القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified



سكريبت كامل وحصري بقلم شروق عمرو 





سكريبت كامل وحصري بقلم شروق عمرو 




 _ ما هو انت مش فاضي لي يا مؤمن،  طول الوقت في المستشفي وكلمتك اكتر من عشر مرات وانت مبتردش،  اتصرف ازاي انا مش. فاهمة .

_  متعليش صوتك،  و قولتلك اني كنت فى العمليات والموبيل كان برة 


_ طيب انت عايز اية دلوقتي  انا مش فاهمة..  كنت في مشكلة وعرفت اتصرف وحليتها  ، اتفضل روح كمل شغل فى العمليات 


_ من ساعة ما ابن عمك ده جيه هنا وانت مش تمام اصلا 

_ايوا اقلب التربيزة بقي،  وبعدين ماله ابن عمي مهو لو مكنش موجود النهاردة  مكنتش هلحق بنتك ولا كنت هعرف اروح فى حتة عشان انت مش بترد على موبيلك  


_ وده مبرر  اني ارجع من الشغل القيه فى البيت معاكِ لوحدك 

_ مش فاهمة  فين المشكلة  ،  وصلني واطمن علينا اقوله اطلع برة،  حتي كان لازم ياكل من الاكل اللي هو جايبه 


نظر نحو الاكياس التي أعلي طاولة الطعام ليقول بذهول منفعل " انتِ عبيطة  ،  بتبرري اني اجي الاقي راجل غريب فى بيتي " 


زفرت وهي تجلس بضيق " اية راجل غريب دي، ده يبقي ابن عمي وهو متجوز كمان يعني " 


_وهو ابن عمك بقي من المحارم وانا مش عارف .


- انت عمال بتلف حولين موضوع ملهوش لازمة وسايب انك كنت السبب اني احتاجه عشان ملقتش جنبي 


- وانتِ مش عارفة الزفت المستشفي اللي انا شغال فيها لية روحتي مستشفي غيرها،  فكري في كدبة بقي تطلعيني فيها غلطان 


_ انا مش بكدب يا مؤمن،  انا فعلا كنت هجيلك المستشفي  بس هو شافني فاعرض عليا المساعدة وانا وافقت عادي 


رمي ببصره نحو اصبعها الاوسط الذي يتخلله ذلك الخاتم  ليقول 

_لحظة،  هو انا مش قولت الخاتم ده ما يتلبسش ويرجع لصاحبه تاني 


بحركة نلقائية صوبت نظرها نحو الخاتم لتقول " وانا مش شايفة ان كلامك صح ويمشي،  عادي ابن عمي وجايبلي هدية وقبلتها " 


_ وهي الناس دلوقتي بقت بتهادي بخاتم ألماظ  ؟! 

_عادي هو معاه فلوس وده مقامه 

_ هاتي الخاتم ده 

جاءت لتعترض ليقول بصوت مرتفع منفعل " هاتي الزفت ده " 


خلعت الخاتم من يدها وتضعه فى يد مؤمن الممدودة،  الذي كانت ردة فعله بعدها التفاته نحو الباب يصعد الي تلك الشقة التي يستقلها ابن عم نبيلة 

دق مؤمن الباب  ليفتح له سريعا... 

قبل ان ينطق حرف اردف مؤمن 

_متشكر على  اللى عملته النهاردة مع نبيلة،  وان شاءلله النهاردة اخر يوم ليك فى العمارة عشان فى ناس هتأجر مني بكرة. 


ثم رسم ابتسامة صفراء وهو يضع الخاتم بيده  " اتفضل الخاتم ده،  نبيلة عندها حساسية من الخواتم " 


لم يعطيه فرصة للتحدث ليغادر من امامه هابطا الى الشقة الخاصة به يدل ويغلق الباب بقوة 


نظرت نبيلة الى أثره وهو يترجل الى غرفة نومه بخطوات منفعلة.  


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

كانت الأونة الاخيرة تشهد تغير فى أفعال " نبيلة " وتقرب " صالح " ابن عمها إليها الغير مُبرر مثل حين قرر ان يأتي الى الاسكندرية تحت مُسمي الاستجمام  و بلا ولكنه كان يلاحظ نظراته الخبيثة نحوها..  


اخذته عقلها الي ذلك اليوم حين أتي اليهم "صالح"  جالبا معه الكثير من المشتريات باهظة الثمن..  وذلك الخاتم تذكر حين نظرت له نبيلة بذهول تلقي عباراتها 

" الله بجد يا صالح شكرا اوي الخاتم. تحفة بجد انا مش قادرة اصدق جماله "


نظر مؤمن نحوها بترقب وهو يتابع انبهارها المُبالغ بذلك الخاتم  ليقول " اية لازمتها التكاليف دي بس يا صالح " 


اجاب صالح " ولا اي حاجة  خالص دي اقل حاجة " 


وضعت الخاتم باصبعها ثم قالت لمؤمن " بص يا مؤمن،  بجد تحفة، تسلملي يا صالح بجد " 


شعر بالغضب كلما تذكر تلك العبارات،  يشعر بالضيق من نفسه على ردة فعله، كان يود ان يلقيه بوجهه وقتها. 


زفر بضيق بعد ان ارتدي ملابسه البيتية،  ومن ثم ذهب الى فراشه يتسلقي عليه. 


لتدلف نبيلة بغضب بدون انذار  " انت طردته يا مؤمن،  هي دي ردة الجميل عشان وقف جنب مراتك وبنتك " 


لم يجيبها ومازال ملامحه جامدة لتكمل بانفعال  " مؤمن انا عايزة اروح عند ماما اريح اعصابي،  عشان بجد انا تعبت اوي الفترة دي "


" مش فاضي "  قال تلك العبارة لترد عليه " ماشي هروح مع صالح " 


نظر لها بطرف عينيه يقول بتهديد  " لو خرجتي برة باب الشقة  هتبقي خرجتي من حياتي كلها يا نبيلة " 


القي تلك. عباراته ومن ثم انشعلت هي فى نيران غضبها لتقول " انت  خلاص عايز تقطعني من اهلي،  عايز تبعدني عنهم وميبقاش ليا اهل زيك. " 


رفع وجهه نحوها بهدوء يقول " ايوا " 

نظرت تجاهه وهي تتردد في اذنها تلك الجملة التي قالتها له.  


بللت شفتيها وهي تشعر بارتخاء جميع عضلاتها لتجده اتخذ موضعه بالفراش يعطيها ظهره لتلتفت مغادرة الغرفة شاعرة بانقباض يجعلها لا تقوي التنفس مما قالته مأنبة ذاتها  

جلس على الاريكة صامتة،  تفكر ماذا حدث لكل هذا الصراخ وكل هذا الشد بينهما ومن كان السبب،  ولما انفعالها الغير مبرر هذا وكل هذا كان سببه ابن عمها التي كانت فى بادئ الامر لا تطيقه هو و ابيه الان هي افتعلت ازمة مع مؤمن بسببه.  


༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻


انقضي يومًا  آخر تعمد فيه مؤمن تجاهلها و تهميشها اما هي لم تقوي على رفع عينيها الي عينيه وتتهرب من وجوده. 


ترجل مؤمن الي الشقة بعد ان انتهي من ساعات عمله بالمستشفى لم يتحدث معاها بكلمة حين نظرت تجاهه " احضرلك الغدا " 


اجاب بدون النظر لها " أكلت برة "

لم تضيف كلمة اخري وهي تتركه وتغادر متجه الي غرفة ابنتها بصمت.  


جُل ما أخشاه حين أقع ألا أتيك شاكيا،  أن اقع منك لا عليك،  ان تعطيني الوحشة و أنت لست الملاذ،  أن أهرع إلى الآخرين هربا منك، جل ما أخشاه أن أفقد أمانا لا استشعره إلا معك، وسعادة لا أعيشها إلا معك وحياة تعني لي حياة لا أراها إلا بك. 


في تلك الليالي الشتوية القارصة كانت جلستهم على أغاني أم كلثوم ولكن الآن يعم السكون و الظلام.  


تملل  مؤمن فى فراشه  وهو يستشعر ظلام الغرفة،  فهي دائما ما تحب النوم فى الضوء. 


فرك عينيه وهو يتفحص الساعة ليجدها مازالت العاشرة مساءا..  

حك رقبته وهو ينهض يقوده ذلك القلق الذي تسرب اليه بعد ان تخيل احد السيناريوهات 

اشعل ضوء الممر لم يجد احد فى الردهة ليتجه الى غرفة ابنته، ليجد ابنته فقط التي تستقل الفراش 


شعر بالقلق وهو يزيد من سرعة حركته يتفحص المطبخ و الحمام ليجدهما فارغين 


" نبيلة " قالها بصوت مرتفع باحثا عنها 


اتجه سريعا نحو الشرفة..  لم يهدأ لرؤيتها فكانت جالسة على أحد مقاعد الشرفة تتأرجح بين اليقظة والاغماء ،  تحسس جلدها البارد ليحاول ايفاقتها  " نبيلة،  انتِ كويسة؟،  قومي معايا " 

" دايخة،  مش عارفة اقوم " 

قالتها بصوت مرتعش 


حملها للداخل يضعها علي الاريكة قبل ان يضع يده اسفل فكها يتحسس نبضها السريع   .. 


لاحظ  الرعشة التي انتابتها ليدرك انها غيبوبة سكر.. 


غادر على الفور الي الثلاجة باحثا عن حقن الانسولين و لكنه لم يجد.. 

تأفف بتوتر وهو يتجهه سريعا  يخرج احد الاكواب واضعا به  السكر و الماء يذيبهم سويا 

يتجهه نحوها ليعدل رأسها محاولا جعلها تتجرع تلك كمية السكر المذاب مردفا 

" اشربي كمان،  اشربي "


تجرعت نصف الكوب لتبدأ في هذيانها مع بكائها الصامت  المصحوب بالتعرق الشديد وشحوب وجهها 

مسح وجينتها من ذلك العرق،  قبل ان يتفحص هدوء سرعة نبضات قلبها..  

نهض من جوارها يبحث عن ادويتها ليجدها قد نفذت،  تأفف  وهو يجلب مقياس السكر  .  


اخذ مقياس السكر حتي يحدد مدي حالتها.

تأوهت ألم وهي تقول باكية  " مش عارفة اتحرك، مش عارفة " 


مسح وجهها قائلا  " معلش يا حبيبي شوية وهتقدري تتحركي " 


رفعها بخفوت يضعها فى الفراش  وهو يضع عليها الغطاء وكاد ان يخرج لتقول بصوت مرتعش  " متسبنيش عشان خاطري " 


طمأنها " يا حبيبي مش هسيبك والله،  هروح اكلم الصيدلية عشان اجيب العلاج بتاعك. " 


احضر الهاتف سريعا ليطلب ادويتها سريعا.  

وبعد دقائق جاء الطلب..  

تساءل مؤمن " هو علاجك خلصان من امتي؟" 


اجابت بصوت خفيض " من 3 ايام،  نسيت اجيبه " 


رمش بخفوت وهو يهز رأسه ثم وضع الاكياس جوارها " العلاج اهو وحقن الانسولين فى التلاجة،  و جهاز السكر عندك انتِ بقيتي احسن دلوقتي بعد ربع ساعة كدة قيسي السكر تاني..  " 


ليكمل بخفوت  " انا هنام برة على الكنبة لو احتاجتي حاجة ناديلي " 


والتفت ليغادر  ولكن  اوقفته تقول بصوت خافت  " مؤمن استني بالله عليك عشان مش هقدر اتحرك واجي وراك " 


وقف يردف " نعم يا نبيلة " 


قالت " تعالى جنبي هنا عشان خاطري " 


تأفف وهو يتقدم منها على مضض،  ليقول " انتِ تعبانة معتقدش انه وقت كلام... "


قاطعته قبل ان يكمل " احضني " 

نظر نحوها برفض لتقول لتكسب تعاطفه " احضني عشان انا مش قادرة احضنك " 

اكتفي فقط باسناد راسها على صدره لتبدأ بشهقات بكائها الممزوجة ببعض العبارات الغير مفهومة الا " أنا اسفة،  كنت متعصبة ومش شايفه حاجه قدامي  اسفة والله ما كنت اقصد..  

والله انا مندفعة ومكنتش اقصد كلامى ده " 


زفر بضيق يقول " اهدي يا نبيلة عشان ما تتعبيش اكتر وبعدين انا عادي مش زعلان،  انتِ ما قولتيش حاجة غلط يعني،  هو الغلط عليا انا عشان كنت فاكر ان كل حاجة عني  ينفع تتحكي " 


رفعت بصرها تجاهه " يا مؤمن متعملش فيا كدة،  بالله عليك..  والله كانت زلة لسان مني غبية انا غبية وغلطت " 


اعطاها ابتسامة بسيطة  وهو يمسح دموعها " حصل خير يا حبيبى مفيش حاجة حصلت " 


ثم عدل وضعيتها على الفراش يقول " زي ما قولتلك بقي  ربع ساعة كمان وقيسي السكر وتابعيه كويس،  تصبحي على خير "


قال عباراته ثم غادر من الغرفة بثبات تاركها تنغمس فى دموعها المريرة 


༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻


‏ وأعلم أني  مادمتُ احتمي بيديك الحنونة، 

لن يؤذيني شيئًا،  إنك وبشكلٍ ما  تصنع حاجز رفيع  بيني وبين أذية الدنيا. 


مرَّ يومان على ذلك الوضع ولا جديد يكاد مؤمن ان يتلاشي بحديثه معاها فى  وسط محاولات نبيلة الكثيرة. 

كانت تقف فى المطبخ لأول مرة منذ زواجها  تحافظ على تلك الاناء المخصص للبطاطس من الاحتراق كاكل مرة.  


ابتسمت وهي تستمع الى صوت المفتاح  لتدرك انه هو ،  وضعت الاناء جانبا قبل ان تبدأ فى هندمة تلك الفستان أحمر اللون من القماشة الحريرية ذو حمالة رفيعة و قصيرة يكاد يصل الى منتصف فخذيها و ضيقه ليبرز معالم جسدها ،  بالاضافة الي احمر الشفاه الداكن. 


خرجت تتسلل على اطراف قدميها تقول " انا اخيرا ما حرقتش البطــ... " 

ولكن صُعقت حين وجدت " صالح " هو من دلف الشقة  تلعثمت بتوتر " صالح؟!  انت اية اللي جابك هنا و دخلت ازاي " 


ارتسمت بسمة خبيثة علي شفتيه يقول وعينيه تتفحص جسدها  " دخلت من الباب عادي " 


رجعت خطوطين للخلف وهي تجده يقترب منها لتقول " انت اتجننت ولا اية،  انت عايز اية " 


اطلقت صرخة وهي تحاول الهرب منه قبل ان يقبض على يدها 


حاولت المقاومة كثير ولكن جسدها الهزيل بالاضافة الى سوء  صحتها كانوا سبب في لحاق صالح وامساكه بها.  


صرخت بأعلي صوتها تقول " ابعد عني..  يا حيوان ابعد عني " 


تعالت صرخاتها وهي تحاول المقاومة مع صرخات ابنتها..  بقيت تصرخ " الحقوني يا ناس،  ابعد عني " 


تمكنت من الانفلات منه  لتنتبه الى محاولات فتح باب الشقة الذي اغلقه صالح مؤخرا ليصرخ صالح " فاكرة نفسك هتهربي مني،  انتِ النهاردة بتاعتي انا " 


صرخت وهي تحاول الوصول للباب حين سمعت  صوت مؤمن بالخارج وهي تزيل المفتاح من الباب حتي يتمكن من فتحه " الحقني يا مؤمن،  صالح.. "اطلقت صريخ مداوي حين سحبها صالح وسط صراخها ليتمكن من السيطرة عليها..  


فى نفس الاثناء تمكن مؤمن من فتح الباب  لينقض كالثائر على صالح يلكمه بوجهه بشراسة  وبدأت المعركة ومحاولة صالح من الفرار من يد مؤمن 

وضعت نبيلة يدها تحاول اخفاء ما اظهره شق فستانها  افلات مؤمن قبضته عن صالح الذي اندفع نحو الباب يهرول سريعا.  


كاد ان يهرول مؤمن خلفه ولكن اوقفته نبيلة شاهقة ببكاء  "  خلاص يا مؤمن،  خلاص " 


رمش بألم وهو يضمها الى صدره بقوة..  وهي صامتة لم تتحدث بحرف فقط اكتفت بنحيبها الصامت. 


مسد على شعرها وهو يشعر بالالم في صدره ليهمس " انتِ كويسة " 


هزت رأسها بخفوت "بنعم"   قبل تشدد من احتضانه وكأنها تتجرع الامان الذي افتقدته ليومين بأكملهم


جلسا على الاريكة لتمر عليهم دقائق حتي ارتخت عضلاته..  وهو يستمع الي تذمرها " دي المرة الوحيدة اللي محرقتش فيها صنية البطاطس " 


ضحك بخفوت ليقول " ياريتك كنتي حرقتيها " 


ادرفت "  أنا اسفة يا مؤمن " 

قبل وجيتنها بهدوء " متتأسفيش يا فندم انا مقدرش ازعل منك اصلا " 


نهض بهدوء من جوارها يحضر صغيرته التي بكت بمرارة ليعود يجلس جوارها ممسكا بصغيرته بيد والاخري يضمها الي صدره.  


‏كإنشودة مطر جاء صوتك  حاملًا معه ارتجافات الشتاء ولسعةَ الحنين الموجعة  وتلك الرغبة في البقاء بين ذراعيك.

تمت


شروق_عمرو

تعليقات

التنقل السريع
    close