القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بنات ورد الفصل السابع 7 بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات


رواية بنات ورد الفصل السابع 7 بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




رواية بنات ورد الفصل السابع 7 بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 



❣️بنات ورد❣️7

لم يكن يوما عادياً فلقد دنت ساعه  الفصل  كانت تدور هنا وهناك مابين غرزات الإبر وأوراق التحاليل واختبارات العينات

 

قدمها تخطو الطريق الصحيح وعقلها مشرد بين المخاوف والأفكار تائهه في طرقات بعيده عن لواقع

وقفت بعين دامعه أمام ذلك الشاب الذي سوف يضحي بقطعه من جسده من أجل النقود


حياه بائسه يعيشها لم تترك له حل سوى أن  يخوض هذه التجربه كي يحيى بكرامته

طالعته من بعيد تحيطه بنظرات ملئتها الشفقه

يا إلهي رحماك شاب في مقتبل العمر تفتح الحياه لها ذراعيها بجرح غائر يفقده جزء من جسده.      (بقلم رشا عبد العزيز) 


تبا للفقر كم اذل صاحبه وعوزه لم يرحمه 

أحاطه الأطباء يعدونه للعمليه كان يطيع الأوامر بسلاسه لتقترب منه التفت نحوها دكتور معتصم


-دكتوره شمس هشام المتبرع هيكون جاهز الحمد الله الأمور تمام


اومئت لاستاذها ثم دنت منه حتى التقت عينه بعينها لتقول بنبره امتنان


-متشكره يا أستاذ هشام أنت هتنقذ والدتي أنت مش عارف هي أي بالنسبالي متشكره لحضرتك أوي


صمت لحظات ربما لايعرف ماذا يجيبها لكنه أبتسم ابتسامه بسيطه وأجابها


-الحمد الله أن حصل تتطابق


ثم أكمل ساخراً


-وبعدين متشكرنيش يادكتوره أنتِ دفعالي حق كليتي يعني أنا مش متفضل عليكِ


ابتلعت غصه مره بعد أن استشعرت الكسره في كلامه لتقرر الإنسحاب بعد أن شعرت بلاختناق


وقبل أن تخطو خارج الغرفه سمعته يقول :

 

-ربنا يحفظهالك يادكتوره أنا فقدت أمي من سنتين وحاسس بشعورك يارب تتم العمليه على خير وترجعلك بسلامه


التفتت له وقالت كلمه واحده لم تستطع أن تزيد عليها


-متشكره


***********(بقلم رشا عبد العزيز) ***********************


وصلت إلى الغرفه التي تمكث فيها والدتها وقبل أن تدخل رسمت تلك الابتسامه المزيفه تخفي خلف ستارتها خوفها وقلقها


-وردتي الجميله


هتفت بها عندما فتحت الباب مبتسمه للتتوقف عندما وجدت طارق يقف أمام والدتها لتلقي عليه التحيه


-أهلا يادكتور


بادلها طارق الابتسامه

 

-أهلا يادكتوره كويس أنكِ جيتي كنت لسه بقول للحاجه متخافش  أنتِ قايمه بالواجب وبتطمني على كل الإجراءات


-أمال هو أنا عندي أغلى من وردتي


قالتها شمس وهي تقترب تقبل رأس والدتهاالتي قالت:


-ربنا يرضى عنك يابنتي


-أدي الدعوه دي تتوزن بالذهب خلي بالك


قالها طارق وهو يراقب المشهد بتأثر


-على فكره ياورد أنت بتدلعي علينا التحاليل تطمن أن شاء الله يبقى خايفه ليه

 

ثم أكملت تشاكسها


-دي حتى النيرس بتقول أختك الصغيره هتعمل العمليه


-يا بكاشه.      (بقلم رشا عبد العزيز) 


قالتها ورد وهي تضرب ذراعها بخفه


-أنا بكاشه ياورد طب أهو دكتور طارق ونحكمه أي رأيك يادكتورالي يشوفها مش يقول أختهم مش أمهم


-الصراحه اه أنا افتكرت كده أول ما شفتك ياحاجه


لتضحك ورد على تعقيبه وتدعو له


-ربنا  يجبر بخاطرك يابني


ليشير طارق لشمس نحو الباب


-لو سمحتي ياشمس ممكن ثواني

 

-حاضر


خرج تتبعه هي ليقف بالقرب من الباب يسألها عن المتبرع والعمليه حتى وجدو ندى تخرج وتقترب منهم تسأل شقيقتها بقلق


