رواية ثأر حواء الفصل السادس 6 بقلم دينا جمال حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية ثأر حواء الفصل السادس 6 بقلم دينا جمال حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
ثأر حواء
الفصل السادس
« زوجي العزيز ....طالق »
¤¤¤¤¤¤¤
حين نزلت من عيادته الخاصة ، يملأ وجهها ابتسامة كبيرة شامتة ، رأت سيارة شاهين تقف أسفل العيادة وقفت تنتظره إلى أن نزل منها ، أقتربت منه وقفت أمامه تناظره من أعلى لأسفل قبل أن تردف ساخرة :
- كل العك اللي أنت عملته وصلي ، غلطت غلطة كبيرة أوي يا شاهين ، وهتدفع تمنها غالي أوي ، أوي كمان ، دم العيلة دي أسود سم ما بيصفاش بسهولة ، اقنع صاحبك يا شاهين ، يمكن ساعتها آرف بيك شوية ، باي يا شاهين
وتركته واقفا مكانه مقطب الجبين لا يفهم ما يحدث ، من تلك الفتاة وماذا يقصد بما قالت
خاصة جُملة( دم العائلة) ، تحرك لأعلى يتحرك صوب مكتب زياد ، رآه يجلس على أحد المقاعد يضع كفيه فوق رأسه أقترب منه يتحدث متلهفًا :
- ايه يا زياد الأخبار المقرفة اللي مالية المواقع دي ، مين القذر اللي ملفقلك الأخبار دي ، وإزاي تنتشر بالسرعة الفظيعة دي ، وإزاي الخبر ينزل في جرنان كبير زي دا ، وفي بت تحت شكلها غريب كدة بتقولي أقنع صاحبك وكلام غريب كدة
سيل من الأسئلة خرج من فم شاهين ، رفع زياد وجهه ينظر صوب صديقه ، شاهين لا يعلم شيئا ، شاهين لا يعلم بأمر العائلة المقدسة صاحبة الطبقات العُليا والدنيا ، ظل لعدة لحظات يحاول أن يجمع كذبة يقولها تنهد يقول متعبا :
- مارسيليا الرشيدي ، عيلة مغرورة شايفة نفسها على الكل ، حاولت تهيني مرة فمسحت بيها الأرض من ساعتها وهي حالفة تدمر حياتي ، هي اللي عاملة الفيلم دا كله ، عيزاني اتجوزها وتبقى العصمة في ايدها ، أكيد عشان تهيني ، المشكلة أنها مسنودة ، ومسنودة من ناس تقال أوي وأنا مش عارف أعمل إيه ؟! أنت متخيل أنها بتقولي إني هتشطب من النقابة خلال 48 ساعة ، هتدمر حياتي ومستقبلي دا غير الفضيحة
جلس شاهين جواره يسأله مدهوشًا :
- أنت عملت فيها ايه يا إبني مخليها كرهاك الكره دا كله ، دا انتقام واحدة اتهانت واتبهدلت
شردت عينيه للحظات فمر أمامه عدة مشاهد مما فعل بها ، لا ينكر أهانها وأذلها عدة مرات ولكنها هي من خدعته في البداية لذلك هي تستحق ، لم يكن يعرف أن الشيطانة ستفعل ذلك كله ، انتبه حين أردف شاهين يقول سريعا :
- بقولك إيه إحنا متحيرين ليه ، أنت تقول لأبوك ، عمو عزالدين راجل محترم ولبق جداا وهيعرف يتفاهم معاها ويحل المشكلة دي
أراد زياد أن ينفجر في الضحك ، شاهين لا يعلم ، لا يعلم حقيقة الرجل المحترم الوقور الذي يشيد بأخلاقه ، حرك زياد رأسه للجانبين رافضا :
- دي مشكلتي وأنا اللي هحلها بنفسي حتى لو اضطريت أني اتجوزها ، بالعكس بقى دا أنا هتجوزها ، مش هي بتجري ورايا وعايزة تتجوزني وماله ، دي حتى حلوة ، وحلوة أوي كمان ، أنا هدفعها كل الأرف اللي عملته دا
ارتسمت ابتسامة كبيرة ساخرة على شفتيه تحمل وعيد مخيف ، وكأن عقله فجاءة وجد الفكرة المناسبة التي ستجعل الشيطانة تدفع ثمن ما فعلت غاليا ! ، نظر صوب شاهين ومن ثم تنهد يطلب منه :
- احكيلي بقى اللي حصل معاك ، أنا واثق أن اللي حصل كتير ، وكتير أوي كمان
ارتسمت ابتسامة حزينة باهتة على شفتي شاهين عاد بظهره إلى ظهر كتف ذراعيه وأغمض عينيه وبدأ يقص عليه كل ما حدث له ، هب زياد واقفا يصرخ في وجهه مرتعبا :
- يا نهارك مش فايت يا شاهين ، دا أنا أكتر واحد عارف أنت قد إيه بتحبها ، إزاي تعمل فيها كدة ؟! ، أنا مش متخيل أن القرف دا طلع منك أنت على رفق ، شهرت بيها واتجوزتها غصب عنها ، وختامها مسك اغتصبتها ، لاء وبجح بتزعق معاها قبل ما تيجي ، كل اللي هي قالته ، أنت خوفت على شكلك وصورتك يا شاهين
ادمعت عيني شاهين وهب واقفا يصرخ في صديقه بكل حرقة :
- أنا ناقص تقطيم يا زياد ، أنت مش عارف حالي عامل إزاي ، أنا في جهنم مش لاقي مخرج ، أختي واللي حصلها ومش عارف أخد حق ولا باطل من الكلب دا ، عشان الرسالة اللي هي كتباها إنها هتهرب معاه بمزاجها والوسخ خلاها تكتبله نسخة منها ، ونفسي أشرب من دمها بس أمي هتروح فيها ، ولما جيت اخد حقي ، أذيت نفسي ما أذيتش حد غير نفسي ، أنت مش متخيل رفق حالتها عاملة إزاي ، بتكرهني إزاي ، كل دا عشان حامد الوسخ ياخد العمودية وعضوية مجلس الشعب ، ويدخل القرف اللي بيدخله وما حدش يقوله بتعمل ايه ، اديني سيبت البلد كلها وهاخد أمي وأختي وبعدين هحرقها على دماغ حامد وابنه والكل ، أنا بس نفسي رفق تسامحني ، ماليش عين حتى أقولها سامحيني ، أنا آسف ، أنا حيوان ، أنا مش قادر أعيش وأنا شايفك بتتدمري قدامي وأنا اللي دمرتك بأيدي
وانفجر في البكاء ، أقترب زياد منه عانقه بقوة فتمسك شاهين به كما لو كان طفلا صغيرا وبكى بحرقة يردد :
- أذيتها يا زياد ، أذيتها أوي
وهو أيضا أذى مارسيليا ولكن ما فعله بمارسيليا ليس سوى شظية صغيرة بجوار ما فعله شاهين برفق
_____________
رفق حامد المالكي ، لا أحد منهم يعلم ولا حتى هي تعلم أنهم أقارب ، مسكينة رفق عانت بسبب وغد ولكنها تعلم جيدا كيف ستحول رفق لنسخة أخرى منها ، حتى لا يصبح لها من اسمها نصيب حتى
أوقفت السيارة أمام أحد المباني الكبيرة نزلت منها تتحرك إلى أعلى حيث الطابق الثامن عشر ، دخلت من باب العيادة المفتوح صوب مكتب المساعدة التي استقبلتها بابتسامة لطيفة ترحب بها :
- مارسيليا هانم نورتي ، الدكتور في انتظارك
ابتسمت تشكرها وتحركت صوب مكتب الطبيب ، ذلك الطبيب النفسي المشهور صاحب الأنا العُليا ، المعتز جداا بنفسه ، لم تحاول تهديده فهي تعرف من يقف خلفه ، هي فقط طلبت منه بكل تهذيب يوم مخصص لها هي فقط ، فوافق بعد أن طلب مبلغ ضخم في كل جلسة ، ووافقت هي بلا تردد
دخلت غرفة الطبيب بكل هدوء ، تحركت صوب الأريكة هناك وضعت حقيبتها جانبًا ومددت جسدها على الأريكة قبل أن تنظر إليه ابتسمت له تردف :
- مساء الخير يا دكتور جاسر ، أخبار المدام والبنوتة الصغيرة ايه ؟
ابتسم جاسر ، قام من خلف مكتبه صوب المبرد ، أخرج زجاجتي عصير برتقال وتحرك ناحيتها مد يده لها بإحدى الزجاجتين ، فابتسمت تأخذها منه ترتشف القليل ، قبل أن تُبعد الزجاجة عن فمها سمعته يقول :
- هنفضل نلف في نفس الدايرة المغلقة لحد امتى يا مارسيليا ، أنتي كل أسبوع بتيجي تحكيلي عن مشاكل شغلك بس ، مع أن الموضوع أكبر من كدة بكتير ، أنا ممكن أكبر دماغي وأقول أنا كدة كدة بأخد فلوسي وبقول كلمتين تنمية بشرية وشكرا ، بس الموضوع أكبر من كدة بكتير يا مارسيليا
ابتسمت ساخرة تبعد الزجاجة عن فمها ، هو حتى لا يعلم أن مشاكل العمل التي تحكي عنها مختلقة لا أساس لها من الصحة ، فكيف ستخبره بمشاكل عملها الحقيقية ، انتبهت حين سمعته يقول :
- حوادث اغتصاب الأطفال كترت اليومين دول أوي ، بشكل بشع
ارتد جسدها وكأن جزء من نفسها خرج منها وعاد يرتطم فيها بكل عنف ، شعرت بالدوار للحظة ، اهتزت حدقتيها بعنف تقبض على الزجاجة في يدها بعنف ، وقبل أن يدعها تهدأ ، عاود يقول :
- الاغتصاب أقذر حاجة في الدنيا ، فتخيلي بقى لو الضحية دا أو دي طفل صغير ، حقيقي الإعدام مش كفاية ، لازم الجاني يدوق من نفس العجز والألم والقهر والخوف
بدأ جسدها يرتجف بعنف ومشاهد متفرقة تمر أمام عينيها ، غرق وجهها في العرق ، حركت وجهها ناحيته تنظر إليه مرتعبة ، جسدها لا يهدأ ، الخوف يزداد شيئا فشيء
هبت واقفة تختطف حقيبة يدها ، فتحت فمها فخرج صوتها يرتعش بعنف :
- أنا لازم أمشي ، عندي مواعيد كتير ، أشوفك بعدين
وهما فقط خطوتين تحركتهما صوب الباب وسمعت صوته يحادثها ساخرا :
- وتفتكري الهروب هو الحل يا مارسيليا ، أنتي لو هربتي من اللي جواكي ، اللي جواكي عامل زي الوحش هيفضل ينهش فيكي لحد ما يدمرك
توقفت مكانها ، ارتجفت قدميها تسارعت أنفاسها ، ومشهد بشع مر أمام عينيها
مشهد لطفلة صغيرة عا..رية مقيدة في فراش قديم مهترئ ، أمامها رجل ضخم الجثة يضع على وجهه قناع أسود ، عينيه حمراء مرعبة ، الدموع تُغرق وجه الطفلة الصغيرة ، لا مجال للصراخ فقد أغلق فمها بقطعة قماش رائحتها عفنة كريهة ، أقترب الرجل الضخم منها جلس جوارها على الفراش يُغني اغنية بلغة غريبة لم تفهمها حينها ولكنها لن تنسى وقعها المخيف أبدا ، مد يده الغليظة إلى وجهها ينظر لها عن كثب قبل أن يقرب أنفه من خصلات شعرها يشمه بشكل مخيف هستيري يردد بجنون :
- جميلة يا مارسيليا ، جميلة زيها ، نسخة منها ، كان نفسي فيها أوي كنت بحبها أوي ، وهي عمرها ما حست بيا ولا بحبي ، بس ملحوقة مع بنتها ، وفجاءة ابتعد عنها ووقف جوار الفراش يفتح ذراعيه على اتسعاهما يصرخ بعلو صوته بجنون :
- تولين ، تولين ، يا أميرة العيلة ، اصحي من موتك ، ارجعيلي ، تعالي انقذي بنتك من تحت أيدي ، تعالي انقذيها من اللي هعمله فيها ، اظهري يا حبيبتي ، اظهري ولو مرة واحدة اشوفك فيها تاني وأنا مستعد اركع تحت رجليكي
ظل يصرخ وينادي طويلا بلا فائدة ، إلى أن حرك رأسه ناحيتها وبدأ يتحدث بجنون :
- ما ظهرتش يا مارسيليا ، مش خايفة عليكي من اللي هعمله فيكي
ومن ثم بدأ بعنف وهمجية يتجرد من ثيابه والصغيرة تبكي مرتعبة ، تحرك عينيها في كل مكان تبحث عن أبيها لينقذها ، رأت الرجل يقترب منها ، وبعدها لم تعد تشعر سوى بالألم ، ألم بشع لم يتحمله عقلها الصغير فغابت عن الوعي »
انتبهت على صوت الهاتف يدق في حقيبة يدها ، ورأت جاسر يقف أمامها ينظر إليها وقعت عينيها على سطح المرآة أمامه ورأت وجهها يغرق في الدموع ، شعرت بالغضب الشديد لأنه كسر عهدها وجعلها تبكي ، وهي من أقسمت على عدم البكاء مرة أخرى ، نظرت إليه تتوعده غاضبة :
- هتندم يا جاسر
وتحركت تهرب من العيادة إلى سيارتها ، تهرب بعيدا ، توقفت على جانب الطريق تفتح حقيبة يدها أخرجت ورقة بيضاء صغيرة بها مادة المخدر صفته كخط طويل على سبابتها وقربت أنفها منها تشمه بعنف ، أغمضت عينيها تعود برأسها إلى ظهر مقعدها ، لحظات وبدأت تبتسم ولحظات أخرى وتحولت ابتسامتها إلى ضحكات عالية ساخرة ، ولحظات أخرى ونزلت دموعها وهي تضحك ، التقطتت هاتفها تطلب رقم مارسيليو تطلب منه:
- مارسيليو ، ممكن تقتل الدكتور اللي اسمه جاسر راضي
كانت تظنه سيوافق كالعادة ولكنها تفاجئت به يرفض :
- ما أقدرش ، جاسر راضي يبقى ابن أخت جاسر مهران ودا رجل أعمال كبير ، صاحب جاسر مهران يبقى خالد السويسي ودا لوا في مكافحة المخدرات ، كل دا مقدور عليه ، اللي مش مقدور عليه أخو خالد السويسي ، يبقى الدون ، وأنتِ عارفة أنا والدون أصحاب إزاي ، وعارفة القسم هو صحيح بعد ، بس من غير ما يطلع أي معلومة عننا ، فإحنا لسه تحت القسم أننا ما نأذيش أي حد ليه صلة بيه ، فهمتي ، وبعدين ما حدش قالك روحي لدكتور نفسي ، عندك سام معاه دكتوراة في الطب النفسي روحي احكي معاه ، صحيح روحي يلا عشان زياد هيجي يطلب إيدك بليل من أبوكِ !!
________________
قرابة التاسعة مساءً في قصر عبد الله الرشيدي ، نزلت مارسيليا تتهادى من أعلى بفستان أسود قصير يصل لما بعد ركبتيها بقليل وحذاء أسود بكعب رفيع ، رأت أبيها يقف أمامها ابتسم ساخرا ما أن رآها يردد متهكما :
- مش ممكن مارسيليا هانم في البيت دي معجزة ، أنا بشوفك صُدف في حياتي يا مارسيليا ، أنا قولت لما العريس يجي يتقدملك هقوله والله ما اعرفش بنتي فين دلوقتي
ضحكت مارسيليا ساخرة قبل أن تتحرك صوب أقرب منها تردد باسمة :
- يا بابا يا حبيبي ، أنت ليه محسسني أن إحنا عندنا مصنع بقسماط ، دي شركات مقاولات وسياحة وبورصة وفنادق ، دا أنا بلف طول اليوم ، وعلى رأي الرجالة أنا طلعان عين أمي وما بنامش ، وبعدين يا عُبد إنت قررت تاخد أجازة طويلة وسلمتني كل حاجة ، فاكر بقى وأنت لسه شغال ، كنت بفضل بالشهور ما بشوفكش ، واحدة بواحدة
ضحك عبدالله يحرك رأسه يائسا ، قبل أن يتحرك جلس على المقعد المجاور لها يردد :
- افحمتيني ، المهم زياد لما كلمني قالي أنه متفق معاكي وأنتي موافقة ، أنا بس مش فاهم أنتي إزاي موافقة دي فضيحته في كل حتة ، دا أكيد اتشطب من النقابة واتمنع من مزوالة المهنة لباقي عمره
ضحكت مارسيليا تحرك رأسها للجانبين تدافع عن زياد :
- دي مكيدة متدبرة عشان تدمره ، وأنا واثقة أن براءته هتظهر قريب أوي ، زياد دكتور محترم جداا ، حتى سامي الكيلاني لما سألته عنه شكر فيه كتير جداا ، وأنا عارفة أنك بتثق في رأي سامي ولا إيه ؟
وقبل أن يجيب عبد الله سمع صوت جرس الباب ،تحركت إحدى الخادمات تفتح الباب ، وظهر زياد يرتدي حُلة أنيقة ، يحمل بين يديه علبة حلوى فاخرة وباقة أزهار حمراء ، قدمها لمارسيليا يبتسم في وجهها فرأى على وجهها ابتسامة كبيرة شامتة تجاهلها ينظر صوب والدها ابتسم يحادثه بكل تهذيب :
- مساء الخير يا عبدالله بيه ، أنا زياد عزالدين ، كنت كلمت حضرتك النهاردة
ابتسم عبدالله يصافحه يصطحبه للداخل يرحب به:
- أهلا وسهلا يا دكتور زياد ، اتفضل يا ابني اقعد ، تحب تشرب ايه ؟
جلس زياد على الأريكة المجاورة لعبد الله في جين جلست مارسيليا على مقعد جوار أبيها ، وقبل أن يجيب زياد نادت مارسيليا على أحد الخادمات تطلب منها :
- دكتور زياد قهوته مظبوط ، وبابا سادة ، وأنا فودكا
تنحنت الخادمة محرجة ، في حين نظر عبدالله لابنته غاضبا قبل أن يعاود النظر لزياد يضحك يحاول أن يمرر الموقف :
- عيب مارسيليا بقى أنها بتهزر في أوقات غريبة ، هي بتقول على عصير التفاح فودكا زي الأفلام
ابتسم زياد ساخرا يرميها بنظرة خاطفة مشمئزة قبل أن يعاود النظر لوالدها ضحك بخفة يردد:
- أكيد طبعا عارف أنها بتهزر ، ندخل الموضوع عشان بس عندي مواعيد كتير ، أنا يسعدني ويشرفني إني أطلب أيد بنت حضرتك الانسة مارسيليا ، أنا عارف إن الأخبار عني كتير اليومين دول ، بس أقسملك بالله كلها كذب ، في حد ابن حرام هو اللي مدبرلي المكيدة دي ، بس أنا واثق أن براءتي هتظهر قريب ، أنا ما ردتش أجيب والدي معايا دلوقتي خوفا أن حضرتك ما تصدقنيش ودا يسبب إحراج لوالدي ، ووالدي مريض قلب ومش هيستحمل
عند هنا انفجرت مارسيليا في الضحك على تلك الكذبة السخيفة ( مارك السفاح ) مريض قلب!!
نظر والدها لها غاضبا فحاولت أن تُمسك زمام نفسها تبرر ما تفعل :
- سوري بجد بس أنا افتكرت موقف حصل في الشركة النهاردة موتني ضحك
تنحنح عبدالله محرجا من أفعال ابنته المحرجة قبل أن يعاود النظر لزياد يعتذر منه :
- بعتذرلك مرة تانية معلش ، وألف سلامة على والده ، دكتور عزالدين ما فيش على سمعته غبار ، وراجل محترم جداا ، وبعدين سامي الكيلاني بيشكر فيك جداا وأنا بثق في كلام سامي ، قريب هعرفك عليه ، راجل محترم جداا وخلوق وأخلاقه عاليا
هنا زياد هو من انفجر في الضحك ، عقد عبد الله جبينه مستنكرا ما فعل ، حمحم زياد يحاول أن يبرر ما فعل :
- أنا آسف بجد آسف ، حضرتك عارف الضحك معدي ، وبعدين أنا كمان افتكرت موقف حصل في العيادة فجاءة موتني من الضحك
نظر عبدالله إلى مارسيليا ثم عاود النظر لزياد ، قبل أن يحرك رأسه يردد يائسا :
- لاء بجد لايقين على بعض فولة واتقسمت نصين ، على العموم يا دكتور زياد ، أنا ما عنديش أي مانع ، ومارسيليا بلغتني بموافقتها
تصنع زياد السعادة العارمة يغمغم مبتهجا :
- حقيقي دا أسعد يوم في حياتي ، أنا حقيقي سعيد ،طب إيه رأيك حضرتك الخطوبة تبقى آخر الأسبوع في القاعة اللي مارسيليا تختارها
ابتسم عبدالله بهدوء شعر ببعض الطمأنينة فالسعادة على وجه الشاب تخبره أنه يحب ابنته كثيرا ، ولكنه حرك رأسه للجانبين يردف باسما:
- لاء معلش ، أنا ومارسيليا متفقين قبل ما أنت تيجي ، أننا هنعمل حفلة الخطوبة هنا في الجنينة ، في أي وقت تكونوا فاضيين فيه انتوا الاتنين ، تقدر تاخد مارسيليا وتروحوا تجيبوا الشبكة
فرصته الذهبية الآن ، الليلة لن تنتهي قبل أن تدفع العاهرة الثمن ، ابتسم يردد سريعا :
- أنا فاضي دلوقتي لو ينفع يعني ، وافتكر مارسيليا فاضية
نظرت مارسيليا ناحيته مرتابة ، لم يكن ضمن الاتفاق أن يخرجا سويا الليلة زياد ينوي غدرا ، ولكن نظرة الاستخفاف والسخرية التي رأتها على وجهها ، جعلتها تبتسم تردف بكل هدوء :
- ما عنديش مشكلة ، أنا فاضية فعلا دلوقتي يلا بينا ، عن إذنك يا بابا
التقطتت حقيبتها وتحركت جوار زياد ما أن خرجا من باب المنزل اختفت ابتسامته اللطيفة ينظر لها مشمئزا ، أما هي فنظرت له من أعلى لأسفل بكل تعالٍ ، سار خطوتين أمامه صوب سيارته فتح لها ، فنظرت له باشمئزاز تردد ساخرة :
- حقيقي دا كبيرك في الحياة ، أنك تفتحلي باب العربية ، أنا بس اللي ذوقي مقرف
شد على أسنانه غاضبا لن يدعها تنتصر ما سيفعله بها بعد قليل أقسى مما قد يتخيل أنه قد يفعله يومًا ، جلس جوارها صامتًا ، أدار محرك السيارة يتحرك دون النطق بحرف واحد طوال الطريق ، كل ما قاله فجاءة :
- اربطي الحزام داخلين على لجنة
قلبت عينيها ساخرة لفت رأسها ناحية حزام الأمان وقبل أن تمد يدها لتمسكه توسعت عينيها تصرخ بصوت مكتوم ، حين باغتها الوغد ووضغ قماشة او منديل على أنفها حاولت كتم أنفاسها ولكن الرائحة كانت تخترق عقلها دون مجهود ، حاولت مقاومته بعنف ولكن مقاومتها بدأت تخبو في لحظات قليلة قبل أن تغيب عن الوعي
________________
كم مضى من الوقت لا تعرف جل ما تعرفه أنها حين استيقظت وبدأت تفتح عينيها رأت نفسها تجلس مقيدة على مقعد في مكان غريب مهجور ، وأمامها يقف زياد ، ابتسم ساخرا ما إن رآها يردد ضاحكا :
- صح النوم يا بيبي ، دا أنتي طلعتي خفيفة أوي بيغمي عليكي في ثواني ، بس إيه رأيك في المكان تحفة مش كدة ، أمثالك لازم يكون مكانهم هنا
تحركت عينيها في أرجاء المخزن المهجور ، قبل أن تعاود النظر إليه تحادثه متقززة منه :
- حقيقي أنت جبان وعيل ومقرف ، وريني اخرك
ضحك زياد غاضبا قبل أن يتحرك إليها قبض على خصلات شعرها بعنف يقرب وجهها من وجهه يصرخ فيها :
- كنتِ فاكرة إني هفضل واقف أتفرج عليكِ وأنتِ بتدمري حياتي وسمعتي وأنتِ مطلعاني ترند والكل يتريق عليا ، لاء يا مارسيليا كفاية أوي كدة ، أنتِ هتخليني أعمل فيكِ دلوقتي أقذر حاجة ممكن يعملها أي بني آدم
هنا توسعت عينيها خائفة، والفكرة الأولى التي تبادرت لذهنها أنه سيعتدي عليها، لم يرعبها القتل أو التعذيب بقدر ما ارعبتها فكرة أنه قد يغتصبها ، جاسر وسام محقين عليها أن تتخلص من نقطة الضعف المشينة تلك ، ارتعش صوتها رغما عنها تحاول أن تبدو غاضبة :
-ما تتجنش يا زياد أنت عارف مارسيليو ممكن يعمل فيك ايه ، زياد خلاص سيبني وأنا هبعد عن حياتك خالص ، زياد أنت اتجننت أنت هتعمل ايه ؟!!
ضحك حين رآها خائفة لأول مرة الشيطانة خائفة ، ابتعد عنها ينظر ناحيتها ساخرا يردد شامتًا :
-هبيعك للوسيفر عدو مارسيليو الأول صدقيني هيخليكي تتمني الموت ألف مرة من اللي هيعمله فيكي ، أنا قصدي إني بيعتك أصلا للوسيفر ، إحنا هنا عنده ، هو اللي عطل كل عربيات سام اللي كانت ماشية ورانا ، أنتِ هنا عنده ، مجرد ما اخلص منك هترجعي حياتي طبيعية هادية سعيدة ، باي يا روحي ، اتمنى ما اشوفكيش في حياتي تاني
لم تكن لتذل نفسها وتستنجد به ، هي على أتم ثقة أن سام في طريقه لهنا ، سام سينقذها من الوغد لوسيفر ، ارتعشت حين سمعت صوته ، لوسيفر يغني معزوفة الموت ، إذا سيبدأ بالقتل
فُتح الباب وظهر رجل طويل القادمة مفتول العضلات ، جسده موشوم بشكل مخيف ، عينيها خضراء باهتة تشعر بها مشقوقة كالافعى ، ابتسامته كفيلة بدب الرعب في قلب من أمامه ، لم تكن تخاف لوسيفر لأنها لم تقابله أبدا دون سام ، لوسيفر يخشى من سام ، ولكنها ها هي هنا الآن بمفردها فريسة سهلة للوسيفر ، انتبهت حين سمعت صوته
-انظروا من لدينا هنا الأميرة حفيدة الملك ، مار العابثة حفيدة مارسيليو
قالها لوسيفر وهو يتحرك بخطاه صوب مار المقيدة على مقعد من حديد بأحزمة سوداء من الجلد ، شد مقعد يجلس أمامها ينظر إليها يبتسم منتشيا مما سيفعل مجرد التفكير فيما سيفعله بها تجعله ينتشي أفضل من جرعة مخدرات فاخرة لم تعد تُجدي نفعا ، مد يده يزيح القماش حول فمها يحرك أصابعه بخفة على شفتيها يتحدث سعيدا :
_ أنا في أقصى درجات سعادتي يا مار ، أنتي مش متخيلة أنا هعمل فيكي ايه ، سام الجوكر فنان الجثث أنا معجب بكل أعماله ، ومعجب بيه هو شخصيا ، المشكلة أن هو نسجواني بتاعت ستات مالوش في الرجالة ، أنا بردوا نسجوني وبتاع ستات بس تقدري أن أنا مزدوج الميول المهم ما علينا ، تحبي نبدأ التعذيب بإيه يا روح قلبي ، أنا رأيي نبدأ بقطع اللسان ، وبعدين خلع العيون ، افتحي بوقك يا ثعلبة مارسيليو
لم تكن تعرف أتضحك لأنها علمت أن لوسيفر معجب بسام ، أم ترتعب من أدوات التعذيب التي بدأت تظهر أمامها شيئا فشيء ، توقف لوسيفر عما كان يفعل فجاءة ونظر إليها توسعت حدقتيه واتسعت ابتسامته يردد سعيدا :
- كنت هبقى غبي أوي يا مار لو عذبتك ، غبي أوي أوي كمان ، دا أنتي التفاحة المحرمة اللي ما حدش يجرؤ في أي مكان يبص ناحيتها ، أنا بقى في أيدي التفاحة يعني بدل ما اعذبها ، لاء دا أنا أقشرها وأكون أول واحد داق منها
ارتعبت حين فهمت ما يقصد ، لم لا يعذبها فقط ، لا تفهم لمَ يسعى كل وغد خلف جسدها ،
ارتعش جسدها ذعرا ، تود أن تقول شيئا تستقزه به علها تكتسب بعض الوقت ، ولكنها تفاجئت أن المقعد التي تجلس عليه تمدد ليصبح أشبه بالأريكة ، أصابها حالة مرعبة من الخرس ، الذعر ينهشها نهشا ، لا دموع لا صراخ لا شيء وكأنها باتت سجينة داخل صندوق الخوف ، تصرخ داخل صدى نفسها المرتعبة .
فستانها القصير لم يساعد على حمايتها تمزق بين يدي الوغد في لحظة ،رأت عينيه تتسع برغبة مرعبة في اللحظة التالية عادت تلك الطفلة الصغيرة صاحبة التسع سنوات ، وعاد نفس الألم ونفس الشعور البشع بالانتهاك والذل والقهر ، تأرجح بها عقلها يحاول أن يخفف وقع الألم التي تتعرض له، أنفاس الوغد القذرة التي تحرق وجهها ، شفتيه التي تحرق بصمتها قصرا على جسدها ، كل ذلك توقف فجاءة حين انكسر الباب وظهر سام !
توسعت حدقتيه حين رأى المشهد ، لم يكن يظن أن لوسيفر يبحث عن الموت بأقذر الطرق ، لتسول له نفسه ليفعل ذلك
ابتعد لوسيفر سريعا عن مار وقبل أن يحاول التقاط ثيابه كانت رصاصة سام تعرف طريقها لهدفها سقط لوسيفر يصرخ من الألم الدماء تغطي قدميه ، نزل سام ناحيته يقبض على رأسه يصرخ فيه يتوعده :
- لاء ما تخافش مش هتموت ببساطة كدة ، دا أنا هأكلك من لحمك وأنت حي قبل ما أنولك الموت ، أنت والكلب اللي اسمه زياد ، شيلوه
تحرك رجال سام ينتزعون لوسيفر من على الأرض صرخاته تعلو من الألم
تحرك سام ناحية مارسيليا ، جسدها متجمد مكانه ، عينيها تائهة مرتعبة ، علامات الوغد الوحشية تنتشر على جسدها العاري ، اقترب منها يمزق أحزمة الجلد الغليظة من قدميها ويديها ، نزع سترة حلته يلبسها إياها ، حملها بين يديه ينظر لوجهها مرتعبا :
- مار ، مار سمعاني ، حبيبتي والله هدفعه التمن غالي ، أنا آسف اتأخرت كنت قالب عليكِ الدنيا ، هاخدلك حقك يا مارسليا ، هيدفعوا التمن وحياة مارسيليا هيدفعوا التمن
لم تُحرك ساكنا ، كل ما فعلته أنها حركت مقلتيها صوب سام بالكاد خرج صوتها :
- جوري ، آذيها قدامه ، قعده على نفس الكرسي ، واربط ايديه ورجليه وخليه يتفرج على أخته وأنت بتغتصبها !
___________
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق