القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

سكريبت كنت واقف بستقبل عزا أمي وأنا تايه حصرى لمدونة موسوعة القصص والروايات

سكريبت كنت واقف بستقبل عزا أمي وأنا تايه حصرى لمدونة موسوعة القصص والروايات 





سكريبت كنت واقف بستقبل عزا أمي وأنا تايه حصرى لمدونة موسوعة القصص والروايات 


كنت واقف بستقبل عزا أمي وأنا تايه، مش قادر أتنفس من الألم ، أمي اللي عملت كل اللي أقدر عليه واللي مقدرش عليه علشان ما ينتصرش المرض وأخسرها ، خلاص راحت ، عمري في حياتي ما حسيت بعجز كدا ، دكتور معرفش يساعد أمه ، بس أنا سعيت وربنا الشافي وراضي بقضاء الله وقدره.

نظرات الناس في العزا كانت غريبة ، كنت حاسس أنهم بيقولولي ها هتدفع اللي عليك أمتى؟! 


أتسلفت من كل الناس علشان ما أقصرش في علاج أمي ودلوقتي خسرتها ، وعليا ديون ما يعلمش بيها غير ربنا ، مبالغ مش عارف هسددها إزاي ومنين ؟


العزا انتهى رحت البيت ، دماغي هتنفجر من التفكير وقلبي مكسور من الفراق ، كنت فاكر أن الألم هيخف كل ما يمر الوقت بس اللي اكتشفته بعد شهرين من فراق أمي أن الألم مش بيخف أنت بتتعود عليه ، بيبقى جزء منك خلاص.


مر شهرين وأنا مبنامش ،شغل طول اليوم، ليل نهار ، علشان أسدد الديون بس مش ملاحق ، المبالغ أكبر مني ومن شغلي .


لحد ما في يوم كنت راجع من المستشفى هلكان مش شايف قدامي ، لقيت رسالة على حسابي بإن فيه مستشفى في بلد أجنبية عايزة دكتور نفس تخصصي ، والمرتب رقم خيالي ، يعني مرتب شهر واحد بس ، هيحل كل مشاكلي ،


قعدت أبحث عن مين باعتلي الرسالة دي ؟! وهل المستشفى دي بجد موجودة ؟! ومحتاجه دكاترة ولا لأ ؟! يعني من الآخر كنت فاكر أن الموضوع ن..صب ، أو كله كذب ، زي ما بنشوف كتير على السوشيال ميديا ، بس لما أتواصل معايا صاحب المستشفى بنفسه ، وأكد كل المعلومات اللي موجودة في الرسالة ، بدأت دماغي تشتغل فسألته :

ـ المرتب دا بجد ؟!  يعني الرقم المكتوب دا حقيقي في شهر واحد؟! ولو بجد ، طب ليه يعني ، أيه السبب ؟!


ـ المرتب حقيقي ، وهيزيد كل شهر ، والسبب أن المستشفى في مكان بعيد ، والجو هناك مش حلو ، فمعظم الدكاترة مش بيتحملوا وبيمشوا .


ـ طب ليه أنا ؟! ليه بعتولي أنا ؟! فيه دكاترة كتير أوي ، ومشهورين أكتر مني بكتير؟!


ـ أولًا المشهورين أوي دول مش هيوافقوا يشتغلوا في مكان بعيد أوي كدا ، والجو بتاعه صعب كدا ، أيه اللي يخليهم يتحملوا دا ؟! دا غير إننا مبعتنالكش أنت بس ، بعتنا لناس كتير ، بشكل عشوائي ، واللي بيناسبه الوضع بيقبل .


فكرت كتير أوي ، بس مكنتش شايف حل تاني ، بالنسبالي كنت مستعد أعمل أي حاجه علشان أسدد الديون دي ، لو على التعب منا بتعب ليل نهار من شهرين ، فهيحصل أيه لو اشتغلت شهر كمان بس ، وبإذن الله أرجع أسدد الديون ، وينتهي الكابوس اللي أنا عايش فيه دا .


خدت أجازة من الشغل، وجهزت كل حاجه ، ورحت على المطار ، من طيارة لطيارة وقطر ومواصلات كتير ، بقيت بنزل وأركب أكتر ما بتنفس، لحد ما وصلت لمكان كان المفروض هلاقي فيه عربية هتاخدني للمستشفى وأخيرًا، 


بس مكنش فيه أي حد مستني ، كان الوقت تقريبًا بعد العصر كدا ، استنيت ربع ساعة ولقيت عربية وقفت قدامي وسألني السواق على أسمي وشاف بطاقتي ولما اتأكد مني ، طلب مني أركب بسرعة لأن قدامنا ساعة على الأقل لحد ما نوصل للمستشفى.


كنت سرحان في الطريق اللي كله أشجار وغابات وزرع في كل مكان ، السواق كان شبه طاير بمعنى الكلمة ، وكأنه عنده معاد مش هيقدر يتأخر عليه.


لحد ما فجأة العربية اتحركت جامد ، تقريبًا خبطنا في حاجه ، السواق وشه أحمر ، واترعب ونزل يشوف حصل ايه ، لقيته مصدوم بشكل غريب فنزلت سألته:


ـ فيه ايه ؟! 

ـ مشفتهوش ، إزاي مشفتهوش؟! 

ـ فهمني فيه إيه ؟!

ـ العربية داست على فخ معمول في الغابة ، قالولي أن الطريق دا مفيهوش حاجه ، العربية باظت ، مش هتتحرك تاني ، وباقي أقل من ساعة إلا ربع على الغروب ، لازم نتحرك بسرعة من هنا، لازم.

ـ فخ ايه ؟! وليه عاملين فخ ؟! هنتحرك إزاي بالشنط دي ؟!

ـ شنط إيه ؟! بص لو عايز تعيش أجري ، أجري بكل طاقتك ، ولو على الشنط هنبقى نيجي ناخدهم هم والعربية بكرا ، بس لازم نجري حالًا .


سحب أيدي وجري ، كان بيجري برعب رهيب وكأنه بيهرب من الموت ، خوفه وحرصه إنه يوصل للمستشفى قبل الغروب خلاني أجري أنا كمان بسرعة ، ومش عارف ليه ، بس بجري ، فضلنا نجري تقريبًا تلت ساعة متواصلة ، من غير ما نقف لحظة ، ولما وصلنا أنا وقعت أغمى عليا من التعب .


فتحت عنيا لقيتني في أوضه في مستشفى ، نزلت من على السرير وبصيت في الشباك ، كانت الشمس قوية أوي ، تقريبًا كنا قبل الضهر بحاجه بسيطة ، خرجت من الأوضة لقيت ممرضة جت ناحيتي بسرعة و قالتلي:

ـ لو سمحت خليك في الأوضة وأنا هبلغ المدير علشان هيبجي يقابل حضرتك.


 

خمس دقايق ودخل راجل فهمت من هيبته وحضوره القوي إنه المدير فوقفت إحترامًا ليه ، فطلب مني إني أقعد ، أول ما أتكلم أنا استغربت ،مش دا نفس صوت المدير اللي كان بيكلمني في التليفون وكان متابع معايا كل حاجه فسألته:

ـ حضرتك مين؟

ـ مدير المستشفى.

ـ بس مش دا الصوت اللي اتعاملت معاه وكان بيكلمني قبل ما أجي.

ـ تركيزك قوي ودماغك شغالة ودا مش حلو علشانك هنا ، المستشفى بيديرها أتنين أنا والمدير التاني اللي كلمك ، بس حاليًا أنا اللي موجود ، وهكون معاك في أي حاجه تحتاجها ، المهم دلوقتي ترتاح لأن السفر أرهقك أوي وبعتذرلك عن العطل اللي حصل في العربية والطريقة اللي جيت بيها ، أرتاح دلوقتي ونتكلم بكرا .


مشي وسابني ورغم أني كان عندي أسئلة كتير أوي جوايا ، بس كنت محتاج أنام ، قبل ما نام خبطت ممرضة وجابتلي أكل ولأني كنت جعان أوي كلت بشراهة رهيبة ورحت في النوم .


قمت من النوم حاسس أن جسمي مكسر ، محتاج أتمشى مش قادر أنام تاني ، فقلت أخرج في الجنينة بتاع المستشفى أتمشى شوية وأشوف الأجواء برا، خرجت من أوضتي فلقيت الإضاءة ضعيفة أوي ، ومفيش حد خالص في المكان ، أتلفت يمين وشمال مفيش حد ، وكأن المستشفى مفيهاش غيري ، نزلت من الدور اللي كنت فيه للدور اللي تحت ، برضو مفيش حد في الاستقبال ولا في أي مكان ، الأبواب مقفولة ، خبطت على كذا باب وحاولت أفتحه ، مقفولة كلها .


نزلت للدور الأول علشان أخرج من المستشفى يمكن ألاقي حد في الجنينة بس الغريب أن باب المستشفى نفسه كان مقفول ، الأغرب واللي خلاني مصدوم أنه كان مقفول بأكتر من عشر أقفال ، قفل في كل مكان ، بصيت حواليا ، الشبابيك مقفولة والستائر مغطية كل حاجه ، فتحت الستارة وبصيت برا ، المكان كان ضلمة أوي ، فحاولت أفتح الشباك علشان أبص كويس ، لقيت حد بيصرخ فيا :

ـ أنت بتعمل ايه ؟! أنت اتجننت؟!

ـ أنت مين ؟! وبعدين هكون بعمل ايه يعني ؟! بفتح الشباك .

ـ شباك أيه بس اللي بتفتحه ؟! أنت أكيد الدكتور الجديد صح؟

ـ أيوة دكتور زين .

ـ وأنا دكتور مازن ، جيت قبلك بأسبوع ، علشان كدا لسه ما اتعودتش على نظام نومهم ، وأوقات بصحى بليل زيك كده، بس مش بحاول أفتح حاجه ،لا باب ولا شباك.

ـ مش فاهم ايه المشكلة يعني أني أفتح الباب أو الشباك ؟! وبعدين فين الناس ؟! هو فيه مستشفى بتقفل بليل ؟! اللي يتعب بليل بيروح فين؟!


ـ يروح ينام لحد الصبح ما يطلع ، واضح أن دكتور چون لسه ما اتكلمش معاك ووضحلك نظام المكان هنا .


ـ دكتور چون مين ؟ وإيه النظام ؟! مش فاهم حاجه.


ـ أنا مقدرش أفهمك حاجه ، بكرا تقابل مدير المستشفى ويوضحلك الدنيا .


ـ قابلته بس مقلش حاجه عن النظام ، قال نتكلم بكرا .


ـ يبقى أصبر لبكرا واتكلموا .


ـ بص بقى أنت هتفهمني كل اللي تعرفه ، أنا من وقت ما جيت وأنا مش فاهم حاجه ، وأنت لازم تفهمني .


ـ مش مسمحولي أتكلم عن حاجه.

ـ محدش هيعرف حاجه ، بس أنا عايز أفهم ليه الدنيا كلها مقفلة كدا ؟! فيه ايه؟!


أتلفت مازن حواليه بحذر وبعدين همسلي :

ـ تعالى نروح أوضتي نتكلم هناك.


رحنا أوضته ، قفل الباب كويس وبعدين بصلي واتنهد باستسلام وقال لي  :

ـ والله شكلك هتودينا في داهية ، وهنترفد أنا وأنت ، وهتحبس أنا بسبب القرض اللي عليا .


ـ أنت عليك قرض ؟! جيت هنا علشان تسدده صح ؟! 

ـ أيه يا عم هو للدرجادي باين عليا الفقر كدا ، أنا ابن ناس والله بس عملت قرض مع مجموعة من أصحابي علشان نفتح مركز طبي كبير ونديره مع بعض ، بس منهم لله ، دبسوني في القرض ، وكان لازم اتصرف وإلا هتسجن ، فجيت هنا، وأنت ايه جابك؟


ـ عليا مبلغ كبير أنا كمان ولازم اسدده ، المهم سيبك مني وقولي فيه ايه هنا ؟! ليه قافلين المستشفى بليل ؟! وليه نايمين كلهم ومقفلين الدنيا .


ـ أنا من ساعة ما جيت ودا حالهم ، دكتور چون قالي هتشتغل هنا ، لاتسأل عن حاجه ولا ليك دعوه باللي بيحصل هنا ، أشتغل بس ، وقتها افتكرت أن الشغل مش قانوني وأن فيه مصايب بتحصل في المستشفى ، بس الغريب أن الشغل عادي جدًا، يوم عادي زي أي يوم في اي مستشفى ، مرضى عاديين جدًا ووضع طبيعي مفيش أي مشكلة ، لحد ما الشمس تغرب وتلاقي كله أختفى وراح ينام ، وقفلوا الدنيا زي ما أنت شايف كدا ، وممنوع الخروج برا مهما حصل ، مفيش لا باب ولا شباك يتفتح نهائيًا مهما حصل ، ليه معرفش.


ـ ليه فيه ايه برا ؟! طب هم ناس عاديين يعني ؟! ولا فيه اي حاجه غريبة فيهم ؟!

ـ متقلقش مش مصاصين دماء لأ ، ناس عادية جدًا.

ـ مصاصين دماء ايه بس ؟!

ـ أنا فكرت في كل الاحتمالات الممكنة والغير ممكنة ، بس موصلتش لحاجه برضو، وطبعًا ما ينفعش تسأل أي حد عن أي حاجه وإلا هيروح يقول لدكتور چون وتترفد.


بصيت لمازن بعدم استيعاب للي بيقوله واتحركت ناحية الشباك وحركت الستارة شوية وبصيت برا ، مفيش أي معالم واضحة ، الدنيا ضلمة أوي ، فسألته :

ـ يعني احنا هنفضل محبوسين في المستشفى ليل نهار كدا ؟!

ـ محبوسين ايه يا بني ؟! في النهار بتخرج عادي ، تروح المكان اللي أنت عايزة ، الحياة بتبقى عادية جدًا لحد قبل الغروب وبعدين كل حاجه بتقف .


رحت أوضتي وطول الليل بفكر في الكلام اللي قاله مازن ومش عارف أوصل لسبب عقلي يستوعبه ، ومينفعش أسأل ، لازم اكتشف بنفسي.


مع أول شعاع للشمس ، بدأت أسمع صوت ناس كتير برا ، مرضى وممرضات ودكاترة ، الحياة رجعت عادية ، وكأن مش دي نفس المستشفى اللي كانت مهجورة بليل .


قمت حركت الستارة وبصيت برا لقيت المكان جميل أوي ، أشجار وخضره وناس رايحه وناس جايه ، الوضع عادي أوي ، أمال فيه إيه ؟!


