القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified


سكريبت عريس الغفلة كامل بقلم حور حمدان 





سكريبت عريس الغفلة كامل بقلم حور حمدان 



 كنت راجعة من مشوار طويل وداخلة شقتي وانا مهدودة، رميت الشنطة على الكنبة وفتحت الشباك عشان أهوّي، وفجأة موبايلّي هز جامد.

بصيت لقيت مسدج واتساب من رقم غريب… ما كنتش أعرفه ولا فاكرة إني اتعاملت معاه قبل كدا.


فتحت، ولقيت الكلام اللي خلاني أتجمد من القرف قبل العصبية:


بقا دا منظر تنزلية يا حبيبتي مش قولتلك تتخني شوية رفعتي ايدك بقت صعبة بجد غير ان اي منظر المانكير دا


حسيت ساعتها إني هولع، دمّي بقى بيغلي حرفيا، ومسكت الموبايل وبعتله من غير ما أفكر لحظة:


افندم بالله انت قليل الذوق اصلا انت مين اداك رقمي يا عريس الغفلة اصلا مش موافقة عليك لان ابن امه بنسيبة لامة


وبس بعت، فضلت مستنية علامة ان هو شاف، مستنية اللحظة اللي يستوعب فيها انه اختار اغلط واحدة يغلط معاها.

بعد ما بعتله المسدج، فضلت ماشية في الأوضة رايحة جاية، الغيظ مالي صدري، ومخي مش مستوعب إن في حد لسه عايش بعقلية تعليق على شكل حد.


الموبايل هز تاني… شاف الرسالة.


بس قبل ما أفتح ردّه، كنت أنا أصلا جهزت الكلام اللي لازم يتقال، الكلام اللي عمري ما سكت عنه ولا هاسكت:


وبعتله مسدج تاني:


وبالمناسبة بما إنك فتحت بوقك بالرغم انك ملكش دعوه اصلا اسمعها صح… التخن حلو والرفع حلو وكل واحدة ليها جمالها، مفيش حد وحش، الوحش بس هو اللي بيقلل من غيره عشان نقصه باين قبل صوته


وقفت لحظة، وبصيت لصوري اللي كنت منزلاها… ضحكت ضحكة غيظ كدا، وقلت لنفسي:


انا حلوة بصحتي، بجمالي، بثقتي، مش بستنى رأي بني آدم لسه مش عارف يربي لسانه


وبعت المسدج وسدت واتساب كله… مستنية أشوف هيرد بإيه ولا هيختفي زي أي واحد لسانه أطول من شجاعته.

بعد ما بعتله آخر مسدج، فضلت واقفة قدام الموبايل ثواني، وبعدين قلت لنفسي خلاص… كفاية.

دخلت على البروفايل بتاعه ومسحت كل حاجة، وعملتله بلوك.

بلوك خلاني أحس إني قطعت سلك كان بيشد أعصابي من جوه.


قعدت بكتم صوتي عن الغيظ اللي كان ماليّا، لكن يومي مشيت فيه الحياة زي ما هي… كباية شاي، غسيل، شويّة شغل، شغلت فيلم، حاولت أضحك، حاولت أنام بدري… بس الصراحة ما ارتحتش غير لما قلت لنفسي:


انا مش ناقصة طاقة حد ناقص عقله… ومفيش راجل هيعلّي من قيمتي ولا هيقلّل منها.

انا اللي بحدد.


عدّى اليوم، وجالي اليوم اللي بعده.

صحيت بدري، قررت أطلع أغير جو.

نزلت على الكافية اللي جمب البيت، المكان الهادي اللي بحبه، وطلبت مشروبي المفضل… وقعدت.


وأنا قاعدة، لفيت وشي لليمين… لقيت شاب قاعد بيذاكر حاجة على اللاب، باين عليه هادي ومحترم… وملامحه بسيطة، مش متصنّعة، عينه فيها طيبة مش موجودة كتير.


لمحني وأنا بدوّر على شاحن، وابتسم وقال:


لو محتاجة تشحني موبايلك، في فيشة هنا

كان بيتكلم ببساطة… من غير ما يبقى رخيم ولا بيحاول يبقى لطيف زيادة عن اللزوم.


قلتله: شكرا والله


ومضيت وقتي أكمل حاجتي… وبعد شوية، وأنا ماشية، لقيته بيقوم ورايا وبيقول:


عفوا، اظنّك نسيتِ دا


وبيديّني المحفدة اللي كانت وقعت مني من غير ما أخد بالي.

ساعتها قلت لنفسي:

يااه… في ناس لسه محترمة كدا؟


بعدها بيومين قابلته تاني في نفس المكان…

وبعد أسبوع بقى ييجي هناك في نفس الميعاد…

وبعدها بشوية بقينا نتكلم في الكتب، والدراسة، والشغل…

وبعدها بقى يسألني: يومك كان عامل ازاي؟


كنت حاسة إن ربنا بيبعتلي راحة بعد القرف اللي شوفته…

وإن اللي عملتله بلوك امبارح، كان لازم يخرج… عشان اللي بيجي بعده يدخل.


الشاب دا—اسمه آدم—كان مختلف في كل حاجة.

كان بيسمع أكتر ما بيتكلم، كان بيشوفني حلوة من غير ما أكون متزوقّة، كان بيقولي:


انا بحب فيكي انك على طبيعتك، ما بتحاوليش تمثلي ولا تعيشي بمقاييس حد


وكان دايمًا يكرر جملة خلت قلبي يبرد:


شكل الانسان مش مقياس، القلب اللي بيتحط في التعامل هو اللي بيعيش


مرت شهور… العلاقة بقت أقوى، والكلام بقى أعمق.

وفي يوم، قالّي وهو ماسك إيدي:


انا عايز اكمل حياتي معاكي

عايز واحدة زيك

قلبك نظيف، وابتسامتك بتصلّح اليوم، وشكلك…

ايه

شكلِك حلو على كل حال

مافيش حاجة فيكي مش عاجباني


ساعتها دموعي نزلت من غير ما أقصد…

مش علشان هو قال كلمة حلوة…

علشان ربنا ورّاني يعني ايه نصيب…

ويعني ايه حد يحبّك بعيوبك قبل مميزاتك…

ويشوفك انتي مش نسخة من حد تاني…


اتخطبنا بعد فترة… وبعدها بشهور اتجوزنا.

وكان أول يوم في بيتنا… بصيص لنفسي في المراية بضحك.

مش علشان شكلي…

لكن علشان فاكرة اليوم اللي عملت فيه بلوك لحد افتكر إنه يقدر يجرحني.


وفاكرة يوم آدم قالّي:


انتي حلوة… ولو في يوم زعلتي من شكلك، افتكري ان الحلوة بتبان في الراحة… وانتي مريحة


ومن بعدها، ما اهتمّتش بكلام حد… ولا بشكل حد…

ولا سمحت لحد يحدد قيمتي.


#تمت

#حكاوي_كاتبة 

#عريس_الغفلة

#حور_حمدان


تعليقات

التنقل السريع
    close