رواية عاشق قهر النساء الفصل الثاني وعشرون 22بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية عاشق قهر النساء الفصل الثاني وعشرون 22بقلم صباح عبد الله حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
#الفصل22
#عاشق_قهر_النساء
#الكاتبة_صباح_عبدالله_فتحي
في القصر… جالس على مائدة الإفطار كلٌّ من: حازم وزوجته، وياري، وقاسم، وشوق.كانت شوق شاردة، تفكر في نيلي التي لم ترَها منذ الأمس، وتفكر أيضًا في عشق الذي قلب كيانها في لحظة. تحاول أن تجد تفسيرًا مقنعًا لفعلته أمس، وكلما وصلت لتفسير تعود إلى نقطة الصفر من جديد… "إذا كان يريد إيذائي حقًا، لماذا تراجع؟"
أما قاسم فكان عابس الوجه، يفكر بحيرة في ردة فعل عشق، وكيف ستكون المواجهة القادمة. هذا الهدوء مقلق إلى حد اللعنة، ولا يملك حلًّا سوى الانتظار ليعرف… هل سيتقبل عشق ويحن قلبه للعِشرة؟ أم سينقلب إلى وحش كاسر لا يرحم من يقع بين يديه؟
انتبه الجميع على صوت حازم يقول بهدوء، وعيناه على شوق بنظرة مريبة جعلتها ترتبك في مكانها: جبت قرار من المحكمة… وسمحوا بتسليم ودفن جثمان بابا الله يرحمه. هنروح نستلمه كمان ساعتين.
نظر له الجميع بحزن، ومن بينهم شوق التي تذكرت تلك الخادمة، وظلت تتساءل: هل هي الفاعلة فعلاً؟ أم مجبورة على تحمل عواقب فعل لم تفعله؟
تنهد قاسم بحزن قائلاً: تمام.
أضاف حازم بهدوء مريب: إنت ناوي تعمل إيه يا قاسم؟
أجاب قاسم بتلقائية، وهو لا يفهم مقصد شقيقه: مش عارف لسه يا حازم… بس أكيد هنزّل الخبر. مابقاش له داعي نخبيه. وهطلب من الخدم يجهزوا مراسم العزاء.
نظر له حازم بصمت للحظات، ثم قال: مش ده قصدي يا قاسم.
ضيّق قاسم عينيه باستغراب: أمال قصدك إيه؟ مش فاهم.
أجاب حازم بهدوء: قصدي على وصية بابا… على سبب موته. إنت مقتنع إن هانم هي اللي قتلت بابا؟ وحتى لو هي… إيه السبب اللي يخليها تعمل كده؟ في حاجات كتير في الموضوع ده مش مفهومة.
نظرت ياري إلى شوق بحنق، وقالت بكره: المجرم الحقيقي قاعد قدامكم… بس إنتو اللي عاملين نفسكم مش فاهمين حاجة.
نظرت لها شوق بحزن وظلت صامتة. نظرت أسيل نحو قاسم بقلق.. ثم هتفت بحد قائلة: ياري عيب كده… شوق بنت عمّك، مش مجرمة. ومش تتدخلي في حاجة زي دي تاني، مفهوم؟
تركت ياري الطعام ونهضت غاضبة قائلة بحنق: عن إذنكم.
توجهت لتصعد إلى الدرج، لكنها توقفت فجأة وهي تنظر نحو الباب… حيث يدلف عشق حاملًا سيف ابن زين، ومعه مرام زوجته
وقفة ياري ونظراتها لفتت انتباه الجميع، فالتفتوا بفضول لما تنظر إليه. كانت شوق شاردة في الطبق أمامها ولم تلاحظ اقتراب عشق. تنهدت بحنق وتحركت لتنهض، وعندما رفعت رأسها رأته أمامها… لفت انتباهها تلك الفتاة التي معه، والطفل على يديه.وقف قاسم وحازم وأسيل وهم ينظرون إلى عشق. نظر له قاسم مستغربًا وهتف متسائلًا: مين اللي معاك دي يا عشق؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة راقية…تنام لين على الفراش، ومستلقٍ بجانبها شابٌ يعانقها بقوة، كمجنون يخشى أن تُنتزع منه، من شدّة هوسه بعشقها. بدت على ملامحها علامات محاولة الاستيقاظ من تأثير المخدر… وبعد عدة محاولات فتحت عينيها لتشعر بثقل شيء فوق جسدها. نظرت لتراه مستلقي نصفه فوقها ونصف الاخر علي الفراش … حدّقت في ملامحه بتأمل، وكأنها تعرفه ولا تتذكره. حاولت التعرف عليه وجهدت عقلها، لتظهر لها صورة مشوشة لشخص يعتدي عليها بوحشية… لكن الصورة غير واضحة، لا تقدر أن تميز من المعتدي ومن المعتدى عليه.
هاجمها ألمٌ حاد فتصاعد صوت أنينها وهي تحاول إبعاده عنها.استيقظ من نومه على صوتها تتألم وتحاول دفعه، فابتعد عنها على الفور وهو يقول بقلق حقيقي: مالك يا قلبي؟ في حاجة بتوجعك؟ أجيب الدكتور؟
أجابته بصوت مراهقة، وهي تضع يديها على رأسها بألم: انت مين؟ وأنا فين؟
عقد حاجبيه مستغربًا وهو يقول: انتي مش عارفة أنا مين؟
نظرت له بتأمل وهي تحاول التعرف عليه، وهتفت: لا… مش فاكرة حاجة. انت مين؟ وأنا فين؟
ظل صامتًا للحظات يتأملها بشرود، قبل أن يبتسم بخبث قائلًا: انتي مش فاكراني يا لين؟… أنا ليل، حبيبك.
انحنى عليها، معانقًا إيّاها بقوة، يمرّر يده على جسدها بجرأة وهو يقول: حاولي تفتكريني يا حبيبتي… انتي ما تعرفيش انتي وحشاني قد إيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل نادر… وتحديدًا في غرفة ليل. خرج ليل من دورة المياه وقطرات الماء تتساقط من شعره، وأخرى تنحدر على صدره العاري، لا يستر جسده سوى منشفة بيضاء ملتفة حول خصره.
توجه نحو خزانة ملابسه، فتحها، ومدّ يده ليأخذ ملابسه، ليسقط أمامه دون قصد. صندوق ورقي صغير، وتناثرت محتوياته على الأرض. انحنى بلا اهتمام ليجمعها داخل الصندوق، لكن لفت انتباهه صورة ألي لين بين المحتويات. رفعها بهدوء… وتأملها بحزن شديد، والدموع تتغلغل في عينيه وهو يقول بصوت يحمل حزنًا وندمًا دفينًا: وحشتيني اوي يا لين… يا ريت يرجع بيا الزمن، وصدقيني ما كنتش هعمل اللي عملته… ولا كنت هتخلى عنك. كنت هجبلك حقك، حتى لو من أخويا. ارجعيلي يا لين… وصدقيني هصلّح كل حاجة.
صمت فجأة… وكأنه تذكّر شيئًا. مسح دموعه وهو يتمتم باستغراب وقلق: معقولة يكون زين خرج… وهو اللي خطف لين؟
اتسعت عيناه بدهشة، وتحرك مسرعًا ليحمل هاتفه من فوق الرف وطلب رقمًا. انتظر لحظات وهو يمرر يده على شعره بعصبية، وعندما أجاب المتصل، هتف بحدّة: هو زين لسه عندك؟ ولا خرج؟
أجاب المتصل، ولم يكن سوى ضابط مسؤول عن سجن للرجال: أيوه يا ليل بيه… خرج من أسبوع. هو حضرتك ما تعرفش؟
أغلق ليل الهاتف بقوة وألقاه على الفراش بغضب، وشد قبضته على شعره وهو يعاتب نفسه بحاد: غبي… غبي يا ليل! إزاي ما خطرش على بالك حاجة زي دي؟! زين للمرة التانية يسبقني بخطوة… وياخدها مني!
صمت يفكر في حيرة… ثم هتف بحدّة: ماشي يا زين… بس المرة دي أنا مش هتنازل عنها مهما حصل. وصدّقني… انت بتلعب بروحك المرة دي يا زين.
تحرك ليرتدي ملابسه بعجلة، ثم توجه للمغادرة. انحنى ليأخذ الهاتف قبل أن يخرج، وهو ما زال لم يرتدِّ سوى قميص وبنطال، لم يمشّط شعره، ولم يضع ساعته…ملابسه عشوائية، غير مرتّبة كما يجب. وعندما خرج، تصادف بساهر الذي يخرج هو الآخر من غرفته وهو مشغول بإغلاق أزرار كمّ قميصه. نظر له ساهر باستغراب قائلاً: في حاجة ولا إيه؟
أجاب ليل بهدوء إلى حدٍّ ما: هو انت متأكد إن لين أختك… بجد؟
أجاب ساهر بلا اهتمام وهو يتجه نحو الدرج: مش مضطر أثبتلك حاجة.
تحرك ليل، ووقف في بداية الدرج، وهتف قائلًا وهو ينظر إلى ساهر الذي يبتعد: أنا عرفت فين لين… يا ساهر.
توقف ساهر فجأة، التفت له باهتمام، وعاد بسرعة نحوه وقف أمامه ورفع يديه على كتفي ليل قائلًا: بجد؟ عرفت هي فين؟
تأمله ليل بهدوء للحظات، قبل أن يتنهد بحنق قائلاً: أيوه… عرفت. بس لسه… مش متأكد.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في القصر...وقف الجميع في صمت ينتظرون إجابة عشق. نظر عشق إلى مرام وناولها طفلها. وقفت مرام تنظر إليه بقلق شديد، حملت ابنها وظلت صامتة لتعرف مصيرها مع ذلك الرجل. هتف عشق بصوت حاد:زين!
صمت فجأة، وتبدلت ملامحه إلى حزن شديد عندما تذكّر أن زين لم يعد موجودًا. مرام رفعت يديها إلى فمها لتكتم شهقتها. أغمض عشق عينيه محاولًا التحكم في مشاعره قبض يداه بغضب، ثم نادى بصوت أعلى وأشد حدّة: جوووورج!
أتى جورج مسرعًا على صوته، ووقف أمامه مطأطئ الرأس قائلًا باحترام شديد: أمرك يا عشق بيه.
قال عشق بهدوء نسبيًا: خد المدام مرام على جناحي، وقول لحد يطلع لها الفطار.
أومأ جورج برأسه، ثم نظر إلى مرام مشيرًا لها أن تتبعه: اتفضلي يا مدام.
نظرت مرام إلى عشق بخوف، فبادلها النظرة بهدوء محاولًا أن يبعث لها شيئًا من الطمأنينة، ثم تحركت خلف جورج تحت نظرات الاستغراب من الموجودين. هتف قاسم متسائلًا بحدّة: مين دي يا عشق؟ أنا بسألك!
أجاب عشق ببرود: بقولك المدام مرام.
أضاف حازم باستغراب: أيوه مدام مرام مين برضه؟ وجايبها هنا تعمل إيه؟
أجاب عشق ببرود أشد: المدام مرام هتكون مراتي.
اتسعت عينا يارا بدهشة وذهول، وكذلك شوق.
أما قاسم وحازم فتبادلا النظرات باستغراب. قال قاسم بصدمة: هتكون مراتك إزاي؟ شكلها متجوّزة أصلاً!
تنهد عشق بحزن وقال بهدوء: مرام… مرات زين. الله يرحمه.
صاح حازم بدهشة: زين مات؟
أجاب عشق بحزن: أيوه… زين مات إمبارح.
بدأ عشق يحكي لهم كل ما حدث بالأمس وكيف توفي زين، ثم أنهى حديثه قائلًا: زين مات فدَا ليا… الانفجار ده كنت أنا المقصود مش زين. وأقل حاجة أعملها له إني أتجوز مراته وأربي أولاده. والقرار ده مش هاتنازل عنه مهما حصل.
قال آخر جملة وهو ينظر نحو شوق، وكأنه يحدّثها هي… أو يقنع قلبه أن عقله ما زال مسيطرًا في تلك اللعبة. بينما تغلغلت الدموع في عيني يارا وهي ترى نظراته لشوق… يعشق واحدة، وسيتزوج الأخرى، فأين هي في قائمته من كل ذلك؟ لماذا لا يراها ولا يري حبها له طوال تلك سنوات؟ هرولت إلى جناحها غير قادرة على احتمال المزيد من الوجع والتلاعب بمشاعرة أكثر من ذلك. أما شوق فشعرت بوخزة مؤلمة في قلبها، ولم تفهم سبب هذا الألم، وزادتها حيرةً نظرات عشق لها التي لم تجد لها تفسيرًا. اقترب قاسم من عشق وربت على كتفه قائلًا بحزن: الحمدلله إنك بخير يا بني وما حصلكش حاجة… بس انت ممكن تربي أولاد زين من غير جواز. ما تظلمش نفسك وتظلمها معاك. الجواز مسؤولية وعِشرة.
أزاح عشق يد قاسم بهدوء مريب وهتف قائلاً بحد : وظنّي إني قدّ المسؤولية دي… وعارف بعمل إيه كويس. عن إذنكم.
تحرك عشق ليصعد لجناحه، بينما وقف قاسم بملامح تجمع بين الحزن والدهشة. عرف من تصرف عشق أنه لن يغفر بسهولة… والمواجهة ما زالت مؤجلة. توقف عشق علي صوت حازم من خلفه قائلاً بحدّة: استنى يا عشق!
وقف عشق في مكانه دون أن يلتفت. تقدم حازم منه بضع خطوات وهو يقول: جوازك أو عدمه قرار يخصّك… لكن طالما اسمك مرتبط بالعيلة، يبقى تتجوز واحدة من مقامها. مش مرات خدام. احنا هنعمل لها مرتب شهري بالمبلغ اللي يريحك، لكن جواز مستحيل… طول ما اسمك عشق الجوكر. انت فاهم؟
ساد صمت مربك…والجميع ينتظر جواب عشق على جمرة من نار. لكن عشق تركهم يحترقون بفضولهم، وأكمل طريقه كأنه لم يسمع شيئًا. وقف حازم يرمقه بغضب وهو يشدّ قبضته محاولًا التحكم في أعصابه.
ثم تحرك ليغادر وهو يقول بحنق: أنا رايح المستشفى يا قاسم… لو عاوز تيجي، حَصّلني.
نظر قاسم بحزن حيث ذهب عشق، وتنهد بهدوء ثم لحق بحازم دون قول شيء. أما أسيل فنظرت لشوق بحنق وتوجهت لتصعد إلى جناحها. وظلت شوق واقفة غارقة في حيرتها…تنهدت بضيق وهي تتمتم لنفسها بغضب: أووووف! أنا مالي؟! ما يتجوز ولا مل يتجوزش… مضايقة ليه كده مش فاهمه؟ وحتى نيلي من امبارح مختفية… مش عارفة راحت فين هي كمان!
-------
على أحد الطرق تتوقف سيارة نيل، بداخلها نائمان نيل ونيلي الذين ظلّوا الليلة في السيارة..تململت نيلي بانزعاج على أصوات ضجيج الطريق في الخارج، فتحت عينيها لتجد نفسها مستلقية فوق نيل على المقعد الخلفي من السيارة.. تأملته للحظات وشاردة به وابتسامة خجولة تسللت إلى وجهها.
انتبهت عليه يتململ في نومه، فأسرعت لتنهض قبل أن يستيقظ، ولم تشعر إلا وهو يسحبها إليه معانقًا إياها بقوة وأنفاسه الدافئة تضرب وجهها، وهي تنظر له وهو يهمس بصوت نعسان قائلاً: على فكرة أنا صاحي من قبلك.
فتح عينيه ليتأمل ملامحها الخجولة ونظراتها التي تبحث عن مخرج لتهرب منه، وهتف قائلاً: مش تقولي صباح الخير حتى بدل ما انتي بتبصيلي كأنك بتسرقي وخايفة أشوفك..
عضّت شفتيها السفلية بخجل... ثم هتفت مصطنعة الغضب قائلة: طيب ما انت صاحي عامل نفسك نايم ليه؟
تبسّم بسخرية على تصرفها، واشتعلت عيناه برغبة جارفة وهو يقول: ما هو زي ما انتي بتبصيلي بسرقة أنا كمان على فكرة بسرق منك لحظة حلوة.
وقبل أن تقول شيئًا، خطفها في قبلة جارفة أشعلت الرغبة بداخلها، ولم تقاومه كما كانت تفعل، بل كانت كمن ينتظر الفرصة ليحقق مراده.. ظلّوا على هذا الحال بضع ثوانٍ، وانتبهت نيلي على صوت بوق أحد السيارات المارة، فابتعدت عنه بخجل شديد وصفعته بخفة قبل أن تنهض قائلة: على فكرة أنت واحد قليل الأدب.
فلتت منه ضحكة عالية وهتف قائلاً: على فكرة بنفرّغ طاقة سلبية مش أكتر يعني.
تبسمت بخجل وهتفت قائلة: طيب أنا محتاجة أروح الحمّام...
نظرت إلى خارج السيارة من خلال النافذة وهي تقول: هو إحنا هنفضل في الشارع كده كتيرر؟
تبدلت ملامح نيل للخجل ونهض جالسًا بجانبها وهو يقول: بصراحة مش عارف... حاولت امبارح أحجز في فندق بس اللي كنت خايف منه حصل، الفيزا وقفت، وعارف إن بابا اللي عمل كده بيضغط عليّا علشان أنفذ كلامه.
نظرت له بقلق قائلة: طيب وانت ناوي تعمل إيه دلوقتي؟
ضمّها إلى صدره بحنان وهو يقول: ما تخافيش... أنا عارف انتي بتفكري في إيه دلوقتي، بس قولتلك وهارجع أقولك، مهما حصل أنا مش هسيبك أبدًا ولا هتخلى عنك، وإن شاء الله هنلاقي حل..
تبسمت بسعادة وهي تستمع لنبض قلبه للحظات قبل أن تبتعد عنه قائلة: طيب ما نروح بيت بابا؟
ضربها بخفة على رأسها وهو يقول: بذكاء كده؟ أنا اتنازلت عن كل حاجة باسم عيلة الجوكر وأروح وأقعد في ممتلكاتهم؟! يعني حتى العربية دي بتاعتهم، بس أنا مضطر أسيبها معايا فترة..
زفرت بيأس ثم هتفت قائلة: المهم دلوقتي أنا عاوزة أروح الحمّام.
نظر نيل حوله وهو يقول: في جامع على أول الشارع من الناحية التانية. تعالي..
فتح باب السيارة وتحرك ليخرج منها وهي تتابعه...
أمسك يدها ليساعدها أن تعدي للجانب التاني من الطريق، ابتسمت لفعلته وتحركت معه. لكن في منتصف الطريق تذكرت شيئًا قد نسيته، سحبت يدها منه وهي تقول: نسيت حاجة مهمة، هحتاجها، ثواني وهآجي.
تركته قبل أن يجيب وركضت في اتجاه السيارة. وقف نيل ينتظر عودتها على رصيف الطريق وهو يخرج هاتفه ينظر إلى شاشته..
بينما هي أحضرت حقيبتها، ونظرت له وهي تبتسم بسعادة وتحركت لتصل له. ودون سابق إنذار تأتي سيارة مسرعة وفي لحظة فقد السائق السيطرة عليها فصدم بنيلي بقوة!
صرخت نيلي بفزع، وجسدها في لمح البصر ارتفع في الهواء وسقط أرضًا، متسرب الدماء من رأسها وأسفلها لتغرق في بقعة دماء…وكل ذلك أمام عينَي نيل، الذي احتل الصمت حواسه، وظل واقفًا كأن قدميه التصقتا بالأرض، وعجز لسانه عن النطق، وصورتها الأخيرة وهي تبتسم له منذ قليل لا تفارق عقله...
يتبع…
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق