القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified


سكريبت قهرة نفس كاملة بقلم سهى طارق 






سكريبت قهرة نفس كاملة بقلم سهى طارق 



 كنت قاعدة بسرح... الدنيا ساكتة حواليّ، بس جوايا دوشة. صوت المروحة بيزن في الخلفية، بس أنا مش سامعة غير صدى كلماته اللي لسه بتلف في دماغي. الكلام اللي قاله آخر مرة كان تقيل... تقيل على قلبي، وعلى كرامتي، وعلى كل حاجة كنت فاكرة إنها حب. كنت حاسة إني في حلم، أو كابوس، مش قادرة أصدق إن ده نفس الشخص اللي كنت بحبه.


فجأة، الموبايل نور. إشعار منه. قلبي اتنفض، إيدي اتجمدت. ليه بيرن؟ بعد اللي قاله؟ بعد ما خلاني أحس إني ولا حاجة؟ فضلت أبص على الشاشة شوية، وبعدين فتحت الرسالة. أول ما قريت، حسيت إن الأرض بتتهز تحت رجلي.


إنتِ المفروض تحمدي ربنا إني رضيت بواحدة قزمة زيك... وتشكريني كل ثانية عشان في حياتك واحد زيي... مدير أعمال كبير زيي دي حاجة تخليكي فخورة... خصوصًا وإنتِ جاية من أهل مفهمش حد متوظف وظيفة عدلة.


فإنتِ يا بنت مش تردي عليا لما أرن وتتجاهليني؟ أنا اللي دخلت أشكال زبالة حياتي، ومش هستنضف أكمل مع واحدة زيك.


الكلام كان زي السكاكين. كنت مصدومة، مش مصدومة بس... كنت مبهوتة. بصيت للكلام، وعنيا وقفت. حسيت كأن حد ضربني على وشي، بس من جوه. هو ده الإنسان اللي كنت فاكرة إنه بيحبني؟ اللي كنت بضحك معاه، وبحكي له أسراري؟ اللي كنت بصدقه لما يقول لي إني مميزة؟ إزاي قدرت أكون عميانة كده؟


قمت من مكاني، مشيت ناحية المراية، وبصيت لنفسي. كنت شايفة واحدة تانية. واحدة اتكسرت، بس لسه واقفة. واحدة اتقال لها قزمة، بس جواها جبل. ساعتها خدت نفس عميق، ومسحت دموعي، وقلت لنفسي: "ما رديتش... ما قدرتش. الوجع كان أكبر من أي رد. عملت بلوك، وخرجت لأهلي، وريتهم الشات. كنت محتاجة حد يشوف اللي شفته... يشهد على الوجع اللي اتكتبلي في رسالة.


قلت لبابا وأنا بحاول أثبت نفسي قدامه، رغم إن صوتي كان بيرتعش: بابا... شوف الكلام ده. شوف إزاي بيتكلم عني... عننا.

بابا قرا الكلام بهدوء، وبعدين بصلي وقال: ده مش راجل يا بنتي... ده مش بني آدم حتى. اللي يحس إنه كبير عشان يقلل من اللي حواليه، ده أصغر من أي حاجة.

وماما، اللي كانت قاعدة ساكتة، رفعت راسها وقالتلي: إحنا ما ربيناشك عشان حد يهينك كده. إحنا فخورين بيكي، مش محتاجين شهادة من حد.


أهلي ناس محترمة، ما حبوش يسكتوا. كلموا أهله، وفكوا الحوار بهدوء... بس أنا؟ أنا كنت موجوعة أوي. الوجع مش بس من الكلام، الوجع من الخديعة، من إنك تدي قلبك لحد يدهسك بيه... من إنك تصدق إنك كفاية، وتتفاجئ إنك كنت مجرد محطة غرور في طريقه.


من يومها، بدأت أكتب في دفتري الصغير كل حاجة. كنت بفضفض للورق، يمكن عشان الورق ما بيحكمش، ما بيقاطعش، ما بيكذبش. وكتبت:

بس خلاص... الوجع علّمني. علّمني إن الكرامة مش رفاهية، دي حق. وإن الحب الحقيقي عمره ما يوجع بالشكل ده. الحب مش سلطة، ولا منّة، ولا مقارنة. الحب احترام، أمان، واحتواء.


وكتبت كمان:

أنا مش قزمة... أنا قوية. وهو؟ هو اللي صغير. صغير في قلبه، صغير في احترامه، صغير في رجولته.


في يوم، لبست لبس خروج، ومسكت شنطتي، وقلت قدامهم:

أنا مش هكمل حياتي أبرر لحد أنا ليه أستحق أتحب. اللي مش شايفني، ما يستاهلنيش. واللي شايفني أقل، عمره ما هيعرف قيمتي.

وخرجت، وقلبي بيقول بصوت عالي:

أنا مش قزمة... أنا جبل، وهو اللي ما قدرش يشوف القمة.


عدت أيام قليلة، وسمعت إنه خطب بنت تانية. والمضحك؟ إن البنت دي شبه مواصفاتي. نفس الطول، نفس الشكل، نفس الخلفية الاجتماعية اللي كان بيعيّرني بيها. ساعتها، لأول مرة، حسيت بحاجة جديدة جوايا... مش وجع، مش ضعف، لأ... كانت نار هادية. قرار. قرار انتقام، بس مش انتقام مؤذي. انتقام نضيف، ساكت، بس بيوصل.


فتحت أكونت جديد، وبعت للبنت دي الشات اللي كان باعتلي. وكتبتلها:

فاعل خير... أنا حبيت أنقذك. ده للأسف الشخص اللي هترتبطي بيه.


عدى يومين، وسمعت إنها سابته. مش بس عشان الرسالة، لأ، عشان هي عاوزة واحد من عيله اكبر، وشافت إنه مش مناسب. وأنا؟ أنا اكتفيت بابتسامة صغيرة، وقلت لنفسي: الحق بيبان، حتى لو اتأخر.


بعدها بأسبوع، لقيته بيرن. استغربت، قلت يمكن هيعتذر، يمكن فهم. لكن أول ما رديت، قاللي بصوت مليان غضب:

والله لأسوّق سمعتك، وافضحك في كل مكان.

وكلام كتير خلاني فعلاً أتأكد إن مش أنا اللي خسرت، ده هو اللي خسر نفسه.


ساعتها، ما خفتش. ما اتوترتش. كنت هادية، وقلتله بكل برود:

افضح، قول، صرخ... بس أنا خلاص، مش بتاعتك. وأنا مش قزمة... أنا جبل، وانت اللي وقعت من عليه. 


ساعتها، ما خفتش. ما اتوترتش. كنت هادية، وقلتله بكل برود:


افضح، قول، صرخ... بس أنا خلاص، مش بتاعتك. وأنا مش قزمة... أنا جبل، وانت اللي وقعت من عليه.


سكت لحظة، وبعدين كملت وأنا صوتي ثابت، بس كل كلمة كانت بتقطع فيه:


عارف إيه الفرق بيني وبينك؟ أنا اتكسرت واتعلمت، إنت اتنفخت واتعميت. أنا لما اتوجعت، طلعت أقوى. إنت لما اتفضحت، بقيت أوطى.


إنت مش مدير أعمال... إنت مدير أوهام. بتعيش في دور كبير، بس جواك فاضي. بتقيس الناس بطولهم، بس ما تعرفش تقيس نفسك برجولتك اللي ناقصة.


أنا كنت نقطة ضعفك، بس دلوقتي بقيت كابوسك. كل مرة هتبص في المراية، هتفتكرني... مش عشان حبيتك، لأ، عشان أنا اللي علمتك إن مش كل اللي يسكت يبقى ضعيف، ومش كل اللي يسامح يبقى غبي.


إنت اللي قلتلي قزمة؟ طب بص لنفسك دلوقتي... قزم في الأخلاق، قزم في الرجولة، قزم في كل حاجة. وأنا؟ أنا واقفة، وراسي فوق، وعمري ما هبص ورا تاني.


وبكل هدوء، قفلت المكالمة. ما استنيتش رد، ما اهتمّيتش بتهديد، وما خفتش من فضيحة. لأن اللي عنده كرامة، ما بيتفضحش. واللي بيحترم نفسه، ما بيتهزّش.


خرجت من المكالمة وأنا حاسة إني خلصت آخر صفحة من فصل وجع، وبدأت أول سطر في حياة جديدة... حياة فيها أنا، بس من غيره.


وحشتوني أوي بجد 

وحزينة خالص على الأكونت اللي وقع دا اتمنى بجد تظهرواا لإن دا بيشجعني أوي اكملة


#تمتت

#قهرة_نفس

#مشاعر_كاتبة

#سهىٰ_طارق_استيرا

تعليقات

التنقل السريع
    close