-فيه حاجه ياشمس؟


لتمسح شمس على ذراعها تطمئنها


-ماتخافيش ياندوش دكتور طارق بس بيطمن على الإجراءات


ليؤكد لها طارق


-ماتخافيش ياندى كل حاجه بخير


لتضحك شمس مازحه وهي توزع نظراتها بين طارق وشقيقتها


-أهي هي كده ندى ديما قلقانه على الكل ندى امنا الصغيره

 

ثم أسبلت شمس عينها وقالت بامتنان


-دا لولا هي والقرض الي أخذته من البنك مكناش نقدر نعمل العمليه لماما


ليتعجب طارق من حديثها فلقد أخبره جده  أنه قد أعطى لندى ثمن عمليه والدتها


انتبهت ندى لتعجب طارق فعلمت أنه يعلم الحقيقه لتواجه عينها عينه تتوسله أن لايتحدث 

ليقول طارق بارتباك


-ربنا يحفظها ليكم

 

ثم تنهد بحيره وقال :


-طب ياشمس حاولي دلوقت تتابعي بقيه التحاليل أكيد دلوقت خلصو عشان تتأكدي

هزت له شمس رأسها بالموافقه وقالت وهي تغادر


-عن اذنكم.        (بقلم رشا عبد العزيز) 


نظر طارق لندى بتسأل

 

-ممكن نتكلم ياندى؟ 


تبعته حتى وصلت لمكتبه دخل وازاح جسده يشير لها بالدخول بخطى متردد دخلت ليدخل خلفها ويغلق الباب مشيرا لها بالجلوس


-أتفضلي يا ندى


وبجسد انهكته الهموم جلست كأنها تحمل جبلاً فوق أكتافها أثقل كاهلها


جلس أمامها وكأنه ينتظر تفسيرها ليسألها مماهو متأكد منه


-هي شمس متعرفش أن جدو هو الي اداكم فلوس العمليه؟


تكراره لماحصل أعاد لها تلك الذكرى الأليمه التي يحاول عقلها تناسيها لتتنهد بفتور وتجيبه


-أيوه شمس رفضت الفكره دي


لتغمض عينها تعتصرها تسكت صوت كرامتها المهدورة لتقول بصوت مختنق


-ولا أنا كنت هوافق أخذ حاجه من بدران

 

لتصمت تلتقط أنفاسها وعينها معلقه على وجهه تبرر له فعلتها مسترسله بحرقه


-بس أعمل أي مكانش قدامي غير الحل دا عشان أنقذ أمي


لتنساب دموعها الحبيسه على وجنتها وهي تخبره


-عمري ماتخيلت في يوم أني أطلب حاجه من بدران عمري مافكرت أن هيجي اليوم الي أمدله فيه إيدي وأقوله ساعدني


دا أحنا معملنهاش وأحنا صغيرين وفي عز حاجتنا ليه

 

-بس جدو مش وحش أوي كده


قالها مقاطعا لها مدافعا عن جده


نظرت اليه بسخط وقالت ساخره:


-دا بنسبالك يادكتور أنت عشت حياة مرفهه وسط أهلك وناسك بدران بنسبالك مصدر قوه وأمان لكن أنا

 

بدران كان بنسبالي مصدر لخوف وظلم

 

لترفع يدها تفتح أصابعها الواحد تلو الآخر وهي تحسب له ماقاسته في حياتها


عمرك حسيت بالجوع عمرك حسيت بالنقص عمرك رحت مدرسه بجزمه مقطوعه والا شنطه مترقعه عمرك عمرك اشتغلت ودرست

 

أحنا يادكتور عشنا على صوت المكنه وحسنه الناس

 

ثم ارتعشت شفتيها كما أترتعش جسدها لتقول كلماتها بحرج وكسره


-كل دا يهون قصاد نظره مخيفه من راجل غريب لما يعرف أنك من غير سند تتحامي بيه 

تعرف كان بيحصلي أي كنت بترعب وأخاف أشكي لأمي عشان مزودش همومها


لتنهار وهي تردد كلماتها


-عرفت دلوقت أحنا عشنا ازاي ؟


اغمض عينيه يشعر بالخزي أمامها صادقه في كلماتها التي جرحت رجولته فكم قاسو وهم منعمين


نهض واحضر لها كاس من الماء يمد يده لها به

 

-أشربي ياندى


رفعت عينها الحمراء نحوه تزيدين شعور الذنب لديه والتقطت كاس الماء بيد مرتعشه حتى تساقطت منه بعض القطرات لترتشف منه القليل

 

جففت دموعها بالمنديل الذي تحمله ومسحت عبراتها لتنهض بعد أن أرتدت قناع الثبات


-عند أذنك يادكتور


وصلت أمام الباب لتفتحه أمسكت المقبض ثم التفتت اليه قائله:


-ياريت شمس متعرفش حاجه


ثم أردفت بستهزاء


-علفكره جدك مضاني  على وصل أمانه قصاد الفلوس


  لتغادر تاركه إياه تتملكه الدهشه من فعله جده ليفكر بمشاعر الخذلان التي شعرت بها 

ثم إنتبه إلى ذلك المنديل الذي سقط منها لينحني يلتقطه وقد بللته دموعها


-باين أنك شايله كتير ياندى؟

******************* ************


لم يستطع أن لأيكون بقربها في هذه اللحظات العصيبه بحث عنها في المكان الذي وصفه طارق ليجدها تقف تسند رأسها على الجدار بعين باكيه وشفاه تردد الادعيه


-ازيك ياهدى ؟


لتجيبه بصوت بح من شده البكاء


-أهلا ياعلي


ليسألها مستفسرا وعينه تترقب إجابتها


-دخلت العمليه ؟


-أيوه


-أن شاء الله خير

 

-يارب.       (بقلم رشا عبد العزيز) 


ظل يحدق بها ياليته يستطيع احتضانها والتخفيف عنها ليته يحمل عنها حزنها ليته يستطيع مسح تلك العيون الجميله قلبه يتئلم لائلمها

 

اقتربت ندى عندما رأته يقف أمامها فلم يسبق لها أن رائته لتقف بجانبها فهمت هدى مقصدها لتعرّفها به


-علي ابن عمي حسن ياندى


-أهلا


-ندى أختي الكبيره ياعلي


-أهلا ياندى ألف سلامه للوالده


-شكراً


ابتعد يقف في مكان بعيد يراقبها  فقلبه قد منعه من المغادره وتركها

*******************


اماً في الداخل وقفت شمس أمام والدتها قبل أن تأخذ جرعه المخدر لتقبل رأسها وتقول:


-أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه


أمسكت ورد يدها سالتها بترجي


-شمس؟


-ايوه ياروح شمس


-مش هوصيكي على خواتك خلي بالك منهم


قبلت يدها وقالت تلومها


-ليه الكلام دا دلوقت ياورد وبعدين فيه حد يوصي الصغير


ابتسمت ورد ابتسامه باهته وضغطت على يدها


-كل شيء جايز أنا داخله لعمليه وجايز ما أخرجش


-اششش بلاش الكلام دا هتخرجي وانا هستناكي أنا واخواتي


-يابنتي.         (بقلم رشا عبد العزيز) 


-ورد مش عاوزه أسمع أنتِ هتخرجي وتسمعينا الوصايا


لتشاكسها مازحه


-رغم اني حفظاهم تحبي اسمعلك


لتضحك ورد على حديثها


-خلي بالك من نفسك يامشمش


انحنت شمس تقبل يدها

 

-ربنا يحفضك يا أمي


-دكتوره لازم المريضه تأخذ جرعه البنج. 


خرجت ليركض نحوها شقيقاتها يسألانها بلهفه


-طمنينا ياشمس؟


نظرت إليهم نظرات ضائعه تود أن تخبرهم أنها تحتاج من يطمئنها تود لوتصرخ  أنها لم تعد تتحمل

 

قد أتعبتها نظراتهم المتوسله لكنها عاودت تتصنع تلك الابتسامه التي باتت تتعبها وتجبر لسانها على الكذب


-الحمد الله العمليه بدأت والوضع تمام


ابتعدوا عنها يزفرون انفاسهم بارتياح  حتى وإن كان مؤقت ويرمون أجسادهم


 على المقاعد القريبه بعد أن أتعب اقدامهم الإنتظار


اماً هي فلم تستطع الجلوس لتتكأ بجسدها على الجدار ترمي بثقل جسدها  مستنده عليه ولسانها يردد الادعيه


رفعت نظرها لتلمحه يقف بعيداً ليمتعض وجهها يبدو أنه لم يفي بوعده لها أشاح ببصره بعيدا عنها عندما التقت عينها بعينه التي كانت مصوبه نحو شقيقتها قبل قليل لتتنهد بيأس فيبدو أن  محاولتها في أبعاده عن شقيقتها قد بائت بالفشل


كانت الدقائق وحركه عقارب الساعه البطيئه تمر عليهم كالسنين قلوبهم التي كانت تخفق بقلق وألسنتهم التي لم تتوقف عن الدعاء عيونهم التي لم تقاوم دموعها التي رسمت طريقها على وجوههم  انهكت قواهم لتجد شمس نفسها تقترب من ندى وتجلس بجانبها تلقي برأسها على كتفها ربما استطاعت أن ترمي بحملها عليها شعرت ندى بشقيقتها لترفع يدها وتضم جسدها


كانت تشعر أنها طفله تائهه  تبحث عن حضن والدتها ورغم أن ندى كانت تحتاج من يواسيها لكنها ظلت تمسح على رسها ووجها تزل تلك الدموع التي علقت بين أهدابها كماكانت تفعل لها عندما كانت صغيره


لتخرج من أحضان ندى بفزع عندما وجدت باب الغرفه يفتح ويخرج الطبيب لتركض نحوه


-طمني يادكتور؟


ليجيبها الطبيب بعمليه


-العمليه نجحت


 ليشرق وجهه هدى وندى با بتسامه كبيره مرددين الحمد الله لكنها حافظت على جمدها تترقب باقي كلامه


-لكن أنتِ عارفه يادكتوره أحنا لازم نراقب تقبل الجسم للكليه الجديده واستقبال الجهاز المناعي ليها


وأن شاء الله خير عن أذنك


ثم رحل تاركا إياها تفكر في امتحانها الجديد

تلاشت تلك الابتسامه التي رسمت على وجه شقيقاتها واتجهت أنظارهم نحوها  ينتظرون أن توضح لهم


لتمسك ندى ذراعها تسألها بخوف


-يعني أي ياشمس معناته الكلام الي قاله الدكتور هو مش قال العمليه نجحت


زفرت نفسا طويلا حمل معه الحيره والقلق


-العمليه نجحت كزراعه يا ندى لكن فاضل جسم ماما يتقبل الكليه الجديده  ويتعايش معاها بسلام  المرحله دي بيخافو ان الجهاز المناعي يرفض الكليه ويعتبرها جسم غريب ودا ممكن يأذي الكليه


زاغت ابصارهن بخوف من القادم حتى قطعتها شمس با ابتسامه


-متخافوش يابنات دي حاجه طبيعيه أوي بتتقال لكل مريض عادي يعني خوف دكاتره


منحتهم الأمل لتبتهج ملامحهم ويسألونها


_جد ياشمس


-أيوه يانكدو

 

لتتعالى ضحكاتهم وهم يضربونها بخفه تحت أنظار ذلك العاشق الذي أسعدته ضحكاتها


*************************


جلس أمام جده يجيبه عن أسئلته


-يعني هي كويسه؟


-هي العمليه نجحت لكن فاضل استقبال

 الجسم ودا محتاج وقت عشان نفهمه يعني هي لسه قدامها فتره نقاهه


-وبنات عمك ازيهم؟


طالعه بعدم استيعاب منذ متى وهو يهتم لأمرهن لماذا الآن بعد كل تلك السنين هل ندم أم بماذا يفكر استجمع


شجاعته وكاد أن يسأله السؤال الذي يحيره منذ أن انهارت أمامه تشكو له ماقسته فصورتها المكسره تأبى مفارقه عقله وهم بالحديث لولا دخول شقيقه المفاجئ الذي هتف فور دخوله


-جدى الباشا …الجوهري الكبير…وحشتني

 

ليقترب من جده يقبل يده مع سعادة  الجد

 بحفيده المقرب  وضحكاته التي انطلقت لرؤيته وسماع كلماته ليربت على كتفه ويقول:


-حمدالله على السلامه رجعت امتى ياغالي؟


-من المطار على هنا

 

ثم التفت نحو شقيقه يلقي عليه التحيه


-ازيك يادكتور؟


-أهلا يافارس الحمد الله على السلامه السفريه طولت المره دي


ليجلس فارس يصف له تلك الرحله


-بس كانت رحله أتجنن مابين إيطاليا وفرنسا وتركيا في كل بلد اخوك  خدلو كم يوم

 

-وعلى كده سبع وإلا ضبع؟


سألها بدران مشاكسا له ليضيق فارس نظره ويقول مفتخراً


-أنت تعرف أي عن فارس الجوهري أكيد سبع

ليقهقه بدران ضاحكا ويقول:


-طول عمرك مش بتخبيب ظني فيك


-تربيتك ياكبير


-بس أكيد أخذت راحتك هناك سهر وشرب

 

توترت نظراته وتلجلجت الكلمات على لسانه ليجيبه بارتباك


-أنا ياجدي أبداً أنا وعدتك


ليقول بدران بتهكم وبنبره صوت امتزجت بالحده


-هعمل نفسي صدقتك بس مش هفضل مصدقك على طول يا أبن محسن


هز طارق رأسه بقله حيله وزفر أنفاسه بياس بعد أن لأحظ الارتباك على شقيقه ليكمل


 بدران مستطرداً


-كويس أنك جيت عشان تروح بكره أنت وأخوك المستشفى تزور مرات عمك وخذو علي معاكم ياطارق


اتسعت أعينهم بدهشه ونظر أحدهم للآخر بتعجب ازداد عندما أكمل الجد حديثه


-وبلاش أبوك وعمك يعرفو حاجه عن الحكايه دي ياطارق


-حاضر.          (بقلم رشا عبد العزيز) 


خرج الاثنان والدهشه تتملك منهم ليمسك فارس يد طارق قبل أن يتجاوزه مغادراً


-هو من امتى وجدك بيعترف بورد أو يهتم بيها؟


هز طارق رأسه بحيره ليمط شفتيه بتعجب قائلا:


-مش عارف جدي الأيام دي تصرفاته غريبه

 

رفع فارس كتفه بلامبالا 


-ياخبر النهارده بفلوس بكره يبقى ببلاش سلام


ثم هم بالمغادرة ليوقفه طارق

 

-تعالى رايح فين أنت مش لسه راجع من السفر؟


-رايح المحلات


ليتجهم وجه طارقه فيصرخ به قائلا:


-المحلات وإلا شله الصيع الي أنت مصاحبهم


ليتافف فارس بتذمر


-وحياتي يادكتور بلاش حكايه ولي أمري دي واسطوانه صحابك والصيع بلاش أبوك يسمع مش ناقص وجع دماغ أنا راجع من السفر مبسوط مش عاوز مزاجي يتعكر بكلمتين ملهمش معنى


ازداد غضب طارق ليمسك ذراعه بقوه


-أنت أي مافيش فايده فيك  ؟


-أيوه مفيش فايده أنا عجباني حياتي كده لو مش عجباك اتبره مني


-بكره تندم يافارس


ليزيح فارس ذراعه بقوه وهو يقول مغادرا


-وأنا عاوز أندم يادكتور


***********************


غمرتهن السعاده بعد نجاح العمليه ووعوده الأمل لهن رغم مكوث والدتهن في العنايه المركزه كانت تجلس  بجانب هدى تحرك رأسها يمينا ويسارا وتدلك رقبتها بإرهاق

 

-ما تروحي البيت ياشمس تريحي شويه شكلك تعبان


لتدعك عينيها وتقول بتعب:


-مش هقدر أروح البيت احسن ماما تحتاج حاجه هريحلي ساعه في غرفه النبطشيه


 نهضت محاوله المغادره

 

سارت بضعه خطوات لتلتقط عينها هذا المشهد وهي ترى أبناء عمومتها يتحدثون مع ندى في مرر المستشفى لتعود بسرعه إلى هدى تخبرها بعجب


-ولاد الجوهري هنا !


قطبت هدى حاجبها وقالت:


-تقصدي مين؟


-علي وطارق وأخو


-فارس!


ارتفع حاجبها بدهشه لتجلس بجانبها وتسألها مستنكره


-الله الله وكمان عارفه أسمه


-يابنتي طلب مني أعمله بوكيه ورد من فتره


نظرت لها باستهجان وقالت ساخره


-الظاهر محل الورد خلاكي تتعرفي على العيله كلها


علمت هدى ماترمي اليه لتقول باستياء


-يعني اطردهم ياشمس بعدين المحل مش ملكي عشان أقول مين الي يدخلو ومين لا


-خلاص ياهدى مش وقت نتناقش في الحكايه

 

لكنها نظرت لها نظرت تحدي وقالت:


-بس اكيد هنتناقش بعدين


تنهدت هدى ثم نظرت لها لتقول بتعجب:


-بس فارس جاي معاهم غريبه!


-وغريبه ليه؟!


-أصل فارس دا مشغول  ومسافر ديما


لتقول شمس ساخره


-ليه هو بيشتغل أي  طيار؟


لتمط هدى شفتيها بانزعاج وتقول :


-طيار أي دا معندوش شهاده


قطبت حاجبها وقالت مستهزئه:


-أمال مشغول باي؟


-يابنتي دا عندو محلات للملابس المستورده بس ناجح أوي فبيسافر عشان الماركات الي بشتريها ويبيعها فهمتي


قالتها هدى وهي تضرب بسبابتها على جبهت شقيقتها التي التفتت لها بحنق تسألها


-وأنتِ عرفتي المعلومات دي منين؟


علمت هدى بخطئها فمصدر معلوماتها لم يكن سوى علي لتتحمحم بحرج وقبل أن تجيبها رحمها دخول الثلاثه تتبعهم ندى


-مساء الخير


قالها علي الذي كانت نظراته مسلطه نحو هدفها


-إزيك ياهدى إزيك ياشمس


-أهلا 

قالتها  شمس باقتضاب


-أهلا ياعلي.        (بقلم رشا عبد العزيز) 

 

قالتها هدى بارتباك وهي تتحشى نظراته

 المحدقه بها


-الحمد الله على سلامه الوالده


كان صوته الذي أثار فضولها لترمقه بنظرات خاطفه ترضي فضولها عن المعلومات التي علمتها عن لتلتقط عينها ملابسه الانيقه  وهيئته المنمقة ونظراته الغربيه لتتجنب الرد الذي كان من نصيب هدى مجامله له


-أهلا يافارس الله يسلمك شكراً


بضع دقائق كانت مده هذا اللقاء كانت هي تحاشى الحديث فيها مع الجميع واكتفت بالاجابه عن اسئله طارق فقط


تلك الاسئله التي أتاحت لفارس الفرصه للتمعن فيها رغم حنقه من جفاف استقبالها لكن شيء ما يجذبه نحوها  مع  انه يحاول تجاهله


إنتهى اللقاء وغادر الثلاثه لتنظر لشقيتها وتسألهم باستغراب 

-هما من امتى ولاد الجوهري كان عندهم الاهتمام دا ؟ وإلا بيعرفو الاصول


لتنظر هدى نحو ندى التي بدأ الخوف يتسلسل إليها من ماهو قادم

****************************


هاقد مر شهر الآن منذ أن عادت ورد إلى منزلها تحيطها عنايه صغيراتها فهي تحتاج إلى رعايه خاصه وتولت شمس فيها الاهتام بدوائها وعزلها عزل تام بعيداً عن أي مصدر للتلوث 

ارتدت الكمامة والقفازات ودخلت تلك الغرفه المعقمه المخصصه لها تعطيها الدواء


-يلا يا ماما عشان علاجك

 

التقط الدواء بتعب تدعو لها


-ربنا يرضى عنك يابنتي


-حبيبتي ياورد بالهنا والشفا 


لتغمض عينها بوهن فتدثرها وتخرج  تخلع عنها كمامتها وقفزاتها


واتجهت نحو المطبخ لتجد ندى تغسل الصحون  جلست على أحد المقاعد ونادت عليها


-ندى ؟


-ايوه يامشمش ثواني


جففت يدها بالمنشفه وجلست أمامها لتمد شمس لها يدها بالنقود


-أنا استلمت مرتبي النهارده أخذت الي احتاجه واتفضلي خذي أنت الباقي هو صح قليل بس أهو يساعد عشان تسددي القرض متنسيش المده الي فاضله مش طويله


التقطت منها النقود لتغادر شمس تاركه ندى تتوه في أفكارها وذكر قصره المده المتبقيه أرعبها لتشرد بين تزاحم أفكارها حتى أنها غفلت عن احتراق أصابع البطاطا التي جذبت رائحتها هدى لتأتي مسرعه وهي تقول :


-فيه ريحه حرق!


لتتجه نحو الموقت وتطفأ النار ثم قالت لندى تلومها


-مش تخلي بالك ياندى كنا هتتحرق


تعجبت من عدم انتباهها لتجلس أمامها وتحرك يدها أمام وجهها


-ندى …ندى أنتِ سمعاني!


رمشت بعينها كانها عادت من عالم آخر لتقول:


-مالك ياهدى؟


-كنا هنتحرق مش تخلي بالك وبعدين أي الفلوس الي في أيدك دي؟


نظرت لها ثم نظرت إلى النقود القابعه بين يديها لتقول بخفوت،


-دا مرتب شمس ادتهولي عشان أكمل تسديد القرض

ثم رفعت عينها لتواجه عينه هدى التي تصرخ خوفا لتقول ساخره


-ياترى شمس هتعمل أي لماتعرف أن الفلوس فلوس بدران؟

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close