رواية بنات ورد الفصل الثالث وعشرون 23بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية بنات ورد الفصل الثالث وعشرون 23بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
❣️بنات ورد❣️ 23
لم تستطع عيونه النوم وقلبه يشتاق لها عينه تطالع مكانها الفارغ بحزن حتى وسادتها وعطرها لم تستطع مواساته نهض من فراشه بعد أن لاح شعاع الشمس بخجل خلف زجاج النوافذ استقام واقفاً ليتجه نحو الحمام
لكنه أصطدم بصورته المنعكسة خلف المرآه وجهه الشاحب وعيونه ذابله تصطبغ بلون الأحمر من عدم النوم
احس أنها لم تبعد ليلة بل دهر من الزمن أقترب من المرآه يتلمس وجهه بعتاب ويحاور قلبه بحرقة
-يوم واحد ياعلي بعيدة عنك كبرتك مية سنه ليلة وحدة حسيت فيها أنك ضايع
نكس رأسه بندم وخرجت الكلمات منه بحسرة
-جايز عندها حق ياعلي أنت ما أنصفتهاش وخذلتها
ثم رفع عينه يواجه نفسه بالحقيقة
-بس دي أمي مش هقدر أزعلها
تنهد بألم وكأن جبال من الهموم قد أثقلت كاهله
واتجه نحو الحمام يأخذ حمام دافئ عله تلك المياه المنسابة تزيل معها حزنه
خرج من غرفته متجها نحو باب شقته لكنه وقف ينظر إلى باب تلك الغرفة التي هربت منه إليها واتخذتها ملجأ لها تخفي فيها حزنها وتخرج ألمها كاد أن يتجاوزه ويخطو مغادراً لكن قلبه كبله ومنعه من التقدم ليسوقه نحوها وقف أمام الباب وادار المقبض بهدوء ودخل مقترباً منها ليعتصره قلبه على هيئتها عينها المتورمه من شدة البكاء ووجها الباهت وقف يطالعها مده من الزمن يطفئ شوقه إليها ثم انحنى يقبل عينها المنتفخة كأنه يعتذر منها ليبتعد ويغادر يغلق الباب خلفه بهدوء لتنساب دموعها بقهر بعد أن تأكدت من مغادرته
**********************************
فتح عينه بأنزعاج بعد أن تكرر رنين هاتفه عدة مرات ليدعك عينه ويمد يده يلتقط هاتفه تعجب عندما رأى أسم علي على الشاشة ليجيب بسرعة
-الو
-أيوة يا فارس البس وأنزل أنا مستنيك تحت
ضم حاجبه بتعجب ليسأله
-تحت فين هي الساعة كام؟
قالها وهو يدعك عينه ويرفع الهاتف أمام عينه ليقول متعجباً
-الساعة سبعة علي أنت فيك حاجة
-يووو يافارس ألبس يا بني من غير كتر كلام يلا أنا مستنيك
وقبل أن يعترض وجده يغلق الهاتف نظر نحو شاشه الهاتف بحيرة
-مالو دا ؟
كانت تقف في المطبخ تعد فطوراً لها لتصيبها الدهشة عندما وجدته يخرج من غرفته ويرتدي سترته على عجاله لمحها تقف عند باب المطبخ واقتربت منه تسأله
-صباح الخير
ليجيبها مبتسماً وهو يغلق أزرار أكمام قميصه
-صباح الورد والفل والياسمين على عيون حبيبتي
أربكتها كلماته حتى أنستها سؤالها لكنها استطاعت أن تلملم شتاتها وحركت عينها يمينً ويساراً تحاول أن تتذكر
حتى رأته يتأكد من وجود هاتفه في جيبه ويرتدي سأعته الالكترونيه الملحقه به
-أنت رايح فين على الصبح كده؟
لم يشأ إخبارها بشيء حتى يفهم مايحصل
-أبداً علي عازمني على الفطار
رددت أسمه بدهشه
-علي
ثم نغزها قلبها لتسأله بقلق
-ليه هي هدى فيها حاجة أصل مش عوايدها تسيبه يفطر بره
-لا دي حاجة متعودين عليها أنا وعلي تهفه نفسه يأكل حاجات غريبه يقوم عازمني معاه تلاقي عاجبه يأكل
فول وطعمة من وسط البلد حاكم علي يعشق الأماكن دي
رغم عدم اقتناعها بحديثه لكنها أومأت رأسها توافقه ليقرص وجنتها يشاكسها قائلاً
-سلام ياقمر خلي بالك من نفسك ياشمسي
تركها تنظر لآثره بعد أن ألقى كلماته وغادر بسرعة وكلماته الغزل التي صار يغدقها بها تزلزل صمودها وتبعثر ثبتها المزعوم لتجد نفسها تحرك رأسها بقله حيله وتبتسم مرددة
-مجنون
*********************************
في احدى الكافيهات المطلة على النيل جلس أمامه ينظر له بدهشة وهو يقص عليه ماحصل بأعين فاض منها الحزن وصوت غلفه الندم رغم أنكاره وأعتبار مافعله هو مجرد دفاع عن والدته وحفاظ على رضاها
-أنت غلطان ياعلي وردة فعلك فيها مبالغة كان ممكن تلم الموضوع وترضي الإتنين
زفر أنفاسه بيأس ونظر نحو فارس بتيه
-مش عارف يافارس أنا محستش بنفسي لمالقيتها علت صوتها على أمي
طالعه بأسى
-متزعلش مني ياعلي طنط صفاء زودتها معاها وهي استحملت كتير طبيعي تنفجر
حرك رأسه بقلة حيله وقال بصوت متعب
-ما أنت عارف ماما يا فارس وأنا ياما فهمت هدى طبعها وطلبت منها تستحملها عشاني
-بس كل إنسان وله طاقه وبعدين هي مش مجبرة تستحمل حتى لوكان عشانك
لتخرج كلماته بقهر تحمل معها ألمه
-بس هي عارفه أني بحبها
-الحب ساعات ميكونش كافي ياعلي هدى فقدت الأمان هي كانت محتاجة تحس أنك سند ليها
هز رأسه برفض
-مش هقدر يافارس دي أمي وأنت عارف أمي أي بألنسبالي
ربت فارس على يده الموضوعة على الطاوله يواسيه
- طول بالك ياعلي هتتحل أن شاء الله أديها وقت تهدى وحاول أنك تتكلم معها وتشرح لها وجهه نظرك
أومئ له بحسرة ليحاول فارس التخفيف عنه مشاكساً إياه
-أي مش ناوي تفطريني وألا هتقضيها كلام عشان تنسيني العزومة
رسم علي شبح ابتسامه اغتصبها من رحم حزنه وسط أهاته المكتومه
********************************
أغلقت الهاتف مع دعاء بعد أن طلبت منها الإذن لعدم حضورها اليوم إلى المدرسة لمرضها لكن وسط ألحاح دعاء سردت لها هدى ماحصل لتشجعها دعاء على مافعل وأن تستمر في خصامها مع علي كي يعرف خطأه
أراحت ضهرها على ضهر السرير أغمضت عينها بوهن قلبها أنهكه الألم ورأسها ملئتها الأفكار المتصارعة.
أثارت داخها عواصف الهموم التي اثقلت روحها فتحت عينها بدهشة عندما سمعت الطرق على الباب
اتجهت نحو الباب وفتحته متوجسه لتقف مصدومة وهي تجد عمها يقف أمامها مبتسماً
-صباح الخير
-صباح الخير ياعمي
قالتها هدى بقلق وأرتباك
-ممكن أتكلم معاكِ يابنتي
-ايوة ياعمي أكيد أتفضل
قالتها وهي تزيح جسدها عن الباب وتشير له بالدخول
دخل حسن وجلس على الأريكة يشير لها بالجلوس
-تعالي ياهدى اقعدي
تقدمت بتردد وجلست بالقرب منه على استحياء
-ازيك ياهدى ؟
-الحمد الله ياعمي
تهكم حسن ساخراً
-مش باين يابنتي شكلك بيقول أنك تعبانه
طأطأت رأسها بحرج ولم تعقب
-أنت تخانقتي أنتِ وعلي
رفعت هدى عينها نحوه ببطئ لتخبره عينها بالإجابة دون أن تنطق كلمة
حرك حسن رأسه بحزن وقال:
-بصي يابنتي أنت لما اتجوزتي قلتلك أنك من النهاردة بنتي وأن هدافع عنك وأكون سند ليكِ وأنا لسة عند وعدي ياهدى أنا عارف ان صفاء اذتك بالكلام صح أنا مش عارف أي الي حصل بينكم لكن أنا عارف مراتي
بس صدقيني يابنتي صفاء مش وحشة بس صفاء عندها علي شيء مقدس في حياتها بتحبه وبتغير عليه أوي
يمكن حب وغيرة جنونية تصوري دي بتغير عليه مني فما بالك بواحدة بتشاركها فيه ومش بس كدة هي متأكدة أنه بيحبها
-بس أنا مش بلوم عليها أنا ألي قاهرني علي خذلني ومأنصفنيش وداس على كرامتي كأني مليش اعتبار عنده
قالت كلماتها تقاطعه وتختنق حروفها قبل أن تخرج من جوفها بحرقه لمسها حسن ليقول محاولاً الدفاع عن ولده
-يابنتي علي بيحبك صدقيني أنا عارف انه ضعيف قدام مامته بس هو بيحبك بجد
نظرت له هدى بضياع وخرجت كلماتها بكسرة
-وأي فايدة الحب من غير أمان وكرامة
اخفض عينه وهو يعلم صدق حديثها لكنه قرر أن يحاول أستمالتها من جديد
-عندك حق يابنتي بس مش عشان علي أبني بس عشان أنتِ غاليه عندي متسبيش المشاكل تهدم بيتك
ومتسمحش لحد يدخلك مملكتك ويستعمرها ويكون المتصرف فيها أنا معاكِ أن علي يستاهل أنك تعاتبيه وتعاقبيه
لكن متخليش الجفاء يطول بينكم ولاتسمحي أن أول مشكلة تهد الحب الي بينكم
ظلت تنظر له ولاتعلم بماذا تجيبه لكنه نهض مقترباً منها وانحنى يقبل راسها يخبرها مطمئناً
-مهما حصل ومهما كان قرارك هفضل جنبك وفي ضهرك حتى لو أضطريت أني أقف في وش علي نفسه
نظرت له بأمتنان وانسابت دموعها تعبر عن مشاعر إعادتها للماضي كان والدها عاد من جديد
جلس بجانبها وضمها اليه بحب
-متعيطيش ياغاليه …دموعك غاليه يابنت الغالي
وبعد فتره من الزمن تركها عمها وغادر وهو يدعو لها ولولده بصلاح الحال. لتسمع رنين هاتفها
التقطته لتجد شمس المتصلة جلت حنجرتها وسعلت عدة مرات ثم تحمحمت تجيبها تخفي آثار البكاء عن صوتها
-الو
-الو هدهد حبيبتي أزيك عاملة أي؟
-أهلا يامشمش أزيك ياحبيبتي
-الحمد الله انت أزيك أي الكسل دا إزاي تخرجي جوزك من غير فطار يابتاعة الحب والروايات
ابتلعت ريقها بخوف وتلعثمت كلماتها
-اه …صح أعمل أي أصل ماسمعتش المنبه وعلي ماصحانيش
-أيوه ياعم أهو الحب بهدلة خليتي الرجل يفطر بره عشان خايف يصحيكي
ابتلعت غصة مرة وكلمات شمس تزيد جرحها نزيفاً لتستطرد تسأله
-وانتِ عرفتي ازاي؟
-أصله أتصل على فارس وعزمو على الفطار
-قصدك رحمو لأنك أكيد مش بتعملينه فطار عرفاكِ
قالتها هدى تمازحها
-بنت أحنا ماشين بمبدأ أعتمد على نفسك
لتضحك هدى رغم حزنها وتستمر بوصلة مزاحها
-ربنا يعينك يا أبن عمي
-هدى اتلمي
قالتها شمس بأنزعاج مصطنع قبل أن تفاجئها
-هدى حبيبتي أنتِ كويسه صوتك تعبان
أغمضت عينها وتنهدت بهمس قبل أن تجيبها
-لا ياحبيبتي بس أنا لسة صاحية من النوم
-طب الحمد الله ياحبيبتي هسيبك أنا خلي
بالك من نفسك مع السلامة
-مع السلامة يا مشمش
أغلقت الهاتف والأفكار تحاصرها بعنف
وضجيج تلك الأصوات تحيط بها مابين داعم وناصح
وقلبها يسحبهانحوه وعقلها يبعدها عنه في صراع أرهقها حتى وجدت نفسها تهرب من كل هذا وهي تستلقي وتغط في نوم عميق
***********************************
تفاجئت به يتصل بها يخبرها أنه سوف يأتي لاخذها من المدرسة وقفت أمام باب المدرسة تنتظره بترقب حتى وجدت سيارته تقف أمام الباب ويشير لها مبتسماً فتحت الباب وركبت بجانبه تنظر له بقلق
-طارق فيه حاجة أخواتي جرالهم حاجة
ليضحك على هيئتها يلوم نفسه حتى أبسط الأشياء التي يفعلها صارت تصيبها بالدهشة
-مالك ياندى خايفة كده ليه ؟
صمطت تطالعه ليقول ضاحكاً
-متخافيش ياسيتي لقيت نفسي فاضي قلت
أجي آخذك نتغده بمطعم اهو نغير جو ونخرج من ضغط الشغل
رسمت ابتسامة هادئه وعينها معلقه به تحاول استيعاب مايقوله
-تحبي تتغدي فين؟
عادت تطالع الطريق وتخبره
-الي يعجبك
أختار المكان الذي اقترحه عليه أحد أصدقائه مادحاً جودة طعامهم
جلس أمامها لكنها كانت تشعر بريبة من هذه الدعوة وتراقبه تنتظر ان يفصح عن سببها ورغم ابتسامتها الزائفة التي كانت ترسمها لكنه احس بتوترها أمسك يدها يضغط عليها محاولاً طمأنتها لكنها نظرت لعينه وسألته
-فيه أي ياطارق حاسه فيه حاجة
هرب بعينه عن مرمى عينها واخبرها بصوت مرتبك
-الرقم طلع مش مسجل
بهتت ملامحها وارتسم الخوف على وجهها ليشدد من ضغطه على يدها يحاول ان يمنحها ولو قليلاً من الأمان
-ندى ماتخافيش أن شاء الله هنقدر نوصلة أنا بقول نغير خطك
رمشت عينها تحاول أن تخرج من دوامة الأفكار السيئه التي ابتلعتها لتخبره بصوت مرتجف.
-مفيش داعي تغير الخط مش هيغير أن فيه حد بيراقبني
رغم ارتجاف قلبه بقلق لكنه ظل يحاول أن يخفف من خوفها ويطمئنها أنه بجانبها
******************************
عاد إلى المنزل في وقت متأخر ودخل ليجده يغصون في الهدوء سوى من صوت دندنه قادمة من الغرفه التي اتخذتها سجن لها اقترب يضع أذنه على الباب يحاول أن يسمع ماتفعله لتتضح لديه الصوره عندما سمع ترتيلها للقرأن أمسك مقبض الباب يحاول فتحه لكنه توقف في اللحظات الاخيره يترك لها المجال كي تهدى اتجه نحو المطبخ ليجدها أعدت له العشاء ووضعته على المائدة لياخذ الطعام ويسخنه ثم يعود به نحو الطاولة
-أمسك الشوكة يدسها في الطعام ثم وضعها في فمه وبدأ في مضغها ليجد طعمها مراً كالعلقم بالكاد استطاع ابتلاعها وكأن كل شيء بدونها أصبح بلا طعم
نظر نحو مكانها الخالي بحزن ليترك الطعام وينهض هارباً نحو غرفته عله يجد في النوم ملجأ له
*******************************$
ثلاثة أيام منذ سفره فقد اخبرها أن عليه استلام بضاعتة المقرر وصولها إلى بور سعيد منذ يومين
عادت إلى الشقة في وقت متأخر جسدها متعب جلست على أول مقعد يواجها ترمي بثقل جسدها عليه
تنهدت بوهن واخرجت هاتفها من الحقيبه ابتسمت بعفويه عندما وجدت خمسة رسائل منه كانه ساعة منه يرسل لها في كل ساعة رسالة فتحت الرسائل لتضحك على محتوها الذي كان مابين الغزل والمزاح
فتاره يشاكسها وتارة يغازلها يخبرها أنه يعيش فتره الخطوبة التي حرم منها قبل زفافهم
-مجنون
رددتها مبتسمه قبل أن تنهض تأخذ حماماً دافئ تنعش جسدها لتتناول طعما فقد أنهكها الجوع
اتجهت. نحو المطبخ بعد أن أنهت حمامها ومشطت شعرها تربطه بهيئه ذيل حصان لتمر بطريقها من أمام باب غرفته نظرت نحو الباب نظرة مطوله وشئ ما داخلها يخبرها أنه يشتاق إليه ربما تعودت على وجودها معه
واعتادت على الحديث والنقاش معه الذي أطفى على حياتها شيء مميز
عادت تستكمل خطواتها نحو المطبخ تعد كوباً من الشاي وتقلي البيض لتنظر إلى عبوة الملح ضاحك وهي تتذكر تذمره من قلت استخدامها للملح ضحكت وهي تزيد نسبة الملح التي تضعها عليه تذر حباته فوق البيض
وهي تمتم مستنكرة
-طب واللة يجنن بس هو الي معندوش ذوق
أطفئت الموقد ووضعت الأطباق على الطاولة وكادت أن تجلس
لكنها سمعت صوت المفتاح يدور في باب المنزل لتتجه نحوه بقلق زال واستبدلت مكانة ابتسامة واسعة عندما وجدته يدخل من الباب يحمل كيساً كبيراً وتزين وجهه ابتسامته المعتادة
ظلت واقفة في مكانها من دون حراك حتى وجدته يصرخ عندما رأها
-شمسي وحشتيني
ولم يكتفي بذلك بل ركض نحوها يعانقها تجمد جسدها عندما باغتها بضمها يشدد من عناقها
-وحشتيني…وحشتيني أوي ياحبيبتي
أربكتها فعلته لتتلعثم وهي تقول مبتعدة عنه
-الحمد الله على السلامة
اتسعت ابتسامته يجيبها
-الله يسلمك
لتعاتبه بضيق
-خضتني مقولتش أنك هترجع النهاردة
غمز لها وهو يحمل الكيس الكبير ويقترب منها يضعه أمامها
-كنت عاوزه أعملك مفاجئه…أتفضلي
قالها وهو يمد يده لها بالكيس الكبير وهو يشرير نحوه
ضمت حاجبها بحيره وهي تسأله
-أي دا ؟
-هديتك ياقمر
التقطت من الكيس تفتحه بفضول لتجد دميهة دب كبيراً من الفرو يحمل اللون الأبيض يتوسطه قلب احمر كتب عليه
أحبك
ابتسمت بفرح تحتضن الدب كأنها طفلة صغيره وتميل بجسدها يميناً ويساراً تغمض عينهاوهي تستنشق رائحة الفراولة التي يحملها
-الله يجنن يافارس متشكرة أوي
خفق قلبه لهيئتها وسعادتها ليقترب منها أكثر حتى لم يعد يفصل بينهم سوى تلك الدمية ليقول لها وهو يمسك يد الدمية.
-مش همه المخطوبين بيجيبو دبابين
ثم عاد يغمز لها
-بس هو حلاوته مش بشكله بس لكن بكلامه كمان
لم تفهم مقصده حتى وجدته يضغط على زر في يد الدميه ليصدح صوته المسجل عليها وهو يقول
-بحبك ياشمس بحبك أوي ياشمسي
عادة خطوة إلى الوراء بعد ما صدمها ماسمعت لتتوتر بخجل وتغزو وجنتها الدماء وكادت ان تبتعد هاربه
لكنه استطاع أن يتفهم حرجها ويرحمها منه عندما قال مغيراً مجرى حديثهم
-شامم ريحة بيض وشاي أنا جعان أوي
قالها وهو يرفع أنفه ويتركها متجهاً نحو
المطبخ لتنظر لآثره ثم نظرت إلى الدمية القابعة بين يديها
ومشاعر خفية بدأت تداعب ذلك الساكن بين أضلعها
*********************************
مر أربعة أيام منذ أن عاد انشغل هو في استلام البضاعة وتنظيمها لم تكن تراه في هذه الأيام سوى لحظات قليلةأستفاقت بفزع على طرقات على باب غرفتها. لتنهض بقلق وهي تسمع ندائه من خلف الباب
-شمش أصحي …شمس
وقفت خلف الباب متوتره بعد ان نظرت إلى الساعة لتجدها الثالثه فجراً لتسأله بخوف
-فارس مالك فيه أي؟
لتتفاجئ عندما سمعته يطلب منها
-شمس غيري هدومك البسي حاجة مريحة وياريت لو تلبسي شوز رياضي
رفعت حاجبها بدهشة
-ليه أغير هدومي؟
-هخذك مشوار
زاد قلقها وتراكمت الأفكار السلبية في رأسها لتسأله بسرعة
-أخواتي جرالهم حاجة؟
-لا متخافيش الكل بخير أسمعي الكلام أنتِ ًبس ويلا بسرعة هتفهمي كل حاجة
جائها صوته بحزم مع كلماته الأخيرة لتمتثل لكلامه وتغير ملامبسها جاورته في السيارة وعلى وجهها علامات أستفهام كثيرة التفت نحوها ليضحك واخبرها من بين ضحكاته
-هتفهمي كل حاجة متستعجليش
ربعت يديها على صدرها بضيق وتنهدت حانقه تراقب الطريق التي يسلكها بترقب حتى وجدته يقف في طريق خالية تماما ً من المارة ويصف سيارته جانباً مشيراً لها نحو الباب
-انزلي
نظرت إليه بتعجب ليكرر كلامه
-أنزلي
لتترجل من السيارة تملئها الحيرة التي ازدات عندما وقف بجانبها في وضعية الاستعداد يرفع اكمامه بصورة ساخرة ويقول:
-هاااا مستعدة ؟
لتهتف بأنزعاج
-مستعدة لأي مش تفهمني؟!
-مستعدة تسابقيني مش دا حلمك يادكتورة انك تجري اهو أنا بحقلك حلمك هنعمل سباق أنا وأنت لحد عامود النور الي هناك
قالها مشيراً إلى أحد أعمدة الإنارة البعيدة
ظلت تحدق به بصمت تحاول استيعاب مايحدث حتى حرك يده أمام وجهها
-أي روحتي فين وألا هتنسحبي؟
نظرت له بتحدي بعد أن راقت لها الفكرة و أجابته
-أنسحب أي …أنا مستعدة
اتسعت ابتسامته وبدأ بالعد
-واحد اتنين تلاته
لينطلق الاثنان يتسابقان بكل جدية لتفاجئه سرعتها في العدو حتى صعب عليه مجاراتها وصلو العامود النور ثم كتن عليهم العودة. لكه في طريق العودة خطرت له فكرة خبيثه ليقف في منتصف الطريق ويحني جذعه العلوي
ويدخل في نوبه سعال مصطنعه. كانت تعدو بسرعه حين التفتت لتجده بهذه الوضعية أصلبها القلق وعادت إليه
لتحرك يدها على ضهره وتسأله بأنفس لاهثة
-فارس مالك جرالك حاجة لكنها تفاجئت
عندما باغتها وانطلق يعدو يسبقها وسط موجة ضحك منه لتصرخ بغضب وهي تدب قدما على الأرض
-اه …ياغشاش
ركضت خلفه حتى وصل إلى السياره يلفظ أنفاسه المتسارعة لتصل هي خلفه تلكم ذراعه بقوة وهي تقول حانقة
-اه ياغشاش …
ليدخل في نوبه ضحك شاركته هي أيضا بها حتى ادمعة عينه وبدأ يسعل واضعاً يده على فمه
-اه يامجنونه هتخنق
ليتجه نحو سيارته ويجلس في مكان السائق يضع يده على صده ويستمر بالسعال ركبت بجانبه وهي تردد
ساخرة
-تستأهل عشان غشاش
لكنه ظل يلهث أنفاسه بسرعة وأستمر يسعل لتلتفت نحوه وتمد يدها نهو صده
-وريني كده
ثم بدأت في تدليك موقع قلبه ليعيد رأسه إلى الوراء ويغلق عينه تاركاً يدها تتحرك بعمليه على قلبه
كانها تداويه زفر أنفاسه ببطئ وتنهد بهيام يستشعر هذا القرب
-كدة احسن؟
سؤال طرحته عليه وهي تلتفت نحوه والازالت يدها تتحرك على صدرهه رفع رأسه ليصبح وجهه يقابل وجهها
وعينه تقابل عينها ونظراته تتوقد عشقاً تجمدت عيونها وتباطئت حركة يدها على صدره ولحظه من التواصل البصري استمرّت بينهم لتتوقف الكلمات وتتحدث النظرات حديثها الساحر تغيب احدهما في عالم الآخر
لتستفيق هي وتبتعد معتدله بحرج
التفت نحوها وابتسم عندما رأى توترها لينفخ أنفاسه يخفف من أضطرابه هو الآخر قائلاً
-الفجر قرب يأذن أي رأيك نفطر قبل ما نرجع البيت ؟
التفتت نحوه ببطئ دون أن تنظر لعينه أخبرته بصوت خافت أثر ارتباكها
-نفسي نصلي الفجر في الجامع قبل ما نفطر
ثم اتّبعت طلبها بنظره متوسله واكملت اقتراحها
-ياريت لو نصلي في الحسين وأنا نفسي أكل فطير لو ينفع
تجهم وجهه وصمت يفكر في اقتراحها حتى أومئ يجيبها
_ماشي
اتجهو نحو منطقة الحسين وما أن نزل من السيارة حتى امسك يدها حتى وصلو الجامع ليبتعدو عن بعض ويفلت يدها وهو لايزال يأسرها بنظراته حتى اختفت من أمامه
أكملو الصلاة وخرجو يبحثون عن محل لصنع الفطائر وبعد السؤال أشاروا له إلى محل يقع في مكان قريب سار بجانبها ولزحام المكان أصبح يسير أمامها أضطربت قبل أن تتسع ابتسامتها وهي تجد يمد يده نحو الخلف
ويحركها مشيراً لها أن تتمسك بها لتتشبث بيده ورغم انها كانت حركة بسيطة لكنها أنعشت قلبها
ظلت متمسكة به حتى وصلو إلى المكان المطلوب
كان محل قديم ومعروف باثاثه وأركانه يحمل عبق التاريخ وعراقة المكان أثاثه يشير إلى دفئ ذلك المكان
صور أصحابه التي زينت الجدران وتلك الطاولات الصغيرة دارت عينها حول المكان
قبل ان يسحبها نحو احدى الطاولات التي اختارها جلست وجلس هو أمامها
-ها عجبك المكان؟
هزت رأسها
-أيوة جميل
نهض يطلب الطعام قبل ان يعود اليها ليجلس و يسألها
-اتنين سادة وعسل أسود وعسل أبيض تمام كدة؟
-أيوة تمام
أخرج هاتفه ورفعه مشيراً لها
-خلينا ناخذ سلفي وشوية صور
أخذ يلتقط لهم الصور ويريها إياها وأخذ يلتقط لها صوراً منفردة حتى وصل الطعام
ليتناولو الطعام بسعادة وسط نقاشاتهم المعتادة مابين شد وجذب ابتسامه وعبوس ضحكات خافته
وأجواء ألفه جميلة
عادو إلى المنزل وحمدت الله أنها اليوم في إجازة من العمل فسوف تعود إلى النوم بعد هذه الرحلة القصيرة
وقفت أمام باب غرفتها وقبل أن تدخل التفتت نحوه وابتسمت
-متشكرة يافارس
بادلها الإبتسامة
-أنت تؤمر ياجميل
دخلت إلى غرفتها وأبدلت ملابسها تستلقي على السرير بغية النوم لتسمع هاتفها الذي أعلن عن
وصول رسالة لتفتحه وابتسمت وهي تجده قد أرسل لها الصور التي التقطوها معا
لتقلب الصور تشاهدها الواحدة تلو الأخرى لتجد أناملها وبلا وعي تكبر صورته كأنها تتأمل ملامحه عن قرب
سار أصبعها على قسمات وجهه وكأنها تراه للمرة الأولى
شعور بدأ يسحبها نحوه باتت تحب اهتمامه بها كلماته التي تدغدغ فؤادها تطرق حصونه بسلاسة كلماء
المنساب بين الصخور القاسية أمسكت الهاتف وظلت تحدق به حتى غفت وهي تطالع صورته
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق