القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية غيمة عشق الفصل الثامن8 الأخير بقلم نورا عبد العزيز حصريه

 

رواية غيمة عشق الفصل الثامن8 الأخير بقلم نورا عبد العزيز حصريه






رواية غيمة عشق الفصل الثامن8 الأخير بقلم نورا عبد العزيز حصريه


الفصـــــل الثــــــامن ( 8 )  #الأخيــــــر


تسلل "يزن" إلى المنزل بعيني باكية والغضب يتطاير من عينيه وعقله الذي يغادره مشهدهما من قليل وكيف تجرأ هذا الرجل على لمس محبوبته حتى تسللت لأحضانه وفراشه ، فتح باب الغرفة بهدوء ليرى ضوء الغرفة الخافت ينيرها حتى رأى "آيلا" نائمة فى أحضانه بسلام و"أدم" يطوقها بذراعيها وملابسهما مبعثرة على الأرض مما أشعل نيران الغضب والغيرة فى قلبه فأخرج مسدسه وصوبه على رأس "أدم" وقبل أن يضغط على الزناد تلقي ضربة على رأسه من الخلف أسقطته على الفراش فوق "أدم" الذي أستيقظ بفزع ورأى وجه "يزن" وخلفه "فريدة" التى ضربته بعد أن رأته يتسلل إلى المنزل، فزعت "آيلا" من نومها على فزع "أدم" فتمتمت بذعر:-

_ يزن!! 


بدأت الحرب بينه وبين "أدم" الذي ركضه بقوة وكان "يزن" جاهلًا بأمور الملاكمة فهو لا يهتم سوى بالرفاهيات فقط فكان أمام "أدم" مجرد لعب ، خرج به من الغرفة يضربه بقوة وهو غاضبًا من ظهوره هنا فى هذا المكان، خرجت " آيلا" خلفهما وهى ترتدي قميص "أدم" الذي نزعه من قليلًا ملوث بالدم بعفويتها، صرخت وهى تسحب "أدم" بعيدًا عنه قائلة بخوف:-

_ خلاص يا أدم.. دا ابن عمي 


كاد أن يقترب مرة أخرى من "يزن" بغضب وهو يتجرأ على الأقتراب من صغيرته الجميلة لكنها أستوقفته بصراخها قائلة:-

_ كفاية يا أدم 


ألتف إليها مصدومًا من صراخها هكذا لأجل "يزن" وكأنها تهتم لأمر والغيرة تأكل قلبه، حملقت به بضيق شديد حتى رأت "يزن" يقف من مكانه قرب باب المنزل ويصوب مُسدسه من جديد نحو "أدم" بغضب يلتهم قلبه فسحبت "أدم" سريعًا إليها فسمع صوت إطلاق النار وأتسعت عينيه حين أنتفض جسدها الصغيرة وهى تمسك ذراعه فأبتلع لعابه بخوف وجسدها مُتشنجًا أمامه ولتسقط أرضًا أمامه مع صوت أطلاق ناري أخري من "عمرو" يقتل "يزن"، تشبث "أدم" بها على الأرض مذعورة وقد تلوث قميصه بدمائها هى الأخرى وضعفها البدني لم يتحمل إصابتها بهذه الرصاصة المُميتة فأرتعشت بين ذراعه بقوة وشعرت ببرودتها، تمتمت "آيلا" بصوت مبحوح قائلة:-

_ كدة أحسن... خليها تخلص يا أدم 


هز رأسه بجنون خائفًا من فقدها:-

_ لا، لا يا آيلا متقوليش كدة ، لا


تساقطت الدموع من عينيها على وجنتيها بألم شديد ثم قالت مع نفضتها القوية:-

_ أنا بس كنت عايزة أكمل أيامي معاك.... اااه دي أول ليلة أحس بالأمان فيها ، أول مرة ألمس حضنك .. .ااااه 


تساقطت دموعه معها وهو يمسح على رأسها ويسمع صديقه يطلب الإسعاف لأجلها فتحدث بخوف وصوت مبحوح:-

