رواية بنات ورد الفصل الثامن وعشرون 28بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
رواية بنات ورد الفصل الثامن وعشرون 28بقلم رشا عبد العزيز حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات
❣️بنات ورد❣️ 28
قلبها الذي احبه كان يشتعل ويتناثر بعد عاصفة لقائه كرماد يتطاير في الهواء كان جسدها لايزال يرتعش
وشهقاتها تعلو لتزحف نحو دولابها وتمد يدها تمسك مقبضه تستند عليه لتنهض تحمل جسدها المنهك لتقف تبحث عن ملاذها الآمن ، ذلك الثوب الملطخ بدماء والدها فهو رمز أمانها الحقيقي اتجهت بخطوات مثقلة نحو سريرها لتتمدد محتضنة ذلك الثوب بعد ان استنشقت رائحة والدها فيه وكل يوم تتأكد أن لا وجود للأمان خارج أحضان والدها مسحت دموعها بثوبها لترطب تلك الدموع بقع الدماء اليابسة كأنها ترويها تعيد الحياة لوالدها
وإن كان وهماً في خيالها فقط لكنه منحها شعور ولو بسيط بالأمان لتغمض عينها هاربة تتمنى ان تراه في حلمها لترتمي في احضانه تشكو له ما فعله الناس بها من بعده
في الخارج لم يكن حال فارس بالأهون منها فقد ظل متسمرًا أمام باب غرفتها ، أعترافها بحبه مزق قلبه بدل أن ينعشه ليقترب من الباب وينهار أمامه جلس يسند ظهره على باب الغرفه ليبدأ بأعاده رأسه إلى الوراء يضرب الباب برأسه عدة مرات كأنه يعاقب نفسه وهو يتمتم
-سامحيني يا شمس غصب عني ماكنتش فى وعيي أنا كمان بحبك وبموت فيك أنا بعشقك
ليضحك باستهزاء يعاتب نفسه
-وأنت الي ضيعتها ياغبي
ازدادت ضحكاته بهستريا وكأنه يدرك شيئاً
-طلعت بتحبني
دموعه التي ابت التوقف أتعبت جفونه ليغلق عينه ويعيد رأسه إلى الوراء يسنده على باب غرفتها
عل قلبه الملتاع يرتاح وهو يستشعر قربها
بعد مضي وقت وصل علي وهدى ليتفاجئا بوجود فارس وهيئته ليهرول نحوه علي بقلق
جثى على ركبتيه وأمسك عضده يسأله بخوف
-فارس مالك يا صاحبي انت قاعد كدة ليه فارس أنت سامعني ؟
فتح عينه الحمراء بوهن والتفت نحو علي يخبره بحرقة
-طلعت بتحبني زي ما بحبها ياعلي
ليقول ساخراً بحزن
-الكلمة الي كنت بتمنى اسمعها سمعتها النهاردة
وأكمل من بين ابتسامته المقهورة
-شفت حظي ياعلي بتقولي بحبك بعد ما جرحتها
ليستدير نحو علي يمسك يده برجاء ويقول متوسلاً
-خليها تسامحني ياعلي نفسي اخدها فى حضني وأداوي جروحها وحياتي عندك ياعلي كلمها خليها تسامحني
علي الذي أحزنه مايحدث له ربت على كتفه محاولاً تهدئته
-اهدى يافارس اهدى واديها وقت
ليهز رأسه بندم وهو يردد
-بتحبني ياعلي بتحبني
ترك علي ونهض عندما لمح هدى التي تنظر له بأشفاق رغم غضبها منه ليتقدم نحوها بخطوات سريعة ويقول متوسلًا
-هدى هي بتسمع كلامك كلميها خليها تسامحني وحياتك ياهدى
ليهز لها رأسه مؤكدًا
-أنا عارف اني غلطت بس والله أنا توبت ياهدى حتى أسألي علي
قال كلماته الاخيرة وهو ينظر نحو علي كأنه يستنجد به على التي وزعت نظرها بينه وبين علي بحيرة
اشارت لعلي بعينها كي ينقذها من هذا الموقف
-هدى أنا بحبها والله العظيم بعشقها خليها تسامحني أنا روحي فيها ما أقدرش أعيش من غيرها
تساقطت دموع هدى رغم محاولتها الصمود لكن حزنها على الاثنين تفاقم حتى لم تعد تتحمل رؤيته ينهار هكذا
اقترب علي منه وشعور الآسى يتملكه على صديق عمره الذي يراه كأنه أصابه مس من الجنون هل هذا فارس
القوي المغرور الذي لايهمه احد يقف ذليل امام هدى يتوسلها لقد اذله الحب
امسك يده واحاط بيده الأخرى كتفه يسحبه نحو الخارج
-تعالى يافارس تعالى ياحبيبي سيبها تهدى وهي هتسامحك لما تعرف الحقيقة
كلمات علي اعطته الامل لينظر له مبتسم بلهفة
-يعني هتسامحني ياعلي مش كده ؟
وكطفل صار يخبره بما يرضيه ليجعله ينصاع لاوامره
-ايوة هتسامحك بس تعالى خلينا نروح الفيلا عشان ترتاح
ردد كلمات علي كالمجنون بلاوعي
-ايوه…ايوه هتسامحني لما تعرف الحقيقة وان الي حصل غصب عني
اخذ يردد تلك الكلمات وكانه يواسي قلبه ويقنعه حتى غادر مع علي
ظلت هدى تنظر لآثره ولاتدري اتشفق عليه ام على شقيقتها ام على الاثنان معاً
**************************
ثلاثة أيام مرت على تلك المواجهة حاولت فيهن هدى وندى اخراجها من حالة الحزن والشرود بشتى الطرق
اعددن كعكه الشاي التي تحبها وكوب الشاي الذي تعشقه ودخلتا غرفتها لتجداها تجلس شاردة الذهن كالعادة
نظرت هدى نحو ندى التي حركت رأسها بقلة حيلة لترسم ندى ابتسامة حزينه تداري خلفها قلقها على حال شقيقتها واقترب من سريرها محاولة مداعبتها
-بنت يا مشمش عملتك الكيكة اللي بتحبيها
لتجلس بجانبها وتنظر لندى مع استمرار شرود شمس التي يبدو انها تغيب عنهم في عالم آخر
اقتربت ندى لتجلس على الجهة الأخرى تحمل أكواب الشاي.
-وأنا يا مشمش عملتك الشاي اللي بتحبيه
ربتت هدى على ذراعها لتجعلها تنتبه
-مشمش…يلا عشان تاكلي
واخيراً انتبهت لوجودهم لتلتفت نحو هدى ببطء لتجدها تبتسم وهي ترفع قطعة من الكعكة امامها
-دوقي يا بنتي عمايل أختك
تتمتم بخفوت
-ماليش نفس
ادعت هدى الانزعاج وقالت تمثل الغضب
-نعم مالكيش نفس بقالي ساعة في المطبخ بعملها عشانك وبعدين تقولي ماليش نفس دي حتى ورد تعبت معايا كده تزعل منك
لتصيح ندى تمثل الانفعال وتقول بسخط مفتعل
-أي دا ياست هدى شايفة الأسامي بتتسرق عيني عينك اسم ورد عاوزاه لبنتي شوفيلك اسم تاني
فهمت شمس أنهم يقصدون صغارهم ليبدأن في تمثيل مشاجرة يجذبن فيها شقيقتن
-لاياحبيبتي بنتى اكبر وأحق بالاسم من بنتك
قالتها هدى بثقة استفزت ندى لترد
-لا أنا الأم الأكبر والاسم من حق بنتي سميها على اسم حماتك
-لا أنا عاجبني اسم ماما ماتسميها انت يا اختي على اسم حماتك
-لا انت
-انت
ليظهر شبح ابتسامة على وجه شمس وهي تحاول الفصل بينهم ثم هتفت بصوت مبحوح
-بس انت وهي كفاية هو انتو لسه عرفتوا هو بنت ولا ولد
اشارت ندى نحو هدى وقالت
-أنا حساها بنت انت شكله ولد انسحبي ياهدى
لتنظر لها هدى بتحدي وتقول
-حتى لو كان ولد الاسم هيفضل محفوظ لبنتي
لتنظر ندى نحو شمس تشتكي لها
-شايفة ياشمس بت ياهدى هو عند والسلام
لتقول بصوت متعب
-بس يابنات خلاص أنا لقيت لكم الحل واحدة تسمي ورد و واحدة تسمي ورد الشام وادلعها ورد أي رايكم ؟
نظرت هدى نحو ندى كأن الفكرة نالت استحسانهن
-ورد الشام حلو كمان خلاص أنا موافقة
لتستغل هدى الفرصة وتقرب قطعه الكعكة من فمها وتقول
-طب وحياة ورد الشام لتاكلي ياخالتو
وصف هدى جعلها تبتسم لتمسك قطعه الكعكة بيد مرتعشة وتقضم جزء صغير جعل ندى تتشجع وتقرب كوب الشاي وتقول:
-لا كدة ورد بنتي هتزعل لو مشربتيش الشاي ياخالتو
ابتسمت بحزن واخذت منها كوب الشاي ترتشف منه القليل
لتبتسم ندى وهي تنظر لهدى بأمل حتى تصاعد رنين هاتفها لتترك شقيقتها وتتجه نحو الصالة التقطت الهاتف
ونظرت لاسم المتصل خفق قلبها مع ظهور اسمه واستمرار اهتزاز الهاتف بين يديها لتجيب
-الو
-الو ازيك ياندى
-الحمد الله
-إزي شمس النهاردة ؟
-الحمد الله احسن
صمت يهدر أنفاسه ويسألها
-وانت ازيك عاملة أي النهاردة لسة معدتك تعباكي
- احسن الحمد الله الدوا الي بعتتهولك الدكتورة زميلتك كويس اوي وارتحت عليه
ابتسم بخوف بخبرها
-طب كويس دكتورة رحمة ممتازة هخدلك معاها ميعاد عشان نطمن على البيبي
ابتسمت داخلها لاهتمامه فعلاقتهم متوترة منذ حادثة شمس وفارس
-اتعشيت امبارح والا كسلت تسخنو زي كل مرة
ضحك على كلامها فهي أصبحت تحفظه
-عاوزة الحق والا بن عمه ؟
-لا ابن خالته
واتبعت جوابها بضحكة شاركها معها
-كل ما تباتي عند شمس بكسل اعمل أي حاجة
لتقول له معاتبة
-طب ليه كدة أنا عملتلك أكل في التلاجة ليه تبات من غير عشا
تنهد بضيق من هم يجثم فوق صدره وهو يرى شقيقه ينهار امام عينيه يحبس نفسه داخل غرفته ويمتنع عن الطعام والشراب كأنه يعاقب نفسة لكنه أجابها
-مليش نفس الصراحة
وبتنهيدة مماثلة اجابته بحسرة
-عندك حق هو مين له نفس يأكل
نهرها بحدة وبصوت لمست فيه خوفه عليها وعلى صغيرها
-أوعي يا ندى تكوني مش بتاكلي كويس انت حامل والتغذية مهمة في الشهور الأولى
تهكمت ساخراً
-خايف على ابنك ماتخافش هدى وعلي بيزغطوني زي البطة أصله بيجي هنا كل وجبة يبجبرها على الأكل ويجبرني أكل معاها عشان افتح نفسها على الأكل
فهم عتابها المبطن خلف ماتخبره به من اهتمام علي بشقيقتها
-ندى انا خايف عليكم انتو الاتنين كوني مش بسأل لاني متأكد انك عاقلة وهتحافظي على صحتك وصحته
ابتسمت ساخرة تردد حديثه باستهزاء
-ايوه أنا عاقلة عندك حق
هرب من هذا النقاش العقيم وهو ينهي مكالمته معها
-خلي بالك من نفسك أنا لازم اقفل دلوقتى مع السلامة
-مع السلامة
أغلقت الهاتف تنظر إلى شاشته وتزفر أنفاسها بقوة كلما شعرت ان علاقتهم بدأت تتحسن يحدث شيئ اقوى يعكر صفوها
اما هو فأسند رأسه بين راحتي يديه ، اثقلت الهموم كاهله لايعرف كيف يتصرف كيف يصلح ذلك الشرخ الذي صنعه شقيقه .
*****************************
حل المساء ليجافي النوم أجفانها ، التفتت لتجد هدى التي تغط في النوم فقد كان دورها في المبيت معها نغز قلبها نومها بعيداً عن منزلها كما افرح قلبها وقوفهم بجانبها نهضت بثقل وخرجت من الغرفة التي حبست نفسها فيها منذ أيام تسند يدها على جدار بجسدها الذى كان منهكاً ربما ليس بدنيًا بقدر كونه إنهاك نفسي سارت بضعة خطوات نحو الحمام القريب من غرفتها لكنها احست بحاجتها لشرب الماء اتجهت نحو المطبخ ولكن في طريقها إلى المطبخ مرت من تلك الغرفة لتتيبس قدميها أمامها ومشاهد بشعة من تلك الليلة اصبحت تمثل امامها وصوت صراخها وتوسلاتها به ترن في مسامعها تسارعت أنفاسها و ارتعش جسدها كما ارتعش في تلك الليلة وبدأت تشعر بلمساته القاسية على جسدها وكأنها تسترجع ماعاشته انسابت دموعها لترفع يديها تصم آذانها تمنع صدى صوت صراخها المؤلم من الاستمرار لتصرخ وهي تغمض عينها وتحرك رأسها يميناً ويساراً
-بكرهك …بكرهك
بالكاد استطاعت إقناع قدميها بالتحرك بضعة خطوات نحو الأريكة القريبة لتجلس تضم جسدها بيديها
واستمرت ترتعش وتبكي حتى هدأت لتشرد في تلك الشهور التي قضتها معه وكيف استطاع جعلها تحبه
و تنصاع لمشاعر الحب التي لطاما رفضتها كانت عيناها تشرد في ضياع ، حتى سمعت صوت آذان الفجر يشق
سكون الليل وكأنها رسالة طمأنينة من الله لتتحرك نحو الحمام وتتوضأ
ثم فرشت سجادتها لتصلي وتدعو الله بقلب صادق ان يلهمها الصبر وينقذها من تلك المشاعر التي تعيش فيها
كالتائهة لاتعلم ماهو القرار الصائب
لتدعو الله ان يدلها للصواب فلم يعد لها سواه تلتجئ اليه كفكفت دموعها ودعت بصدق
-يارب مليش غيرك يارب دلني ياربي اعمل أي يارب يارب ريح قلبي يارب
توكلت على الله وذهبت إلى النوم تاركة أمرها الله
********************************
في غرفته بداخل فيلا الجوهرى الغارقة في الظلام برغم ان الشمس قد أشرقت لكن تلك الستارة المغلقة حجب قماشها الثقيل ضوء الشمس لتغوص تلك الغرفة في العتمة و السكون القاتل كان يزيد من أفكاره التي فتكت بعقله حتى اصبح
كالمغيب في عالم الندم صوت أنفاسه البطيئة تحاكي اختناق روحه في بعدها عنه لايواسيه سوى تلك الصور التي يقلبها يميناً ويساراً يسترجع معها ذكرياته الجميلة وأمنية مستحيلة كانت تدور في عقله ياليت تلك اللحظات تعود لينعم بوجودها دموعه المحبوسة ثارت وأعلنت العصيان منسابة بقهر وهو يقرب صورتها من فمه يقبلها
ويطلب منها أن تسامحه
-سامحيني يا شمسي
حتى بدأ يحاور صورتها كأنه يحاورها بعتاب
-بتحبيني ياشمس طب ليه ماقولتيش ليه حرمتيني اني اسمعها منك مش جايز كانت حياتنا مختلفة دلوقت
ليبتسم وهو يتخيل ماكان سيحدث لو سبق اعترافها فعلته
-كنا اكيد هنكون فرحانين في حضن بعض
وتزامنت ابتسامته مع دموعه التي سالت تخترق تلك الابتسامة ويعكر مذاقها المالح ذلك الخيال اخرج لسانه
يزيل تلك الدموع عن شفتيه وحرك إبهامه يمسح اثرها ويكمل عتابه بسخرية
-كان زمانا بنقضي شهر العسل
تنهد بيأس واحاط جسده بغطائه يتوسل عينه ان ترحمه وتغفو فقد أرهقه قلة النوم
رنين هاتفه الذي تصاعد وانقطع وعاد يتصاعد وانقطع ثلاث او أربع مرات جعله يمد يده ويجيب عليه مضطراً
وبصوت متعب قال:
-الو
-فارس انت فين؟
-عاوز أيه يا طارق ؟
-حبيبي عامل أيه النهاردة ؟
-عايش
صوتة الي ملأته الحسرة وغلفه اليأس اعتصر قلب طارق ليلومه قائلًا
-وبعدين يافارس هتفضل كدة لحد امتى؟
-لحد ما تسامحني
تنهد طارق بقهر وأكمل يواسيه
-حبيبي هتسامحك انت أديها وقت يا فارس الي حصلها مش شوية
خنقت صوته العبرات واختفت كلماته تحت وطأة الندم الذي يتآكله
-فارس انت سامعني انت فين ؟
كرر ندائه بقلق
-فارس انت فين رد عليا ؟
-أنا عاوز انام سيبني يا طارق يمكن النوم ينسيني
كانت هذه آخر كلمات سمعها طارق منه قبل ان يغلق الهاتف
أذعنت أجفانه لسلطان النوم ليغفو قليلاً حتى اجفله فتح الباب بقوة لينتفض بفزع وانزعاج وهو يرى والده
يندفع نحو الغرفة بغضب يفتح الستائر ويقول له موبخاً
-هتفضل لحد امتى حابس نفسك كدة انت اتجننت كل دا عشان خاطر بنت ورد ؟
وبصوت مجروح قال متهكماً
-أهي سابتني زي ما قولت افرح يابابا أنا بخسر تاني
ليهتف بصوت حمل نبرة الانتصار
-عشان تسمع كلام أبوك لما قولتلك انها هتسيبك ، يابني دي بنت ورد
اعتدل في جلوسه حانقاً وقال بحدة
-انت شمتان فيا ؟
ضحك ضحة مستفزة جعلت فارس ينظر له بدهشة زادت عندما سمعه يقول
-أنا شمتان فيها هي
اتسعت عين فارس ينظرله بتعجب وصرخ بأنفعال
-وهي عملتلك أي عشان تشمت فيها دي بنت اخوك
-وبنت ورد
قالها بسرعة زادت من تعجب فارس ويسأله
-للدرجادي بتكرها وتكره أمها طب ليه مش فاهم
غامت عينيه بغضب ونظر له نظرة ضائعة
-عشان ورد سبب مشاكلي كلها هي الي دمرت حياتي
صدمة فارس بكلامه جعلتة يحدق به مطالباً إياه بتفسير
ليعود للماضي ويخبره بخفوت
-كان عندي تمنتاشر سنة لما شفتها واقفة مع أبوها على عربية الفول خطفت قلبي من اول نظرة قربت وكنت عاوز أتكلم معاها لكن هي صدتني حاولت بعد كدة مرة واتنين وتلاته لكن هي كانت بتصدني دايماً دخلت الكلية
وانشغلت فيها واتعرفت على بنات كتير لكن صورتها مش راضية تفارق خيالي كنت بقف ساعات أراقبها
من بعيد عشان بس أشوفها وأرضي قلبي الي بيشتاق لها مرت سنين الكلية واتخرجت كنت فرحان وانا رايح
عشان اطلب من ابويا أخطبها رسمي كنت عارف ان ورد مش هترضى غير بالحلال لكن الي حصل اني
لقيت اخويا حسين بيكلم ابويا عنها وأنه بيحبها وعاوز يتجوزها عشان اعرف بعد كدة انها كمان بتحبه
شفت رفض ابويا انه يتجوزها فقررت اني أنساها واتجوز ست ستها بعد ما قهرتني لما فضلت حسين عليا
ليه حبته وانا كانت بترفض حتى تكلمني ليه
عشان كدة اتجوزت أحلام
كانت بنت صاحب ابويا شفتها مرتين جميلة وهادية مثقفة وأبوها تاجر كبير كانت احسن من ورد الف مرة
لتختنق كلماته وهو يضرب على صدره ويقول
-بس الغبي دا معرفش يحبها رغم انها كانت بتحبه ، أحلام اكتر حد حبني في الدنيا لكن أنا ماكنتش بشوف حبها
كنت شايف انها حد أنسى بيه ورد وبس
أغمض عينيه حزناً على والدته التي لم تكن سوى بديل او شي يستطيع ان ينسى بها حبه فقط ليستمع له وهو يكمل وهو يطأطأ رأسه بندم
-حاولت احبها معرفتش ويمكن أصلا ً أنا ماحاولتش أتولد طارق واتولدت انت وكنت بقول بقى عندي عيلة لكن
برضو مقدرتش كنت بشوفها بتحاول ترضيني بأي شكل بس أنا كنت جاحد وظالم مقدرتش كل الي بتعمله
لحد اليوم الي شفت فيه حسين وورد كانو بيتمشوا سوى ومعاهم بناتهم الاتنين كان سعيد اوي وهي كانت اسعد
حقدت عليه وشفته اخد السعادة الي كنت ممكن أعيشها وحقدت عليها عشان مرضيتش تعيشني السعادة دى
ليزفر أنفاسه بندم وهو يقول:
-رغم اني كنت غبي وسعادتي كانت بين ايديا بس أنا اللي كنت برفس النعمة وأضيعها
في اليوم دا روحت ملهى ليلى وهناك شربت عشان أنساها واخترت اني أعيش علاقات محرمة يمكن اعرف أنساها
بس المشكلة اني منستهاش
والمشكلة الأكبر اني كنت بطلع غيظي وقرفي على الانسانة الضعيفة الي حبتني كسرتها وذلتها أهنتها بأبشع الطرق كنت متأكد اني مهما عملتلها مش هتسيبني لانها بتحبني كانت بتخبي عن الكل الي بعملو فيها وفضلت صابرة وكاتمة وانا بدل ما احترم صبرها كنت بزيد عليها واقول أحلام بتستحمل
كل ما حسين يجي عند ابويا يتوسلوا يسامحه كنت بشوف فرحته بيها وبناته كنت بحقد عليها زيادة ومع إنكم كنتم ولاد مكنتش فرحان بيكم كنت بملا ودان ابويا عليه واخليه يطرده عشان يشفى غليلي منه وكنت برجع البيت واطلع حرقتي فيها ماهي أحلام هتستحمل ومش هتسيبني لكن مكنتش اعرف انها هتسبني للابد
مكنتش اعرف اني هخسرها هخسر الانسانة الي حبتني واستحملتني معرفتش قيمتها إلا لما راحت من بين أيديا
عشان كدة كرست عمري كله عشان انتقم من ورد وحسين بس حسين مات وخلص مني بس ورد فضلت قوية بعده وفضلت اكره ابويا فيها وفي بناتها واوصله كلام كدب هي ماقالتهوش عشان يكرهها اكتر ويبعد عنها عشان تدوق المر الي أنا دوقته بعد ما خسرت أحلام هي السبب
دهش محسن وهو يرى ولده يرفع يده ويصفق له بقوة ويهتف ساخراً
-حلو اوي دور الضحية الي انت عايشه
ثم وقف امامه ينظر له بحدة ويقول
-تعرف زمان كنت بلوم نفسي اني باتهمك انك السبب في موت امي لكن دلوقت أنا متأكد انك انت الي قتلتها حتى لو القتل كان بأديها هي مش بأديك
رد محسن له نظراته وقال مستهزءاً
-ما أنت عملت زيي قت*لت مراتك زي ما أنا كنت السبب في م*وت مراتي
قبض فارس على يديه حتى ابيضت مفاصله يكتم غضبه ويحاول التحكم بأعصابه خشية تهوره ليمنع نفسه من لكمه ليكمل الآخر حديثه الذي بدأه بضحكة مستفزة
-لما ابويا اجبرهم على الجواز منكم فرحت ان بنتها الي كانت فرحانة وبتفتخر بيها هتتكسر الكسرة دي هتتجوز واحد معندوش شهادة
ولما شفتها فرحت اكتر عشان شمس نسخة من ورد وانت باللي عملته ليها ذلتها يعني ورد اتذلت
انت ساعدتني في انتقامي من غير ما أطلب منك
أنهى كلماته بضحكة انتصار ودفعه عن طريقه مغادراً الغرفة تارك إياه يستشيط غضباً ليلكم الحائط امامه وهو يردد يفرغ انفعاله من والده وحديثه وهو يصرخ
-بكرهك …بكرهك …عمري ما هسامحك
*********************************
أستيقظت صباحاً تمسك هاتفها وتقرأ ذلك الخبر الذي اعتبرته رسالة التي كانت تنتظرها لكي تعلم ما تفعل
ظلت تفكر فترة من الزمن حتى اهتدت إلى الحل الأمثل والشخص الأمثل لكي يساعدها في تنفيذ مخططها
لتبحث عن رقم وتتصل به
كان طارق في المستشفى عندما رن هاتفه برقم شمس ليتعجب ويجيبها فوراً
-الو
-ايوة يادكتور ممكن أقابلك ومن غير حد مايعرف لوسمحت
-شمس انت كويسة ممكن اعرف مالك ؟
-لما نتقابل هتعرف
امتثل لطلبها واتى على الموعد للقائها في احدى الكافيهات بعيداً عن المنزل وهذا ما أثار تعجبه اكثر
جلس امامها بترقب ينتظر ان تبدأ في الحديث
-ازيك ياشمس عامله أيه ؟
طأطأت رأسها بألم وقالت:
-الحمد الله احسن
خلع طارق نظارته الشمسية وأمسك بها يحركها بين يديه ويرتب كلماته التي يحاول أن يستعطفها بها ليقول بأسف
-شمس أنا مش عاوز أدافع عن فارس بس الي حصل كان غصب عنه صحابه…
أوقفته عن الكلام بحركة من يدها فمهما كان السبب فلن يشفع له مافعله بها لقد جرحها وانتهى الأمر ولن تمنحها الغفران مهما كان السبب
-لو سمحت يا دكتور أي كلام وأي مبرر ممنوش فايدة دلوقت
-بس يا شمس انت لازم تفهمي
نهرته بحدة
-لوسمحت مش عاوزه أفهم أي حاجة أنا عاوزة أنسى وأتجاوز كل حاجة
تنهد بيأس بعد ان استشعر رفضها التام
-أنا عاوزاك في طلب وياريت تساعدني
تنبهت حواسه وسألها بفضول
-وأيه الطلب يا شمس ؟
-قرار التكليف ظهر وانا عاوزاه يكون في الصعيد فى قنا
اتسعت عيناه بدهشة وسألها بصوت غلفه اللوم
-يعني أيه عاوزة تهربي يا شمس ؟
ترقرقت الدموع في عينيها وخالط ألمها صوتها لتخرج كلماتها برجاء
-ارجوك يادكتور ساعدني انا تعبانة اوي خليني ابعد يمكن ارتاح
نغز قلبه حديثها وغطى حزنها عقله ليسألها
-وليه قنا يعنى أنا مش فاهم
حركت اصابعها تحت عينها تزيل دموعها المنسابة
-أنا هروح هناك عشان فيه حد عزيز عليا هيستقبلني واقدر الاقى مكان ارتاح فيه
لم يثر اختيارها للمكان استغرابه بقد ما ادهشه طلبها
-كل الي بطلبه منك محدش يعرف مكاني ولا اخواتى ولا فارس
ليقطب حاجبيه في حيرة
-طب فارس وفهمناها اخواتك ليه ؟
لتفصح له عن مخاوفها
-خايفة اتأثر لو عرفوا مكاني واجبروني ارجع وخايفة فارس يضغط عليهم ، ارجوك مش عاوزة حد يعرف ، أنا حتى عرفتك انت بالذات عشان تغطي عليا في المستشفى و ماتقولش لحد عى مكان تكليفى فين ومحدش يعرف مكاني غيرك انت ونجوى عشان أنا هفهم اخواتي ان دكتور خالد عم نجوى عرض عليا فترة تدريب اكلينيكى في دبي وانا هاخد اجازة عشان احضر التدريب ده
كانت عينيها معلقه بعينيه تتوسله ان يوافق
-ارجوك يا دكتور أنا محتاجة فترة اعرف أفكر فيها ومدة التكليف هتساعدني
رفع حاجبيه بدهش اكبر
-شمس مدة التكليف سنة او اكتر هتفضلي هربانة سنة
-ارجوك يادكتور جايز تكون اقل بس ساعدني ارجوك
تنهد بقلة حيلة يفكر بها وبشقيقه وشقيقاتها لكنه حسم قراره بمساعدتها
-خلاص يا شمس بس اعرف هتروحي فين ونتفق هنقول أيه
-يعني توعدني محدش يعرف مكاني
صمت يتطلع لها ويقول بصدق ويبتسم مؤكداً لها كي يطمئنها
-وعد يا شمس محدش هيعرف
لتبدأ تقص عليه فكرتها في الذهاب لقنا وأنها اختارت هذا المكان البعيد والمريح للأعصاب وأرضت فضوله
عندما أخبرته عن الشخص الذي ستمكث معه في قنا وهي (الخالة نعمة) تلك السيدة التي انقذ والدها ابنها ليكون ذلك سبب في وفاته تلك السيدة التي حملت مافعله والدها دين في رقبتها لتستمر في زيارتهم ومساعدتهم حتى نشأت بينهم علاقة قوية جعلها الخيار الأمثل لتلجأ اليه وتختار قنا مكان لتهرب اليه
*********************************
وبعد مرور ايام صدق طارق في وعده وها هي تقف تلملم آخر مقتنياتها وسط صراخ وعتاب ندى وهدى
-انت اتجننتي ياشمس بتبلغينا انك مسافرة قبل ساعة من سفرك
صرخت بها ندى تعاتبها
-طب ممكن نفهم رايحة فين ؟
هتفت بها هدى لترد عليهم ببرود
-وانا قولتلكم اني مسافرة دبي دي فرصة ومش هاضيعها
قالتها وهي تغلق سحابة حقيبتها وتنزلها عن السرير تجرها نحو الصالة
-وليه معرفتيناش قبل كده ؟
قالتها ندى بحدة
-قولتلك تذكره الطيارة هي الي حكمت
-وانت فاكراني هقتنع
-متقتنعيش ياندى بس أنا مسافرة
حملت حقيبة يدها ووضعت هاتفها داخله وسط حنقهن
نفثت أنفاسها الغاضبه وهتفت بما ساندته به هدى
-انت عاوزة تهربي يا شمس
لتقول بأنفعال
-ايوة عاوزه اهرب لو دا يريحكم
أمسكت ندى يدها برجاء
-بلاش ياشمس ارجوك احنا مش هنقدر على بعدك
لتمسك هدى ذراعها الآخر وتوسلها
-ارجوك ياشمس مش هنستحمل
أغمضت عينها تتوسل مدامعها ان لا تخونها لتتصنع المزاح وترسم ابتسامة كاذبة على شفتها وهي تقول مدعية الانزعاج وهي تزيح أيديهم
-بُعد أي هو انتوا ليه محسسني اني مهاجرة ومش راجعة تاني دي فترة مؤقتة اولاً وبعدين دي دبي يا بنات فاهمين يعني أي دبي يعني حياة يانكدو سيبوني اشوف حياتي شوية اخد هدنة
لتكمل بصوت يشوبه الآسى
-خلوني مرة وحدة في حياتي اعمل حاجة تفرحني حاجة من اختياري ونفسي فيها
كلماتها ألجمت افواههم وكبلت اعتراضهم هل سيقفون في طريقها هذه المرة أيضا هل سيكونون أنانين ويحرمونها مايريحها لتنظر احداهما للأخرى في تيه
أمسكت مقبض الحقيبة تسحبها نحو الخارج لتجد طارق وعلي ينتظرونها في الخارج لتتجه عيناها نحو طارق الذي أشار لها بعينه ان تطمئن ابتسمت له كما ابتسمت لعلي
لتقترب منه وتخرج ظرف وتعطيه له وتكلمت بخفوت مضطرب
-ممكن تدي الظرف دا لفارس
التقط منها الظرف وحاول الدفاع عنه
-شمس صدقيني فارس تعبان وندمان هوملهوش…
وكما أوقفت طارق عن الدفاع عنه أوقفت علي رافضة بشدة الاستماع اليه
-لوسمحت ياعلي بلاش كلام في الموضوع دا
ثم وزعت نظرها بين علي وطارق ورسمت ابتسامة هادئة لتقول بأمتنان
-متشكرة أوي على وقفتكم معايا
لتلمع عينها بدموعها الحبيسة وهي تلفظ أمانيها المستحيلة
-كان نفسي يكون ليا أخ يسندني
لتتسع ابتسامتها وتتكلم مازحة
-بس زي مابيقولوا رب أخ لم تده أمك لكن تزوجته أختك
ضحك علي وطارق على حديثها لينظر لها طارق
-خلي بالك من نفسك
ليكمل علي
-لو احتاجتي حاجة أنا موجود أنا اخوك زي ما قولتي
-متشكرة
ثم التفتت تخبرهم برجاء وهي تشير نحو شقيقتيها اللتان وقفتا يطالعن المشهد من بعيد بدموع تساقطت رغما عنهم
-خلو بالكم من القمرات دول مش هوصيكم على اخواتي
-متشليش هم ، اخواتك في عنينا
قالها علي وأكدها طارق
-البنات في عنينا خلي بالك من نفسك انت وطمنينا عليك
اومأت برأسها ليتصاعد رنين هاتفها فعلمت انها نجوى قد وصلت
استدارت نحو شقيقاتها وفتحت ذراعيها
-أي يا بنات ورد مش هتسلموا عليا
اتجهو نحوها بخطوات سريعة يحتضنونها لتتعالى شهقاتهم حتى ابتعدت عنهم مرغمة قبل ان تنهار هي ايضاً
-أنا اتاخرت على طيارتي
-خلينا نوصلك المطار
قالتها ندى متوسلة لتهز رأسها رافضة
-ملوش داعي نجوى هتوصلني
سارت يتبعها علي يحمل حقيبتها ويدا شقيقتيها لازالت تمسك بكفوف يدها يرفضن إفلاتها حتى وصلت إلى السيارة ليتعانق الثلاثة عناق الوداع تحتضن احدهما الأخرى بقوة حتى سمعوا صوت نجوى التي ألمها منظرهم لتنهي هذا الألم وهي تناديها
-يلا ياشمس هتتأخري
خرجت من أحضانهم وركبت السيارة وهي تلوح لهم مودعة لتتحرك سيارتها تعلن الفراق الذي مزق وقلوبهم
ظل الاثنتان تنظران نحو السيارة يتمنون لو انها تعود وتعدل عن قرارها لكنها اختفت عن أنظارهم تقطع عليهم أمل العودة لتحضن احدهما الأخرى تواسيها
اما سيارة نجوى التي ظنا انها اتجهت نحو المطار اتجهت نحو محطة القطار لتودع صديقتها وتعدها ان تحافظ على سرها وتكون طريق التواصل بينها وبين شقيقاتها بعد ان أخرجت شريحة هاتفها واستبدلتها بشريحة أخرى
جديدة احضرتها نجوى لها
**********************************
دخل ذلك النادي الليلي يركض بغضب وعينه تبحث عن حازم بعد ان هاتفه منير يخبره ان حازم ظهر
وهو موجود الآن في النادي الليلي بعد اختفاء دام أيام عديدة
التقطته عينه يحمل كاسه بيده ويحتسي مشروبه هرول نحوه ليقف امامه يمسك مقدمة ملابسة ويهزه بعنف
وهو يصرخ عليه بأنفعال وسط دهشته التي امتزجت بالرعب
-عملت فيا كده ليه يا كلب ؟
ثم انهال عليه يلكمه عدة لكمات وهو يردد معاتباً
-عملتلك أيه ليه تعمل فيه كده دا أنا صاحبك يا حيوان ؟
حازم الذي بدأت الدماء تسيل من انفه وفمه ويده تحاول التخلص من فارس الذي كان كالمجنون
يخرج غضبه الذي كتمه كل تلك الأيام
حتى استطاع بعض الرجال إبعاده عنه مع استمرار صراخه عليه
-عملت كده ليه ياحيوان ؟
لتتسع عيناه وهو يستمع لصراحه حازم الذي وقف يمسح دمائه
-لأني بكرهك …انت مغرور وعندك كل حاجة شايف نفسك احسن من الكل وفوق الكل
كنت دايماً بشوفك وانت بتلعب بالفلوس وبتسافر وتنبسط اشمعنا انت وانا لا
رغم انه اخبره ان سبب كرهه هو الغيرة منه لكن ما إخفاه عنه انه ازداد حقدًا عليه عندما رأى نظرات زوجته التي يعشقها له وإعجابها الظاهر به لذلك قرر ان يدمر حياته
فارس الذي أصابته الصدمة من كلامه وقف لحظات يستوعب حديثه قبل ان يتملص من يد الرجل الذي يمسك به ويتجه نحوه يجذبه ويضربه من جديد وهو يخرج هاتفه ويجبره على تسجيل كل الحقيقة وأنه
قد أتى لهم وهو ينوي التوبة وهو من اجبره على شرب الكأس الملوث بالمخدرات
امتثل حازم وسط المه من ضرباته ولكي ينجو منه قبل ان يفترسه كأسد جريح لما طلب وقال الحقيقة كاملة
وبعد ان أنهى تسجيل كل شيء دفعه عنه بغضب وبصق عليه وهو يقول
-من النهاردة لا أعرفك ولا تعرفني وتحمد ربنا اني مخلصتش عليك
عاد إلى سيارته فرحاً ليسرع نحوها يحمل دليل براءته على أمل ان تسامحه عند سماع التسجيل
وقف أمامهم يلتقط أنفاسه المتسارعة بعد أن صعد السلم راكضاً دارت عينيه بينهم يبحث عنها بلهفة
ليسألهم بأنفاس لاهثة وهو يرسم ابتسامة عريضة على وجهه
_ شمس حبيبتي فين أنا جبت دليل برائتي فينها خليها تسمع عشان تسامحني
قال كلمات برجاء وعينه تتوسل أن يراها
حتى أشفقوا عليه جميعهم
لينظر أحدهم الاخر بأضطراب لايعلمون بماذا يجيبون
ابتسامته العريضة تلاشت تدريجياً وهو يرى اضطرابهم
ليسألهم بقلق
_مالكم فيه ايه شمس فين؟ حبيبتي فين ردو عليا
كلماته الاخيرة التي صرخ بها بأنفعال جعلت طارق ينظر له ويقول بتلعثم
_شمس سافرت
أتسعت عيناه بدهشة ليصرخ كالمجنون وهو يتجه نحو غرفتها ينادي عليها
_سافرت فين... شمس.. حبيبتي أنت فين..
ليفتح أبواب الشقة الواحد تلو الاخر كأنه لا يريد تصديق
انه خسرها عقله يرفض فكرة فقدانها
_شمس حبيبتي أنا جبتلك دليل البراءة حبيبك برئ يا نور عيني
طارق الذي كان يشاهد انهيار شقيقه بقلب ممزق
ينزف ألماً لأجله كاد أن يضرب وعده لها عرض الحائط ويخبر شقيقه عن مكانها لكنه تماسك في أخر لحظة وهو يفكر بها ما ذنبها
ليخذلها الجميع حتى هو
ليصمت وهو يراقب فارس الذي بدأ الآن يستوعب الحقيقة وهو يقترب منهم بخطى مثقلة ليقف أمامهم بعين متحجرة انسابت منها دموعه ترافق كلماته المرتعشة بعجز من ألم فقدانها
_سافرت فين؟
على الذي كان ينظر له بأشفاق وحزن اتجه نحوه بقلق يمسك يده ويجرها كطفل صغير
_تعالى يافارس أقعد أرتاح
لكنه نفض يد على بعنف وهو يصرخ كأنه أستفاق
بعد أن غاب عقله لحظات من هول الصدمة
_أقعد فين أنا عاوز مراتي
مراتي فين؟
*******************************
تلك الرحلة التي كانت طويلة جدًا قضتها وهي تتذكر مشاهد من الماضي تغيبها بين طياته وتستذكر لحظاتها معه لتمزق قلبها تلك الذكريات كانت تظن انها ستعيش معه قصة الحب التي طالما حلمت بها
لكن هو جرحها وآذاها وجعلها تلعن تلك اللحظة التي ظنت بها ان الحب شيء جميل يكتب السعادة لصاحبه
صافرة القطار أخرجتها من دوامة افكارها معلنةً لها بداية فصل جديد في حياتها
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق