رواية اذوب فيك موتا الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية اذوب فيك موتا الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون (الاربعيني الجزء الثالث)بقلم الكاتبه فريده الحلواني حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
الفصل الثاني والعشرون
صباحك بيضحك يا قلب فريده
عارفه..... انا واثقه فيكي جدا وعارفه انك تقدري على اي حاجه
عارفه انك لو حطيتي حاجه في دماغك هتعمليها
ممكن محتاجه اللي يشجعك.... او اللي يحطك على بدايه الطريق وانتي هتكملي
انا واثقه انك هتقدري وهتكملي وهتكوني احسن مما تتخيلي
عشان انتي تستاهلي الحلو كله
رساله مقصوده وصاحبتها هتعرف نفسها
باماره من اربع ايام
انا بحبك جدا على فكره
ارغمت على الذهاب مع عمها الى احدى المطاعم الفاخره والتي دعاهم اليها الدكتور جايدن جرجس الذي تخطى الثلاثون باربعه اعوام
يعمل طبيبا ماهرا في احدى المشافي الكبيره
كانت تشعر بالغضب الشديد لكنها لم تقوى على الاعتراض احتراما لعمها الذي تحب كثيرا وتشعر تجاهه ببعض تانيب الضمير
جلسوا معا حول الطاوله وبدأوا يتحدثون في مواضيع عاديه
الى ان اتى لهم الطعام
الذي تناولوه في هدوء ورتابه وبعد ان انتهوا منه قام بولس من مقعده وهو يقول
-عندي ميعاد في كافيه قريب منكم هروح اقابل واحد صاحبي ولما تخلصو كلموني
انتفضت ساره من مقعدها وقالت بغضب مكتوم حتى لا تلفت انظار المحيطين بهم
عمو اللي انت بتعمله ده مينفعش..... انا مش هقعد مع حد معرفوش واللي انت قلته في الكنيسه مش مقبول استحاله حد يجبرني عليه
وقف جايدن من مجلس ثم نظر لها ببرود يشوبه الحده وقال بنبره جديه
على فكره هتقعدي وهنتكلم
معندكيش اختيارات
نكمل كلامنا هنا ولا في الكنيسه افضل
تطلعت له بغضب شديد بعدما فهمت ما يرمي اليه
نظرت لعمها بحزن وعتاب ثم قالت
اول مره ازعل منك بجد
عمرك مكنت قاسي عليا كده يا عمو
رد عليها بهدوء رغم نظرته الحزينه
انا عايز ارجع بنتي اللي ربيتها على ايدي
عايز ارجع بنت الكنيسه اللي مش بتقبل حاجه تمس دينها وعقيدتها مهما كانت
اقعدي يا ساره اسمعي واتكلمي معاه يمكن تتفاهموا
انا مش بجبرك
انا عايز اوريكي الفرق بين الاثنين وانتي ذكيه واكيد هتفهمي بسرعه
انهى حديث وغادر دون ان ينتظر ردا منها وهو على يقين انها ستجلس امام ذلك الواقف ينتظر بغيظ وبداخله يتوعد لها
نظرت له ببرود ثم جلست على مقعدها وهي تقول بسخريه
واضح ان حياه امريكا اثرت عليك
عارف اني بحب واحد ثاني وجاي تجبرني عليك
ايه الاوبن مايند الاوفر ده
ضحك برجوله ثم قال بجديه تامه
بالعكس... انا راجل شرقي جدا
الاوبن مايند ده مش اسلوبي ولا عمري فكرت بالطريقه دي
كل الفكره اني قدامي مريض وانا دكتور واجب علي اني اعالجه.....فهمتي
تطلعت له بغضب شديد ثم قالت
-مسمحلكش..... تحترم نفسك وانت بتكلمني وتلزم حدودك
انا قاعده بس احتراما لكلمه عمو غير كده استحاله كنت اقعد في وشك دقيقه واحده
وانا قاعد معاكي احتراما لكلمه ابونا وطلبه مني اني اتعرف عليك
ولا حبيتك من اول نظره ولا اسلوبك شدني الصراحه
لكن نعمل ايه..... مكتوبالك يا بولين....هههههههه
اجتمع مع ياسر الذي يجلس امامه بخوف ومعه رجلا اخر يدعى ميخائيل وهو المسؤول عن تامينه طوال مده اقامته في امريكا
قال تميم بجديه تامه
ميخا..... ورق نبيل كده جاهز
هيريح يومين وهتسلمه بنفسك للمطعم اللي هيشتغل فيه
عينك متتشالش من عليه
اي حاجه تحسها مش طبيعيه حتى لو مجرد شك تنسحبوا من المكان فورا بالخطه اللي حطيتهالك
ساله ياسر بنبره مرتعشه
هو انا هعيش باسم نبيل حنا ياقوت ده كتير
طب انا مسلم ومبفوتش فرد هعمل ايه وانا عايش وسطهم مسيحي
ياجدعان ملقيتوش غير الاسم ده وتسموني بيه
رد عليه ميخائيل بهدوء وتريث
فرصتك انك تعيش هنا وانت مسيحي افضل كثير من انك تكون مسلم
اوعى تصدق ان امريكا بلد الحريات وكل الهري اللي بيتقال ده
كل مكان في عنصريه خصوصا من ناحيه الدين
