القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بنات ورد الفصل الرابع 4 بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية بنات ورد الفصل الرابع 4 بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 





رواية بنات ورد الفصل الرابع 4 بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 



❣️بنات ورد❣️ 4

عادت إلى غرفتها شاردة الذهن فإجابة والدتها كانت كفيلة بتأكيد شكوكها وهذا يعني الكارثة

تملكها الخوف من القادم وتزاحمت الأفكار السيئة في رأسها  وكالمغيبة جلست على سريرها حتى انها لم تنتبه

لهتاف هدى وكلامها


-رحتي اشتكيتي لماما أكيد لكن متحاوليش مش هاديكي الجزمة يا شمس عشان تبطلي تستفزيني


تعجبت هدى من شرودها لتناديها


-شمس …شمس انت يابنتي مالك ؟


رمشت عينها عندما انتبهت لنداء هدى الذي انتشلها من شرودها بعد ان كررت ندائها


-شمس مالك انت مش سمعاني؟


-هاااا….  (بقلم رشا عبد العزيز) 


تسلل الشك إلى قلبها لتجلس بجانبها تسألها بقلق


-مالك ياشمس شكلك مش طبيعي؟


لتبهت ملامحها عندما أبصرت الدموع تتجمع في عين شقيقتها والألم يظهر على قسمات وجهها لتسألها بخوف


-شمس مالك اتكلمي ؟


وبصوت مختنق وأنفاس مسلوبة إجابتها


-ماما تعبانة ياهدى

 

لتشهق بذعر وهي تسألها


-مالها ماما ياشمس ؟


لتسبق دموعها كلماتها وهي تحاول التقاط أنفاسها لتجيبها بحيرة :


-مش عارفة لكن الأعراض الي عندها مخيفة بس يارب أكون غلطانة لازم اخدها بكرة للمستشفى عشان اتأكد


-طب انتِ شاكه فى أيه؟


تعمقت هدى بالنظر لعيني شقيقتها تترقب إجابتها التي كانت تخشى ان تقولها لترخي أهدابها وتقول بصوت مهزوز


-فشل كلوي.      (بقلم رشا عبد العزيز) 


لتشهق هدى واضعه يدها على فمها بهلع وهي تتخيل لو كان ماتفكر فيه صحيح


*******(بقلم رشا عبد العزيز) ***************************


صف سيارته امام الفيلا بعد ان انهو عشاءهم  ليلتفت اليه على ويقول ببتسامه هادئة ممتنًا


-متشكر يافارس


ربتت فارس على فخذه وهو يبادله الابتسامة


-متشكرنيش يا علي انت اخويا


-حبيبي يابرو


التفت علي إلى المقعد الخلفي يا خذ باقه الزهور ليضحك فارس وهو ينظر إلى مايفعل عندما حمل الباقه يستنشق عطرها بهيام ليقول له مازحًا :


-تعرف ياعلي الي يخوف في حكايتك انت وهدى مش جدي طنط صفاء تخيل تقلها انك بتحب واحدة غيرها


ليتجهم وجهه للحظات ثم افتر ثغره عن ابتسامة باهتة وهو يقول مستهزئًا


-دي كانت تطين عيشتي دي بتغير لما بقول لبابا اني بحبه

 

ليقهقه فارس ضاحكًا بسخرية حتى أدمعت عيناه ويقول له:


-طريقك مسدودٌ ياولدي


*************(بقلم رشا عبد العزيز) ********************************''


كان يسير بين أروقة المستشفى يتناقش باندماج  في  أحد الموضوعات المهمة


-يامازن أنا مش بشكك فى قدرة دكتور عاصم دا استاذي لكن أنا بعترض على الأسلوب المادي

 

أنا ليه اطلب من المريض انه يعمل العملية في المستشفى الخاص مع انه كان يقدر يعملها هنا في الحكومي


-بس متنكرش يا طارق ان المستشفى الخاص امكانياته اكبر


- اكيد امكانياته اكبر بس الناس على قد حالها يا مازن ليه أزود حملهم وانا اقدر اعملها هنا

 

امسك مازن ذراع طارق يحذره


-طارق  بلاش النقاش في الأمور دي مع أي حد ممكن الكلام يوصل لدكتور عاصم واحنا مش قده


هز طارق رأسه بتفهم رغم استنكاره كلام صديقه ليزفر أنفاسه بثقل


-رغم اني مابحبش اسكت عن الغلط بس انت بتتكلم صح يا مازن


عاد يسير مع صديقه يكمل حديثه ليتوقف فجأة عندما لمحها تقف في احدى الممرات وبجانبها فتاة أخرى ومن الشبه الكبير بينهم علم انها شقيقتها لينهي النقاش مع زميله بسرعة


-عن أذنك يا مازن


وبخطوات سريعة اتجه نحوها حتى وقف امامها يسألها بقلق بعد ان رآى هيئتها

 

-شمس ازيك  خير فيه حاجة انت واقفه هنا ليه؟


رفعت عينها نحوه وأجابته بتوتر :


-ماما تعبانة ومحتاجة سونار دخلت دلوقتي مع اختي وانا هاحصلها


ليجيبها بحزن لحالها :


-ربنا يشفيها ان شاء الله خير هدخل معاك عند دكتورة ملك اعرف تقيمها للحالة


نظرة امتنان لم تكن تتوقع يومًا ان تنظر له بها اليوم تجده يستحقها بعد كلامه واهتمامه لتبتسم ابتسامة باهتة وتقول:


-متشكرة يادكتور


ليحول نظره نحو تلك التي وقفت بوجه شاحب وعين دامعة  تفرك يدها باضطراب انتبهت  شمس لتقول له معرفة شقيقتها


-ندى اختي يا دكتور


ثم نظرت لشقيقتها التي كانت نظراتها ضائعة وكأنها في عالم آخر لتمسك ذراعها تجعلها تنتبه


-دكتور طارق باندي


ليحاول طارق التخفيف عنهم ليقول بدعابة  مشاكسًا إياها


-لسه مصرة متعترفيش اني ابن عمك


كلماته جعلت ندى تفيق من شرودها وتنظر


 نحوه بتركيز ليبتسم لها ويقول:


-اهلا يا ندى


-اهلا يا دكتور


ليقطب حاجبيه مدعي الانزعاج ويقول:

-أي دا يا ندى انت اتعديتي من أختك أنا طارق ابن عمك  مش دكتور و رسميات 


وبابتسامة مغتصبة بالكاد رسمتها على وجهها قالت :


-اهلًا يا طارق.       (بقلم رشا عبد العزيز) 


-ايوه كده تمام


قالها طارق مبتسمًا ثم حول نظره نحو شمس وهو يطلب مرافقتها بعد ان طرق باب الغرفة


-تعالي يا شمس نشوف دكتورة ملك


دخل إلى الغرفة برفقة شمس بعد ان أذنت له الطبيبة بالدخول ليجد ورد تستند على ذراع ابنتها الأخرى توقف لحظات


ينظر لها بتمعن كان دائمًا يتملكه الفضول لرؤية المرأة التي تخلى عمه عن أهله وماله من أجلها جالت عينيه على قسمات وجهها بانبهار فرغم تقدمها في السن لازالت جميلة ترتسم الطيبة على ملامحها


تبعث هيئتها القبول والراحة للمقابل اقترب منها وقال:


-حمد الله على السلامة يا حاجة .


رفعت ورد نظرها نحوه ببطء  ترتسم الدهشة على ملامحها لتخبرها شمس التي أمسكت يدها الأخرى تسندها


-دكتور طارق يا ماما


لتبتسم ابتسامه هادئة وتقول :


-اهلا يا بني


أسندت شمس وهدى ورد حتى الخارج لتستقبلها ندى وتعود شمس إلى الطبيبة تستفهم عن حالة والدتها


جلست أمام الطبيبة تطرقع أصابعها بتوتر قلبها ينتفض عينها معلقة على وجه الطبيبة بترقب وجل ماتخشاه ان شكوكها تكون صحيحة أفاقها من شرودها سؤال طارق


-ها يادكتورة ملك طمنينا ؟


هزت الطبيبة رأسها بأسف وقالت :


-زي ماتوقعتي يا دكتورة فشل كلوى بس المشكلة الوالدة واصلة مرحلة متأخرة


هوى قلبها بين قدميها وشلت الصدمة لسانها لتلمع الدموع في عينها التي اتسعت بخوف اشفق طارق على حالتها ليسأل الطبيبة مستفسرًا


-طب يادكتورة والغسيل مش ممكن يساعدها؟


لتخبره بعملية :


-وقت مؤقت يا دكتور الحالة متأخرة دا تقيمي الأولي وممكن دكتور معتصم في قسم الباطنه ينصحكم بس أنا متأكدة ان دكتور معتصم هيأكد كلامي

 

أغمضت عينيها ورفعت يدها تكمم فمها تكتم شهقاتها بعد أن فقدت السيطرة على دموعها وهي تعلم الآن مدى سوء حالة والدتها  ليأتيها صوت طارق الذي قال محاولًا تهدئتها


-اهدي ياشمس كل شيء وله حل احنا قدامنا الغسيل دلوقت لحد مانشوف هنوصل لإيه


-وانا من رأي دكتور طارق ياشمس ومتنسيش احنا ممكن نلجأ للزراعة


نفخت أنفاسها بسرعه تحاول السيطرة على دموعها لتمسح دموعها بيدها ليناولها عاصم منديل

 

-حاولي تهدي قدام والدتك عشان حالتها النفسية


التقطت المنديل منه ومسحت دموعها تحرك رأسها بالموافقه لتنهض وتقول:


-متشكرة يا دكتورة


اتجهت نحو الخارج برفقة طارق الذي شكرالطبيبة بدوره وما ان خرجت حتى هرولت شقيقاتها نحوها يسألونها بلهفة لتحاول رسم ابتسامة على وجهها بعد ان وجدت عين والدتها تتطلع اليها لتتجه نحوها تنحني وتقبل يدها وتقول مبتسمة


-الحمد الله ياحبيبتي الدكتورة طمنتني 

نظرت ورد نحو ابنتها  لتشيح شمس عينها بعيدًا عنها لتعلم ان إبنتها تكذب


***************************'*'**


ثلاثة اشهر مرت وهي تنتظم في الذهاب إلى مركز الغسيل ووضعها يزداد سوء حتى انعكس ما يحدث بالسلب على بناتها التي رحلت البسمة عن وجوههم وحل الحزن محلها 

جلست هدى تفكر في حالة والدتها ورغما عنها انسابت دموعها بحزن لتتكأ على الطاولة تخفي وجهها بين يديها وتبكي بحرقة علها تخفف من الألم الذي يخنق صدرها


دخل إلى المحل ليتمزق قلبه على حالتها ود لو يستطيع ان يأخذها بين أحضانه ويخفف عنها اقترب منها بتوجس ونطق اسمها بقلق


-هدى …هدى


انتشلها صوته من وسط دموعها لترفع عينها ببطئ ليصعق من هيئتها وجهها الشاحب وعينها التي تحول بياضها إلى ألون الأحمر وانتفخت أجفانه ليسألها بلهفة :


-هدى مالك  حصل أي؟


رفعت يدها تمسح دموعها وبصوت مختنق قالت:


-ماما تعبانة اوي يا علي أنا خايفة عليها


جلس أمامها وقال يلومها


-اهدي ياهدى ومتعمليش في نفسك كده انت بتعيطي بدل ماتدعيلها بالشفا


لتحرك رأسها وتقول بهستريا تملكت منها


-مش قادرة ياعلي انا خايفة يجرالها حاجة احنا هنضيع من غيرها ياعلي


-طب اهدي الطب أتطور واكيد فيه حل


-مفيش حل غير الزراعة والزراعة مكلفة مش هنقدر على تمنها


قالتها هدى من بين دموعها وشهقاتها تعلو ما بين كلمة وأخرى ليجد نفسه بلا وعي يحمل  المنديل الذي يمسكه ويمد يده  يمسح دموعها لتفزع من حركته وتعود إلى الخلف تبعد وجهها عن مرمى يده. لعن غباء تصرفه ليتحمحم بحرج ويقول:


-ربنا يشفيها 


ثم نهض بسرعة واستدار محاولًا المغادرة ليتسمر مكانه عندما وجد شمس تقف امامه تحدق به بغضب ويبدو انها قد شاهدت تصرفه 

ليرتبك  ويقول بتلعثم :


-اهلا ياشمس ازيك ؟


اجابته بحدة


-اهلا


-عن أذنك

 

ليتجاوزها ويرحل فتقترب هي من شقيقتها بوجه متجهم وهي تقول بامتعاض :


-شكل علي باشا رجله خدت على المكان


هربت هدى بعينها بعيدا ولم تعقب على كلام شمس ثم نهضت مدعية انشغالها بترتيب باقة زهور


حتى سمعتها تقول:


-انا محتاجة حاجة هروح أجيبها من السوبر ماركت. وارجع عشان نروح سوى 


وقف يصف علب الدواء بذهن شارد يشعر بالخزي من تصرفه المتهور هل ستظن انه استغل لحظة ضعفها ليتقرب منها ليتنهد بيأس ويحاور نفسه قائلًا


-نفسي أقولك اني بحبك اوي ياهدى بس أنا خايف من المستقبل

 

قطع حواره مع نفسه تلك التي دخلت الصيدليه مندفعة نحوه  لتقول وهي تقف امامه بوجه

ممتعض

 

-أي الي بينك وبين هدى ياعلي؟


احتدت ملامحه وهو يسمع كلامها لترتبك


 الكلمات على لسانه يسألها بريبة


_ انت بتقولي ايه ياشمس؟!


وبنبره صوت حملت التحدي والإصرار اعادت سؤالها


_ايه الي بينك وبين هدى ياعلي؟


ارتسمت الدهشة على وجهه من سؤالها المباشر لكنه أجابها باضطراب


_مافيش حاجة بينا


لتحتد ملامحها وامتزج الغضب بصوتها


_بلاش تنكر ياعلي انا شفت نظراتك ليها شايفة تعلقها بيك وأسمك الي بيتردد على لسانها طول اليوم انا مش غبية انا فاهمة كل حاجة بس حابة اسمع منك


نظر نحوها يزفر انفاسه بضيق هو لايلوم خوفها على شقيقتها لكن يخشى ردة فعلها ان أخبرها الحقيقة لكنه لن يكتم مشاعره اكثر من ذلك

وبصوت اتسم بثبات والقوة اخبرها


_أنا بحب هدى


ابتسمت بسخرية وسألته بتهكم


_وانت  عارف نهاية الحب دا أيه؟


اشاح بنظره عنها واجابها بخفوت


_أيوه


أستفزتها اجابته المقتضبه لتتصاعد وتيرة انفاسها وهي تقول:


_ابعد عن اختي يا علي


لينتفض قلبه ويثور عليها غاضبًا


-انت بتقولي أيه يا شمس للدرجادي انت شايفاني مستهتر ومعنديش ضمير عشان تخافي على أختك مني


زفرت أنفاسها بشدة وحاولت السيطرة على انفعالها لتقول له:


-علي أنا عمري ماشكيت في أخلاقك أنا عارفاك كويس لكن هدى حساسة اوي ليه تعلقها بشيء مستحيل 

ليه تخليها تتعلق بيك وانت مش هتقدر ترتبط بيها

 

ثم صمتت تلتقط أنفاسها لتكمل بصوت هادئ ومتعقل


-بلاش ياعلي تعيد الماضي لأن انتو الاثنين هتتعبوا عشان كده بقلك ابعد عنها ياعلي قبل ما تتعلقوا ببعض اكتر


_ابعد ياعلي عشان متتوجعوش


-بس أنا بحبها بجد و بحلم باليوم الي تكون فيه من نصيبي أنا لا بلعب ولا بضحك عليها

 

كانت تصغي له و تحدق به تتمعن في نظراته وتتحرى صدق حديثه لتتركه يكمل

 

-وليه نفترض ان الماضي ممكن يرجع مش يمكن جدو يوافق


لترتسم ابتسامة ساخرة على شفتيها وهي تقول:


-بلاش نضحك على بعض احنا بنات ورد. ياعلي تعرف يعني ايه بنات ورد


-بس جدي أتغير

 

قالها علي بأمل كأنه يتوسلها لكنها قضت علي أماله عندما قالت مستنكره


-بدران الجوهري عمره ما يتغير


تنهد علي بيأس فيبدوا أن كلامه لن يقنعها


-شمس أنا هحاول ابعد لكن موعدكيش اني اقدر ابعد


وبصوت ملئه الرجاء تحدثت


-ارجوك ياعلي حاول هدى قلبها مش هيستحمل صدمة بعدك لو اتعلقت بيك اكتر


ورغم ثقل الكلمة على لسانه لكنه أومئ لها موافقًا


-حاضر


ابتسمت ابتسامة باردة وهمت بالرحيل


-عن أذنك


خطت خطواتها نحو باب الصيدلية ليتزامن خروجها مع دخول شخص آخر توقفت لحظات ليعود الى الوراء يفسح لها مجالًا للخروج لتنظر اليه ثم حادت بنظرها قائلة وهي تتجاوزه


-متشكره


 دخل فارس ثم التفت ينظر لإثرها حتى اختفت ليستديرحتى وصل إلى على الذي كان مشتت الذهن ليسأله فارس مستفسرًا


-هو مين البطل الي خرجت من شوية دى ؟


ليتنهد على بثقل ويجيبه بفتور


-دي شمس


ردد فارس اسمها مبتسمًا


-شمس طب والله اسمها حلو


-بس شخصية قوية ولسانها سابقها ومتسكتش أبدا عن حقها


ثم صمت قليلًا وقال ساخرًا


-دي لسه مدياني موشح معتبر


قطب فارس حاجبيه وسأله في حيره


-وتديك موشح بتاع أيه ؟


-عاوزاني ابعد عن اختها ياسيدي

 

ارتسمت ملامح الدهشة على وجهه وزادت حيرته ليسأله مجددا


-اختها مين ؟


-هدى…مهي  شمس بنت عمي حسين


لتتسع حدقتي فارس بتعجب وهو يقول:


-بنت ورد !           (بقلم رشا عبد العزيز) 


******************************

عادت من جلسة الغسيل بجسد متعب لتستلقي على السرير ويلتف بناتها حولها ينظرون لها بابتسامة مزيفة


تعلم أنهم يتصنعونها كي لايخيفونها ، نظرت اليهم وهم يحيطونها وما اشبه اليوم بالأمس هكذا كانوا يحيطونها يوم وفاة والدهم


 وينظرون لها كأنها طوق نجاتهم في هذه الحياة 

لكن اليوم الأدوار قلبت هي اليوم تراهم طوق نجاتها في هذه الحياة هي لاتخشى الموت بقدر ما تخشى فراقهم


كانت تتمنى ان يمد الله في عمرها حتى تفرح بزفافهم وتحمل أولادهم لكن يبدو ان الفراق قريب


نظرت نحو ندى رفيقة كفاحها لم تكن ابنتها فقط بل كانت شقيقتها وصديقتها بئر اسرارها العميق ابتسمت تتذكر كيف احضرت اول راتب لها ووضعته بين يديها تخبرها بامتنان انها صاحبة الفضل ومن تستحقه


ثم حولت نظرها نحو هدى تلك الرقيقة ذات الابتسامة البريئة وصاحبة القلب الطيب تلك المطيعة التي لم ترفض لها طلبا وتهديها بالزهور التي تحبها


لتحول نظرها نحو شمس تلك التي تدعي القوة لكنها تعلم ان قوتها ليس سوى قناع تخفي خلفه ضعفها شخصيتها الهجومية اكتسبتها من مواقف أليمة حفرت داخلها الخوف من المجهول وعدم الثقة بالمقابل لتبتسم ابتسامة بسيطة وهي تتذكر كيف رفضت استلام شهاده تخرجها إلا إذا رافقتها هي في الي تستحق تلك الشهادة


عادت تغمض عينها وهي تدعو لهم سرًا بالسعادة والعوض وراحة البال


*********************************

صف سيارته امام المستشفى وترجل منها ليتجه نحو صديقه الذي ترجل من السيارة بصعوبة مستندًا على بابها نتيجة توعكه ليمسك يده ويسنده هو نحو الداخل حتى  دخل إلى ردهة الطوارئ وقابل الطبيب المختص ليعلق له المحاليل ليتركه ويتجه نحو الخارج يحاول الاتصال بشقيقه.


-الو


-ايوه يافارس وصلت المستشفى؟


-ايوه يا طارق احنا في الطوارئ


-طب الدكاترة شافوه؟


-الدكتور بيقول ارتفاع في ضغط الدم


-ماشي استناني اخلص الحالة الموجودة واجيلك


-طب ياحبيبي هستناك_.   


اغلق الاتصال ودس الهاتف في جيب بنطاله عائداً إلى صديقه وفي أثناء عودته رآها تقف في إحدى الغرف

 

تقطب جرح احد الأطفال ساقه فضوله ليتوقف ويتأملها من بعيد ينظر لمهارتها في التعامل مع الطفل واقترب اكثر  ليدهشه الحوار الذي دار بينها وبين والد الطفل الذي يقف يصرخ بزوجته موبخًا يتهمها بالإهمال والتقصير


-شايفة ياهانم آدي اخرت إهمالك مهو لوكنت انتبهتي مكانش حصل الي حصل


شعرت شمس بالإشفاق على الزوجة وهي تجدها تقف مطأطأة الرأس ودموعها تغرق وجهها كأنها أخطأت وأجرمت في حق ولدها ليمتعض وجه شمس وهي تجد الزوج يكمل إهانتها وسط صراخ الطفل


-تلاقيكي كنت مشغولة بالتلفون حاكم أنا عارفك طول عمرك مشغوله بيه عن ولادك طبعا اكيد كنت بتكلمي أمك


وتلاقي كنت بتشتكي مني  ما انت موراكيش غير الرغي  والشكوى


-ياريت تكوني ارتحتي وانت شايفة ابنك سايح بدمه


كل هذا والمرأة لاتزال صامتة رغم استمرار زوجها بالكلام الذي استفزّ شمس التي قالت:


-جرى أي يا فندم دا قضاء وقدر هو فيه ام بتتعمد تأذي ولادها ؟


ليحتقن وجه الرجل ويقول لها مستنكرًا :


-وانت مالك بتدخلي في ملكيش فيه ليه ؟


كاد فارس أن يخطو إلى الأمام بعد خوفه من ردة فعل الرجل لكنه توقف عندما وجدها تجيبه. 

         

(بقلم رشا عبد العزيز)


-يبقى حضرتك زي ما بتطلب مني ما ادخلش انت كمان تحترم المكان الي انت موجود فيه انت في مستشفى مش في بيتكم والكلام الي قلته على مراتك رغم انه كله غلط في غلط بس كمان ميصحش يتقال قدام الناس ليكم بيت تتفاهموا فيه


ليهتف الرجل بغضب


-انت عاوزة تعلميني الأدب كمان؟


لتزفر شمس أنفاسها بضيق وتقول:


-لا تعلمني ولا اعلمك أتفضل أنا خلصت تقدر تأخذ الولد للدكتور يكتبلك مسكن


قالتها شمس وهي تنهي ربط الجرح وتبتعد عنه


ابتسم فارس  رغمًا عنه يتذكر كلام علي عنها وقد صدق في وصفها قوية ولا تخشى أحد


وصل طارق ليجده يقف امام احد الغرف يبتسم ببلاهة ليقترب منه يسأله بتعجب


-فارس أي الي موقفك هنا وحازم عامل أي ؟


سؤال طارق أفاقه من مراقبتها لينتبه له ويجيبه بتلعثم


-حازم.…حازم احسن دلوقت


ليجدها تخرج من الغرفة يرتسم العبوس على وجهها لتتفاجأ بوجود شقيقه فتقترب بغية إلقاء التحيه


-اهلا يادكتور طارق


طارق الذي تفاجى أيضاً بوجودها أجابها مبتسمًا


-اهلا ياشمس ازيك وازي صحة والدتك؟


لتبتسم ابتسامة حزينة وتقول بآسى


-هي منتظمة فى جلسات الغسيل لكن الوضع بيسوء يوم بعد يوم


شعر طارق بالحزن لأجلها وتأثر فارس بألمها


 ونبرة صوتها المثقلة بالهموم


-طب دكتور معتصم رأيه أي؟


تنهدت بيأس وقالت بقلة حيلة


-مفيش قدامنا إلا الزراعة  عشان كدا احنا هنبدأ اختبار عينات من الأسبوع الجاي


-تقصدي انت وأخواتك؟


سألها طارق لتهز رأسها مؤكدة


-ايوه اكيد احنا مستعدين نعمل أي حاجه بس ماما تبقى بخير


كان يرمقها بنظرات إعجاب على ثقتها وتضحيتها


-شمس أي حاجه تحتاجيها أنا موجود

نظرت  بامتنان وقالت شاكرة


-متشكرة  يادكتور


وقبل ان ترحل قال لها طارق وهو يشير نحو فارس


-فارس اخويا يا شمس


لتنظر نحوه نظرة خاطفة وتقول :


-اهلا يافندم 


-اهلا يادكتورة


******************(بقلم رشا عبد العزيز) ***************


لم يستطع إخفاء شوقه اليها ولم يشعر إلا وقدماه تأخذانه نحو محل الزهور لينقض وعده لشمس فعشرون يومًا


من مراقبتها من بعيد لم تستطع إطفاء نيران الاشتياق يقترب  منها وقلبه يعتصره ألمًا من هيئتها فقد انطفأت روحها


وتلاشت لمعة عيونها ومحيت تلك البسمة البريئة ليحل محلها شبح الحزن وشحوب الوجه وتلك النظرة المنكسرة وأهداب علقت آثار الدموع على أطرافها


-مساء الخير


رفعت عينها بوهن وأجابت ببرود رغم اشتياقها إليه لكن ذلك الحزن الجاثم على قلبها كبل أي مشاعر أخرى


ليسيطر على قلبها يمنعها من فرحة لقائه بعد فراق لعدة أيام


-اهلًا يا علي


-ازيك ياهدى عاملة أيه؟


سوال طرحه بلهفة قلب ملتاع لكن سؤاله كان كمفتاح لسجن دموعها التي تأسرها منذ الصباح وكأن الدفء الذي غلف صوته  أعطاها الحنان الذي تحتاجه منذ ان حجب المرض عنها حنان والدتها لتخبره بصوت متعب رافقته دموعها الموجعة


-تعبانة اوي ياعلي

 

مزقت قلبه كلماتها وكأنه تجرع مرارة ألمها معها ليجد نفسه بلاوعي يقول:


-ليه يا حبيبتي ؟


ثم تلعثم بعد ان انتبه لكلامه ليصحح كلماته


-ليه ياهدى حصل أي؟


تمنى ان تكون قد سمعت خطأ لكنها للأسف كانت في عالم آخر تائهة بين أحزانها ودموعها حتى انه ترجاها ان تتحدث


-هدى مالك اتكلمي ارجوك؟


لتمسح دموعها وتقول:


-كنا ناوين نتبرع لماما بس ندى وشمس أنسجتهم متطابقتش معاها وانا عندي فقر دم و وزنى اقل من المطلوب ومش مسموح أتبرع


ثم صمتت وأخذت نفسًا عميقًا تبتلع مرارة الحقيقة


-كده لازمنا متبرع ولازمنا عملية  بس التكلفة كبيرة اوي واحنا مش هنقدر نأمن  المبلغ الكبير ده وحالة ماما بتسوء يوم بعد  يوم


أشفق على حالتهم  كأنهم مقيدين أمام قدر أرهق قلوبهم عم السكوت لدقايق حتى قطعه هو  قائلًا برتباك


-أنا عندي الحل لمشكلتكم…

 


(بقلم رشا عبد العزيز)

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close