القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بنات ورد الفصل الخامس عشر 15بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية بنات ورد الفصل الخامس عشر 15بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات  





رواية بنات ورد الفصل الخامس عشر 15بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات  



 

❣️بنات ورد❣️ 15

ظل ما أخبره به علي يدور في رأسه يكاد لايصدق تلك الفتاه القوية مريضة ومرض نفسي  بل والا قسى انها لاتعلم بذلك

-أي روحت فين يامعلم؟

سوال طرحه علي جعله يفيق من دوامة تفكيره

-معاك ياعلي

ليقول متهكما

-معايا فين انت في دنيا تانية يابرو هااا قلت أي؟

-في أي ياعلي؟

-في أنك تساعد شمس أي مالك هو أنا مش لسه كنت بحكيلك والا انت عندك ذاكرة سمكة

تجهم وجهه ليقول ساخراً

-لا ذاكرة اسد ياأبن الجوهري

-طب يا أسد قلت أي؟

تنهد بضيق يحك ذقنه ويفكر

-أي المطلوب مني ياعلي؟

تأفف علي بتذمر

-طب والله ذاكرة سمكة يابني مش لسة قايلك تخرجها لما تجيها الأزمة

-أخرجها بمزاجي انت مش عارف شمس دا أنا امبارح خرجت معها…

ابتلع باقي كلماته وهو يبصر عين علي التي تلمع بعبث ليقترب منه ويقول وهو يبتسم ابتسامه ماكره

-خرجت معها فين؟

مثل اللامبالاة وقال:

-مخرجتش أنت سمعت غلط

ليغمز له علي بخبث وقال مشاكساً

-عليه يا أبن محسن انطق يلا خرجت فين؟

امتعض وجهه ليقول له

_يابني ماقلنا مخرجتش

ليباغته علي بسؤاله

-فارس أنت بتحب شمس؟

-اتسعت عينه بدهشة وقال بسخط

-أحب مين أنا أحب شمس ليه مجنون

تلاعب علي بحاجبيه يستفزه وقال:

-متكذبش يابني أنا عندي الدليل

قطب حاجبه يسأله مستفسراً

-دليل أي ؟

ليقول له بتحدي

-دليل اعترافك يا أبن عمي

رفع سبابته أمام وجهه وقال محذراً

-علي أتكلم عدل احسنلك وبلاش تلعب معايا

-تدفع كام ؟

-علي

صاح بها بغضب

ليخرج علي هاتفه ويقوم بتشغيل الفديو الذي صوره له ليرفع حاجبه متفاجئ ويهجم على علي يحاول خطف الهاتف منه وهو يردد

-اه  يا مجنون والله لأوريك

تحول سريره إلى ساحه معركه بينهما وعلي يحاول ان يبعد الهاتف عن متناول يده وهو يغرق في نوبة ضحك وفارس يحاول اخذ الهاتف منه وهو يردد الشتائم حتى استطاع تخليص الهاتف من يده

ثم جلس يلهث أنفاسه ويحذف ذلك الفديو من هاتفه وسط استمرار علي بأضحك حتى أدمعت عينه وأمسك بطنه

يقول وهو يحاول التقاط أنفاسه

-اه ياجبان ما تعترف أحسن

ليقول وهو يدعي الغضب

-أعترف بأي دا أنا كنت مش واعي

ردد علي كلامه مستهزئاً

مش واعي…طيب يا مش واعي هسبقك على تحت زمانهم عملو الغدا وجدك جامع العيلة متتأخرش

تحرك علي نحو الباب فتحه ليخرج لكنه عاد كأنما تذكر شيئاً

صحيح هي شمس فين مجتش معاك لية

نظر اليه بتيه وهل يعلم هو أين هي لكنه أجابه

-شمس عندها نبطشية النهاردة

لوى علي شفته بحيرة

-يارب ماتتفهم  غلط …خايف جدك يفهم انها بتعند معاه

ليقول فارس بلا مبالاة وهو يتصفح هاتفه

-ماهي بتعند معاه فكرك هترضة تجي هنا لا وكمان تتغدى

رفع علي حاجبه ومط شفته يتخيل ردت فعله

-ربنا يستر…أسيبك يابرو

************"

حول الطاولة تجمعو الجد وأولاده وأحفاده من يراهم يحسبهم عائلة متحابة يربطها الوئام لكن الحقيقة كان هناك

شروخ وتصدعات لن يمحيها الزمن فندى التي كانت تجلس بجانب طارق ورغم شعورها بالأمان بجانبه

لكن وجود بدران امامها جعل الماضي يطرق باب الذكريات ذكريات لن تستطيع ان تنسها مهاما حاولت

ومسامحة لن تمنحها مها ادعت ذلك حاولت ان تهرب من ذكرياتها بتناول الطعام لكن حتى الطعام لم تستطع مضغه او ابتلاعه

فضجيج تلك الذكريات أصبح يخنقها وهي تتذكر إهانتة صاحبة المحل لها على اتفه الأسباب وتحملها لتلك الإهانة من أجل لقمة العيش وتحرش زوجها بها الذي كان يعترضها كلما ابتعدت زوجته عنهم عادت الرعشة لجسدها وكأنها تستحضر تلك اللحظه التي تمنت لو تستطيع ان تموحوها من ذاكرتها

حتى الأيام المنصرمة التي ذاقت فيها طعم السعادة معه تبددت بعد حالة البرود التي بدأت تتسلل إلى علاقتهم رويداً رويداً

وليس بعيدا منها كانت تجلس هدى وعلي الذي كان يحاول ممازحتها بين الحين والآخر لتبتسم هي ابتسامه باهتة وهي ترى عين والدته تتربص بهم  تشعر كأنها مراقبة  تنهدت بيأس وهي تتذكر ماحدث اليوم عندما كانت تجلس هي وعلي في غرفته القديمة يطلعها على بعض ذكرياته

-شوفي ياهدى أهي دي صوري وأنا صغير

أمسكت ألبوم الصور تقلبه بشغف وتبتسم بين الحين والأخر وهو يجلس بجانبها يشرح لها ذكريات كل صورة

-بس كنت حلو أوي ياعلي

ادعى الانزعاج وقال حانقاً

-تقصدي أي ياهانم اني دلوقت وحش

ضحكت على تغير ملامحه لتقرص وجنته وتضغط على أسنانها تخرج كلماتها من بينها

-أنت قمر أحلى راجل شفته في حياتي

ليضيق عينه ويسألها عن ممثلها المفضل الذي كان يغار منه

-يعني أحلى من توم كروز؟

لتشاكسه قائلة

-لا ياعلي الي بيكذب بيروح النار توم كروز أحلى

ليجذب منها الألبوم بحنق ويتصنع الغضب

-خلاص خلي توم ينفعك

قهقهت ضاحكة وهي تجذب  منه الألبوم

-هات ياقموص …بهزر معاك

-متهزريش تاني

وضعت الألبوم جانباً وضمته بقوة سانده برأسها على صدره

-بتغير عليا ؟

أحاطها بذراعه

-بغير عليك من الهوى الطاير من الورد الي بتلمسي بغير عليك من الدنيا كلها

أخرجها من أحضانه وقال وهو يمسك يدها يحثها على الوقوف

-تعالي

وقفت وتبعته حتى وقفو امامة مكتبته ليسحب كتاب كبيرا بغلاف سميك وضعه على طاولة الدراسة الخاصة به

وفتحه ليخرج منه زهرة يابسة وسط ترقب هدى

امسكها بيده بحرص رغم تساقط وريقاتها الجافه بين الصفحات

-دي أول وردة أشتريتها منك

أعادها بذات الحرص وفتح صفحات أخرى لتظهر أخرى

-ودي بعد ما اعترفت لنفسي أني بحبك

ظل يقلب الصفحات وتظهر الأزهار واحدة تلو الأخرى ومع كل زهرة كان يذكر لها ذكرى خاص بها

أغلق الكتاب والابتسامه تزين وجهه أعاده لمكانه ليستدير نحوها لتزول ابتسامته ويتجه نحوها بقلق

بعد أن رأى الدموع تنساب من عينها

امسك وجهها بين يديه يمسح دموعها بأبهامه ويسألها بخوف مالك ياهدى بتعيطي لية لتقول من بين دموعها

-طلعت بتحبني من زمان اوي أنا كمان حبيتك من أول نظرة بس كنت فاكراه  حب من طرف واحد بحبك ياعلي

احتضنها علي لتبادله العناق وهو يثلج قلبها بكلامات غزله

-وانا بموت فيك يا قلب علي وروح علي وعمر علي

كانت تضحك بخفه كلما زاد كلمة حتى انتفضت مبتعدة عنه بفزع وهي تجد الباب يفتح فجأه

وتدخل والدته محتقنة الوجه ليرتبك علي وتخفض هي وجهها بحرج

-يلة هنتأخر على جدك

عادت من ذكرياتها على نداء علي

-أي ياهدى مابتاكليش لية ؟

-بأكل اهو ياعلي

حمل بعض الطعام ووضعه في طبقها ابتلعت مافي فمها بصعوبة عندما التقت عينها بعين حماتها  المحتقنه وكأنها لاترى في المكان سواها

اما فارس فكان يقلب طعامه بذهن شارد وهو يفكر في ماقاله علي وما عليه فعلة التقطت عين بدران شروده ليسأله

-مراتك فين يافارس؟

سؤال طرحه بدران اربك الجميع وجعل أعين شقيقاتها وعلي تتجه نحو فارس بترقب ولكن قبل أن يجيب فارس قال طارق

-شمس عندها نبطشيه النهارده

-وأنت عارف أن امرأتك عندها نبطشيه والا هي مديتك طناش

قالها محسن بسخرية جعل وجهه يمتعض مع أنزعاج شقيقاتها من أسلوبه الساخر زفر فارس أنفاسه

-أكيد مراتي عارفة حقوقي عليها ومش بتخبي عني حاجة

ولأنه يعرف مازيزعج والده أردف بماجعل هدى وندى ينظرون له بامتنان

-مراتي متربية وتعرف الأصول مش بنت الجوهري

أبتسم بدران خلسة عندما سمع جوابه الذي ازعج والده

*******************************

كانت تجلس في المستشفى تطرق بأصابعها على المكتب وتفكر في تلك الكذبة التي باتت تحاول إقناعه بها منذ أكثر من شهر

لكنها وبعد تكرارها أكثر من مرة لن تصبح مقنعة وستبطل الحجة بالتدريج  هو ليس بالغبي فتلك المدة التي كانت تتمشى بها معه وبعض الأحاديث التي تبادلوها سوية جعلتها تشعر أنه شديد الملاحظة والانتباه

إذن ماذا ستفعل كي تتقن خطتها تحتاج لجعله هو من يطلب الخروج معها او حتى يتوقف عن الذهاب لاصحابه

ظلت إصبعها تطرق على المكتب حتى توقف فجأه عندما وجدت الحل لتبتسم بمكر

استغلت عودتها مبكراً من المستشفى لتقترب من غرفته كما تفعل في كل مرة لكن هذه المرة لم تدعي الاختناق

بل طرقت الباب بهدوء

خرج يتوقع ما سيراه لكنها صدمته عندما وجدها تقف هادئه ليسألها بتوجس

-شمس انت كويسه؟

اومئت برأسها وقالت :

-ايوة

ثم تظاهرت بالخجل وقالت:

-بس الجو جميل لو ممكن تتمشى معايا مقدرش أتمشى لوحدي

تعجب من اسلوبها الغريب لكن الفضول في معرفة نيتها وسبب هذا الهدوء جعله يوافق

سار بجانبها يخطف اليها النظر بين الحين والأخر

-تعرف اني كنت بتمشى أنا وبابا كتير في الجو دا

رغم ابتسامتها المرسومة لكنه لمح لمعة الدموع بعينها

-كانو هدى وندى بيغيرو مني عشان هو كان بيسمع كلامي دايما

ليجدها تتوقف وتمد يدها تفرق مابين أصابعها في دعوة منها لكي يمسك يدها ظل يحدق بها وبيدها الممدوده لتوضح له

-هو كان بيمديلي ايدو كدة

مد يدة يمسك يدها ويشابك اصابعها بأصابعه لم تكن تشعر سوى انه مجرد مريض يحتاج للعلاج اما هو فدفئ يدها جعل قلبه يرتجف سارو متشابكين الأيدي

-أهو أحنا كنا بنتمشى كدة ونتناقش في مواضيع كتير

لتشرد قليلا انتبه هو لشرودها لكنها أكملت وهي تخفض عينها

-بابا كان مش بس ابويا كان ابويا واخويا وحبيبي وصاحبي

توقفت لحظة والتفتت إليه

-فارس هو أحنا ممكن نكون صحاب

إصابته الدهشة هي ليست طبيعية بالمره هل تطلب صداقته هل هي مصابة بالحمى وتهذي

لتباغته بسؤال قبل حتى أن يجيبها على طلبها

-أنت بتؤمن بالصداقه بين الراجل والمرأة اصل أنا بصراحة مش بؤمن بيها

لكنه وجد نفسه يندمج معها في النقاش بتلقائيه

-غريبة مع أنك بتشتغلي في وسط مخطلط

-لا يافارس دي زمالة مش صداقة دا زميلي زي بضبط مكان عندي زمايل في الجامعة وبعدين أنا بحط حدود في التعامل الحدود عامل أساسي في أي علاقة

-بس ألازم الطرف المقابل يحترم الحدود دي

-بضبط كدة ولو مفهمتش بذوق أنا اعرفه بالعافية

ليتشاركو الضحك معاً

وهكذا استمرّت النقاشات بينهم حتى انه اليوم لم يشعر بتعب من السير لمسافات طويلة

حتى وصلو إلى احد الشوارع ليشعر بتشنج يدها بين يديه وملامح وجهها تتغير لتقول:

-ممكن نغير الطريق داً؟

-مالك ياشمس؟

ليجد عينها تنظر لنقطة معينه وتقول دون أن تنظر له

-بابا مات في الشارع دا

سحبها يبعدها عن المكان ليجدها تتحدث وكنها تختنق

-احنا مغيرناش بيتنا عشان كده الشارع دا أنا بتجنبو عشان بتعب لما بشوف المكان

تنهد فارس واراد ان يغير مجرى الحديث ليقول:

-ربنا يرحمه

رددت خلفه

-ربنايرحمه

ثم ساد الصمت بينهم لكنها كسرته وهي تخبره

-لما بابا مات صاحب البيت كان راجل مقتدر ومسافر بلد أوربي تعرف قال لعم نعيم أي عننا قال خليهم في الشقه أنا اعتبرتها صدقة جارية تعرف يافارس ان رغم الراجل كتر خيرو كا بيعمل خير بس الكلمة وجعتنا اوي

ثم ابتسمت ابتسامه مجروحة

-حتى كلمة يتيمة أنا بكرها

التفت ينظر لها بدهشة

-مش بستعر والله بالعكس أنا فخورة ان ابويا مات عشان ينقذ روح تانية بس أنا مكنتش بحب حد يقول انت يتيمة حتى في المدرسة لما كانو بياخذو أسماء التلاميذ الأيتام كنت برفض أقول أني يتيمة

-بس ياشمس…

قاطعته قائلة

-عارفة ان الناس بتعمل خير بس الكملة كانت بتحسسني اني ناقصة لما كانو بيجمعو حجات عشان المدرسة

او يدو هداية كنت بحس أني شحاتة …أنا عارفة ان تفكيري غلط بس…

لتطلق كلماتها بحرقة جعلت دموعها التي تقاومها تسيل على وجنتها وهي تقول:

-غصب عني بس الكلمة كانت بتجرحني

وبعفوية رفعت يدها التي تشابك يده وتمسح دموعها لتلامس يدة  دموعها الدافئة فيشعر انها كجمر لامس قلبه يذيب كل الحواجز بينهم

لاتعلم لما تحدثت بهذا الموضوع ربما رؤيتها للشارع جعلها تفيض بتلك الذكريات رغما عنها

غير هو مجرى الحديث لكي يخرجها من هذا الحزن ليأخذها إلى موضوع نقاش آخر

***********"" "" "" *******

بعد عدة أيام

أتى برفقة أصحابه بعد أن أصرو عليه بالحضور معهم فلم يستطع إيجاد حجه لتملص منهم كما في الأيام السابقة

دخل ذلك المكان الذي كان يوما بديلاً عن بيته وملاذاً ينسى فيه همومه صخب الموسيقى وتلك الاضاءة

المرتعشة

وكل ما أمتلأ به المكان من محرمات...

دارت عينه حول المكان وكأنه اليوم غريب عنه

وماكاد يخطو حتى وجد فتاه بلبس فاضح تتقدم منه تكلمه بغنج واضعة يدها

على كتفه بدلال

_فارس بيه نورت المكان وحشتنا أوي

ازاح يدها عن كتفه بأنزعاج وقال لها

_اهلا يا بوسي..

عادت تضع يدها على. كتفه من جديد وتلامس يدها صدره بجرائة

_مكانك محفوظ ياباشا

ابتعد عنها بشمئزاز وقال بسخط

_ عارف مكاني

ثم تخطاها نحو المكان ونظرات الغضب تملئها يتبعه حازم الذي غمز لها

اشاره نحوه حتى اقترب منها وانحنى يهمس لها

_عاوزينه يرجع فارس بتاع زمان.

ضغطت على أسنانها بضيق وقالت:

_مش شايفه مش طايقني إزاي

_نستحملو ياهبله مدام هنستفاد منه

تخطاها  يجلس بجواره ليهرول نحوه النادل مرحباً بحفاوه

_ فارس بيه المكان نور يا باشا

_متشكر يامنير

_ تشرب أي ياباشا

ليهتف حازم به موبخاً

_منير هو أنت تايه عن مشروب الباشا

ليحرك فارس يده نافياً وهو يسترخي بجلوسه

_لا ياحازم أنا مش ناوي أشرب النهاردة

نظر له حازم بتعجب وقال:

_اي دا يابوس تجي هنا ومتشربش دي عيبة بحقك

منير هات مشروب الباشا

قالها مشير نحو منير بأطاعه أمره والمغادرة

عادت تلك السمجه تجلس

بجانبه وتميل بجسدها نحوه بأغراء

_ اي يافارس شكلك زعلان مني؟

ابعدها مرة أخرى بقرف

_بوسي أنا مش فايقلك النهاردة شوفيلك حد غيري

قالها بحده وهو يدفعها عنه

لتنهض بغضب وعينها تواجه عين حازم الذي

أشار لها بالمغادرة

_ماشي يافارس

ثم تركته ساخطة لينظر لاثرها بأمتعاض

_مالك يابوس مش على بعضك

دعك جبينه وقال بأرهاق مصطنع

_انا تعبان النهارده ياحازم وغلطت لما سمعت كلامك وجيت هنا

_يعم غلطت اي دي الشله زمانها جايه  وهنفرفش كلنا

ولم يكذب وماهي ألا دقائق

وتجمع عدد من أصدقائه

وضع النادل أمامه كأس الخمر

أخفض عينه نحوه ولاحت صورتها أمامه يخشى أن  يفقد السيطرة كما في المرة السابقة

رفع رأسه نحو أصدقائه وحديثهم التافه وتذكر حديثها معه ليبتسم بتلقائية

ضحكات رفاقه وصوت تلك الموسيقى

كل شئ اليوم يخنقنه يود لو يهرب

رفع أصدقائه كؤوسهم  بابتسامه ليضرب

أحدهم كأس الأخر وجد

أعينهم تحدق به

ليرفع كأسه معهم... قربو كؤوسهم من أفواههم... و أرتعشت يده قبل أن تصل لفمه

كان ينظر للكأس يقتربه من شفاهه وكادت أن تلامس مابداخله

ليشعر بأهتزاز هاتفه في جيبه

أخرج هاتفه من جيبه ليجد أسمها

فتح الإتصال بقلق

لينهض فجأه ويسقط كأسه من يده و تتناثر اجزائه تحت قدمه

كما تناثر قلبه وهو يسمع استغاثتها

_فارس  أرجوك تعالي أنا خايفه أوي

-جايلك حالاً

اغلق الهاتف بسرعة ووضعه في جيبه وتحرك ليغاد ليمسك حازم ذراعه

-علة فين ياباشا السهرة لسة في أولها

وبوجه محتقن التفت اليه

-عدني مشكلة ولازم أمشي

ثم تحرك إلى الأمام ليفلت حازم يده وينظر لابتعاده وهو يضغط على شفته السفلية بغضب

-وبعدين معاك يا أبن الجوهري

نظر أحد أصدقائه

-أي ياحازم مقدرتش تقنع فارس زي ماقلت وشكلنا هنشيل السهرة

ليضغط على كأسه بقوة وعينه تتهوهج بغضب

-فلت منها ابن الجوهري

تحرك نحو سيارته كالمجنون قلبه يخفق بخوف صوتها اقلقه استقل سيارته وقادها بسرعة يدعو الله ان يصل إليها بسلام

أغلقت الهاتف تنظر اليه لاتعلم لماذا أتصلت به هو ربما طارق يحتاج ندى الآن وهدى فلوقت متأخر ولاتريد أثارت المشاكل لها بعد ان شكت لها سوء معامله والده زوجها لها

أحاطت جسدها بالغطاء كانها تحميه وضمت قدمها نحو صدرهاتقضم أظافرها بخوف وجسدها يرتعش بهلع

أحاطت جسدها بذراعيها تسند رأسها عليهما

مر قليلاً من الوقت لتشعر بباب لشقه يفتح ودخوله ينادي بأسمها بذعر

-شمس …شمس أنت فين؟

-فارس

نادته بلهفه ليقوده صوتها على مكانها صدمه منظرها وجهها شاحب وجسدها يرتعش امامه تمد يدها نحو وعينها تترجاه

-فارس

اتجه نحوها بسرعة يمسك يدها ويده تمسح على شعرها ثم ذراعها يتفقدها ويسألها بهلع

-مالك ياشمس؟

لتشهق وتجهش بالبكاء

-أنا خايفة اوي يافارس

عينه المتسعة  باضطراب  ووجهه الذي تملكه الذعر كان يترقب اجابتها

-خايفة من أي؟

-من عنيها الي بتترجاني  يافارس كل ما أغمض بشوف عنيها

-عنين مين ياشمس؟

-البنت الي ماتت في العملية

-انت الي عملتي العملية؟

هزت رأسها بعنف رافضة

-لا دكتور طارق هو الي عملها بس أنا كنت معاه وأنا الي أستلم البنت من أمها

ثم انهارت بهستريا وهي تظهر يده لها وتشيرنحوها تخبره بكلمات متقطعه

-كانت …كانت فاكره اني الدكتورة المساعدة …

ثم بدات تشهق بشدة

-قالتي خلي.    …. خلي  بالك منها أنا….  أنا  هستناهااا كانت بتترجاني وفاكرة اني هنقذها

جلس بجانبها يمسح على راسها  محاول تهدئتها

-اشششش…أهدي خذي نفس

نظرت اليه بنظرات ضائعة ليحرك لها رأسه يحثها على فعل ذلك لتحاول التقاط أنفاسها المختنقة بصعوبة

اخذت نفساً مضطربا وزفرته بثقل

-كنت واقفة قريبة من دكتور التخدير مكنتش عارفة انها هتموت آخر حاجة عينها جات في عيني كأنها بتترجاني يافارس

مسح دموعها وقال:

-أهدي ياشمس دا قدرها …

ثم نهض مبتعداً عنها ليسمعها تنادي بصوت مهزوز  وعين متوسلة

-متسبنيش أنا خايفة

ذهب إلى المطبخ وعاد يحمل مأس من الماء اقترب منها ثم قرب الكأس من فمها يحاول ان يسقيها الماء

-أشربي يا شمس

وضعت يديها المرتعشة فوق يده وبدأت ترتشف القليل من الماء لكن جسدها ازداد ارتعاش لتضم جسدها بذراعيها

وضع الكاس جانباً وسحب الكرسي القريب من طاولة المذاكرة وضعه بجانب السرير ليجلس امامها

ثم صمت ينظر لها وسألها

-هو حصل غلط في العملية

هزت رأسها يمناً ويساراً وقالت بصوت منخفض وتائه

-لا الحالة كانت حرجة ونسبة النجاح كانت ضعيفة بس ماكانش فيه حل غيرالعملية

-طب يا شمس كدة الغلط مش غلطك والأحلى غلط طارق دا قدرها وربنا كاتب لها تموت في العملية

التفتت نحوه وقالت :

-أنا عاوزه أنام

علم أنها تريد الهروب بالنوم نهض يساعدها على التمدد ليدثرها بالغطاء وقبل ان يبتعد أمسكت يده برجاء

—متسبنيش أنا خايفة

ربتت على يدها ثم امسكها وجلس على الكرسي

-متخافيش أنا هفضل جنبك هنا يلا غمضي عينك

أغمضت عينها وهي تشعر بيده تمسح على رأسها كان يتأملها مشفق عليها يعملم آنها مغيبة وفي حالة غير واعية

ليبتسم ويسال نفسه ماذا ستفعل لو أستيقظت ووجدته بجانبها

رنين هاتفه أخرجه من تأملها ليجيب عليه

-الو ايوة ياطارق

-شمس ازيها يافارس؟

-كانت منهارة بس هديت ونامت دلوقت

-الحمد الله هي عشان اول حالة موت تواجهها لمريض عادي ردت الفعل هتكون كدة خلي بالك منها

-حاضر

-مع السلامة

أغلق الهاتف واقترب منها أكثر يزيح خصلات شعرها تلك التي خالطت دموعها فلتصقت بوجهها

ليظل يحدق بها بعد أن نزعت قناع قوتها أمامه حتى وأن كان دون أرادتها

-بتمثلي أنك قوية وأنت ضعيفة عاوزه تدافعي عن نفسك وانت بتوهمي الناس ان مفيش حاجة تأثر فيكِ

مسح على وجهها الذي لايزال رطبا من اثر تلك الدموع المالحة ثم مسح عينها يزيل تلك الدموع التي علقت بين أهدابها ولم يستطع منع نفسه من الانحناء  حتى اختلطت أنفاسه بأنفاسها ليقبل جبهتها

-ليه بقيت متعلق فيك كدة حسيت ان قلبي كان هيوقف وانا بسمع صوتك وخوفك

وتنفضت وانا شايف ضعفك قدامي…معقولة أكون حبيتك زي علي ماقال والا أنا معجب بيك وعنادك ليا خلاني أتمنى قربك

شعر بارتجاف جسدها ليمسح على وجهها بحنان وطرق باله ذكرى قديمة

عندما كان في الرابعة من عمره عندما أستيقظ فزعاً من نومه لرؤيته كابوس مزعج لينهض راكضاً نحو غرفة والديه

قدمه الصغير كان تسرع خطاها نحو باب الغرفة الذي وقف أمامه ليرفع يده ثم قدميه ليستطيع أمساك المقبض وفتح الباب

دخل غرفة والديه الذان كانا يغطّان بنوم عميق ليقترب من والدته يحاول إيقاظها

-ماما …ماما

فتحت عينها بنعاس لتعتدل بخوف وتسأله قلقة وهي تمسح على وجنته بحنان

-مالك ياحبيبي؟

نظر لها بعين ملئتها الدموع

-شفت حلم وحش وخفت أوي عاوز أنام جنبك ياماما أنا خايف

-أمشي روح أوضتك بلاش تبقه جبان أنت راجل مش عيل صغير خذي ابنك ودي الاوضة عاوز انام مش ناقص لعب العيال

كان هذا صوت والده المنزعج الذي لم يكلف نفسه حتى بنظر اليه او الاطمئنان عليه بل كان يوبّخه بعين مغلقة

وكأنه لايعني له شيئاً

نهضت والدته لتحمّله بحب وتمسح على ظهره تهدئ من خوفه ثم اتجهت نحو الغرفة ووضعته على السرير

لتتمد بجانبه وتدثر بالغطاء تمسح على وجهه ورأسه

-لسه خايف؟

هز رأسه بنعم وعينه تتحرك بأضطراب

-بص ياحبيبي هعلمك حاجة لما تكون خاف كدة أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأقرأ المعوذات

-يعني ايه المعوذات؟

يعني سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس......

ثم بدأت تمسح على رأسه وهي تتلو تلك الآيات

عاد من ذكرياته وحرك يده على وجهها ورأسها لكن عندما أراد قرائة السور تلعثم فهو لم يصلي ولم يقرأ القران بعد وفاتها ولم يحاسبه أحد بعدها على ذلك حتى طارق الذي كان يأخذه مجبراً في بعض المرات إلى صلاة الجمعة لم يحاسبه يوماً على أداء الصلاة أو الالتزام بها

تلعثمت الكلمات على لسانه وخجل م نفسه لكنه استطاع قرائتها وهو يمسح على رأسها وذراعها

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (1) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)

صدق الله العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

صدق الله العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ (1) مَلِكِ ٱلنَّاسِ (2) إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ (3) مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ (4) ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ (5) مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ (6)

صدق الله العظيم

ليجد جسدها استكان وانتظمت أنفاسها ليبتسم ويضع رأسه بجانب رأسه

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close