القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جرح فتى الفصل الثالث والرابع بقلم ولاء عمر حصريه وكامله

 

رواية جرح فتى الفصل الثالث والرابع بقلم ولاء عمر حصريه وكامله 



رواية جرح فتى الفصل الثالث والرابع بقلم ولاء عمر حصريه وكامله 


ــ بس أنا ياعم زيدان ما احبش أدخل الشغل علشان عملت حاجة مع حد، أنا أحب أدخل علشان أنا كنت يعتبر صنايعي معاه.


ــ لاء يا سيدي أنا هشغلك معايا زي أي صنايعي واللي تحبه.


خدت حوالي دقيقتين أفكر وبعدها قولت له :

ــ تمام أنا موافق، بس كواحد محتاج الشغل مش واحد عمل من وجهة نظرك جميل لأن أي واحد مكاني المفروض يعمل كدا ودا يكون ردة فعله.


ــ تمام يا علي يا ابني ربنا يكرم أصلك ويكتر من أمثالك.


بدأت أشتغل معاه من أول النهار وعرفني على اللي شغالين معاه.


وفي آخر اليوم عملت كوباية الشاي بتاعتي وقعدت في البلكونة بذاكر .


كان طالع من البلكونة اللي جنبي صوت الست من الراديو وهي بتغني وبتقول:

" يلا نعيش في عيون الليل 

ونقول للشمس تعالي 

تعالي

بعد سنة

مش قبل سنة."


رديت على الأغنية:


ــ والله لو تطول فأنا هكون ممتن ليها يا ست علشان إمتحان بكرا اللي مخلصتهوش، غني يا ست غني.


طلعت بنت المعلم زيدان على صوتي.


ــ أنا مكنتش أعرف إنك بتذاكر، آسفة.


ابتسمت ليها :

ــ ولا يهمك عادي، هو حد يكره الست وغناها ؟


قالت بتوتر وهي بتفرك في إيديها:

ــ شـ.. شكراً على موقفك معايا النهاردة.


ــ مفيش شكر يا آنسة ءء


ــ فاتن، اسمي فاتن.


ــ مفيش شكر يا آنسة فاتن، دا اللي يستحقه أي واحد مريض لحد ما نقضي عليهم.


ــ ما اعتقدش إننا حتى لو قضينها عليهم هنقضي على تفكير المجتمع العقيم اللي على طول بيجيب الغلط على الست.


ــ بس أنتِ مغلطتيش في حاجة، المريض اللي زي دا حتى لو منتقبة عمر النقاب ما هيمنعه يعمل القرف دا، اللي زي دا محتاج علقة نلمه هو وأشباه الرجالة اللي سوئوا سمعتنا دول في أوضة ونجيب عصيان خضرة كدا وننزل فيهم ضرب نرنهم علقة.


ــ أستأذن علشان ما اعلطكش عن مذاكرتك.


بالفعل دخلت وأنا قاعد سايب مستقبلي اللي المفروض اذاكر له وحاطط إيدي على خدي وبفكر في اسمها اللي لايق عليها، كأنها طالعة من أيام زمان بملامحها اللي فيها لمحة من ملامح الممثلة فاتن حمامة.

عارف إن كل واحد بيأخد نصيبه من اسمه بس مش لدرجة إنه يكون شبه حد بنفس الاسم.

نفضت الأفكار دي دماغي وفكرت في أبوها اللي ساعدني والمفروض أحترمه وقعدت أذاكر.


          ــــــــــــــــــ

بعد ما دخلت فتحت الرواية بتاعتي اللي بقرأها وقعدت أكمل قراءة بس بتشتت لأن يعتبر أول مرة يجمعنا كلام مصحوب بحوار.


دخلت البلكونة جيبت عودين نعناع وكنت داخلة فوقفني وقال:

ــ نعناع دا صح؟


ــ آه.


ــ طيب ممكن عودين منه لأني بحبه .


قربت منه القصرية اللي فيها النعناع بعد ما اديته كام عود وقولت بتوتر وابتسامة:

ــ إتفضل العيدان، وأدي القصرية علشان لو حبيت تأخد  منه.


ــ يعني مسمحاني مش سرقة ؟


هزيت رأسي وبعدها دخلت وأنا بقوله:

ــ تصبح على خير يا أستاذ.


ــ علي، وأنتِ من أهل الخير.


دخلت عملت كوباية النعناع وروحت دخلت الأوضة أكمل الرواية،فضلت قاعدة بقرأ فيها لحد ما نمت على نفسي وصحيت على صوت عبدالله أخويا وهو بيصحيني.


قومت صليت وعملت الفطار وروقت البيت وحطيت غسيل وبعدها وقفت أجهز في الغدا.


كل دا وأنا ساكتة، زعلي بقى زعل هادي ساكت صامت.

عادي كله بقى محصل بعضه .


سيبت اللي في إيدي لما سمعت التليفون بيرن فلقيتها أختي.


ــ ما تيجي تأخدي تالين يا فاتن شوية الله يسترك علشان عاملين عزومة النهاردة وأنا مفحوتة والله.


ــ من بعد موقف امبارح اللي مليش ذنب فيه وأنا ممنوعة من الخروج، هاتيها أنتِ.


خلصت معاهاوانتبهت للأكل اللي بعمله.

خمس دقايق وكانت باعته تالين مع جارتها البنت الصغيرة.


رنيت عليها وأول ما فتحت قولت:

ــ بتتعاملي معايا إني مربية أطفال والله، لاء وكمان بتحطيني قدام الأمر الواقع تمام تمام.


بعد يوم طويل متعب مع بنتها بعتت خدتها  أنا خدت شاور ولبست إسدالي وكنت داخلة البلكونة بكتاب من بتوعي أقرأه.


قالت ماما:

ــ قراية إيه بس وكلام فاضي، ولا ليه أي لازمة، روحي أتعلمي طبخة تفيدك أحسن.


ــ معلش يا ماما أنا بحب الكلام الفاضي ده.


ــ لمي الغسيل وطبقيه أحسن وأهي مصلحة في البيت بدال القراية والكلام الفاضي.


لميت الغسيل وطبقته وبعدها رجعت دخلت البلكونة في هدوء.


ــ  أنا مش عارف أنا إيه المادة اللي لا عايزة تتلم ولا تتفهم دي ؟


قولت :

ــ حاول تاني التعليم برضو يا أستاذ.


ــ أستاذ إيه بس دا أنا لسة طالب طلعان عينة من الشغل والمذاكرة٠٠


ــــــــــــــــــــــــ


خلصت امتحانات وبدأت شغل مع المعلم زيدان وبدأت افوق لنفسي وأخيراً النتيجة ظهرت ونجحت .


روحت اشتريت جاتوه وطلعت على الشقة.


دخلت البلكونة لأني عارف إنها هتكون قاعدة وماسكة كتاب بتقراه كالعادة زي ما بشوفها كل ليلة.


قدمت ليها الطبق وأنا بقول بابتسامة:

ــ ينفع تقبليه مني يا آنسة لاني مش لاقي حد يشاركني فرحتي بنجاحي.


مديت ليها الطبق وهي كانت رافضة، بعدها وافقت وخدتها.


ــ معرفتش إنت في سنة كام ولا بتدرس إيه!


ــ أنا خلصت سنة تانية وداخل تالتة.


ــ إزاي ده ؟ قصدي شكلك أكبر.


ــ لاء أنا داخل تالتة ثانوي صناعي.


ــ كمان ؟ يعني إيه ؟ يعني أنت مكملتش العشرين؟ 


ــ بقى بذمتك دا شكل واحد مكملش العشرين؟ دا أنا دخل في السبعة وعشرين.


ــ أومال إزاي داخل تالتة ثانوي صناعي ؟


ــ دا موضوع طويل.


ــ كنت بتسقط كتير و لا إيه؟


ــ تحسي الكلام عندك مبيتفلترش


ــ ءء، طيب ما أنا مش فاهمة.


قولت بهدوء:

ــ هفهمك، وأنا صغير مكملتش تعليمي لظروف كدا واكتفيت بالشهادة الابتدائية، وبعدها بكام سنة كدا كتير قررت إني لازم أكمل تعليمي.


ــ يعني رجعت تتعلم من أول وجديد ؟


ــ أيوا.


ــ  حلو، التعليم حلو بس ينفع تكمل بعد صنايع ولا خلاص الدبلوم ؟


ــ أكيد إن شاء الله.


ــ وهتطلع إيه بعدها؟


ــ مهندس إن شاء الله.


ـــ إزاي ؟


ــ هشد حيلي كدا وأدخل كلية الهندسة وأبقى مهندس معماري قد الدنيا إن شاء الله.


ــ خلاص خلي الجاتوه لحد ما تدخل تالتة وساعتها اخدها واحتفل بنجاحك.


ــ كملي الطبق.


ــ إن شاء الله يكرمك وتجيب المجموع بتاع الكلية اللي نفسك فيها.


ــ بس عندي سؤال.


ــ اتفضلي.


ــ كنت بتذاكر إزاي بجانب الشغل ؟

بتحكي

ــ عادي.. بذاكر أول ما اصحى وبعد الشغل وفي كل وقت علشان أقدر أقف بكل فخر وأقول إني حد معاه منصب وشهادة ومتعلم.


لما بتحكي بتحكي المجمل، علشان محدش ينفع يسمع قد إيه قصتك بتوجع، مر عليها حوالي اتناشر بس في جروح كدا ملهاش دواء هتفضل وجعاك مهما عملت .


ــ أنت صح،التعليم فعلاً نعمة ياريت كل واحد بيملكها وبيكمل عادي يدرك قيمتها، استأذن أنا تصبح على خير وألف مبروك على النجاح عقبال ما تحقق حلمك.


سابتني ودخلت وأنا كمان دخلت علشان اصحى أعيد نفس الأيام بس الفرق إن بقى ليا شغل أخف من اللي كنت فيه.


التليفون رن وكانوا في البيت فمرضيتش أرد عليهم ودخلت نمت ولما صحيت كانت الصدمة.



التليفون رن وكان البيت فمرضيتش أرد عليهم ودخلت نمت ولما صحيت كانت الصدمة.


أكتر من عشرين مكالمة فاتت، فرجعت رنيت عليهم وعرفت إن أخويا وقع في الشغل ورجله إتكسرت.


ــ طيب وأنا هعمل إيه ؟


ــ ابعت فلوس علشان العلاج والكشف.


خرجت عن شعوري وقولت لأمي:

ــ فلوس إيه ما أنا لسة باعت وبعدين أنا مش فاهم هو مش المفروض بيشتغل وكمان شغله ثابت وأحسن مني ؟ يعني إيه ابعت فلوس؟ دا مبيشتريش قشاية للبيت وتلاقيه معاه أكيد مستنية مني أنا ؟ سلام يا أمي عشان أنا لو موتت والله ما هيفرق معاكم غير القرش اللي هينقص، الله يقطع علي من وشكم.


قفلت في وشي، كالعادة يعني طالما الكلام مش على هواهم، بس أنا لو قعدت أضيع كل قرش بتعب فيه ليهم وإخواتي يحوشوا لنفسهم ويعدلوا هقعد زي قلتي ولا هتحرك من مكاني.


صليت ونزلت المعرض.


رجعت أختي رنت فرديت بزهق منهم:

ــ أنت فين يا زفت؟


ــ أنا زفت؟


ــ أيوة لما تسافر ومحدش يعرف أنت فين ولا حد يعرف عنك حاجة يبقى زفت وستين زفت.


ضحكت بغُلب وقولت:

ــ ضحكتيني والله، يعني هيفرق معاكم وبعدين أنا مش هربان أنا شغال في إسكندرية وانتو عارفين كدا.


ــ بس محدش يعرف فين مكانك ولا حتى شغال إيه.


ــ ما أعتقدش إنه هيفرق معاكم، المهم إني أبعت فلوس، مع إني مش مجبر طالما في إتنين غيري بيبعتوا، وأرض الله واسعة يا بت أبوي والشغل مبيخلصش ولا المشاغل بتنتهي.


ــ ياريت كنت إتعلمت مكنتش تعبت ولقيت شغل كويس وفلوسه عدلة.


ــ وأنا اللي قولت أختي وزعلانة عليا وعلى مستقبلي اللي ضاع من زمن الزمن وصحتي عضمي اللي إتهلك من الشيل والحط، سلام.


ــ سلام بس ابقى عرفنا مكانك .


قفلت معاها وبعدها دخلت المعرض اللي منه دخلت على الورشة جوة.


ــ إتأخرت برا يعني؟


ــ معلش يا عمي كان عندي مكالمة من البيت بخلصها.


ــ طيب عايزك تدي الدولاب دا وش معجون وتدهنه، وشوف بعدها باقي الحاجات اللي عايزة وش معجون وخالد معاك برضو.


وقفت أنا وخالد ندهنهم وبعد ما خلصنا سيبناهم ينشفوا.


طلعت آخر اليوم بعد ما خلصت الشقة كالعادة يعني .


مكان بارد برود مميت، فاضي عليا، عملت لنفسي أكل في السريع بعد ما غيرت وقعدت أكل وأنا قاعد بسمع فيلم قديم.


على قد ما اشتاقت للمتنا أنا وإخواتي في البيت على قد ما لو أطول ما أروحش تاني هعملها.


أن تبتعد برغبتك ولكنك في نفس  الوقا مبتعدًا رُغمًا عن أنفك، أنت تحب مكان نشئتك، ولكنه يؤذيك بكل الطرق، فـ تارة يجرح مشاعرك ومرة يكسرك.. فتذهب متضطرا حزينًا تجر أحلامك التي بنيتها حينما كنت صغيرًا.


                 ـــــــــــــــــــــــ

ــ أنا مش عارفة أنتِ مش موافقة ليه على العريس!


ــ عادي مش مرتاحة يا سمر.


ــ خدي بس البت دي .


ادتني بنتها وكملت كلام:

ــ العريس مناسب، وأنا والله صليت إستخارة ومش مرتاحة.


ــ دا أمك مش طيقاكي وهاين عليها تولع فيكي.


ضحكت وأنا بقول بتريقة:

ــ بتموت فيا.. بتموت فيا، تخيلي دا في كل كلمة قاعد يأخد رأي أمه، أصل أمي قالت، أمي عملت، أمي سوت، أمي بتقول كذا ، أمي رأيها كذا، طيب إيه ؟ هو مين العريس بالظبط؟ لا وايه يتكلم كلمة ويبص لها ويشوفها موافقة على كلامه ولا لاء.


ــ بار بيها.


ــ بار بيها إيه بس! دا ابن أمه يا سمر وفي فرق بين البار بأمه وبين ابن أمه.


دخلت ماما.


ــ أهلاّ باللي فرساني، أهلاً باللي مش موافقة على عريس، تكونيش مستنية واحد من القصص والروايات بتاعتك اللي بتقريها يطلع لك منها؟ ولا مستنية الفارس الأبيض ييجي يأخدك على حصانه؟ 


دخل بابا على صوتها وهو بيقول لها:

ــ وطي صوتك يا أم عبده، ومتحرقيش في دمك كدا أنا أصلاً مش موافق عليه حتى لو هي رضيت، دا معندهوش شخصية وأمه هي اللي ممشياه، دا أبوه ما إتكلمش معايا كلمتين مع بعض والولية هي اللي بتتكلم.


ــ دول مرتاحين مادياً يا حاج ومعاهم شيء وشويات.


ــ بس مفيش عندهم راجل أعرف أتكلم معاه وأخد منه كلمة، دا إيه فايدته ؟ بصي أنا رافض وصلي لهم أنتِ بقى الرفض، والبت كدا كدا هييجي عدلها، واللي أحسه راجل ويستحق يأخد بنتي دا اللي أوافق عليه، مش أي واحد والسلام، دوي أمانة في رقبتنا ولو جوزناها غصب عنها ولا جوزناها جوازة والسلام وكان مش كويس هنشيل إحنا ذنبها ونتسأل عنها قدام ربنا وأنا مش حِمل إني أقف قدام ربنا وأنا شايل ذنب جواز واحدة منهم لواحد مشقيها.


ــ اللي تشوفه يا حاج.


سابونا وطلعوا وإحنا ابتسمنا بحب على طريقتهم.

بالرغم من وعلى الكبير بسبب قفلة بابا علينا وإننا لا بنطلع ولا بندخل وبالرغم من زعلي الكبير من ماما إلا إن حجر أساس البيت يتمثل فيهم.


طلعت جهزت العشا وحطيته على الترابيزة وناديت عليهم.


قعدنا وكنا ساكتين لحد ما عبدالله إتكلم.

ــ عارف يا بابا أنا إتصاحبت على علي جارنا، وقالي إنه زي أخويا الصغير.


بس بابا لماما وهو بيقول:

ــ أهو الواد على دا راجل ويستحق يتقال عليه راجل، مش زي الخِرع اللي كان دا اللي لو إتقاله بخ يجري يتحامي في أمه، الصراحة الراجل جدع وشهم وابن بلد، صعيدي من صلب الجبل.


الفضول خدني فسألت:

ــ يعني إيه يا بابا؟


ــ كان بيحكي لي وبيقول إن أصله صعيدي وقريته جزء من الجبل، يعني ابن جبل، وبيشتغل من وهو صغير وبيساعد في مصاريف بيتهم مع إخواته _ بص لماما وهو بيقول _ مش زي مجايب أمك اللي تِشرح.


قالت ماما:

ــ وحيلته إيه علي دا؟


رد بابا:

ــ عارفة يا أم عبده، بحكم عشرتي للناس والسوق من زمن الزمن دا خلاني أعرف كل واحد بعد كدا هيبقى إيه.


ردت باستخفاف:

ــ هيبقى إيه ؟


ــ مش عارف هيبقى إيه بس واثق إنه هيبقى حاجة تشرف، راجل عنده طموح ملوش في عبط اليومين دول، حياته شغل وبس، مركز مع نفسه ومش باصص لغيره، وعينه مليانة بطريقة بسم الله ماشاءالله عليه .


ــ جر إيه يا حاج دا أنت ناقص تجوزه ليها، ولا كل دا علشان تقطم فيا يعني ؟


خلصنا ودخلت روقت المطبخ وبعد ما هما ناموا خدت كتابي وكوبابة النعناع بتاعتي ودخلت البلكونة علشان أقعد مع نفسي شوية.


أول ما دخلت وبصيت على البلكونة اللي جنبي لقيته قاعد وسرحان لدرجة إنه مخدش بالي مني لما دخلت.


قعدت أنا كمان من سكات وبدأت أقرأ في الكتاب اللي معايا لحد ما هو قال بسرحان:


ــ الدنيا وحشة وقاسية بطريقة تحزن والله.


رفعت عيني من على الكتاب وقفلته وبصيت ليها، كان وشه باين عليه الحزن بطريقة محزنة.

وبدأ يتكلم بنبرة هادية لكنها حزينة:


ــ عارفة لو كنت كملت كان زماني زي قدي وفاتحين مكاتب، كان ممكن اكون أشطر، لو مكانش هو سابنا ومشي كان ممكن أعيش معاه حاجات كتير، كان ممكن أطلع واحد شكله متربي وابن ناس بدال اللي أنا فيه دا.


رديت عليه ببيت شعري .


" ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت، وكنت أظنها لا تفرج."


ــ بس المرة زادت قوي، لو كان جبل مكاني مان ممكن ينهار.


ــ ربنا مش بيكلف حد مننا فوق طاقته حتى لو هو مش كدا، أو هو مفكر نفسه معندوش طاقة بس لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.


ــ من علامات حب ربنا ليك إنه يبتليك علشان تتوب، وعلشان تقترب منه أكتر، جرب تتصدق، صلي قيام الليل مثلاً وتدعي، مشوفتش حد دعا بحاجة فيه إلا وإتحققت .


 هز رأسه بهدوء وقال وهو بيبص على الكتاب بيفتح موضوع تاني بعد ما حس إنه زعله بان.


ــ بتحبي القراية ليه ؟


ــ  عادسبتخليني أعيش عالم وحياة تاني نع نفسي بعيدة عن كل حاجة حوالينا، عالم تهرب له من زعلك ومن خوفك ومن اي حاجة .


ــ طيب ما تديني كتاب أنا كمان أهرب بيها من دماغي.


دخلت بالفعل أختار له رواية تكون خفيفة ولذيذة وبالفعل نقيت ليه واحد على ذوقي.


مديتها ليه وانا بقوله:

ــ ممكن تخلي بالك منها وتحطها في عينك علشان أنا بحب كتبي . 


ابتسم وقال:

ــ متخافيش والله هحطه جوا عيني .


خده وفي يوم كان قراه والحماس واخده وخلصه وتاني يوم كان جاي يتناقش معايا.


ــ بس أنا محبيتش موقف البطل.


تكملة الرواية من هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع
    close