ده كان أامن حل ليك عشان تعيش في امان
ضحك ياسر وهو يقول بمزاح
طب بالنسبه لحضرتك يا اخ ميخائيل بتقول الكلام ده بنفس راضيه يعني عادي كده
ضحك الاثنان على مزحته ثم رد عليه تميم
-ميخا مسيحي من شبرا يعني مصري يعني متربي على طبليه مسلمين
مفيش عندنا الكلام ده
حاولو كتير يفرقونا بشغل الفتنه الطائفيه بس كل ميعملوا قصه يلاقونا بنتماسك وبنبقى اقوى من الاول
هز راسه بتفهم ثم قال برجاء شديد
انت راجع مصر انهارده صح
هز تميم راسه علامه الموافقه فاكمل الاخر
وحياه اغلى حاجه عندك اخواتي امانه في رقبتك انت واخوك
اوعى يحصل لهم حاجه ولو حصل اوعى تخبي عليا
انا هعيش هنا بس بالي هيكون هناك دايما مشغول عليهم
انا مليش غيرهم في الدنيا
واللي يقهرك اني خايف عليهم من اهلنا اللي المفروض يكونوا مصدر الامان لينا
ربت تميم على ساقه بمؤازره ثم قال برجوله شديده
قلتهالك انا واخويا وهنعدهالك تاني
حياتنا قبل حياتهم مبندخلوش مهمه الا وربنا بيكرمنا وننجح فيها
ولو مش واثق فينا كظباط كفء
حابب انك تعرف انهم قاعدين دلوقتي فيلا سالم الشريف
اعتقد ده اكبر امان ليهم واكثر حاجه تخليك مطمن انهم عايشين في وسط اهل حقيقيين هيخافوا عليهم ويحموهم اكثر من نفسهم
جلست مع اختها التي كانت تحاول التركيز في مذاكرتها بعد تلك المحادثه التي قلبت كيانها
تنظر إلي ذاك الفيديو التعليمي بعيون ساهمه....تتذكر كل حرف كتب فيها
سالتها ضي بتوجس
مالك يحبيبتي حاسه ان في حاجه مضايقاكي
حد عملك حاجه
انتي مش مرتاحه هنا يا سما
انتبهت عليها ونظرت لها بعدما حاولت التماسك كي ترد بطريقه طبيعيه لتطمئن اختها الحبيبه
لا يا حبيبتي انا كويسه وزي الفل
بالعكس احنا لو اهلنا الحقيقيين عمرهم مهيكونوا بالحنيه دي علينا يا ضي
انا مش قادره استوعب اصلا كم الطيبه اللي فيها طنط سمر
ايه ده بجد ازاي الست دي كده عندها حنيه لو اتوزعت على العالم كله هتكفيه
انا مبسوطه قوي بس شايله هم اليوم اللي هنمشي فيه من هنا
خايفه احبها اكتر من كده واتعود عليها وفي الأخر ابعد عنها
احتضنتها ضي باحتواء ثم قالت
متخافيش يحبيبتي انا عمري مهسيبك تبعدي عني ابدا
ولو ليا نصيب اكمل مع عدي طلبي الوحيد منه انك تفضلي عايشه معايا ومتبعديش عني ابدا لحد ما ربنا يرزقك بابن الحلال اللي تحبيه ويحبك ويعيشك ملكه في بيته
ضمتها بقوه ثم قالت بحزن
مش في دماغي الجواز يا ضي انا نفسي اكمل تعليمي واطلع مهندسه ديكور
نفسي احقق حلمي وابني لنفسي كيان ينسيني كل اللي عشت فيه من وانا صغيره
فصلت العناق لتنظر لها بحب وهي تقول بتشجيع وحماس
هتبقي احلى واشطر مهندسه ديكور في مصر كلها
انا واثقه فيكي يا قلب اختك
يلا هسيبك تكملي مذاكره عشان معطلكيش ولو احتاجتي اي حاجه تعاليلي فورا
بينما كانت تهبط فوق الدرج لتجالس سمر التي كانت تنتظرها
بالاسفل
وجدت عدي يدلف من الباب بمصاحبه ابيه وهم يتحدثون بجديه شديده لكن بصوت منخفض لم يصل اليهم
عليكم السلام ثم جلسوا معهم وقال سالم بارهاق
عامله ايه يا بابا طمنيني عليك
معرفتش اكلمك من بدري وهموت من الجوع
انتفضت سمر من مجلسها وهي تقول
يحبيبي الف سلامه عليك
الاكل جاهز من بدري خمس دقائق وهيكون على السفره
وقفت ضي سريعا وهي تقول
خليكي يحبيبتي ارتاحي انا هجهزه في ثواني
عقبت قولها بالاتجاه نحو الداخل بعد ان ابتسمت لها سمر بحب
وبينما جلست مره اخرى كي تطمئن على حبيبها الغالي قام عدي من مجلسه وهو يقول بكذب جعل ابيه ينظر له بخبث
انا كمان واقع من الجوع هروح اتشطف واغير هدومي على بال ما الاكل يجهز
لم ينتظر لحظه واحده اتجه سريعا نحو الداخل ولكنه غير طريقه وذهب الى حبيبته التي اشتاقها كثيرا
دلف عليها ليجدها تسكب الطعام في الاطباق المخصصه له بحب واهتمام
وقف خلفها ثم احتضنها وقال بعد ان طبع قبل حانيه على وجنتها
حبيبي اللي واحشني عامل ايه
ابتسمت له وهي ترد بخجل دون ان تلتفت نحوه
الحمد لله يحبيبي بخير انت عامل ايه
