رواية ممنوع من الحب الفصل الثانى 2 بقلم منال كريم حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية ممنوع من الحب الفصل الثانى 2 بقلم منال كريم حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
صرخت نور و هي تقول:
_سارة.
اصطدمت السيارة بسيارة أخرى.
السائق توفي في الحال، أما الركاب يوجد إصابات خطيرة و هناك إصابات متوسطة و خفية.
اما عن نور صرخت و هي تنطق باسم سارة و جذبتها اليها، لتضع رأسها على قدمها حتي تحميها.
و قبل أن تفعل المثل مع مريم، لأنها هي تجلس في المنتصف، أصيبت مريم في ذراعها لانه اصطدم بقوة في السيارة..
تجمع الناس حول السيارة و ذهبوا إلى أقرب مستشفى..
يهبط من سيارته الفارهة أمام المنزل، و يحمل هدايا للجميع.
وصل أمام الشقة، رن الجرس دقائق وفتح عماد شقيقه الاصغر، أبتسم و هو يقول:
_ حمد لله على السلامه يا أدهم
عانقه و أجاب بهدوء:
_وحشني يا عمدة.
أبتسم بسخرية و قال:
_ واضح جداً بدليل أنك جيت علينا جري.
أبتعد عنه ونظر له بتحذير و أردف:
_ بلاش تقف مع الست الولادة ،خليك في ضهر أخوك.
: عمو أدهم.
زح عماد من الطريق، حتي يجثو على ركبتيه ليكون في إستقبال هذا الصغير، أبن عماد يبلغ من العمر خمس أعوام، و أسمه ( أدهم)، وضع الهدايا جانباً ،و فتح ذراعه و هو يقول:
_ حبيب قلبك عمك، أنت اللي في العيلة دي, و كفاية أنك على أسمي.
افلت ضحكة ساخرة و هو يردف:
_ الغلط الوحيدة اللي عملتها في حياتي، يارب ميطلعش زيك.
شعر بالحزن من هذا الجملة لكن لم يعقب و تعامل ببرود ..
اقتربت منهم و و هتفت بنبرة حادة:
_ حمد لله على السلامه ،لسه بدري.
أخذ نفس عميق و نهض من على الأرض و ذهب إلى الواقفة بغضب، و هتف بنبرة ندم:
_ أنا عارف أني غلطان يا ماما ، كان قصدي اظبط اموري و أشتري شقة و..
قبل أن يكمل الجملة, سألت بحزن:
_ شقة ليه يا أدهم؟ بقالك سنين مسافر و جاي دلوقتي و عايز تعيش لوحدك، يا أبني حرام عليك.
ضمها إلى حضنه و قال بحب:
_ يا حبيبتي اهدي مش كده، أنا أكيد أكون هنا و هناك ، بس أنا حبب أعيش براحتي.
دفعته بغضب و قالت:
_ براحتك دي اللي هو شرب و ستات و سهر.
نظر إلى عماد بعتاب لانه بالتأكيد من قام بأخبار ولادته ، و صاح بغضب:
_ و مين قالك الكلام ده؟
أعطت ظهرها له، و هتفت بعصبية:
_مش محتاجة حد يقولي ، أنت بتعمل فيا كده ليه؟ المفروض أنك دكتور جامعه و متعلم كويس و معك شهادات وعارف أن الحاجات دي غلط و الطريق ده اخره هلاك، ليه يا ابني كده؟اخوك الاصغر منك اتجوز وخلف وأنت عايش حياتك بالطول والعرض ولا عامل حساب لحد كانك يتيم معندكش أهل،وبعد سنين غربه راجع تقول أعيش لوحدي.
انهت جملتها وجلست على أقرب كرسي بحزن شديد ،تحرك اليها جلس أمامها، والتقط يديها وضع قبله عليهم ثم قال بهدوء:
_حقك عليا أنا آسف بجد آسف بس يا ماما حياتي ومن حقي أعيش زي مانا عايز.
جذبت يديها منه وقالت :
_الكلام ملوش لازمه معك.
خرجت مايا من المطبخ وهي تحمل أطباق و تحدثت لإنهاء الحديث المعتاد:
_ يا جماعه ناجل الكلام بعد الغداء حمد لله على السلامه يا أدهم.
رفع عيونه ونظر اليها وقال بابتسامة:
_الله يسلمك.
التقط يديها و قال بمشاغبة:
_يلا بس نأكل الأول و بعدين اعملي فيا اللي أنتِ عايزاه.
سارت معه إلى طاولة الطعام.
رن هاتف عماد، فتح الخط، و قبل أن يتفوه بحرف، تحدث الطرف التاني، فتح عينه بذهول ، مما جعل الجميع يشعر بالخوف، و بعد إنهاء المكالمة ،
سألت مايا بتوتر:
_ في ايه؟
تحدث بحزن:
_ ده سامي بيقول أن مريم عملت حادثة و هي رجعه من المستشفى
وضعت يدها على قلبها و قالت:
_ مستشفى ايه يا عماد؟ خدني لهناك بسرعة...
في المستشفى وصل جميع الركاب و تم إبلاغ أهل الضحايا و المصابين.
في غرفة نور.
إصابتها خفية، كدمة بسيطة في قدمها.
تذرف الدموع و هي تسأل:
_ أنتِ بخير يا حبيبتي؟
حركت رأسها بالموافقة ، و سرعان ما سألت:
_ سارة و مريم عاملين ايه ماما؟
أجاب عبدالله:
_ الحمد لله بخير يا نور ، اهدي يا حبيبتي.
بكت بانهيار و اردفت:
أنا كنت خائفة قوي؟
ضمتها إلى حضنها و ترتب على ظهرها بحنان و قالت:
_ الحمد لله ،قدر و لطف.
دق الباب، إذن عبدالله بالدخول، نظر لها بابتسامة و سأل:
_ حبيبت خالو عاملة ايه ؟
أجابت بنبرة حزينة:
_ الحمد لله ، سارة كويسة.
تنهد براحة و أجاب :
_ الحمد لله ، اتخطيت عشر غرز في رأسها ، نقول الحمد لله أنها عدت على كده.
سألت فاطمة:
_ و مريم يا أحمد.
رخي جسده المتعب على الكرسي و قال بحزن:
_ مريم هتعمل عملية في أيدها لأن الخبطة كانت جامدة..
بكت نور بخوف، على صديقتها.
و قال عبدالله و هو يغادر:
_ و أحنا بنعمل ايه هنا يا أحمد لازم نقف مع سعد.
و غادر أحمد و عبدالله.
نظرت لها برجاء و تهمس:
_ ماما، عايزة اروح اشوف مريم.
مدت يدها لتزيل دموعها بحنان، و أجابت :
_ بس أنتِ تعبانة يا حبيبتي.
حركت رأسها بالنفي و أجابت :
_ مش تعبانة يا ماما ، يلا لو سمحتي.
أمام غرفة مريم، يقف أحمد و عبدالله و محمد شقيق سارة، و سعد و سامي و رامي خطيب مريم.
في الداخل
نرجس و أمينة و سارة
سألت بتعب و مختلط ببعض المزح حتي تقلل التوتر و الحزن عليهم:
_ صرصور عاملة ايه ؟
رسمت ابتسامة بسيطة و قالت:
_الحمد لله يا قلب الصرصور ، المهم أنتِ كوني قوية و اخرجي بالسلامة.
: ايه هموت؟
قالتها بمزح، صرخت نرجس:
_ ايه الكلام ده؟
ابتسمت و تقول:
_ يا ماما بهزر.
قالت أمينة بعتاب:
_ ده هزار يا مريومة، ربنا يشفيكي يا حبيبتي.
: شكرا يا خالتي.
ثم نظرت لها و قالت بدلع:
_ خالص يا ماما ،حقك عليا...
لم تتحمل و غادرت من الغرفة و أمينة خلفها، نظرت سارة بعتاب ، بينما بكت مريم.
و كل هذا الوقت تحاول السيطرة على دموعها أمام الجميع، لكن لم تتحمل الصمود أكثر.
اقتربت منها و جلست بجوارها و قالت:
_ عارفة أنك مسكة نفسك بالعافية عن العياط.
ازد صوت بكائها ، و هي تردف:
_ مش بحب اعيط غير قدمك أنت و نور.
و هنا وصلت نور و أغلقت الباب خلفها و سألت :
_ ليه يا أختي أن شاء الله.
_ أنتِ عاملة ايه نور؟
كان سؤال الفتيات بخوف عليها، أجابت و هي تجلس بجوار مريم:
_ الحمد لله بخير، بس ردي على السؤال.
أجابت بنبرة طفولية:
_ لأنكم المادة الخامة للنكد.
نظرت سارة بعصبية و أجابت:
_ احنا برضو، يا ماما أنتِ رضعة نكد.
قبل أن تجيب ، نظرت نور لها بندم و قالت:
_ أنا آسفة يا مريم لاني شدت سارة الأول، صدقني كنت مشوشة بالكامل..
كعادتها أجابت بمزح:
_ لا كانت مقصودة.
سارت سارة على نمط الحديث و قالت:
_ و أنا بقول كده...
في الخارج وصل أدهم مع والدته و شقيقه.
بعد وقت ينتظر الجميع أمام غرفة العمليات، و الأعصاب مشدود...
نظرت نرجس إلى نور التي تقف بجوار سارة و الدموع لم تنتهي، و قالت بهدوء:
يا بنات تعالوا ارتاحوا ، أنتوا كمان تعبانين.
كيف يستطيعون الراحة و يوجد ضلع ناقص من المثلث؟
تربط بينهم علاقة قوية، وضعت نور رأسها على كتف سارة، بينما نظرت لها بتوتر، و همست بنبرة حنونة:
_ أنتِ تعبانة يا نور؟
عينها معلقة على غرفة العمليات، و الدموع تنهمر بدون أستأذن، و تتمت بكلمات مسموعة:
_ أيوة تعبانة علشان مريم مش معي.
قطعت المسافة بينهم، حتي وقفت أمامهم، و ارتسمت بسمة صغيرة على شفتيها و هتفت:
_ ارتاحوا يا بنات ..
.
_ احنا كويسين يا خالتي.
أجابت نور باقتضاب لأنها ليست في مزاج يسمح بالحديث ، بينما سارة فضلت الصمت
كان ينظر عماد باستغراب و لا يعلم من هنن،و لماذا كل هذا الاهتمام من خالته؟ سأل بهمس:
_ مين دول يا سامي؟
حول عينه له و قال:
_ أصحاب مريم.
و مر الوقت و خرجت من غرفة العمليات، بعد قضاء أسبوع في المستشفى عادت إلى المنزل.
هذا الأسبوع لم تذهب الفتيات إلى الجامعة، لكن بعد اسبوع عادت نور و سارة إلى الدراسة، بينما مريم، مازلت في حاجة إلى فترة نقاهة ، و يومياً يتم شرح الدروس لمريم.
يجلس في سيارته أمام منزل خالته، رن الهاتف، أجاب سريعاً:
_ ماما أنا تحت البيت..
اغلق الهاتف،وهبط من سيارته متجه الى العمارة.
تدلف سارة إلى العمارة و هي تحمل اغراض منزلية، اسرع في خطواته، حتى يحمل عنها الاغراض،مد يده لها وهو يقول:
_عنك يا انسه اشيل عنك الشنط.
دون حديث أو النظر له، حركت رأسها بالنفي.
عرض عليها المساعده مره أخرى وهي لم تجيب.
تقف جانباً امام الدرج ،انتظرت بضعة دقائق حتي يصعد هو أولا، و هو أيضاً ينتظر أن تصعد هي أولا، نظرا لمقولة السيدات أولا ، لكن هي تتبع مقولة الاحترام و الاخلاق و تعاليم الدين الإسلامي
بعد أن طال الانتظار، سألت بنبرة هادئة:
_ حضرتك مستني ايه، اتفضل أطلع.
هي تنظر الى الاسفل أما هو مصوب عيونه عليها،ينظر لها بتمعن شديد و أجاب:
_ طبعا أنتِ الأول ، السيدات أولا.
تشعر بالانزعاج لأنها دائما قليله الكلام مع الاخرين وترى أن الحديث بينهم شيء خطا أجابه بنفس النبرة، لعله يفهم وينهي هذا الجادل:
_ الكلام ده حضرتك في أروبا ,لكن هنا الرجل يطلع قبل الست ، لأن ممكن الشاب يبص عليها بطريقة مش كويسة، ، زي ما فعل سيدنا موسى عليه السلام ، مع الفتاة اللي سقي لها ، هو في الامام ، و هي في الخلف، فلو سمحت اتفضل أطلع.
ابتسم على حديثها،و صعد اولا انتظرت هي بضعة دقائق حتى يبتعد وتصعد هي،لكن كان هو يسير ببطيء و يختلس النظر له ويفكر أنها منذ بدايه الحديث وهي تنظر الى الأسفل،و نبرة صوتها هادئه.
وليس غريب أن شباب مثل أدهم لديه علاقات كثيرة، يعجب بفتاه مثل ساره من حيث الثياب الفضفاض وكلامها القليل والآن افكارها التي نالت إعجابه.
لانه يسير ببطيء وصلت هي أمام شقتها، و هو يقف على الدرج حتي يختلس النظر عليها، وفتحت الباب ودلفت وقالت وهي تغلق الباب:
_ عن اذنك يا دكتور.
أبتسم و صعد الى شقه خالته..
في شقه أحمد
وضعت الاغراض على طاوله السفره وقالت :
_ اتفضلي يا ماما الطلبات.
تدق كف بكف ،وقالت:
كل ده يا سارة، ليه التأخير ؟
جلست أمامها ، و هي تردف:
_أنا عارفه أنك تقولي كده وعشان كده أنا حسبت الوقت، ماما أنا اشتريت الطلبات في ربع ساعه وده زمن قياسي مهما أعمل مش يعجبك.
و نظرت الى فاطمه نور الذين يبتسمون على الحديث وهتفت بعصبيه:
_نفسي أكون كده زي البنات اللي بيقولوا احنا ماما مريحانة من شغل البيت، و تقول أهم حاجه المذكرة.
اشارت بيدها على المطبخ وهي تقول بامر :
_طب قومي يا حبيبتي حضري الاكل.
حركت راسها بعدم تصديق وهي تردف بمزح:
_ مفيش فايدة، نور تعالي ساعدني.
تشابكت في أحضان ولادتها تتحدث بدلع:
_ لا يا حبيبتي أنا ما ليش في شغل المطبخ ماما مدلعاني وبتقول لي أهم حاجه مذاكرتك.
ضغطت على شفتيها بعصبيه وهي تردف:
_شايفه يا ماما بقول لك يا عمتو ما تخلي ماما زيك كده.
ابتسمت فاطمه بدون رد بينما اشارت أمينه يديها الى المطبخ بمعنى لا يوجد مفر سارة.
حملت الأعراض و من ثم إلى المطبخ وخلفها نور...
اقتربت منها وهي تهمس:
_مصطفى قاعد مع عبدالله تحت.
نظرت الى المطبخ ثم الى فاطمه وهي تردف بنبره مستنكره وتحمل بين طياتها التعجب:
_أنا مستغرية من رفض ابو نور لجواز نور من مصطفى،
مصطفى ما شاء الله عليه شاب كويس ومؤدب ومحترم وشغال وظيفه كويسة،و فوق ده كله إبن أخوه.
أخذت من حديثها و أجابت عليها :
_وهو دي سبب رفضه.
وقبل أن تسال أكملت لتوضيح الامر لها:
_عبد الله خايف يجوز بنته لابن أخوه , أنتِ عارفه الزمن بقى عامل ازاي ؟ و يما شفنا اخوات كانوا سمنه على العسل ،وبعد ما دخل النسب بينهم ، اتحولوا للأعداء و صلت للمحاكم.
اردفت بهدوء:
_ عندك حق يا فاطمة،بس في كده وفي كده ،
و ما شاء الله ،يعني مصطفى باين عليه انه كويس وشاري و كمان نور بيني وبينك كده أنا بحس أنها موافقة.
صمتت فاطمه وهي متأكدة أن ابنتها تكنن مشاعر لمصطفى ،ولكن لا تجرأ على الحديث فهي فتاة خجوله بدرجه عالية،رقيقه هادئه لا تستطيع المواجهه،اذًا تعرضت لأي مشكله لا تفعل شيء سوى البكاء....
في المطبخ.
تحضر الطعام و من الحين والآخر،تخطف نظرة الى الجالسه على طاولة المطبخ ويظهر عليها الحزن ممزوج بعض التوتر،اغلقت المؤقدة، وأخذت مكونات السلطه وجلست امامه وهي تحضر السلطة، تحدثت بنبرة حادة:
ـ اسمعيني يا نور،السلبيه اللي أنتِ فيها ،مش هتفيد بحاجة،لو أنتِ فعلا شايفة أن مصطفى الشخص المناسب اللي تكملي معه حياتك ،لازم تكلمي عمي عبد الله و تقولي له حقيقة مشاعرك.
نظرت لها بذهول وهي تسأل:
_أنتِ تتكلمي بجد يا سارة،عايزاني بكل جرأة اروح أقول لبابا أني موافقه على مصطفى.
ابتسمت بهدوء وقالت:
_يا حبيبتي لو قلتي كده مش عيب ولا حرام،مصطفى طلب إيدك للجواز،الشرع محل ليكِ تقولي رايك أنتِ موافقة،فين الغلط هنا؟
تلالات الدموع في عيونها ،فهي تحمل في قلبها مشاعر لإبن عمها منذ الطفولة،وهو أيضاً ، وتقدم لخطبتها أكثر من خمس مرات، ولم يعترض أحد الا عبد الله يخشي أن يخسر أخيه بهذه الزيجة.
في شقة سعد:
متجمعين على السفرة و يتناولون الطعام
زفرت نرجس بضيق و هي تنظر إلى أدهم الذي يتضح عليه عدم الاعجاب بالطعام، سألت بنبرة حادة:
_هو في ايه يا أبن لوسي مش عاجبك الاكل ولا ايه؟
أبتسم و هو يجيب :
_ابدا يا خالتي الأكل جميل تسلم ايدك.
_على فكره هو بيجاملك يا ماما لانه هو مفيش لقمة دخلت بقه من ساعه ما قعد.
قالتها مريم التي تجلس بجوار أدهم ،ضربها بخفه على رأسها من الخلف و هو يقول:
_ اسكتي أنتِ.
تحدث رامي الذي يجلس بجوار مريم من الجهه الاخرى بغيرة:
_بقول لك ايه يا أدهم أنت صحيح صاحبي،و أعرفك قبل ما أعرف مريم بس أنا بغير عليها في خلي إيدك جنبك احسن لك.
تعالت اصوات الجميع بالضحك و تحدث سامي لإشعال الأمور بينهم:
_تصدق يا رامي نفسي رايي, أنا ياما كلمته و قولت مريم دلوقتي بقيت مخطوبه، أذا كنت أنا أخوها بتعمل بحدود عشان الراجل اللي خطيبها, عارف يرد يقولي ايه؟
صوب نظره عليه، في إنتظار أن يكمل الجملة، ليكمل سامي :
قال يا عم سيبك منه.
تحدث مسرعا :
_كداب يا رامي انت عارف لو عايز أقول حاجه في وشك اقولها هو أنا أخاف.
_ تصدق في دي عندك حق طول عمرك بجح يا أدهم و مش يهمك حد ولا بتعمل حساب لحد.
هذه جمله عماد الذي اردفها للتو،اما هو قبض على يده بغضب، لكن لم يعلق او يجيب على الحديث،حاول جاهداً السيطره على عصبيته حتى لا يفسد اليوم فيعلم ان الجميع يرى انه شخص سيء وهو البذرة الفاسدة في شجرة العائلة.
تحدث سعد بعتاب :
_كفايه هزار بقى لانه يقلب بجد.
نظر الى رامي ثم قال:
_ كان ممكن يا رامي تقول الكلمتين دول بينك وبين أدهم انك بتغير على خطيبتك، مش لازم قدم الكل.
من ثم إلى عماد:
_ و أنت يا سامي غلطان ،حتى لو بنيه هزار بس ممكن هزار يقلب بجد، اعقل كده أنت داخل على جواز.
و ثم إلى عماد، و هنا تحولت نبرته إلى العصبية :
و أنت يا أستاذ عماد كلامك ده غلط وعيب بلاش تنسى أن أدهم أخوك الكبير،ممنوع الكلام على الاكل والكل ياكل في صمت.
اقتربت زوجته منه وقالت بهمس:
_ أنت غلطان يا عماد.
لم تزيد حرف آخر وهو لم يجيب عليها.
نظرت لوسي التي لم تتحدث و تسمع الحديث بصمت، تخلتس النظر إلى أدهم الذي يجلس امامها ويظهر على ملامحه الحزن،تنظر له بمشاعر متضاربه حزينه منه و عليه،هو من وضع نفسه و في هذا القالب الشاب المستهتر،لكن لا يحق لاحد حتى أن كان أخيه أن يتحدث معه بهذا الاسلوب وخصوصاً أنه الأصغر او في حضور الجميع...
بعد تناول الطعام طلب سعد من أدهم الجلوس في الشرفة حتي يتحدث معه على أنفرد، و بدأ الحديث دون مقدمات و دون تجميل الكلمات:
_الطريق اللي أنت ماشي فيا كله غلط و اخره سوداء على دماغك، كل الديانات السماوية حرمت شرب خم،ر و الز،نا و القرف اللي مالي جسمك ده تاتو ، كل ده غلط يا ابني و مش عايزك تزعل من عماد هو خايف عليك، أنت تضيع نفسك بيدك.
لما يجيب علي فهو على يقين اذا تحدث معه عن الحريه و أن هذا حياته ويفعل ما يحلو لها لم يفهمه لذا ظل صامتا يسمع الحديث الذي بالنسبه لهم ثقيل على قلبه بينما أكمل سعد:
_ انت مش أول شاب يسافر بره لا في قبلك كتير وهيبقى في بعدك كتير عارف أن الحياه الغرب مختلفه عن حياتنا وهنا بيبان المعدن يا أبني والاصل في زيك انجرف ورا الحاجات اللي شافها لا وكمان حبها وبقى يعملها وهي غلط حرام وفي اللي لا حافظ على نفسه، لازم يا أدهم تبع العادات والتقاليد بتاعتنا مش بتاعه الغرب احنا دوله عربيه مصرية ملتزمة بحدود وعندها حاجات تنفع حاجات لا، أنت عملت كل حاجه متنفعش و شايف أن أنت حر ، أنا عارف أن كلامي مش عجبك، أنك شايف أني جاي عليك، بس أنا زي أبوك و عليا لك النصيحة،بص كده على أصغر منك عماد متجوز و مخلف، سامي خاطب و فرحه قرب، ومريم مخطوبه من صاحبك، كلهم بداوا حياتهم وأنت بقى دي تنهي حياتك قبل ما تبتدئ، أنا شايف أنك تتجوز يا أدهم..
عند هذه الجمله خرج عن صمته و سأل بتعجب:
_ ايه اتجوز، و مين العروسة بقا؟!
تحدث بعصبية:
_ بطل تريقه، اللي زي حالتك ده حلال في جواز الصالونات.
أبتسم بسخرية وحرك يده على شعره وقال باستهزاء:
_ كمان يعني يوم ما متجوز ، أتجوز جوز صالونات..
نهض سعد من مقعده بغضب و عصبية من طريقة حديثه، و قال و هو يغادر:
_ أنت حر..
على القهوة، يجلس مصطفى مع أحمد وعبد الله ومحمد ويتحدث في نفس الموضوع الذي لم يمل أو يكل منه وهو الزواج من نور،ومثل المعتاد رفض
عبد الله رافض قاطع، وقدم نفس السبب الذي يرفض لأجله هو أنه يخشى أن يخسر أخيه بعد إتمام هذه الزيجة، وضع يديه على راسه بتعب و صاح بغضب:
_ مصطفى كفايه كلام بقى أنت مبتزهقش ، قلتلك لا و عشان تريح نفسك أنا في واحد صاحبي طلب أيد نور لابنه و أنا وافقت..
الجمله صادمة له،لكن اجابته هي الأكثر صدمة، تحامل على نفسه و نهض من مقعده بتعب ونظر الى عمه نظره تحتوي على الغضب وهو يقول:
_ أنا مش مسامحك ولا عمري اسامحك.
وغادر مصطفى وأشار أحمد لمحمد أن يذهب خلفه حتى يهون عليه ،وقبل ان يبدا الحديث مع عبد الله أشار له أنه ليس متاح لسماع شيء الآن..
عاد إلى منزله بعد إنتهاء السهره التي بالنسبه له شيء مهلك، فإنه يتحمل النصائح الذي يوجه له الجميع،هو يرى أنه على صواب والجميع مخطئ ،لم يرى أنه هو المخطئ ويفعل كل شيء خطأ.
بدل ثيابه، و ذهب إلى البار لياتي بزجاجات كحول ، وضعها على الطاولة ،و فتح التلفاز و يقلب بلا هدف، وهو يغير المحطات ظهرت فتاة ترتدي ثياب مشابهه لثياب سارة، هو لم يتذكرها بعدما صعد الى شقه خالته حتى نسي حديثها معه، لكن عند رأي هذه الفتاة تذكرها، يكاد يجزم أنه لم يتحقق من ملامحها ، لأنها طول الوقت تنظر الى الاسفل ولكن طريقتها في الحديث و هيئتها وحتى نبرة صوتها بالنسبه له هي شيء مميز، اعاده رأسه للخلف و أغمض عيونه وهو يردف بصوت مسموع:
_ بس عجبني تفكيرها ، كفايه كده أن الراجل يحس بمقامه.
ومنذُ هذا الحديث البسيط الذي لم ياخذ ثواني علقت او هو من قرر ان تعلق في ذهنه...
يرن المنبه الساعة السابعة صباحاً ،يستيقظ أدهم الذي قضي اللية على الأريكة.
نهض بصعوبه وهو يشعر بألم في جسده، ذهب لأخذ حمام دافئ ثم يحضر نفسه ليذهب إلى الجامعة..
في الكافتيريا:
تنظر حولها بتوتر و تردف بتحذير:
_ كفاية بقا يا نور عياط، الطلاب يقولوا عنكِ ايه.
لم تجيب و زادت في البكاء، مدت يدها بكوب عصير ،و هي تتحدث بنبرة حنونة:
_ طيب اهدي علشان خاطري، و خدي اشربي عصير الليمون علشان تهدي.
حركت رأسها بالنفي ، وضعتها على الطاولة بقلة حيلة ، و اردفت :
_ أنا لا يمكن أصدق أن عمي عبدالله يعمل كده و يقبل يجوزك غصب عنك، بس أرجع وأقول أنتِ غلطانه برضو يا نور كان لازم تقولي على مشاعرك..
لم تجيب أيضا وتبكي فقط، وصلت لها رساله عبر الواتساب فتحتها، و نظرت لها بصدمة ثم أعطت الهاتف لسارة، التي مجرت أن وقعت عينها عليها قالت بعصبية:
_ هو مصطفى تجنن ، ازاي ايه يطلب منك كده؟
و ازي أصلا يبعتلك رسالة؟لا و بيقولك ايه ، نتجوز من غير ما أبوكِ يوافق، تصدقي بقى أن عمي عبدالله طلع عنده حق أنه يرفض.
بعد كل هذا الصمت كسرت صمتها وهي تقول:
_ بس أنا موافقه يا سارة، هو ده الحل الوحيد ،أنتِ عارفة أني بحب مصطفى من زمان..
في شركة المقاولات الذي يعمل محمد فيها مهندس معماري ، نظر إلى الحقيبة التي أمامه و تحتوي على المال، قال الشخص الذي يقدم له المال:
_اتفضل يا عم مليون جنيه اهو زي ما طلبت أهم حاجة المناقصة ترسي عليا، و اه بطل بقى جو الشرف والأمانة اللي كنت عايش فيه.
ابتسم وهو ينظر الى المال بطمع شديد و قال:
_ لا خلاص بقى الشرف و الأمانة دول مش ياكلوا عيش.
تعالت أصوات ضحكاتهم و لكن سرعان تحول الضحك إلى صدمة، عندما وجدوا الشرطة تدخل المكتب و قال الظابط:
_ قضيه رشوه كامله متكامله ،المتهمين و الحرز وكله صوت وصوره حلوه قوي كده لم بقى يا ابني الكل على البوكس...
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات
إرسال تعليق