القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 سكريبت كامل وحصري 






سكريبت كامل وحصري 






_ظابط، مستحيل أكون مرات ظابط 

_ليه يا بنتي، ده محترم وأخلاقه عالية

_لا يعني لا، أنا مش موافقة 


سيبتهم ودخلت أوضتي، أصل يعني إيه ظابط!! هتجوز واحد يبقى هو في شغله وأنا قاعدة قلقانة وقلبي واجعني، من زمان وأنا قولتله بلاش تدخل كلية الشرطة، أنا قلبي بيوجعني! 


بس إزاي هو يسمع الكلام يعني! عنيد من صُغره، حتى لما كنا بنلعب وإحنا صغيرين كان يصمم ويعند نلعب اللعبة اللي على مزاجه أو مش هنلعب خالص، عنيد! 


_وأنتِ كده مرتاحة؟ 

_عمري ما كنت مرتاحة من ساعة ما دخل الكلية دي! 

_ريحي قلبك ووافقي عليه 

_لا، مش هعمل كده أبدًا 

_طب إيه يرضيكِ؟

_اللي يرضيني مش هيعجبه ولا هيعجب حد 

_أنتِ عيزاه يسيب شُغله يا رميثاء؟ 

_لو ده اللي هيخليني فعلًا متطمنة عليه ومتطمنة إنه هيرجعلي آخر الليل من شغله سليم، يبقى ده اللي يرضيني فعلًا

_بجد مش فهماكِ، مش ده أحمد حب طفولتك؟ 

_حب طفولتي ومراهقتي وشبابي وكل عمري، بس ده أنا بعيد عنه وبتوجع لو طالع مأمورية! 

_أنا هسيبك تفكري وهرجعلك تاني يمكن تعقلي شوية 


خرجِت فعلًا وأنا قعدت على السرير ساندة ضهري على شباكه، سرحت وافتكرت أول مرة شوفته ببدلته وهو بيتخرج... كان فخور جدًا بنفسه وأنا قلبي جوايا بيتقطع، حسيت وقتها إن المسافة بينا كبرت فجأة، بقيت أنا والقلق أصحاب من اليوم ده


دموعي نزلت من غير ما أحس، مسحتها بسرعة كأني بخبيها عن نفسي، حاولت أبعد بتفكيري عنه لكن للأسف عقلي رجعني لليوم اللي قالي فيه قراره


_يارب مجموعي يجيب كلية الشرطة

_يارب لا

_حرام عليكِ يا رميثاء، ده حلمي! 

_طب وقلبي؟ 

_ماله قلبك في إني أدخل شرطة أو غيره

_ملوش يا أحمد، بس خليك عارف إن ده بداية بُعدنا عن بعض 


وقتها سيبته ومشيت، بس سيبت قلبي معاه، طول ما أنا في طريقي للبيت كنت بدعي ربنا إنه ميدخلش شرطة، أنا مش حِملها! 


المرة دي رجعت من سرحاني، وقررت أطلع أعملي أي مشروب ساقع أو سخن، أي حاجة ابعد بيها بتفكيري عن اللي بيحصل ده، شوية وكنت قاعدة في الصالة بتفرج على التليفزيون، سمعت خبطة خفيفة على باب الشقة: 


_رميثاء، ممكن أدخل؟

صوته! هو... أحمد.


اتسمرت في مكاني، قلبي بيدق بسرعة قمت فتحت، دخل بهدوء وقفل الباب وراه، وقرب مني خطوة خطوة.


_ليه كده يا رميثاء، ليه بترفضيني، ليه ده أنا حتى ابن عمك حبيبك؟ 

_أحمد أنا مش برفضك، أنا برفض الخوف اللي بيجي معاك

_الخوف ده هيفضل معانا طول العمر لو فضلتي تبعدي، أنا بحبك ومش هسيبك


سكت، وهو مسك إيدي لأول مرة من شهور، وبص في عيني وقال:


_اديني فرصة أثبتلك إني هكون أمانك مش خوفك


علشان كده مكنتش عايزة أشوفه! متأكدة إنه هيعرف يقنعني بأقل كلمة يقولها، هيقدر يأثر عليا وعلى قلبي ويخليني اوافق بدون أي مجهود منه! 


_ها موافقة؟ 

_لا يا أحمد

_عرفتي مين فينا اللي عنيد! 

_ده مش عند، ده خوف وقلق

_ده عُمري يا رميثاء، يعني أيًا كانت شغلانتي إيه وجه وقت موتي خلاص ده قدري 

_أحمد أنت رايح للموت برجلك وتقولي قدرك!

_والله لو قاعد في بيتي ووقتي أموت حالًا هموت

_بعد الشر عنك 

_هتوافقي؟ 

_لا 

_أنا بدأت أزهق! 

_أنا اللي زهقت والله، أنا اللي تعبت وقلبي وجعني في كل مرة بتروح فيها مأمورية، أنا اللي بفضل قاعدة أنا وأمك خايفين وشايلين همك لحد ما تيجي!

_طب وأنا فاكرة إني مش بخاف، فاكراني بطلع مأمورية وأنا مطمّن؟ ده كل طلعة بدعي ربنا يرجعني عشانك، عشان أشوفك تاني! أنا عايش بيكِ يا رميثاء، لو سيبتيني هتبقى نهايتي قبل أي مأمورية.


حسيت قلبي اتوجع أكتر من كلامه، دموعي نزلت غصب عني، حاولت أخفيها بس هو قرب مني ومسحها بإيده، 


_متعيشيش في خوف، عيشي في دعاء... ادعيلي بدل ما تبعدي عني


أنا وقفت مش قادرة أرد، كل الكلام اتلخبط في دماغي، مسك إيدي وحطها على قلبه وقال:


_حاسّة دقاته؟ دي ليكِ، لو هتسيبيني وتبعدي يبقى بلاها أعيش


انهرت وبكيت، بس رغم كل حاجة سحبت إيدي وأنا بقول بصوت مكسور:


_اديني وقت يا أحمد... أنا محتاجة وقت

_هستنى حتى لو العمر كله


خرج وسابني، وقلبي سابني وراح معاه، فضلت واقفة عند الباب، دموعي مش بتقف، وبدعي ربنا يكتب لنا الخير... حتى لو كان بعيد عن بعض 


بعد ما أحمد خرج، قفلت الباب وسندت ضهري عليه، دموعي مش راضية تقف، رُحت قعدت قدام المراية وببص لنفسي، حسيت إني تايهة...


هو أنا ليه بخاف بالشكل ده؟

سألت نفسي بصوت واطي: 

هو الموت بعيد عن حد؟ ممكن النهاردة أموت قبل أحمد حتى، يبقى ليه بُعدي عنه وأنا بحبه؟


مسحت دموعي بسرعة وكملت:

بس برضه أنا مش عايزة أعيش حياتي كلها على أعصابي، كل يوم دعاء وخوف وانتظار خبر مش حلو... أنا مش قد ده! 


فضلت أقنع نفسي إن اللي بعمله صح، أنا بحافظ على قلبي، بحافظ على روحي، يمكن لو بعدت هعيش مرتاحة...


لكن جوايا صوت تاني بيرد:

هترتاحي، ولا هتعيشي عمرك ندمانة؟


فضل الصراع ده شغال جوايا طول الليل، منمتش غير بعد الفجر وأنا ماسكة تليفوني وببص على صورنا القديمة...

وآخر حاجة قلتها لنفسي قبل ما عيني تغمض


_لو هو قدري، هيرجعلي مهما حصل.


فضلت الأيام اللي بعدها مشوشة بين خوفي وحبي، كل يوم أصحى وأقول «مش هكمل»، وبالليل بدعي ربنا يثبت قلبي لو ده الخير.

وفي يوم بعد صلاة استخارة، حسيت براحة غريبة ماليه قلبي، كأني أخيرًا سلمت أمري لله وقررت أعيش اللحظة معاه بدعاء وحب مش بخوف ووجع.


_ها كل حاجة جاهزة؟ 


كنت قاعدة وأخيرًا بجهز كروت الدعوة بتاع خطوبتنا مع بنات عمتي وبنات عمي اللي هما اخواته، لقيته بعتلي المسدج دي بيتطمن، استأذنت منهم ودخلت البلكونة علشان أعرف أكلمه 


_كنت بتطمن عليكِ، لو معطلك عن حاجة خلاص 

_لا بالعكس ده إحنا كنا بنجهز الكروت والتوزيعات 

_متخيلة إن خلاص فاضل كام ساعة ونتخطب! 

_من كُتر الفرحة اللي جوا قلبي حاسة إني في حلم جميل.. جميل أوي خايفة أصحى منه

_وأنا كمان يا رميثاء، كنت فاكر إنك هترفضي للآخر

_كنت هرفض فعلاً... بس لقيت نفسي بخاف من البُعد أكتر من خوفي من شغلك

_يعني خلاص هتعيشي معايا بالدعاء مش بالخوف؟

_هعيش بدعائي ليك كل يوم، وربنا يحفظك ويرجعك ليا دايمًا


سمعته بيتنفس براحة وقال بصوت كله حب عرفت من نبرته انه مبتسم:

_إنتِ أحلى قدر في حياتي


فضلنا ساكتين شوية، كل واحد سامع دقات قلب التاني حتى لو من بعيد.


_أحمد... أوعى يوم تنسى وعدك

_وعد إيه؟

_إنك تبقى أماني مش خوفي


ضحك وقال:

_ده وعد العمر كله


قفلت معاه، وقلبي لأول مرة من سنين كان هادي... يمكن لسه في شوية قلق، بس جوة القلق كان في حب كبير بيطمنّي إن بكرة أحلى

༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻༺༻


تعليقات

التنقل السريع
    close