عدي ابعد شويه ممكن حد يدخل علينا
ضمها بقوه وهو يقول بعناد وغيظ شديد
انت مراتي على فكره يعني اي حد يشوفنا في الوضع ده عادي جدا
و حياااااات امك ..... انتفضوا برعب حينما صرخ به سالم الذي تبعه حتى لا يعطيه الفرصه للاختلاء بتلك المسكينه
نظر له عدي بغضب شديد ثم قال بوقاحه
لو انت متعشم في احفاد وكده افقد الامل فيا وهتكون انت السبب
اشار الى نصفه السفلي وهو يكمل بوقاحه شديده جعلت من تقف امامه تهرول الى الخارج سريعا
ده مبيلحقش يتحرك يابا كده غلط على مستقبلي وسمعتك انا ابنك برده
ضحك سالم بشماته ثم قال ببرود شديد
اوعى تكون ياض فيك حاجه وبتتحجج بيا
قلي يحبيب ابوك لو كده اوديك للدكتور واطمن عليك
نظر له عدي بصدمه بينما ضحكت سمر بصخب وهي تقول بقله حيله
انا مش عارفه اعمل معاك ايه يا سالم حرام عليك الكلام ده مينفعش والله مينفع عيب بقى عيب
لفه زراعه حول خصرها ثم قال ببراءه زائفه
هو انا عملت حاجه يا بابا.... عيالك اللي مشافوش تربيه هم اللي بيجبروني على كده انما انا طول عمري راجل محترم
كاد عدي ان يمسك السماء بيده دليلا على صدمه وغضبه من ابي الذي لا يعطيه فرصه ابدا للتعبير عن مشاعره
تطلع لهم بغيظ شديد ثم قال بحقد
مبتفوتش فرصه غير لما تقفش وتحضن واحنا حرام على اللي جابونا ده ايه الغلب ده يا ربي
يلاااااا يابن الكلب يا واطي بتحسد ابوك
هكذا قال سالم بغضب امام نظرات حبيبته التي ما زالت تنصدم من ردات فعله الغير متوقعه وذهاب ولده وتركه للمكان باكمله
بعدما اختفى عن الانظار سالتهم جديه وخوف
سالم..... وصلت لايه مع اهل البنات انا خايفه ومش مطمنه
وكمان مش منطق ابدا ان هما يفضلوا محبوسين طول الوقت جوه الفيلا حتى الجنينه مش قادرين يقعدوا فيها
تنهد بهم ثم قال بجديه شديده
لسه يا بابا.... دول تعابين
وقوعهم مش بالسهل ابدا
حتى حسين اللي عدي لسه حبسه في القسم عند سمير
معتقدش ان ممكن يقول على حاجه مع ان عدي لما راح عشان يجبروا يطلق ضي
قاله انه عارف اصله وفصله وعارف مخبي اهله فين
عشان كده الولد خاف وطلق البنت بسرعه من غير اي مشاكل
اعتقد ان عدي هيلعب على الورقه دي علشان يجبر حسين انه يكون معانا ويعرفنا ولاد الكلب دول ممكن يستخبوا فين
صمتت قليلا لتفكر ثم سالته باهتمام
طب ما انتم اكيد عارفين الفيلا اللي ضي قالتلكم عنوانها
دي كانت حافظاه بالتفصيل
ابتسم بجانب فمه ثم قالب غيظ شديد
الفيلا بقت مهجوره ومتسجله باسم دكتور عايش في امريكا
هاجر من اكتر من عشر سنين ومحدش يعرف عنه حاجه ولا ظهرله اهل
هزت راسها بتفهم ثم تنهدت بهم وقالت برجاء
ربنا ينور بصيرتكم وتقدروا توصلوا لحاجه توصلكم ليهم
وميكتب عليكم اي حاجه وحشه ابدا
عاد الى ارض الوطن بعد ان اطمئن على ياسر وقد رتب كل شيء حتى يضمن سلامته كما وعد اخيه
استقبلته سمر مع ابيه بحب بحب وفرحه لعودته لهم سالما
وبعدها اجتمع مع توامه واخبره بكل التفاصيل التي حدثت هناك
قرر ان يصعد الى غرفته حتى ينال قسطا من الراحه ليذهب في الصباح الى عمله بعقل واعي
بينما كان يسير في الممر المؤدي الى غرفته الخاصه سمع تلك المجنونه تصرخ بغضب شديد على احدهم وتقول بصوت عالي
حرااااام عليك بقي .... انا تعبت منك
مفيش حد تعبني في الدنيا قدك
هو في كده في الدنيا انت معندكش قلب معندكش رحمه
زوي بين حاجبيه وارتسم الغضب على ملامح وجهه حينما اعتقد انها تتحدث عبر الهاتف
اول شيء دار داخل عقله من اين اتت برقم حتى تتحدث من خلاله
ومن هذا الذي يعذبها وتلوم بتلك الطريقه الغاضبه
لم يفكر مرتان..... اقتحم عليها الغرفه بملامح متجاهمه ثم اغلق الباب خلفه بقوه
لم يهتم بانتفاضتها ورعبها الجلي على ملامحها بل قال بغضب شديد
بتكلمي مين في التليفون يا بت...... وجبتي رقم منين....ااااانطقي
انتفض جسدها بسبب صرخته وظلت تفتح فمها وتغلقه اكثر من مره في محاوله منها للتحدث لكن رعبها جعلها عاجزه عن التفوه بحرف واحد
لم يستطع انتظار ردها بل تحرك تجاهها وقام بسحب الهاتف الموضوع فوق سطح المكتب الصغير الذي كانت تجلس خلفه وتذاكر احدى المواد الصعبه
قام بفحصه جيدا والدخول على كل التطبيقات الموجوده فيه لم يجد اي اثر لسجل مكالمات او حتى لشريحه هاتف داخله
نظر لها بعدم فهم ثم قال
كنت بتكلمي مين يا سما..... حتى الفيس مش موجود كنت بتتكلمي ازاي ومع مين
تمالكت حالها بصعوبه ثم ردت عليه بغضب شديد
اديك قلت ولا فيس ولا وتس ولا خط تليفوني هتكلم مين
انا كنت بتعارك مع الماث
نننننعم.... قال تلك الكلمه بعدم فهم حقيقي ثم ضيق عيناه واكمل
بتتعاركي مع مين.... معلش مش فاهم
زفرت بحنق ثم قالت
انا هفهمك.... انا بكره الماث بس بغبائي ومتسالنيش ليه دخلت علمي رياضه
كل يوم بقعد اتعارك معاه لان في حاجات كتير مش فهماها
بحاول بس مش جايه معايا سكه فأخر مبزهق خالص بقعد اتعارك معاه
رفعت كتفيها ثم اخفضتهم واكملت بمنتهى البراءه التي كادت تصيبه بنوبه قلبيه
بس كده ادي كل الحكايه اكيد انت سمعتني وفهمت الموضوع غلط
بدات تعود الى الخلف حينما شعرت بالخطر الشديد يداهمها وهو يقترب منها بملامح اجراميه
اخذت تشير اليه بيدها علامه ان يهدا وهي تقول بخوف
اهدى يا وحش انت لسه صغير ومحتاج صحتك
انا ايش عرفني ان انت هتسمعني وهتفكرني بكلم حد
اااااه.... هكذا صرخت حينما ارتطمت بالحائط خلفها وقد اقترب منها حدا الالتصاق وهو ينظر لها بعيون ملتهبه من شده الغضب
نظرت له بعيون دامعه بعدما شعرت بالخوف حقا وايضا
لاحظت ارتفاع ضربات قلبها الذي اخذ يخفق بشده بسبب اقتراب المهلك لها
وضع كفيه حولها فوق الحائط ثم قال بعد ان جز على اسنانه بشده
اعمل فيكي ااااااايه
بلوه واتحدفت عليا من انهي مصيبه انا مش عارف
حاولت الابتسام بشفاه مهتزه وهي تقول بمزاح
ابتلاء .... ابتلاء يا باشا اصبر عليه تؤجر
عض شفته السفلى بجنون ثم قال بعدم تصديق
نفسي اعرف عقل اخويا كان فين وهو بيقولي انك منبع العقل والحكمه
انا واثق انه كان بيشتغلني كده كده
وكنت عارف انك مجنونه اصلا
بس بالشكل ده متخيلتش
كاد ان يمسك مقدمه ثيابها التي لم يلاحظ عريها الا في تلك اللحظه
فقد وجدها ترتدي بيجامه قطنيه عباره عن توب ذو حمالات رفيعه وبنطال يصل الى اعلى ركبتيها
تطلع عليها بغضب ثم قال في نفس اللحظه التي احمر وجهها
خجلا بعدما لاحظت هي الاخرى هيئتها العاريه وقد رفعت كفيها لتداري ثديها الذي تظهر مقدمته بسخاء
ايه المنظر اللي انت قاعده بيه ده انتي مش عارفه ان في رجاله في البيت
ولا بالنسبالك عادي يا روح امك شغل الاغراء ده مش هياكل معايا
في لحظه كانت تنهمر دموعها بغزاره وهي تقول بحزن شديد مبرره تلك الهيئه التي اجبرتها سمر ان تجلس بها
انا جايه من غير هدوم اصلا
طنط سمر اللي اشتريتلي البيجامه دي وغيرها كتير
ولما قلتلها انا مش بقعد بحاجه عريانه
قالتلي دي للنوم يا حبيبتي والحاجات المقفوله تقدري تقعدي بيها فالنهار براحتك
شهقت بقوه وهي تكمل
الساعه تلاته بالليل دلوقت حضرتك
عدي مبيهوبش ناحيه اوضتي
واللي اعرفه ان حضرتك مش موجود في البيت وحتى لو اعرف برجوعك مجاش في بالي ابدا انك تدخل عليا حتى من غير ما تخبط
شعر بتانيب الضمير يغزو دواخله حينما احس بصدق حديثها ومنطقيته
لكنه ابدا لن يعتذر عما بدر منه بل قال بامر لا يقبل النفاذ
الهدوم دي متتلبسش تاني
ليل ولا نهار تقعدي بحاجه محترمه متضمنيش الظروف واديكي شوفتي كلام متخلف طلع من عيله خلاني دخلت عليها اوضتها قرب الفجر وشفتها بالمنظر ده
كادت ان ترد عليه الا ان رنين هاتفه الذي صدح داخل جيبه جعلها تصمت وتكمل بكائها الذي تحاول ان تكتمه بصعوبه
اخرجه سريعا ثم نظر الى شاشته باستغراب يشوبه الغضب
نظر لتلك الباكيه ثم قال
انا قلت اللي عندي وكلامي يتنفذ بالحرف واياكي
متعمليش بيه
و فقط ..... تركها وغادر سريعا وهو يجيب على تلك التي اعادت
الاتصال مره اخرى بعدما انقطع
وقف متصنما خارج الغرفه قبل حتى ان يغلق الباب حينما سمع حبيبته تقول.......