_ أنا أول مرة تهزمني ست 


ضحكت رغم وجعها وهى تشعر أن بسعادة تغمرها فتمتمت قائلة:-

_ست!! مبقتش طفلة دلوقت 


هز رأسه بلا باكيًا لتنتفض بقوة بين ذراعيه تصارع هذا الفراق الأليم الذي أبكي عيناهما معًا، لم تدوم سعادتهما طويلًا ولم يلفظ أحدهما ببذرة الحُب التى نبتت بداخلهما بعد، تمتمت "آيلا" بصعوبة بالغة قائلة:-

_ شكلها خلصت يا حضرة الضابط ااااااه 


سقطت يديها منه أرضًا جواها مع أنينها الأخير من عناد قلبها على الأستسلام للموت...أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة قاتلة ألجمته وشلت أطرافه وهو يرى رأسها تستكين على صدره مُغمضة العينين وتوقف أنينها فهز رأسه مرارًا بذعر وصرخ بوجع أحتله من الصدمة:-

_ لا.. لا .. لااااا آيـــــــــــــــــــلا 


_______________________________________ 


وصلت "مريم" إلى المزرعة مع أخيها وزوجته "هايدى" وجلسوا فى الحديقة والعامل يشوى لهم اللحم على الفحم فتبسمت "مريم" بمكر وقالت:-

_ أخر مرة جينا هنا سوى يوم ما مكرت لمحمد وقتلته 


نظرت "هايدى" إلى زوجها بأرتباك ليقول "محمود" ببرود دون أن يرجف له جفن أو يتوتر :-

_ صدقتي يا مريم، من يومها مجتش هنا 


أرتشفت القليل من كأس عصيرها بهدوء ثم نظرت إلى أخيها وتذكرت الرسالة التى وصلتها من "هدى" وقالت:-

_ مرة حد قالى سبحان الله كما تدين تدان 


رفع نظره إلى أخته بجدية وقد فهم أنها تلمح لما فعله بأخاه سابقًا وسيرد إليه فقال بجدية:-

_ دا فعلًا، ومن حفر حفرةٍ لأخيه وقع فيها 


ضحكت "مريم" بسخرية من مكره وقالت:-

_ والله صدقت فعلًا... هو أنت حفرتي الحفرة ولا لسه مش هقع كدة


نظرت "هايدى" إليها بأرتباك ثم قالت بتلعثم متوترة:-

_ أى اللى بتقوليه دا يا مريم؟


_ سيبها يا هايدى 

أقترب برأسه من أخته ببرود شديد ثم قال بمكر:-

_ حفرت وموقعتش فيها نفس غباء أخوكِ محمد


غمز إليها بمكر شديد ونظر إلى كأس العصير بخبث شديد فأتسعت عيني "مريم" على مصراعيها ثم قالت بتلعثم:-

_ قصدك أى؟


أنفجرت "هايدي" من الضحكة وقد تخلصت من توترها المُزيف وقالت:-

_ يا الله عليك يا محمود مش كنت تستني شوية كمان لما السم يأكل فيها 


رفعت "مريم" عينيها إلى "هايدي" ثم إلى أخيها بصدمة وقالت:-

_ أنت سمتني؟!!


رمقته بصدمة قاتلة ووضعت يدها على بطنها من الخوف الذي تحول سريعًا إلى ألم وبسرعة فتحت حقيبتها وهى تقول:-

_ طول عمرك نجس ومبتبقاش على حد 


أخرجت مسدسها من الحقيبة وقبل أن تصوب عليه فقدت توازنها لتسقط على الأرض من مقعدها ليبتسم "محمود" بخبث وقال:-

_ أنا برضو، أنا اللى روحت قلت لأبوكِ أنى كنت عايز أقتل آيلا مش كدة ، أنا اللى مكرت ولدغت زى الحية 


صرخت بألم شديد من معدتها ليستدير إليها "محمود" وهو لا يبالي بأخته التى تتألم فى الخلف ، تمتمت "مريم" بوجع وسط صرخاتها:-

_ دا عقابي على سُكاتي على قتلك لأخوك ، بس أفتكر أن عقابك جاي جاى وفى أعز ما تملك 


توقفت عن الحديث من الأليم وبمجرد أن انتهت من حديثها عن العقاب رن هاتفه برقم مجهول يخبره بقتل ابنه "يزن" ووجود فى المشرحة ليُصدم من الخبر وكأن العقاب جاءه فى لحظتها بكل قسوة فى قتل ابنه .............


__________________________________ 


وصل "أنيس" كالمجنون إلى المستشفي بعد أن وصله خبر قتل "آيلا" فمسك "أدم" من لياقته رغم مرضه وضعف جسده المريض وصرخ به:-

_ أزاى؟ أزاى حصل؟ دى الأمانة اللى أمنتك عليها 


كان "أدم" منهار كليًا وأكثر منه وما زال فى صدمته فأخذه "عمرو" بهدوء وقال:-

_ تعال يا بيه أقعد وخير ، دلوقت الدكاترة تخرج تطمننا 


دموعه لم تتوقف لبرهة من الوقت ودماءها تملأ يديه ودفء جسدها ما زال يلازم صدره ورائحتها ، ليلتهما الأولى الدافئة تحولت لليلتهما المُرعبة، ما زال لا يستوعب أن العناق الأول تحول لفراق، القبلة الأولى باتت قبلة الوداع، جلس على الأرض بضعف ويحملق فى يديه الحمراء بدمائها الجافة بها، شرد فى ذكرياتهما قبل قليلًا فكانت نائمة بين ذراعيه وتدفن رأسها فى صدره تداعب ندوب جسده بأناملها الصغيرة بينما هو مُغمض العينين مُستسلمً لمداعبتها الرقيقة فتمتمت قائلة:-

_ أدم 


أومأ إليها بلطف قائلًا:-

_ أممم 


_ لو أنا وورثي السبب فى كل اللى بيجرالك دا، أنا ممكن أسيب كل دا وأديهم كل حاجة ونبعد بعيد 

قالتها بعبوس من الجروح التى تعرض لها رجلها الغليظ بسببها ولحمايته لها ولأملاكها الثمينة، فتح عينيه من كلماتها البسيطة التى تفوهت بها لكن بها الكثير من الكوارث، رمقها بدهشة فهى مُستعدة للتخلى عن كل شيء تملكه لأجله ولأجل سلامته، طالت النظرة بينهما فى صمت دافئ وتسارعت نبضات قلبه من هذه الصغيرة التى تحلم بالحياة والركض مع دوامة الحياة بعفوية وحيوية، تبسم "أدم" بلطف وقال بنبرة دافئة:-

_ ونبعد!! تبعدي معايا لحد فين؟ ..... لمكان زى دا 


رفعت جسدها على ذراعيها بحماس وحدقت به بحُب ثم قالت:-

_ لو هتسيبني أخرج وألف الأرض وأكون صحاب وأتفسح وأعيش حياتي زى أى حد .... اه أروح لمكان زى دا ما دام بسلام وحرية 


ضحك بعفوية على سذاجتها ثم قال:-

_ بس هنا أنا مش هجبلك سوشي ولا هتجي واحدة تعملك شعرك وضوافرك ولا واحدة تختارلك هدومك 


هزت رأسها بالموافقة فضحك أكثر على سذاجتها من أيام قليلة كانت تثور فى وجهه لأجل الخدم وتناول الطعام فضمها إليها وهو يسمعها تسأل هذه المرة:-

_ هتتحملني أنت؟


تبسم بلطف وقال بخفة:-

_ ما أنا متحملك بقالى 4 سنين 


عادت لأحضانه بحُب وسعادة مُتمتمة بجدية:-

_ بكرة أتصل بجدو وأقوله أنى هتنازل عن كل حاجة وأسافر بعيد معاك ونخلص كل كدة


قالتها بسعادة فوضع رأسه على رأسها بصمت مُتعجبٍ من شجاعتها....

فاق من شروده بحزن وخيم، منذ قليل كانت على وشك عن التخلى على كل ما تملك لأجل العيش معه، أستعدت لترك كل شيء وراء ظهرها لتعيش حياتها الجميلة معه والآن سُرقت منها حياتها بمكر وغدر من عائلتها .......

خرج الطبيب من غرفة العمليات ليهرع إليه "أدم" وهكذا "أنيس" مُتكئ على يد "جابر" ويسأل عنها:-

_ طمنى يا دكتور، آيلا جرالها أى؟


_ هى هتدخل الرعناية المركزة لأن حياتها لسه فى خطر وأدعولها ......

قالها الطبيب بحزن ثم غادر من أمامهم ليكز "أنيس" على أسنانه من الغضب وحياته صغيرته فى خطر بسبب مكر أولاده فقال بحدة صارمة :-

_ أقتلهم كلهم يا جابر


نظر الجميع إليه وهو يصدر أمر قتل أبناءه بنفسه بقلب بارد ، تلعثم "جابر" فى الحديث من هول الصدمة قائلًا:-

_ أقتلهم!!


_ عايز رأسهم تحت رجلي 

قالها بمكر شديد وغضب بركاني، جاء أحد رجاله بهلع ينقل له خبر قتل "يزن" وموت "مريم" ، لم تدمع عينيه أو يرجف له عين واحدة أو يسأل عن موتهم وكيف حديث؟، فتح الباب وخرجت "آيلا" على السرير المُتحرك مع الممرضين فاقدة للوعي يركضون بها إلى العناية حملق "أنيس" بها بحزنٍ خائفٍ عليها من المرض، تألم قلبه من رؤيتها هكذا فتمتم قائلًا:-

_ آيــــــلا....


سقط على الأرض فاقدٍ للوعي فركض جميع رجاله إليه وحملوا إلى غرفة الفحص ليُصدم الجميع بتوقف قلبه بسكتة قلبه وكأن هذا القلب العجوز لم يتحمل رؤيتها تصارع الموت فغادر الحياة وحيدًا قبل أن يتلقي خبر موت صغيرته ........


____________________________________  


ركض "أدم" فى رواق المستشفي بسرعة جنونية وهو يصطدم بكل ما يعيق طريقه من الحماس واللهفة بعد أن تلقي خبر يقظتها من غيبوبتها التى طالت لشهرين تقريبًا ، فتح باب الغرفة وهو يلهث بقوة فرآها نائمة فى فراشها وقد نزعوه عنها الأجهزة لكنها ما زالت لا تقوى على التحرك بمفردها، تبسمت بصعوبة فور رؤيته ليقترب " أدم" منها بلطف وعينيه تحملق بها فتمتمت بصوت مبحوح قائلة:-

_ وأخيرًا جيت !!


جلس قربها على المقعد المجاور للفراش وقال بلطف:-

_ وأخيرًا إنتِ رجعتي


ضحكت بلطف ثم قالت:-

_ ههه أه، بس تعرف رغم أنى موجوعة ومش حاسة بجسمي ألا أني مبسوطة جدًا أن الضربة دى كانت السبب فى خروجي من السجن اللى حطيتني فيه أنت وجدو... صحيح هو فين؟ أكيد هيتجنن من الخوف علي ههحححح ليكون أذي يزن على اللى عمله 


صمت "أدم" قليلًا وكيف يخبرها أن الكثير قد تغير ليلتها، فلم يأذي "يزن" لأنه قُتل، لم يجن عليها من الخوف لكنه توفى من هول الصدمة والخوف عليها، ومن ليلتها وعمها "محمود" أستولى على المجموعة لأدارتها مع زوجته بعد دخول "آيلا" فى غيبوبة، فقد أنقلب الحياة رأسًا على عقب فى هذه الليلة....


تعجبت "آيلا" لصمته وقالت بهدوء:-

_ فى أى؟ ساكت ليه؟


أخذ "أدم" يدها فى قبضته بلطف يحاول أن يمهد لها الصدمات التى حدثت، تعجبت "آيلا" من طريقته اللطيف وقالت بتوتر:-

_ أى، جدو فين؟


تحدث "أدم" بنبرة دافئة خافتة :-

_ أنيس بيه تعيشي إنتِ 


أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الصدمة وضحكت بسخرية على هذا الرجل ثم قالت:-

_ هههه دمك تقيل على فكرة


نظر بها فى صمت لتشعر بغصة فى قلبها وكأنه يتحدث بصدق لتسحب يدها من قبضته بفزع وعينيها تجمعت بها الدموع لتقول:-

_ لا، متقولش كدة والنبي ، متقولش أن هو كمان سابني وراح ، أنت بتقول كدة لأنه زعلان مني عشان اتخانقت معاه ومسمعتش كلامه صح


وقف من مكانه ليقترب منها أكثر وضمها إليها بإشفاق لتتأكد أن كل ما تفوه به زوجها هو حقيقي لتصرخ بذعر وقد أستوعبت الكارثة التى حلت بها فحاولت الفرار من بين ذراعيه مع صراخها القوي مما جعله يضغط أكثر عليها ليتحكم بغضبها ويسيطر عليها فهى لم تشفي بعد...


جلس معها بعد نوبةبكاء طويلة والحزن خيم على قلبها فأخذت هاتفها من جواره تفتحه بوجع؛ ليصل إليها إشعارات كثيرة من ضمنها مقال إلى "محمود" عن توليه المنصب فى مجموعة الشركات ورئاستها وقد أرسلته "نيرة" وهى تقول:-

_ مش قولتلى إنك ورثتي كل حاجة ولا إنتِ قررتي تسيبي كل حاجة لعمك 


تمتمت بصوت حزين قائلة:-

_ عمى راح الشركة ؟


رفع رأسه مُندهشًا من سؤالها ثم قال بلطف :-

_ ممكن تنسي أمر الشركة وعمك لحد ما تخفي خالص


تبسمت بسخرية وسط ضحكاتهات وقالت بعبوس:-

_ جدو قال أنه أداني السلاح اللى هأخد بيه حق بابا، كان عنده حق أنا لازم أخد حقه وجه الوقت يا أدم ، عايز تكون معايا براحتك ، عايز تمشي براحتك برضو 


نظر إليها فى دهشة من قوتها وهل الآن باتت صغيرته قوية كفاية للمواجهة وقال:-

_ أسيبك وأمشي!! طب أزاى؟ أنا معاكِ للأخر ولحد ما تقوليلي أمشي مش عايزاك فى حياتي


تبسمت "آيلا" بخفة وعينيها تحملق به بحُب فلم يتبقي لها سوى هذا الرجل وبدونه ستكون وحيدة الأهل والصحاب وبلا عائلة.....


_________________________________ 


جلس "محمود" فى غرفة الأجتماعات وبجواره زوجته "هايدي" ويباشرون عملهم فى إدارة الشركة حتى قاطع إجتماعهم فتح الأبواب وكان "جابر" ورجالة الحراسة الشخصية ليصفوا على الجانبين ودُهش الجميع من دخول "آيلا" وخلفها بخطوة "أدم" زوجها وحارسها الوحيد، أتسعت أعين "محمود" وهكذا "هايدي" ووقفوا من مقاعدهما من الدهشة بعد يقظتها وقدومها إلى هنا فجأة، كانت "آيلا" ترتدي بدلة نسائية وتصفف شعرها على الجانب الأيسر بغرور وقد تحولت الصغيرة إلى سيدة أعمال، كلما تقدمت يطرق كعبها العالى على قلوبهم ذعرًا، سألت بمكر شديد:-

_ مالكم ، كأنكم شوفته ميت قصادكم... نظراتكم كأني خرجت من التابوت فى جنازتي 


_ إنتِ بتقولي أى يا آيلا؟

قالتها "هايدي" ببسمة هادئة لتقاطعها "آيلا" بنبرة حادة صارمة أمام الجميع:-

_ إنتِ تخرسي خالص، أنا هنا رئيستك إنتِ واللوح اللى جنبكِ وعشان تتكلمي معايا لازم تفكري قبلها ألف مرة


نظرت إلى عمها الخبيث وقالت:-

_ صحيح فى الطريق أتفرجت على كتير من المقابلات اللى عملتها فى غيابي وأنت مرخص لنفسك إنك تقعد على كرسيّ وكمان تدير شركاتي وتأمر فيها 


أقترب "محمود" منها بهدوء وقال:-

_ شركاتك


نظرت للجميع بدهشة مصطنعة تستفزه وقالت:-

_ مش دى شركاتي وأنا رئيسة مجلس الإدارة ولا أنا بحلم ...


أومأ الجميع إليها بنعم بينما "محمود" مُستشاطًا من الغضب بسبب تصرفها فأقترب خطوته الأخيرة نحوها ليجد "أدم" يقف أمامه يمنعه من الأقتراب أكثر فتبسمت "آيلا" بعفوية وقالت :-

_ سورى.. أصل مينفعش قاتل زيك يقرب مني كدة عادي ،لازم أحمي نفسي منك 


نظر الجميع إليه وبدأوا يتهامسون ويصنعون الضجة فى الغرفة مكررين كلمة :-

_ قاتل


أحتدت عينيه من الغيظ وقال:-

_ آيلا


تبسمت بسمة الأنتقام وقالت بعنادٍ وتحدٍ :-

_ أصلا أنا نسيت أقولك؟ أنا قدمت أدلة للنيابة على قتلك لبابا وتسجيلات بصوتك أنت والمدام وكمان قتلك لأختك مريم


دلف رجال الشرطة خلفها ليلقوا القبض عليك فتبسمت "آيلا" وهو تقول بفرحة عارمة:-

_ أستن.. أستن يا حضرة الضابط


توقف الجميع فأخرجت هاتفها لتصورهما فيديو لحظة القبض عليهم بسعادة وقالت بفخر بأنتقامها منهم:-

_ هههه ، دا سبق صحفي للقبض علي محمود الهوارى ومراته الحية 


خرجوا من المكان وسط صرخات "هايدي" وذهول "محمود" مما فعلته هذه الصغيرة التى تحولت فجأة عليهم بعد موت جدها ، ألتفت "آيلا" إلى الموجودين بسخرية وهى لا تبالي بالشركة ولا بعملهم وقالت:-

_ جابر كل اللى حط أيده فى أيد الخونة دول يطردوا من الشركة ومش عايزة أشوفهم فيها 


غادرت المكان ليخرج "أدم" خلفها وينفذ "جابر" ما أمرت به......


_____________________________


كانت جالسة على الأريكة شاردة فى أنتقامها حتى 

جلب "أدم"  الخائنة إلى صغيرته فحدقت "مريم" بها وهى جالسة على الأريكة وتعقد ذراعيها أمام صدرها بغضب مكبوح بداخل ضلوعها من خيانة هذه المرأة فقالت "مديحة" بهدوء مُحرجة مما فعلته:-

_ سامحيني يا آيلا 

_ أنسة آيلا 

قالتها "آيلا" بحدة شديدة ووضعت قدمها على الأخرى من الضيق ثم تابعت الحديث بغضب سافر رغم نبرتها الهادئة هاتفة:-

_ اللى تخون الراجل اللى أمنها على حياته ولحم اكتافها من خيره دا أنا مكانتش كل حياتها من خيره وغرقانة فى خيره، بتبقي متستاهلش السماح

_اسمعيني بس..... 

قالتها "مديحة" بحزن شديد ورغم ذلك لم تُثير شعرة من شفقة "آيلا"؛ لتقاطعها بحدة صارمة:-

_اسامحك على أى؟!، ولا مُنتظرة أسمع منك أى؟ هو إنت سرقتي منى الحاجة الحلوة بتاعتي... دا إنت سماني وكنتِ هتقتليني، مبرر أى اللى هيخليني أغفر اشتراكك فى جريمة قتلي، إنت خاينة يامديحة وعقاب الخيانة الموت لكن أحمدك ربك أنه وقعك مع آيلا الهواري لأنها عفت عن روحك، إنت اللى زيك عقابه الحقيقي ضميره... إنتِ تعيشي الباقي من حياتك تأنبي نفسك أني عفيت عن روحك ودا مش حُب فيكي لا، دا عشان من حظك أني مش مجرمة زيك ولا زبالة.... خدها من قصادى يا أدم... خليهم يرموها برا ومش عايزة أشوفها تاني إبدًا 

قالت جملتها الأخيرة ووقفت من مكانها لتغادر من المكان فجهشت" مديحة" باكية بحزن حتى مرت من أمامها هذه الطفلة التى مسكت يدها بقوة وقالت:-

_لا متعفيش عنى كدة، عاقبني بأى طريقة متبقاش طيبة كدة معايا وتخليني اكره نفسي كل لحظة 

تبسم "آيلا" بسخرية على كلماتها وقالت:-

_إنتِ لازم تكرهها لأنها تتكره، وأنا مش هنزل لمستواكِ عشان أقرر قتلك زى ما إنتِ عملتي.... أطلعى برا بيتي 

غادرت من أمامها وصعدت إلى غرفتها فى هدوء، دق "أدم" باب الغرفة قبل أن يدخل وولج ليرى "آيلا" جالسة على حافة الفراش تبكي فأقترب منها فمهما فعلت ستظل طفلة تبكي، تحدث بعفوية:-

_ رجعنا نعيط تاني


_ لا

قالتها بنبرة هادئة ليمسك ذقنها بلطف ورفع رأسها بيده للأعلى حتى تتقابل عيونهما معًا فشردت به لتقول بتوتر:-

_ هتطلقني!!


دهش من سؤاله ورمقها فى صمت دهشته، لقد جاءت اللحظة المُنتظرة أم أن يتركها أو يعترف بحُب لها فقال بهدوء:-

_ إنتِ عايزة تطلقي يا آيلا؟


خجلت من نظراته وطأطأت رأسها للأسفل بخجل وهزتها برفض شديد مما جعله يتبسم على خجلها فأنحني للأسفل حيث نظرها وسرق قبلته منها لتسكن بين ذراعيها فى هدوء مُشتاق إليه ولهذه الليلة التى جمعتهما قبل أن تتحول للجحيم ووضع يديها على أكتاف بدلال فأبتعد عنها يفصل قبلتهما هامسًا إليها بنبرة دافئة مُثيرة:-

_ أنا بحبك يا آيلا


أتسعت عينيها على مصراعيها من كلمته وتسارعت نبضاتها بجنون من سماعها لهذه الكلمة الجميلة لأول مرة منه لتُجيبه بهمس وهى على قُرب شديد منه تكاد تكون ملتصقة به:-

_ أنا بحبك يا أدم، بحبك أوى 


سحبها بقوة إليها لتعبر عن أشتياق وما مر به فى مرضها بعناقه القوي لتبادله العناق فكادت عظامهما أن تعتصر داخل هذه العناق حتى ضحكت "آيلا" على حياتها التى بدأت أن تفتح كزهور الربيع وتتلاشي غيمة أيامها التعيسة بغيمة عشقها التى أبتلعت كل الأوجاع داخلها .............


النهـــــــــــــــــــاية ..............


#غيمة_عشق

#نور_زيزو

#نورا_عبدالعزيز

لمتابعة  الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع
    close