جه المدير وقالي نفس اللي قاله مازن ، لاتسأل ولا تخلي فضولك يعملك مشاكل ويتسبب في إنك تترفد، هتشتغل لحد الغروب وبعدين هتنام ، مفيش خروج بعد الغروب لا من أوضتك ولا لأي مكان .


ونادى مازن ياخدني يعرفني على الطاقم الطبي ونلف في المستشفى شويه يعرفني على الوضع والدنيا بتمشي إزاي.


فعلًا زي ما قال مازن الوضع طبيعي بشكل غريب، ناس عادية ، مستشفي عادية ، برا المستشفى الجو طبيعي وتصرفات الناس مفيهاش أي حاجه تخليك تتخيل أن فيه وضع مريب .


مر يوم واتنين وتلاتة والوضع روتيني بشكل ممل ، طول اليوم شغل وبليل كله بيختفي وينام ، 


طول الوقت دماغي بتسأل ليه بليل كله بيختفي ؟! وليه ساكتين وكله بيتعامل وكأن هو دا شكل الحياة الطبيعي ؟!


وفي يوم كنت بحاول أقنع دماغي توقف أسئلة وتهدى علشان أنام لأن الوقت أخر أوي وبكرا فيه شغل ، حسيت بحركة غريبة برا وكأن فيه خبط جاي من برا ،


قمت حركت الستارة مش شايف حاجه لأن الدنيا ضلمة ، بس سامع صوت حد تقريبًا بيخبط ، بيخبط جامد ، 


فتحت باب أوضتي لقيت مازن في وشي وهو كمان سمع الصوت اللي بيخبط ، أتحركنا براحة بنحاول نشوف جاي منين ، فأكتشفنا أنه جاي من برا المستشفى ، حد بيخبط على الباب بتاعها ،


قربنا من الباب بحرص فتقريبًا اللي برا حس بوجودنا فسمعنا صوت بيقول بحزن وخوف فظيع :

ـ افتحوا ، أبوس أيديكم افتحوا ، بنتي بتموت ، أرجوكم .


بصيت أنا ومازن لبعض بصدمة وبعدين مازن قال :

ـ  أنا عارف الصوت دا …دا مارك ..مارك سواق الإسعاف بتاع المستشفى، بنته كانت تعبانة أوي انهاردة وجبها المستشفى بس البنت أصرت تروح فخدها بس واضح أن حالتها ساءت تاني .


ـ أيوة ومستنيين أيه ؟! أحنا لازم نفتح الباب علشان نسعفها .


ـ ممنوع ، وأنت عارف .

ـ أنا اللي أعرفه حاجه واحدة بس  أن مستحيل أسيب مريض يموت  وأنا واقف أتفرج عليه .


ـ مش أحسن ما أنت تموت .

بصيت أنا ومازن بفزع على اللي قال كدا لقيناه دكتور چون ، وكان في قمة هدوئه ولا كأن فيه حد برا بيستغيث بينا ، وطفلة بتموت ،


رحت ناحيته وقلتله :

ـ أفتح الباب ، خلينا نسعف البنت .

ـ القوانين اللي بيخترقها عارف عقابه ، ومارك اخترقها وهو واثق أنه باللي عمله دا لا هيعيش لا هو ولا بنته .


ـ أنت بتقول إيه ؟! يعني إيه مش فاهم؟!


ـ يعني تروح أوضتك من غير نقاش تاني ، وأفضلك تنسى اللي حصل ، وأنا هعتبر نفسي ما قمتش من نومي ولا أتقابلنا .


لسه هرد عليه ، سمعت صراخ فظيع ، لمارك وبنته ، وأصوات حركة كتير ، وكأن فيه صراع برا ، واستغاثة ، 


وبعدين صمت رهيب وكأن مفيش أي حاجه حصلت ، لحظات مرت وأنا ومازن عمالين نبص لبعض بصدمة ورعب وعدم استيعاب للي بيحصل برا ، والغريب أن دكتور مارك سابنا ومشي ولا كأن فيه حاجه حصلت .


كل حاجه حصلت بسرعة لدرجة أن أنا ومازن مكناش مصدقين أن اللي حصل دا بجد حصل إلا لما قعدنا نعيد مع بعض اللي سمعناه ،


معرفتش أنام لا أنا ولا مازن ، قضينا طول الليل في أوضتي ، بنعيد في اللي حصل ، وبنحاول نفسر أي حاجه ، بس مهما قلنا بنرجع لنقطة الصفر ، إيه اللي حصل برا لمارك وبنته ؟! ومين اللي عمل كده ؟! وليه دكتور مارك ساكت كدا ؟! 




النهار طلع ، وبدأت الحركة في المستشفى ، فجريت أنا ومازن على الدورالأرضي وخرجنا نبص قدام باب المستشفى على أي حاجه تفهمنا حصل إيه إمبارح ؟!

مكنش فيه حاجه تدل على أن كان فيه صراع أو وضع مريب وكأن أنا ومازن كنا بنشوف كابوس، كابوس متأكدين أنه حصل وعشناه ، 


شدني مازن وقالي بيأس :


ـ يلا يا زين ، خلينا نرجع ، مش عارف كنا فاكرين هنلاقي 


إيه ؟! دم مغرق المكان ؟! وجثث؟!


بصيت على الأرض جامد ، وقربت منها أوي ، فحسيت أن فيه بقع حد نضفها كويس جدًا بس لسه سايبة أثر بسيط ، تشوفه لو ركزت ، كمان كان فيه ريحة منظفات قوية أوي على الأرض ، 


يعني حد سبقنا وحاول بكل الطرق يخفي أثر الدم وأي أثر للي حصل إمبارح .


شاورت لمازن على البقع ، فلما قرب من الأرض واتأكد من شكوكي ، وشه أصفر واترعب وقالي :


ـ أحنا لازم نمشي من هنا ، أحنا نروح دلوقتي لدكتور چون ونقوله إننا هنمشي ، مش هنشتغل هنا تاني .


ـ وهو هيوافق ؟! بعد ما عرف إننا عرفنا باللي حصل إمبارح ؟! 


ـ يعني إيه ؟!


ـ يعني زي ما هو قال هنعمل ، هنتعامل وكأن مفيش حاجه حصلت ، وبعدين نهرب من غير ما يعرفوا .


ـ ونهرب ليه ؟! زينا زي الدكاترة اللي جم قبل كدا ما ناسبهمش الشغل ومشوا .


ـ ومين قالك أنهم مشوا ؟! مش يمكن مصيرهم كان زي مصير مارك وبنته ؟!


حسيت أن مازن هيغمى عليه ، فخدته وحاولت أهديه ، وكان لازم نروح الشغل علشان محدش يحس بحاجه ، بس معظم الناس كانت حزينة ، خاصة اللي عارفين مارك ، بس محدش بيقول أي حاجه ، 


اليوم كان قرب يخلص فجأة لقيت مازن داخل عليا المكتب وبيقولي بلهفة :


ـ زين ، مراته هنا ، مرات مارك هنا ، تعبت وجابوها المستشفى .


ـ وبعدين ؟! هيفيدنا في إيه وجودها ؟!


ـ هنحاول نفهم منها إيه اللي حصل ؟! أو ممكن نساعدها إزاي ؟! 


ـ وهي هتتعاون معانا ؟! يا بني دول كلهم مع بعض ، محدش بيقول حاجه ، ما تستناش حد يفيدنا بحاجه ، دا غير إن لو اتكلمنا معاها هتروح تقول لدكتور چون ووقتها هيتأكد إننا ما عديناش اللي حصل ، ولسه بنحقق فيه ، وهياخد ضدنا خطوة.


سكت مازن والحزن في عنيه تشوفه من على بعد أمتار ، ولأن اليوم كان خلص والشمس بدأت تغرب ، راح كل واحد فينا لأوضته ، علشان يرتاح ، دا اللي كان ظاهر ليهم ، بس الحقيقة أنا ومازن كنا جهزنا شنطنا ومستنيين يروحوا في النوم علشان نمشي من المكان كله .


خرجنا من الباب الخلفي للمستشفى ، خروجنا كان سهل بطريقة غريبة ، محدش شافنا ولا حس بينا ، فضلنا ماشيين في وسط الغابة اللي حوالين المستشفى يمكن نوصل لطريق نركب منه مواصلة تخرجنا من المكان دا .


مشينا تقريبًا نص ساعة وبعدين حسينا بحركة حوالينا ، استخبينا ورا شجرة كبيرة ومسكت فرع شجرة مكسور لقيته جنبي على الأرض تحسبًا لأي حاجه.


الحركة قربت مننا أوي فكان لازم ناخد خطوة علشان كدا خرجت من ورا الشجرة ورفعت الفرع في وش اللي قدامي واللي لقيتها مرات مارك وطبعًا الست صرخت جامد من الخضة وكان معاها ابنها عنده تقريبًا عشر سنين .


هدت بعد ما عرفت إحنا مين بس رجعت قالت برعب :


ـ لازم نتحرك بسرعة ، أكيد سمعوا صوت صراخي ، وهييجوا دلوقتي .


ـ مين دول اللي هييجوا؟!


ـ اللي خدوا مارك وبنتي ، واللي جابوكم هنا .


ـ مين دول ؟! 


لسه الست هترد عليا حسينا بحركة شديدة حوالينا ، فكتمنا أنفاسنا واستخبينا ورا شجرة أنا ومازن ، ومرات مارك وابنها استخبوا ورا شجرة تانية جنبنا .


رغم أن الجو كان ضلمة بس الضباب الفظيع اللي انتشر في الجو كان واضح أوي ، ضباب غطا عنيا ، بس قدرت اشوف منه لبس أسود كتير ، مش شايف الهيئة كويس ، بس الوضع كان مرعب .


لأول وهلة قلت أنهم مش بشر ، وأن نهايتنا حانت خلاص ، بس لما اتكلم حد منهم ، وكان صوت بشري اطمنت ، فجأة صرخت مرات مارك  لما ابنها جري ناحية حد من اللي لابسين أسود دول وقالهم:


ـ فين بابا وأختي ؟! ودتوهم فين ؟! أنا عايز بابا .


جرت مرات مارك ناحية ابنها فمسكها واحد منهم فصرخت والطفل كان بيصرخ فمكنش فيه حل غير إننا نتدخل.


وقفت أنا ومازن قدامهم مش شايف تقريبًا أي حاجه بس عارف أنهم شافونا ، فجأة حسيت بإبره دخلت رقبتي وخرجت وبعدها وقعت على الأرض وأغمى عليا.


فتحت عنيا على عياط طفلة ، بصيت حواليا لقتني مرمي على الأرض في قفص حديد ، ومازن كان في القفص اللي قصادي لسه ما فاقش ، كان فيه أربع أقفاص تانية.


مارك ومراته وبنته وابنه ، كل واحد في قفص، البنت كانت تعبانة وبتعيط ومامتها بتحاول تهديها من مكانها ، أما مارك فكان قاعد على الأرض حزين والدموع في عنيه .


ناديته وقلتله:


ـ قولي أي حاجه ممكن تساعدنا نخرج من هنا ، وأوعدك هعمل كل اللي أقدر عليه علشان عيلتك ترجع سليمة كلها.


ـ تفتكر لو فيه حاجه أقدر أعملها علشان عيلتي مش هعملها ؟! بس خلاص ، كل حاجه انتهت ، هنموت من غير رحمة، زي اللي قبلنا .


ـ ليه؟! عملنا أيه؟! والأطفال دي عملت إيه؟!


في لمح البصر كان المكان كله نور ؛ فوقفت أتفرج على الساحة الكبيرة اللي إحنا في نصها وحوالينا ناس كتيرة بتتفرج علينا من بعيد ، بس كانوا حاطين أقنعة على وشهم حتى الأطفال .


مازن فاق على أصوات زي الطبول وكأنهم بيحتفلوا بإنهم خطفونا ، بدأت الأصوات تزيد والناس تتجمع أكتر ومحدش فينا عارف يخرج من القفص ولا عارفين هو بيحصل أيه؟!


شويه ووقف كل الموجودين وكانوا مركزين على جهة واحدة زي باب رئيسي فلاقيت راجل كبير وبرضو لابس قناع ووراه رجاله كتير لابسين نفس القناع دخلوا وجم ناحيتنا ولكن كان فيه مسافة بينا .


الراجل الكبير شاور لواحد واقف على باب فبدأ الراجل يفتح الباب دا وسط رهبة وخوف فظيع من الناس الموجودين ،


فظهر قفص كبير جدًا مليان أسود ، بس أول مرة في حياتي أشوف أسود بالحجم دا ، وبالشراسة دي ، صوتهم كان مرعب بشكل صعب ، تحسهم مستنيين الباب يتفتح علشان يصفوك في لحظة.


كل اللي جه في بالي في الوقت دا هما الطفلين ولاد مارك ، البنت اللي تعبانة دي وأخوها ، بصيت لمارك برعب فبصلي بعجز وقلة حيلة فصرخت ، صرخت لحد ما حسيت أن خلاص حنجرتي انهارت ومش هعرف انطق حرف تاني ، بس لما كل الأصوات وقفت وكله سكت عرفت أن صوتي وصل وبدأت أتكلم :


ـ ليه ؟! الأطفال دي عملت أيه ؟! حد يقول حاجه ، ذنبهم إيه ؟!


قرب الراجل الكبير من القفص بتاعي وقالي:


ـ وأنت عملت إيه؟! مش كان أولى تسألنا السؤال دا ؟! 


بس ما تقلقش مش ناوي أموت كم غير لما تعرفوا ايه السبب ، خلوني احكي الحكاية من الأول ،


 زمان كنا عايشين كلنا مع بعض مفيش أي خلاف بينا لحد ما والدي جاله مرض غير كل ملامح وشه ، بقا شكله مختلف ، أو مرعب زي ما قالوا عليه ،


 فجأة المرض بدأ يتنقل لوالدتي وأتنقلي أنا وأخواتي وبعدين قرايبنا وكل اللي أتعامل معانا اتصاب بالمرض، وبدل ما يساعدونا ويعالجونا ، فضلوا يتنمروا علينا ، واعتزلونا تمامًا ومحدش بقا بيتعامل معانا ، ولا حتى بيرضوا يبيعولنا حاجه ، ولو حد خرج مننا يشتري أي حاجه لبيته الأطفال بتجري وراه وتقوله يا وحش .


 قبلنا بالوضع رغم الألم اللي كنا بنعانيه ، لحد ما في يوم قرروا يخرجونا نهائيًا من المدينة فقاموا حرقوا كل بيوتنا واحنا جواها ، زعلان يا زين على الطفلين دول ؟! وقتها أتحرقت أطفال كتير ومكنش ليهم ذنب ، واللي عاش ، عاش مشوه.


هربنا للغابة ، هي الوحيدة اللي قبلتنا بمرضنا وتشوهنا وحروقنا من غير ما تخاف تتعامل معانا ، عشنا فيها ، وعملنا مكان لينا ، وبدأنا حياة جديدة من غير قيود ولا مشاكل ، بس عمرنا ما نسينا ولا هننسى اللي عملوه فينا أهل المدينة كلها ، علشان كدا حطينالهم قوانين اللي هيخترقها هيم وت، قالوا إننا وحوش ، فقلنالهم بما إننا وحوش والوحوش بتهاجم بليل فمفيش حد هيخرج منكم بليل واللي هيخرج هيموت أيًا كان ،


ودا السبب اللي هيموت بسببه مارك وعيلته ، إنهم خرقوا القانون ، أما أنت يا زين ومازن فموتكم كان أكتر عهد خدته على نفسي وكان لازم أحققه ، بعد ما جدك أنت وهو، اللي المفروض أنهم كانوا دكاترة ويعرفوا الناس بالمرض ويهدوهم ، كانوا أول ناس وقفوا ضدنا ، وساعدوا أهل المدينة يحرقوا بيوتنا ويخرجونا منها ، وقتها وعدت الكل إني هنتقم منهم شر انتقام ، واديكم قدامي ، وكل واحد هياخد حقه .


ـ جد مين حضرتك ؟! جدي اللي بتتكلم عنه أنا عمري ما شفته أصلًا، قالولي أن كان ليا جد دكتور ومشهور وسافر برا ومات ، معرفش عنه حاجه تانية ، أنا ليه أتحاسب على ذنب معملتوش؟! 


، وبعدين المرض اللي بتتكلم عنه دا بقا ليه علاج دلوقتي ، يمكن زمان مكنش ليه علاج ، إنما دلوقتي الوضع أتغير ، وفيه أمصال للستات الحوامل والأطفال للوقاية منه، الوضع مبقاش زي زمان ، الأطفال دي محتاجه تاخد علاج وهتخف بإذن الله.


ـ ما تتدخلش في حياتنا ، وتحاول تقول كلام مش عارف عنه حاجه علشان ما تموتش ، لأنك هتموت ، بس كان لازم تعرف سبب موتك ، وأظن كدا عرفت .


لسه هرد عليه لقيت مازن قاله:


ـ موتنا ، مش مشكلة ، بس أنت شايف أنك هتفضل عايش كدا طول عمرك أنت وباقي الناس دي ، أنتو مش وحوش ، وعمركم ما هتكونوا وحوش ، دا مرض ، حاليا بقا معروف جدًا وليه علاج ، بس بتصرفاتكم دي هتتحولوا لوحوش فعلًا ، مبقاش في قلبها رحمة ، هم ظلموكم وأنتوا بتظلموا ناس ملهاش ذنب ، أنتوا بتسمحولهم يحولوكم لوحوش .


ـ هم شايفينا كدا ، وعمرهم ما هيغيروا طريقة تفكيرهم دي .


رديت عليه :


ـ ما يغيروهاش ، ليه مصرين تغيروا طريقة تفكيرهم ؟! 


خليهم فاكرين أنكم وحوش على الرغم من أن الوحوش الحقيقة هم مش أنتوا ، هم اللي قلوبهم ماتت ، وفعلًا بقوا وحوش، بس اللي غلط يتحاسب ، إنما مارك وعيلته ليه يتحاسبوا على قرار غلط وتصرف غير آدمي عمله والديهم أو أجدادهم ؟! 


ما تفكرش في نفسك فكر في الأطفال دي ، والجيل الجديد من نسلكم محتاج يتحصن وياخد المصل والأطفال بإذن الله هتطلع سليمة معافاة ، حتى الكبار بقا فيه علاج للمرض ليهم ، لو فضلنا نفكر في نظرة اللي حوالينا لينا هنخسر نفسنا ، وهنتصرف بطريقة غير طبيعتنا، ودا اللي حصل معاكم.


ـ المرض دا ملهوش علاج ، بلاش تدي أمل ، وتقول كلام أنت مش قده.


ـ أنا مستعد أعيش معاكم هنا لحد ما أثبتلك كلامي ، وأن بإذن الله الأطفال دي هتخف وكمان الكبار وضعها هيتحسن بشكل ملحوظ بس بشرط …


ـ مش هسمع شروط.


ـ لازم تسمعني لأني مش همشي من هنا غير لما أصلح الغلط اللي عمله جدي اللي عمري ما شفته دا ، على الأقل يمكن تسامحوه ، بس مارك وعيلته يرجعوا المدينة ، ومفيش حد يموت ، أرجوك ، أرجوكم كلكم ، أنتوا مش وحوش ، أنتوا مش منفيين هنا ، بالعكس أنتوا اللي المفروض تتجنبوهم ، لأنهم هم الوحوش ، بس اتجنبوا اللي أذوكم ، إنما اللي ملوش ذنب زيكم ليه نأذيه؟!


وقتها لقيت الرجالة اللي ورا الراجل الكبير قربت منه وبدأت تتكلم معاه ، وأصوات الناس اللي حوالينا علت أوي ، وكأن الكل حس بأمل بأن ممكن حياتهم وحياة أطفالهم تتغير للأحسن .


من غير كلام شاور الراجل الكبير للشباب اللي كانوا واقفين كل واحد منهم قدام قفص من الأقفاص اللي أحنا فيها ، ففتحوا الأقفاص وقتها قلبي انقبض وقلت كدا خلاص النهاية حانت ، بس لقيتهم بياخدونا كلنا لمكان ، وحطونا كلنا في زنزانة جماعية.


حسيت أن فيه أمل خاصة وأنا شايف مارك حاضن عيلته وكلهم فرحانين بوجود بعض ، قرب مني مازن وقالي :


ـ أنا معاك، مش هسيبك ،خلينا نساعدهم ، يمكن أحس وقتها أني عملت حاجه مفيدة وساعدت ناس فعلًا حياتهم أدمرت بسبب مرض ملهمش ذنب فيه.


حضنته بس بعدت عنه بسرعة وأنا شايف أربع رجاله جايين علينا ، جم خادوني أنا ومازن ، دخلنا لمكان فهمت من أول ما دخلت أنه المكان اللي بيجتمعوا فيه ، وواضح  أن الجو مشحون ، وأن فيه صراع ما بينهم ،لأن فيه ناس ما بصتش علينا حتى أول ما دخلنا .


قعدنا وبدأ الراجل الكبير كلامه موجهه لمازن :


ـ أنت هتفضل هنا لحد ما زين يعالج الأطفال زي ما قال ، وبعدين نشوف هنعمل فيكم أيه بعدها .


ـ أنا هفضل هنا ، وهعالج أنا وزين الأطفال والكبار بإذن الله ، ومش هنمشي غير لما تمشونا أنتوا ، أو أقتلونا ، المهم أننا هنعمل اللي نقدر عليه بإذن الله.


فاتدخلت أنا :


ـ بس مارك وعيلته يرجعوا ، البنت محتاجه تتعالج في المستشفى ، لو سمحتوا خليهم يرجعوا واسمحولنا نساعدكم .


ـ هيرجعوا ، بس لو حاولتوا تهربوا أو معالجتوش الأطفال  زي ما قلتوا هنقتلكم قدام المدينة كلها في النهار .


بعد تلت سنين ، راكب العربية في طريق الرجوع لبلدي ببص على الطريق اللي مشت فيه العربية اللي جت خادتني وانا جاي للمكان دا من تلت سنين واللي كانت بتجري ، المكان اللي عشت فيه أجمل تلت سنين في حياتي ،


وعشت حاجات عمري ما هنساها أبدًا .


سرحت في الطريق وافتكرت أول يوم ليا مع الوحوش ، زي ما كانوا بيسموهم ، وإزاي كانوا معندهمش أمل في العلاج ، وإزاي هاجمونا في البداية لما بدأت أعراض العلاج تظهر، بس بعد لما بدأ التحسن يظهر على الأطفال والكبار ، بدأت كل حاجه تتغير .


وكأن الناس كانت مستنيه الأمل دا من زمان ، بس اليأس اتمكن من قلوبهم وعماهم ، وشوشهم بقت دايمًا مبتسمة ، بدأوا يرسموا أحلام ويخططوا لمستقبل مفيهوش خوف ولا حزن .


مرت تلت سنين وأنا ومازن عايشين معاهم كأنهم عيلتنا ، بقوا أصحابنا ، وجيراننا ، الخير اللي جواهم خرج بعد ما نسوا حقدهم على أهل المدينة اللي حاولوا كتير يصالحوهم بس هم قرروا أن كل واحد يعيش بعيد عن التاني أفضل ، 


أوقات من كتر ما اتأذيت مبتقدرش تسامح ، بتفضّل تبقى بعيد وبس.


المهم مفيش قانون حظر لا بليل ولا بالنهار ، الحياة بقت طبيعية في المدينة وعند أهل الغابة .


العلاج بفضل الله وكرمه شفا كل الأطفال وكتير من الكبار بس فيه ناس أتحسنت ولكن ما خفتش بشكل نهائي.


أنهاردة كملنا تلت سنين بالظبط معاهم ،وقرروا أنهم يخلونا نرجع لبلدنا أنا ومازن ، رغم أننا رفضنا ، لأن فعلًا بقوا أهلنا وبقينا عيلة ، بس لأنهم أصروا ، فقررت أنا ومازن أننا نرجع بلدنا شهر واحد وبعدين هنرجع هنا تاني بإذن الله ، لأن مش بس بنعالجهم جسديًا ، دول بقا معظمهم مسلمين بفضل الله  زينا ، وكان لازم نساعدهم يعرفوا دينهم أكتر ، ونفكرهم دايمًا بأن الخير موجود جوانا بس أحنا لازم نعرف نخرجه إزاي .


تعليقات

التنقل السريع
    close