصرخ:


عدنان: امسكوه! الحق لازم يظهر، والقاتل لازم يتعاقب. وعقابك هيكون رحمه ليك يامنصور لو القاضي حكم بالاعدام.... انت اللى زيك ميموتش اكديه على طول لازم تتعذب وتتمنى الموت كل لحظه بحق كل واحد ظلمته وجورت على حقه..... وديه انا اوعدك انك تلاقيه... 


الرجالة يتحركوا بسرعة، يمسكوا منصور من دراعاته رغم مقاومته.

منصور يصرخ:


منصور: إبعدوا عني! أنا الكبير! أنا الكبير يا عميان! انتو مفكرين اني وقعت اكديه لاه والله لاوريكم العذاب الوان على وقفتكم قصادي دي..... 


واحد من الشيوخ يرد بصرامة:


الشيخ: الكبير ما يقتلش أخوه طمع في الورث… الكبير يحفظ العرض والأمانة.


الرجالة يجروا منصور مربوط بالحبال، والناس كلها شاهدة.

فرج يحاول يزوغ لكن الرجالة يمسكوه معاه.


عدنان يبص لشروق، عيونه فيها دموع:


عدنان: قولتي الحق يا شروق… وربنا كشف سترهم.


شروق تبكي وتبص للسماء:


شروق: يا رب… دلوك بس أبوي يتهنى في تربته.


الشيخ الكبير يقف وسط المندرة، صوته عالي يسمعه الكل:


الشيخ: من النهارده منصور ما يبقاش كبير… من النهارده يبقى وصمة عار. والحق هيرجع لأصحابه. خلوا القانون ياخد مجراه… القاتل معروف، والحق بان.


شروق تبص للناس، دموعها نازلة بس وشها منور لأول مرة:


شروق: الحمد لله… بعد سنين خوف وبكا، ربنا رجع حقي، وكشف اللي قتل أبوي.


عدنان يمسك إيدها قدام الكل، صوته ثابت:


عدنان: من النهارده، لا خوف ولا غدر يلمسك تاني يا شروق… طول ما أنا عايش.


كريمة تجرى تحضن بنتها، وهي بتبكي بفرحة:


كريمة: يا ضنايا… رجعتيلي مرفوعة الراس. أبوكي في تربته دلوك مرتاح.


عدنان يبص للسماء، صوته داخلي:


عدنان: يا رب… انت نصرتنا، ووفيت وعدك.


النهاية…

الشمس طالعة من ورا الجبال، نورها يغمر الكفر كله.

شروق واقفة جنب عدنان، وعيونهم مليانة أمل.

عدنان يهمس لها:


عدنان: من اهنيه نبدأ حياة جديدة… حياة كلها حق.


شروق تبتسم لأول مرة بجد، وترد:


شروق: وأنا جنبك… مش هخاف من حاجة تاني واصل....


تمت 







تعليقات

التنقل السريع
    close