رواية بنات ورد الفصل الثالث عشر 13بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية بنات ورد الفصل الثالث عشر 13بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
❣️بنات ورد❣️13
نفضت يده عن ذراعها وعادت خطوة إلى الوراء ليعاود إمساك ذراعها وجذبها نحوه بعناد ينظر لعينيها بتحدي وعبث
-وأن قلتلك أنى موافق يكون غصب عنك
ليميل عليها أكثر محاولًا أن يفعل مايتوق لفعله لكنه توقف قبل أن يصل لمبتغاه عندما ارتجف جسدها ولمح الدموع التي لمعت في عينها المنكسرة وصورة من الماضي طرقت رأسه
أغمضت عينيها عندما شعرت بأنفاسه الساخنة تقترب من وجهها لتنساب دموعها التي جاهدت على حبسها
لتفتح عينيها فجأة والتقطت أنفاسها عندما ابتعد عنها ثم نفض ذراعها وهتف بتحدي امتزج بالغضب
-أنا موافق أن جوازنا يكون صوري بس مش عشان الفلوس والورث لا عشان مش أنا الي ألمس ست غصب عنها
مسحت دموعها بيدها بقوة وعاودت ترسم الجمود لتستدير محاولة المغادرة لتسمع صوته يأمرها
-بس دا مش معناه أنى أتنازل عن كوني جوزك وليا حق الطاعة والاحترام وفيه واجبات عليك سمعاني يابنت الجوهري
استمرّت في تقدمها حتى وصلت إلى باب غرفتها دون ان تلتفت مرة أخرى او تهتم لباقي حديثه ليصرخ
-سمعتيني يا دكتورة؟
أومأت برأسها دون أيه كلمة ثم دخلت تغلق الباب خلفها ، حل رباط عنقه بغضب ودخل الغرفة التي كانت من المفترض أن تجمعهم الليلة خلع عنه سترته وألقاها على الأرض بعنف ثم رمى بجسده على السرير ليزفر نفساً طويلاً وصورة عينيها ترتسم امامه ليمسك الوسادة ويرميها بقوة ود لو يستطيع الصراخ حتى يخرج ثورغضبه
نهض بسرعة واخذ مفتاح سيارته وخرج صافعاً باب الشقة خلفه بقوة
صوت اغلاق الباب وصل إلى مسامعها لتستلقي بفستانها على سريرها وتدفن رأسها في الوسادة تصرخ صرخات مكتومة وتبكي منتحبة هل هذه هي ليلة زفافها جسدها لايزال يرتعش من مواجهته وإحساسها بانفاسه
القريبة لايزال يثير اشمئزازها اعتدلت تكتم شهقاتها هل هذا اليوم الذي كانت تحلم به ما ذنبها لتتحطم أحلامها على عتبات الوفاء بالعهد وتتجرع مرارة الذل والقسوة
ضمت قدمها إلى صدرها وتكورت على حالها تغمض عينيها وتهرب من هذا الواقع بالنوم
*********************************
وقفت هدى تطالع والدة علي وهي تملي عليه نصائحها وتعطيه توصيات كثير ليصيبها التعجب من تعلقها الكبير به ثم التفتت نحو عمها الذي كان يراقب تصرفات زوجته بانزعاج وتذمر يناديها بين الحين والآخر لكن دون جدوى
وانتبهت إلى اندماج علي وطاعته لها كأنه طفل صغير ينصت إلى ماتقول بأهتمام وهو يردد
-حاضر يا ماما
وقبل أن تغادر وقفت امامها وقالت بنبرة أمر
-ابقي خلي بالك منه أول مرة يبات بعيد عني
ليقول عمها ساخراً
-ابقي غطيه كويس ياهدى وأتأكدي أنه شرب اللبن قبل ما ينام
أمتعض وجهها من كلامه لكنه أكمل وهو يجذب يدها يغمز لها مبتسماً. وسط ابتسامة علي وضحكة هدى الخجلة
-يلا يا صفاء الواد مش هيبات في حضن حد غريب هيبات في حضن مراته
توردت وجنتها من كلمات عمها الاخيرة وازدادت خجلاً وتوتراً عندما وجدته يغلق الباب ويقترب منها بنظرات
يملؤها الحب والافتتان
وقف امامها ليحيط وجهها بيديه ويطبع قبلة طويلة على جبهتها
-ألف مبروك ياحبيبتي
لتجيبه على أستحياء
-الله يبارك فيك يا حبيبي
-هدى حاسس أني بحلم أنت بجد هنا أنت بجد بقيتي نصيبي ؟
ضحكت بخجل وهزت رأسها تؤكد له
-مش بتحلم يا حبيبي
-طب ممكن اتأكد ؟
لم تفهم مقصده حتى وجدته يأخذها بين أحضانه يعانقها بقوة وهو يردد
-بحبك يا هدى
**********************************
فتحت عينيها بكسل لتجد نفسها في مكان مختلف وقبل ان تفزع استطاعت أن تستوعب انها تزوجت البارحة استدارت تتأمل وجه ذلك الغافي بجانبها كم هو وسيم لتخجل وهي تتذكر لحظاتهم معاً وتلك المشاعر الجميلة التي عاشتها بين يديه وكيف كان حنوناً أحاطها بالامان الذي افتقدته منذ زمن بعيد وتلك المشاعر التي خفق لها قلبها بسعادة وكلامه الجميل الذي أشعرها بطمأنينة جعلتها تبتسم وتمد يدها نحو خصلات شعره ترتبها وتتلمس ذقنه بأعجاب حتى وجدته يتململ لتغمض عينها مدعية النوم فتح عينه وابتسم وهو يرى اهتزاز رموشها وحدقة عينيها التي تتحرك باضطراب أسفل جفونها
ليرفع جسده متكئًا بذراعه على وسادته رفع يده يمسح على وجنتها بحنان ثم مال نحوها يلثم جبينها ويقول:
-صباح الخير يا ندى فتحي عينك أنا عارف أن أنت صاحية
غزت الدماء وجنتها خجلاً وحافظت على عينها مغلقة
ليقرص أنفها ويقهقه ضاحكًا
-فتحي يا ندى مابتعرفيش تمثلي
لتفتح عينيها ببطء وتقول بخجل
-صباح الخير
ليميل مرة أخرى يقبل وجنتها ويقول :
-صباح الخير ياعروسة
أسبلت عينها باستحياء
ليرفع ذقنها فتواجه عيناه عينيها
-أيه ياندى انت لسه مكسوفة مني دا احنا من النهارده بقينا واحد
اثلج قلبها وصفه لتتسع ابتسامتها لكنها لم تعلم بما تجيب لتقول:
-أعملك فطار تحب تفطر دلوقت ؟
لتتعالى ضحكاته ثم غمز لها مشاكساً
-حلو طريقة الهروب دي اعملي فطار ياندى
***********************************
أفاقت على يده وهي تعبث بشعرها لتفتح عينيها وتنظر له لتجده يحدق بها مبتسماً هربت بعينها خجلاً منه ليقترب منها هامساً
-صباح العسل يا قمري
لتجيبه بخفوت
-صباح الخير ياحبيبي
داعب انفها بأنامله قائلاً
-تعرفي ان دا احلى صباح ليا
لم تعقب على كلماته وأكتفت بأبتسامة
-أنت صاحي من بدري ؟
داعب وجنتها بحب
-أنا مانمتش أصلاً خفت أنام ويكون الي عشته امبارح حلم
ليسحبها نحو أحضانه يضمها بقوة يخبرها بهيام
-فضلت صاحي أتأمل جمالك واحسد نفسي على السعادة الي أنا فيها
*********************************
أستيقظ يدعك عينه بقوة يفتحها ثم يغلقها حتى اعتاد على الضوء نظر إلى الساعة ليجد الوقت قد اصبح الثانية عشر ظهراً تنهد بضيق فبعد أن جاب الشوارع بلا هدف عاد قرب الفجر لكي يستطيع النوم بعد ضجيج الأفكار المتعالي .
كاد أن يضرب موافقته عرض الحائط ويتجه نحو غرفتها يأخذها بين احضانه وينام بسلام او يجبرها عنوة على ما يريده هذا ما وسوس له الشيطان به لكنه تراجع فلقد أعطاها وعداً وعليه تحمل قراره
نهض بضجر نحو الخارج يخلل أصابعه في خصلات شعره ويعيد ترتيبها ليجدها تقف في المطبخ تربط شعرها على هيئه كعكه غير منتظمة لتتدلى منها بعض الخصلات المتمردة أضافت لمظهرها عبثاً جميلاً ثم ابتسم بعفوية وهو يجدها تدندن بعض الكلمات في بادئ الأمر ظنها أغنية لكن بعد قليل أكتشف انها مصطلحات طبية تحاول حفظها كانت تعد طعاماً ما ومن رائحته علم أنه بيض مقلي أقترب منها قائلاً
-مساء الخير
لتفزع وتلتف اليه بدهشة ثم خطت بخطوات سريعة تبحث عن حجابها لكنها توقفت فجأة عندما تذكرت أنه زوجها كانت عينيه تتابعها
بترقب ليسحب احد الكراسي ويجلس ثم شعر بالغثيان عندما لمح ما يعرضه هاتفها
من فيديو مصور لإحدى عمليات القلب عادت بخطوات بطيئة التقطت هاتفها ونظرت لانزعاجه بسخرية
-دي عملية كيوت على فكرة
ليردد كلماتها باستهجان
-كيوت ؟!
رمقته مستنكرة وعادت إلى ماكانت تصنعه لتسمعه يقول:
-أعملي حسابي معاكِ
لتلتفت اليه ترفع حاجبها باستهزاء
-ليه هو جدو الباشا مش هيبعت فطار لسمو الأمير ياجدع دا انا كنت عاملة حسابي أني هفطر فطار ملوكي
-ليه هو أنتِ عروسة وصباحيتك النهارده عشان تحتاجي فطار ملوكي؟
قالها وهو يغمز لها ويبتسم على أحتقان وجهها فيكمل هو
-وبعدين جدو يجيبلي فطار ليه ماهو جوّزني خلاص يبقى مراتي هي الي مسؤولة عن فطارى
لتقترب منه تسند كفيها على الطاولة وتميل باتجاهه
-بس مراتك مش خدامة يا فارس باشا
ليبتسم بسخرية ويقول وهو ينظر لعمق عينيها
-أكيد دي مرات فارس الجوهري
ثم مال اكثر بتجاهها وقال هامساً
-أعملي حسابي معاكِ يا مراتي
زفرت أنفاسها بضيق وهي تلتفت نحو الموقد تواصل عملها لتضع الأطباق امامه بعنف وتضع كوب الشاي امامه وتسحب كرسي وتجلس تتناول طعامها دون أن تنظر اليه وكأنه غير موجود
-بس أنا بشرب قهوة مش شاي
التفتت نحوه غاضبة وقالت بسخط
-مشيها شاي النهاردة و متطمحش بأكتر من البيض لأني معرفش أعمل غيره
قطب حاجبيه وهو يدس أول لقمة في فمه
-دا لو أنت فعلاً بتعرفي تعمليه
-نعم قصدك أي؟
قالتها بأنزعاج وهي ترمقه بنظرات غاضبة
-يعني أستغفر الله دا أي حاجة إلا بيض ، لا ملح ولا فلفل
زفرت أنفاسها بتأفف وقالت بملل
-مابحبش الملح كتير
ثم ارتشف قليلاً من شاي ليخرج لسانه متذمراً
بقرف
-والشاي ماسخ
-ما بحبش السكر كتير
-ما شاء الله ذواقة
عادت تزفر أنفاسها متأففة وهي تغمغم
-اللهم طولك يا روح …أبقى أطلب دليفري مرة تانية متدوشنيش معاك
ليحرك يده باستهزاء متذمراً
-شكلنا هنقضيها دليفري فعلاً
أشاحت نظرها عنه مستغفرة لتتماسك نفسها وتسيطر على غضبها
***********************************
كان يتناول طعامه مستمتعاً يشيد بطعمه الذيذ
-تسلم أيدك ياندى طعمه يجنن
ابتسمت على إطراءه وقالت :
-بالهنا والشفا أن شاء الله
-تسلمي ياقمر
دس لقمة أخرى في فمه وبدأ في مضغها عندما أنتبه لشرودها ليسألها مستفسراً
-مالك ياندى سرحانة فى أي؟
تنهدت بحزن وقالت:
-بفكر بشمس أصلي قلقانة عليها أوي
نظر لها نظرة جانبية وقال :
-وتقلقي ليه هي مع جوزها فارس مش هياكلها يعني.
كانت كلماته الأخيرة تحمل أستنكاراً شعرت به لتقول موضحة
-أنا مش قصدي فارس
ليقطب حاجبيه بحيرة ويسألها
-أمال تقصدي أيه ؟
-أنت متعرفش شمس يا طارق شمس مش من النوع الي بيرضخ بسهولة
-برضه مش فاهم ؟
زفرت أنفاسها بقلق
-ولا أنا عارفة كل الي أعرفه شمس مش هتسكت ولو سكتت يبقى هي في دماغها حاجة
-بس فارس كمان مش هين
لتنظر له باضطراب
-ماهو دا الي أنا خايفة منه خايفة يحصل تصادم بينهم
دس شوكته في طبق البيض يقطع قطعه ويقربها من فمها
كُلي ياندى انت ومتشليش هم كمان شوية هاخدك تطمني عليها
فتحت فمها تلتقط الطعام على أستحياء وهي تبتسم بأمتنان
-متشكرة ياطارق أنت متعرفش شمس بنسبالي ايه دى بنتي مش بس أختي
*********************************
كانت تجلس في غرفتها تدون بعض المعلومات في دفتر ملاحظاتها لتسمعه ينادي عليها
-شمس …شمس
امتعض وجهها وقالت بانزعاج
-عاوز أي من شمس يارخم ، طبعا ماهي الخدامة الي جدو أشترهالك
لتنهض مندفعة نحو الخارج بغضب لتتسمر مكانها وهي تجد ندى تقف أمامها بعيون متوسلة.
-وحشتيني يا مشمش
لاتعلم لماذا كانت تحتاج لحضن ندى في هذه اللحظة كأنها تود أن تجد حضن تبكي داخله وتخرج تلك الهموم التي تجثو فوق صدرها فتحت ندى لها ذراعها وهي تقول:
-تعالي يامشمش
ركضت نحوها ترتمي بين أحضانها وندى تردد
-سامحيني …سامحيني يا مشمش
ظلت تبكي في أحضان ندى التي اخذت تمرر يدها على ظهرها تهدأها تحت أنظار فارس الذي شعر بالحزن
فهو يعلم أن زواجه منها هو سبب بكائها
-سامحيني يا روح أختك وحشتيني يامشمش أنا كنت بموت وأنت بعيدة عني
-بعد الشر عليكِ يا دندن روحي فداكِ
أخرجتها من أحضانها تمسك وجهها بين يديها وتمسح دموعها بأبهامها تسألها بقلق
-أنت كويسة يا مشمش ؟
هزت رأسها
-أيوة الحمد الله
ثم أنتبهت لشئ لتسألها
-هو دكتور طارق فين ؟
-هو وصلني هنا وراح يجيب عشا بيقول فارس بيحب المشاوي
التقت عينها بعين فارس الذي تمتم
-حبيبي يا خويا حاسس بأخوه
لتشيح عينيها عنه بحنق تلتقط حجابها وترتديه ليسمعو جرس الباب يقرع اتجه فارس ليفتحه ليجد علي وهدى
ليقترب علي منه يعانقه ثم همس بأذنه
-سبع ولا ضبع ؟
-بومة يا بومة
ليقهقه علي ضاحكاً
-كنت متوقع
ليلكزه فارس على كتفه ويقول:
-أتلم يالا
-أهلاً ياهدى
قالها فارس مرحباً بها
-أهلاً يا فارس
لتشهق بدهشة وهي ترى ندى وتركض مرتمية بأحضانها
-أنت هنا وأنا عمالة اتصل عليكِ
ثم خرجت من أحضانها لترتمي في أحضان شمس التي بادلتها العناق بشوق وكأنهم افترقوا منذ مدة طويلة
-هو أي جو الدراما الي احنا فيه
همس بها فارس لعلي الذي التفت له يكتم ضحكاته وهو يقول مستهزئاً وهو يلاعب حاجبيه
-أسكت يا بومة
لينظر له محتقناً ويلكمه عدة لكمات صاح منها علي متأوهاً مع ضحكاته المستمرة بشدة
ليقطع وصلة ضحكهم حضور طارق الذي اتجهت نحوه ندى بسرعة تحمل منه ما أحضر ليقترب هو من شقيقه يحتضنه بحب ثم اتجهت أنظاره نحو شمس
-ازيك يا شمس ؟
-الحمد الله
-أزيك ياهدى؟
الحمد الله
جلسو حول المائدة يتناولون طعامهم
ليسألها طارق
-أزي الوضع في المستشفى؟
-الحمد الله دكتور معتصم متعاون وبيحب يعلمنا مش بيبخل علينا بمعلومة
-ايوة صح معتصم دكتور شاطر بس خلي بالك أنت من الشهر الي جاي معايا وأنا مابحبش الواسطة يعني أنا مش هتساهل معاكِ عشان أنت مرات أخويا
أبتلعت ماكانت تمضغه بصعوبة والكلمه تتردد بذهنها لتبتسم أبتسامة شاحبة
اما هو فرغم أدعائه أنشغاله بالطعام لكنه شعر بالضيق من تجاذبها الحديث مع طارق ثم ضحكها مع علي الذي أستهزء بدلعها(مشمش)
-يعني أنت مشمش عشان هدى تفاح
-ماشي ياعلي يعني بتضحك عليا
-معلش يا شمس بس مشمش دلع لناس كيوت وصغيرة لكن أنت
لتدعي الانزعاج
-شايفة ياهدى جوزك
-خلاص ياعلي
-صحيح أنا وعلي حجزنا كم يوم في شرم الشيخ ، تيجو معانا يا فارس ؟
-معلش أنا عندي بحث ومناقشة مش هقدر أسافر الأيام دي
قالتها بسرعة قبل أن يسبقها هو في أعطاء رأيه ليضغط على الملعقة التي يحملها بغضب لقد لغت شخصيته
وحجبت رأيه وكأن لا وجود له
-أنا كمان عندي رحلة لتركيا كمان كم يوم عشان احجز بضاعة
-خسارة كنا رحنا سوى
قالتها هدى بحزن لتجيبها شمس
-معلش خيرها فى غيرها أن شاء الله
دارت عيناها لتلتقط علي وهو يطعم هدى ويتبادلون الابتسامة بحب ثم لمحت ندى وهي تدنو من طارق تهمس في أذنه بين الحين والآخر فيبتسم ثم التفتت نحو فارس الذي كان منشغلًا بهاتفه
ليعتصرها قلبها وشعور بالكسرة بات يستوطنه
*********************************
رحلت شقيقتيها منذ يومين ولم يتصلا بها يبدو أن سعادتهم أنستهم وجودها. كما سافر هو اليوم بعد أن أرسل لها رسالة أنه راحل اليوم ولايعلم متى يعود
أمسكت الهاتف تحاول الاتصال بشقيقتيها لتجيبها هدى
-ألومشمش أزيك وحشتينا؟
-ياسلام ياست هدى دا على أساس إنكم افتكرتوني
-معلش يا مشمش انشغلنا عنك
-ولا يهمك حبيبتي أمال ندى فين؟
-راحت تتمشى مع طارق على الشط
-حلوة شرم ياهدى ؟
-تجنن يامشمش أنا فرحانة فرحانة أوي ياريتك كنت معانا
ثم استرسلت
-دا حتى ندى فرحانة الظاهر أنها ابتدت تحب طارق
-ربنا يسعدكم ياحبيبتي
-عقبالك يا…
ابتلعت هدى باقي كلماتها عندما شعرت بأنزعاجها
-مع السلامة ياهدى ابقي سلميلي على ندى
أغلقت الهاتف وشعور الحسرة يتملك منها رغم انها تتمنى السعادة لشقيقاتها لكن هناك غصة مرة داخلها
******************************
جلس بجانبها يضمها اليه ويسألها بقلق بعد أن لاحظ شرودها
-مالك ياهدى؟
-زعلانة على شمس كانت دايما بتحلم بقصة الحب الكبيرة دلوقت بتتجوز غصب عنها
زاد من ضمها اليه وقال وهو يقبل رأسها مطمئناً
-فارس مش وحش ياهدى وبكرة شمس تحبه وتقبله
نظرت اليه هدى ثم تنهدت بأمل أن ما يخبره به يصبح حقيقة
***********************************
عادت من المستشفى بجسد منهك بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها
كانت الشقة تسبح بالظلام
أذاً هو لم يعد حتى الآن أسبوعين مرا على زواجهم كانت تتجنب فيهم حتى لقائه
وإذا حدث والتقت معه فحديثهم يشوبه التحدي كأنهم في صراع من سوف ينتصر على الآخر...
رغم أن الوقت كان متأخر لكنها أحست بالجوع فتعمدها البقاء في المستشفى.. بات يتعبها ربما كانت تلك الطريقة الوحيدة للهروب والنسيان
من واقعها المرير
صنعت لنفسها كأساً من الشاي.. واحضرت قطع من البسكوت تغمسها فيه
لتبتسم وهي تتذكر هدى التي كانت
تسخر منها دوماً كونها لاتزال تتناول البسكوت كالأطفال
أخذت تقضم قطع البسكوت المبتلة واحدة تلو الأخرى بنهم...لتندمج مع تصفحها لهاتفها ورسائل شقيقاتها
يخبرونها بعودتهم إلى القاهرة
انتبهت على أنخفاض شحن الهاتف لتذهب إلى غرفتها باحثة عن شاحنها وضعت الهاتف على الشاحن
وعادت إلى المطبخ تندمج مع الشاي والبسكوت سارحة بخيالها في ما سيحدث في الأيام القادمة
حتى انتبهت إلى نفاذ قطع البسكوت لتحمل كأس الشاي تغسله وتعود إلى غرفتها وفي طريقها إلى الغرفة تفاجأت بباب الشقة يفتح
ويدخل هو ، أصابها الذهول من مظهره فقد كانت عينيه حمراء يترنح في مشيته والكلمات ثقليه على لسانه لمحها تقف أمامه ليقول
بكلمات متقطعة
_ اي دا هي الدكتورة هنا؟
أتسعت عيناها بفزع وهي تجده يتقدم نحوها يضحك بصوت غريب وعينه تنظر لها نظرات أرعبتها لتركض نحو غرفتها
تبعها هو بخطى متعثرة وقبل أن يصل إليها دخلت الغرفة
وأغلقت الباب خلفها بسرعة ثم أحكمت غلقه بالمفتاح
لتجده يطرق الباب عليها طرقات متفرقة وعنيفة
وهو ينادي عليها
_افتحي يا شمس.. افتحي يامشمش
أرتعش جسدها بخوف وتسارعت أنفاسها بهلع
لتهرول نحو هاتفها تلتقطه بيد مرتعشة تبحث بأرتباك حتى أستطاعت أن تجد من تبحث عنه
ضغطت زر الإتصال ووهي تردد متوسلة
_رد... رد أرجوك رد
انقطع الإتصال دون أجابه
زاد أرتعاش جسدها مع أزدياد
عنف طرقات وصراخه بأسمها
لتعاود الإتصال مرة أخرى حتى اتتها الإجابة
لتقول بسرعة
_ألحقني يا علي .....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق