القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

سكريبت عوض ربنا كامل بقلم حور حمدان




سكريبت عوض ربنا كامل بقلم حور حمدان 




سكريبت عوض ربنا كامل بقلم حور حمدان 






كنت قاعدة على السرير ف أوضة تيتا… جسمي تقيل من التعب، وإيدي فيها كانيولا ، والبرد ماسكني من كل ناحية.

البيت هادي… هادي لدرجة تخوّف.

ولا حد سال عليّ… لا أمي، ولا أختي، ولا حتى خطيبي وحجتهم عندنا ظروف


لكن الحقيقة؟

أنا اللي كان عندي ظروف… وظروفي كانت وجع، ووحدة، وقلب بينزف من غير صوت.


قمت أبص على موبايلي…

كان جايلي مسدجين من أمي.

قلبي اتنفض… افتكرت إنها هتسأل عليّ، تقوللي عاملة إيه يا بنتي؟ كويسة؟


بس أول ما فتحت واتساب…

حسّيت بوجع ملوش اسم.

وجع يوقف النفس… ويخلّي كل التعب اللي في جسمي يبقى ولا حاجة جنب اللي قريته.


الوجع كان في قلبي أكبر من أي وجع في الدنيا… لما شفت المسدجات اللي كانت بتقولّي فيهم:


استعبطي استعبطي… نزّلي صورك وانتي تعبانة عشان تخلّيه يصالحك.

بس على مين يابت؟ دا أنا أمك… خبزاكي وعجناكي.


وتاني مسدج.

بس متقلقيش يختي… طمني قلبك كده.

وأحب أقولك سابِك، وهيكتب كتابه ع اختك كمان أسبوعين بس


رجعت موبايلي جنبي على السرير… دموعي بتقع على الخد من غير ما أمسحها.

قلبي عمال يسأل سؤال واحد:


ليه؟

ليه أمي تبعتلي دا…

وهي أصلا سايباني هنا من شهور عند تيتا، لا زيارة ولا سؤال ولا حتى مكالمة فيها رحمة؟


قمت بالعافية… مش قادرة أتنفّس من صدمة الرسالة.

نزلت من على السرير، وفتحت باب الأوضة، وروحت لتيتا اللي كانت قاعدة في الصالة بتتفرج على التلفزيون.


وقفت قدامها… وإيدي بتتهز.

قلت بصوت مكسور:


تيتا… هو الكلام دا بجد؟


تيتا  ملامحها اتغيرت، وشها اتشد وقالت

إيه؟ إيه اللي حصل؟

مدّيت ليها الموبايل

بصت في المسدجات.

عينها اتسعت ووشها بقى أحمر من الغضب.


أمك دي يمين بالله ما بقيت فاهمة دماغها!

دي بدل ما تطمني عليكي… تبعتلك دا؟


قعدت جنبها… ودموعي بتزيد


هي… موافقة إن خطيبي يسيبني؟

وكمان يكتب كتابه على اختي؟


تيتا مسكت إيديا بإيدها الدافية، وقالت:


يا بنتي… أمك اتغيرت. من يوم ما اتجوزت الراجل الي اسمه ابوكي دا

لكن اسمعيني… اللي بيحصل دا مش ذنبك.

ولا له علاقة بقيمتك.


وقبل ما ارد…

رن تليفون تيتا.

بصّت للشاشة…

واتكسّفت  غصب عنها بس قالا

دي… أمك.

بصوت ثابت قلت:

ردّي.


تيتا ردّت… وأنا قاعدة قدامها، قلبي بيدق في وداني.


ألو يا بنتي…

آه، هي كويسة… آه المحلول خلّص… لا، ما بتعيطش.

إنتي بعتّيلها ليه الكلام دا؟


سمعت صوت أمي من السماعة… عالي، وبارد:


عشان تفهم… عشان متعيشش في وهم. الخطوبة خلصت. وهو داخل على حياة جديدة. وأنا مش هفضل أقول وأعيد. قلّتلها اللي لازم تعرفه.


تيتا قالتلها بعصبية:


طب كان بإيدك تستني تكلميها تحني عليها دي بنتك مش واحدة من الشارغ


أمي ردت بكلمة كسرت قلبي:

بنتي؟

أنا عاملة اللي يفيدها

وهي هتفهم بعدين.


سكتّ

ولقيت نفسي بقوم، وباخد التليفون من إيد تيتا… وقلت بصوت ثابت لأول مرة:


أنا فهمت خلاص

فهمت إنك اخترتي كل الناس إلا أنا.

بس صدقيني

الخسارة مش خسارتي.

أمي شهقت من الصدمة:

إنتي بتكلميني كده؟

قلت بهدوء موجوع:

أيوه لأنك أول مرة تسمعي صوتي الحقيقي.

صوتي اللي طول عمري كنت بكتمه عشانك.

وقبل ما ترد

قفلت المكالمة.

وبصيت لتيتا وقلت:

أنا مش هرجع البيت دا تاني.

تيتا قامت وحضنتني

وقالت بصوت مخنوق:

وأنا معاكي… وهتشوفي أيام أحسن من اللي راحوا كلهم.

رجعت أوضتي

ولقيت مسدج جديدة من خطيبي سابقًا:

“معلش… ما قدرتش أكمل معاكِ. الظروف أقوى مني.”

مسكت الموبايل

وإيدي ثابتة.

لا… الظروف مش أقوى منك.

إنت بس أضعف من إنك تحارب عشاني.

وبعدها…

بلوك.

نهاية مش رجوع بعدها.


قفلت الموبايل ونمت

عدّى اربع شهور

 كنت فاكرة إني هقعد فيهم أعيط، أنهار، أدور على السبب… بس اللي حصل كان العكس.

كنت بصحى كل يوم وأنا قلبي أهدى بشوية، يمكن عشان كنت مع تيتا، يمكن عشان مفيش حد يوجعني… يمكن عشان ربنا كان بيطبّ عليا من غير ما آخد بالي.


وفي يوم…

صحيت على صوت تيتا بتنده عليا:

يا حور… البسي بسرعة. وانزلي


نزلت… لقيت أمي وأختي قاعدين في الصالة.

أول مرة أشوفهم من يوم ما سبت بيتهم.


أختي كانت باينة… متغيّرة.

وشها أصفر، وعنيها حمرا من البكاء، ووزنها نازل.

وأمي؟

واقفة جنبها بس مكسورة… كأن الدنيا قلبت عليها.


قعدت وأنا مش فاهمة.

أمي قالت بصوت مكسور لأول مرة:

حور… أختك عايزة تقولك حاجة.


بصّتلي أختي… ودموعها بتنزل:

أنا… أنا اتجوزته يا حور.

ما اتصدمتش… كنت عارفة.

كملت وهي بتقع:

بس… حياتي معاه جحيم.

بيهنِّي، بيزعق لي، بيقولّي إنه كان بيحبّك وإني عمري ما هبقى زيّك.

كل يوم يقارن… وكل يوم يفتكرّك.

وكل يوم… بيعيط انه سابك


أمي قالت وهي ماسكة دموعها:

والله يا بنتي أنا غلطت… غلطت لما ما حسبتش حسابك.

هو طلع وحش… وطلع لا كان ليكي ولا ليها.


بصّيت لهم… وعمري ما حقدت.

بس قلبي ما وجعش.

خلاص… خلاص اتعلّم.


قلت بهدوء:

_اللي اخترتو بإيديكم… استحملوه بإيديكم.

أنا مش هقدر أرجّع الزمن ولا أمسح اللي عملتوه.

بس ربنا عادل


أختي قعدت تعيط أكتر:

سامحيني… أنا ندمانة. ندمانة على كل اللي حصل.


ردّيت عليها:

سامحتك… بس مش هرجع أكون نفس البنت اللي كانت بتجري تشيل الدنيا عنكم.


سكتوا… وفضلت هي تبكي.

وأنا؟

ولا دمعة نزلت.

الوجع خلص خلاص.


بعد سنة…


كنت واقفة قدام باب تيتا…

وهو وقف قدامي بابتسامة دافية:

شخص مختلف… محترم… قلبه طيب…

دخل حياتي بهدوء، من غير ما يطلب حاجة، من غير ما يجرحني، من غير ما يضغط عليا.

كان بيقولّي دايمًا:

لو تعبتي… كتفي هو الراحة. ولو ضعفتي… إيدي هي السند. إنتي معايا مش محتاجة تبقي قوية طول الوقت.


اتخطبنا، والناس كلها قالت:

يا بختك… دا يشيلك من على الأرض شيل.


وهو فعلًا كان بيشيلني… مش جسد، لا…

بيشيل روحي من التعب، وقلبي من الكسرة، وحياتي من الوحدة.


يوم فرحي…

عدّيت  من قدام أختي  وهي واقفة في نص الحفلة…

وشها حزين، وبصّة عليا بعينين كلها حسرة وندم.


جت وقالتلي وهي بتعيط:

مبروك… تستاهلي كل دا والله.


ابتسمت وقلت:

ربنا يعوّضك… كلنا بناخد نصيبنا.


ومشيت…

وأنا حاسة إني أخيرًا… أخيرًا

خرجت من الحكاية دي أقوى، أنضج، وأجمل.


ومعي راجل…

بيحبّني بجد،

وبيشيلني من على الأرض شيل،

وبيعلّمني إن ربنا لما بياخد…

بيعوّض بأحسن مما كنت أتمنى.


#تمتت

#عوض_ربنا

#حكاوي_كاتبة

#حور_حمدان


تعليقات

التنقل السريع
    close