الفصل الثالث والعشرون
صباحك بيضحك يا قلب فريده
اوعي تخلي حاجه تهزك.... او تحسي في يوم انك ضعيفه
اللي بيقلل منك مش عشان انت قليله لااااااا.... عشان هو متخيل ان كل الناس في نفس مستواه
فبيعمل كده عشان تبقي قليله زيه انما انت عمرك مكنتي ولا هتكوني كده
اللي يفكر يعمل معاكي كده..... بصيله واضحكي ضحكه صفراء
بعدها سيبيه وامشي ولا كانك شفتيه من الاساس..... سهله
و انا بحبك
في بعض الاحيان نسمع من احدهم كلمه..... كلمه فقط كفيله ان تجعلنا عاجزين عن التفكير
عقلنا يتوقف فجاه.... وكانه اصيب بشلل لحظي
هذا ما حدث مع تميم حينما رد على ساره والتي كانت تقول له وهي منهاره
تميم ....انا هتخطب .....و فقط اجهشت في بكاء مرير بينما هو كان متخشبا امام غرفه سما والتي لم يغلق بابها بعد
سرعان ما فاق لحاله ثم قال وهو يتجه نحو غرفته بنبره خرجت من الجحيم
يعني ايه هتتخطبي.... مش فاهم
هي وصلت بيكي الدرجه انك تكذبي عليا عشان تجبريني اتجوزك في امريكا
اعقب قوله باغلاق باب غرفته بقوه افزعت تلك التي كانت تنظر له من بعيد وقلبها يخفق قلقا عليه
ردت عليه بصعوبه بسبب شده انهيار دموعها التي غرقت فيها
انا عمري ما افكر اعمل حاجه زي كده
انت مشيت زعلان وانا قلت هستنى عليك يومين تقلب الفكره في دماغك وبعدها نتكلم
اتفاجئت بعمو واحنا في الكنيسه بعد مخلصنا صلاه بيعرفني على دكتور عايش هناك
وبيقولي ده خطيبك وتعالى هنقعد في مكان نتكلم سوا
اتصدمت ومبقتش عارفه ارد..... بس في نفس الوقت
مقدرتش اقول لعمو لا
رحنا قعدنا في مكان وعمو سابنا لقيت بني ادم في منتهى قله الذوق وواضح ان هو عارف حكايتنا قاعد بيتكلم قصادي
مبقتش عارفه اعمل ايه اضطريت اتحمل المقابله علشان انا مش عارفه ايه اللي في دماغ عمو بولس او ناوي على ايه اول ما دخلت البيت كلمتك على طول
قلي اعمل ايه ؟تميم انا بضيع من ايدك.... هموت نفسي لو بقيت لغيرك
كان يستمع لها ونار الغيره تنهش احشائه..... لا يتخيل ان حبيبته جلست مع رجل اخر ونظر لها نظره رجل لامراه
هل تخيلها وهي معه..... هل اشتهى تقبيلها
هل وهل وهل...... اسئله كثيره دارت داخل عقله وكان وقودها غيرته عليها مما جعل النيران تشتعل داخل عيناه وهو يقول بجنون
ده انت روحتي وقعدتي وسمعتيه
انا مش فاهم مكلماني ليه عشان تعزميني على الفرح مثلا
شهقت بفزع بعد سماع تلك الكلمات التي تتهمها صراحه بخيانته ..... زاد نحيبها وهي تقول بعدم تصديق
انا يا تميم.... انت بتقولي انا الكلام ده
انا كنت متخيله اول ما احكيلك هتركب اول طياره وتجيلي
انا مش فاهمه انت فين تفكيرك انا ليه حاسه ان عقلك واقف
فين تميم الذكي اللي قدر يشدني ليه ويخليني اعشقه
بدل ماتهون عليا الموقف بتتهمني الاتهام ده انا استاهل منك كده يا تميم
رد عليها بجنون وما زالت النار تلتهم احشائه اكثر واكثر
انتي عبيطه ولا شكلك كده..... عايزاني اقبل ان انت قعدتي مع واحد عمك جايبهولك عشان يتجوزك
بصلك ازاي يا ساره..... بص لشفايفك وانت بتتكلمي
شاف تقسيمات جسمك واشتهاها
بلااااااااش الحته دي يا ساره عشان هتسمعي اوسخ كلام مني وبجد هتبقى الخساره بيننا كبيره
ااااااااانطقي ..... الكلام ده بجد ولا بتقوليه عشان تستفزيني وانفذ فكرتك البنت ستين كلب دي
و العدرا كل الي قلتهولك حصل بالحرف الواحد
وعمو كان ناوي يكلمني بس لما لقاني على اخري قالي
هسيبني براحتي النهارده ومستني مني رد بكره
انا بكلمك دلوقتي مش عشان احكيلك اللي حصل وبس لا..... عشان بجد تركب اول طياره و تجيلي
حتى لو وصلت انك تاخد طياره خاصه مبقاش ليها حل غير اننا نتجوز يا تميم
انا مش هقدر اكون لغيرك ومتاكده ادام ابن الكلب ده عارف قصتنا ووافق انه يقعد معايا يبقى مش هيبعد ويسيبني
جذب خصلاته و اخذ يدور حول نفسه بجنون لا يصدق ما يسمعه ولا يتحمل فكره ان حبيبته ستكون لغيره
اصبح بين شقي الرحي..... اما ان يبيع الدنيا واولهم عائلته التي لا تستحق منه ذلك ويذهب لها
اما ان يتركها ويستسلم بل يعترف ان تلك العلاقه لن يكتب لها الحياه
لكنه قرر ان يحاول ويحارب الى اخر نفس والذي سيلفظه قلبه قبل ان يموت بعدها
تمالك حاله بشق الانفس وهو يقول بتعقل
اسمعيني يا حبيبي كويس..... فكره اتجوزك في امريكا ونهرب من اهلنا دي تشيليها من دماغك خالص
ولا انا ولا انتي هنبيع بلدنا واهلنا ونبقى انانيين
سيبي البيت وامشي حالا يا ساره ارجعي مصر
منغير متعرفيهم ويبقى كده بعدتي عن ابن الكلب اللي بتحكي عنه ده
اول متوصلي بالسلامه ان شاء الله هتلاقيني مستنيك في المطار
هنقعد ونتكلم وانا اوعدك اني هنلاقي حل يرضي جميع
الاطراف وفي نفس الوقت الكل يوافق على جوازنا
اخذت تمسح في دموعها بغيظ ثم ابتسمت بجانب فمها وقالت بنبره تحمل غلا كبيرا
حل يرضي جميع الاطراف.... اللي هو ازاي
طب اسمعي يا تميم كويس عشان ابقى جبت الاخر معاك
لو مكنتش عندي في اول طياره انا هوافق علي جايدن وتبقى انت اللي بعتني مش انا
رغم غليانه الداخلي وغضب الشديد الا ان قلبه لم يصدق حرفا مما تفوهت به تلك الحمقاء
حتى عقله رفض الفكره تماما واخبره انها تقول ذلك حتى تجبره على الانصياع لتلك الفكره المجنونه
لذا سيعلمها كيف تتفوه بتلك التراهات حينما يعاقبها بابتعاده عنها عده ايام
وما سيساعده على ذلك تلك القضيه التي تولاها ومطالب منه السفر الى احدى محافظات الصعيد حتى يحلها
رد عليها بنبره خرجت من الجحيم جعلت قلبها يخفق رعبا
تمام يا ساره ..... مش هحاسبك على اللي قلتيه دلوقتي
لما ترجعيلي وتبقي قدامي هعرف اتصرف معاكي
انا عندي قضيه مهمه ومسافر معرفش هرجع امتى
اتمنى ارجع الاقيك..... يلا سلام عشان الحق اجهز نفسي واتكل على الله
فقط ..... هذا اخر ما قاله قبل ان يغلق الهاتف في وجهها ويلقي به بغل شديد فوق الفراش الذي القى جسده عليه
اعتدل سريعا وقد اصابته حاله من الجنون
لا يعلم كيف فعلتها..... كيف استطاعت ان تتفوه بتلك التراهات
حبيبته تهدد ان تكون لرجل غيره اذا لم ينصاع لما تريده
لمعت عيناه بالشر وهو يقول بجنون
و حيااااااه امي لاربيكي يا ساره
انا هعرفك ازاي تقولي الكلام ده حتى لو على سبيل التهديد
كده حسابك تقل معايا تقعدي مع راجل غيري وبتهدديني بكلام اهبل مش هتنفذي منه حرف
سهله..... ابقي شوفي مين هيرد عليكي لحد مترجعي مصر ووقتها هيكون الحساب ويا رب تتحمليه
وصل الى احدى محافظات الصعيد بعد ان علم باختطاف فتاه من عائله كبيره من قبل المافيا والتي تريد استلام احدى قطع الاثار المهمه مقابل اعادتها لعائلتها سالمه
بمجرد ان دلف المكتب الذي ينتظر داخله الرجال المكلفون بتلك المهمه من قبله
وجد هاتفه يصدح باسم اخيه
تنهد بهم وشعر بالغضب الشديد من حاله
لاول مره في حياته يسافر الى مهمه دون ان يمر على غرفه اخيه ويودعه حتى اذا وجده غافيا مال عليه وقبل راسه ثم استودعه الله وبعدها يذهب حيث يشاء
اشاره للرجال ثم ترك المكتب حتى يحادث اخيه باريحيه
والذي قال له بمجرد ان فتح الخط بعتاب
اول مره في حياتك تطلع مهمه من غير متودعني يا ابن الشريف
خلاص اخوك بقى مش في دماغك ولا استغنيت عنه
رد عليه بنبره يملاها الاعتذار والندم
حقك عليا يا حبيب اخوك اقسم بالله غصب عني دماغي
مكنتش فيا
ساله عدي باهتمام بعد ان انقبض قلبه بسبب تلك الحاله التي عليها اخيه
في ايه يا تميم.... قلبي مخنوق ومتاكد ان انت فيك حاجه
اوعى تفكر تقولي هخلص وبعدين هحكيلك مش هقفل غير لما اعرف ايه اللي موصلك للحاله دي
رد عليه باختناق شديد رغم محاولته التماسك وقد بدا يقص عليه ما حدث قبل مغادرته وبعد ان انتهى قال بقوه وتجبر
قفلت فوشها السكه وانا مقرر انها مش هتسمع صوتي لحد
متنزل مصر وقتها انا هعرف اتصرف معاها
قفلت دماغي يا عدي عشان اعرف اركز في شغلي
القضيه اللي انا ماسكها مش سهله وانت عارف وانهارده حصلت مصيبه
مرات مالك الرياني اتخطفت
وانت عارف الدبابه حتى لو اخذ اللي عايزه مش هيرجعها ولو رجعها مش هترجع سليمه
يبقى لازم افضي دماغي خالص وافصل زي ما انت قولتلي ما بين شغلي اللي بدات اهمل فيه فأخر فتره وما بين قلبي ابن ستين كلب اللي هيوديني في داهيه
رغم حزنه الشديد على نصفه الاخر الا انه رد عليه بحكمه ومواساه
كده صح يا حبيب اخوك ركز في شغلك لاني اعتقد انها كلها دايره واحده ....... شعبان مع كل العصابه بتاعته وكل اللي متورطين في القضيه بيصبوا لصالح الدبابه
ومش محتاج اقولك ان ساره عمرها مهتقدر تبص لراجل غيرك انت عارف هي بتحبك قد ايه
اكيد قالتلك الكلمتين دول عشان تسخنك وتجري تسافرلها بقى وتسمع كلامها انت عارف البنات عقلها صغير مهما كانت ذكيه
ركز في شغلك وانا هعمل اللي انت طلبته مني هنا وان شاء الله خير باذن الله تخلص بسرعه وبعدها هنلاقي حل لحكايتك المعقربه دي خد بالك من نفسك يا حبيبي
مر اكثر من اسبوع على اخر الاحداث نسي تميم كل شيء واي شيء ووضع كل تركيزه في تلك القضيه التي ستنقذ البلد من كارثه محتمه
استطاع ان يحل الغازا كثيره وقد انقشع الغموض عن ذلك الدبابه الذي كان يحتل شخصيه الطاهي
وماجعل الامر اسهل كثيرا ان تميم يتعامل مع شخصيه قمه في الذكاء......فاروق الرياني .....
والذي اختفى فجاه بعد ان كان يحادثه ليلا ونهارا ليخبر كل واحدا منهم اخر المستجدات وما وصل اليه
قرر تميم ان يصطحب رجاله ويذهب الى سرايا الرياني حتى يقابل فاروق وجها لوجه ويعلم ما سبب اختفاءه المفاجئ
ديه كل الي أجدر اجوله غير أكده لأ
تلك كانت اخر كلمات فاروق الرياني بعد ان اختلى بتميم داخل مكتبه الخاص وقد اخبره على حقائق كثيره ستفيده في عمله
اكمل بقوه حتى يثبت للذي ينظر له بغضب جم انه لن يتفوه بحرف اخر عن ذلك الدبابه وانه فعل كل ما عليه وانهى تلك القضيه بل اعطاه في يده معلومات لم يكن يتخيل انه سيحصل عليها بتلك السهوله
مد زراعيه للامام مقربا قبضتيه لبعضهم البعض ثم اكمل بجديه تامه
حط الكلبشات في يدي ....لو هتعدموني مهنطجش حرف تاني
وقف تميم في حيره من امره.... ان ما قاله لن يتراجع فيه حتى وان قام بحبسه او تهديده لن يصل معه الى نتيجه مرضيه
هز راسه بياس ثم قال بعدم رضا
الدبابه بالنسبالي كان مفتاح قضيه مهمه جدا
يمكن من اهم القضايا اللي مسكتها في حياتي لانها تخص اخويا وحبيبته
وللاسف رجعتني لنقطه الصفر وهفضل ادور في حلقه مفرغه ويا عالم هوصل ولا لا
رد عليه برجوله
اني وياك في اي حاجه تطلبها مني
اوعدك اخليه يساعدك لجل ما تريح خوك و حبيبته
شوف المعلومات الي حداك دي لو في شي ناجص جولي و اني وعد مني اجولك عليه أو اساله و صاحبي عمره ما هيخبي عليا
ابتسم تميم بهدوء ثم ربت على ذراع فاروق وقال بجديه
انت راجل جدع ويا بخت اللي تكون صاحبه
انا هعرف اقفل القضيه ازاي
بس توعدني تحكيلي حكايتك انت وصاحبك بشكل ودي
اعتبرني انا كمان صاحبك مش ظابط مخابرات كان ماسك القضيه معاك
ابتسم فاروق برزانه ثم مد كفه كي يصافحه وهو يقول
ديه شرف ليا تكون صاحبي و اخوي كماني
اوعدك في يوم احكيلك حكايتي وياه
المهم انت معزوم علي فرح خواتي اوعاك متجيش هزعل منيك جوي يا صاحبي
بعد ان صافحه تميم برجوله قام بمعانقته ثم ربت على ظهره وقال
اجدع صاحب ....اكيد هاجي و هرقص عالحصان كمان
شدد فاروق على عناقه هو الاخر ثم قال برجوله اتسم بها
اتفجنا....عالسبوع الجاي بامر الله هتصل بيك اخبرك بالمعاد
هات حبايبك كلياتهم وياك البيت بيتك ياخوي
ابتسم تميم برزانه بعد ان فصل العناق ثم قال بنبره يملاها
الاستغراب والفضول
بص احنا اتفقنا وكل حاجه..... بس انا بني ادم فضولي بطريقه رزله متتخيلهاش
انت عارف ان الدبابه ده الشيطان عايش على الارض
واللي عمله مش مقبول لاي حد
وفي نفس الوقت انت راجل جدع وابن اصول
عايزه افهم ازاي الاتنين دول يتركبوا على بعض
وبرغم كل اللي انت عارفه عن بلاويه الا انك سبته يفلت من ايدينا
اعتقد دي حاجه ضد مبادئك فعملتها ازاي ده بس اللي محتاج افهمه لحد اما تحكيلي حكايتكم سوا
ابتسم فاروق بهدوء ثم قال بجديه شديده
لو جولتلك كيف ديه يبجي هحكيلك جصتنا....و ديه و لا وجته و لا مكانه
بس كل الي أجدر اجولهولك و دي كلمه راجل
اني الدبابه غير مانت فاكر و لا حد في العالم ديه كلاته يعرف حجيجته غيري
اوجات كتير بنشوف و نسمع الي يخلينا نلعن البني ادم
و يكون البني ادم ديه مش محتاج اكتر من حد يسمعه و يفهمه زين
سيبها علي الله يا صاحبي و الايام جايه بينا كتير
في يوم منيهم هتجولي كان عنديك حج تيعمل اكتر من اكده
بمجرد ان وصل الاسكندريه لم يذهب الى بيته بل اتجه راسا الى مقر عمله بعد ان وصل الى حقائق يشيب لها الولدان
واهم تلك الحقائق ما يخص قضيه اخيه الحبيب
قبل ان يستقل الطائره اتصل به واخبره ان ينتظره بصحبه نوح وعمار وحينما اخبره ان سمير ايضا سيكون معه رفض رفضا قاطعا وقال له بجديه شديده
اللي قلتلك عليهم بس هم اللي يكونوا موجودين يا عدي.... مش عايز حد غيرهم ولما اجيلك هتفهم كل حاجه
يا نهاااار اسود ....يعني شعبان هو راشد سعفان رجل الاعمال العصامي اللي بيعشق تراب البلد.... انا مش قادره استوعب بصراحه
تلك كانت كلمات نوح التي اطلقها بصدمه شديده حينما اخبرهم تميم بما تحتويه تلك الفلاشه التي اعطاه اياها فاروق من معلومات شديده الخطوره
بينما ابتسم عدي بثقه ثم قال
كنت شاكك.... و بقالي فتره بحاول اوصل لاي معلومه تاكد شكي ده
ساله عمار باهتمام
وايه اللي خلاك تشك..... راشد ده الكل بيحلف بحياته
رد عليه عدي بجديه تامه
لما رحت لحسين القسم وكان رافض يطلق..... قلتله بيني وبينه ان خلاص الاوراق اتكشفت والكل هيقع يا يكون شاهد في القضيه يا يكون متهم معاهم
طبعا هو عارف ان انا مبقولش كلام وخلاص لان في ناس تبع شعبان دخلوا القسم وعرفوه انه هيختفي
بالتالي قال أنقذ نفسي وانا محققتش معاه هناك
انا سحبته هنا في مبنى المخابرات وانتم عارفين طبعا اللي بيدخل بيعملها على روحه وبيعترف من قبل اول قلم
متكلمش كثير بس كل اللي قالهولي دور ورا راشد سعفان هو اللي معاه مفاتيح الكل
في الاول فكرت انه رئيس العصابه هو اللي مدور الليله
بس لما هربوا يوم المولد بدات اشك ان الاثنين واحد لان اللي يعمل كده مش مجرد حد شغال تبع حد لا ده هو نفسه الراس الكبيره
اكمل تميم عن اخيه بذكاء
وسهل جدا انه يغير شكله ده اي ماسك ب تلاته جني هيخليه واحد ثاني غير اللي الكل عارفه....يا ولااااد الكلب
تحدث نوح بحماس شديد
كده هنقبض عليه بسهوله واعتقد ان انت معاك دليل على كل الكلام ده
ضحك تميم بغل شديد ثم قال بغيظ
وانت مفكر الدبابه سهل.... هيسلمك كل اعوانه اكيد لا
هو ادانا دليل على الناس الصغيره اللي لو وقعت مش هتضر شغله كثير
وراشد حدفهولنا واجب عشان صاحبه
بس حب يقرفنا شويه و يطلع ميتين الي جابونا .... ببساطه لازم احنا اللي نشتغل ونتعب ويطلع ميتيننا عشان نوصل للدليل اللي يثبت ان راشد هو شعبان وهو اللي مدور الدنيا جوه مصر
ربت عدي على كتف اخيه ثم قال بقوه وتصميم
سهله يا حبيب اخوك هنوصلهم ان شاء الله المهم ان احنا مسكنا في ايدينا اول الخيط والباقي هيكر ورا بعض
بعد ان انهى ذلك الاجتماع الهام تركوه جميعا بمفرده داخل المكتب حتى يكمل عمله ويذهبون هم لاتمام ما طلبه منهم على وجه السرعه
امسك هاتفه واخذ يتفحصه عله يجد اي رساله او اتصال من حبيبته
وجدها فعلا ابتسم بحب رغم غضبه منها وفتحها سريعا
في لحظه شلت كل حواسه اصبحت امام عينه غمامه سوداء تحجب عنه الرؤيه
قلبه يخفق بجنون وفي نفس اللحظه تباطات خفقاته حتى كاد ان يتوقف
من شده ارتعاش كفيه سقط الهاتف من بينهم
لا يصدق ما راه امام عينه
صوره لعروس وعريس داخل احدى الكنائس ثم فيديو صغير يوضح اتمام مراسم ما يسمى بنصف اكليل
وبعدها جمله كانت بمثابه سكينا حاد طعن داخل صدره
قولي مبروك يا تميم بيه
عملت نص اكليل.... ولو مش فاهم يعني ايه
زي كتب الكتاب عندكم
بما انك رئيسي في الشغل من فضلك انا طالبه مد الاجازه
عشان احتفل بخطوبتي واطمن على عمو
احتلت البروده جسده فقد تحول الى قطعه ثلج لم يذيبها النار المشتعله داخل صدره
حبيبته كانت صادقه فيما اخبرته به
حبيبته..... باعته دون ثمن
بل ألقت به بطول زراعها دون ان تنظر خلفها .... او حتى تاخذها بعض الشفقه
لم تتركه يعلم عن طريق اي شخص
بل هي من تباهت امامه بتلك الخيانه التي لن يغفرها لها
سيترك سكين الغدر مغروزا في صدره حتى كلما شعر بالحنين اليها يتذكر مقدار الالم الذي يعيشه الان وسيصاحبه مابقي من حياته
لكن العاشق مهما يتوعد ويقسم باغلظ الايمان ان تكون القسوه عنوانه
ياتي عليه وقت وينسى كل هذا مقابل لحظه ضعف جعلته يشتاق لحبيبه
وهذا ما حدث مع تميم الشريف بعد مرور شهر من ذلك الخبر المشؤوم
والذي قضاه في عزله تامه يسير بين الناس جسد دون روح
يتعذب وحده ويدعي انه بخير حينما يساله احدهم عن حاله
واليوم لم يتحمل نوبه الاشتياق التي داهمته بقوه جعلته عاجزا عن صدها
استقل سيارته وذهب الى المكان الذي كان يجمعهم سويا
تلك الشقه التي استاجرها بالقرب من منزل عائلتها حتى يستطيع رؤيتها في اي وقت تنتابه حاله جنون ويريد مقابلتها دون ان ينتظر لحظه واحده
جلس على اقرب مقعد ثم اخذ يتلفت بعينه في جميع الارجاء
يتذكر كل شيء مر به معها في هذا المكان
القى ببصره نحو طاوله الطعام التي قضى حولها اسعد لحظات حياته
وجد ذاك الدفتر فوقه قلم والذي كانت تخط به على الاوراق البيضاء ما ينقص المكان سواء من طعام او شراب
كانت تسجل له تلك الاشياء حتى لا ينسى ان ياتي بها في المره القادمه
اتجه نحو الطاوله ثم جلس على احد مقاعدها
امسك الدفتر والقلم ثم فتحه واخذ يتفحص ما كتب داخله
لا يعلم كيف كتب تلك الكلمات التي خرجت من صميم قلبه المذبوح والذي ينزف دما في هدوء
نفس المكان ....نفس الحيطان
حتي الريحه هي هي
لكن صحابها مش موجودين
بلف بعيني في كل حته ....كل ركن
بلاقي ذكري ....فرحه ...عشق ...دموع
و موت رغم الحياه
كأن كل حاجه كانت أمبارح ....مفيش دقيقه غابت عني
لو الحنين بيقتل
فوجودك جوه المكان ....نار بتحرق من غير متقدر تبعد عنها و لا تطفيها
حتي الاااااه متقدرش عليها
مجرد بس تصرخ بيها جواك عشان تدبحك
المكان موجود ....بس ضلمه رغم النور الي حواليك
المكان موجود ....بس مهجور برغم الناس الي عايشين فيه
المكان موجود ...بس عامل زي الجسم الي الروح فارقته
المكان موجود بس للاسف بقي عباره عن ....قبر بيضم الذكريات بعد ما راح صحابها
ترك القلم بعد أن خط تلك الكلمات بدموع تأبي الهطول
نظر أمامه ثم قال بنبره تقطر قهرا و وجع : يارتني ما جيت .....ااااااااااه
ماذا سيحدث يا تري
سنري ....
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق