سكريبت مرات الاب كامل بقلم حور حمدان
سكريبت مرات الاب كامل بقلم حور حمدان
بقولك يا ماما يا حبيبتي، ممكن آخد فونك أعمل مكالمة بس؟
ضحكت وقالتلي:
لحقتِ تخلصي الرصيد؟ خدي يا حبيبة ماما، الفون جنبك على الترابيزة أهو.
خدت الفون، وفعلاً كلمت خطيبي، ما خلاص فاضل يومين بالظبط على فرحنا.
وبعد ما خلصت المكالمة، كنت رايحة أديها الفون، بس لفت نظري رسالة على الواتس.
غصب عني دخلت على الشات… كانت مريم، أختي.
كانت باعتالها صورتين، مفهمتش منهم حاجة غير لما شفت المسدجات:
يا ماما بقى، تعمليلي الأبيض وتعملي لبنت جوزك الديكور القمر ده؟
حرام عليكي والله، كسفتيني قدام أهل جوزي ليه كده؟
مش مسامحاكي، لا دنيا ولا آخرة بجد.
كمية وجع وقهرة كفيلة تعيش في قلبي مليون سنة قدّام بسبب كلامها ده.
أنا ومريم مش أخوات…
بس كل الفكرة إن والدتي توفت، وماما فاطمة كمان اتطلقت، فهي وبابا شافوا بعض واتجوزوا.
وكان عندها من طليقها بنوتة… اللي هي مريم.
بابا كان بيعوض مريم حنان الأب، وباباها كمان كان كويس جدًا، وكان مسافر بره، فكان بيبعتلها كل حاجة حلوة، ومعاها مامتها.
وفي نفس الوقت، بابا كان بيحاول يعوضني أنا كمان عن مامتي اللي اتحرمت منها من صغري، وكمان ماما فاطمة.
في الأول مكنتش متقبلاها، بس مع حنيتها عليّ وطيبتها المفرطة معايا، أوقات كانت بتعاملني أحسن من بنتها نفسها.
كانت دايمًا تقول لبابا:
اهي بنتك دي اللي هتدخلني الجنة… حنينة، وجميلة، وطيبة، ونضيفة، وذكية.
كان فيها كل الصفات الحلوة.
عمرها ما حسستني إن مامتي توفت، بالعكس، عوضت مكانها.
لحد ما كبرنا أنا ومريم…
مريم كانت أغلب الوقت متجنباني، ومش بتحب تتعامل معايا.
حتى لما أنا اتخطبت، هي كمان بعديها بفترة اتخطبت.
اقترحت على ماما فاطمة نعمل فرحنا سوا، بس هي رفضت، وإحنا كنا محددين الفرح.
فمريم عملت فرحها قبل فرحي بيومين بالظبط.
وقت الفرش، ماما رفضت نروح معاها، وهي اللي راحت فرشت كل حاجة.
وامبارح كان فرح مريم، بس الغريب إني معرفش جابت صور فرش أوضتي منين.
ممكن حد من اللي كانوا مع ماما بعتهم لها، ووقتها كانت بتقارن.
مسحت دموعي، ودخلت على ماما فاطمة، اديتها الفون، ولفيت وشي ومشيت.
دخلت أوضتي…
وأول ما دخلت، قعدت أعيط.
دخلت أوضتي وقعدت أعيّط، عياط مكتوم، من النوع اللي بيكسر القلب ومبيطلعش صوت.
حاسّة إني صغيرة اوي… ضعيفة اوي… ومش فاهمة أنا أذيت مين عشان أتحط في الموقف ده.
بعد شوية، سمعت خبط خفيف على الباب.
ماما فاطمة.
دخلت بهدوء، وقعدت جنبي من غير ولا كلمة.
مدّت إيدها ومسحت على راسي زي زمان، وقالت بصوت واطي ومكسور:
يا بنتي… ربنا شاهد على اللي في قلبي. أنا عمري ما فرّقت بينك وبينها، ولا يوم حسّستك إنك أقل، ولا إنك مش بنتي.
سكتت لحظة، وبعدين كملت وهي الدموع في عينيها:
بس يمكن الناس نسيت إن ربنا قال: فأمّا اليتيم فلا تَقهر… وأنا عمري ما قدرت أقهر قلبك.
الكلمة نزلت عليّ تقيلة…
مش علشان الآية،
علشان الوجع اللي وراها.
قربت منها وحضنتها، وحسّيت إن الدنيا كلها واقفة عند الحضن ده.
يمكن مريم شافت فرش،
وشافت ديكور،
بس مشافتش اللي شوفته أنا…
مشافتش أم اختارت تحب بنت مش بنتها من دمها،
ومشافتش قلب اتحمل ظلم وسكت،
علشان ميكسرش خاطر يتيمة.
فضلنا ساكتين شوية،
وأنا جوايا حاجة واحدة بس:
إن ربنا اللي شايف…
وإن القهر عمره ما كان دليل نقص،
دايمًا بيكون شهادة طُهر.
عدّى اليوم تقيل، وكل واحد شايل اللي جواه.
ماما فاطمة ما استحملتش يبات البيت مكسور.
مسكت الفون وكلمت مريم.
صوتها كان هادي بس حاسم:
تعالي يا مريم… البيت محتاجك.
مريم جت، من غير جوزها.
دخلت وهي باصة في الأرض، الإحراج باين عليها.
ماما فاطمة قعدتنا احنا الاتنين قدامها، وقالت:
أنا ربيتكم على إن مفيش واحدة فيكم تتوجع من التانية.
إنتي اتجوزتي، وفرحك عدّى، وأختك لسه داخلة على أيامها الحلوة…
ترضيها تبدأها بكسرة؟
مريم دموعها نزلت، وقالت:
أنا غلطت… الغيرة عمتني، ونسيت إنك عمرك ما قصرتي معايا، ولا هي.
بصّتلي وكملت:
سامحيني… والله ما كان قصدي أوجعك.
قربت منها وحضنتها، ومن غير كلام، الوجع ابتدى يهدى.
يوم فرحي جه…
وأنا في الكوافير، الباب اتفتح، ودخلت مريم.
كانت مستقرة، بس جايالي بقلب أخت بجد.
مسكت إيدي وقالت وهي مبتسمة:
النهارده أختي اللي بفرح لها من قلبي.
وفي الفرح، كانت معايا في كل صورة،
تزغرد، وتضحك، وتفرح كأنها لسه عروسة.
وأنا بزفّ، بصّتلها، لقيتها بتصفّق وعيونها مليانة دموع فرح.
ساعتها عرفت…
إن اللي بيكسب في الآخر مش اللي سبق،
ولا اللي فرشه أحلى،
اللي بيكسب هو اللي يعرف يصلّح،
وأم زي فاطمة تعرف تلمّ القلوب قبل ما تتكسر.
#تمتت
#حكاوي_كاتبة
#مرات_الاب
#حور_حمدان


تعليقات
إرسال تعليق