![]() |
#قصه_زوحه_اخي كاملة
أنوار تلمع من حولها ، وزغاريط عديده تدق طبلة أذنها ونغامات تسرق القلوب للحظات لتحطم حلم تمنت ان تحياه ، ولكن خذلان الحب قد اصاب الحلم بسهمه
زهره .. زهره انتي يابنتي
لتنتبه زهره الشارده في كل ماحولها علي لمسات اختها التي اصطحابتها معها الي ذلك الفرح .. الفرح الذي قد تلقت اختها دعوته من مديرها ..
لتتأفف زهرة قائله : مش كفايه كده ، يلا بينا
فتبتسم جميلة بحالميه وهي تُشاهد مُديرها وعروسته الحسناء قائله : تفتكري الواد حازم هيقدر يعملي فرح زي ده
فتلمع عين زهره بضحكه باهته قائله : فرح زي ده ، الله يعينك ياحازم .. وتابعت حديثها بتأفف قائله : احلمي علي قدك يابنتي وارحمينا .. ده صاحب الشركه وانتي وحازم يدوب مهندسين عنده
لتدفعها جميله بذراعها قائله : ديما ساده نفسي انتي وهو
ليأتي صوت شاباً انيقاً من خلفهم قائلا : صوتكوا عالي ليه ياحلوين
لتبتسم زهره ابتسامه بسيطة لابن خالتها وخطيب اختها ايضا قائله : اصلي كنت بفوق خطيبتك من احلامها
فيجلس حازم بجانبهم وهو يرتشف من كوب الماء الموضوع امامه قائلا بحالميه : الجميل يؤمر ويحلم وانا انفذله
وماكان من تلك العاشقه التي بجانبه ..سوا انها احتضنت ذراعه قائله : ربنا يخليك ليا ياحازم يارب ، انا مش عايزه حاجه من الدنيا غيرك اصلا
فألتفت زهرة بأعينها بعيدا عنهم .. فهي تعلم مدا عشق اختها لخطيبها وزوجها .. الذي عقد قرانها فور ان تقدم لخطبتها لان والدها لن يسمح لهما بأي تجاوز دون رابط محلل
ونهضت من مكانها لتتركهم يحلمون بحياتهم الورديه ، وصارت بخطوات بسيطه نحو الخارج ومن حسن حظها ان طاولات المدعوين مقسمه علي حسب المستويات الاجتماعيه، فتمتمت بخفوت قائله : العروسه للعريس والجري ...
وكادت ان تُكمل جملتها الا انها اصطدمت بجسد قوي ، جعلها ترفع وجهها بغضب قائله : مش تفتح !
ليقف هو قائلا ببرود قد اكتسبه مع الزمن : هو مين اللي يفتح بالظبط ، انتي اللي باصه في الارض ومش شايفه قدامك ياأنسه ..
فنقلت بصرها نحوه وهي تتأمل معالم وجهه ، حتي قالت بتعلثم من رد فعله : حصل خير !
وصارت من امامه .. ليكمل هو دخوله الي ذلك الحفل الذي من سوء حظه قد دُعا اليه من صديقه وابن خالته فارس فعندما عاد الي ارض الوطن بعد غربه دامت 8 سنوات في الاراضي الفرنسيه كان بأنتظاره ذلك الحفل الذي قد جاء اليه ليخبرهم جميعا بأنه قد نسيها ونسي حب قد مات بقلبه
فيلتف ببصره يميناً ويساراً ليجد كل افراد عائلته الموقره جالسين يضحكون ويأخذون الصور .. ليسير نحو الجمع السعيد .. لتذهب اليه امه بسعاده قائله : شريف حبيبي !
ليحتضن هو امه ويقبل رأسها بوقار ، ناظرا لاعين باقي العائله ... ليقع بصره عليها وهي تحمل بيدها طفل يبدو انه في الرابع من عمره .. والبعض يضحك والاخر يترقب .. حتي ابتسم هو قائلا : مبروك ياخالتو ، مبروك ياعمي طارق !
ليبتسموا اليه بخجل ، فقد ظنوا بأن الماضي مازال مُعلق برقبتهم حينما لعب الحب لعبته .. لينتهي بأن تتزوج هي من اول عريس سيجعلها ملكه بالاموال وينهدم قلبا ليس ذنبه سوا انه كان يبدء اول خطواته علي سُلم أحلامه لينتهي الحلم بأن يحقق حلمه ويحقق ذاته في عالم المال ويفشل في اول قصة حب قد عاشها واليوم قد لمس نتائجها
فحبيبته تحمل بين ايديها طفلاً
................................................................
وقفت هائمة في بحور ذكريات قد مره عليها عاماً منذ ان تخرجت ، لتتذكر اول حب قد عصف بها عندما كانت في اول عام لها بالجامعه .. لتتدخل في عالم الشبكه العنكبوتيه كما فعلت صديقاتها ... فتتعلم الحب علي أيد مجهولاً طموحاً قد جعلها تنظر للحياه بقلب هائم وعقل مُغلق
لتنطق اسمه بصعوبة قائله : ليه عملت فيا كده ياهشام !
..............................................................
كان كل مايجلسون من افراد عائلته يهتم بأخباره وكيف اصبح الان رجلا اعمال شاباً يملك الكثير من الاموال .. لتنطق ابنة خاله قائله بسعاده : شريف انت نستني صح
ليتأمل هو ملامحها ضاحكاً ،فالفتاه التي كانت بضفائر اصبحت الان انثي تمتلك الجمال
فبتسم قائلا بدعابه : في حد ينسي مرمر برضوه ، رشيده الصغيره
لتغضب كما اعتاد منها فتقول ببرأه : رشيده كبرت ودخلت الجامعه كمان
ثم تهللت ضاحكه وهي تُشاهد ابن خالتها الذي ترك عروسته وسط اهلها واصدقائها
منار : العريس نفسه جاي علينا اه
فارس : اول مره اشوف عريس يجي يسلم علي ابن خالته البارد ، انت يابني اوربا علمتك التناحه ولا ايه
ونظر الي خالته الجالسه بسعاده قائلا : متجوزي ياخالتي الواد ، ده هشام الاصغر منه عملها وسابقه..
وقبل ان ينطق عبارات الرفض لمبدأ الزواج ، وجدها تنهض بعدما جاء من سرق حلمه .. لتترك هي أبنها وتسير خلفه بفستانها الُمفصل علي جسدها
لتحرقه نار الماضي
شريف : قريب اووي يافارس متقلقش
لتهلل الجميع بسعاده ، وتنظر خالته الي زوجها بندم قائلة بهمس : شوفت شريف بقي ايه ، قولتلك بكره هيبقي اغني وانجح مليون مره من أشرف .. بس الفلوس عميتك ..يابخت فعلا اللي هتكون من نصيبه !
وبعد مباركات ، ومُداعبات لمعرفة من هي العروس التي لمح بها .. وجميعهم ظنه بأنه قد اختار عروسا فرنسيه
لينهض مبتعداً منهم وهو يعلم بأنه قد ورط نفسه ومن اجل من .. من اجل من باعته يوماً
ليخرج خارج تلك القاعه بأختناق ويبدء في اشعال سيجارته ببطئ ٨ يفكر من أين سيجلب تلك العروس
وقبل ان يعود بأدراجه للداخل ثانية لمح طيفاً مُنحني بنصف جسده من احدي الشُرف التي تطل علي حديقة واسعه في الفندق الذي يملكه وقد صمم ان يهدي اقامة الفرح فيه لابن خالته ..
فصار بخطي بطيئة نحو طيف تلك الفتاه .. حتي قال بهدوء : حاسبي لتقعي
فنتفضت فزعاً وكادت ان تسقط من الشرفه ولكنه امسكها بذراعه قائلا بغضب : انتي مجنونه ..
وكاد ان يكمل توبيخها .. ولكن تمالك اعصابه قائلا : انتي تاني
فنطقت زهره عباراتها بصعوبه قائله : الاسوره بتاعتي وقعت وبجبها
فطالعها بغرابه ونظر نحو ماكانت تنظر اليه .. فوجد ان الشرفه بها حافه مسطحه من الجهه الاخري قد سقطت عليها اسورتها .. فتهكم من مُغامرتها المجنونه في ألتقاط أسوره من الممكن ان تسقط بسببها
فنحني بجسده القوي وطوله ببساطه وألتقط الأسوره بخفه .. فطول ذراعيه يكفي بأن يلتقطها بسهوله .. وأعطاها اليها قائلا ببرود : تفتكري بطولك وجسمك ده كنتي هتعرفي تجبيها
وصار تاركا ايها تجز علي اسنانها بغضب وتسب فيها حتي تعالا صوتها فسمعها وهي تسبه
زهره : انسان وقح وعديم الذوق وبارد ومستفز
فتمالك اعصابه بصعوبه وعاد اليها ثانيه وهو يتمتم بغضب قائلا : انتي قولتي ايه !
#الحزء_التاني
شريف .. شريف
كان صوت احدهما من بعيد يُخاطبه ، ليتلف بجسده الي ذلك الصوت ، فتسمع هي صوت أنثوي يُحادثه برقه
فظل واقفاً بجسده الجامد دون حركه وكأنه يتأمل ملامحها
فأزاحت زهره جسدها يميناً لتتمكن من رؤية صاحبة ذلك الصوت الرقيق ، وتطلعت اليهم قليلا ثم ابتعدت عنهم وهي تُتمتم : انسان قليل الذوق !
فظلت هي تقترب منه حتي نطقت اخيراً : لدرجادي بقيت تكرهني
فطالعها هو بتهكم قائلا : ومين قالك اني بكرهك
فرتسمت علي شفتيها ابتسامة امل حتي اكمل بسخريه لاذعه قائلا : الكرهه ده بيكون للناس اللي فارقين معانا ، بنكره علي قد الحب .. بس انتي يامريم ولا حاجه بالنسبه ليا .. انتي ماضي ومات والميت للاسف مبيصحاش تاني
ورن هاتفه بنغمه هادئه ، فتركها بهدوء ووقار وهو يُحارب نيران الماضي التي اشتعلت بداخله .. حتي سمع صوتها البائس قائله: مبروك ياشريف !
فألتف اليها وهو لا يعلم لما تهنئه حتي تابعت حديثها بألم قائله : خالتو قالتلي انك قريب هتعرفنا علي حبيبتك وتتجوز
فأبتسم بهدوء قد اكتسبه بعد سنين من الالم : الله يبارك فيكي يامريم
واكمل سيره وهو يُتمتم بضيق : غبي هي فين اصلا البنت اللي بتحبها وهتتجوزها !
وأردف الي داخل القاعه بهدوء .. حتي وقعت عيناه علي أحداهن ، فأقترب منه حازم وهو لا يصدق قائلا : بشمهندس شريف ، حمدلله علي السلامه
فوقف شريف بأبتسامته الهادئه وهو يتذكر ملامح من يُخاطبه .. فتابع حازم بحديثه قائلا : اكيد مش فاكرني
فرفع شريف بيده ليصافحه قائلا : بشمهندس حازم !
وعاد لابتسامته الصافيه قائلا : هو انا اقدر انسي الناس اللي قضيت معاهم الخدمه العسكريه
فضحك حازم بلطافه ، وتأمل نظرات خطيبته وزهره حتي تابع قائلا : اسوء سنه ياابن الناس الطيبه
فوقعت عين زهره بصدمه علي ذلك الشخص الذي يقف يتحدث مع حازم وعيناه تتطلع عليها بمكر .. حتي ابتسم حازم قائلا : جميله بنت خالتي وخطيبتي
وديه زهره اختها
ليتذكر شريف قصص حازم عندما رافقه سنه كامله في الخدمه العسكريه في محافظه الاسكندريه .. وكان كل حديثه عن حبيبتها التي كانت في اول عاماً لها بالجامعه وانتهت القصه بخطوبتهم كما كان يحلم
فرحب بها شريف بلطافه ، وتأمل اعين تلك الواقفه بهدوء دون ان ينطق بكلمه
حتي عاد حازم بالحديث قائلا : انت بتعمل ايه هنا صحيح
فأبتسم شريف قائلا : فرح ابن خالتي
فنطق حازم دون تصديق قائلا : مش معقول بشمهندس فارس يبقي ابن خالتك ، فعلا الدنيا ديه صغيره
فلمعت عين شريف بحنين للدنيا التي قد تركها وسط اهله ، لكي يهرب لعالم اخر لايوجد فيه سوا فقط طموحاته ..
وانتبه لصوت تلك الهادئه وهي تتحدث مع اختها بهمس
حتي اردفت جميله بالقرب منهم قائله : حازم لحظه وراجعين معلش
وصارت الاختان بعيداً ، حتي تابع شريف حديثه قائلا : ممكن رقم تليفونك ياحازم !
................................................................
أردفت داخل شقتها الفاخمه في ارقي احياء القاهره ، حتي سمعته يصرخ قائلا : اتفضلي ادخلي ياهانم ، ضيعتي عليا سهرة النهارده
فأتجهت هي ناحية غرفة صغيرها لتضعه علي فراشه حتي جاءت اليه وهي تصرخ به غاضبه : سهراتك اللي في الكباريهات صح .. حرام عليك انا كرهت حياتي وعشتي معاك ، طلقني وارحمني يااشرف
فتعالت صوت ضحكاته وهو يتأمل تفاصيل جسدها من فستانها الضيق ، حتي اشاح ذلك الوشاح الذي تضعه علي كتفيها وهمس في اذنيها قائلا ببرود : مدام السهره التانيه ضاعت بسبب فرح اخوكي .. يبقي ...
وكاد ان يُكمل عباراته حتي وجدها تنفر من لمسة ذراعيه علي جسدها ، ليطالعها بغضب قائلا : يبقي زي كل يوم
وحملها بجمود وهو يُتمتم بوقاحه : برضاكي او غصب عنك يامريم ..حقي الشرعي هاخده يعني هاخده
ولم يكن منها سوا انها ظلت تصرخ وهي تُتمتم :حرام عليك أرحمني !
..................................................................
أرتسمت أبتسامه جميلة علي شفتي تلك السيده الطيبه ، وهي تري اولادها امام اعينها يضحكون .. فأكملت وضع الطعام مع خادمتها وهي تتحدث قائله : يانسرين سيبي اخوكي في حاله
فوقفت نسرين ببطنها المُنتفخه قائله : ياماما اصله كان وحشني اوي ديه سنين طويله ، ده انا خليت ممدوح يقطع اجازة عيد جوازنا وجيت جري .. ده انا معملتهاش عشان فرح فارس ، بس عشان خاطر عيون الجميل اللي واحشني لازم اجيله لو كنت في اخر المريخ
فأزاحها شريف عن قدميه قائلا وهو يضحك : بقيتي زي الباندا ياسوسو ..
فضحكت امها بسعاده من مدعابة بكرها لاخته قائله : واخوكي ليه منزلش معاكي ، مش مشاكل القريه السياحيه بتاعته اتحلت .. الواد ده واحشني اوي هو ومراته
وجلسوا جميعهم علي طاولة الطعام ،ليتتهد شريف قائلا : ابنك هشام بقي بيزنس مان ناجح اووي ياجحه
فأبتسمت امه بسعاده وهي تطعمه بيدها قائله : الله يرحمك يامحمود كنت ديما تقولي ولادي هيكونوا رجاله ناجحين .. مش لازم اكنز ليهم الفلوس اهم حاجه اربيهم واعلمهم وهما بعد كده اللي هيعملوا الفلوس
فنظرت نسرين الي اخاها بصمت ، حتي سمعوا صوت ينطق قائلا : اجمل صباح لاجمل مرات عم وحما في الدنيا
ثم نظر الي زوجته بعشق وجلس بجانبها وهو يهمس قائلا : وحشتيني ياحببتي
فرفع شريف رأسه عن طبقه قائلا بنفاذ صبر : ماتتلم ، مش ملاحظ اني موجود
وعندما وضع ممدوح بيده علي بطن زوجته
انفجروا جميعهم من الضحك .. وممدوح يُحدث طفله قائلا : خالك بيقولي اتلم عشان بعاكس امك .. شكله نسي ان اخته خلاص بقيت بح
فأبتسم شريف بحب وهو يتأمل خجل اخته الصغيره وطفلته كما كان يُسميها .. حتي قالت امه بسعاده : شريف قرر يتجوز ياممدوح
لتقف نسرين قائله بتهلل : بجد بجد ياشريف .. اكيد شوفتها امبارح في فرح فارس .. قولي مين ها .. حد من قرايبنا صح
فتابع زوجها بالحديث قائلا وهو يغمز له: شكلها واحده فرنسيه
فتنهد بتأفف وهو يري نتائج لحظة تهوره قد انسكبت عليه .. حتي ابتسمت امه قائله : ابني مش هتجوز من بنات اوروبا بلا فرنسيه بلا انجليزيه ...
فنظر هو الي طبقه بضيق حتي تذكر ماكلفه به فارس بأن يُتابع اخبار شركته الهندسيه فنهض مُتحججا قائلا : متستعجلوش قريب اوي هتعرفوا هي مين
وانحني بجسده كي يطبع بقبله حانيه علي جبين والدته ثم ايديها قائلا : متقلقيش ياست الكل هي مصريه !
وتركهم جميعا مذهولين ،وغادر امام اعينهم بأناقته ووقاره الذي اصبح يمتاز بهما
..................................................................
جلست بجانب والدها وهو يتفحص جريدته حتي قالت له بهمس : بابا انا عايزه اقولك علي حاجه
لتسمع صوت امها يُناديها من المطبخ قائله : يازهره يابنتي تعالي ساعديني الله يخليكي
فنظر اليها والدها بتوجس حتي قال : سيبك منها قولي عايزه ايه يابنت ابوكي
فلمعت اعينها بسعاده قائله : عايزه اشتغل زي جميله .. انا لقيت اعلان في جريدة امبارح وبفكر اقدم فيها
فنظر اليها اباها بفرحه قائلا : اخيرا يابنتي !
فتأملت اعين اباها وهي تتذكر رغم شدة ذلك الرجل الا انه لم يهدم حلم احداً فيهم ابدا سوا هي او أختها ... ولم يجبرهم علي شئ .. فحين تخرجت اختها جميله وارادت ان تخطوا اول خطوه لها في البحث عن عمل قد شجعها .. وعندما هي تخرجت ولم ترغب في ان تعمل لم يفرض عليها رئيه ولكن هي احبت ان تجلس مع والديها ترعاهم وتُساعد امها في اعباء المنزل
فنطقت بسعاده وهو تُقبل يده قائله : احلي فنجان قهوه محوج هعملهولك يا عم منصور ياعسل انت !
..................................................................
اخذ يُتابع سير العمل بهدوء ،حتي وجد هاتفه يُرن لينتبه الي اسم المتصل ليُحادثه قائلا : اهلا بالعريس اللي دبسني في الشغل ،يعني انا نازل اجازه اطمن علي خالتك وماشي تدبسني
ليضحك فارس وهو يُحادثه قائلا : جاي عشان خالتي ولا عشان الصفقه الجديده اللي هتعملها هنا ، وكمان ياعم شريف انت ناسي ان ليك نسبه في الشركه وبتاعتك زي ماهي بتاعتي
فتمتم شريف بضيق قائلا : فارس قولتلك مليون مره ديه شركتك ومش معني اني ساعدتك يبقي اخد تعبك ومجهودك
ليأتيه صوت فارس قائلا : مش عارف اقولك ايه ياشريف ، انت فعلا اخويا ... وتابع بحديثه قائلا : اخبار الشغل ايه صحيح
ليتأمل شريف احد الاوراق قائلا : متقلقش كله تمام ، روح انبسط مع مراتك
واغلق الهاتف في وجه وهو يبتسم ، حتي وجد هاتفه يرن ثانية ولكن برقم اخيه هشام الذي هلل قائلا : باركلي ياشريف .. نهي حامل !
...................................................................
مسحت دموعها بسبب ذلك البصل اللعين ، حتي وجدت امها تضحك قائله : عشان تبقي ست بيت شاطره ، لازم تحاربي البصل
فتمتمت زهره قائله : ما انا بسبب بصلك ياست الكل قررت اسيب المطبخ كله ليكي وادور علي شغل وحاربي انتي البصل يانور عنيا
فطالعتها امها قائله : شغل ايه يابنتي مش كفايه اختك متبهدله انا لولا ان معاها حازم مكنتش رضيت ابدا .. ربنا يكرمك بأنسان يهنيكي ويسعدك بلا شغل بلا هم .. ماانا اشتغلت في شبابي وسيبت الشغل عشان اربيكم بعد ما خسرت بسببه اخوكي
ودمعت عين والدتها بالذكريات، فأقتربت من والدتها وهي تشفق عليها بسبب هذه الذكري رغم انها لا تذكره
زهره بحنان : ياماما ده قضاء ربنا ومن سنين طويله .. ادعيله
فنطقت والدتها بصعوبه قائله : ياحبيبي الحُمي كانت جايه جامده عليه ومستحملهاش كان طفل صغير ، لو كان عايش دلوقتي كان زمانه راجل كبير
فأبتسمت زهره لامها بحب قائله : ياماما ياحببتي ربنا مش بيحرمنا من حاجه غير لما بيعوضنا بغيرها وقبل ده كله لكل بلاء حكمه يصحبها الخير
فمسحت امها دموعها ، وهي تُتمتم قائله : الحمدلله ، انا راضيه يارب سامحني .. !
..................................................................
نظر حازم بدهشه لما سمعه منذ لحظات ، حتي تابع هو بحديثه قائلا : مالك ياحازم هو طلبي ضايقك
فأبتسم حازم بسعاده قائلا : بس انت مشوفتش زهره غير مره واحده ، ازاي عايز تتقدم ليها
فتأمل شريف معالم الغرابه التي ارتسمت عليه حتي قال وهو يربط علي احد اكتافه: وهي المره ديه متكفيش اني اتقدم ليها ، ها قولت ايه
لتلمع عين حازم بحب قائلا : القرار مش بأيدي انا هكون مرسال ، بس اتمني من كل قلبي ان زهره تبقي ليك يابشمهندس
...................................................................
أردفت داخل شقتهم بتعب وهي تحمل اوراقها بخيبة امل ، حتي وجدتهم جميعهم يجلسون ويتثامرون ..
فتأملها حازم وجميله بسعاده وايضا والدها
حتي وقفت والدتها واقتربت منها لتحتضنها قائله : مبرووك يازهره ياحببتي !
يتبع بأذن الله
#الحزء_الثالث
سقطت دمعه تلو الأخري مع كل ذكري تحيا بداخلها الي الان .. حتي مسحت دموعها سريعا وهي تُخاطب صديقتها قائله : بس انا يا ريم لسا منستش اللي حصلي ، انتي عارفه يعني ايه اول انسان يعلمك الحب هو اللي يخذلك
فنطقت صديقتها بأسف علي حالها قائله : زهره لازم تفوقي من الماضي ، هشام كان درس واتعلمتي منه وخلص خلاص .. هشام كان وهم ومات
لتهطل دموعها ثانية وهي تتحدث بأسف قائله : يعني ايه ياريم ، اوافق علي العريس
فأقتربت منها صديقتها لتضمها اليها بحنان قائله : باباكي ومامتك مبسوطين بالعريس فرحيهم يازهره وافرحي .. وكمان ياستي ده واحد هياخدك فرنسا وهيعيشك في مستوي كويس وشاب امور .. ثم غمزت لها ريم بعينيها قائله بخبث : مش هو برضوه الواد البارد المُستفز اللي حكتيلي عنه اول ماجيتي من الفرح
فنفجرت شفاتي زهره بضحكه حالمه قائله : تفتكري انه عوض ربنا ليا
فنظرت اليها ريم بحنو قائله وهي تتذكر كل مامرت به صديقتها حتي قالت بتنهد : بصي يازهره معرفتك بهشام كانت غلط .. ايه أعرف واحد من علي النت واثق فيه .. وكادت ان تتحدث زهره لتُدافع عن ثقتها به وحسن نيتها
حتي تابعت ريم قائله : هتقوليلي انكم اتقابلتوا في الحقيقه وكان زي ما انتي متصوراه وكان شخص عادي .. بس ديه مره واحده يازهره عارفه يعني ايه وكمان كانت صدفه وانتي اللي عرفتيه بنفسك
لتتذكر زهره ذلك اليوم شارده فيه .. حتي ابتسمت أبتسامه باهته تُداري فيها اوجاعها قائله : اول رحله في حياتي اطلعها مع جميله كانت لشرم ، قابلته صدفه هناك في قريه كان هو المدير بتاعها .. مصدقتش نفسي ان القدر ممكن يلعب لعبته
وابتسمت ببلاها عندما تذكرت مُغازلته لها وهو يقول : طلعتي قمر يازهره !
وعادت تسمح دموعها ببؤس حتي تحدثت ريم قائله : وانتهت القصه الجميله بأنه سابك عشان يتجوز ست الحسن والجمال بنت صاحب المُنتجع ...
فضحكت زهره قائله : بتتريقي عليا صح ياريم ، بس عارفه انا نسيت هشام بس للاسف منستش وجعه
ومسحت ما تبقي من دموعها حتي قالت : انا هوافق علي العريس، وهبني ليا حياه جديده !
فأبتسمت صديقتها بفرح ، وهي تتأمل معالم وجهها حتي قالت بحنان : ربنا يسعدك يازهوره !
...................................................................
وقف يتأمل ظلام الليل من شرفته ، وهو يتنفس الهواء المصحوب بدخان سيجارته ..وعاد بذاكرته للوراء
ليوم ان رأها ترتدي دبلة لرجلاً اخرغيره ، فقد كان يسير دوما بمبدأ انثر علي جروحك ملحً كي يطيب وهذا مافعله ،فاليوم الذي قرر ان يُهاجر فيه البلاد نفسه اليوم الذي قد خُطبت لغيره
بعد حب قصة حب عاشت بداخله مُنذ ان ولدت وهو طفل في الخامس من عمره ..فضحك بستهزء وهو يوقف ذلك الشريط اللعين ويلعن نفسه مائه مره لقدومه مره ثانيه لحياته التي هجرها
فرن هاتفه ليعلن عن اتصالا ، فتأمل الاسم قليلا قبل ان ينبعث صوته ليتحدث قائلا : ازيك يارامز
فجائه صوت رامز الضاحك قائلا : فرنسا كلها وحشتها ، وتابع بحديثه قائلا : وديانا هتموت وترجع
فتأفف هو بضيق قائلا : سيبك من ديانا وقولي اخبار الشغل ايه
فهتف صديق غُربته قائلا : كله تمام متقلقش ، وانا ببعت ليك كل حاجه تخص الشغل علي ايميلك .. بس شكلك مش فاضي تبص علي اي حاجه ..ايه مصر بقيت حلوه كده عشان تخليك تنسي الشغل ومشاريعك
ليتحدث شريف قائلا وهو يُلعن تلك الطحونه التي وضعه فيها فارس لكي يُكمل عنه تصميماته واعماله الي ان يعود من رحلة زواجه : معلش يارامز بس مضغوط في شركه فارس الايام ديه ، لانه مسافر ... عقبال عندك اصله اتجوز من اسبوع
فأتاه صوت رامز الضاحك قائلا : حاجتين ربنا يبعدني عنهم الجواز واني انزل مصر تاني ..
ليشفق شريف علي حال صديقه ، فلكل تارك لبلاده قصه .. جعلته يفر دون رغبه في الرجوع وكأن الوطن اصبح وباء
..................................................................
جلس بأسترخاء علي مكتبه الفخم الذي دوما قد حلم به .. ففتح عيناه علي صورة زوجته القابعه علي مكتبه وهي في حضن اباها .. فظل يتأملها قليلا الي ان حن لوجه طفولي قد عصف به .. فأخرج هاتفه ليبحث فيه عن صوره وحيدة لها مازال محتفظاً بها وقد اخذها لها دون ان تُلاحظ وقد كانت الصوره تحتوي علي بعض من السائحين
ليتذكر اليوم الذي قابلها فيه وقد كانت فعلا ملاك كما كان يتخيلها
فنظر باسماً وهو يتأمل ملامحها وضحكتها وهي تُحادث اختها وتشاور بأصبعها علي أحد السُياح ليتنهد قائلا : وحشتيني اوي يازهره ، كنتي انقي انسانه عرفتها ونورت حياتي .. بس للاسف حظك وقعك مع انسان مش بيفكر غير في نفسه وبس
واغلق هاتفه سريعاً عندما احس بأن الحنين سيأخذه لذكري راحله .. وبدأ يُتابع اعماله علي حاسوبه الشخصي .. حتي رن هاتفه ليرد بحبور : ازيك ياعمي ، نهي الحمدلله كويسه .. والقريه تمام
ليأتيه صوت احدهما يضحك قائلا : جوز بنتي طول عمره شاطر ودماغه عجباني ، سلملي علي نهي وخد بالك منها
وقبل ان تنتهي مُحادثته مع والد زوجته ، سمع صوت انثوي يتحدث بمياعه : هنروح فين يابيبي
ليضحك هشام علي افعال حماه وهو يُتمتم : بيبي .. وتابع بحاديثه قائلا : ادلع وانبسط يابيبي
...................................................................
هتفت نسرين بسعاده وركضت نحوه لتتعلق برقبته قائله : بجد ياشريف هنروح النهارده نشوف العروسه
فأبتسم شريف وداعب وجنتي اخته قائلا : شريف حاف كده ، فين ابيه يابت راحت فين
فضحكت نسرين وتأملت وجه امها البشوش قائله : انا كبرت دلوقتي وبقيت مدام ..
فحضنها بحب وهو يري دموع والدته التي تقف امامه .. فترك اخته وذهب اليها ليضمها اليه بحنان قائلا : بتعيطي ليه دلوقتي ياست الكل
فنطقت امه وهي تُغالب دموع سعادتها : البيت من غيرك كان ضلمه ياحبيبي ، وروحي كانت رايحه مني ... ربنا يفرحك يابني ويكرمك
فرفع بكف امه الاثنين وقبلهما وهو يبتسم قائلا : ربنا يخليكي ليا ياامي واعيش طول حياتي تحت رجليكي .. سامحيني اني سيبتك .. بس كان غصب عني
فرفعت امه عينيها اليه وهي تبتسم قائله : مسمحاك ياشريف وحاسه بيك ..
لتأتي نسرين اليهم قائله بدعابه : ابنك عريس يامني وبتعيطي ، ياست انتي زغرطي
وكادت والدته تستجيب لفكرة اخته المجنونه حتي قال : ماما ابوس ايدك بلاش فضايح ..
وتركهم وهو يضحك ، حتي أتي بفكره لقاء اليوم فأخذ يُتمتم بأحباط : شكلي هصلح غلطه بغلطه !
...................................................................
أخذت تتأمل اثر اعتدائه عليها ليلة امس وهي تتأوه من الألم حتي ادمعت عيناها لتسمع طرقات طفلها الصغير علي الباب قائله : ايوه ياشريف ياحبيبي ، انا طالعه اه
فسكبت علي وجهها قطرات الماء كي تزيل اثر دموعها ، واكملت ارتداء ملابسها لتُغطي اثر الكدمات عن جسدها
وخرجت اليه لتنحني بجسدها امامه قائله وهي تمسح دموعه : مالك ياحبيبي زعلان ليه
فخرجت الكلمات من فم صغيرها بصعوبه قائلا : اللعبه بتاعتي اتكسرت يامامي
فضمته اليها بحنان واخدت تُلامس جسده الصغير وهي تُتمتم : حال مامي زي لعبتك ياحبيبي .. بس اللعبه ممكن يجي غيرها اما انا فخلاص مُت بسبب أنانيتي وحبي للمظاهر
..................................................................
وقفت امها ورائها وهي تُتمتم :يابنتي يلا اخرجي بقي للناس
فرجعت بأقدامها للخلف قائله : هو أنا لازم اخرج
فأبتسمت أمها بسعاده قائله : يابنتي بطلي كثوف ، الراجل مستني بره هو وامه واخته وجوزها .. يلا يازهره انا مش عارفه مش طالعه زي جميله اختك ليه
فتذكرت هي موقف اختها التي تركتها هي وحازم في مثل ذلك اليوم من اجل ان يروا احد الشقق من اجل زواجهم المُعطل مُنذ عامين فضغطت علي شفتيها بحنق قائله : متفكرنيش ببنتك ديه ،ماشي ياجميله انتي وحازم
وصارت بهدوء نحو غُرفت صالونهم المتواضعه وهي تقرء بعض الايات وايديها تهتز بأكواب العصير
وعندما اردفت بقدميها الي اللا مفر ، وجدت وجه بشوش يُطالعها لتسمع صوت سيده انيقه قائله : ماشاء الله قمر ياشريف
لتبتسم والداتها قائله : ده من ذوقك ياحجه ، اقدمي العصير يازهره للضيوف
فأخذت تُطالع زهره الاكواب بتردد مُتذكره نصائح والدتها من اجل التقديم ... وصارت نحو حماتها التي يبدو عليها الطيبه ، ثم الي تلك الفتاه التي يبدو انها في شهورها الاخيره بسبب انتفاخ بطنها .. ثم الي الرجل الذي بجاورها ويبدو انه زوجها .. وجاء دور والدها الذي ضحك ببشاشه قائلا : قدمي لخطيبك الاول ياحببتي
فأقتربت منه وهي تهمس بصوت انثوي راقي قائله : اتفضل
ليرفع هو احد حاجبيه بشك من تلك الفتاه التي اول معرفته بها كان صداماً وجنوناً بسبب افعالها ... وكاد ان يمد بيده كي يأخذ كوب العصير ولكن هيهات .. قد انسكب العصير علي بذلته التي يبدو انها غالية الثمن
لتقترب امها قائله : ايه اللي عملتيه ده ، احنا اسفين يابني
فوجدها تبتعد عنه بخجل حتي شعر هو بها فقال بهدوء : مافيش حاجه حصلت
فأبتسمت امه بطيبه قائله : محصلش حاجه ياجماعه ، تعالي يازهره ياحببتي جنبي ..
ونظرت الي ابنها الذي يُطالع بذلته بتأفف حتي قالت : وانت ممكن الحج يقولك فين الحمام وانقذ مايمكن انقاذه
وضحكت وهي تتأمل ملامحه فربطت علي يد زهره بحنان قائله : حد يطول القمر ديه توقع عليه العصير
ليخرج صوت ممدوح الضاحك وهو يتذكر نفس فعلت زوجته حتي غمز لها قائلا : مبتفكركيش بحد الحكايه ديه
فضحكت نسرين بحب وهي تتأمل ملامحه قائله : قلبك اسود يازوجي العزيز
وتحولت تلك الزياره الكئيبه .. للضحك والمُداعبات حتي شعرت الاسرتان بالألفه ..
...................................................................
ضحكت جميله بقوه الي ان سمعت صوت امها المُحذر قائله : جميله
لتنظر جميله الي اختها التي مازالت هائمه فقالت بهدوء : خلاص ياست الكل ، معلش يازهوره اصلي بتخيلك وانتي بتدلقي علي شريف العصير .. وتابعت بحديثها قائله : حد قدك ياعم هتسافري فرنسا معاه ، لاء واسمع كمان انه عايش في شقه قصاد بُرج ايفيل
فنظرت زهره الي جميله دون أستعاب حتي قالت بسعاده : مين قالك كده
فتأملتها امها قائله : ربنا يشفيكي يابنت بطني ، يابت انتي مش من شويه قولتي لأبوكي انك مش عايزه تبعدي عننا
فلمعت عين زهره قائله : ياماما ديه فرنسا ، بس ياست الكل هو قال فتره بسيطه هيخلص شغله هناك وهنرجع تاني
فتأملتها جميله بمشاغبه قائله :صبرتي ونولتي !
وماكان من أمهُما سوا ان تمتمت بسعاده : ربنا يسعدكم يابناتي
...................................................................
نظرت اليها مني بأشفاق لما فعله ابنها حتي قالت بأسف وهي تتأمل اعين ابنتها نسرين : شريف بيقولك اختاري الشبكه اللي تعجبك ياحببتي
فنظرت والدتها بأنبهار للأطقم المعروضه من الالماس حتي قالت : ربنا يعينه ياحجه ، اكيد ياحبة عيني مشاغله كتير
ومدت يدها اتجاه ابنتها كي تقترب وتتأمل الاطقم المعروضه ، ولكن زهره ظلت واقفة بقهر وألم لما فعله
فأحست بوجع وهي تُحطم حلم اخر من احلامها ، فخطيبها يترك والدته واخته تختار لها شبكتها .. اما هو منشغل بأعماله وامواله
وكادت ان تفر دمعه من عينيها لما تُلاحظها سوا حماتها التي اشفقت عليها ... اما امها كانت مُنشغله مع نسرين ليختاروا من بين الاطقم العروضه طقماً مبهراً
فأقتربت منها امها قائله : زهره ،تعالي شوفي اختارت ليكي ايه
فنظرت لامها التي استسلمت لاموال ذلك المدعو بخطيبها ..ولم تشعر بها فأقتربت من امها وهي تُشير علي دبله ذهبيه تمنها لا يساوي شئ قائله : انا هاخد الدبله ديه وبس
فنظرت اليها امها بصدمه ، حتي اقتربت منها حماتها قائله : ليه يابنتي .. ده شريف موصيني اجيبلك كل اللي نفسك فيه وميهمكيش الفلوس
فأخذت تهز رأسها برفض وهي تُطالعهم .. وكادت ان تُنهرها امها علي فعلتها ولكن هيهات
يتبع بأذن الله
الفصل الرابع
جلست تتأمل مُشاغبة طفلها مع ألعابه حتي ابتسمت بحزن وهي تتذكر السبع اعوام التي قضتهم في ذلك الزواج الذي عاشت في بدايته كالملكه الي ان توفت طفلتها التي قد انجبتها بعد عاماً من زواجها وقد كانت تبلغ من العمر عامين
لتنقلب حياتها الي كل ذلك الحزن ... وتصبح حياتها وكأنها حطاماً .. ليعلو رنين هاتفها فتري المتصل ليس الا والدتها
لتتحدث مريم قائله : ازيك ياماما
لياتيها صوت والدتها التي تخبرها بجمود : خالتك عزمتنا علي خطوبة شريف
فيسقط الهاتف من بين ايديها ودموعها تتساقط وهي تُتمتم : شريف هيخطب وهيتجوز ، بس شريف لسا بيحبني
..................................................................
اخذت تنظر اليه بعمق حتي تحدث قائلا : ازيك يازهره
فألتفت زهره حوالها كي تُتابع نظرات اختها وحازم الذين قد تركوهم سويا وجلسوا علي طاولة بالقرب منهم .. لتتحدث بخجل قائله : الحمدلله
فأخذ يتأملها قليلا الي ان عاد لحديثه ثانية قائلا : ليه مخترتيش شبكتك وأكتفيتي بالدبله بس
لتظهر لمحة حزن في أعينها ، وصمت لم يفسره حتي قال بأسف : عارف اني المفروض كنت ابقي معاكي في يوم زي ده بس ..
وكاد أن يُكمل كلامه الي انها أوقفته قائله : حصل خير !
فظل يتأملها بتعجب وهو لا يعلم كيف تفكر هذه الفتاه
ولكن ظل صوت والدتها بداخلها يخبرها بأنها تُريد ان تفرح بها وترتدي ذلك الفستان اللعين لكي ان تفرحهم وفقط
ليطالعها شريف قائلا : زهره ممكن تكلميني عن نفسك
فأبتسمت بأبتسامه بسيطه وهي تتأمل معزي سؤاله حتي قالت : انا عندي 23 سنه اتخرجت من كلية التجاره من سنه .. بحب التصميم اووي ونفسي اكون اكون مصممة للازياء
وضحكت بضحكه بسيطه قد جعلته يبتسم لها بعفويه .. حتي تابعت بحديثها قائله : وبس كده !
فتأملها شريف برتياح فهو لا يُنكر بأن اختياره لها كان من باب ان يُثبت للجميع بأنه لن يوقف حياته علي ماضي قد علمه درساً واحداً
(حارب من اذوك بنجاحك .. )
ليفيق من شروده علي سؤال قد ألجمه ولم يعرف كيف سيجد الاجابه
زهره : انت حبيت قبل كده ياشريف !
...................................................................
أحتضنها من خصرها كي يوقفها عن الدوران بذلك الفستان اللعين الذي قد سرق جزء من عقله ، وبدء يُطالعها برغبه حتي ابتعدت عنه وهي تضحك قائله : عجبك الفستان ياهشام
فطالعها هشام بأعين ناريه وهو يتأمل تفاصيل مفاتنها حتي قالت هي بضحكه رنينه : مالك ياهشام ، الفستان مش عجبك وتابعت بحديثها قائله : انت متعرفش انا عاملت ايه عشان اخده من الاتليه من صافي .. انت عارف كانت هتموت وتاخده.. بس علي مين انا اخدته وهحضر بيه حفلة عيد ميلاد ريري
فأخذ يُطالعها هشام حتي نطق اخيرا قائلا : تحضري بيه فين !
فطالعته بهدوء وهي تتأمل معالم وجهه قائله : البارتي بتاع ريري
فقربها منه بجمود وهو يُتمتم بوقاحه : وانا اللي فاكر جيباه تلبسهولي .. واشار علي الفستان قائلا : وده فستان ست محترمه تظهر بيه للناس .. ده قميص نوم ياهانم
وابعدها عن ذراعيه وهو يتحدث بغضب : انا غلطان اني جيت .. لاء وقول لازم اهتم بيها شويه عشان حامل ..وبلاش اغيب كتير عن البيت .. الاقي اصلا الهانم مقضياها مع صحابها
وأخذ يُطالع زجاجة الخمرا الموضوعه علي احد الطاولات حتي صرخ عاليا : رجعتي للشرب تاني .. وقد ان يُكمل عبارات صراخه
حتي أقتربت هي منه بفزع قائله : خلاص ياهشام ، انا اسفه صدقني هسمع كلامك
واقتربت منه اكثر كي تحتضنه قائله : انا بحبك اوي ياهشام ...................................................................
تأملت والدتها العلبه القطيفيه التي تحتوي علي شبكة ابنتها حتي قالت بسعاده : مش قولتلك يازهره ..اكيد كان مشغول يومها .. واه اعتذر منك وصالحك وجيه اخدك يعزمك وجابلك الشبكه .. واخذت تُطالع الفصوص الخضراء في ذلك الطقم الالماسي قائله : بكره هخرس لسان كل العيله ، عشان يشوفوا بنتي خطيبها جابلها شبكه ازاي وهيعيشها ازاي
لتُطالعها زهره بيأس وطالعت والدها الذي انسحب كي لايُصيبه الشلل من تفكير زوجته ..
فتنهدت زهره بخنقه قائله : ياماما حرام عليكي بلاش حبك للمظاهر ينسيكي ان في حاجات تانيه المفروض نفكر فيها
فطالعتها والدتها بجمود قائله : بلاش تتكلمي انتي علي الحاجات التانيه .. فاكره ولا افكرك حبك للزفت اللي فضل يرسملك الاحلام وفي الاخر راح خطب بنت واحد معاه فلوس
فأغمضت عيناه بألم وهي لا تُصدق بأن امها لم تغفر لها الي ان غلطتها ومازالت تُذكرها بها .. حتي هدأت امها بندم قائله : انتي النهارده قاعدتي مع شريف واتكلمته ، ارتاحتي ليه ولا لاء
فطالعت والدتها بموافقه قائله : ايوه ارتحتله ، هو شخص كويس بس شكله غامض اوي ومش بيحب يتكلم عن نفسه كتير
فضحكت امها بمرح وهي تُطالع ابنتها قائله : ياحببتي هي الرجاله العاقله كده ، نفسي اشوفك انتي اختك في بيتكم.. عشان اطمن عليكوا يابنتي
.................................................................
جلس يُنفث دُخان سيجارته بعشوائيه وهو يُطالع صفحات ذلك الكتاب الذي يقرء فيه عن عالم المال .. ليأتي سؤالها علي ذهنه فأخذ يتنفس بضيق وهو يتذكر كيف كان رده عندما سألته هل كان لديه قصة حب
ولم تكن الاجابه سوا رداً بارداً اصبح يتقنه .. لتأتي امه من خلفه لتربط علي كتفه قائله : مالك ياشريف
فأخذ يُطفئ سيجارته سريعا ونهض لها وهو يُطالع فنجان قهوته الممُسكه به وقد اعدته له بنفسها قائلا : ربنا يخليكي ليا ياست الكل
فجلست علي احد المقاعد وجلس هو بجانبه لتبتسم قائله : قولي مالك يابني ، اوعي تكون خطبة زهره عشان ترضيني وتيجي علي نفسك ولا عشان...
ليتحدث هو قائلا : لاء ياماما ، انا معملتش كده عشان مريم .. انا نسيت مريم خلاص .. مريم بنت خالتي مش اكتر اما الحب بتاع زمان ده كان كلام فارغ وهبل عيال
وتابع حديثه بتنهد قائلا : لازم يبقي ليا زوجه وبيت وولاد .. انا نجحت في شغلي الحمدلله وقدرت اوصل لاحلامي
لتغمره امه بدعائه قائله : ربنا يكرمك يابني ، وزهره شكلها بنت حلال وطيبه
...............................................................
ادمعت عيناها وهي تستمع لحديث صديقتها حتي قالت : مرديش اتكلم عن حياته القديمه ياريم ، عارفه انا كنت هصارحه بحكايتي مع هشام
لتسمع صوت صديقتها وهي تُنهرها قائله : اوعي يازهره تقوليله حاجه .. الراجل الشرقي مهما سافر وعاش حياته لازم يحس ان مراته مكنش ليه اي قصص عاطفيه او تجارب قبل كده.. ثم تابعت حديثها قائله : واظن انه ليه ماضي زيك .. يبقي خلاص يازهره بلاش انتوا الاتنين تدوروا في اللي فات
ثم بدأت ريم تقص عليها فسحتها مع زوجها وماذا فعل لها منذ يومان .. حتي لمعت عين زهره بسعاده وهي تتخيل كل ذلك مع شريف .. وتنهدت بعمق وهي تستمع لصديقتها حتي قالت : ربنا يسعدك ياريم
فأنتبهت ريم لثرثرتها دون شعور بأنها جعلت رفيقتها تبني احلامها .. وبعد ان انتهت مُحادثتهم الهاتفيه
اخذت زهره وسادتها بين احضانها وبدأت تعبث بأصابعها لتتأمل دبلتها بسعاده لا تعلم من اي أتت .. لتدخل اختها في ذلك الوقت وهي تُغني بأغاني الحب وممسكه بيدها باقة زهوره رائعه .. لتقترب منها جميله قائله : الحب جميل اوي يازهوره ، امتا صح هتنزلي انتي وشريف نختار قاعة الخطوبه
فسقط اسم اسمه علي أذنيها وهي لاتعلم بما تُجيب ، فهي مازالت لا تعرف رقم هاتفه ...
.................................................................
اخذ يتذوق الطعام بضيق حتي صرخ بها قائلا : امتا بقي هتطبخي لينا عدل
لتطالعه هي بأسي بعدما رفعت بوجهها عن طبق طعامها قائله : اظن انك اتجوزتني وانا مبعرفش اطبخ .. مش جاي بعد سبع سنين جواز تقولي اكلي ..
ليقذف بشوكته في طبقه بضيق وهو يُتمتم : عيشه تقرف يابنت الحسب والنسب
فأدمعت عيناها بألم وهي تتذكر اول عامين من زواجها ، وكيف كانت تعيش ملكه لا تفعل شئ سوا الذهاب لمراكز التجميل والتسوق .. ولكن
فطالعها هو بتهكم قائلا : نفسي افهم انا متجوزك ليه ، اكل ولحد دلوقتي مافيش مره اكلت حاجه منك عدله .. بنتنا وبأهمالك ماتت .. الحسنه الوحيده ليكي في حياتي يامريم هو شريف ولولاه كنت زماني طلقتك من زمان .. بس للاسف مش عايز ابني يشوف اللي انا شوفته ويعيش بين اب وام منفصلين
وكادت ان تنطق بكلمه كي تُدافع عن كرامتها ، ولكن خياله هو من تبقي .. لتحمد ربها بأن طفلها نائم ...
..................................................................
اقتربت اخته منه بتسأل قائله : امتا ياشريف هتختار قاعة الخطوبه انت وزهره
فطالعها هو بصمت حتي ابتسم قائلا : انتي يابت انتي مش ليكي بيت ، ليل نهار ناطه لينا كده لينا
فأخذت تذم شفتيها كالاطفال وهو تأكل حبات الرز بنهم قائله : بحبكم وبتوحشوني كل ساعه ..
فضحك هو قائلا : ماشي ياستي
ثم طالع والدته الهائمه فتحدث قائلا : مالك ياماما
فتنهدت والدته بضيق قائله : اخوك ياشريف وحشني اوي ، اهل مراته اخده مني
فطالع هو والدته بأشفاق ثم اخذ يُدعابها قائلا : مين اللي ياخد هشام منك ياست الكل .. انتي عارفه هشام طموحاته كتير
غير ان سمعت نص المُنتجع بتاع حماه بقي ملكه واشتراه
فظهرت ابتسامه خفيفه علي ملامح والدته لتتحدث بفخر قائله : ربنا يحميكوا ياولادي واشوفكم ديما ناجحين .. وكادت ان تصمت الا انها تذكرت شئ قد ألجم لسانه لتتابع حديثها بتسأل قائله : صح ياشريف عايزه اقول لزهره تشوف يوم عشان ننزل نختار الفستان والقاعه .. انت ناسي ان الخطوبه بعد اسبوع
فأخذ يُهز رأسه بالموافقه وهو يتذكر انه الي الان لا يعرف رقمها ولا شئ عنها منذ 3 ايام
...................................................................
نظرت اليها جميلة بتسأل قائله : انتي رايحه فين الصبح كده
فلمعت عين زهره بتحدي قائله : هنزل ادور علي شغل ،في ايه ده مستقبلي ..
فأخذت تُطالعها اختها قائله : ماما وبابا عارفين بالكلام ده .. وخطيبك
فطالعتها بتهكم قائله وهي تُداري خيبتها بكذبه: اه عارف ، يلا انا خارجه معاكي ..
وكان نفس السؤال قد واجهها من والديها .. فأبتسم اباها بأقناع بعدما اقنعته بأن خطوبتها لشريف لن تهدم به مُستقبلها ، وان الزواج ليس فقط الحياه بأكملها
ولكن رد امها كان : يابنتي انتي كلها 6 شهور وتتجوزي وتسافري مع جوزك .. شغل ايه بقي ، الحجه مني اتصلت بيا من شويه عشان تأكد علينا ان شريف هيعدي بليل ياخدنا نشوف القاعه والفستان .. ثم تابعت قائله : انتي مقولتيش ليه انك اتفقتي انتي وشريف انكم هتنزلوا النهارده
فنظرت الي والدتها بصدمه من اتفاقها مع شريف وهو في الاصل لم يُهاتفها منذ ذلك اليوم الذي اصطحبها خارجاً مع اختها وحازم .. ليفيقها صوت اختها جميله وهي ترتدي حذائها قائله : ياماما مدام خطيبها موافق سبيها ، زهره عندها حق مش كل حاجه جواز .. ايه هو احنا اتخلقنا عشان نتجوز
فنظر والدهم الي والدتهم حتي تحدث قائلا : مكنتش متجوز امكم بالعقليه ديه يابنات .. ربنا يسامحك ياابويا
وضحك وهو يُشاهد تغير ملامح زوجته التي ضحت كثيرا من اجله وتحملت معه ظروف الحياه.. ولكن في النهايه هي بشر وبها ايضا عيوب
وكادت ان تتحدث والدتهم حتي وجدت ابنتيها يغلقون الباب خلفهم فتمتمت بغضب قائله : انت اللي مقوي البنات ديه عليا
فطالعها زوجها بحنان قائلا : ياام جميله .. سيبي البنات يختاروا حياتهم .. وبلاش زهره تيجي عليها مش عشان مبتتكلمش ولا بتعارض نيجي عليها ونختار ليها حياتها .. وكمان يعني ايه شريف ده اللي توقف حياتها عليه .. مش معني انه هيعيش بنتي عيشه مرتاحه فأنا همسك فيه بأيدي وسناني واقولها اتخلي عن مستقبلك واحلامك ،وتابع بحديثه قائلا :ولولا انه راجل محترم ويعتمد عليه وعجبني دماغه .. مكنتش اقنعت زهره بيه
فتنهدت هي قائله : بخاف علي زهره اوي البت طيبه وبيضحك عليها .. بنتك عامله نفسها ناصحه وهي هابله يامنصور .. عارف جميله انا مش خايفه عليها زي زهره ،ربنا يصلحلهم الحال
فطالعها منصور بشك من هدوئها قائلا : بس انتي عماله تحلوي كده ليه ياست انتي !
..................................................................
نظرت الي جميع الفتيات الجالسين بكامل أناقتهم ينتظرون مُقابلة المدير من اجل الحصول علي تلك الوظيفه التي قد اعلنوا عنها في بعض المواقع الالكترونيه ..لتهتف سكرتيره ذلك المدير قائله : انسه زهره ، اتفضلي
فأخذت زهره تُطالع نظرات تلك الفتيات بخوف ، واخذت تُتمتم قائله وهي تتأمل اوراقها: ربنا يُستر
وبعد طرقه خفيفه قد طرقتها قبل ان تردف للداخل ، سمعت صوت احدهما يتحدث مع اخر في امور تخص العمل والصفقات
فرفعت وجهها لتشاهد وجه رجلان .. احدهم يجلس خلف مكتبه والاخر يجلس في الكرسي المُقابل له ويتثامرون براحه وكأنهم رفقاء ، فتأملها ذلك القابع خلف مكتبه قائلا وهو يُشاهد ملفها الشخصي : انسه زهره مش كده
فحركت رأسها بالايجاب دون ان تتفوه بكلمه .. حتي سمعت صوت ذلك المدير البغيض يتهكم قائلا : انتي مأخدتيش بالك من اعلان التوظيف ان مطلوب خبره لا تقل عن عامين
وبدء يُحادثها ببرود ، ثم خاطب صديقه .. الذي ألتف كي يُشاهد وجه تلك الفتاه التي لم تتحدث سوا بكلمه .. لتلجمه الصدمه فوقف قائلا : زهره !
يتبع بأذن الله
الفصل الخامس
أخذت تُحدق به بصدمه وهي لا تُصدق... بأنه يجلس أمامها الان .. فقد تغيرت ملامحه وأصبحت أكثر خشونه .. حتي تلك اللحيه التي تراها به قد جعلته شخصاً أخر .. ولولا أنها لم تنسي ملامحه التي عشقتها يومً ... لكانت ظنت بأن قلبها قد عاد لحنينه .. ولكن
صوت ذلك المدير الذي يعد معها المُقابله ...قد أفاقها من شرودها وهي يُتمتم : انت تعرف الانسه .. ياهشام
فأخذ يُطالعها هشام بحنين .. وهو يتأمل كل تفاصيل وجهها البرئ الذي لم يتغير الي اليوم .. فحبيبته التي أطفأها .. تقف اليوم أمامه ... فتنهد بأسي وهو يتذكر مافعله بها وخذلانه لها بسبب زواجه
وهتف بحنين : انا وأنسه زهره معرفه قديمه يارامي
فأبتسم رامي بود وهو يتأمل ملامحهم ثم ألقي نظره علي أوراقها قائلا : تقديرك العام جيد جدا... أمممممم ممتاز
وتابع بحديثه وهو لا يجد كلاماً يتحدث به : تقدري تتفضلي ياأنسه زهره .. وأكيد لو أتقبلتي في الوظيفه هنبلغك
لتسحب زهره اقدامها بضعف ... وهي هائمه في عالم أخر.. فكل مادار في تلك المُقابله لم تسمع منه حرفاً واحداً
وخرجت راكضه من الشركه وهي تتنفس بصعوبه .. ودموعها تنساب بغزاره علي وجهها .. وهي لا تصدق بأن القدر جمعها بهشام في تلك الفتره التي كانت لا بد فيها أن تأخذ خطوه بحياتها
وبدأت تُخرج هاتفها بأرتعاش .. لتبحث عن رقم صديقتها
وضغطت علي زر الاتصال سريعا وما من لحظات حتي سمعت صوت صديقتها تُهاتفها
لتنطق هي بصعوبه : أنا قبلت هشام ياريم .. قبلته
.................................................................
وقف هشام سريعا وهو يسحب مفاتيح سيارته التي وضعها علي مكتب صديقته قائلا : رامي .. زي ما أتفقنا أقبل زهره في الوظيفه .. أرجوك
فتنهد رامي بيأس وهو يخبره : حاضر ياهشام .. مع أنك عارف أني مش بحب الوسايط .. بس عشان خاطرك أنت ياصديقي
وكاد أن يُكمل رامي بحديثه ليعرف منه كم يوم سيقضيه هنا .. قبل رجوعه الي شرم الشيخ
ولكن أنصراف هشام السريع .. جعله يجلس علي كرسي مكتبه ثانية
ام هشام أخذ يسير في رواق الشركه يلتف حوله .. وهو يُتابع أوجه كل فتاه أمامه ... الي أن خرج من شركة صديقه مُتنهداً بيأس : روحتي فين يازهره
وأخذ يغمض عينيه وهو يحفر ملامحها في عينيه .. فقد عاد اليه الحنين الذي قتله ...
...............................................
الفصل ٦...٧....٨....٩
وقف يتأمل الاجواء حوله وهو لا يُصدق كل ماحدث منذ أن علم من والدته بخبر الوفاه ...وتنهد بأسف ليري أن الدنيا حقاً صغيره
وأقترب من زوج خالته وفارس.. كي يُصافحهما ..مُقدما له واجب العزاء
فرفع طارق بوجهه قليلا ليتأمل ملامحه .. ليتذكر السنين الماضيه التي حطم فيها قلبان .. بسبب رغبته بأن يري أبنته تعيش حياه مترفها .. ولكن الأن ماذا حدث
زوج أبنته الغني قد أصبح تحت التراب .. ومعظم أمواله قد ضاعت بسبب ديونه ولعبه للقمار
وبعد أن تصافحت الأيدي للحظات .. أخذ يُطالع كل منهما الاخر بنظرات غامضه تُداريها نظارتهم السوداء
ليلتف شريف بأعينه قليلا باحثا عن والدته .. وسط النساء
فيجدها تقف بجانب خالته.. وبجانبهما هي
من تخلت عنه يوما .... تاركة حبها دون دفاع
والسبب هو أرضاء طموحات والدها وطموحاتها ايضا
وبدأ يتحرك قليلا .. نحو خالته ووالدته قائلا بصوت رخيم : البقاء لله ياخالتو
ثم ألتف بأعينه نحوها وهو يُشاهد دموعها التي تنحدر كالشلال علي فراق زوجها مُتمتما بخفوت : البقاء لله يامريم
لتبتسم خالته له بأبتسامه شاحبه .. أما هي رفعت بأعينها نحوه تتأمل هيبته وجموده وهي تشرد بذهنها بالماضي عندما كانت ترتمي دوما في أحضانه تتدلل عليه وتُشاكسه مثل نسرين ..
ولكن سريعا ، قد أفاقت من تخيلاتها .. عندما وجدته يمسك بيد خالتها مُغادرين المقابر .. مع باقي المغزئين
ووجدته يصعد لسيارته هو ووالدته ... بعدما أنهي واجب عزائه برسميه
ليحتضنها والدها بدفئ أبوي قائلا : سامحيني يابنتي !
.................................................................
جلست بتوتر علي أحد الارائك .. تنتظر ذلك المُدير كي تجري معه مقابلتها الاخيره قبل أن تستلم وظيفتها
ولكن الصدمه كانت هو .. هو يردف اليها بهيبته ونظراته المُتفحصه
فنهضت سريعا وهي تهتف بغضب : متقفلش الباب ، خليه مفتوح لوسامحت
ولكنه اغلق الباب ... واقترب منها قائلا بحنين : زهره ، ارجوكي اديني فرصه افهمك انا عملت كده ليه
فخانتها دموعها وهي تتذكر .. صفعة الخذلان التي حطم بها قلبها البرئ واستغلي سذاجتها .. ورغم ان حبه مازال ينبض بقلبها .. ولكن الكرهه قد تعشش ايضا حوله
فأصبح الحب والكرهه ممزوجان ببعضهما
فحملت حقيبتها وهي تخطي سريعا نحو الباب قائله : مش عايزه افهم حاجه ...
وتذكرت سريعا بأنه بالتأكيد من كان سبباً في قبولها بتلك الوظيفه
وكادت ان تسحب مقبض الباب لتُغادر تلك الحجره
ليقف امامها بضعف : انا هشام يازهره .. انا حبك الاول نسيتي حبنا
فوقفت تُطالعه للحظات وهي تتذكر كل أحلامها معه .. وعندما رأت أبتسامة نصر بأنه جعلها تلين عندما ذكرها بحبهما
رفعت بيدها لتصفعه بقهر : وده قلم وجعك ليا ياهشام .. انا بكرهك ابعد من قدامي
فأخذ يُحدق بها بصدمه... وهو لا يُصدق بأن زهره .. تلك الفتاه التي شكلها علي يديه .. تقف الان أمامه بتلك القوه وتصفعه
وبسبب زهوله المُفاجأ بفعلتها ودخول صديقه رامي أيضا في تلك اللحظه .. فرت هاربه وهي تُلعن غبائها الذي جعلها لا تُفكر للحظه بأن قبولها في الوظيفه كان أتفاقاً
فجلس هشام بصمت علي أحد الأرائك .. ونظرات رامي تُحاوطه بشك قائلا : مسمعتكش صح ، عندها حق والله
وقبل أن يُكمل رامي حديثه ... وجده ينهض بضيق قائلا : رامي .. أسكت خالص انا مش ناقصك دلوقتي
ليعلو رنين هاتفه .. فينظر لرقم المتصل بصمت
لتتعلق نظراته بنظرات صديقه ويبدء في أشعال أحدي سجائره ... وصوت رنين الهاتف يدق للمره الثانيه
الي أن سمع صوت رساله .. فأخرج هاتفه ثانية ليري ما بُعث اليه .. فتكون الرساله " أنا وصلت ياهشام عند مامي مني .. "
...................................................................
نظرت اليها والدتها بملامح مخضوضه بعدما فتحت لها الباب قائله : أنتي رجعتي بدري ليه كده ، مش النهارده هتستلمي وظيفتك
فأردفت زهره للداخل وهي تخلع عن قدميها حذائها .. وتمتمت قائله : سيبت الشغل خلاص ، مش أنتي عايزه كده
فلمعت عين والدتها بشك .. وأقتربت منها بحنان : مالك يازهره ، اوعي تكوني فكراني مش حسا بيكي يابنتي
أنا أمك وبكره لما تخلفي هتعرفي أد ايه غلاوة الضنا
وحتضنتها والدتها بدفئ وهي تُدعابها كي تزيل عنها ما كانت سبب فيه الايام السابقه : لسا زعلانه مني عشان هددتك قدام أبوكي لو سيبتي شريف هسيبلكوا البيت
لتتذكر زهره ليلة أمس .. عندما سألها والدها عن رغبتها في الأستمرار بتلك الخطبه .. وقبل أن تبلغ هي أبيها برغبتها في عدم أكمالها .. كان رد والدتها التي جاءت من المطبخ هو الأسبق .. لتبدء مرحله عراك بين والدها ووالدتها بسبب
أصرارها علي تلك الزيجه
لتُحرك زهره رأسها برفض : لاء ياماما مش زعلانه .. مع أني عارفه انك هتزعليني تاني وعمرك ما هتفهميني
أشمعنا جميله طيب مبتتخنقيش معاها .. ولا بتدخلي في قرارتها
فأبتسمت والدتها بود وهي تتذكر مراهقتها قبل ان تتزوج والدها قائله : عشان انتي هابله ومبتفكريش غير بالقلب ، ومحدش بيودينا في داهيه غيره .. اما جميله كل حاجه بتحسبها بعقلها ... عرفتي السبب يابنت ابوكي
ورغم صدمتها في كل ماحدث لها اليوم .. ظهرت ضحكتها
فضمتها والدتها الي صدرها بحنان قائله : يلا تعالي نعمل لأبوكي البسبوسه اللي بيحبها .. عشان أصالحه
فتأملتها زهره بخبث وقد لمعت عينيها بالمشاكسه .. وماكان من والدتها سوا أن ضربتها علي ذراعها : مش أنتي السبب ... ورايا علي المطبخ
...............................................................
وقف يتأمل زوجته بزيها القصير واعين والدته تُطالعه
الي أن نهضت نهي سريعا وتركت كوب العصير الطازج الذي كانت ترتشف منه وركضت نحوه تُقبله : وحشتني اوي ياحبيبي ، كده تغيب عني اسبوع انا والبيبي
وامسكت بكفه .. لتضعها علي بطنها التي برزت قليلا
فقبض علي معصمها بقوه وهو يُطالعها بغضب : ايه اللبس اللي انتي لبساه ده ياهانم ، جيتي من المطار بالمنظر ده
وعندما بدأت نبرة صوته تعلو .. نهضت أمه نحوه وهي تُزيحه عنها : هشام .. عامل مراتك كويس قدامي .. ديه بنت ناس
فأخذ يُطالع هو والدته بقهر وهو يري نظرات عدم رضاها علي زوجة أبنها ورغم ذلك تُدافع عنها
وظفر بضيق وهو يجلس علي أحد الارائك .. ورفع بوجه نحو زوجته بغضب قائلا : ادخلي اوضتي ، غيري المسخره ديه ... كويس ان شريف مشفكيش بالمنظر ده
فربطت مني علي ظهرها بحنان : روحي ياحببتي اوضة جوزك ارتاحي من السفر
فصمتت نهي للحظات تتطلع الي وجه زوجها بندم ... ومن ثم أستجابت لطلب حماتها
وأقتربت منه والدته بعتاب : مدام أختيارك ..يبقي لازم تنصحها مش تشخط وتنطر
وكاد أن يعترض علي كلمات والدته ... الا انها طالعته بحزم : قوم صالح مراتك .. قوم
...............................................................
وضعت بصنية الحلوي امام والديها وهي تبتسم قائله : هاخد لحازم وجميله طبقهم
فأبتسم اليها والديها وهم يُتابعون أحد المسلسلات القديمه .. وقبل ان تتجه لأختها وخطيبها ألتفت الي والديها ثانية : أتصالحتوا طبعا وبقيتوا سمن علي عسل ..
فحدقت بها والدتها .. ثم تعالت صوت ضحكتها وهي تمسك يد زوجها وعشرة عمرها : هو أنا برضوه أقدر ازعل أبوكي ... الكلمه كلمته والشوره شورته
فأخذت تُطالعها زهره كالبلهاء .. الي ان وجدت والدها يهمس بحب : ربنا يخليكي ليا يا أم البنات
فوقفت تستوعب ما يدور بين والديها للحظات .. وبدأت تُشاكسهما قائله : ياسيدي ياسيدي علي الحب .. يعني أطلع منها انا
فحرك كل من والديها رأسهما ... لتضحك هي بسعاده وهي تري الحب في عين والديها
وأتجهت نحو الغرفه التي يجلس بها حازم وجميله
فنظرت اليهما بصدمه : أنت بتبوس أيد أختي ياحازم ، يادي المُصيبه .. يادي المصيبه .. ياحاج منصور تعالا شوف اللي بيحصل
فركض حازم نحوها ووضع بيده علي فهما : كده يازهره ، ديه مراتي ياناس والله مكتوب كتابنا
فتأملت زهره وجه أختها المُرتبك.. وأخذت تُحرك حاجبيها بطفوله .. لتنهض جميله بخجل نحو طبق الحلوي الذي مازالت تحمله هي
وأبتسمت بخبث وهي تُحرك وجهها نافره من يد حازم التي كتمت أنفاسها : خلاص عفوت عنكم ..
وبدأت تُشاكس أختها وهي تتأمل ملامحها : وقال ايه ماما بتقول جميله معندهاش غير عقل .. تيجي تشوف الحب
فأقتربت منها جميله وهي تضحك من افعال أختها وهمست بنبره دافئه : بكره شريف يعلمك الحب ، ياأم لسان طويل
ليضحك حازم مؤكدا علي حديثها : اما نشوف .. رومانسيتكم بقي ...ثم تابع بخبث : بس قوليلي يازهره أنتي وشريف بتتلكموا أمتا في التليفون .. عايزين نرخم
فضحكت جميله بعدما تناست خجلها : مش بيتكلموا ياحبيبي ، هو مش فاضي وهي علطول قافله تليفونها
بس طنط مني مظبطها هدايا كل شويه وايه من أغلي الماركات .. وتابعت حديثها بغمز : ما أكيد حبيب القلب موصيها ...
فأستمعت هي لدُاعبتهما بألم وهي تتمني أن تعيش لو للحظه مثل تلك المشاعر التي شاهدة بها والديها .. واختها مع خطيبها .. ولكن شعورها بأنها لا شئ قد عاد اليها ثانية
فجلست بينهم تتوسطهم : دلوقتي الحفله بقيت عليا ، اه ما أنتوا مُهندسين بقي .. وبتعرفوا تطلعوا منها
وصرخت بوجههم : ولعلمكم بقي انا وشريف .. مش راضين نتكلم في التليفون او نخرج سوا عشان كل ده حرام
غير انه تعبان في شغله اووي .. عايز يخلص الشغل بسرعه عشان نتجوز ونسافر فرنسا ، واشوف الناس النضيفه
وبدأت تتأملهم بقرف وهي تُتابع بحديثها الذي يُمزقها : مش انتوا ..
ليُطالعها حازم ضاحكا وهو يستمع لجديتها .. الي أن صفقت جميله قائله : ايوه بقي ياواد يامحافظ انت ، انا قولت برضوه انك مش سهله ... يابتاعت فرنسا والناس النضيفه
ونهضت فجأه من بينهم وهي تهتف : هات تليفونك ياحازم ، عايز اعمل مُكالمه مُهمه
وقبل أن يُناولها حازم هاتفه .. اخذته قائله وهي تُغادر الغرفه : هعمل تليفون منه ، ورجعلكم تاني ياروميو انت وجوليت
فعاد يُطالع حازم جميله بهيام : عملت خير والله ، هو أحنا كنا بنقول ايه ياقلب حازم
................................................................
أغلقت زهره غرفتها خلفها بأحكام.. وجلست علي فراشها بأقدام مُرتجفه : انا لازم أتصل بيه ، ليه بيتصل بس بماما او حازم ... لاما يحسسني اني خطيبته ليروح لحاله
انا مش نقصه وجع
واخذت تبحث في هاتف حازم عن رقمه الخاص .. الي ان وجدته فسجلته علي هاتفها سريعا .. وتنهدت بعمق وهي تُحادث نفسها : اتصلي بيه يازهره ، أفهمي منه ليه بيعمل كده .. ليه ناسيكي ولا كأنك خطيبته .. مش هو اللي طلب أيدك زي ما ريم قالتك
وتمالكت قواها .. وأخذت تُرتب أفكارها بأنفاس مُضطربه
..........................................................
وضع بحاسوبه الشخصي علي تلك المنضده المُقابله للأريكه التي يجلس عليها ويُتابع أعماله عندما وجد والدته تردف اليه
وأقترب منها : تعبتي ليه نفسك ياماما
فربطت مني علي ذراعه بحب وهي تُناوله كوب النسكافي المفضل له وبعض السندوتشات البسيطه : مأكلتش كويس علي العشا .. قولت أجيبلك حاجه خفيفه ياحبيبي ..
وجلست علي فراشه بقلق: مرات اخو تصرفتها مش عجباني ياشريف ..رغم ان باين عليها طيبه بس تربيتها مش زينا ياأبني
فأقترب من والدتها وحاوطها بذراعيه وهو يُطمئنها : هشام شخصيته قويه ياماما وهو عارف يسيطر عليها كويس ..وبتحترمه أظن أنتي شوفتي لما زعق فيها علي العشا اول ما شافها خرجه قدامنا بلبس مش مظبوط .. وكمان هي أختياره فحر بقي ياست الكل متتعبيش نفسك
فحاوطت والدته وجه بين كفيها قائله : وانت ياشريف .. من ساعة موت..
وقبل أن تُكمل والدته بباقي عباراتها .. نهض من جانبها قائلا بعدما فهم مقصدها : أنا نسيت مريم ياماما ، وجوازي من زهره هيتم وقريب اوي ...انا قررت اتكلم مع عمي منصور بكره واطلب منهم اتجوزها واسافر علطول
ورغم ان كلمة سفر اصبحت تزيد همها ، ولكن زواج أبنها هو الحل الوحيد ليأسس حياته من جديد .. فأبتسمت بحب وهي تنهض خلفه قائله : فكر كويس ياشريف .. قبل ما تظلمها
فطالعها شريف للحظات وهو يٌفكر بقراره الذي أتخذه اليوم
عندما ذهب الي خالته المنزل بعد أصرار فارس عليه ليطمئن علي أحاولها بسبب وعكتها حزناً علي أبنتها
وقد رأها تجلس بشرود تحتضن طفلها الذي سمته علي أسمه
فأخذ يتنهد بعمق .. وهو يُلعن قلبه
ليفيق من شروده صوت والدته : هو انا ليه مش بشوفك بتكلم زهره زي أي أتنين مخطوبين ...وسؤالك عنها بيكون عن طريق حازم او مامتها ...وبيكون قدامي عشان تراضيني
حتي تليفونك مفيهوش رقمها ..
واشارت اليه والدته بأصباعها : دورت في تليفونك ياشريف .. وتابعت بحديثها : وفهمت دلوقتي سبب اختيارك لزهره بالسرعه ديه ...
وتذكرت يوم حفل زفاف أبن أختها .. لتُطالعه : شريف أبني ميظلمش بنات الناس .. مش ديه تربيتي وتربية ابوك ياشريف
وكاد ان يُدافع عن نفسه .. الا انه وجدها خرجت من غرفته
لتتركه يقف كالتائه وهو لا يُصدق بأنه أصبح ظالم في نظر والدته
ليشعر بهتزاز هاتفه في جيب بنطاله القطني ... فيُخرجه ليري من يُهاتفه ... فأخذ يُطالع الرقم الظاهر أمامه بدون اسم
الا أن ضغط علي زر الاجابه ليسمع صوت أنثوي يُحادثه : بشمهندس شريف معايا ..
فهتف شريف : ايوه ، مين معايا
لترفع هي سماعة الهاتف عن أذنها وقلبها يخفق بألم .. فهو لم يعرف صوتها
وعادت تضع سماعة الهاتف علي أذنها ثانيه قائله بحرقه : انا زهره
الفصل السابع
نظرت الي كأس العصير الذي يضعه لها النادل بتوتر .. وحركت رأسها بأماءه بسيطه كشكر .. لينصرف النادل من المكتب بعدما نفذ أوامر رئيسه ..
ليردف اليها هو بعد ذلك للحظات يتبعه شخصاً يحمل اوراق يناقشه فيها .. فتنظر هي الي كأس عصيرها .. وكأنها تُلهي توترها به
الا ان غادر الموظف المكان بعدما انهوا نقاشهم بأحوال ذلك الفندق الذي جاءت اليه سابقا يوم حفل الزفاف مُدير اختها وابن خالتها حازم ... وأخذت تُشغل بالها للحظات بسبب وجوده هنا ودعوته لها في مكتب المدير.. وكأنه هو المالك للفندق ..
فتنحنح هو بأبتسامه لاول مره تراها فيه قائلا : مش معقول كاس العصير عجبك لدرجادي
لتنصدم زهره من حديثه ونظراتها البلهاء التي لاحظها لكأس العصير .. وألتفت نحوه بأضطراب قائله : ها
فنهض هو من فوق ذلك الكرسي الذي جلس عليه للتو .. وجلس علي الكرسي الذي امامها قائلا بهدوء : تعرفي ان شكلك وانتي متوتره .. شبه الاطفال
وعندما وجدها ترمقه بنظرات قاتله... تعالت أصوات ضحكته وهو يهمس : قوليلي بقي عايزه تتكلمي معايا في ايه ...
واسند بمرفقه اليسري علي حافة المكتب .. مُتطلعا اليها ينتظر حديثها الضروري الذي هاتفته من اجله ليلة امس
فلاحظ هو سكونها .. الا ان همس بأعتذار قائلا : انا اسف يازهره
فطالعته بأندهاش وهي تستمع لاعتذاره المُفاجئ قبل ان حتي تبدء بالحديث ..
فتأملها للحظات وهو يري دهشتها : اكيد بتقولي الشخص البارد ده بيعتذر زي الناس العاديه ..
فهمست هي بتسأل : وليه ظنيت اني بقول عليك كده
ليُبادلها هو الحديث مُتجاهلا سؤالها : عايز اسمعك يازهره
ليدق هاتفه عقب تلك الجمله .. الي ان ضحك : ثواني يازهره معلش
فأخذت تُحدق به بغرابه ... ولاول مره تكتشف جزء من شخصيته حتي وسامته اليوم قد جعلتها تندهش
فهو بالفعل وسيم بوسامة الرجل الشرقي الهادئه .. جسده يشبه جسد الاروبين وكيف لا يشبههم وهو قد عاشرهم لسنوات
حتي ضحكته هذه التي يضحكها للشخص الذي يُحادثه جعلتها تشك بكل شئ حولها ..وصوته
وبعدما انهي حديثه بلباقه فرنسيه لم تفهم منها الا جزء بسيط .. وجدته يُفرقع بأصابعه امامها ضاحكا : المرادي شكل حد تاني اللي عجبك
فرمقته بتلعثم وهي تلعن قلبها الغريب الذي جاء اليوم كي يستكشف ملامحه وتصرفاته وقد نسيت كل الحديث الذي رتبه عقلها
لتستمتع للحظات برائحه عطره الفواحه التي قد سكرت انفها وهي لا تعلم كيف قد ظهرت الرائحه فجأه
فتأملها قائلا : زهره .. زهره !
لتفيق زهره من كل هذا .. مغمضه عينيها قليلا كي تفيق من شعورها الغريب قائله بجديه : انا جيت النهارده ، عشان افهم انت ليه خطبتني مدام مش عايزني
فطالعها للحظات قبل ان يُتمتم : قدرك يازهره .. حطك قدامي .. وللاسف مكنش عندي خيار تاني
ولاول مره كانت تشعر هي بالغباء .. فحدقت به مُتسائله : مش فاهمه
ليتنهد هو للحظات ..ويُرتب ما سوف يقوله لها .. الي ان قص عليها كل شئ صراحتاً
فوقفت من صدمتها وهي لا تُصدق بأنها كانت مُجرد غاية اراد ان يُحطم بها قلب حبيبته السابقه
وما افظعها من حقيقه قد علمتها ..
احبت مُخذلا حطم قلبها ..
وارتدت دبله شخص .. اخذها هدفً
وماذا بمشاعرها الان .. فأخذ قلبها يدُق بعنف وهي تتأمله بصدمه .. حتي بدأت تُحرك رأسها برفض وهي لا تقوي علي الحركه
ولكن صوت اعتذاره أخذ يرن بأذنيها ..
فأقترب منها ليمسك يدها .. التي نفضتها هي سريعا : زهره انتي كويسه .. تحبي أجبلك دكتور
فطالعته للحظات وهي لا تري شئ أمامها .. سو صوره أخري لهشام وكأن هشام هو شريف ..
فصرخت به بضعف : ليه عملت فيا كده ليه ، انا ذنب ايه قولي حرام عليك
وسقطت علي مقعدها ثانيه ، لتقع عينيها علي بُنصرها الذي يحتوي علي دبلة خطبتها فخلعته سريعا وهي تضعها علي المنضده التي امامها قائله : كده كل حاجه بينا أنتهت .. يابشمهندس .. دور علي لعبه تانيه تلعب بيها دور الراجل المظلوم من حببته وراجع عايز يوجعها
ووقفت ثانية ولكن بقوه عجيبه وصارت امامه ... وهي تهمس بداخل نفسها : اختارني عشان يوجع حبيبته الاولانيه ، ويظهر قدامهم انه نسيها خلاص ... انت السبب ياهشام في اللي بقيت فيه .. حولتني لانسانه ضايعه مش فهمها نفسها ولا عارفه هي عايزه ايه
لتتذكر طموحاتها في اول سنه دخلت بها الجامعه .. عندما كانت تقف بجانب رفيقاتها وهم يحلمون بالخطبه وفارس الاحلام .. أما هي كل امالها كانت أن تتخرج بتقدير عالي وتعمل في شركه مرموقه ويصبح لها شأن ..
فوجدته يهمس لها بأسف : انا اسف يازهره صدقيني مقصدتش أجرحك ..
واخذ يُطالع دبلتها التي تركتها امامه ، وهو يُشعر لاول مره بكرهه لنفسه وأنانيته .. فهو أصبح لا يختلف عن مريم شيئا
كلاهما حطموا أناسً .. في سبيل سعادتهم
هي حطمته.. وهو حطم تلك الضعيفه التي خُطبت له
..................................................................
نظرت الي هاتفها الذي يدق بأعين دامعه .. ولكن عندما أخذت تلتف حولها وجدت ان شمس النهار بدأت تغيب ..
فقد جلست في تلك الحديقه التي خلف الفندق بعدما شعرت بأن قدماها لا تقوي علي الحركه
فشريف قد حطمها أيضا .. فحتي لو لم تكن تحبه
فهو جعلها تكرهه كونها كأنثي ...
ليرن هاتفها ثانية بأصرار .. لتري المُتصل هي أختها
وقبل ان تتحدث بشئ وجدت أختها تبكي هاتفه : انتي فين يازهره .. ماما خبطتها عربيه وهي راجعه من السوق واحنا دلوقتي في مستشفي...
ليسقط الهاتف من يد زهره .. وبعدما عادت لتلك الحقيقه التي من الممكن ان تفقد فيه والدتها
ركضت سريعا .. وهي تمسح دموعها التي سقطت ولكن هذه المره من الخوف
...............................................................
أخذ يتلاعب بدبلتها الموضوعه علي راحة كفه .. وهو يتذكر وجهها الذي أطفأه
وحطمه بالحقيقه .. لتردف اليه والدته قائله : كلمت حماك ياشريف .. بدل ما تبقي خطوبه .. يبقي كتب كتاب وفرح
وتاخد عروستك وتسافر
فرفع هو وجه اليها بعدما خبئ دبلتها في جيب بنطاله قائلا بتسأل : هو هشام رجع شرم تاني
لتتنهد مني قائله : لقيته الصبح واخد مراته وبيقولي مسافر ..مع ان مراته ياعيني ملحقتش تقعد معانا .. اخوك بقي طبعه غريب ياشريف
وتابعت بحديثها وهي تُطالعه : مقولتليش برضوه كلمت حماك ..
فنهض من مجلسه وهو يُغير مجري الحديث : محتاج فنجان قهوه .. من ايدك الحلوه ياست الكل
...............................................................
وصلت الي المشفي بأنفاس لاهثه وهي تبحث عن اختها ووالدها في ذلك الدور الذي اخبرها به موظف الاستقبال بأن الحاله التي تسأل عنها فيه
لتجد حازم واقفا مع احد الأطباء.. يتحدث معه بوجه مُريح جعلها تطمئن قليلا .. الي ان اقتربت منهما
فأنصرف الطبيب ، ليُطالعها حازم بأطمئنان : متقلقيش يازهره ، خالتي بخير الحمدلله مجرد كسر في رجليها ودراعها ..
وتابع بحديثه : مال وشك مخطوف كده ليه
لتدفعه بذراعيها وهي تصيح به : فين ماما ياحازم ، اخلص
ليضرب هو كف بكف قائلا : انجري قدامي ياختي
وتتحرك خلفه حيث غرفة والدتها .. لتجد اختها واباها الذي مازال في صدمته جالسين قربها يحمدون الله علي سلامتها
لتسقط حقيبتها ارضا .. وتندفع الي احضان والدتها التي قالت مُتألمه : براحه يابت دراعي ، اه ..
لتلمع عين زهره بالدموع وهي تُقبل جبين والدتها بحب : كده تخضينا عليكي ياماما ، يارتني كنت انا وانتي لاء
لتهمس والدتها بضعف وهي تتأمل زوجها وبناتها حولها : مكنتش أعرف اني غاليه عندكم كده
وتبدء تقص عليهم كل ماحدث لها .. منذ ان اخذ السارق منها حقيبتها الي ان ركضت خلفه هاتفه في الناس بمساعدتها .. حتي اصطدمتها السياره
ويتبدل قلقهم .. لضحكات ..
...................................................................
نظر اليه حماه بعتاب .. بعدما عاد من رحلته التي قضي فيها شهر عسله مع عروسه الجديده قائلا : مزعل نهي منك ليه ياهشام
ليترك هشام الملف الذي يحمله ..ويضعه جانبا : اسألها مين اللي مزعل مين
بنتك رجعت لشرب السجاير والخمره تاني .. لاء وكمان الشله اللي كانت مصحباها .. وكانوا السبب في أدمانها
لينتفض صالح فجأه .. وهو يرتشف من كوب الماء والذي أهتز من يده قائلا : انت بتقول ايه ياهشام .. هي وعدتني أنها خلاص مش هترجع لكل ده تاني
هشام أعمل حاجه اومال أنا جوزتهالك ليه .. نهي بنتي بتحبك ياهشام وبتسمع كلامك
لتلمع عين هشام بالذكريات وهو يتذكر ذلك اليوم الذي رأي فيه نهي فقد كانت فتاه طائشه... كانت تقضي اجازتها الصيفيه في دبي حيث المنتجع الاخر الذي يملكه والدها
وهو كان يعمل هناك كمدير ... فصالح كان يأتمنه علي امواله ويعتبره شبيها له في شبابه .. الا أن تعرف علي نهي كأصدقاء ... وتواعدوا بأن يتقابلوا حينما يعود هو لمصر في اجازته السنويه .. وعندما عاد في أحد المرات بدأت علاقتهم تأخذ محور أخر وخاصة منها .. فقد تعلقت به بشده حتي أنها صارحته بمشاعرها التي رفضها ونهرها عليها فهو كان يعيش نفس المشاعر مع أخري قد دمرها
ولكن .....
صوت صالح المُرهق أفاقه وهو يُتمتم قائلا : أنت عارف غلاوتك عندي ياهشام ...نهي بنتي الوحيده ياهشام وسلمتها ليك وأنا واثق أن هتخليها تتغير .. انا مصدقت خرجت من المصحه وأتعالجت
..................................................................
وقف منصور مصعوقا بعدما أستمع للطبيب وهو يخبره بنتائج الاشعه والفحص الشامل الذي فعلوه من أجل الأطمئنان علي صحة زوجته .. ليكتشفوا بأن زوجته مريضه ب Chondrosarcoma
والتي لم يفهم معناها الا عندما بدء يشرح له الطبيب
بأنه سرطان عظام .. حيث تبدأ الإصابة في الخلايا الغضروفية ثم تنتشر إلى كامل العظم
ليشعر بأن الدنيا توقفت للحظات .. الي أن طالعه الطبيب باشفاق قائلا : ياحاج منصور .. أحمد ربنا اننا أكتشفنا المرض بسرعه .. هو باين عليه لسا في أوله ..وبالتدخل الجراحي هنقدر نعالجه .. بس أهم حاجه السرعه
فتحرك منصور بثقل .. وهو يسمع صوت الطبيب يخبره بثمن العمليه التي لا يملك حتي نصفها ...
ليقترب منه شريف بقلق قائلا : طمني ياعمي .. الدكتور قالك ايه
فربط منصور بيده علي كتفه بحنان لوقفته معه تلك ... وبدء يخبره بضعف كل ماسمعه للتو من الطبيب وكأنه يُريد أن يحمل عنه جزء من همه ...كي يستطيع الصمود من أجل زوجته التي تنتظره في غرفتها
ويخبرها بأن الطبيب سمح لها بالخروج من المشفي التي أصبحت لا تُطيق المكوث فيها
ليُحدق به شريف مصدوما .. ولكنه أفاق من صدمته سريعا وهو يري جسد منصور يهتز ...
فسنده قائلا : تعالي ياعمي ارتاح ، ومتقلقش كل حاجه هتكون بخير ولا تشيل هم حاجه ...
ليُطالعه منصور للحظات قبل أن يجلس ويضع بوجهه بين راحتي كفيه
............................................................
جلست تستمع لضحكاتهم وخططهم من أجل زواجها بشريف
لتتذكر من يومين حينما جاء اليهم مهرولا بعدما اخبره حازم بالخبر ...ليُطالعها بنظرات أعتذار
ولولا حالة والدتها وحالهم في ذلك الوقت .. لكانت أخبرت الجميع بفسخ خطوبتها منه
ولكن الان الجميع يرون أن شريف وهي الثنائي المنتظر من أجل أتمام خطبتهم بالزواج .. كما اخبرتهم والدته بذلك ليلة أمس
فتنهدت هي بأسي وهي تسمع ضحكات امها وفرحتها الظاهره علي وجهها ودعائها لشريف الذي يأتي كل يوم ليطمئن عليها
وهمست بضعف داخلي : اه ياماما لو تعرفي انه بيعمل كده عشان الواجب ..
ويردف هو ووالدها سويا .. ناظرين اليهم بنظرات شاحبه
الي ان هتف حازم بدعابه ناظرا لخالته : الدكتور قال ايه عن الجميل بتاعنا
لتوكظه خالته بيدها السليمه :اتلم ياحازم
فتضحك مني وابنتها علي تلك المداعبات ...الي ان لاحظت مني شرود زهره.. لتسقط بأعينها دون قصد علي اصابعها فلا تجد خاتم الخطبه
قائله بتسأل : اومال فين دبلتك يازهره
فتنظر اليها زهره بصمت وهي لا تعرف بماذا تُجيب لتري نظرات والدتها مُعلقه نحوها ..الي ان اقترب منها شريف قائلا : زهره ادتهاني عشان اغيرها لانها بقيت واسعه عليها
ونظر الي زهره التي وقفت مُرتبكه ..وكادت ان تعترض وتخبرهم بكل شئ الي انه قال بهدوء :مش كده يازهره
لتُطالعهم والدتها وهي تهمس :ربنا يخليكم لبعض ياولاد
فوقفت هي حائره من كل مايحدث .. الي ان همس بأذنيها هو : بلاش تزعليهم بخبر انفصالنا .. خلينا نستني لحد ما والدتك تقوم بالسلامه
لتًطالع هي والدتها بأسف ... وتلتف نحو والدها الجالس بشرود بينهم
................................................................
سقطت دموعها بعجز وهو يخبرها عن امر تلك العمليه ..
وأخذ يُضم كفيها اليه بحب وهو يعتذر لها عن كل لحظه قد أحزانها فيها ... لتربط هي علي يده قائله بحنان : انا مش زعلانه يامنصور .. ده قضاء ربنا .. بس انا مش هعمل العمليه غير لما أطمن علي زهره
فلمعت عين منصور بضعف .. الي أن طلبت منه قائله برجاء : وافق علي كتب كتاب زهره وشريف ، عايزه اطمن علي زهره يامنصور قبل
وقبل ان تهمس بعبارتها الاخيره التي أرتجف بسببها قلبه
نظر اليها بحب سنين طويله قد قوته العشره : حاضر ... بس قومي لينا بالسلامه وانا اعملك كل اللي عايزاه ياغاليه
..........................................................
اصبح ذهابها الي المشفي يومياً وهم لا تعلم لماذا لم يسمح الطبيب لخروج والدتهم .. وخرجت من منزلهم لتجده ينتظرها
فأشاحت بوجهها عنه وهي تهمس : فين حازم
فوقف يُطالعها للحظات وهو يري شحوب وجهها الي ان تأمل نظرات الناس حولهم في حارتهم : علي فكره عمي منصور عارف بكده .. وحازم سافر تبع الشغل مأموريه .. فأركبي يلا يازهره من غير ما تتعبيني زي كل يوم وياريت تركبي قدام لان انا مش السواق بتاعك
لتُطالعه هي بغضب .. لتتذكر اصطحابه لهما كل يوم ولكن دوما تكون معاها جميله وحازم او أباها..
لتبتعد هي عنه مُتمسكه جيدا بالحقيبه البلاستكيه التي بها طعام لوالديها ..
قائله بجمود : اهلي اه لسا فاكرين انك واحد مننا .. بس النهارده لازم ننهي المهزله ديه وشكرا علي خدماتك
فوقف يُطالعها للحظات بجمود الي ان هتف بتحدي : اكيد لازم ننهي المهزله ديه ..وللاسف مش هتعرفي تخلصي مني يازهره .. لان بكره كتب كتابنا وهتبقي مراتي
يتبع بأذن الله
الفصل الثامن
وقفت تُطالع والدها بأعتراض وهي لا تُصدق بأن ما أخبرها به شريف حقيقه .. وان عقد قرانها سوف يكون غدا
فتعلثم الحديث في حلقها وأخذت تُحرك أهدابها بصدمه الي ان خارت قوها ثانية علي نفس المقعد الذي كانت تجلس عليه تستمع الي والدها الذي دوما يقف بجانبها .. ولكن اليوم
قد أصبح هو أيضا في صف والدتها .. التي حين دخلت عليها حجرتها في المشفي تهللت أساريرها وهي تُخبرها بفرحتها
ليتأمل منصور أبنته قائلا بقلق : شريف أنسان محترم وليه مستقبل يازهره ومليون عيله تتمناه
لترفع هي بوجهها نحو والدها بأسي .. فهي تعلم بأن شريف رجلا تتمناه الكثير من الفتيات ، كما أنه لم يتخلي عنهم في محنتهم رغم أنفصالهم ... ولكن
أخذت تُتمتم بخفوت : بس انا وهو مننفعش لبعض يابابا
ليندهش منصور من رد أبنته المُطيعه دوما اليه .. قائلا :
أنا أديت كلمتي للراجل والموضوع خلص خلاص
وأستقام في جلسته .. ونهض قائلا : يلا خلينا نشوف الدكتور لو ينفع يخرج أمك النهارده من المستشفي
...................................................................
وقفت تتامل صورة زفافها .. لتتذكر تلك اللحظه التي كانت من عمرها
فشردت في ذكريات الماضي .. الي ان هبطت دموعها وهي تهمس : انت كمان روحت يامجدي وسبتني ،ليه كل حاجه بتروح مني
وبدأت تشهق بصوت عالي ، فركضت والدتها نحوها وهي تتسأل : مالك يامريم ،فيكي ايه يابنتي
لتلمع عين مريم بالدموع ، وهي مازالت تُطالع صورة زفافها قائله : ردي عليا انتي ياماما ليه كل حاجه بتضيع مني ليه
فوقفت والدتها مصعوقه وهي تري انهيار ابنتها ،ومن ثم اقتربت منها لتحتضنها الي ان .. وجدتها تبتعد قائله : ابعدي عني انتي وبابا السبب ... ضيعتوا شريف مني وادي مجدي ضاع وهو بيكرهني ... وشايفني زوجه مستهتره
لتسقط دموع والدتها وهي تقف حائره من تصرفتها ...واخذت تضرب صدرها بصدمه عندما وجدتها تكسر كل ماحولها فبعد اكثر من اسبوعاً قضته ابنتها في صمت تام
تقف امامها الان كالمجنونه
...................................................................
ومع اول زغروطه قد رنت بين الجدران .. سقطت دموعها وهي تشُاهد حياتها قد كُتبت بجانب شخص لا يُحبها وكان يُحب أخري مازال حبها عالق بقلبه
لتأتي جميله أليها والابتسامه تعلو وجهها : مبرووك يازهره ..
فتلتقي عين زهره بأعين صديقتها ريم التي تقف بجوارها تمسك يدها بحنو.. الي أن هتفت جميله : مالك زعلانه كده ليه يابت ولا كأنك عروسه وكتب كتابك النهارده
فتتأمل زهره أختها بخيبة امل.. حتي سمعتها تهتف بسعاده اكبر : الفندق اللي حضرنا فيه فرح البشمهندس فارس .. طلع ملك لشريف ووعدني ان فرحي انا وحازم هيكون فيه
فتأملت زهره نظرات أختها وهي تتذكر حديثها مع والدتها صباحا عندما عادوا من المشفي
لتشرد في رجاء والدتها وهي تُخبرها
" عايزه أفرح بيكي يازهره ، وافقي يابنتي وفرحيني .. "
ليدخل والدها في تلك الحظه مُبتسماً لنسرين ووالدة شريف قائلا : تعالوا اهي العروسه
لتبدأ المباركات وتقف هي مصدومه من كل ما يحدث حولها
وافاقت علي نظرة والدها الحانيه .. وهي يبتسم لها
وكأنه يُخبرها بأنه سعيد لانها نفذت رغبت والدتها
المريضه .. فقد علمت كل شئ من والدها عندما وجدها تخبره بأنها لا تستطيع ان تُنفذ طلبه
ولكن مرض والدتها جاء كالصاعقه اليها .. فوالدتها تُعاني من مرض السرطان اللعين وتوقف حياتها كي تطمئن عليها
لتحتضنها مني قائله بسعاده : انا اسعد واحده النهارده ياحببتي ، ياا متعرفيش قد ايه انا فرحانه بيكي
.................................................................
ربطت بحنو علي كفه وهو يجلس بجانبها علي الفراش
تبارك له قائله : حافظ علي زهره ياشريف يابني ، انت متعرفش انا فرحانه ازاي انك جوز بنتي .. اوعي تزعلها
فأرتسمت أبتسامه حانية علي وجه شريف قائلا: متقلقيش ياماما ، زهره في عنيا
فتابعت هي حديثها بحسن نية : عوضها يابني واستحملها .. هي لسا مافقتش من صدمة حبها لشخص كان أناني .. منه لله استغل طيبتها
فأنصدم شريف مما سمع .. فزوجته لها أيضا ماضي قد أهلك قلبها .. وكاد ان يسأل عن هذا الشخص
الي انه وجدها تردف الي حجرة والدتها بفستانها الزيتوني وتركض نحو فراشها من الجهه الاخري البعيده عنه ترتمي في أحضانها قائله : شوفتي انا سمعت الكلام ازاي
لتحتضنها والدتها بسعادة فطريه .. فتابعت زهره بحديثها : اعملي بقي العمليه وخفي
فوقف هو يُطالعهما بصمت .. فهي وافقت علي الزواج منه من اجل اهلها .. وهو قد لبي طلب والدتها عندما اخبرته بأنها تُريد ان يتزوج ابنتها ويحافظ عليها
لترفع زهره وجهها بصدمه لوجوده في الحجره
فهي لم تنتبه اليه حينما اندفعت نحو والدتها ..
لتبتسم والدتها وهي تُطالعهم هما الاثنان قائله : يلا روحوا احتفلوا بكتب كتابكم وسبوني أرتاح ياولاد
وعندما وجدت والدتها عدم أستجابتها .. شدت علي كلماتها قائله : سيبوني أرتاح بقي ، ونديلي عمك ياشريف
..................................................................
جلس قبالتها يتأمل توترها ونظرات اعينها الحائره .. وبدء يشرد قليلا في ملامحها الهادئه .. ليأتي النادل اليهم حاملا لهم مشروباً بارداً ..ليلقي شريف نظرة عليها وهي تتلفت حولها الي ان أبتسم قائلا : مبرووك يازهره
فسقطت تلك الكلمه عليها وكأنها عود كبريت مشتعلا .. فحدقت به بقسوه وهي تُطالعه : مبرووك علي ايه ..
ثم نظرت اليه ببرود لتُتابع حديثها بتهكم: تقدر دلوقتي تقول لحبيبتك انك قدرت تاخد حقك .. وعيشت حياتك مع انسانه دورها كان عرض وطلب
ليبتسم اليه هو قائلا بهدوء : مبرووك علي انك بقيتي مراتي يازهره
وبدء يدق هاتفه في تلك اللحظه ، الي ان ابتسم وهو يُطالع الاسم : عن اذنك يازهره دقيقه واحده
وأنسحب من امامها ..ليُحادث المتصل
قائلا : نهي عامله ايه دلوقتي
ليأتيه صوت هشام وهو يعتذر : انا اسف ياشريف اني مكنتش معاك في اليوم ، وتنهد قائلا : نهي بخير والجنين كمان بخير .. حادثه بسيطه متقلقش
وبعد حديث دام لدقيقتان ، عاد اليها ليجدها تتأمل حبيبان يحتضننا ايدي بعضهما بعشق
فأقترب من طاولتهم وجلس علي مقعده ثانيه وهو يهمس : شكلهم حلو مش كده
فأفقت هي من شرودها المتسلط علي هذين الحبيبان ، وتنهدت بعمق قائله : انا عايزه اروح ياشريف ..................................................................
اقتربت منه كي تتوسد صدره العاري وأخذت تبعث في خصلات شعرها بمهاره .. فأبتعد عنها شريف نافرا
وألتف بجسده كي يعطيها ظهره قائلا بحزم : ياريت توفري حركاتك ديه ، لاني زهقت منك ومن طيشك
فتأملته هي بأسي ... الي ان تأسفت قائله : والله ياهشام ، دول صافي ومريان هما اللي اتصلوا بيا .. وشربت معاهم
فنهض هو من جانبها وهو يصيح بغضب :لاء هايل يامدام ، المدام المحترمه تسهر مع صاحبتها الفاشلين المطلقين الصايعين
وكادت ان تُدافع عن اصدقائها .. الا انه صرخ بها ثانية : بنتي اللي في بطنك لو حصلها حاجه يانهي ، هتندمي
وخرج من غرفتهما صافعا الباب خلفه .. فلمعت عيناها بالدموع وهي تتذكر احداث الليله الماضيه
..................................................................
لمعت عين مريم بصدمه وهي تستمع لحديث اخيها مع والدتها بصدمه .. فشريف قد اصبح ملكاً لاخري .. والخطوبه قد تحولت لعقد قران .. فتنهدت بألم الي ان وجدت طفلها يسحبها من اطراف ملابسها قائلا : مامي انا جعان
فهبطت نحوه وهي تري لمعة عينيه وملامحه التي اصبحت تشبه اباه ليعلو صوت والدتها وهي تُخبر ابنها قائله : يعني شريف ضاع خلاص من اختك
فألجمتها العباره بألم وهي تستمع لرغبة والدتها في تزوجيها ولم يمر شهرا حتي علي موت زوجها
..................................................................
جلس علي فراشه بعد يوم حافل من التعب .. ليشرد في احداث ذلك اليوم .. وبدء يمرر دبلة زواجه ببتسامه لا يعلم سببها .. ليفيقه من كل هذا... صوت رنين هاتفه لينظر الي اسم المتصل قليلا فيفتح الخط قائلا بضحكات عاليه: ايوه دخلت القفص ياسيدي
ليُحادثه رمزي قائلا :مبروك ياشريف ، متعرفش انا اد ايه شمتان فيك
فتتعالا ضحكات شريف وهو يُتمتم : هيجي ليك يوم واشمت فيك .. ثم بدء يتنهد قائلا : اخبار الشغل ايه يارامز
...................................................................
مرت الايام سريعا علي الجميع .. استعدت والدة زهره لخوض العمليه وكان الجميع يقف بأنتظار خروج الطبيب ليطمئنهم عليها ..وعندما خرج الطبيب مُتنهدا بتعب
اقترب الجميع منه كي يُطمئنهم .. فأخبرهم الطبيب قائلا : كل حاجه تمام ، والعمليه نجحت بس أهم حاجه المتابعه وانها تفضل تحت الملاحظه
لتتهلل اساريرهم ، فجلس منصور علي احد المقاعد بتعب وهو يحمد الله ان زوجته بخير
واحتضن حازم جميله التي كانت تبكي من الفرحه
اما شريف كان يقف يُتابع زهره بعينيه .. فقد كانت شاحبة الوجه لا تقوي علي الحركه وكأنها مازالت لم تستعب نجاح العمليه .. فأقترب منها بخطوات هادئه وضمها اليه دون شعور من كل منهما .. وكانت والدته تتابع ذلك بسعاده
لتفيق زهره من لمسته علي ظهرها ، قائله بخجل : لو سامحت ياشريف
فتنحنح هو حرجاً بعدما ادرك فعلته ، واقترب من اذنها هامسا : علي فكره انتي مراتي يازهره
ومن ثم ابتعد عنها ليُطالع ساعته .. ثم وقعت عيناه علي حماه
فأقترب منه كي يحتضن كفه قائلا : انا مضطر امشي ياعمي ،عشان عندي اجتماع مهم ..
ليبتسم اليه منصور بحب قائلا : مش عارف اشكرك ازاي ياشريف ياابني
وتأمل منصور المشفي وهو يُطالعه بعينيه : جميلك عمري ماهنساه ، انا دلوقتي بقيت مطمن علي زهره معاك
وابتسم بعفويه : ام جميله كان عندها حق في نظرتها ليك
ليتذكر منصور ، الاموال التي دفعها من اجل اتمام العمليه
وعندما اعترض علي ذلك وقرر ان يبيع شقته وكل ما يملك
اخبرها انه اصبح فرد من عائلتهم ، وتكفل هو بكل المصاريف
.................................................................
وقف هشام يتأمل زوجته بفستانها الذي يبرز تفاصيل جسدها حتي بطنها البارزه واعين جميع رجال الحفل تُطالعها
فترك كوب العصير الذي يحملها بين يديه ، ونظر الي حماه الذي يقف بجانبه ومعه احد الرجال المُهمين
فأشاح حماه وجهه سريعا وكأنه يترك له الامر .. فأتجه اليها هشام غاضبا حتي اقترب منها ساحبا ذراعها خارج الحفل وهوينفث بغضب قائلا : هي ديه المفاجأه ياهانم
فأبتسمت نهي بعفويه وهي تُطالعه بسعاده : الفستان حلو مش كده ياهشام ، عجبتك صح
فأخذ يلتف حول نفسه بغضب وهو يتنفس بصعوبه الي ان وقف قائلا : انتي ايه ، مبتفهميش ده لبس انسانه محترمه
وتابع حديثه بغضب : قدامي علي البيت
لتُطالعه هي بصدمه : طب والحفله
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها .. سحبها خارج الحفل بأكملها ، واتجه بها نحو سيارته وهو يتذكر اليوم الذي وافق فيه علي الزواج منها بعدما عرضها عليه والدها ولعب علي وتر طموحاته
...................................................................
ابتسمت والدتها التي وهي تراها تضع طبق الحلوي امامه الي ان قالت بتعب بسبب ما مرت به الايام الماضيه : زهره هي اللي عامله الكنافه ياشريف
فأبتسم شريف وهو يتأمل ملامح زهره الصامته ، فرغم انه بدء يشعر نحوها براحه الا انها اصبحت تٌقابل كل شئ منه بفتور حتي انها اصبحت لا تشغل تفكيرها بأي شئ يخصه
وكأنها أستسلمت للامر الواقع ..
فنظر شريف للطبق بتمهل ثم بدء يتذوق ..فنظر الي زهره بهدوء قائلا : تسلم ايدك ياحببتي
فأبتسمت والدتها بسعاده ، وحدقت به هي بصمت والغضب يمتلكها ... فهو قد تخلي عن دور الصامت واصبح يهتم بكل شئ يخصها
فتأمل شريف للحظات تلك الكلمه التي تفوه بها بعفويه وهو لا يُصدق بأنه قد نطقها
فهو أصبح لا يعرف نفسه ،فمشاعر الفتور والبرود اصبحت تتلاشي عنده نحوها
ليدخل منصور عليهم في تلك اللحظه وهي يبتسم اليهم قائلا : معلش ياشريف يابني اتأخرت عليك
فوقف شريف له بأحترام ، وهو يتذكر الحديث الضروري الذي أتي اليه اليوم .. وبعدما جلس منصور بجانبها
وجد زهره تُغادر المكان ..
ليتنظر منصور أن يسمع منه ذلك الحديث الهام ... فبدء يسرد عليهم شريف مشاكل عمله وانه يجب ان يُسافر خلال هذا الاسبوع الي فرنسا وان معظم اجراءات الاوراق الخاصه بزهره قد انتهت
فنظر منصور الي زوجته بصدمه .. فأبنته ستتركهم خلال هذا الاسبوع بعد أن كانوا قد أتفقوا بأنهم سينتظرون لشهرين اخرين
ليُطالعهم شريف بأعتذار قائلا : انا عارف ان طلبي صعب ، بس انا لازم اسافر ضروري ..
لتُطالعه والدتها بحزن وهي لا تُصدق بأن صغيرتها سترحل بعيدا عنها
الي ان تنهد منصور قائلا : بنتي دلوقتي بقيت مراتك يابني ، وانت حر مع مراتك
وتذكرت والدتها بأن أبنتها لن تحتفل بعرسها ولن تفرح بها بحفل زفاف كما تحلم .. لتتنهد قائله : والفرح ياشريف يابني
وكاد شريف ان يرد علي سؤالها ، الا انه سمع صوت زهره الهادئ وهي تخبرهم : مش عايزه اعمل فرح ياماما
وحدقت به وهي تتسأل : شوفوا هسافر امتا وقولولي
ليُطالعها كل من والديها بصدمه .. فأبنته قد تغيرت تمام .. أصبحت لا تعترض .. تُلبي رغبتهم بصمت حتي لمعة عينيها ومشاغبتها قد انطفئت
لتنصرف من امامهم سريعا وتدخل غرفتها مُتأمله كل جزء فيها قائله بندم لنفسها : زعلانه ليه دلوقتي مش اتفقنا خلاص انك هتستلمي لقدرك ، وهبطت دمعه من عينيها وهي تتذكر بأن حلمها قد ضاع .. فقد كانت تتمني دوما ان تتزوج رجلا يُحبها وليس رجلا أختارها كتحصيل حاصل
..................................................................
نظرت مني الي اختها بصدمه .. فأختها اليوم تعرض عليها ان يتزوج شريف بأبنتها الارمله
لتقف مني قائله : انتي بتقولي ايه يانجاه .. ابني مين اللي يتجوز بنتك .. ابني اتجوز خلاص
لتلوي نجاه فمها قائله بغرور : شريف لسا بيحب مريم بنتي يا مني ، بلاش تبعدي بينهم عشان اللي حصل زمان
وكمان ده كتب كتاب يعني مافيش حاجه لما كل واحد يروح لحاله
لتتذكر مني ذلك اليوم الذي ذهبت فيه الي اختها تترجاها بأن لا توافق علي ذلك العريس وتخطب مريم الي ابنتها
لتبتسم مني بشرود قائله : دلوقتي بقي شريف حلو وبتجروا عليه .. فاكره يانجاه يوم ماجتلك اطلب بنتك لابني قولتيلي ايه
لتتذكر نجاه ذلك اليوم بغصه قائله : يامني ياحببتي شريف كان لسا بيبني مستقبله..كان يرضيكي امرمط بنتي ..
بس دلوقتي شريف بقي راجل مالي مركزه ليه منرجعش حبهم من تاني
لتتأمل مني ملامح اختها بصمت قائله بفتور : حب ايه اللي يرجع من تاني ، ومين قال ان ابني منساش بنتك يانجاه .. سيبي مريم بنتك بقي في حالها حرام عليكي وابعدي عن ابني وحياته
ولعلمك ابني مسافر كمان كام يوم هو ومراته
لتنصدم نجاة مما سمعت وتُطالع اختها قائله : شريف هيسافر
...................................................................
وقفت امام تلك اليافته وهي تُطالع اخاها بصدمه قائله : انا مش مجنونه يافارس عشان تجبني لدكتور نفساني
ليتأملها فارس بحب وهو يمسك يديها : يامريم ياحببتي كلنا بقينا محتاجين لدكاتره نفسيين .. وكمان الدكتور ده صديقي هو عايز يدردش معاكي شويه
فلمعت عيناها وهي تتقدم نحو العياده قائله : حاضر يافارس
واردفت للدخال وهي تتأمل المكان حولها الي اقترب منها هو قائلا بحنو : تعالي نقعد لحد اما دورك يجي
لتجلس هي علي احد المقاعد وتتأمل نظرات الاشخاص الموجدين .. ثم رفعت بيدها لتنظر في ساعة يدها قائله : شريف هيسافر النهارده مش كده
لينصدم فارس من سؤالها وهو يُطالعها حتي ابتسمت هي : يابختها بيه !
فلمعت عين فارس وهو يُشاهد نظرات اخته النادمه .. الي ان سألها : انتي نسيتي مجدي يامريم !
..................................................................
ارتمت في حضن ابيها وهي لا تُصدق بأنها اليوم في صالة المطار .. ليضمها قائلا : انا عارف يابنتي اننا ضغطنا عليكي في الجوازه ديه كتير ، بس هيجي يوم وتشكرينا
شريف انسان كويس
فألتفت زهره نحوه وهي تُشاهده يحتضن اخته ووالدته ويضحك مع اختها جميله وحازم
فلمعت عيناها مُتذكر حديث والدتها اليها عندما كانت تنام ليلة امس في احضانها كي تشبع منها .. واخبرتها ان شريف هو من تكفل بمصاريف علاجها
فشردت في اناقته ووقاره ولكن ذلك اليوم الذي اخبرها فيه السبب الاساسي لخطبتها مازال عالقا بها
لتجده يتحرك نحو شخص ما يرتدي نظاره سوداء ويحتضنه بقوه ، ووجدت كل من حماتها ونسرين يركضون نحوه .. فهي تعلم بأن اخيه سوف يأتي اليه اليوم من اجل تودعيه
فلم تهتم بالأمر وألتفت بجسدها للناحيه الاخري تُتابع حديثها مع حازم تخبره ان يخبر والدتها انها ستشتاق اليها
لتقترب منها جميله ، وهي توكظها قائله بدعابه : ايه العيله اللي كلها مزز ديه ،حتي اخوه شبه الممثلين
اما من الجهه الاخري .. وقف هشام يُداعب اخاه ويخبره بسعادته له ..وحزنه علي رحيله ثانية
ثم هتف قائلا : فين العروسه عشان اديها هديتها
لتبتسم مني لوجود ابنائها حولها ومشاعر الحب بينهم ... وتذهب ناحية زهره التي تقف مع ابيها واختها قائله : تعالي يازهره معايا ،عشان تتعرفي علي اخو جوزك يابنتي
فصارت زهره معها بخجل لتُلبي رغبتها... وهي تري شريف يبتعد قليلا يتحدث في هاتفه
الي ان وقفت هي خلف ذلك المجهول الذي يعتبر اخو زوجها الذي لاول مره تراه ، فأ?
الفصل ١٠__١١__١٢👇🏿👇🏿
لمعت عينيها ببريق من الخوف وهي تري صورته تتجسد امامها كلما أقترب هو منها .. فأرتجف جسدها وهي تُتمتم بخفوت بعدما شعرت بيديه تطوق جسدها
قائله بخوف :لاء ،لاء
ليبتعد عنها شريف بفزع بعدما كان غارق بنظراته علي جسدها ،فطالعها بقلق قائلا: انا اسف يازهره
ومسح علي وجهها بندم وهو يلوم ضعفه .. فوجدها تركض من امامه ودموعها قد غطت اعينها
ليسمع صوت باب حجرتها يغلق ، فوقف للحظات يٌطالع طيفها وهو لا يصدق بأنها اليوم استطاعت ان تٌحرك اشياء كثيره بداخلها ومنها انه حقا يُريدها
...................................................................
اغمضت عيناها بألم وهي تستند بظهرها علي باب غرفتها ،وأخذت تتشبث بأيديها بتلك المنشفه التي كانت تُحيط جسدها ..وهي تتذكر وجه هشام الذي رأته في شريف عندما أقترب منها، فخرج صوتها بضعف وهي تتنهد بمراره : هتعملي ايه يازهره
وتذكرت نظرات شريف الراغبه ، ولولا هروبها لكان المحظور قد حدث وأصبحت زوجته حقا اليوم
فجسلت علي أرضية حجرتها بعدما خارت قواها .. وهي تشرد بذاكرتها
هشام: اه لو تعرفي اد ايه انا بحبك يازهره
لتلمع عين زهره وهي تري كلمة حبه اليها
ليبعث لها برساله اخري قائلا : ونفسي يجي اليوم اللي تبقي في مراتي وام ولادي
فتضع بيدها علي قلبها وهي لا تٌصدق بأن كل هذه المشاعر اليها ، لتبتسم دون وعي ولكن عندما رأت رسالته الاخري شهقت بفزع واغلقت حسابها الشخصي وهي تُتمتم (وقح)
فقد كان يخبرها في رسالته بأنه يتخيل اللحظه التي ستصبح في زوجته ويُقبلها ...وووو....
وقبل ان يٌسبح عقلها في ذكريات الماضي التي جاناها حاضرها
لعنت غباء قلبها عندما سمحت له بأن يُجرب كل تلك المشاعر في الحرام ... وها هي النتيجه فزوجها وحبيبها السابق اخوه
فشهقت بفزع عندما تخيلت ذلك اليوم الذي ستظهر فيه الحقيقه
.................................................................
وقفت تستمع لكلماته بصدمه وهي لا تٌصدق بأنه قد تزوجها بسبب اصرار والدها عليه عندما وجدها تحبه .. وان كل هذا الحب المزيف الذي يغمرها به هشام ليس الا امر من والدها
لتضع بيدها المرتعشه علي بطنها وهي تستمع لكلماته الجارحه
فهمست بضعف قائله : اتجوزتني عشان يبقالك منصب كويس وتمسك شغل بابا ، وكتمت دموعها بصعوبه صارخة به : يعني انا كنت مجرد عرض
ليجلس هشام بعدما اصبح يكره هذه الحياه التي وضع نفسه فيها قائلا : لاني تعبت يانهي ،تعبت من حياتي معاكي انا وانتي مينفعش نكون لبعض ...
فنطقت هي بألم : واشمعنا دلوقتي جاي تقول الكلام ده ياهشام
فطالعها بضعف وهو يٌحرك رأسه قائلا:مش عارف يانهي ، مش عارف
لتقترب هي منه وانحنت بجسدها الذي اصبح ثقيلا بسبب الحمل قائله بحب: بس انا بحبك ياهشام ، هتتخلي عني
زي ماما وبابا ما اتخلوا عني، وهبطت دموعها وهي تُطالع اعينه قائله بأسي: هما السبب في ادماني واني اكون انسانه مستهتره .. هي ماتت وسبتني لوحدي وهو كان كل يوم مع ست شكل .. وخرج صوت نحيبها وهي تٌكمل باقي عباراتها : انا عارفه ان ماما ملهاش ذنب .. بس هي ماتت ليه وسبتني
ليتجمد هشام من اثر كلماتها التي لاول مره تخرجها اليه واحتقر نفسه وهو يسمعها .. فنهضت من امامه وهي تمسح دموعها قائله :وانت كمان بتتخلي عني
وكادت ان تنصرف من امامه الا انها وجدته يضمها لصدره قائلا بمراره : انا اسف يانهي ..
...................................................................
نظرت اليه بسعاده بعدما انتهت من محادثه صديقتها التي افتقدتها قائله : شكرا ياشريف ، متعرفش انا اد ايه كنت محتاجه اكلم ريم واسمع صوتها
ليبتسم شريف بهدوء وهو يُعطيها علبه ثمينة ،فتنظر اليها بأندهاش فالصوره التي تحملها العلبه تدل بأن داخلها هاتف
لتفتحه زهره قائله بسعاده: ده ايفون
فيضحك شريف قائلا: تخيلي طلع ايفون ، وكمان ليكي ياستي
فرفعت بوجهها نحوه قائله : بجد
وماكان من شريف سوا ان ضحك لتلقائيتها.. فبتسم بود قائلا: انتي تستحقي اغلي من كده يازهره بجد
واكمل حديثه بندم: رغم جرحي ليكي ، الا انك شيلاني
ليتذكر كل شئ تفعله منذ ان جاءت معه الي هنا ورغم بعدهم .. فهي تهتم بطعامه وملابسه حتي تذكر مرضه منذ يومان عندما ارتفعت حرارته كان كلما استيقظ يجدها مٌنكبه امامه تتحس جبينه ..
فأخفضت راسها قائله : اوعي تكون عملت كده عشان
وقبل ان تنطق بباقي عباراتها وجدته يضع بيده علي فمها قائلا: لاء يازهره مش برد ليكي اللي عملتيه لما تعبت .. انتي ومراتي يازهره ومن حقك عليا اني اشوف اللي ناقصك واجبهولك ..غير كفايه اني بعدتك عن اهلك ومن ساعة ماجينا هنا وانتي محبوسه بين اربع حيطان
ثم تابع حديثه بداعبه قائلا: بس انتي اللي ضيعتي خروجه ليكي قبل كده زهره
لتُطالعه زهره بصمت وهي تتسأل بداخلها : ليه اتغيرت دلوقتي ياشريف ..
...................................................................
جلست مريم علي مكتبها في تلك الشركه التي قد حصلت علي وظيفه فيها بمعاونة اخيها فارس، لتجد احد زملائها يقفون فجأه .. فطالعت ذلك الرجل الذي دخل عليهم ويتفحصهم بصمت وبجانبه ذلك الرجل الذي قد تعارفت عليه اثناء المُقابله عندما جاءت تُقدم اوراقها في تلك الوظيفه.. ليُطالعها زملائها بصدمه علي جلوسها هذا
فمسكت مريم بأحد الاوراق وظلت تطالعها الي ان وجدت صوت احدهم يتحدث: ديه موظفه جديده هنا ياحاتم باشا ومتعرفش حضرتك ..
فألتفت مريم نحو ذلك الرجل الذي يبدو عليها العجرفه ، حتي قال كمال وهو ذلك الرجل الذي كانت تظنه صاحب الشركه
لتجد حاتم يخرج من المكتب بعدما فحصها بنظرات لم ترتاح لها
لتجد كمال يقترب منها قائلا : موقفتيش ليه زي بقيت زمايلك يامريم ،ربنا يستر
ويغادر كمال ثانية لتسمع صوت همسات زملائها وتتأكد بأن ذلك الرجل ليس الا مالك الشركه
...................................................................
ابتلعت زهره ريقها بصعوبه وهي تستمع الي سؤال والدتها الذي اخذت تُكرره عليها بلهفه بعدما اخبرته انها تشعر ببعض التعب ..
ليأتيها صوت جميله الضاحك قائله: اراهن ان وشك دلوقتي شبه الطماطمايه بعد سؤال ماما ليكي عن الحمل
فتشعر زهره بالحرج من ذلك الحديث حتي نطقت اخيرا : انا مبقاليش شهر متجوزه هبقي حامل ازاي يافالحه
لتزداد ضحكات جميله وهي تستمع لحديث اختها قائله: عادي يازهره بتحصل ياحببتي ...ها ردي بقي هكون خالتو ولا لسا متأكدتيش ..
فتبتسم زهره وهي تعلم ان لا تأكد في هذا .. فهي تعيش معه كالاخوه
وبعد حديث طويل مع اختها ووالدتها التي اخذت تعطيها النصائح وكأنها ايقنت بأن ابنتها حامل
اغلقت زهره الهاتف وهي تتخيل ذلك اليوم الذي تصبح حامل بطفلا من شريف ...
لتأتي صورة شريف لعقلها وهي تتخيل اليوم الذي سيعرف فيه حقيقة معرفتها بأخيه ...
فهبطت دمعه حزينه وهي تُحرك رأسه برفض: انا وشريف مننفعش نكون لبعض ..وتذكرت حنيته معها التي اصبحت لا تٌصدقها وتلعن غبائها القديم الذي بسببه قد حُرمت من تلك الحياه التي يعيشها الازواج في بداية حياتهم !
...................................................................
نظر كمال الي بصدمه وهو يستمع الي اوامر سيده قائلا: مريم اللي في قسم الترجمه ياحاتم باشا
ليُحرك حاتم رأسه قائلا: بالظبط ياكمال ، عايزها تكون السكرتيره بتاعي
فأخذ يُطالعه كمال بحيره ..الي ان تنهد قائلا:حاضر ياحاتم باشا
...................................................................
وقفت امامه بحيره وهي تراه مُنكباً علي حاسوبه الشخصي .. يُنجز بعض الاعمال حتي قالت بتردد: شريف
ليتطلع اليها شريف فيراها تحمل بعض الاوراق .. فتخفض برأسها ارضا قائله: شكلك نسيت ،علي العموم مش مهم
ليتذكر شريف ماقاله لها منذ يومان عندما علم بحبها لتصميم الازياء قائلا: معلشي يازهره نسيت ، ومد بيده قائلا: تعالي وريني ياستي
فلمعت عين زهره بسعاده واقتربت منه قائله: اهي
فظل لدقائق يتفحص الاوراق دون رد فعل .. جعلها تُدرك بأنه لم يعجبه تصميماتها
الي ان وجدته يبتسم فجأه قائلا بهدوء: هايل يازهره ، التصميمات تحفه بجد
فأخذت تُطالعه زهره بسعاده ، وهي لا تُصدق بأن تصميماتها البسيطه قد اعجبته
ليتأملها للحظات وهي يري بريق عينيها وردود افعالها النقيه
فكل يوم يعيشه معها اصبح يكتشف شيئا بها يجعله يبدء في تلك المرحله التي يخشاها (الـــحــــب)
...................................................................
لمعت عين نهي بسعاده وهي تري نظرات حماتها الحنونه اليها قائله : متعرفيش انا اد ايه بحبك اووي ياطنط وفرحت لما هشام قالي هاجي اقعد معاكي انتي ونسرين
فضمتها مني بحنان ،ورغم انها ليست راضيه علي تلك الزيجه الا انها تري العشق في اعين تلك الفتاه لابنها
فدااعبتها نسرين بسعاده قائله: البنت الوحشه عروسة ابني المنتظر هتيجي امتا
ليدخل عليهم هشام في تلك اللحظه بعدما انهي اتصاله قائلا : مين ده اللي هيتجوز بنتي يانسرين هانم ، لاء ياحببتي انسي
لتبتسم كل من والدته ونهي ، ويقترب منها هشام ليحتضنها قائلا : ولا انتي رأيك ايه ياحببتي
فنظرت اليها نهي بحب وهي تعيش تلك الاجواء الاسريه التي كانت دوما تتمناها ... وتحسست بطنها بأمل ان تُكمل عمرها بجانب حبيبها وطفلتها وتصبح نهي جديده
لتفيق من شرودها علي صوت هشام وهو يخبرهم بأسف: للأسف انا مضطر اسافر باريس في شغل مهم ، وبالمره اطمن علي شريف
فأبتسمت مني بسعاده قائله: اه ياحبيبي اطمن علي اخوك ومراته ..
ورغم مُحاولته الكثيره في نسيانه بزواج أخيه .. الا ان والدته قد ذكرته به
...................................................................
امتقع وجه حازم بغضب ، وهو ينهض من مقعده قائلا: لما تبقي تبطلي تقارني بيني وبين شريف .. ابقي اجي ياهانم
وانصرف حازم وهو لا يُصدق بأن حب عمره اصبحت بتلك الشخصيه تحقد علي اختها بأنها حصلت علي زوج كشريف وتقارن حياتهم التي سيبدئوها سويا بحياة غيرهم
لتنظر جميله للفراغ الذي تركه بصدمه .. فحازم لاول مره يعلو صوته عليها ، وضغطت علي كفيها بقوه قائله : ماشي ياحازم
..................................................................
نظرت زهره الي وجبة الطعام الذي اعدته بأرضاء بعدما اخبرها شريف بأن هناك ضيف سيأتي معه دون ان يُخبرها بهويته
وكادت ان تذهب الي المطبخ ثانية لتُحضر باقي الأطباق
فسمعت صوته ينده عليها ، فعدلت من وضع حجابها وهي تبتسم .. الي ان تلاشت ابتسامته عندما وجدته يردف خلف زوجها ويُطالعها بنظرات لم تفهمها ...
فأبتلعت زهره ريقها بصعوبه .. لينطق هشام قائلا: ازيك يازهره !
الفصل الحادي عشر
كانت الصدمه جالية علي وجهها وهي تراه يقف امامها يُطالعها، فأخفضت برأسها أرضاً بعدما شعرت بذلك الدوار الذي دوماً ينتابها عند القلق ....
الي ان سمعت صوت شريف المخاطب لأخيه : زهره هي اللي عملالك الاكل بنفسها ياهشام
ليبتسم هشام دون وعي وهو لا يُصدق بأنه اليوم سيأكل طعام من يد حبيبته التي خذلها يوما وسيجلس معها علي مائدة واحده .. فتنهد بحراره وهو يتخيل لو كانت ...
ليصرخ به قلبه بذلك الوجع الذي كان سببا فيه بسبب طموحاته فهو من تخلي عن تلك الحياه ويجب ان يتحمل كل ذلك العقاب
ورفع وجهه نحو اخيه عندما سمع مزاحه معها
لتتحرك هي من امامه بوجه شاحب جعله يشعر بخوفها منه
لينظر شريف لاخيه قائلا: هو ايه يوم السرحان ده ، مالك انت كمان ياهشام
ومن ثم ربط علي أحد كتفيه مُتابعا بحديثه: هدخل أغير هدومي وطبعا البيت بيتك
ليُحرك هشام رأسه بأماءه صغيره وهو يري اخيه يردف داخل حجرته
...................................................................
جلست ترتجف داخل المطبخ وهي لا تُصدق بأنه يجلس خارجا
لتُتمتم بخوفت : وانتي فاكره ايه يازهره مش هتشوفي هشام تاني ، هشام هيفضل طول عمره في حياتك
ووضعت برأسها بين راحتي كفيها وهو تتخيل لو هشام أخبر أخيه بأنه تعرف عليها من احد شبكات التواصل الاجتماعي
لتتفاجئ بشريف يقف امامها يُطالعها بحيره: مالك يازهره ، فيكي حاجه
لتقف فجأه من مجلسها : ها ابدا مافيش ، هو انتوا محتاجين حاجه
ليتعلو ضحكة شريف وهو ينظر الي الاطباق والشوك قائلا : احنا محتاجين اهم حاجه .
فتُحرك عينيها نحو ما يُطالعه ويضحك الي ان ادركت مايقصده .. فأبتسمت بعفويه وحملت الأطباق واعطته له قائله : كده مهمتي انتهت ، انا هدخل اوضتي ارتاح
وكادت ان تتحرك من أمامه الا انها وجدته يمسك بأحد أيديه قائلا : انتي مش هتاكلي معانا
لتهمس هي بضعف قائله : لاء انا أكلت قبل ماتيجوا
وفرت من أمامه سريعا دون أن تستمع لأسألته ...لتنحدر دموعها وهي تحمد الله ان غرفة الطعام بعيده عن ممر حجرتها
...................................................................
وقفت امامه بجمود وهي تستمع لتحذيرته حتي قالت : في اوامر تانيه ، حضرتك عايز تضيفها
ليُطالعها حاتم بجمود وهو يري نظراتها البارده، وابتسم برضي لأختياره لها كسكرتيره
ووقف بجموده وأقترب منها قائلا بتحزير : مبحبش الدلع في الشغل ،ولا التأخير.. وتابع تحزيراته بجمود: مفهوم
فأرتعش جسدها علي صوته الذي افزعها وتمالكت برودها لتخبره: اولا حضرتك متعرفنيش عشان تتهمني اني بدلع او بتأخر في الشغل ..
ليدخل كمال في تلك اللحظه ، وهو يُطالع اعين سيده المشتعله ونظر الي مريم قائلا : في اجتماع بعد 10 دقايق ، انا جيت افكر حضرتك ياباشا
ليُطالعه حاتم بجمود ، ويُكمل تفحصه لتلك امامه .. قائلا : تمام ياكمال
.................................................................
وضعت امامهم اكواب العصير، بعدما خرجت اخيرا من غرفتها مُلبيه نداء شريف ... ليتحدث هشام قائلا : انا بقول اقعد في فندق احسن بدل ما افضل تاعب مراتك ياشريف
ليمسك شريف يدها بحركه فجائيه جعلتها تفقد توازنها واجلسها بجانبه قائلا: قوليله ياحببتي انك مش تعبانه ولا حاجه ، اصل هو قارفني من الصبح وكل شويه يقولي هنزل في فندق
لتتحدث زهره بخفوت دون ان يسمعها احد : حرام عليك ياشريف ، ارجوك سيبه يروح الفندق ..
فيشعر هشام بما يدور بداخلها ،ونظر نحوهما ليجد اخيه يضمها لصدره بأحد ذراعيه وهي خافضة برأسها ارضا
ليهمس بداخله: انا مش هقدر استحمل ، معقوله يازهره تكوني لسا بتحبني
ويحرك رأسه بضعف وهو يلوم نفسه الضعيفه
لتفكيره في زوجة اخيه
وتمتم بخفوت : ياريت الزمن يرجع يازهره ،مكنتش اتخليت عنك وكنتي زمانك في حضني دلوقتي
...................................................................
نظرت اليها والدتها بشك قائله: هو حازم مبيجيش ليه ياجميله
لتطلع جميله الي والدتها بعدما التهمت الطعام الموضوع في شوكتها قائله بلامبالاه: مافيش حاجه ياماما ، كل الحكايه اني بحلم بحياه احلي هو مش بنحقي
فوقف والدها مصعوقا من تفكير ابنته ، لتصرخ والدتها بها قائله : احلام ايه يابنت بطني ، مش ده حازم حب عمرك
لتنهض هي من مقعدها قائله بضيق : زهقت واتخنقت ، بقالي اد ايه مستنيه يجمعنا بيت واحد
وركضت تحت انظار والديها ، ليضرب منصور كف بكف قائلا : غلطنا لما جوزنا زهره قبل جميله يانعمه .. انتي عارفه بنت بتغير قد ايه
فتتيقن والدتها ان ابنتها تغير من اختها
...................................................................
اغلق الباب خلفه .. وهو يُطالعها قائلا : مينفعش يازهره تنامي انتي في اوضه وانا في اوضه تانيه
لتنظر اليها زهره بأعين مرتجفه قائله:طب هنعمل ايه
فأبتسم شريف وهو يري خجلها الذي يجذبه نحوها اكثر واقترب منها ليجلس بجانبها علي الفراش قائلا: هنام مع بعض في نفس الاوضه ولا انتي عندك حل تاني
فطالعتها بحيره ونهضت من فوق الفراش واخذت احدي الوسادات نحو الاريكه الصغيره قائله : خلاص هنام انا علي الكنبه وانت نام علي السرير
فجذبها من معمصها قائلا بضيق : هنام جنب بعض يازهره ،مفهوم
فطالعته بصدمه ، ليرخي قبضته قائلا : انتي خايفه مني يازهره
فحركت رأسها اليه برفض وتأملت ملامح وجهه الرجوليه وهي تُتمتم : طب خلاص هنام علي الارض
ليُطالعها برفض ، فأندهشت من تصرفاته الي ان وجدته يجذبها لاحضانه قائلا بحراره : زهره هتنامي جنبي في حضني ومش عايز اسمع اعتراض ..
ووجدها تُخلص جسدها منه ، فأبتسم لتصرفها هذا ..
ثم مال نحو اذنيها قائلا بحميميه: بعد ماهشام يمشي ، جوازنا هيبقي حقيقي يازهره
..................................................................
اخذ يتقلب في فراشه وهو يُصارع تلك الخيالات التي اقتحمت عقله ، ليصل به الامر وهو يتخيل اخيه يُقبلها وهي تستجيب له .. ليفيق من شروده وهو يستغفر ربه قائلا : انت لازم تفوق ياهشام
ليتذكر امر نهي وقراره بأن يُسعدها ولكن كل ذلك قد طار هبائا عندما رأي من كانت يوما حلم من احلامه
...................................................................
كان يضحك علي تصرفها بعدما اخبرها بنيته .. ليتحدث بضحك قائلا : يابنتي هتقعي من علي السرير
لتنظر زهره للمساحه التي تنام عليها قائله : انا مرتاحه كده
ورغم انه يعلم بأنها كاذبه .. الا
مدّ بأصبعه ليلمس ظهرها من الخلف ، فوجدها سقطت علي الارضيه
لتعلو ضحكاته : لمسة صباع وقعتي
فنهضت من فوق الارضيه وهي تُحزره بأصباعها: هنام علي الكنبه صدقني
فأبتسم اليها وهو يري ردود افعالها البسيطه ، فزوجته طبيعتها هادئه ولا تُجادل كثيرا او حتي تتحدث
فنظر الي ملابسها قائلا بخبث : ايه البيجامه ديه
فتأملت بيجامتها الواسعه ، ونظرت الي اعينه فوجدته يغلق عينيه مُتمتماً : نامي يازهره ربنا يهديكي
..................................................................
ضغط علي كوب المياه بشده وهو يرتشف منه ، ليرن بأذنيه صوت ضحكات اخيه
ليتذكر منذ دقائق ، عندما قرر ان يخرج من غرفته لشعوره بالعطش .. ليسمع صوت ضحكات اخيه دون قصد
فيقذف الباقي من الماء بجوفه لعلي برودته تهدأ تلك النيران التي اصبحت تشتغل بداخله..
عازماً بالرحيل غداً..
.................................................................
اشتعلت نظراتها بغضب وهي تراه يمزح مع احدي زميلاتهم في العمل لتقترب منهما قائله : ممكن لحظه ياحازم
لينظر اليها حازم ببرود مُعتذرا من الاخري وبعدما اصبحوا بمفردهما تأملها قائلا : نعم
فتنصدم جميله من رده قائله بغضب : انت ازاي يااستاذ تقف مع البت ديه انت عارف انها من زمان عنيها منك
ليضع حازم يده في جيب بنطاله قائلا بستمتاع وهو يري غيرتها ويرد اليها جرحها اليه : وماله ياجميله اما ابل ريقها بكلمه حلوه
فأشتعلت نيران الغيره اكثر بداخلها وهي تراه يُحادثها بلامبالاه قائله :بقي كده ياحازم ، انا جميله حبيبتك
فأقترب منها حازم قائلا : شوفتي اتوجعتي ازاي ياجميله
وتركها وانصرف وهو مازال يشعر بوجعه منها عندما قارنته بشريف ورأي في اعينها تمنيها لو كان هو زوجها
...................................................................
نظر في ساعتها وطالعها بتهكم قائلا :تأخير نص ساعه ،مااه واضح الالتزام
لتتذكر هي طفلها المريض واستيقاظها بجانبه طول الليل
فيُطالعها حاتم ساخراً :اتفضلي علي مكتبك ومخصوم منك يوم كامل
فترحل من امامه وهو لا تُصدق بأنها ستستطيع تحمل هذا الرجل اكثر من هذا فأسبوعاً قد جعلها تكرهه العمل وحياتها
لتجد كمال بطيبته يقترب منها قائلا : معلشي يامريم يابنتي هو حاتم بيه كده .. طبعه صعب
فتنطق هي بضيق : طبعه صعب علي نفسه ياعم كمال ، ده راجل بارد الله يعين مراته عليه
..................................................................
نظر الي اخيه المشغول بتفحص بعض الاوراق قبل ذهابه الي شركته ، فنهض من علي مقعده بعدما انهي ارتشاف فنجان قهوته
واتجه ناحيه المطبخ ليجدها واقفه تزيل بقايا طعام افطارهم بشرود ، ليهمس قائلا : زهره انا !
لتفزع زهره من صوتها فيسقط منها الطبق ارضا منكسرا ، فيقترب منها هشام بخوف : حصلك حاجه
فتهبط زهره بجسدها كي تُلملم ماكُسر ... وهي تهمس : ارجوك اخرج من هنا ،ارجوع
وكاد ان يخرج هشام الا انه وجد شريف يقف خلفه يُطالعهم بخفيه
:)احيانا تضعنا الحياه في بعض الاختبارات التي لا نستطع تحملها وكأنها تخبرنا ان طعم السعاده ليس سهلا .. فقبل ان تحصل علي عسلها يجب ان تدفع ضربيته حتي لو كانت لدغه بسيطه ... ومن هنا
الفصل الثاني عشر
شهقت بألم بعدما انسابت قطرات الدماء من يدها، ليتجه شريف نحوها بعد ان كان يتسأل عن وجود اخيه معهاوأنحني بجسده قائلا بقلق وهو يري ذلك الجرح الذي حدث بسبب تلك القطع الزجاجيه التي تناثرت من الطبق الذي سقط منها فور دخول هشام عليها
: مش تاخدي بالك يازهره ،وتفحص جرحها وهو يُتمتم : الحمدلله طلع بسيط وانهضها من ذراعيها ليسيروا خارجاً
فطالعهم هشام الذي كان يقف كالطيف يتأملهم بنار الغيره ، وضم قبضه يديه بقوه وهو يُتمتم: مش قادر استحمل ، ليه ياشريف تتجوز زهره ، ملقتش في الكون كله الا زهره
................................................................
بعد ان ضمد جرحها البسيط ،وضع بكفيه علي وجنتيها ليربط عليهم قائلا بحنان : خدي بالك بعد كده مفهوم
فحركت زهره رأسها بصمت غير قادره علي الكلام ،
وأخفضت رأسها ارضا قائله بصعوبه: شريف انا
فأمسك كلتا يديها ليُطبع عليهما قبله حانيه ...فشعرت بالوجع يسير داخلها ، فكل شئ اصبح يسير معها دون ترتيب .. ف فالبدايه احبت هشام ، ثم افترقوا .. ليجمعها القدر بشريف الذي خطبها من اجل ان يُثبت لحبيبته السابقه انه قد نسيها.. ثم تتزوج به بسبب رغبه والديها وبعد جرحه لها بالحقيقه ... اصبح رجلا اخر يُعاملها بحنان لا تعلم سببه
كل هذه الافكار كانت تدور بعقلها ... الي ان افاقها سؤاله وهو يُطالعها بدهشه : مالك يازهره ، انتي مش معايا خالص
ونهض من جانبها قائلا وهو ينظر لساعه يده : انا مضطر اروح الشركه دلوقتي ، وحاولي ترتاحي
فحركت زهره رأسها بأماءه صغيره ، ليخرج هو مُناديا علي هشام ولكن لا مُجيب ... ليرن هاتفه فينظر للمتصل ليجد هشام
هشام : انا رايح علي المطار دلوقتي ياشريف
لينصدم شريف من امر اخيه قائلا : انت حجزت امتا ياهشام ، وكمان شغلك هنا لسا مخلصش
فتنهد هشام قائلا : حجزت امبارح ، اشوفك علي خير
واغلق هشام هاتفه ، دون ان ينتظر رد .. ليسبح في عالم اخر
...................................................................
ظلت تٌتمتم بخفوت : انسان وقح وقليل الذوق
وتذكرت حينما اردفت اليه ببعض الملفات ،لتجده يوبخها : مش قولتلك مش عايز حد يدخل عليا
لتُطالعها بتفحص تلك المرأه الشمطاء التي تجلس امامه وتضع ساق فوق ساق وقد ارتفعت تنورتها القصيره ليظهر بياض ساقها
فنظرت اليها هي بصدمه .. فقبل ان تردف تلك السيده للداخل قد طلب منها هذه الملفات
لتفيق من شرودها عندما خرجت تلك المرأه خلفها بدقائق .. واقتربت منها لتُطالعها بحقد قائله : طول عمره حاتم مبيشغلش غير رجاله في السكرتريه ، يقوم يشغلك انتي
وانصرفت تلك المرأه وعلي وجهها علامات الاستياء ، فطالعتها مريم بغيظ هاتفه : يعني انا اللي كنت عايزه اشتغل سكرتيره لجانبه
..................................................................
ضحك رامز بسعاده وهو يراه بعد اجتماع دام لساعتين مع احد العملاء يجذب منه الهاتف قائلا بقلق : بتقول مين اللي اتصل
ليبتسم رامز بخبث قائلا : المدام
فطالعه شريف بغيظ ونهض من مجلسه بعد ان وضع بهاتفه علي احد أذنيه وهو يسيرخارجاً
...................................................................
نظرت الي هاتفها بصدمه وهي شاعره بالندم من اجل ما تفوهت به في لحظة يأس .. وأخذت تتسأل
ايه اللي انتي عملتيه ده يازهره ، ازاي تسأليه عن هشام
وتابعت حديثها بندم : ما انا كنت عايزه اعرف سافر ولا لسا .. وتنهدت براحه وهي تتذكر رد شريف اليها بعدما اخبرها بسفر اخيه
...................................................................
عاد شريف من عمله وهو يبحث عنها في ارجاء منزلهم .. ليردف الي داخل المطبخ الذي اعتاد ان يجدها فيه دوماً
وكأنه تزوجها كي تصنع له الطعام فقط ... فهي لو ارادت ان يجلب لها بخادمه فلن يعترض
فتنهد بأرهاق وهو يُتمتم : اكيد لسا خايفه مني يازهره
لتبتسم اليه زهره بتوتر قائله : معلشي لسا محضرتش ليك الاكل
فنظر اليها بتمهل واقترب منها كي يأخذ ذلك الطبق الذي بيدها قائلا : زهره احنا ممكن نتكلم شويه
فأبتسمت اليه بهدوء وهي لا تعلم بأن ابتسامتها تلك تفقده صوابه .. وصارت معه خارجاً .. ليزيل هو رابطه عنقه بعدما خلع بسترته مُتنهداً بهدوء وهو يُرتب كلماته
لتُطالعه هي بقلق حتي اصبح عقلها يتخيل بأنه قد علم بعلاقتها القديمه بأخيه الي ان اخرجها من دوامة هذه الافكار كلها قائلا: ليه افترقتي عن حبيبك القديم ، وهو عمل فيكي ايه خلاكي اتصدمتي فيه وبطلتي تثقي في الناس
فجف حلقها من الخوف وهي تُطالع نظراته المُتفحصه اليها..وهي لا تعرف كيف علم شريف عن قصة حبها القديم
ولكن هدوئه هذا في الحديث معها رغم مخاوفها جعلها اطمئنت انه لم يكتشف بعد هوية حبيبها السابق .. فأخفضت برأسها ارضا وهي تشعر بالخذي من حالها .. حتي شعر هو بما يدور في عقلها قائلا بهدوء : انا يوم ماحكتلك عن سبب جوازي منك .. هو نفس اليوم اللي اتحررت فيه من حب مريم ..
واقترب منها اكثر ليرفع وجهها بأطراف انامله قائلا : ساعات بنكون محتاجين نفتكر الماضي بحلوه او مره عشان نقدر نشوف انه خلاص كان ماضي وجيه وقت اننا نتحرر من قيوده..
وتنهد بتعب : انتي لسا بتحبيه يازهره
فأخذت تُحرك رأسها بالنفي سريعا عندما سألها هذا السؤال واغمضت عينيها بألم قائله : والله انا نسيته ياشريف ، ومش عايزه افتكره .. انا أسفه ان حبيت راجل قبلك .. بس كان غصب عني .. انا طول عمري كنت بتمني محبش غير الراجل اللي اجوزه بس للاسف قلبي ضعف
فهبطت دموعها بقوه .. لتجد نفسها تضع رأسها علي صدره وتتشبث بقميصه .. ليضمها هو اليه بحنان قائلا : كلنا لينا ماضي يازهره .. وانا مقدرش أحاسبك علي ضعف انا كمان عيشت فيه
وعندما شعر بأن صوت بكائها قد هدأ .. رفع وجهها اليه بحب لم يعلم متي اصابه واخذ يُلامس وجهها بأنامله وهو يُطالعها بنظرات لما تستطع تفسيرها حتي وجدته يميل عليها ليُقبلها قبلة قد هزت كيانها لتجد نفسها تبتعد عنه بأنفس متقطعه قائله بخوف : الاكل علي النار
وفرت من امامه هاربه ..وهي لا تشعر بقدميها
ليبتسم هو علي ردت فعلها تلك متنهداً بحراره : الصبر يازهره !
...................................................................
نظرت اليه بأبتسامه حالمه وهي تراه يرتدي رابطة عُنقه .. ليغمز لها بعينيه : مش هتيجي تربطهالي يازهره
لترتبك زهره من نظراته اليها فمنذ تلك الليله التي اتفق فيها معها بحياه جديده اصبح يُعاملها وكأنها حبيبته وامرأته خاصته
فقترب منها محتضنا خصرها بذراعيه قائلا : هاا ،هتساعدي جوزك حبيبك اللي مش عارف بقي ماله
ومال علي شعرها ليزيل ذلك المشبك الذي يضمه قائلا : ولا هتسبيه محتار كده
ليزذاد ارتباكها من قربه هذا الذي اصبحت بسببه تفقد توازنها .. فضحك هو علي ارتباكها
وأبتعد عنها قائلا بزعل مصطنع : كده هتسبيه محتار !
فخفق قلبها بقوه .. وهي لا تُصدق بأنها تعيش مع رجلا مثلا هذا .. لتجد نفسها تقترب منه قائله بأسف : بس انا مبعرفش اربط الكرفتات
فبتسم هو بسعاده لما حققه .. وانهي بربط ربطة عنقه واقترب منها ليطبع قبله رقيقه علي شفتيها قائلا بُدعابه : ابقي فكريني أعلمك
وبدأ يُمشط شعره وهو يُدندن .. فوجدت نفسه تتعمق في نظراتها اليه أكثر .. لتتعلثم هي في الحديث قائله : هروح احضرلك الفطار
وركضت خارجا ليضحك هو علي أرتباكها الذي أصبح يتعمد فعل أي شئ كي يراه ...
ولمعت عينيه بمُشاغبه قد عادت اليه .. وهو يبتسم
...................................................................
نظرت نهي لزوجها بحب بعدما اطمئنوا علي صحة جنينهما .. لتبتسم قائله : انا بحبك اووي ياهشام
ليُطالعها بألم وهو يستمع اليها .. فرغم انه كان يعيش براحه بعدما افترقا هو وهي الا انه صدمته الحياه ووجدها زوجة اخيه ...فأصبح الالم يمتلك قلبه وكأن دور دفع الضربيه قد جاء .. ليجد نهي ترفع كفه تُقبله بحنو
ليتنهد هو بحراره بعدما شعر بلمسة شفتاها ..وضمها لصدره بقوه وكأنه لا يريد أن يشعر سوا بها وبطفلته ..
.................................................................
صارت بجانبه تلتف يميناً ويساراً وهي تُشاهد المكان الذي وقفوا امامه بعد أن هبطوا سويا من سيارته .. لتجد نفسها واقفه امام أحد المولات الضخمه .. فلتفت اليه لتجده يعتدل في وقفته فلمعت عيناها وهي لا تُصدق بأنها اخيرا سمحت لنفسها ان تخرج من ذلك البئر الذي وضعت نفسها فيه
فتنفست الهواء بأستمتاع .. فوجدته يمسك يدها بتملك ودفئ لاول مره تشعر به ليهمس بحنان : يلا يازهره
ودخلوا سويا .. لتشاهد عالم مُختلف تمام عن العالم الذي عاشت فيه .. حتي وقفت مصدومه وهي تري احد الرجال يحتضن أحداهن ويُقبلها في الملئ ولا احد يلتف اليهم .. فشهت بخجل ليُطالعها هو ضاحكا ويُقربها اليه اكثر
ورغم انها خجلت من فعلته تلك.. الي انها أصبحت تعشق لماسته التي لاول مره تشعر بمثلها
...................................................................
وقفت جميله تستمع الي حديث والدتها بحقد وهي لا تُصدق بأن أختها قد حصلت علي زوج كهذا دون أن تعيش قصه حب لسنوات طويله لم تجني منها الا عمراً يضيع وهم يجمعون الاموال من اجل بناء مستقبلهم في شقه وفرح ليس الا.. وصارت نحو والدتها بعدما أنهت حديثها مع اختها لتجدها تُتمتم بسعاده : الحمدلله اني اطمنت علي زهره ، ورفعت والدتها وجهها نحوها داعيه : عقبال ما أطمن عليكي ياجميله انتي وحازم
لتنظر اليها جميله بحقد قائله : حد زي شريف .. لاء ماخلاص زهره هي اللي فازت بيه ..
فطالعتها والدتها بصدمه وهي لاتُصدق بأن أبنتها التي كانت تموت حباً علي ابن خالتها اصبحت بمثل هذا الفتور
لتقف والدتها بضيق قائله : ايه اللي بتقوليه ده .. من امتا وانتي كده ..
وقبل ان تزداد والدتها في التوبيخ اليها وجدت والدها يردف اليهم بتعب وهو يُتمتم بخفوت هتيلي دوا القلب ياجميله
..................................................................
وقف حازم يُتابع بعض الاعمال بشرود .. وهو يُفكر في قصة حبه التي كان جميع أصدقائه يحسدونه عليها ... فلا احد كان يُصدق ان حب طفولته ومراهقته ظل مستمرا لتلك السنوات .. فتنهد بتعب وهو يتذكر حديث جميله الاخير معه بأن يتركوا البلد ويذهبوا الي فرنسا لدي زوج شقيقتها من اجل العمل معه هناك .. لتدور كل تلك الاحداث الاخيره في عقله .. حتي انتفض من مجلسه وارتدي سُترته بضيق
وكاد ان يذهب ويترك الشركه بأكملها الا انه وجد صديقه فارس يردف اليه وخلفه احدي الفتيات التي يكسو وجهها الحزن وترتدي السواد رغم صغر سنها
فأقترب منه فارس قائلا بتنهد : بشمهندس حازم يافرحه .. اللي هيكون مسؤل عن تدريبك
فنظر اليهم حازم بصمت الي ان تحدث فارس بهدوء : فرحه اخت مراتي ياحازم .. موصكاش عليها
فحرك حازم رأسه بهدوء وهو يُرحيب بها وقد فقد جزء كبير من فكاهته ومزاحه
...................................................................
تجمدت تعبيرات وجهها بعدما رأت نظرات أعينه الخبيثه وهو يخبرها بأن تلك الثياب التي جلبوها كانت اليها ..فعندما اردفوا الي احد المحلات التي تبيع تلك الملابس الجريئه بالنسبه اليها والتي خجلت من النظر لها وجدته يُخبرها بأنه سيجلب لأاخته بعض الملابس
فأردفت معه وهي لا تُصدق بأنها تقف بجانبه في مثل هذه المحلات .. ليخبرها برجاء ان تنتقي ملابس لها فهما في نفس الجسد تقريبا
لتفيق من شرودها علي همساته وهو يبتسم قائلا : مش هتجربيهم يازهره
لتُطالعه زهره بصدمه قائله : بس انت قولت انها لنسرين
لتتسع أبتسامته شيئاً فشيئا ويُخبرها بجرأه بعدما جلس بتعب علي تلك الاريكه قائلا : بذمتك نسرين هتلبس اللبس ده ازاي وهي حامل
وغمز اليها بحد اعينه وهو يُتابع حديثه بُخبث : بس انتي بجد طلعتي بتحبي نسرين اووي يازهره
لتنظر زهره للحقائب بوجه شاحب وقد جف حلقها من الخجل .. وهي تتذكر كيف انتقت الملابس بشغف وبجرأه لا تعلم سببها
وعندما لم يجد رد فعل منها .. اتجه ناحية الحقائب وهو يتذكر ذلك الفستان الذي أصر علي أن تأخذه اليها وبعدما رفضت اخبرها بأنه سيجلبه لأخته
وكاد ان يُخرج ذلك الفُستان الا انه وجدها تنظر اليه قائله بأرتباك : مبحبش الفساتين
فأخذ يُطالعها بنظرات لم تفهمها بعد .. الي ان وجدته يقترب منها ويهمس في أحد أذنيها بخفوت .....
يتبع بأذن الله
فضلا وليس امرا ١٥ ملصق
الفصل ١٣ .. ١٤ .. ١٥ ..
كانت كلماته الخافته لها كالمخدر أفقدتها صوابها .. ليعيد بكلماته ثانية قائلا : حتي لو ملبستهوش يازهره ، فأنا تخيلتك وانتي لبسهولي
وعندما لم يجد منها أستجابه ، مد أحد ذراعيه ليُحاوط خصرها ... ويُقربها منه أكثر .. ليتأمل بريق عينيها التائهه له وهمس : متخافيش مني يازهره ، انا عمري ماهأذيكي .. عمري ماهأذي بنت ضحت بنفسها عشان تفرح والدتها المريضه بيها عشان تشوفها عروسه رغم انها عارفه ان الشخص اللي أهلها شايفينه مُناسب طلع شخص مُخادع .. وتنهد بهدوء ليُتابع بحديثه : انتي أمانه هنا معايا يازهره ، ولعبتي السخيفه أنتهت من زمان صدقيني .. فسيبي نفسك للمشاعر اللي بقيت متأكد انها بتحرك حاجات جواكي زي بالظبط
وعندما وجدها تغلق عينيها بشده .. وكأنها تهرب من شئ .. رفع كفيها ليحتويهم بين أيديه وقبلهم بدفئ .. وابتسم بحنان عندما وجدها تفتح عينيها اليه تتأمله بعمق
ليُخرجها هو من أطار شرودها الذي يضعها دوما فيه .. ومع أبتسامه ماكره أخرج ذلك الفستان من حقيبته وامسكه قائلا : هبقي أديه للسكرتيره بتاعتي ، وأمري لله
فوجد ملامح وجهها قد انكمشت ... ليجدها تجذب الفستان من يده .. وتبتعد عنه وهي تُتمتم : اصلا الفستان عجبني
ليضحك هو علي مظرها هذا .. فزوجته قد أصابها داء الغيره ..
شريف :طب خلاص هديها باقي الهدوم اللي مش عجباكي
فيجدها تقف ساكنه امام غُرفتها ، ثم ألتفت نحوه .. لتأتي ناحية الحقائب وتأخذهم جميعهم دون أن تنطق بكلمه
عائده الي غرفتها ثانية لتغلقها عليها .. مُتنهده بضعف : انتي حبيتي شريف يازهره ولا أيه
وأتجهت نحو مرآت غرفتها لتتأمل هيئتها .. فوجهها مُحمر من تلك المشاعر الهائجه داخلها وقلبها ينبض بقوه .. وايديها ترتعش حتي اعينها تلمع بسعاده وهي حقا تبتسم ..
لتضع بيدها علي قلبها قائله : انا فعلا حبيته
وعندما بدأ قلبها وعقلها يخفقان بتلك الحقيقه .. تذكرته
تذكرت ذلك العائق الذي سيجعلها خائنه لو علم شريف بأن حبيبها السابق كان أخيه
...................................................................
وعندما بدأت بتذوق طعم عصيرها الطازج .. وجدته يردف داخل ذلك المكان الذي اعتادوا علي مُقابلاتهم فيه دوما
ليقترب منها حازم بملامح جاده وهو يُصارع بعض الاسئله التي تقتحم عقله .. فجلس علي الكرسي المُقابل لها ليتأمل ملامحها التي أحبها دوما..
فتلمع عين جميله بسعاده وهي تتسأل : اكيد وافقت اننا نسافر ياحازم ونشتغل مع شريف .. انا قولت انك مش هتضيع الفرصه ديه مننا
لتصدمه لهفتها .. وهو يُطالعها بألم ..فقناع الحب قد سقط اخيراً عن وجه حبيبته فأين الحب هذا الذي خدعه
ليتسأل بألم : ليه عايزانا نسافر ياجميله ، اشمعنا دلوقتي
فيتعلثم باقي الحديث في حقله لينطق أخيراً : ليه لما شريف اتجوز زهره حياتنا اتغيرت
لتنطفئ تلك اللمعه في عينيها وتُصارع عقلها الذي اصبح يصور لها دوما انها كانت تستحق ان تكون زوجه شريف وليس زهره اختها .. ولكن
فيتأملها حازم للحظات وهو يطرد ذلك الشعور الذي بداخله .. فعقله يخبره انها اصبحت لا تريده ولا تراه ذلك الزوج الذي سيحقق لها أحلامها ويجعلها تعيش حياة الرفاهيه .. ولكن قلبها كان يُدافع عنها ليخبره .. بأن جميله حبيبته لن تكون هكذا فهي حبيبته وستظل حبيبته
حازم : ردي عليا ياجميله ، ارجوكي انا تعبت ... فين حبنا فين أحلامنا اننا هنبني حياتنا سوا لحد ماننجح
فهمست هي بتهكم : احلام مين اللي نحققها في البلد ديه ياحازم .. هنفضل موظفين لحد امتا .. ليه شريف يبقي هو مالك الشركه واحنا نشتغل عنده ..
ليقف حازم مصدوماً من حديثها هذا .. وهو يهمس بعدم تصديق : انتي مش جميله اللي حبيتها ولا عمرك هتكوني هي للأسف ..
وتركها وانصرف وهو لا يُصدق .. بأن اول ريح هدمت حبهم
...................................................................
نظر الي معالم وجهها السعيده بعدما انتهت من مُحادثة والدته واخته لتُخبره بحب : ماما مني ونسرين وحشوني اووي ياهشام .. متاخد اجازه ونروح نقعد معاهم شويه
ليبتسم اليها هشام بضعف .. ويمدّ اليها احد ذراعيه التي سطحها علي الاريكه .. فتلمع عينيها بسعاده وتقترب منها لتجلس في أحضانه قائله : انت اجمل راجل في الدنيا
فيضمها اليه هشام بقوه ورفع بوجهها اليه .. ليري زهره مكانها تُطالعه بحب .. واقترب منها يُقبلها بمشاعر هائجه
وفجأه أبتعد عنها بأنفاس متقطعه ليري نظرات نهي اليه العاشقه ...
.................................................................
وقفت علي أطراف أناملها تربط له رابطة عنقه بهدوء.. حتي انتهت قائله بسعاده :خلصت
فلمعت عين شريف بالمشاغبه وهو يُطالعها بتفحص : ماانتي طلعتي شاطره اه وبتتعلمي بسرعه
فأبتسمت زهره اليه والسعاده تملئ قلبها.. فهي أصبحت لا تُفكر في شئ سوا ذلك الحب الذي اخيراً اعترفت به
فأقترب منها شريف أكثر وحاوطها بذراعيه قائلا :بكره معزومين عند رامز شريكي
فطالعته زهره بهدوء.. وهي تُحرك رأسها اليه بالإيجاب
وأفلتت جسدها منه بخجل .. وكادت أن تفر من امامه كعادتها
الا انها وجدته يُحاصرها بمشاغبه اصبح يعشقها معها قائلا :متحضريش الفطار انا هخلص لبس واطلع احضره
فنظرت الي أناقته التي لم تري مثلها سوا علي الشاشات
وأبتسمت قائله : هتدخل المطبخ بمنظرك ده
فتأملها شريف ضاحكاً : انتي ناسيه اني كنت عايش لوحدي.. وربط علي وجنتيها بخفه قائلا : متخافيش بحافظ علي اناقتي حتي وانا في المطبخ
لتهرب من أمامه سريعا وهي تُتمتم بخفوت: ايه الراجل ده
فتصل همساتها اليه .. ليضحك قائلا :سمعتك علي فكره
فتسرع زهره في خطواتها بهروله وهي لا تُصدق بأنها تعيش في هذه الحياه مع شخص لو كان أحد اخبرها عنه ما كانت تُصدق .. فشريف ليس بشلال الجليد الذي كانت تظنه عندما خُطبت اليه .. انه رجلا اخر اصبح .. ولكن لماذا اصبح يُعاملها هكذا ؟
ليأتي شريف من خلفها هامساً : يلا ياسرحانه علي المطبخ ..عشان نحضر الفطار سوا
فألتفت اليه بمشاغبه وبمرح قائله : انت قولت انك اللي هتحضره .. مش نحضره
فضحك علي مشاغبتها التي لاول مره تظهرها أمامه ورفع أحد حاجبيه قائلا : القطه طلعلها صوت
فأبتسمت اليه بخفه وهي تسير أمامها قائله : وبتخربش كمان
وماكان منه سوا ان امسكها بأحد ذراعيه ليقربها منه .. فأصطدمت بصدره .. لتُخدرها رائحة عطره الفائحه بعذوبه
ومال عليها بخفه ليلتقط من شفتيه قبله هادئه .. ثم تركها مُبتسماً وهو يُدندن مُتجها نحو المطبخ .. وقد لمعت عيناه بسعاده .. فهو قد وجد فيها ما كان يبحث عنه طويلا
فهمس بداخله : انتي ناقيه وجميله اوي يازهره
اما هي فوقفت ساكنه في مكانها لا تقوي علي الحركه .. وتحسست شفتاها بأطراف أناملها حتي وجدت نفسها تبتسم وهي تهمس : الراجل ده هيموتني .. هو ازاي كده
..................................................................
أنهت فطارها هي وصغيرها ... لتنظر اليه بحب قائله : اشرب اللبن ياشريف
ليمتقع وجه صغيرها ولكن سريعا ما أستجاب لطلبها .. فحملت حقيبتها ومسكت يده قائله وهي تضع بعض اقلام الألوان الخاصه به : واسمع كلام الميس في الحضانه ، ماشي ياحبيبي
ليُحرك الصغير رأسه اليها قائلا : حاضر
فأبتسمت اليه .. وهي تشعر بالرضي من حالها ، وكل ذكريات حياتها الماضيه تطفو في خيالها .. بدايه من حبها لشريف أبن خالتها لزواجها من رجلا كما يقولون عليه جاهز من كل شئ الا ان تحولت حياتها الزوجيه لنفور وكرهه حتي موت زوجها ويُتم طفلها وعيشها بمفردها في شقتها التي حمدت الله بأن الديوان التي كانت علي زوجها لم تصل الي تلك الشقه .. فتمتمت بخفوت : الله يرحمك ياأشرف
فأمسكت بيد طفلها ليُغادروا شقتهم .. ليرن هاتفها فجأه.. فنظرت الي المتصل فوجدت والدتها ،ووضعت الهاتف علي أحد اذنيها بعد ان ضغطت علي زر الاجابه قائله : ايوه ياماما ازيك
ليأتيها صوت والدتها المُعاتب: يامريم يابنتي ريحيني وتعالي عيشي معايا انا وابوكي .. وسيبي الشغل ده .. معاش ابوكي يابنتي هيكفينا .. وربنا يخلينا فارس اخوكي مش هيخليكي محتاجه حاجه ولا انتي ولا أبنك
لتنظر مريم الي صغيرها الذي يقف يُطالعها بنظراته الطفوليه قائله وهي تُداعب خصلات شعره الناعمه: ياماما ياحببتي انا مبسطوطه بحياتي كده وراضيه عن نفسي .. سبيني ارجوكي أبدء حياه جديده مع نفسي .. واصرف علي ابني من تعبي .. مريم البنت اللي عايزه كل حاجه ليها خلاص انتهت ياماما
فأتاها صوت والدتها الضعيف وهي تُخبرها : طب تعالي انتي وشريف اتغدوا معانا النهارده ، بقالي اسبوع مشوفتكوش
لتفتح مريم باب شقتها وهي تُهاتفها قائله : حاضر ياماما
وما انا اغلقت والدتها معها .. حتي اغلقت هي باب شقتها
لتتنهد براحه وهو تشد علي يد طفلها قائله : مش هضيعك انت كمان من ايدي ، مبقاش ليا حد غيرك في الدنيا
...................................................................
وقفت تتأمل زوجها وصديقه وهم يتمازحون بالحديث .. حتي أقترب منها رامز ببتسامه هادئه قائلا : اهلا مدام زهره
لتبتسم اليه زهره ، فنظر رامز لصديقه قائلا : شريف صديق عمري .. واكتر من أخ
فأبتسم شريف بود وهو يربط علي كتف صديقه .. قائلا : رامز والده أماراتي ووالدته مصريه يازهره
لتنظر اليه زهره قائله : وازاي أتعرفوا علي بعض
ليضحك كل من شريف ورامز علي سؤالها هذا .. حتي قال رامز : كانت السكرتيره بتاعته ..والدي كان راجل عصبي وهي كانت اكتر حد أستحمله وهووب حبها واتجوزها وتوته توته خلصت الحدوده
فضحكت زهره لتلقائيه هذا الرجل .. حتي نظر هو حوله قائلا : هتفضلوا واقفين كده
فتأملت زهره تلك الحديقه الجميله حولها ورأت بعض الازهار الجميله المزروعه بعنايه .. فتركتهم وذهبت الي هناك
وماكان من رامز سو أن نظر الي صديقه قائلا بخبث : انا عرفت دلوقتي ليه حالك بقي كده .. بس أهنيك ياشريك علي اختيارك احسنت
فأبتسم شريف قائلا :عقبالك يارامز ، اما اشوفك كده متجوز .. ومبطل سرمحه مع الستات
فضحك رامز بهدوء وهو يشتت شعره قائلا بقلق : جيداء جايه ياشريف
فنظر شريف لصديقه بضيق قائلا : انا مش قولتلك تفهمها تبعد عني واني اتجوزت وبحب مراتي
فتنهد رامز قائلا : البنت بتحبك ياشريف اعملها ايه ، ومكنتش مصدقه انك اتجوزت.. فقولت اعزمها علي الغدا النهارده عشان تصدق وتبطل توهم نفسها
فتأفف شريف بحنق قائلا : هي امتا رجعت من سويسرا اصلا..
وقبل ان يُكمل شريف باقي عباراته .. وجد أحدهم يضع بيده علي اعينه ويهمس : وحشتني كتير ياشريف ، اشتقتلك حبيبي
فأنصدم شريف من فعلتها هذه ، وابعدها عنه بقوه .. لتقع عيناه في تلك اللحظه علي زهره التي كانت تمسك بعض الازهار وتشم رائحتهم وهي مغمضه العينين ولم تلاحظ اي شئ
فتركهم شريف وتجه نحوها قائلا بحنان :زهره بتشم زهره ، واحتضنها بذراعيه بقوه قائلا : عجبك المكان
فحركت زهره رأسها بالأيجاب، وهمست قائله بخجل : ابعد ايدك ياشريف ، صاحبك ومراته بيبصوا علينا ..
فأبتسم شريف لخجلها هذا الذي افتقده طيلة مكوسه هنا قائلا : وفيها ايه مراتي وانا حر
وابعد ذراعيه عنها ليمسك وجهها قائلا : ياسلام عليكي لما بتتكثفي .. بكون نفسي
واقترب من اذنها هامسا بكلمه جعلتها تبعد عنه بخجل
فضحك أكثر .. من أرتباكها هذا وخجلها من عبارته التي اخبرها فيه بأن يُريد تقبيلها الان
وبعدما هدأت دقات قلبها من الخجل نظرت اليه قائله : عسوله اووي مرات رامز ياشريف ، تعالا نروحلهم عشان اسلم عليها .. اخيرا هلاقي ست اتكلم معاها واصاحبها
...............................................................
نظرت جيداء نحو زهره بحقد قائله : شريف اتجوز ديه ازاي .. انا هي اجمل مني في ايه يارامز
فنظر اليها رامز بضيق قائلا : خلاص بقي ياجيداء .. انتي كنتي عايزه تشوفيه وتتأكدي انه اتجوز واه ياستي اتجوز
فلمعت عين جيداء بالغضب وهو تُتمتم : انا بحب شريف يارامز وانت عارف كده .. ليه مقولتليش انه رجع مصر عشان يتجوز
فنظر اليها رامز بترقب قائلا :يعني كنتي هتعملي ايه ياجيداء .. هتغصبيه انه يتجوزك ، جيداء فوقي بقي من الوهم اللي انتي عايشه فيه .. وتعالي يلا عشان تتعرفي علي زهره
وعندما وجدوهم يقتربوا منهم .. همس اليها رامز قائلا : جيداء بلاش تهور .. ارجوكي عشان شريف ميزعلش
فلمعت عين جيداء بغضب وهي لا تُصدق بأن حبيبها قد تزوج من امرأه لا يقال عنها انها بأمرأه .. ونظرت الي الورود التي تحملها زهره قائله : بكره هتعرف مين اللي تستحق تكون مراتك ياشريف .. مش الفلاحه اللي جبتها معاك من مصر
..................................................................
جلس حازم يُتابع اعماله .. الي ان وجدها تقف امامه قائله : بشمهندس حازم ، ممكن اسألك عن حاجه
وبسطت اللوحه التي كانت بيدها امامه وبدأت تسأله عن ما تُريد معرفته الي ان وجدته يخبرها بكل شئ .. فرفع وجه نحوها ليسألها قائلا : فهمتي يابشمهندسه
فوجدها تُطالعه بشرود الي ان قال : في حاجه يابشمهندسه
فأخفضت فرحه رأسها ارضاً قائله : لا ولا حاجه ، اصل ..
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها وتخبره بأنه يشبه احداً عزيز علي قلبها يُذكرها دوما به .. استجمعت قواه واخذت اللوحه وفرت من امامه وهي تتذكر من كان عالمها وحياتها التي انطفئت بعد رحيله
..................................................................
جلسوا يتناولون الطعام .. بطريقه لم تعتد عليها زهره
فخجلت من نفسها لانها لا تستطيع ان تكون مثل جيداء بأناقتها ..ورغم ذلك أحبتها وشعرت بأنها وجدت أحداً من بلدها فجيداء والدها مصري اما والدتها فرنسية الاصل .. وقد ورثت عنها الجمال الاوروبي
ورفعت وجهها نحو جيداء التي تُطالعها بنظرات لم تفهمها اهي حب اما كرهه
ليقطع شرودها صوت شريف وهو يسألها: مبتكليش ليه ياحببتي ، الاكل مش عجبك ولا ايه
فنظرت اليه زهره بصدمه .. وهي تسمع منه كلمه حبيبته أمامهم جميعاً .. فشعرت بأنها كالفراشه تطير علي زهور الربيع .. وسريعا تلاشت صدمتها ليحل محلها لمعان عينيها
وعندما لاحظ شريف شرودها ربط علي احد ايديها .. بحنان
لتُطالعهم نظرات رامز المُحبه لهم .. اما جيداء كانت تقضم شفتيها بحقد .. وتطرق بشوكتها في طبقها بغل الي ان لمعت عيناها قائله : بس قوليلي يازهره ازاي لفتي نظر شريف ليكي وانتي يعني مافكيش اي حاجه تلفت اي راجل وخاصة لما يكون الراجل ده شريف
فعم الصمت للحظات .. قبل ان
يتبع بأذن الله
الفصل الرابع عشر
فعم الصمت للحظات قبل أن يُلجمها هو بحديثه الدافئ
فقد كانت كلماته كالبلسم الذي جعلها تشعر بأن أهانة جيداء لها كالغيمه التي هبط بعدها قطرات المطر لتروي قلبها العطش .. فكيف لا يرتوي قلبها وهي تسمعه يخبر جيداء بأنه هو من شعر بالفخر عندما وجدها تقبل عرضه بالزواج به فبوجودها بجانبه قد اكتمل هو
وبعدها وجدته يسحب يدها أمامهم ليُقابلها .. قائلا بجديه وهو يُنهضها : شكرا علي العزومه يارامز
ونظر الي جيداء بطرف عينيه وهو يُخبرها بنظراته .. بأنها بالنسبه اليه لا شئ
.................................................................
عندما وصلوا الي منزلهم .. وجدته يحتضنها بقوه قائلا: انا اسف يازهره
فأبتعدت عنه زهره بأعين لامعه وهي تُعيد علي ذهنها كلماته التي جعلتها تشعر وكأنها ملكه ..
زهره : محلصش حاجه ياشريف ، انا مش زعلانه صدقني .. وابتسمت برضي وهي تُتابع بحديثها : ربنا يخليك ليا
فتأملها شريف للحظات وهو يري لمعه عينيها .. مبتسماً بحنان : ويخليكي ليا ياعمري
وجذبها نحوه ليحتضن وجهها بين كفيه وهو يهمس بجديه : جيداء كانت بتحبني يازهره وكانت فكراني اني ممكن اتجوزها في يوم
فطالعته زهره بصدمه وابتعدت عنه قائله : ازاي بتحبك وهي مرات صاحبك
فأبتسم رغم عنه .. فهو توقع منها حديث غير ذلك تماماً ولكن حبيبته ناقية القلب لا تنظر للأمور كما اعتاد من باقيه النساء اللاتي عرفهم طيلة غربته سواء عمل او صداقات
شريف : ومين قالك انها مرات رامز ، جيداء مجرد صديقه
فحدقت به طويلا بنظرات بلهاء قائله : ازاي صديقه .. هو انت مصاحب ستات ياشريف
وماكان منه سواء ان ضمها اليه ضاحكا بقوه : مجرد صداقه شغل مش أكتر وفي حدود العمل .. انتي ناسيه اني صاحب شركه وطبيعة عملي بتكون مع الجنسين سواء راجل او ست
فتمتمت هي بخفوت :يعني محبتش حد فيهم قبل كده
ليرفع هو وجهها الصافي بأطراف أنامله قائلا بجديه : حياتي هنا كان ليها هدف واحد بس يازهره ، اني اشتغل وأوصل لحلمي ..
وابتعد عنها ليجلس علي احد الارائك مُتذكرا.. كيف كان ينحت في الصخر من اجل ان يصل لتلك المكانه ويُصبح رجل اعمال ناجحاً..
وسمعت صوته الجامد وهو يتذكر حياته السابقه قائلا بتنهد : اوعي تكوني فاكره يازهره اني اتولدت من عيله غنيه
وابتسم ساخراً : او طلعت السلم من اخره
وتابع حديثه : انا تعبت في حياتي جدا يازهره ..8 سنين غربه، حياتي شغل في الشغل لحد ما ربنا كرمني واقدرت اكون انا
فكانت كلماته اليها كالفخر الذي جعلها تشعر بأنها تزوجت رجلا حقا .. وتذكرت تلك اللحظه هشام الذي تخلي عنها من اجل طموحاته ولم يراها سوا أبنه رجلا عادي لن يجعله يصل .. اما زوجته فأبنه رجلا غني جعلته يصل لطموحاته واحلامه سريعا .. فتنهدت بشرود وهمست داخل نفسها : يااا الفرق واضح اوي يازهره بين هشام وشريف ..
واقتربت منه لتجلس علي تلك الاريكه بجانبه .. ودون شعور منها وجدت نفسها تمسك يده بقوه قائله : انا فرحانه اوي اني مراتك ياشريف
فلتف اليها شريف بحنان وهو لا يُصدق بأن زوجته أصبحت تتحرر من خجلها وتتعامل معه بتلك الطيبه والنقاء .. فأبتسم اليها بحب وأحتضنها بين ذراعيه هامسا بمشاغبه فقد أشتاق ان يري ارتباكها وخجلها
شريف بخبث: مش ناويه تلبسي من الهدوم اللي جبناها يازهره
وعندما وجدها تفلت جسدها من بين ذراعيه .. حررها برفق ليري ارتباكها .. فغمز اليها بطرف أعينه قائلا : ده انا زي جوزك حتي يازهره
لتقف زهره سريعا ، وهي لا تُصدق بأنه يتحول سريعا من رجل هادئ .. لرجلا مُشاكس .. ولكن كل مابه اصبح يجعلها تجن
فضحك بقوه وهو يراها تركض نحو غرفتها قائلا : اهربي ، اهربي يازهره ..
...................................................................
اما هي جلست علي فراشها تستمع الي دقات قلبها الهائج كأمواج البحر ، لتبتسم بسعاده لما يحدث معها
فيرن هاتفها فجأه فتنظر الي المتصل دون تصديق .. فصديقتها بئر اسرارها تُهاتفها
فهتفت بسعاده : اهلا بصديقتي الندله
ليأتيها صوت ريم قائله بعتاب : ندله مين .. ده انتي اللي ندله ،من ساعه ماسافرتي مع جوزك نستيني
فوجدت زهره نفسها تُخبرها بسعاده : انا مبسوطه اوي ياريم ، شريف طيب وحنين اووي ..
فتمتمت ريم بسعاده : ربنا يسعدك يازهره ياحببتي ، مش قولتلك ربنا هيعوضك خير..
وفجأه صاحت ريم بصوت قوي قائله : رصيدي خلاص ضاع ،انا كان مالي ومال الدولي
فضحكت زهره علي صديقتها .. حتي تابعت ريم قائله : بت يازهره ادخلي علي الفيس بقي .. انتي من ساعه
وكادت ان تُكمل عباراتها صمتت قائله : مش عايزه افكرك باللي فات .. بس انتي خلاص بدأتي حياه جديده .. وانا بيتي كده هيتخرب من الاتصال الدولي ده
فضحكت زهره علي مزاح صديقتها رغم انه ذكرها بمأساتها مع هشام الا انها نفضت كل ذكري لها معه سريعا قائله : طب اقفلي وانا هتصل بيكي ياستي ..
فهتفت صديقتها بمزاح قائله : طبعا لازم انتي تتصلي ، مش بقيتي مرات واحد غني
لتضحك زهره قائله بصدق: عايزاني اخرب بيت جوزي حبيبي
فيدخل شريف في تلك اللحظه وصدي عباراتها مازال عالقاً بذهنه ، فتصمرت زهره للحظات ولكن سريعا ماأدركت وجود صديقتها علي الهاتف
لتُخبرها ريم : انا هقفل بقي يازهره ، كفايه عليكي كده
وعندما وجدت ريم قد اغلقت الخط ارتبكت من وجوده قائله : ديه ريم
فحرك شريف رأسه بتفهم ليضحك : طب مالك بتقوليها وانتي مُرتبكه كده
واقترب منها قائلا بدفئ: ريم ديه اقرب صديقه ليكي مش كده
لتبتسم اليه زهره بهدوء : اه وبعتبرها زي جميله ويمكن اكتر كمان
فتأمل شريف نظراتها التي حزنت عندما تذكرت صديقتها وضمها اليه قائلا بحنان : معلش ياحببتي انا عارف اني اخدتك من اهلك وصحابك
فشعرت بلمسات ايديه الدافئه علي ظهرها وهمست بصوت لم يصل اليه : انا بحبك اووي ياشريف
...................................................................
جلس حازم بجانب خالته قائلا بجمود : خير ياخالتي في حاجه كنتي عايزاها مني
لتجلس نعمه بجانبه وهي تربط علي احد كفيه قائله : اوعي تسيب بنت خالتك ياحازم، جميله طايشه وطموحاته كتير بس هي بتحبك ياابن اختي
فهمس حازم اليها بشك قائلا: بتحبني
وعندما وجد ملامح التعب ظهرت علي وجه خالته تنهد قائلا : متخافيش ياخالتي عمري ماهسيب جميله الا لو هي سابتني
فتنهدت نعمه قائله بتعب: انا مش عارفه البت ديه بقيت ازاي كده
وتابعت عباراتها بأسي وبحسن نيه : ديه بقيت تحقد علي أختها حتي مبترضاش تكلمها ولا تسأل عنها .. وزهره ياحبة عيني ديما تسأل عنها وتتصل بيها ولا بترد عليها حتي ..هو ايه اللي حصلها انا مش فاهمه
ليُطالع هو خالتها بصمت وكل كلمه تُأكد له شكوكه .. فجميله كانت ترغب بزوج مثل شريف وحبيب يُدللها ويُلبي رغباتها مثله
...................................................................
نظر هشام الي معالم وجه زوجته المُرهقه بسبب الحمل فهي لم يتبقي علي ولادتها سوا شهراً ونصف قائلا بحنان وهو يحتضنها : لو مش عايزه تروحي حفلة جواز والدك ، خلاص يانهي بلاش
لتُطالعه نهي بأسي وقد فاض قلبها من كل تلك الذكريات المؤلمه بسبب ما دمره فيها أباها بزواجه الدائم .. فهو لم يكن اب بل كان مجرد بنك تأخذ منه الاول فقط .. اما حنان الاباء الذي كانت دوما تسمعه من رفيقاتها حتي حكايات زوجها عن والده لم تشعر بها يوماً
فتشبثب بقميصه بقوه وهي تهمس : اوعي تعمل مع بنتنا كده ياهشام لو مت .. ارجوك
فأبعدها عنه هشام بقلق قائلا : متقوليش كده يانهي ، هنربي بنتنا سوا وهندلعها وهنكون أسره جميله
ومع كل كلمه كان ينطقها كان يتذكرها .. وهو يُخبرها في رسائلهم اليوميه بهذا .. ولكن
افاق من شروده سريعا بعد ان ادخله شيطانه في منطقه محظوره ، فضم نهي اليه قائلا : ايه رأيك نسافر عند ماما ونسرين .. واه تغيري جو
فأرتسمت السعاده علي وجهها قائله بعشق : بجد ياهشام
وعانقته وهي تلف ذراعيها حول عنقه .. واقتربت من شفتيه لتُقبلهما بحب جارف .. وعشق ليس له مثيل فهو بالنسبه لها عالمها بأكمله
وعندما بدء يستجيب لقُبلتها .. كان شيطانه يصور له أخيه وهو يقف مثله ويُقبل زهره
فأنتفض بألم .. وانفاس مُتقطعه .. ونظرات نهي تُحاوطه فوضع بيده علي بطنها المُنتفخه قائلا: ربنا يخليكم ليا
...................................................................
وقفت تخبره ببرنامج عمله اليوم بملامح جاده وهي خافضه برأسها نحو جهاز التابليت المُدون عليه برنامجهم من أجتماعات وصفقات .. ليتحسس حاتم ذقنه وهو يُتابعها بأعين كالصقر وهو يتذكر يوم أن رأها منذ خمس سنوات في أحد الحفلات وقد خطفت أنفاسه من اللحظه الاولي التي رأها بها .. ولكن الصدمه قد حطمت خفقان قلبه الذي لاول مره يخفق لأمرأه .. فقد كانت مُتزوجه
فرفعت مريم بوجهها قائله بجمود : مستر حاتم حضرتك معايا
فنظر اليها حاتم قليلا .. ثم عاد لجموده وبروده قائلا : اتفضلي علي مكتبك ياأستاذه
فطالعته مريم بضيق وهي تُغادر مكتبه مُتمتمه : انسان بارد
فسمع حاتم صوت همساتها ورغم انه من المفترض يغضب من فعلتها هذه الا انه وجد نفسه يبتسم
قائلا بتوبيخ لنفسه: فوق ياحاتم ، مريم ست متجوزه .. وكمان ايه الهبل اللي انت فيه ازاي لسا فاكر واحده مشوفتهاش غير مره واحده .. وكمان الحب في حياتك يابن الصاوي لاء .. فاهم .. مش هتكرر نفس مأساة والدك
...................................................................
وضعت بفنجان قهوته امامه ، ثم أمسكت بكوب الشاي الخاص بها لتردف الي حجرتها ...
فطالعها شريف من خلف حاسوبه قائلا : خليكي هنا يازهره
فوقفت زهره تُطالعه بأرتباك قائله : هدخل اوضتي عشان معطلكش واسيبك تشوف شغلك
ورغم شعوره بالضيق .. من انفرادها دوما بغرفتها بعيدا عنه الا انه نظر اليها بهدوء : مين قالك وجودك بيعطلني ، بالعكس انا هكون مرتاح وانتي جانبي
فطالعته زهره بأبتسامه صافيه قد رُسمت علي محياها ، من اجله فقط وجلست ترتشف من كوبها قائله : طب يلا أشتغل
فبادلها شريف ببتسامه حنونه وهو يستمد قوة صبره من اجل ان لا يرتكب حماقه .. فهو أصبح يُريد بشده أن تُصبح زوجته حقا امام الله ولكن لايُريد فعل ذلك الا برغبتها
فهمس بصوت دافئ : حابب ابص عليكي شويه ولا عندك مانع
فضحكت زهره علي عباراته قائله بمرح قد خلقه هو بداخلها : لاء معنديش ، بس هتدفع كام
فتأملها هو بعذوبه ورفع أحد حاجبيه قائلا : هو بقي فيها كده يازهره !
فحركت زهره برأسها اليها ضاحكه قائله بخجل : ايوه
فترك شريف حاسوبه جانباً واقترب منها بملامح مُشاغبه .. وطالعها قليلا قائلا : وانا موافق ياستي
فلم تصدق هي فعلته ، الا عندما أبتعد عنها بأبتسامه خبيثه .. ويتأمل شفتيها التي انتهي من ارتشاف مذاقها
وعندما لاحظ أحمرار وجهها ، ضحك بسعاده قائلا : تحبي أدفع مُقابل نظرتي ليكي تاني ، ولا ..
فرمشت زهره بأعينها قليلا وهي تُطالعه بأرتباك مصحوب بالخجل قائله بتعلثم : لاء خلاص ياشريف
فتعالت ضحكته بسعاده حتي تذكر شيئاً قائلا : صحيح انا قدمتلك في دوره تصميم للأزياء هنا يازهره ..
فوقفت زهره أمامه وهي لا تُصدق بما تفوه به .. قائله بسعاده طفوليه : بجد ياشريف ، بجد
وعندما حرك اليها رأسه بالأيجاب قفزت كالطفله مصفقه بأيديها قائله بسعاده : انت اجمل راجل في الدنيا
وانقضت عليه كالقطه تحتضنه بقوه .. وهي تهمس دون وعي : انا بحبك اووي ياشريف
الفصل الخامس عشر
كانت السعاده ظاهرة علي وجهه وهو يراها تتعلق به كالطفله،لتلجمه همساتها وهي تعترف بحبها ورغم انها نطقت أعترافها بصوت منخفض الا انه قد سمعه .. فضمها اليه أكثر وهو يهمس بدفئ : مكنتش متوقع انك هتفرحي كده
وعندما سمعت زهره صوت همساته بجانب أذنها ، وأنفاسه تحرق عنقها .. أدركت انها بين أحضانه .. فأبتعدت عنه بخجل وهي تُحاول الهروب
فضحك بسعاده ، ولكن سريعا ماتمالك نفسه .. ليبدء عرض المُشاغبه الذي يعشقه معها فغمز لها بأحد عينيه قائلا : هو حضني معجبكيش ولا ايه يازهره
فنظرت اليه زهره بأعين لامعه ،وأخفضت برأسها أرضا قائله : هو أنا هبدء تدريب أمتا صح ؟
فتأملها شريف ضاحكاً:في مثل كان بيقول الجري نص الجدعنه بس معاكي انتي هيكون الهروب نص الجدعنه .. واقترب منها ليُطالعها عن قرب ويُربكها أكثر : وانتي بتموتي في الهروب يازهره وشكلك هتتعبيني
فطالعته بغباء وهي لا تفهم شئ .. فأبتسم بمشاغبه قائلا : متاخديش في بالك .. أنا نفسي طويل جداً
ومدّ بأنامله نحو وجهها الساكن قائلا : هكمل شغلي ، وانتي لو عايزه تروحي تنامي مافيش مشكله
وأتجه نحو الاريكه التي كان يجلس عليها ، ليرفع حاسوبه علي قدميه ثانية ويبدء فيما كان يُتابعه ...
لتقف هي في صمت وتشعر كأنها أحزنته واخذت تلوم نفسها لجفائها هذا رغم اعترافها بحبه .. فأقتربت منه بأرتباك وهي تُفكر في خطوتها تلك وأنحنت بنصف جسدها نحوه لتقبل احدي وجنتيه قائله بخجل : شكرا اووي ياشريف
وانصرفت من امامه سريعا ودقات قلبها تخفق بجنون ، الي ان دخلت غرفتها وجلست علي فراشها قائله : هو ده الراجل اللي كنت بحلم بيه ديما ، وأبتلعت غصة الماضي مُتنهده بألم: يارتني ماكنت عرفتك ياهشام وشوهت قلبي بأهتمامك المُزيف ... وتذكرت حاجتها الي خلوتها مع الله .. فنهضت براحه وذهبت بأشتياق لتلك الخلوه التي تجلس فيها مع ربها
ولكن في تلك المره ارادت ان تبث له عن سعادتها وكرمه وعطائه الذي ليس له مثيل
...............................................................
نظرت الي بطنها المنتفخه وهي تتزين له بردئها القصير ، حتي وجدته يردف الي حجرتهم ليُطالعها بنظرات مُتفحصه قائلا : ايه اللي انتي لبساه ده يانهي
ليصيبها خيبة امل فأقتربت منه قائله : الفستان معجبكش ياهشام
وعندما وجد ملامح الحزن قد أرتسمت علي وجهها ، صمت ليخبره عقله : اوعي تنكر انك عايزها دلوقتي ..وبقيت تمنع نفسك منها بالعافيه .. وكمان انت مُغفل ازاي تسيب حلالك وتحرمه عليك وتفكر في أنسانه أكيد دلوقتي في حضن جوزها
واخذ يصور له عقله بأشياء يعيشها الان أخيه مع حبيبته وقد فعلها مع نهي في بداية زوجه عندما كان لا يشعر بأي تأنيب الا طفيف
ليأتي دور قلبه يُخبره قائلا : مش قولتلك انك محبتش زهره .. خليك مع مراتك بقي وبطل تفكر فيها سيبها لحد يستهلها ولا انت غاوي تعب
ليُحرك هشام رأسه بنفور من ذلك الصراع الذي أصبح يراوضه .. منذ زواج اخيه من زهره
فأقتربت منه نهي في تلك اللحظه ترتمي علي صدره قائله :هو انت بقيت بعيد عني كده ليه ياهشام ..وتابعت بتنهد :
رغم ان أسلوبك في المعامله معايا بقي حنين الا انك بقيت تبعد عني في حاجات تانيه
ليفهم هشام مقصدها ، فرفع وجهها بأنامله لينظر الي عينيها .. وقد بدء يستجيب لرغبة عقله ..
................................................................
جلس حازم في مكتبه يُدخن وعقله سابح في عالم اخر وسط كل مايحدث .. فعلقه أصبح سيجن وهو لا يُصدق أن الحب ممكن ان يكون في النهايه مجرد أكذوبه .. وان من أعطيناهم قلوبنا كانوا كالطوفان الذي يشتد مجراه فجأه فيقضي علي كل شئ ..
ليدخل فارس في تلك اللحظه عليه ، ناظراً اليه بقلق
: مالك ياحازم ، حالك مبقاش عجبني
ثم نظر الي تلك السيجاره التي يمسكها مُتابعاً حديثه : انت مش كنت بطلت السجاير عشان خاطر جميله
وعند ذكر فارس بما كان يفعله من أجلها .. تنهد حازم وهو يقف احتراماً له فرغم صداقتهم فهو مُديره
حازم : تعبان يافارس
فأشار اليه فارس بيده بأن يعود لجلوسه ثانية .. قائلا وهو يجلس علي احد الارائك امامه :قبل ماالشغل يجمعنا أحنا أصدقاء.. وتابع قائلا : احكيلي ياصاحبي
لينظر حازم اليه وهو لا يعلم كيف سيخبر أحد بما في قلبه ومن كان سبب فيه ..وتنهد بقوه : تفتكر الحب ممكن ينتهي بين شخصين
فطالعه فارس بقلق قائلا بُدعابه: انت فيه حاجه حصلت بينك وبين جميله ، اوعي تقولي ان حصل حاجه ده انتوا قصتكم قصه اسطوريه ، احنا حسدناكم ولا ايه
لينظر اليه حازم بتهكم قائلا : لاء ده سؤال واحد صاحبي سألهوني .. ومعرفتش أرد عليه .. قولت اسأل حد يمكن ألاقي عنده الاجابه
ورغم شعور فارس ، بأنه لا يخبره بالحقيقه الا انه تنهد قائلا : أه الحب ممكن ينتهي .. ويجي وقت علينا نسأل نفسنا ازاي كنا عاشقين لناس .. وفجأه شعورنا ليهم أتغير
ليُطالعه حازم بألم قائلا : حتي لو الحب ده دام سنين
فأبتسم فارس قائلا بشرود : عندك قصه شريف ومريم أختي .. أنتهت من زمان رغم انهم حبوا بعض سنين طويله .. بس في النهايه مريم أتجوزت راجل تاني .. وشريف اتجوز زهره بنت خالتك
وصمت للحظات ليُتابع حديثه قائلا : وزي حكايتي مع رانيا .. لما انتهت برضوه .. وابتسم مُتذكراً حبيبته القديمه التي انتهي حبهم بالفراق لتتزوج هي باابن عمها ويتزوج هو من اخري ذات مكانه اجتماعيه ونسب مُشرف من وجهه نظر اهله
فنظر اليه حازم قليلا .. متذكراً تلك الحكايات التي يعلمها
...................................................................
وقف يتأملها وهي تُهندم حجابها بعنايه ، وابتسم برضي وهو يري ماترتديه .. لتلتف اليه زهره بخجل قائله : انا جهزت اه
فأبتسم اليها شريف بسعاده قائلا : طب يلا يامأخراني ..
فطالعته زهره بحب أصبح يولد بداخلها بقوه .. واخذت حقيبتها مُتأمله اناقته التي تخطف الانفس .. وجاء الي ذهنها فجأه نظره جيداء لها وهي تسأله عما فعلته لتُجذب أعينه اليها ويتزوجها .. فلاحظ شريف شرودها واقترب منها قائلا : مالك يازهره
فرفعت وجهها اليه وكادت أن تسأله .. هل يراها جميله ويفخر بها ام لا
ولكن سريعا ماتمالكت نفسها ..قائله : مافيش ...
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها وجدته يُقبلها برقه قائلا بخبث : كنت حابب ادوق طعم الروج
فخجلت زهره من فعلته .. ورغم هذا كان قلبها يدق فرحاً .. فقد أصبحت قبلته لها كالحياه وتمتمت بخفوت : بس ده مش روج ده مُلمع شفايف بس
فأنحني عليها ثانية ليُقبلها .. وعندما ابتعد عنها وجدها كحبة الطماطم تنظر ارضاً من شدة خجلها .. ليضحك قائلا :
تصدقي طلع صح مش روج
ومد أنامله نحو وجهها ليرفعه قائلا :اعملي حسابك كل ماتحطيه .. هتكون ديه العقوبه
...................................................................
وقفت أمامه في موقع الانشاء .. تُتابع اوامره التي يخبرها للعُمال .. وبعدما انصرف بعض العُمال من امامه قال : شكلك تعبتي
لتُطالعه فرحه بأرهاق ، فهي لم تكن تظن بأن عملها كمهندسه معماريه سيكون صعبً بتلك الطريقه ورغم ذلك هزت رأسها قائله : متقلقش انا كويسه يابشمهندس
لينظر اليها حازم بشك ، وسريعا مااشاح بوجه عنها ليُكمل عمله ... وهي تقف خلفه شارده في شخص قد أخذه الموت منها .. ولكن حركة حازم بيده وطريقه وقفته جعلتها تُشعر وكأنه هو .. فأقتربت منه ودون شعور أمسكت يد حازم وكأنها تمسك يده هو
لتهبط جميله من سيارة الموقع وتُشاهد هذا ،ناظره بغضب مُتمتمه : بقي كده ياسي حازم وانا اللي بلوم نفسي .. ماشي ياحازم
وارتدت نظرتها السوداء .. لتسير بعيدا عنهم وهي تُخبر نفسها بأنها قد ملت من هذا الحب وانه رجلا خائناً
اما حازم وقف مصعوقاً من تمسُكها بيده ،حتي انها لا تُريد ان تفلتها ليعلو صوته قليلا قائلا : انسه فرحه ، ايه اللي انتي بتعمليه ده
لتفيق فرحه من تلك النوبة التي تأتيها بقربه ، ناظرة ليدها التي تمسك يده بقوه قائله بخجل : انا اسفه والله يابشمهندس مكنش قصدي .. وركضت من أمامه وهي لا تُصدق مافعلته
وهطلت دموعها بغزاره وهي تُلعن غبائها .. متمتمه بضعف : كده هيفتكرك انسانه مش كويسه يافرحه
اما هو تمتم بضيق قائلا :هو انا ناقص اشتغل مع واحده مجنون ياربي
...................................................................
نظرت زهره الي مقر شركته بأنبهار.. فقد كانت في بناية ضخمه في أرقي مناطق العاصمه الفرنسيه
لتسير بجانبه وهي تُتابع خطوات الماره بجانبها نحو مدخل البنايه
ونظرت اليه مُتذكره بأنها من المفترض ان تذهب لمقر المكان الذي ستتدرب فيه علي التصميم بماهره
وهمست قائله : هو انا جيت معاك هنا ليه ياشريف ، هو انت مش هتوديني المكان اللي قولتلي عليه
فوقف شريف عند المصعد ليتأملها قائلا : ما المكان اللي هتدربي فيه هنا يازهره ، وتابع حديثه : الشركه اللي عمله الدوره التدربيه ديه .. شركه صديق ليا هو شاف رسوماتك وعجبته وقالي انه شايف فيكي نظرة امل ولو نجحتي في نظرته ليكي هتكوني من ضمن فريق المصممين عنده
وامسك وجهها يتحسسه عندما شعر بخوفها قائلا بدفئ : وانا برضوه شايف فيكي أمل .. وواثق انك هتنجحي وتحققي حلمك
فتأملته بسعاده وأعين تبرق بلمعه .. الي ان فُتح باب المصعد
ليردف داخله قائلا : يلا يازهره
فنظرت زهره للمصعد بأنبهار وصعدت معه وهي لا تُصدق بأن هذا يحدث معها
وهمست بخفوت قائله : وانت شغلك في الدور الكام
فأبتسم علي نبرة حديثها قائلا وهو يضمها اليه بأحد ذراعيه : في الدورين اللي فوقيكي علطول .. الشركه ليها دورين مخصصين ليها ..
فأشرق وجهها بسعاده .. وقد زال الخوف من داخلها عندما علمت بوجوده في نفس المكان .. الا انها تذكرت شئ فهتفت قائله : بس ياشريف انا مبعرفش اتكلم فرنسي كويس .. معرفش غير كلمات بسيطه .. ازاي هفهمهم
فنطق ببعض العبارات بالفرنسيه فوجدها تهتف بغضب : انت بتقول ايه
فضحك هو قائلا : بقول ان كل حاجه فيكي جميله يازهره
فخجلت من عباراته .. ونظرت اليه بيأس قائله : طب انا هعمل ايه هنا مدام مبعرفش اتكلم فرنسي
فنظر في ساعة يده ..وأمسك يدها ليُغادروا المصعد قائلا : اغلب اللي بيشتغلوا هنا عرب .. وصاحب الشركه عربي فمتقلقيش
لتشعر هي بالدفئ .. وتنظر الي يده التي تضم يدها مُتنهده بسعاده لاتُصدقها
...................................................................
تحولت ملامح وجهه البارده الي كتلة من الغضب وهو يسمعها تتحدث في الهاتف وتخبر من تُحادثه بأنها تحبه مثلما يُحبها .. ليضم حاتم قبضه يده بقوه وهو يُخبر نفسه بأنه بالتأكيد زوجها
فتلتف مريم في تلك اللحظه شاهقة بفزع وهي تراه يقف خلفها قائله : الاوراق اللي حضرتك طلبتها جهزه
لينظر اليها حاتم بأحتقار ، قائلا ببرود قبل ان يردف الي غرفة مكتبه : هتيلي قهوتي ، وهاتيهم معاكي
واغلق خلفه الباب بقوه .. ليسير نحو مكتبه الفخم ويسند مرفقيه عليه قائلا بغضب : اهدي ياحاتم ، اهدي .. اوعي تخلي ست تأثر فيك .. وظل عقله يوبخه علي حماقته عندما جعلها تعمل سكرتيره له وهي يعلم بأنها متزوجه ولكن يوجد حقيقه هو لا يعلمها ولن يعلمها الان .. فهي لم تعد زوجه بل أصبحت أرمله
..................................................................
ارتدت ملابسها بعجله بعدما أستيقظت بأرهاق ..وخرجت اليه لتجده يضع الفطور علي الطاوله قائلا : يلا عشان تفطري
فنظرة زهره لكوب القهوه التي يرتشفها قائله بخوف عليه : أفطر الاول وبعدين اشرب قهوتك
فأبتسم اليها وهو ينهي كوب قهوته قائلا : اتأخرتي في النوم ياكسلانه
فنظرت اليه بأسف وهو تلوم نفسها علي تقصيرها في واجبها كزوجه .. فهو قد أستيقظ قبلها واحضر لها طعام الافطار حتي فنجان قهوته وكوب الشاي خاصتها قد احضرهما
لتهمس زهره بخفوت قائله : كنت بحاول اقلد التصميم اللي ادهوني مستر عمران
فمضغ طعامه بمهل قائلا : امممم ، طب ماتوريهوني عشان اقول رأي
واكمل حديثه بدعابه :ولا مستر عمران بس هو اللي ليه الحق
فنظرت اليه زهره بسعاده من رغبته تلك ، ونهضت من مقعدها لتأتي بحقيبتها لتخرج منها التصميم .. فنظر اليه قائلا بتشجيع : هايل يازهره
وبدء يُخبرها ببعض الاضافات التي كانت من الممكن ان تضيفها وتخلق شئ خاص بها .. فلمعت عينها وهي وتستمع لكلماته
قائله بأنبهار : انت طلعت شاطر حتي في ده
فترك شريف التصميم جانبا ، وتأملها بنظرات ساحره قائلا بعذوبه :
عيونك بتكون جميله اووي يازهره وانتي فرحانه ..بتلمع زي النجوم في السماء لما بيغيب القمر .. ولمس وجهها بأنامله يتحسس نعومته ...وهو غارق في لمعه عينيها التي تأسره !
يتبع بأذن الله
فضلا وليس امرا ٢٠ ملصق👇🏿👇🏿👇🏿
الفصل ١٦. ١٧. ١٨.
كانت كالتائهه تتامل نظرته التي أفقدتها روحها وجعلتها تشعر بأن هذا الرجل لن يجعلها تحبه فقط بل سيجعلها عاشقه مُدمنة لحبه .. فأزاحت بوجهها عنها كي تستطيع أن تأخذ انفاسها التي سلبها منها بسبب ذلك القرب ..
وهمست بخجل : تفتكر مستر عمران هيجعبه رسمي ياشريف
فتأمل شريف أرتباكها .. ونظر الي ساعته كي يري هل يوجد وقت لمشاغتها ويستمتع معها قليلا .. ولكن وجد ان الوقت لن يستعب مُغامراته التي يعشقها معها
فأبتسم قائلا: متخافيش يازهره هتعجبه .. انتي سهرتي وتعبتي فيها فأكيد هتلاقي تمن مجهودك
فبادلته بنفس الابتسامه وألتفت نحو حقيبتها كي تحملها من أجل المُغادره .. ووقفت أمامه قائله بجديه مصطنعه طب يلا علي الشغل عشان منتأخرش
فضحك لجديتها التي لا تليق بها .. وامسك أحد شرائح الخبز ووضع عليها القليل من العسل قائلا : مش هنخرج الا لما تاكلي ديه
فعبثت زهره .. فأعترض قائلا : انتي مكملتيش فطارك
ونظر الي جسدها ليقول بجديه : انتي مش ملاحظه انك من ساعه ماجينا وانتي فقدتي وزنك
وعندما وجدها تُطالع جسدها .. ضحك قائلا : انتي اصلا كنتي فقداه .. وقربتي تبقي شبه العصايه
فرأي عبوث وجهها ، فأقترب منها ليحتضن خصرها وهو يُقرب منها شريحة الخبز قائلا : أفتحي بؤك
فنظرت اليه زهره بأعتراض وحاولت تحرير جسدها منه ، الا انه امسكها باحكام قائلا : زهره يلا أفتحي بؤك
فطالعته زهره بتذمر قائله : خلاص ياشريف ، سبني وانا هاكله
فأستجاب لأعتراضها وهو يري رغبتها في الابتعاد عنه ..
فتناولت شريحه الخبز سريعا .. ليضحك هو علي مظهرها هذا .. وينظر الي فمها ليجد نقطه من العسل علي فمها
فرأت زهره نظراته لها الغير واضحه وأرتبكت .. الي ان وجدته ينحني نحوها ليلتقط منها قبله رقيقه
وعندما ابتعد عنها غمز لها بأحد أعينه قائلا : الله ده العسل طلع طعمه جميل اووي
لتسقطها كلماته في بحور عشقه اكثر واكثر
...................................................................
جلست جميله تُخبر أحدي صداقتها عن مافعله حازم .. لتنظر اليها صديقتها بحقد خفي قائله : انتي لازم يبقي ليكي موقف ياجميله
فنظرت جميله الي صديقتها التي تعتبرها الأقرب اليها ولا تعلم بأن الكرهه يأتي أحيانا ممن تعتبرهم أحبائك
لتمسك جميله كوب العصير المثلج أمامها وترتشف منه قائله : انا عايزه أسيب حازم يامنه .. انا وحازم خلاص مننفعش لبعض
فتنظر اليها منه بسعاده حقيقيه وقد بدأت سمومها تفعل بالنتيجه قائله بهدوء: بس ياجميله انتوا كاتبين كتابكم ، وكده هتبقي مطلقه
ثم تابعت حديثها بلؤم قائله : لاء ياجميله ياحببتي لازم تفكري كويس ، القرار ده صعب ..ماتحاولي تصلحي علاقتك بحازم واقنعيه تسافروا عند جوز أختك
فتأملتها جميله بهدوء وشعرت بأن حديث منه صحيح .. هتنهدت قائله : عند حق يامنه ، انا لازم افكر كويس لاخسر كل حاجه
فتجمدت ملامح منه ، فهي قد ظنت بأن كلامها سيجعل صديقتها تثق بها فقط ولا تشعر بشئ نحوها ولكن قد جاء بنتيجه عكسيه .. فجميله قد قررت أن تترك نفسها لعقلها ومن الممكن ان تعود لرشدها .. وعندما وصلت منه لهذه النقطه هتفت قائله : ايوه كده خليكي عاقله .. وتابعت حديثها بخبث قائله : مع ان حازم ده ميستهلكيش .. بس هنقول ايه لازم تفكري كويس عشان الحب اللي بينكم مع ان الحب مبيأكلش عيش في الزمن ده
...................................................................
نظرت زهره حولها تتأمل شريكته الفخمه بديكوراتها العصريه .. ونظرت الي حركه الموظفين وكأنهم ألات تعمل
بهيأت منمقه .. وبدأت تحملق بعينيها الواسعه في هيئه النساء من ملابس قصيره والمساحيق التي يضعوها رغم انهم حتي لو لم يضعوا فهم جميلات .. وأقتربت تُطالع جسدهم الممشوق كالعارضات وهم يسيرون بأحذيه عاليه .. فهمست بصوت منخفض قائله : يالهووي شريف طول اليوم معاه الستات ديه .. وعايش معايا انا
وتذكرت حبه وتدليله لها لتُتابع حديثها بصوت هامس لنفسها : ده الراجل طلع مظلوم معايا
فأقترب منها احدهم يسألها عن وجودها هنا.. فلم تفهم مُحادثته ونظرت اليه قائله بحيره : انا مش فاهمه حاجه منك .. فوقفت تنظر اليه .. الي ان قررت تُحادثه بالانجليزيه فبالتأكيد عمله هنا سيجعله يتقن أكثر من لغه فمكانة الشركه تدل بأنها ذات وضع .. وبعد أن سألته عن مكتب شريف
وجدته يخبرها بأحترام بأن مكاتب المُدراء تكون في الطابق الاعلي
...................................................................
نظر الي الملفات التي وضعتها امامه ، ثم رفع بوجهه نحوها قائلا بجديه : في عشاء عمل ، ولازم تكوني موجوده
فحدقت به مريم بجديه قائله : هو ينفع اعتذر
فترك حاتم الاوراق أمامه بغضب قائلا : هو انا بعزمك علي خروجه يامدام ..
فطالعته مريم بنظرات بارده وهي تُفكر في طفلها .. حتي قالت بتنهد : تمام
ليرمقها حاتم بنظرات خاليه ، وامسك بقلمه الذهبي كي يمضي علي بعض الاوراق قائلا وهو لا ينظر اليها : وابقي غيري لبسك الكئيب ده لو سامحتي ، ياريت تلبسي اي حاجه فاتحه احنا مش هنروح عزا
ومدّ اليها الاوراق كي تأخذها فوجدها تُطالعه بنظرات غاضبه وهي تضغط علي شفتيها .. من اوامره المُتسلطه
وتذكرت بعض نصائح طبيبها النفسي عندما اخبرته بشخصيه مديرها .. فأقتربت تأخذ منه الاوراق لتتخيله في صوره كوميديه مُضحكه .. فوجدت نفسها تبتسم لا اراديا
وهي لا تُصدق بأنها قد جاء في ذهنها علي شكل توم القط
وخرجت من امامه لتتركه يُطالعها بغضب وهو يهتف : بتضحك علي ايه ديه !
..................................................................
اقترب منها رامز بترحيب بعد ان كان يُحادث احدهم .. قائلا : ازيك يازهره ، نورتي الشركه
لتنظر اليه زهره ببشاشه : الحمدلله
فطالعها رامز قائلا : صحيح نسيت اباركلك علي الشغل ، مبرووك
فأبتسمت زهره قائله : لا الشغل لسا بدري عليه ، ده تدريب
فضحك رامز لتلقائيتها المُحببه للنفس قائلا بتشجيع : بكره ياستي تبقي المديره
واخفض صوته قائلا بدعابه : اوعي تقولي لعمران ان رامز قال كده
فضحكت زهره وهي تشعر نحوه براحه حتي قالت : هو فين شريف
فأبتسم اليها رامز قائلا وهو يُشير بأصبعه نحو غرفته : اهي .. روحي بقي عطليه شويه وخليه يرحمنا من الشغل والاوامر
وبعد ان انهي رامز جملته .. غادر وتركها تسير نحو غرفته لتجد سكرتيره فائقة الجمال تجلس علي مكتبها تُتابع بعض الاعمال علي حاسوبها الشخصي .. فطالعتها زهره قليلا
لترفع السكرتيره بوجهها نحو زهره قائله بالعربيه :اهلين
فأستغربت زهره للهجه تلك السكرتيره ونظرت اليها بغرابه .. حتي ضحكت السكرتيره قائله : ملامحك عربيه مثلي
ففهمت زهره سبب حديثها بالعربيه .. وعندما اخبرتها بهويتها افسحت لها المجال للدخول
فطرقت زهره الباب لعده طرقات وعندما سمعت صوته أردفت اليه لتجده منكب علي بعض الاوراق يُطالعها
ودون ان يرفع وجهه قال : سيبي ورق الصفقه الجديده يا اميلا وروحي شوفي شغلك
فأقتربت زهره من مكتبه وضحكت قائله : بس انا مش اميلا
فرفع شريف وجهه عن الاوراق .. لترتسم ابتسامه بسيطه علي محياه وهو يراها تقف امامه واعينها تلمع بسعاده
قائلا بمشاكسه : شكل التصميم عجب عمران
فحركت زهره رأسها برضي وهي تخبره : وقولتله كمان علي افكارك وعجبته اووي ...
فنهض شريف من علي مقعده وقد شعر بأنه بحاجه الي الاستمتاع بقربها قليلا من عبئ العمل ومد احد ذراعيه ليجذبها نحوه قائلا بدعابه : اممم طلعتي حرمية افكار
فهتفت زهره بوداعه قائله : لاء انا قولتله انها افكار شريف
فلم يُصدق بأنها بمثل تلك العفويه حتي في العمل .. فأبتسم بدفئ قائلا بمشاكسه وهو يرفع احد حاجبيه : سواء قولتيله انها فكرة شريف او لاء فبرضوا هاخد المُقابل
فطالعته زهره قائله : مُقابل ايه ده اللي هتاخده
وعندما وجدت المكر في عينيه .. فهمت مقصده قائله بخجل : شريف احنا في الشغل ..
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها كان يُقبلها.. وابعدها عنه قائلا وهو يغمز اليها ضاحكا: انا مبأجلش حقي
فأطرقت زهره برأسها أرضا وهي تستمع لصوت ضحكاته ...حتي وجدته يضمها اليه : تعبتيني يازهره
لتستكين هي في حضنه الذي أصبح يحتويها ولكن سريعا ماتذكرت شيئا لتبتعد عنه قائله : انت بتشوف الستات اللي مشغلهم دول ازاي ، ده انا ك ست مقدرتش ابعد عيني عنهم
وبعد ان كان يحتويها بسكون .. وجد نفسه يضحك بقوه لم يضحكه من قبل قائلا : انتي مش كنتي مكثوفه من شويه ، وانا اللي قولت انك مكثوفه اتاريكي كنتي بتفكري هتستجوبيني ازاي
ورغم انها فعلت ذلك تلقائيا بسبب خجلها وارتباكها منه .. الا ان هذا السؤال كان يشغل بالها .. فزوجها وسط كم من الجمال ويوم ان تزوج تزوج بفتاه عادية مثلها
ليتنهد هو قائلا كي يُريح فكرها ويُكمل مُشاغبته معها :
وجودهم بالنسبه ليا عادي يازهره ، ميستهلش انبهارك ده
وتابع حديثه بدعابه : اول مره اشوف ست تعاكس ست زيها ومتغرش منها
...................................................................
جلس حازم يرتشف فنجان قهوته مع صديقته وهم يتحدثون عن مشروعهم القادم .. الي ان قرر حازم السؤال أخيرا عنها قائلا : هي فين فرحه يافارس ، مبقتش تيجي الشغل
وتذكر حازم اخر لقاء بينهم .. وركضها أمام عينيه وهي تبكي ورغم غضبه منها في البدايه الا انه شعر بشئ فضولي نحو تصرفها هذا
ليتنهد فارس قائلا : تعبانه شويه ياحازم
فتنهد حازم بعدما علم ان اختفائها ليس بسبب الافكار التي وضعها بداخله عقله قائلا: لاء الف سلامه عليها
ليتطلع اليه فارس بألم علي اخت زوجته التي يحبها كأخته قائلا بأسي : ياريتها كانت مريضه جسديا ..
وتابع حديثه ليقص علي حازم قصتها قائلا : فرحه ديه حكايتها حكايه ياسيدي .. كانت مخطوبه لأخوا زميلتها في الجامعه شافها صدفه فحبوا بعض واتخطبوا وكان انسان فوق الوصف .. مكانتش تقعد في قاعده غير مصطفي مصطفي بس للاسف الحياه مش كامله .. كان ضابط وكان طالع مأموريه قبل فرحهم بأسبوع .. اتقتل ومن ساعتها وهي فاقده الحياه .. وتنهد بتعب قائلا وهو يري نظرات حازم المشفقه : جبتها تشتغل هنا معانا..قولت يمكن تقدر ترجع للحياه تاني بس اظاهر انها هتفضل حابسه نفسها في الماضي
ليُطالعه حازم بأسف وهو يشعر بتأنيب الضمير لما فعله معها
...................................................................
جلست جميله بجانب والدتها بأرهاق قائله: شكلك مبسوطه ياماما
ونظرت الي الهاتف الذي بيد والدتها وتابعت حديثها : انتي كنتي بتكلمي مين
لتُطالعها والدتها بسعاده : كنت بكلم زهره أختك
وظلت تقص عليها كل مااخبرته به زهره من مايفعله شريف من اجلها وتشيجعه لها
لتشعر جميله بأن قلبها يحترق مما تسمع فنهضت سريعا من امام والدتها قبل ان يتضح امرها وتتهمها بالغيره والحقد من اختها
وأردفت داخل حجرتها لتدور بها بنار الحقد وهي لا تُصدق بأن أختها تعيش كل هذا .. وتذكرت كلمات زهره عندما كانت تُشاهدها مع حازم وهي تُخبرها بتمني وبأعين لامعه: ياريت الاقي انسان يحبني زيك كده ياجميله
لتُخبرها هي بأنها ساذجه لا تستطيع أن تجذب احد اليها .. فينتهي حديثهم بنظرات زهره الدامعه .. وتشعر جميله بالرضي بأنها دوما مميزه
فتفيق جميله من شرودها وهي تلعن حظها قائله : لقيتي الانسان اللي يحبك يازهره ، لاء وكمان معيشك احسن عيشه
...................................................................
نظرت مني الي زوجة ابنها بدفئ قائله : عامل ايه في الحمل يابنتي ، هانت خلاص
وتأملت طفل نسرين الذي وضعته منذ بضعة ايام قائله بحنان : عقبال ما اشيل بنتكم
فأبتسمت نهي بسعاده لتلك المشاعر الجميله ونظرت الي هشام الجالس بجوار اخته علي الفراش يُداعبها بكلماته المرحه
ونطقت قائله : ربنا يخليكي لينا ياماما
ثم همست بخجل : ممكن اشيل البيبي
فناولته مني لها بحنان .. ليري هشام زوجته تحمل ابن اخته قائلا وهو يُداعب اخته : عريس بنتي انتي سمعه يابت يانسرين
فضحكت نسرين قائله وهي تري نهي تحمل طفلها : موفقه بس نهي تجيب بنوته شهبها مش شبهك ياخويا
فمدّ هشام بيده نحو خدودها ليقرصهم : تقصدي ايه يابت انتي .. سامعه ياماما بنتك
فضحكت كل مني ونهي علي مزاحهم الطفولي ..
حتي قالت نهي : لاء انا عايزاها تطلع شبه هشام يانسرين
فطالعتها نسرين ضاحكه وهي تغمز لاخيه: ياسيدي ياسيدي علي الحب
ليرن هاتف مني فتنظر للمتصل قائله بلهفه : ده شريف حبيبي بيتصل
وردت عليه بحنان : عامل ايه ياحبيبي ،وحشتني اوي ياشريف .. طمني عليك انت وزهره
ليأتيها صوت شريف قائلا : نسرين والمفعوص بتاعها عاملين ايه .. كبر ولا لسا صغير
فضحكت والدته قائله : هو لحق يكبر يابني في الكام يوم دول ..وتابعت بحديثها : اخوك ومراته هنا
ليشعر شريف بالحنين الي عائلته .. ويخرج من غرفته بعد ان أبدل ملابسه .. فيجد زهره جالسه علي طاولة الطعام تنتظره
وابتسمت وهي تسمعه يُمازح اخته التي تخبره بأن زوجته افضل منه فهي تتصل بها يوميا
وسحب احد الكراسي ليجلس ، وظلت تنظر اليه بسعاده حتي وجدته ينطق بأسم هشام وهو يسأله عن أحاوله
لتتجمد الدماء في عروقها وتبتلع ريقها بصعوبه .. فقررت ان تفر الان من أمامه حتي لا يلاحظ شحوبها
وكادت ان تقف الا انها شعرت ببعض الدوار فجلست ثانية علي مقعدها ليُطالعها شريف بقلق وهو يستمع الي والدته بعدما اعطاها هشام الهاتف
قائلا: مالك يازهره
لتسأله والدته بقلق : مالها مراتك يابني
فحركت زهره رأسها بأنها بخير .. ليتنهد هو قائلا : داخت بس شويه ياامي ماتقلقيش
لتبتسم مني بفرحه وتُطالع كل من حولها بسعاده قائله : هي مراتك حامل ولا ايه ياشريف
فنظر هشام لوالدته بصدمه وهو غير مُصدق بأن زهره أصبحت تحمل طفلا من أخيه
الفصل السابع عشر
نظرت الي ملامح وجهه التي تغيرت فجأه.. فوجدته يُطالعها بنظرات عميقه بعد ان أنهي مُحادثته مع والدته نافياً لها حديث لم تفهمه هي
فتأملها شريف قليلا ناظرا الي عينيها المُحدقه به قائلا: عايزه تعرفي ماما كنت بتقول ايه
فلمعت عين زهره بالفضول ، فنظر اليها شريف طويلا وبدء يتذوق الطعام بتمهل حتي قال اخيراً بعد ان لعب بأعصابها : كانت فكراكي حامل
فأصابتها نوبة من السعال ، وهي تستمع لعباراته ..حتي أعطاها هو كوب الماء الذي امامها قائلا بمشاغبه : مالك اتكثفتي يازهره ، ده سؤال طبيعي لاي اتنين متجوزين
وغمز اليها بأحد اعينه قائلا :اظن انه المفروض كفايه كده ونفكر في الخطوه ديه ..انا بصراحه غيرت من نسرين وهشام
وامسك بكف يدها بحنيه قائلا : انتي لسا خايفه من معاملتي يازهره
ولم ينتظر منها اي اجابه حيث قرب كرسيها بجانبه ، ليعبث بخصلات شعرها بحنيه ، ومال علي عنقها ليقبله بشوق
هامسا بجانب أذنها بدفئ افقدها صوابها : مبتتكلميش ليه يازهره
فأبتعدت عنه زهره بملامح مضطربه ووجه يكسوه حمرة الخجل، فزوجها يتقن فن التلاعب بالقلوب...حتي قلبها اصبح خاضع له بأرادتها واصبح يرغب به بشده.. ولكن مازال خوفها مُستمر بأن يكتشف يوماً هو الحقيقه ويتركها بعد ان غمرها بحبه واهتمامه كما فعل اخيه من قبل ...
فهي تخشي من عقدة الفقد
...................................................................
نار وغيرة اجتاحت قلبه بشده ، وهو لا يُصدق ما سمعته أذنيه فنهض سريعا من جانب اخته ، واعين نهي تحاوطه بدهشه .. وكاد أن يفر من الغرفة قبل أن يسمع والدته تتحدث عن حمل زوجة اخيه وتزيد شعلة النيران التي بداخله .. فوقف ساكنا في مكانه وهو يسمع والدته تهمس داعيه : ربنا يرزقك ياشريف يابني بالذريه الصالحه
لتهمس أخته نسرين بأمل قائله : هي زهره حامل ياماما
فتتنهد والدتها قائله : لسا يابنتي ، ربنا يرزقهم ان شاء الله
فتنفس هشام الصعداء وهو يشعر بأن نيران قلبه أنطفت قليلا .. ولكنه شعر بالوجع وهو يري نفسه يكرهه ان ينجب أخيه طفلا
ليسمع صوت والدته وهي تتسأل : رايح فين ياهشام
فيلتف ناحيتهم ويُطالع كل من وجه زوجته ووالدته ليتنهد قائلا : خارج اشم شويه هوا ياماما
...................................................................
جلست مريم بجانبه تنتظر قدوم ضيوفه .. حتي نظرت في ساعتها بتمهل قائله : مش المفروض يكون في احترام للمواعيد
فنظر اليها حاتم طويلا وهو يتأمل كل انش بملامحها ، حتي قال بتلاعب : احنا اللي جاين بدري الميعاد الساعه 9
فنظرت مريم اليه بصدمه قائله : اومال حضرتك جايبني قبل الميعاد بنص ساعه ليه
فلمعت عين حاتم ببريق من الجديه وتأملها علي مهل قائلا : تعرفي ليه أختارتك سكرتيرتي
وتابع بحديثه قائلا : مع اني مبحبش تكون سكرتيرتي ست
فطالعته مريم ببرود وهي ترتشف من قهوتها .. حتي قال : كنتي اجمل ست في حفله شاكر الزهري.. كنتي شبه الاميرات بفستانك الازرق .. كنت حاسس انك خارجه من لوحه مرسومه بأحتراف ..
فنظرت اليه مريم بصدمه ، لتتذكر تلك الحفل التي حضرتها مع زوجها منذ خمس سنوات
ليُكمل حاتم حديثه قائلا : لفتي نظري مع ان من الصعب اما حد يقدر يلفت نظر حاتم الصاوي
فهمست مريم قائله : انا مش فاهمه حاجه
فأبتسم قائلا وهو يُطالعها : بس الاميره اللي لفتت نظر رجل الجليد كانت للأسف متجوزه ..وكان لازم ينسي الاميره اللي ملكت عقله من اول مره ..فضلتي شغله عقلي لمده طويله لحد مانسيتك زي مانسيت حاجات كتير مرت في حياتي
بس للاسف الاميره رجعت تاني ، واشتغلت بالصدفه مع رجل الجليد ..ورجل الجليد حب يثبت لنفسه انه نسي الاميره
بس للاسف رغم بروده معاها .. هو لسا فاكرها بفستانها الازرق وضحكتها الجميله مع زوجها
لتتذكر مريم كل هذا ، ورغم أن تلك الحفله ذهبتها مع اشرف بالغصب .. حتي جمالها كان يخفي أول صفعه قد صفعها بها اشرف بعدما اخبرها بندمه بالزواج منها ولولا وجود شريف طفلها الذي كانت في حملها به .. لكان طلقها وتزوج بغيرها ..حتي ضحكتها في ذلك اليوم كانت ضحكه ممزوجه بالحسره وهي تتذكر حبها الذي فقدته بسبب رغبة والديها بتزوجيها بعريس لديه أموال
فأبتسمت بتهكم قائله : الاميره اللي شوفتها .. هي انسانه دمرت كل الناس اللي حوليها ،كانت زي الوباء في حياة غيرها ..
وكادت ان تنهض من مكانها لتنفرد بنفسها وتسمح لدموعها الحبيسه بأن تسيل كي تُطهرها أكثر .. حتي وجدت ضيوفهم المُنتظرين قادمين نحوهم .. وحاتم يقف يرحب بهم وهو يُطالعها بأعينه يخبرها بأن حديثهم مازال له بقيه
فوقفت مريم مثله لتُرحب بهم ولكن بأعين مُنخفضه علي الطاوله كي لا يري أحد عينيها الذابله .. فسمعت صوت احدهم قائلا : مدام مريم مش معقول
لترفع مريم بوجهها وتتذكر ذلك الرجل الذي علي معرفة بزوجها الراحل وأخيها ..فألتفت نحو حاتم الذي علق نظره عليها حتي قال الرجل بأسف : معلشي مقدرتش اجي أعزي في اشرف الله يرحمه كنت مسافر .. البقاء لله
فهمست مريم بخفوت : ولا يهمك ..
ليسمع حاتم ذلك الاسم مُتذكراً يوم الحفل عندما أخبره أحد معارفه بأسم زوجها.. فنظر اليها دون تصديق وهو يهمس داخله : مريم أرمله
...................................................................
نظرت فرحه الي هاتفها الذي يدق بوجه شاحب وهي لا تُصدق بأنه يهاتفها .. فظل يدور عقلها بما فعلته معه في الموقع .. ومع تكرر رنينه
أخيراً قررت أن تجيبه ، وفتحت الخط .. ليسمع صوت تنهيدتها حتي قال : ازيك يافرحه
لتهمس فرحه قائله : الحمدلله بخير يابشمهندس
فأبتسم حازم قائلا : اسف علي رد فعلي اخر مره
فوجدها تُقابل اسفه بندم قائله : انا اللي اسفه
وصمتت قليلا لتُكمل حديثها قائله : انا بلغت فارس اني هسيب الشغل خلاص
فهتف حازم بها سريعا قائلا : اوعي تهربي من الحقيقه بهروب .. وقبل ان يغلق معها الخط قال بجديه : بكره عايز اشوفك في الشركه يافرحه ، مفهوم
واغلق الخط .. لتنظر هي الي هاتفها بملامح تائهه في حديثه
وتنهدت بعمق وهي تتذكر ذكريات حبها وعشقها بوجع
...................................................................
انتهي ذلك العشاء بثقل جعلها تشعر وكأنها قضت فيه عمرها بأكمله ، وعندما وجدت حاتم يُصافح ضيوفه.. امسكت بحقيبتها وكادت ان تفر من امامه الا انه امسكها قائلا بحزم : استني يامريم احنا لازم نتكلم
فنظرت اليه مريم قليلا ، وتذكرت كل الرجال اللذين دخلوا حياتها وخسرتهم .. فحركت رأسها بالرفض
وركضت من أمامه سريعا ، وهي لا تُصدق بأن حاتم يعرفها منذ سنون واليوم أخبرها بحقيقة معرفته بها وعلمت بسبب معاملته البارده معها .. فكأنه كان يُعاقبها لأنها كانت زوجة لرجل أخر
.................................................................
ذهبت الي مكتبه بوجه مبتسم .. ليرفع شريف وجهه نحوها قائلا بتنهد : شايفك مبسوطه النهارده
فأبتسمت اليه زهره بسعاده ونطقت بحماس : مستر عمران قالي النهارده اني بتطور بسرعه ، واني كمان هكون مُصممه هايله
وظلت تقص عليه كل مامرت به اليوم بحماس .. حتي وجدته يقترب منها يجذبها من خصرها بذراعيه ليتأمل ملامحها عن قرب .. فأرتبكت من قربهما هذا وصمتت
ليبتسم شريف لما ينتج عن أفعاله تلك .. وانحني قليلا كي يلتقط من شفتيها قبله رقيقه قائلا : وقفتي كلامك ليه
فتنفست زهره بصعوبه بسبب ما يفعلها معها ، وهمست قائله : انت بتحب تكثفني ليه ياشريف
فضحك هو بسعاده ، فأخيراً عقلها بدء يفهم ألعابه الماكره التي أصبح يعشقها معها بسبب خجلها قائلا : ومين قالك اني بحب اكثفك ..انتي اللي بتحمري وبتتكثفي بسهوله يازهره
واقترب من أحد اذنيها ليهمس لها بكلمات قد أخجلتها
فرفعت زهره بيدها نحو وجهها لتلمسه قائله بخجل : هي الدنيا بقيت حر كده ليه
فطالعها هو ضاحكا لأفعالها التي تجعله يرغب بها أكثر ، حتي وجدته ينحني ثانية ليقبل كل من وجنتيها
وبعدما أبتعد عنها همس قائلا : مطلعتيش سخنه ولا حاجه
وعندما رأها مصدومه من فعلته .. تنهد قائلا وهو يرغب في تكرير فعلته : تعالي اما اشوف حرارتك تاني
لتبتعد عنه زهره سريعا قائله بأرتباك : انا عملت سندوتشات ليا وليك ، تعالي ناكل
فنظر لها بدهشه وهو يراها تخرج من حقيبتها كيس به بعض السندوتشات فضحك قائلا : هو احنا رجعنا المدرسه ولا ايه يازهره
فأقتربت منه كي تعطيه أحد السندوتشات التي صنعتها اليه قائله بحزم مصطنع : خد كل
فضحك علي عباراتها هذه حتي قال : خد كل ، في ست عسوله كده وبتحمر لما بتتكثف تقول لجوزها خد كل بالطريقه ديه
فضحكت زهره علي فعلتها .. فهي عندما نطقتها كانت كالمتوحشه واقتربت منه أكثر كي تُجبره علي تناوله
ليضحك قائلا : تعرفي ان اكتر حاجه كنت بكرهها وانا صغير جو السندوتشات ده
واقترب منها قائلا بمشاغبه وهو يُطالع ذلك السندوتش الذي بيدها : وموافق أكله ياستي بس بشرط
فنظرت اليه زهره بخوف من شرطه ..حتي ابتسم قائلا : انتي اللي تأكلهوني
وظلت تُطالعه للحظات .. فقربها هو منه يرفع بيدها نحو فمه وبدء يتلذذ بطعمه .. فتأملته ببتسامه صافيه وبدأت تطعمه بحب .. حتي فتح الباب فجأه
لتدخل جيداء مُتأمله هيئتهم بغل ، ليلتف نحوها شريف قائلا بجديه : مش المفروض من الذوق تخبطي قبل ماتدخلي ياجيداء
فحاولت زهره ابعاد نفسها عنه ، ولكنه ظل مُتشبساً بها يمنعها من الحركه
فنظرت جيداء نحو زهره بحقد قائله وهي تقترب : سوري ياشريف مكنتش اعرف انك هنا مع المدام
...................................................................
فرت هاربه من أمامه وهي تشعر بالحماقه من تصرفاتها
فهي زوجته وبدل ان لا تتركه بمفرده مع تلك الحرباء جيداء .. كانت لابد ان تقف تُحارب عن حبها ولكن دوماً كانت كالجبانه كما كانت تُلقبها جميله اختها
لتسمع صوت رامز خلفها وهو يسألها عن أخبارها : ازيك يازهره
وعندما لاحظ شحوب وجهها ، نظر اليها قائلا : انتي تعبانه يازهره
وابتسم بود اخوي لها وتابع بحديثه : تعالي نشرب حاجه في اوضة المكتب
لتسير زهره خلفه وهي غير شاعره بأقدامها فعقلها ظل معهم في غرفته
...................................................................
كاد ان يتخطي جيداء ويخرج من الغرفه خلف زوجته الحمقاء التي هربت من امامه وكأنها ليس لها حق به
لتقف جيداء امامه قائله : زهره ديه متنفعكش ياشريف ، زهره ضعيفه وجبانه في حبها ليك..
واقتربت منه كي تُقبله علي شفتيه ، ولكنه ابعدها بقوه من امامه قائلا بغضب : انتي اتجننتي ياجيداء ، انا محترم بس صداقتنا القديمه والقرابه اللي بينك وبين رامز
وكادت ان تتكلم جيداء .. فأوقفها بأشاره من أصبعه قائلا بحزم : وجودك هنا شغل وبس مفهوم
لتُحرك جيداء رأسها بصدمه من رد فعله التي اصبحت قويه معها بعدما تزوج
..................................................................
نظرت زهره للمشروب الذي أمامها بشرود ..وهمست أخيرا : هو شريف كان بيحب جيداء
فتأملها رامز للحظات وهو يُفكر في سر سؤالها هذا حتي تنهد قائلا : هو شريف مقلكيش عن علاقته بجيداء
فطالعته زهره بوجه شاحب قائله : قالي ان مافيش حاجه بينهم
فأمسك رامز القلم الذي امامه قائلا : يبقي متفكريش كتير يازهره ، وتأكدي ان شريف عمره ماهيخدعك .. وفكري ازاي تحافظي عليه
فظلت جملته تقتحم عقلها وقلبها وهما يُهاجمها .. بسبب ضعفها وعدم قدرتها ان تتحرر من خوفها الذي سيهدم حياتها
...................................................................
نظرت جميله الي كل ركن من أركان بيت حمات أختها بتمهل فاليوم قد قررت هي ووالدتها ان يذهبوا اليهم كي يباركون لهم علي المولود الجديد ..
فأبتسمت والدة شريف وهي تري نهي قادمه نحوهم .. لتُعرفهم عليها وتخبرهم بأنها زوجة ابنها الاخر الذي يعيش في شرم الشيخ ولديه احد المنتجعات
وبعد ان استمرت العائله في الحديث .. أردف هشام بتجاههم ليرحب بهم فكانت المره الاولي التي يتعارفوا فيها عليه
وعندما وقعت عين جميله عليه وهو يمد اليها يده ليُصافحها
شعرت بأن وجهه مألوفه عليها .. فظلت تُحدق به للحظات حتي قالت بتسأل : هو احنا نعرف بعض قبل كده
فنظر اليها هشام بتحديق بعدما أستشعر بأن جميله من الممكن ان تعرفه ..
فعم الصمت للحظات ونظرات نهي متعلقه به .. حتي وجد هاتفه يرن ليجد مخرجاً من هذا اللقاء
ولكن جميله ظلت مُسلطه نظراتها عليه .. وهي تُفكر اين رأته.. وظل عقلها يدور هنا وهناك يبحث عن ذلك الوجه
...................................................................
وقفت امامه بأرتباك كي تسأله عن سبب صمته معها منذ ليله أمس .. فهمست بخفوت : شريف انت زعلان مني
فنظر اليها شريف للحظات يتأمل ملامحها الحزينه ، حتي قال ببرود : يلا يازهره افطري عشان هنتأخر
فطالعته بألم وهي تري تغيره معها وكل ذلك بسببها هي .. وحركت رأسها برفض قائله : ماليش نفس مش عايزه افطر
فأمسكها شريف من ذراعيها ليجلسها علي المقعد قائلا بجديه : افطري انا مش عايز دلع .. سامعه
فتمالكت دموعها بصعوبه وهي تراه يُعاملها بجفاء ، رغم انها تعلم بأنها تستحق ذلك ..فهي تركته عندما وجدت جيداء تقترب منه .. فقد كان ينتظر منها دفاع عن ملكيتها فيه ولكن قد خذلته وفرت من امامه
وهمست بضعف قائله : شريف
فوجدته يرتدي سترته وبعدها وقف يُطالع ساعته دون ان يلتف اليها
فنهضت من علي مقعدها وقد شعرت بأن وقتها قد جاء من اجل ان تثبت له حبها وتبتعد عن مخاوفها في علاقتهما .. فهو أعطاها كل شئ ولكن بغبائها ستخسره
واقتربت منه لترتمي في حضنه حيث اصبح أكثر مكان تشعر فيه بالأمان وهمست : انا اسفه ياشريف
ورغم غضبه منه ، ضمها بذراعيه وظل يربط علي ظهرها بحنان وهو يهمس بجديه : جيه الوقت اللي علاقتنا لازم تكون جديه يازهره ونكون كأي زوج وزوجه
فأبتعدت عنه زهره قليلا لتري في عينيه الاصرار......
يتبع بأذن الله
الفصل الثامن عشر
جلس شارداً علي كرسيه يتحرك يميناً ويساراً وهو ينقر بأصبعه علي سطح المكتب..يُفكر فيها وفي رغبته ان تبدأ علاقتهما كأي زوج وزوجه .. وتذكر هروبها منه صباحاً ببعض الحجج ...فنهض من علي كرسيه ليقف أمام شرفة مكتبه مُتأملا تلك المساحه الخضراء التي أمامه ويشرد في بدايه علاقته بها عندما خطبها ليثبت لعائلته بأنه حقاً قد نسي الماضي وان عزوبيته ليست بسبب صدمته في حبه الاول ولكن الحب والزواج كانوا ليسوا هدفه الان فطموحه أصبح أكبر .. لتأتي هي وتغير كل شئ
فجاء بذهنه نصيحه صديق والده الذي كان يحبه كأبيه .. عندما أخبره بخطبته لزهره وأحساسه بظلمه لها بما يفعله معها ... فكانت نصيحته
ساعات يا شريف يابني بنفتكر ان القلب مبيدقش غير مره واحده .. وان لو دق تاني فبيكون وهم .. بس الحقيقه ان القلب بيدق في أي ميعاد مدام لقي الروح اللي هتونسه ... ادي نفسك فرصه أنك تشوف الانسانه اللي قررت تحط مصيرك معاها بهدف انك عايز تكون علاقه صح ..
وابتسم عندما تذكر ما أخباره به عن صفات زهره
ليضحك ذلك العجوز قائلا :وبتقول قلبك متحركش للبنت ديه وانك خطبتها تحصيل حاصل.. منه انك تخلص من زن والدتك ومنه انك تأسس ليك أسره .. انت بتضحك عليا ولا علي نفسك ياشريف
نظره عينيك اللي قدامي وانت بتحكيلي عنها ، خلتني اتأكد ان عاصفة الحب جايه ..
فأفاق شريف من كل شروده هذا وهو يُتمتم بخفوت : اه منك يازهره ..
...................................................................
وقفت فرحه بخجل تُطالعه وهو مُندمج في بعض الرسومات
فخرج صوتها بصعوبه لتخبره بوجودها هنا
فرحه : بشمهندس حازم
ليرفع حازم وجهه اليها ببشاشه ، مُتأملا وجهها الشاحب وملابسها الغامقه ،وابتسم قائلا : يومين عشان تقرري تيجي ،لعلمك يابشمهندسه مافيش اجازات تاني
فأبتسمت فرحه لحديثه الذي شعرت فيه بمرح غير مُعتاده عليه منه هو
وهمست قائله بخجل : انا اسفه علي اللي حصل اخر مره ، ارجوك متخليش الموقف ده يخليك تكون فكره سيئه عني
فطالعها حازم بأشفاق وعاد الي مزاحه الذي أفتقده قائلا : هو انتي عملتي ايه صحيح اخر مره
وعندما شعر بخجلها .. تابع حديثه : اصل انا مش فاكر غير ضربه الشمس اللي يومها أخدتها
فتأملته فرحه ببتسامه صافيه .. وهي تري فيه صورة لشخص اخر قد اشتقات اليه
...................................................................
ظلت زهره شارده طوال اليوم في تدريبها.. فنظرت الي التصميمات التي أعطاها لها عمران كي تري فيهم ماتستطيع تقليده ولكن بصوره أرقي .. فنظرت الي ساعتها لتري هل وقت ميعاد راحتها قد أتي ام لا
وبعد دقائق معدوده نهضت من علي مقعدها لتذهب اليه كما اعتادت منذ ان جاءت الي هنا .. فقد أشتاقت لتدليله وحبه لها
ورغم خوفها من ردود افعاله كما فعل امس وصباحاً
ولكن أشتياقها اليه جعلها تركض كالمجنونه نحوه
وعندما أطرقت الباب لتدخل اليه .. وجدت جيداء تقف بالقرب منه تريه بعض الأشياء ..
فنظرت الي وضعهم بصدمه ، لتُطالعها جيداء بحقد
ليرفع شريف وجهه عن ماكانت تريه له
ناظراً الي زهره بجديه قائلا : معلش يازهره .. انا مش فاضي دلوقتي
ورغم انه قالها لها بضيق مصطنع الا انه اراد ان يُعلمها درسً ..
فهو أراد ان يجعلها تدافع عن حبها مهما كان وتتعلم كيف تعطي حبها دون خجل مدام حقها
فنظرت اليه زهره دون تصديق .. فهو يُخبرها بعدم ارادته بأن يراها وامام من .. امام جيداء تلك الافعه التي وقفت تثطالعها بنظرات سعيده
لتشعر زهره بالغيره تنهش قلبها ، فأمسكت مقبض الباب وأغلقت الباب بقوه .. فيرفع شريف وجهه ثانية عن الاوراق التي أمامه .. وهو يبتسم لما حققه معها ..
وأنصرفت هي راكضه تحت نظرات اميلا المُتفحصه لردت فعلها
واخذت تُتمتم بغيره : كده ياشريف ، كده تعمل معايا كده وقدام جيداء
وأدرفت الي احد الحمامات ، لتتأمل وجهها وهي تتذكر نظرات جيداء لها وقربها من زوجها بملابسها القصيره الضيقه
وتذكرت صديقتها التي دوماً تريحها في الحديث .. فأمسكت هاتفها لتُهاتفها بوجه مُحتقن من الغيره
لترد عليها ريم بلهفه قائله : اهلا بالناس الحلوه
فتنهدت زهره قائله بوجع : ريم أنا تعبانه اوي
وأخذت تقص عليها أحداث هذان اليومان ..حتي وجدت ريم تضحك قائله : والله انتي غبيه ، في واحده تسيب جوزها مع واحده عارفه ان عينيها عليه لاء وكمان زعلانه من ردة فعله .. ماانتي تستاهلي ياغبيه
لتشعر زهره بالغضب من توبيخ صديقتها اليها ..قائله بغيره : بقولك كنت عنده وقالي انه مش فاضي وهي كانت معاه
فهتفت بها ريم ضاحكه : جوزك بيعرف يلعبها صح .. ديه رساله منه ياماما ، عايز يعرفك ازاي يقدر يخليكي تموتي من القهر .. بس والله تستاهلي ماانتي اللي بتحكيه عن الراجل بصراحه يستاهل انك تلزئي فيه زي الدبانه بس نقول ايه هابله
يابنتي جوزك ده مافيش منه نسخ كتير .. ماتسلفهوني يازهره
ليحتقن وجه زهره بالغل من صديقتها .. فهتفت قائله : انتي بتعكسي جوزي قدامي
فتنهدت ريم بحنان قائله : مدام انتي بتحبيه وبتموتي فيه كده .. وهتموتي من الغيره عليه ليه بتتخلي عن حبك بالهروب يازهره ..
فدمعت عين زهره مُتذكره امر هشام قائله : انتي ناسيه هشام ياريم ، شريف لو عارف مش هيسامحني رغم انه ماضي
انا عايزه اقوله الحقيقه ياريم واخلص من الذنب ده اللي مخليني مش عارفه اعيش الحب اللي اتمنيته .. لو كنت اعرف ان المستقبل هيكون حلو كده مكنتش غلطت وحبيت هشام وعملت الغلط ..
فشعرت بها صديقتها قائله بدفئ : زهره انسي حكاية هشام .. هشام كان درس واتعلمتي منه .. ومحدش مبيغلطش
حبي جوزك يازهره وعيشي حياتك وانبسطي .. انتي تستاهلي انك تحبي وتتحبي .. واوعاكي تقولي لشريف الحقيقه
وطمئنتها قائله : هشام ميقدرش يجرح اخوه ، وتابعت بحديثها : ومدام مقلهوش حاجه لحد دلوقتي يبقي أطمني
لانه في الاول والاخر هو الغلطان .. وهو اللي ضحك عليكي واستغل طيبتك ياحببتي
فتنهدت زهره براحه وهي تري بأن كلام صديقتها حقيقي .. لتجد صديقتها تُمازحها بمرح قائله : اعقلي واتهدي بقي
فضحكت زهره بسعاده علي مزاح صديقتها الذي يفصلها دوما عن احزانها
...................................................................
بعدما انهت جيداء كل الاوراق التي كانت تُريده بأن يطلع عليها .. نظرت اليه قائله بخبث: زهره زعلت منك ياشريف ،ليه تحرجها كده
وعبثت بخصلات شعرها ، وهي تجلس علي سطح مكتبه تنظر اليه بشغف :ريحتك بتطير عقلي
فتنهد شريف بضيق وهو ينهض من علي مقعده قائلا بحزم : جيداء شغلك خلص خلاص ، اتفضلي علي مكتبك لو سامحتي
لتتأمله جيداء بهدوء .. وترفع تنورتها القصيره لأعلي
قائله بعمليه : امتا هنزل صور المشروع السكني الجديد ونعلن عنه
فيُطالع شريف ساعته بجمود .. ونظر الي مافعلته بأشمئزاز وترك الغرفه لها بأكملها وانصرف
فتأملت فعلته بغضب وهي لا تُصدق بأنه يرفضها ويرفض حبها وجمالها
...................................................................
جلست جميله علي فراشها تُفكر في علاقتها مع حازم وبكلام منه صديقتها ..لتجد نفسها كالتائهه .. ونظرت الي هاتفها
فوجدت العديد من مُكالمات حازم اليها ولكنها لم تكترث في مُهاتفته فألقت بالهاتف بعيداً .. لتتذكر وجه هشام
وهي تُحاول ان تتذكر أين رأته .. وارادت ان تذهب لبيت حمات أختها ثانية لعلها تراه
لتردف اليها والدتها في تلك اللحظه قائله بضيق : قومي فزي حازم بره ،واقتربت منها لتمسكها من شعرها وهي تُتابع بحديثها : مبترديش ليه علي أتصالت خطيبك ، ومطنشاه .. ايه ياختي الحب اللي بينكم خلاص مات وادفن
والله ياجميله لو متعدلتي لاقول لابوكي علي عمايلك وهو يتصرف .. هقوله بنتك البشمهندسه اللي بتفتخر بيها بتتنطط علينا وعلي ابن خالتها
لتسحب جميله شعرها من يد والدتها بصعوبه قائله بغضب : هو البيه اشتكالك مني ، ومقلكيش ان شوفته في الموقع مع واحده وعايش حياته ..
لتنصدم والدتها من تلك المعلومه فهي تعرف حب ابن اختها لابنتها .. فتنهدت قائله : اكيد شوفتي غلط ، حازم عمره مايعمل كده
وخرجت من غرفه ابنتها لتنفرد بالحديث قليلا مع ابن اختها ..وهتفت قبل ان تغلق الباب خلفها : قومي ألبسي هدومك وحصليني
لتنهض جميله من علي فراشها بغضب وهي تُتمتم : ماشي ياحازم ، بتقوم ماما عليا
...................................................................
وقفت زهره تتأمل هيئتها في المرئه بخجل وهي تري نفسها ترتدي احد الثياب التي قد جلبها لها .. فقد كانت عباره عن تنوره قصيره للغايه فوقها بلوزه بيضاء عارية الاكتاف مُلتصقه ... ورغم انها تعلم بأنها لن تستطيع أن تصل لمستوي جيداء بملابسها الفاضحه وجسدها .. لكنها قررت ان تصبح انثي له .. تستمتع بحبه وتغنيه عن جميعهن
فتنفست بقوه وهي تُتمتم امام المرئه : خليكي قد قرارك يازهره ، هتفضلي عبيطه لحد امتا .. وكمان انتي مش لابسه الهدوم ديه لشريف انتي لبساها لنفسك .. ولا كان عجبك منظرك ببجاماتك الواسعه والعبايات اللي كنتي بتلبسيها ليه
ياشيخه في حد لسا بيقعد بعبايات ده انتي طلعتي هابله اووي علي رأي ريم
واستجمعت قواها أخيرا .. واتجهت نحو باب غرفتها لكي تخرج
الا انها عادت ثانيه تقف امام المرئه مره اخري .. كي تضع بعض مساحيق التجميل وقبل ان تمتد يدها نحو علبة المكياج هتفت قائله : لاء مش لازم مكياج
واستجمعت شجاعتها ، وكادت ان تخرج الا انها تركت مقبض الباب لتقف حائرة .. تنظر الي هيئتها بعدم تصديق
مُتذكره انها لم ترتدي قط ملابس مثل هذه حتي عندما كانت في بيت اهلها .. فكانت دئماَ مُتحفظه في ملابسها غير أختها جميله ..
وهمست بخجل لنفسها : اعمل ايه دلوقتي ياربي
فلمعت في ذهنها فكره لتبرق عيناها ، واتجهت نحو التصميم الذي عملت فيه صباحاً .. فأخذت اوراقها واقلامها
وفتحت الباب اخيراً لتخرج بوجه محمر .. لتجده يخرج من المطبخ يحمل كوب قهوته ويُحادث احدهم في الهاتف وهو يضع سماعات الأذن في اذنيه
لتقف امامه بأرتباك ، فطالعها بنظرات مُتفحصه .. ثم اشاح وجهه عنها غير مبالي بها
ليجلس علي الاريكه كي يُكمل مُحادثته التي لم تفهم منها شيئا بسبب جهلها لتلك اللغه التي عرفتها بكلمه واحده فقد كانت الايطاليه
ونظرت نحوه لتجده يجلس بثبات قد اعتادت عليه منذ خطوبته بها ، وشعرت بالأسي بأنه لا يُعيرها أي اهتمام .. حتي انها لم تجد في عينيه اي نظرات نحو ملابسها
فحادثت نفسها بضيق قائله : ماهو بقي متعود علي الهدوم ديه واكتر كمان، اومال انتي فاكره ايه
وألتف اليها بعدما انهي حديثه قائلا : مالك واقفه كده ليه
فأقتربت منه زهره بسعاده .. واخبرت نفسها بهمس قائله : قربي منه يمكن مش واخد باله منك ياهابله
ليضحك شريف داخله وهو ينظر الي حاسوبه علي سذاجتها وعقلها الذي لا يري فيه سوا عقل خام لم يلوثه شئ حتي الاعيب النساء لا يخبر صاحبته بها .. فزوجته مازالت تحمل صفات الفتايات اللاتي اوشكوا علي الانقراض
وشعر بأقترابها .. فلم يرفع نظره عليها ورغم انه كان يرغب في مُعانقتها وتقبليها بشده الا انه قرر ان يجعلها تنضج بمفردها وتتعلم كيف تُنشئ حياة خاصه بها وتُحارب من اجلها
فجلست زهره علي الاريكه الاخري وهي حانقه من ملامحه البارده وعدم اهتمامه او حتي مُجاملته لها
فألتف اليها شريف اخيرا، وهو يرفع احد حاجبيه
وقرر أن يلعب بها قليلا قائلا : بس غريبه اتخليتي عن بيجاماتك اللي شبه بيجامات الشويش ..وقررتي تتعاطفي وتلبسي الهدوم اللي رمياها في الدولاب
فأرتبكت زهره وجف حلقها من كلماته .. ليُكمل مُشاكسته قائلا وهو يتأمل هيئتها : مالك حاضنه الورق كده ليه ، ولا خايفه يتسرق منك ..
وضحك وهو يُتابع حديثه : ولا خايفه من حاجه تانيه
لتخفض زهره رأسها نحو الاوراق التي تحتضنها .. وابعدتها عنها سريعا قائله بأرتباك : اه
فنظر اليها بخبث قائلا : اه ايه
فهتفت زهره به بأرتباك : اه خايفه ليتسرقوا
وعندما أدركت ما تفوهت به ورأت أبتسامته الماكره وضعت اوراق الرسم جانبا ونهضت قائله بتعلثم : قهوتك بردت هروح اعملك غيرها
فطالعها شريف ضاحكا ، ونظر الي كوب قهوته قائلا : اهربي ، اهربي
فأسرعت زهره بخطاها .. كي تترك له المكان وتتجه الي المطبخ هاربه من نظراته والاعيبه .. فشهقت فزعاً عندما وجدته يجذبها من احد ذراعيها يُجلسها علي قدميه ونظراته تلتهمها...
يتبع بأذن الله
الفصل التاسع عشر والعشرون
كانت تتشبث بقمصيه بقبضتي يديها وهي تري نفسها بين ذراعيه وانفاسه تحرقها بهذا القرب الشديد،فأرخت يدها قليلا مُحاولة التملص من ذراعيه
فأبتسم هو قائلا : هوس ،بطلي مقوحه بقي يازهره
ورفع بأنامله نحو وجهها ليتحسسه بدفئ ..وهو يري نظرات الخوف منها
فطالعها بهمس : زهره بصيلي ،بلاش تغمضي عينك
لترفع زهره عينيها نحوه قائله بمشاعر هائجه : شريف ..انا
ولم يدعها تُكمل باقي عباراتها ، فضمها اليه بحنان ثم ارخي ذراعيه من عليها وهو يتنهد قائلا : زهره انا عمري ماهقربلك طول ماشايف في عينيك نظرة الخوف ديه ..
وانحني بشفتيه ليُقبل خدها بدفئ هامساً : أدخلي اوضتك نامي يازهره
وتركها تنهض من علي قدميه ، فوقفت تتحسس وجهها الذي احترق بحرارة هذه المشاعر ..وطالعته بنظرات حب لتفهمه لها
وقبل ان تفر من أمامه وتتركه ك كل مره ، انحنت بجسدها تُقبل طرف شفيته .. وركضت نحو غرفتها كي لا تري نظراته التي تُربكها .. ليعلو وجهه ببتسامه عاشقه لأفعال زوجته
ورن هاتفه في تلك اللحظه ، لتقف هي ساكنه في مكانها قبل ان تردف الي حجرتها .. فتسمعه يُحادث جيداء
شريف :قولتلك مش فاضي ياجيداء
ليأتيه صوت جيداء الباكي وهي تُخبره : انا في مشكله كبيره ياشريف ، ارجوك متسبنيش لوحدي
وعندما شعر شريف بحاجتها الحقيقيه اليه ، نهض من مكانه
ووقف يُحرك أصابعه بتشتت في خصلات شعره وهو يهتف : بتقولي انتي فين ؟
وانهي اتصاله معها سريعا ، وذهب نحوه حجرته واعين زهره تُطالعه بقلق .. لتركض بتجاه غرفته وهي تتسأل : انت هتروح ليها دلوقتي
فطالعها شريف بنظرات صامته وهو يتنهد قائلا : زهره انا مش فاضي لأسألتك ديه دلوقتي
ومدّ بيده نحو مفاتيح سيارته ، لتقع عيناه عليها فوجدها تُطالعه بأعين حزينه ..
فتنهد قائلا وهو يقترب منها يحتوي وجهها بين راحتي كفيه : جيداء في قسم البوليس يازهره ، وهي في مشكله دلوقتي
وعندما فهمت سبب ذهابه اليها ، حركت رأسها اليه بتفهم قائله : لاء خلاص روحلها ، هي أكيد دلوقتي محتاجاك
فطالعها شريف بنظرات حانيه ، ثم ذهب وتركها وهو يُدرك بأنها تستحق الصبر .. فيكفيه برأتها تلك
...................................................................
جلست نهي بجانب هشام تخبره عن حبها اليه ،وانه اغلي مافي حياتها ..فأحتضنها هشام بحنان وهو يقرب وجهه من وجهها لينظر في عينيها قائلا : انا مستهلش حبك ده يانهي
لتقترب منه بوجهها لتُقبل بشفتيها كل أنش فيه قائله بعشق : انت كل حاجه في دنيتي ياحبيبي ، وانا راضيه بحبك ليا .. حتي لو كان اقل من حبي ليك
ومسكت بيده لتضعها علي بطنها قائله : نفسي تطلع شبهك اوي ياهشام
لتلمع عين هشام ببريق من الدموع وهو يكرهه نفسه أكثر ..فكسره لزهره ووجعه لها .. أصبحوا يجعلوه لا يشعر بالسعاده في حياته ومع زوجته التي تعشقه وكأن هذا عقابه لما دمره من قلب برئ ..
وقرب نهي بذراعيه لحضنه... ليقبلها بقوه وهو يهمس بعد أن شعر بحاجتها للتنفس
فتأملته نهي بحب .. وامسكت بكفيه تقبلهما قائله بشعور غريب : خليك فاكرني ياهشام ، اوعي تنساني
فطالعها هشام بقلق وهو يستمع لهذيانها في الحديث .. كلما أقترب موعد ولادتها وضمها لصدره قائلا : هووس ، متتكلميش .. خليكي في حضني بس
...................................................................
عاد بأرهاق بعد ليلة طويله قضاها مع جيداء في أخراجها من ورطتها ثم تهدئتها .. ليلقي بمفاتيحه وهاتفه جانبا ونظر الي ساعة يده فوجد ان الساعه اصبحت الثالثه صباحاً ..
واتجه نحو غرفته كي ينعم بقليل من الراحه ، ليقف مصدوماً مما رأه
فقد وجدها نائمه في غرفته وشعرها مفرود بجانبها، ليتنهد قائلا : اكيد نمتي وانتي مستنياني يازهره
واتجه ناحيه فراشه وهو لا يُصدق بأنها علي فراشه .. فقد لعن نفسه كثيراً بأنه تركها تنام بغرفه منفصله .. ونظر الي وجهها الصافي وهو يتنهد : مش عارف أنا ليه بصبر عليكي يازهره
ومدّ بكفه ليلامس وجهها قائلا : مكنتش فاكر اني ممكن اتعلق بيكي واحبك كده .. بس انتي فيكي شئ غريب اووي كنت مفتقده في حياتي
ونهض من علي فراشه بتثاقل ، ليأخذ ملابس اخر يرتديها
وعاد لفراشه ثانية ليجدها تضم ركبتيها في وضع الجنين
فتمدد جانبها ثم مد ذراعه ليجذبها نحوه .. لينعم بدفئها بين ذراعيه
وقبل ان تغفو عينيه ظل يُحدق بها للحظات وهو يتأمل ملامحها الساكنه
...................................................................
فتحت عينيها دون تصديق بعدما تذكرت أين رأته
لتنهض من نومتها وتجلس علي فراشها قائله : ازاي نسيت موضوع الشخص اللي كانت زهره بتحبه ..
وظل عقلها يدور لتتأكد من صحة ما تذكرته ..
مُتذكره حديث والدته انه يعيش بشرم الشيخ ولديه مُنتج سياحي ضخم .. لتبتسم بشرود وهو تسرح بعلقها في ذلك اليوم عندما رأت أختها تُحادث احدهم وكأنها تعرفه معرفه سابقه .. وعندما سألتها .. أخبرتها بخوف عن معرفتها له بالصدفه
ثم اتبعتها الاحداث وهي تسبح بعلقها بخناقات والدتها مع أختها والتي دوما كانت تمنعها فيه من جلوسها علي الانترنت
واخذها لهاتفها لمرات عديده رغم أن اختها كانت دوماً فتاه عاقله...
وهتفت بصدمه : مش معقول يكون هشام هو الشخص ده
ورفعت أحدي حاجبيها قائله : ده انتي طلعتي داهيه يازهره ، لو فعلا كنتي بتحبي هشام
...................................................................
تنهد حازم بتعب وهو يتذكر حديث خالته ، في استعجالها له بأن يُتمموا الزواج سريعا .. ليمسح حازم بوجهه بتعب وهو يتذكر ذلك العريس الذي جاء لأخته الصغري واحتياجها لكل قرش يملكه من أجل ان لا يجعلها تنقص شئ كمثل باقي اخوتها
فهو منذ وفاة والديه واصبح كل شئ عبئ عليه ...
ولكنه شعر بالارتياح وهو يري بأن رسالته قد اوشكت علي الانتهاء
فأخر العنقود سوف تتزوج ويطمئن عليها ..واخيه سيتخرج من الجامعه اخيراً وسيسافر من اجل بعثته... وعندما جائت صورة جميله بذهنه
تذكر جملتها بعدما سمعت بأن الاموال التي يضعها من اجل زواجهم في البنك .. سيسحبها لتجهيز أخته وسفر اخيه
لتخبره بأنها لن تنتظره ثانية وانها قد ملت من تضحياته التي لا تراها في هذا الزمن .. ورغم توبيخ خالته لابنتها لاشفاقه عليه
ولكن ماذا يفعل هل يتخلي عن اخوته وينسي وصية والديه له
ويفضل حياته عليهم ويتركهم
وعندما بدء عقله يتعبه من كثرة التفكير ، سحب علبة سجائره التي بجانبه واخذ يشعل واحده لينفث فيها دوامة افكاره
.................................................................
فتحت زهره عينيها بتكاسل وهي تشعر بأن جسدها مُحاصر
لترفع بوجهها قليلا لتري انها نائمه علي ذراعيه ويده الاخري تُطوقها من خصرها .. فتأملت ملامحه بحب وهي تهمس : حتي وانت نايم حلو
ورفعت يدها لتتحسس وجهه عن قرب لاول مره وهي مُغمضة العينين .. وعادت الي وعيها سريعا
ففتحت اعينها بخجل .. ومسكت يده لتبعدها عن جسدها وعندما بدأت ترفع رأسها كي تنهض من جانبه طوقها بذراعيه اكثر وهو يهمس بجانب اذنيها قائلا : عايزه تهربي قبل ما اصحي من النوم يازهره
فحركت زهره رأسها لحاجتها للتنفس .. حتي أبتعد عنها قائلا : صباح الخير
فرفعت زهره بوجهها نحوه بخجل بسبب غفيانها علي فراشه : صباح النور
وهتفت قائله : هقوم أصلي واحضرلك الفطار
وما من ثواني حتي وجدها هبت واقفه من علي الفراش ، لتتعلثم قدميها فتسقط ارضا .. فطالعها هو ضاحكاً
فتأملت نظراته الضاحكه بحنق ، ونهضت قائله وهي تهرب من امامه بعبوث طفله :اظن انه عيب تضحك عليا
فحدق بها ببتسامه واسعه ووضع بيده اسفل رأسه ليتمدد علي فراشه بتكاسل
...................................................................
وقفت مريم امامه وهي تعطيه بعض الاوراق قائله : اتفضل
لينظر اليها حاتم بهدوء عكس ماكان يفعله معها سابقاً وتنهد قائلا : مكنتيش بتيجي الشغل ليه الايام اللي فاتت
فنظرت اليه مريم بتنهد قائله : ظروف
لينهض حاتم من علي كرسيه وهو يُطالعها بنظرات مُتفحصه . وهمس قائلا : ليه يامريم مقولتليش انك ارمله
فرفعت وجهها نحوه بجمود قائله : اظن ده شئ ميخصش حضرتك في حاجه .. انا عايزه ارجع القسم بتاعي لو سامحت او اقدم استقالتي خالص شوف اللي يريح
فتأملها حاتم بنظرات مصدومه ، فبعد ان تخلي عن جموده وصرح لها بحبه اليها وهو لم يفعلها قط مع امرأه
ترفضها بهذه الطريقه .. فضم قبضه يديه ليقول بجديه :
مافيش مشكله انك تقدمي استقالتك ،كده كده انتي هتكوني مراتي وانا محبش مراتي تشتغل
لتُحدق مريم بوجهه وهي لا تُصدق ماتفوه به بمنتهي الوقاحه ، ونظرت اليه قائله : مراتك ، ده مستحيل
وتركته وانصرفت نحو مكتبها وهي زاعمه بأن تترك عملها معه
...................................................................
قصت جميله لصديقتها كل شئ اخبارها به حازم
لتنظر اليها صديقتها قائله بخبث : حازم ده مبيحبكيش ياجميله ، هو هيفضل لحد امتا ركنك علي الرف كده
لتخرج جميله علبة سجائرها .. فتنظر اليها منه بسعاده وهي تراها نسخه شبيها منها قائله بصدمه مصطنعه : ايه ده انتي بتشربي سجاير ياجميله
فطالعتها جميله بلا مبالاه وهي تنفث دخان سيجارتها التي لم تعتاد عليها قائله : قولت اجرب ، اشمعنا انتي
فضحكت منه وهي تولع سيجارتها قائله : اوه جميله بنت الناس المحترمين بتشرب سجاير ، لا ده انتي اتغيرتي خالص
فبدأت جميله بالسعال ، وتنهدت قائله : ايه ده ..ديه بتقطع النفس يامنه ، انا شكلي هبطلها من دلوقتي
لتنظر اليها منه بخبث وهي تنفث دُخان سيجارتها هي الاخري بأستمتاع وابتسمت قائله : بكره تتعودي عليها ، واه حاجه بنطلع فيها قرفنا يابنتي
واكملت بخبث قائله : قوليلي بقي هتعملي ايه مع حازم
لتنظر اليها جميله بهدوء وهي تفكر : هطلق من حازم يامنه .. انا ندمت اني وقفت علي فكرة كتب الكتاب ديه
بس هي ورقه لا جابت ولا راحت وخليه يعيش بقي دور المُضحي
فطالعتها منه دون تصديق وهي تري ان هدفها بدأ يتحقق في ان تجعل صديقتها تخسر حب عمرها الذي عاشت سنون طويله تقرفها بقصته دون ان تشعر بيوم بأحتياجها هي للحب ايضا ..
وتنهدت منه قائله بضمير لاول مره نحو جميله رغم انها تستحق تلك الحياه المُقبله عليها قائله : بلاش تسرع ياجميله ، وافتكري ان حازم هو حب عمرك
لتنظر اليها جميله بنظرات مُتفحصه ، مُتذكره بداخلها بديلها الجديد الذي ستحصل عليه مهما كلفها الامر
...................................................................
نظرت زهره للأوراق التي امامها بشرود .. مُتذكره بأنها لما تسأله عن المشكله التي حدثت لجيداء وذهابه اليها
وكاد الفضول يحرقها ..فنهضت من فوق كرسيها واتجهت نحو الخارج لتذهب اليه في الطابق العلوي ..كي تراه
ليُقابلها رامز ببتسامته الودوده قائلا :ازيك يازهره
فأبتسمت زهره قائله بمرح : انا بقيت عامله توكيل عندكم هنا
فضحك رامز علي حديثها قائلا : الشركه شركتك تنوريها في أي وقت
فطالعته بصدق قائله : انت ومستر عمران بتحسسوني اني لسا في مصر وسط اهلي الطيبين .. وهمست بصوت منخفض : هو ليه الناس هنا بادرين كده
فأبتسم رامز وهو يهمس بنفس الخفوت : وموطيه صوتك كده ليه
لتُطالع المكان حولها قائله : مش عارفه
ليضحكوا الاثنان معاً .. ونظرت اليه قائله : هروح اشوف شريف ، عن اذنك
فيقف رامز متطلعاً اليها وهو يهمس : لاء انا لازم اسأل شريف لو زهره عندها اخت او بنت عم او خالها حتي بس شبهها ..
والتف حوله لينظر للموجدين : واه اتجوز زي شريف بدل ماانا عازب كده
...................................................................
رحبت بها اميلا بنظراتها البشوشه وقبل ان تخبرها عن وجود جيداء معه .. امسكت زهره مقبض الباب لتفتحه قائله بمرح اصبحت تفعله من اجله: انا جيت
ولكن الصدمه قد ألجمتها وهي تري جيداء في حضن زوجها
لينظر اليها شريف بعدما ابعد جيداء عنه .. فوجدها واقفه ساكنه من الصدمه وقد أخبره شحوب وجهها بأنها بالتأكيد فهمت وضعهم خطئ .. فجيداء كانت تقف أمامه ينصحها بأن تحترس قليلا وعدم تهورها
فوجدها ترتمي عليه ببكاء وهي تخبره عن حاجتها لاي احد بجانبها فهي أصبحت تخاف من عودة خطيبها السابق
فتنحنحت جيداء بسعاده وهي تري معالم وجه زهره المصدومه ، وسحبت حقيبتها وهتفت قائله قبل ان تُغادر الغرفه : زهره أزيك
فظلت زهره واقفه بمكانها دون رد فعل وهي تُحاول ان تستجمع مارأته .. وعندما لم تسمع جيداء رد منها انصرفت سريعا بنصر
فأقترب شريف منها ليُخبرها بحقيقة الوضع .. وجاء يسحب يدها ليحركها نحو احد الارائك كي تجلس .. فأنتفضت مذعوره من لمسته قائله : سيب ايدي
فطالعها شريف بتنهد قائلا : زهره بلاش تفسري حاجه غلط وخليني أشرحلك
فهبطت دموعها وهي تُطالعه بتهكم لبروده هذا وكأنه لم يفعل شئ .. وصرخت بوجهه قائله : كانت في حضنك وانا فهمت غلط .. تصدق صح
ونطقت دون دوعي : انا ازاي صدقتك ، وصدقت انك بقيت بتحبني ونسيت حبيبتك القديمه.. انت كنت بتمثل عليا عشان تاخد مني اللي انت عايزه
فوقف شريف مصدوما مما سمعه منها فهو لم يصدق بأنها تري حبه لها تمثيلا وانه يفعل ذلك من اجل رغبته في جسدها
فزوجته الحمقاء تظن بأن حقوقه الزوجيه التي عافها منها حتي تعتاد عليه .. يريد اخذها بتمثيله عليها
رغم انه ان اراد فعل شئ .. فلا احد سيمنعه ولا سينتظر كل هذه المده
فحرك يده علي وجهه .. ليسمعها تهتف ثانية : محدش فيكم مخلص ، كلكم زي بعض
ليرفع شريف كفه عن وجهه .. وهو يشعر بأن صيغة جمعها موجها اليه والي من خذلها
واخيرا اقترب منها وامسك بيدها ليضغط عليها بقوه وهو يسحبها خلفه قائلا : مش اللي منعني عنك التمثليه اللي بمثلها عليكي ،ماشي يازهره انا بقي هاخد حقوقي منك حتي لو بالغصب
يتبع بأذن الله
***الفصل العشرون
وقفت مذهوله تُطالعه بصدمه وهي لا تُصدق بأنه جاء بها الي شقتهم .. ليُنفذ تهديده..فأرتجفت اوصالها وكادت ان تسحب يدها من قبضة يده القويه ... فأكمل جذبه اليها حتي وصل بها الي غرفتها ليلقيها علي الفراش ناظرا اليها ببرود قد عاهدته في بداية معرفتها به.. وكأن كلماتها الاخيره قد اعادت شريف القديم مجدداً
لترفع وجهها نحوه وهي تُحاول ان تعتدل في وضعها قائله بخوف : شريف انت هتعمل فيا ايه
فترك هو ماكان يبعث به ، وألتف اليها بتهكم قائلا : هكمل التمثليه اللي بمثلها عليكي .. واه صدمتك في الرجاله بدل ماتبقي واحده تبقي اتنين
فهبطت دموعها وهي لا تُصدق ما تفوه به للتو...لتجده يقذف نحوها احدي الثياب التي قد جلبها لها قائلا : قومي البسي ده .. وابسطيني
وطالعها مُتهكما : خلينا ننهي التمثليه ديه
فوقفت امامه ونظرت اليه بأسف قائله : أنا أسفه
فلم تجد منه سوا نظراته الجامده .. قائلا قبل ان يخرج من غرفتها : عشر دقايق الاقيكي جاهزه .. سامعه
فأرتجفت يديها وهي تنظر الي ذلك القميص العاري الذي يريدها ان ترتديه عقابا لها بما تفوه به لسانها في لحظة غضب
ليقف هو خارجاً .. تأكله الغيره وهو لا يُصدق بأنها رأته كحبيبها السابق فنطق بضعف قائلا : لسا فاكراه يازهره ، محدش بيفتكر حد الا لو كان ..
وقبل ان يُكمل باقي عباراته .. تنهد بغضب وهو يُفكر في
تأديبها
.................................................................
كانت ستتجه نحو فراشها تُمثل بأنها نائمه حتي يهدأ من نوبة غضبه .. ونظرت الي قطعة الملابس التي بيدها وكادت ان تخفيها في دولاب ملابسها .. الا انها سمعت صوته الغاضب يُخبرها
شريف: العشر دقايق قربوا يخلصوا يازهره ، لو منفذتيش اللي طلبته منك متجيش تلومي غير نفسك بعد كده
لتخلع زهره ملابسها سريعا دون تفكير .. وما من دقيقه واحده كانت تلبس ماطلبه منها ،ونظرة الي جسدها بصدمه
فرفعت بكفها نحو فمها وهي لا تُصدق انها فعلت ماطلبه منها
وسمعت تحريك يده لمقبض الباب ، فظلت تُطالع الباب وفراشها بنظرات خائفه
حتي وجدت نفسها تركض نحو فراشها ، تسحب غطائه لتُغطي به جسدها من ذلك الخزي الذي تشعر به
ليردف هو داخل الغرفه ، ناظراً اليها وهو مصعوقاً مما رأه
فقد كانت تتشبث بمفرش الفراش بقوه وشفتيها ترتجف من الخوف
ليقترب منها شريف مُتطلعا اليها بنظرات خبيثه قائلا بمكر :مالك خايفه كده ،هو انا لسا عملت حاجه
وعندما وجدها تنظر اليه بعينين راجيه ،شعر بأنه قد هدأ منها ..فهو مازال لا يُريد اجبارها علي شئ ..ولكن اراد أن يُأدبها قليلا ويُثبت اليها ان تقربه منها ورفقه بمعاملته لها
كله نابع من حباً لا يعلم متي قد وضع في قلبه نحوها .. فكل ماكان يرغب به معها حياة جديده ..حياة تجمعها الموده والرحمه ..حياه تعرف معني العطاء ..
فهمست زهره بأستعطاف وهي تره ينظر اليها بنظرات شارده ،الا ان وجدته يُلقي ساعته بأهمال ثم بدأ يفك كل زر من ازار قميصه بتمهل وهو يُدندن ببرود
فأنطقت زهره بتعلثم :ارجوك ياشريف بلاش ..
ثم اجهشت في البكاء وهي تراه يقترب منها لتهمس : انت هتعمل فيا ايه
ليضحك شريف علي عباراتها هامساً بصوت لم تسمعه :يارب صبرني ،انا يوم مااتجوز اتجوز واحده مُتخلفه عقلياً
فغطت زهره وجهها بباقي المفرش الذي تتشبث به ، لتجده يلتقطه بيده ويلقيه بعيدا
فأنصدمت من فعلته وشهقت بفزع وهي تري نفسها امامه وجسدها لا يستره الا تلك القطعه الشفافه
ووضعت بيدها علي وجهها كي لا تري نظراته اليها ، لتسمعه يهمس بالقرب منها : لسا بتحبيه يازهره
فأخذت زهره تُحرك رأسها برفض ، وأنفاسه تقترب منها
تحرقها من الخجل وهو يُتمتم : مدام الاهتمام والحب بيتفهم تمثيل ..يبقي الاحسن
وأراد ان يُكمل عباراته ويخبرها بأن يصبح نسخة أخري ممن خذلها في الماضي
فأرتمت بين ذراعيه قائله بخوف : الله يخليك ياشريف ،اوعي تتغير انا مصدقت احس ان الاحلام ممكن تبقي في يوم حقيقه
ورغم غضبه منها ،ضمه بذراعيه ليسمعها تهمس بضعف :
انا اسفه علي كل لحظه كنت بعيده فيها عنك
فأبتعد شريف عنها ،لينظر الي عينيها الباكيه ، ومسح وجهها بأنامله .. فزوجته الغبيه قد ألجمت غضبه بمنتهي البساطه عندما أرتمت بين ذراعيه وجعلته يشعر بأن رغم خوفها منه هو مازال أمانها
وكاد ان ينهض بعيداً عنها ويتركها .. الا انه وجدها تضع بيدها علي يده وكأنها تمنعه فنظر الي عينيها ليجدها ليست برافضه بل راغبه وبشده فيه كما يرغب هو فيها
فأنحني عليها ليُقبلها بدفئ وحنان .. الي ان شعر بأستجابتها نحوه ...لتكون هذه اول ليلة لرابط حبهم
...................................................................
نظرت فرحه الي حازم بنظرات مُمتنه وهي تراه يُعاملها بلطف ، شعرت وكأنه يعوضها عن غياب حبيبها ولكن تلك الدبله التي يرتديها في اصبعه جعلتها تشعر بأن ذلك القرب لا تستحقه فهو ملك لأمرأه أخري ..
ليرفع حازم احد حاجبيه قائلا ببتسامه حنونه : مالك بتبصيلي كده ليه
فطالعته فرحه بخجل وهي تلوم نفسها علي افعالها الحمقاء دوما معه ، ولكن ماذنبها فهي من يوم ان رأته
وجدت فيه روح مُماثله لنصفها الذي تركها في بداية الطريق ورحل
فشعر حازم بتخبطها وادرك ماتُعانيه ، فحكايتها ولدت لديه نحوها مشاعر مُشفقه ..
لتُحرك فرحه رأسها وهي تنهض من امامه قائله : انا هروح اجيب ليا قهوه ، اجبلك معايا
فتمتم حازم بأرهاق : ياريت ..
فطالعته هي بابتسامه صادقه وكادت ان تُغادر حجرة مكتبه .. لتنصدم بها جميله .. مُتطلعه اليهم بنظرات غاضبه
فرفعت فرحه وجهها نحوها بأسف .. وأنصرفت سريعا من أمامهم
لتقترب جميله من مكتب حازم مُصفقه بكلتا أيديها قائله : هايل يابشمهندس .. قول انك خلاص لقيتلك بديل
ليمتقع وجه حازم من نبرتها المُتهكمه وجعلها ديما له بأنه المُذنب في فتور علاقتهما .. فوجدها تنظر اليه قائله :
عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم ،ياريت بعد ماتخلص شغل تقابلني في المكان بتاعنا
فطالعها حازم بجمود وهو يشعر بأن مُقابلتهم تلك لن تكون شيئاً هيناً وهتف قائلا : خير ياجميله هانم
فضحكت جميله علي استعالجه للامر الذي سينهي كل شئ بينهم ورفعت بكفها مودعه له قائله : لما نتقابل هتبقي تعرف
وخرجت وهي تُفكر في نهاية علاقتها بحازم
وطالعت فرحه التي جاءت تحمل اكواب القهوه مُتجها نحو مكتب حازم
فأوقفتها قائله ببرود : علي فكره انا خطيبته ومكتوب كتابنا كمان ، ياريت تحلمي علي قدك ياشاطره
لتنظر اليها فرحه بوجع .. فتتركها جميله وعلي وجهها نظرات مُبتسمه
...................................................................
اخذ يُمرر بأنامله علي وجهها بحنان وهي نائمه علي ذراعيه
لا يُصدق بأنها نائمه بين احضانه واصبحت الان زوجته حقاً
ليُمرمغ وجهه في شعرها المشعث عليه هامسا بجانب اذنيها : كان لازم اقلب وشي ليكي ،عشان اعرف انك بتحبيني كده
وبدء يُقبلها علي وجهها بحنان وهو يتنهد بحب :هتصحي امتا ياكسلانه
ورغم انها لم تكن نائمه ، الا انها اردات ان تشعر بلمساته الحانيه دون خجل من نظراته التي تُربكها دوما وتسمع حديثه الذي يُشعرها بالخفقان
وكاد أن يرفع شريف الغطاء من عليها فوجدها تفتح عينيها سريعا،ليضحك بمكر قائلا :قولتلك مليون مره متلعبيش معايا يازهره
وقبلها من عنقها ،ليهمس بجانب اذنها قائلا بخبث : مبروك يامدام
لتغمض زهره عينيها بخجل ،وهي مازالت غائبه في كل ماحدث بينهم
وانقلبت الرياح لتصبح عاصفه هائجه!
...................................................................
استمع حازم الي عبارات جميله بصدمه ،وارتعشت يده وهو يرتشف من فنجان قهوته ..ليبتسم بألم قائلا : عايزانا ننفصل ياجميله
لتتنهد جميله بأرتياح قائله : ياريت ياحازم ..واه كل واحد فينا يشوف حياته
فهتف بها حازم دون وعي : طب وحبنا ، وحبي ليكي طول السنين ديه كلها خلاص ضحيتي بيه
فطالعته جميله ببرود وهي تتناول كأس عصيرها قائله : حكايتنا اتنتهت ياحازم ، زي ماقصص وحكايات كتير بتنتهي
ليتأملها حازم بتهكم قائلا : عندك حق ياجميله
وقبل ان ينهضوا سويا من اجل أنهاء كل شئ .. تنهدت جميله قائله : ياريت ماما وبابا ميعرفوش باللي حصل ياحازم
ليبتسم اليها حازم بمراره قائلا : حاضر يابنت خالتي
...................................................................
اقتربت نهي من والدها لتري من هي زوجته المصونه التي اختارها وعاد بالتو بها بعد ان قضي معها شهر عسلهما
لتقف مصدوما وهي تسمع صوت لم تنساه يوما .. واقتربت منها تلك المرأه وهي تتعلق بذراع والدها : اهلا يانهي نورتي بيتك
لتصرخ نهي بها قائله : انتي ازاي هنا ،اطلعي بره
فيُعاتبها والدها : عيب يانهي ديه مراتي
لتتذكر نهي شماتت تلك المرأه عندما جعلتها مُدمنه للمخدرات والسُكر ولولا حبها لهشام وقربه منها لكانت ظلت في المصحه طيلة عمرها ،فوجود هشام جعلها ترغب بالحياه من جديد بعد ان ظلت ضائعه مع اب لا يهمه الا متعته
وصرخت بجمود: انت ناسي عملت فيا ايه
واقتربت من والدها لتُطالعه بنظرات جامده : قدرت تخدعك ازاي ياصالح باشا ، ها فهمني ولا خلاص نزواتك بقيت اهم عندك من كل حاجه
ليهدئها صالح بعدما اصرف زوجته الجديده بعيدا قائلا : ياحببتي ده ماضي وانتهي وانتي اه الحمدلله بقيتي كويسه
وشيري اتغيرت زيك .. مش ديه برضوه كانت صاحبتك ياحبيبت بابا
لتُحرك نهي رأسها برفض وهي تسمع تبريرات والدها لغفرانه للمرأه التي دمرتها وجعلتها تُعاني عام كاملا بالمصحه .. ووضعت بيدها علي بطنها بتعب قائله : انا عمري ماهسمحك علي اللي وصلتني ليه ، ديه اخر مره هتشوفني فيها هنا ياصالح باشا
وذهبت وتركته وهو يقف مصدوماً من رد فعلها ، لتقترب منه تلك الاخري قائله بدلال : هنسهر فين النهارده ياحبيبي
...................................................................
وضعت بأستقالتها امامه وهي تخبره قائله : اتفضل
فنظر حاتم لورقة استقالتها دون اهتمام وتركها جانبا ..
لتُحدق به بنظرات جامده وهي تري بروده قائله : اظن وجودي هنا انتهي
ليبتسم حاتم قائلا ببرود: لسا قدامك 15 يوم من بنود التعاقد ياأستاذه لحد اما نلاقي بديل
ورغم ان طريقه حديثه معها جعلتها تشعر بأن هذا الرجل كتله من البرود والجليد معاً
وهتفت بغضب قائله :صبرني يارب، علي العموم 15 يوم مش هتعمل حاجه
وانصرفت من امامه وهي تسبه لوقاحته وبروده ، فأبتسم وهو يرفع هاتفه ليأتيه صوت احدهما : النهارده ياحاتم باشا هبلغها بطلبك ومتقلقش احنا عمرنا ماهنلاقي نسب احسن منك
...................................................................
ضمها اليه بحنان وهو يخبرها: هناخد اجازه يومين يازهره
لترفع زهره وجهها نحوه ناظره اليه بسعاده : بجد ياشريف
فهمس اليها بدفئ وهو يُقبل وجنتيها بحراره : عايز اقضي اليومين دوول....
واقترب من اذنها ليخبرها بالمكان الذي يرغب فيه .. لتغمض عينيها بخجل قائله : انت قليل الادب علي فكره
ليقهقه هو عاليا وهو يُخبرها بمشاكسه : وايه الجديد ، ماانا عارف
فهمست بخجل : انت وجودك هنا اثر عليك
فضحك قائلا : لو زوجه زيك كده وراجل مؤدب .. الحياه متنفعش ياحببتي .. كده البشريه هتنقرض
لتفهم مقصده ،وتضرب صدره بقبضه يدها وهي تُحاول الابتعاد عنه
ليجذبها هو اليه قائلا بخبث : رايحه فين ،ده احنا لسا الكلام بينا طويل
وقبل ان يغيبها معه في عالمهم ،همست برجاء : انا عايزه اسافر ماليزيا ياشريف ..
ليبتسم اليها شريف وهو يضمها اليه بحنان قائلا : حاضر ياحببتي
وداعب وجنتيها بأنامله وهو يخبرها بدعابه : بطلي رغي بقي ، انتي بترغي كتير كده ليه
ليضحكوا سويا ، ويذهبوا لعالم يُرفرف اليهم وحدهم
..................................................................
امسكت جميله حاسوبها وهي تُغير اسم حسابها الشخصي الذي لا يعرفه احداً واخذت تبحث عن اسم هشام
حتي نفذ صبرها ،لتتذكر فارس وقرابته منه ... ومن وسط هؤلاء اخيرا وجدته لتعرفه من صورته الشخصيه وهو يقف بوسامته وهيبته التي لا تقل عن شريف شيئاً ولمعت عيناها وهي تُتمتم : ماهو لشريف لا هشام يازهره وانت اختاري بقي مين فيهم
وفتحت حسابها لتبعث له طلب صداقه بأسم اختها ..
ثم بعثت اليه برساله تخبره بحبها وشوقها اليه ،وان زواجها من اخيه مجرد غلطه
ولمعت عيناها دون تصديق وهي تري ان هشام قد فتح محتوي الرساله .. لتتأكد شكوكها بأنه كان حبيب اختها السابق ويبدو انه مُتلهف عليها ومازال يُحبها
وبرقت عيناها بوميض النصر وهي تراه يخبرها دون تصديق : انتي ايه اللي بتقوليه ده يازهره ، شريف ميستهلش منك كده ..انا فعلا لسا بحبك بس للاسف انتي مرات اخويا دلوقتي
لتغلق جميله الحساب وهي تتنهد براحه ،فأخيراً قد علمت كيف ستبدأ طريقها بعد ان حصلت علي طلاقها من حازم
.................................................................
نظرت مريم الي والدتها بصدمه وهي تخبرها عن موافقتها هي ووالدها علي حاتم
لتتنهد مريم قائله : زمان مقلتش ليكوا لاء بس المرادي لاء ياماما ..
فتصرخ بها والدتها قائله : هتفضلي قاعده من غير راجل لحد امتا ، ومطمع للي يسوي وميسواش انتي متعرفيش العيله كلت وشي ازاي انا وابوكي وهما شيفينك عايشه بأبنك لوحدك وبتشتغلي
وظلت تخبرها والدتها عن الاقاويل في شرفها حتي صرخت بها قائله بغضب : حرام عليكوا كفايه بقي ، سيبوني اعيش حياتي مع ابني
لتُطالعها والدتها بتهكم قائله :لو كنتي فاكره ان حبيب القلب ابن خالتك هيرجعلك تبقي غلطانه .. هو عايش حياته مع مراته وزمانه نسيكي ..فوقي بقي
حاتم الصاوي عمرك ماهتلاقي راجل زيه في ماله ومنصبه وعلاقاته ...
لتضحك مريم بأسي وهي تستمع لحديث والدتها وتعود بها السنون لتتذكر اليوم الذي كانت تخبرها فيه عن اشرف وعن ماله ومنصبه
...................................................................
لمعت عين زهره بسعاده وهي تري قدميها علي ارض المكان الذي دوما تحلم به .. ليقفل شريف باب الغرفه التي حجزوها في الفندق ليومين ..ناظرا اليها بحنان قائلا : مبسوطه
فنظرت اليه زهره بحب وركضت نحوه تضع برأسها علي صدره قائله : انا مش عارفه اقولك انا فرحانه قد ايه ياشريف ، ربنا يخليك ليا
ليبتسم اليها شريف بمكر وهو يُطالعها قائلا : طب ايه ، هنفضل نتكلم بس
فتبتعد عنه هي سريعا ، وهي تشعر بحراره جسدها من كلامه هذا .. لتتحرك في الغرفه بتوتر قائله : يلا نخرج ، انت وعدتني اننا هنتفسح بس اليومين دول
ليضحك شريف عليها وهو يُطالعها بنظراته قائلا : يوم ليكي ويوم ليا ... والنهارده اليوم بتاعي
فأبتسمت اليه بسعاده وهي لم تفهم مايقصده قائله : خلاص ماشي فسحنا النهارده زي ماانت عايز .. وبكره انا اختار
ليتفرس شريف معالم وجهها ويضحك بقوه ،غامزاً اليها بأحد عينيه قائلا : لاء انا مبحبش الفسح يازهره
واقترب منها كي يربكها اكثر هامساً : ها فهمتي !
...................................................................
ظل يسير في المشفي ذهاباً واياباً وهو ينتظر احداً ليخبره عن زوجته
ليخرج اليه احد الاطباء قائلا : مخبيش عليك مراتك حالتها صعبه ..
فطالعه هشام بخوف وهو يبتلع ريقه قائلا : لاء ارجوك اعمل حاجه ، انا مش عايز الطفله .. المهم عندي نهي
ليبتعد عنه الطبيب قائلا بأسف : مقدمناش غير الدعاء يااستاذ هشام .. واللي عايزه ربنا هيكون
وانصرف الطبيب عائداً الي غرفة العمليات ثانية
لتأتي اليه احدي الممرضات قائله : حضرتك لازم تمضي علي الاقرار ده
فنظر هشام الي الاقرار ، الذي سيختار فيه المُجازفه بحياة زوجته او طفلته وهبطت دمعه ساخنه من عينيه وهو يشعر بالعجز من كثرة التفكير لو حدث لنهي شيئاً
وتنهد بألم : اه يانهي اوعي تسبيني
يتبع بأذن الله
*****
الفصل الحادي و العشرون
وضع بوجه بين راحت كفيه وهو جاثي علي ركبتيه امام قبرها يبكي بحرقه قائلا : سامحيني يانهي ، سامحيني علي كل لحظه كنت أناني فيها .. عن كل لحظه مدتكيش الحب اللي تستهليه .. وأخذ يتنهد بحرقه وهو لا يُصدق بأنه اليوم قد دفنها لتتعالا صوت شهقاته بضعف وهو يتذكر حديثها معه قبل وفاتها بعد أن وضعت بطفلتهما
"خالي بالك من بنتنا ياهشام ، اوعي تكون معاها زي بابا .. متخليش الشغل ينسيك انك تكون اب ليها "..وتذكر عندما سقطت دموعها أمامه ليشرد في حديثها المتوسل وهي تخبره
"انا عارفه انك ممكن في يوم تتجوز "
ليمسك هو احد أيديها يُخبرها بحب لم يشعر به سوا عندما جاء للرحيل ميعاد قائلا : قومي يانهي اوعي تسبيني لوحدي ، اوعدك اني هعيش حياتي كلها اعوضك علي لحظه وجعتك فيها...
فكان حديثها الراجي هو من قطع توسلاته لتمد يدها فتمسح دموعه بأناملها المرتعشه قائله :هيجي يوم وقلبك هيضعف لواحده ، وهتكمل حياتك معاها لان ديه الحياه .. بابا كان بيقول كده وكمل حياته بعد ماما واتجوز بدل الواحده
وضحكت بألم وهي تتابع حديثها قائله : كتير ميتعدوش ،ثم تنهدت وهي تبتسم : انا كنت حاسه بيه ، حاسه انه بيعاقب فقده لماما بالجواز .. احيانا افتقدنا لحاجات راحت مننا .. بيخليني نتصرف بجوع من غير تفكير ، بس للأسف بابا كان جوعه وجود ست في حياته وبس .. مش انسانه يكمل عمره الباقي معاها وتكون ام لبنته ..
واكملت بأخر أنفاسها المتقطعه :"لو في يوم حبيت واتجوزت .. اتجوز ام لبنتي قبل ماتكون زوجه ليك .. متخترش بأنانيه وتكون زي بابا ..ارجوك ياهشام اختار لبنتي ام صح من بعدي "
ليُحرك هشام جسده كله بألم وهو يمسح علي قبرها بيده قائلا بوجع : ليه يانهي سبتينا ، مكنش نفسك تشوفي نهي الصغيره ياحببتي ..
وتذكر طفلته التي وُضعت من ثلاثة ايام ،ولم تستطع والدتها بأن تراها بالسبب الغيبوبه التي دخلت بها ثم وفاتها التي كانت بالامس .. فهمس بضعف : محستش بحبك غير لما روحتي مني
وصرخ بأعلي صوته وهو يتنهد بحرقه : انا غبي ، غبي مبحسش بالنعمه اللي ربنا بيدهاني غير لما تروح .. ظلمت زهره لما علمتها معني الحب واستغليت حسن نيتها ووجعتها وظلمتك لما بعتها واشتريتك عشان احلامي وطموحاتي وعرض والدك ليا لما لقاكي مشدوده ليا وبتحبيني
بس والله ندمت .. ندمت .. وصرخ بقوه اكبر : اه
...................................................................
هبط شريف من سيارة فارس بتعب بعد رحله سافره من ماليزيا ثم الي فرنسا وعندما علم بخبر وفاة زوجة اخيه .. رحل ثانيا عائداً الي الوطن من أجل ان يكون بجانب اخيه ولكن تأخر رحلة العوده وعدم وجود حجز جعله يأتي بعد الدفن مباشره .. ليهبط فارس ايضا وهو يتنهد بأسف :
قالنا نسيبه ونمشي ، واه زي ماانت شايف الشمس قربت تغيب وهو لسا عندها
لتلمع عين شريف بألم .. اشفاقاً علي اخيه وشعوره به ورغم انه لم يعرف نهي الا يوم ان جائت لقضاء شهر عسلها مع اخيه في فرنسا واستقبلهما والمكالمات التي كان يطمئن فيها عليهما .. ولكنه شعر بأسي نحوها
فنظر شريف امامه ثم تحرك نحو مكان قبر زوجة اخيه
ولكنه توقف عندما وجده يخرج من مقبرتها بوجه شاحب وملابس يعلوها التراب
لُيسرع شريف وفارس نحوه .. فأقترب شريف منه لتمتد ذراعيه لاخيه
فأرتمي هشام نحوه وهو يهتف بضعف : مش قادر اصدق ياشريف ، نهي ممتتش صح ..
ليربط شريف بذراعيه علي جسد اخيه قائلا بأسف : الموت نهايتنا كلنا ياهشام ، وحد الله
فهمس هشام بضعف : لا اله الا الله ..
ثم بكي بوجع : بس الفراق صعب اووي
وتذكر يوم وفاة والده ليقول : قلبي اتوجع تاني ياشريف
ليُتابعهم فارس بعينيه بألم .. ويقترب ليربط علي ذراع ابن خالته قائلا : ربنا يرحمها ويصبرك ياهشام
...................................................................
جلست زهره وسط والديها بسعاده رغم حزنها لما حدث ورجوعهم مصر بسبب ذلك الظرف الطارئ .. ولكن سعادتها كانت بوجودها وسط أهلها اكبر
لتضمها والدتها لصدرها وهي تطعمها بيدها قائله : كلي الجلاش اللي بتحبيه يازهره ، ده انا نزلت ابوكي مخصوص عشان يشترهولك
لتبتسم زهره لوالدته وهي تمضغ الطعام قائله : كفايه ياماما حرام عليكي ، انا حاسه اني كنت جايه من مجاعه
ليضحك والدها وهي يضع بيده علي يدها قائلا بدفئ : والله علي عيني بعدك يابنتي ، انتي مبسوطه مع جوزك
لتنظر والدتها الي والدها قائله : ياراجل بتقول للبت مبسوطه مع جوزها .. احنا نلاقي زي شريف
ليرفع والدها أحد حاجبيه قائلا : انا مش عارف شريف عملك ايه .. ايه الحب ده
فتلمع عين والدتها بالرضي قائله : نظرتي في الناس عمرها ماتخيب ..
لتتذكر زهره الايام التي قضتها وغمرها بحبه وحنانه وتذكرت لمساته لها وقبلاته التي كانت كالهواء الذي ينعشها لتتنفس بحب وقد نسيت كل اوجاع الماضي حتي هشام قد نسته وأصبح شعورها اليوم نحوه هو شعور أسف عليها واشفاق لما حدث معه لتكون دعوتها له بالصبر دون ذكريات الماضي
وهمست بضعف وهي تنظر الي والدها قائله : شريف كويس معايا اوي يابابا .. وعمره مازعلني
فتمتم والدها بطيبه قائلا : ربنا يخليكم لبعض يابنتي ، وافرح بذريتكم عن قريب
لتنطق والدتها قائله : امين يارب
لتردف جميله للداخل في تلك اللحظه ، فتنهض زهره نحوها لمعانقتها بشوق قائله : وحشتيني اوي ياجميله ، مجتيش ليه مع حازم تخدويني من المطار
لتبعد جميله برفق أختها عنها وهي تُطالعها : ها ، مكنتش فاضيه ..
وتسألت : انتي مروحتيش مع جوزك ليه عند اخوه ، مش المفروض تكوني جانبه
لتهمس زهره بحزن قائله : شريف مش عايزني اتعب ، بعد ما وصلنا المطار واطمن ان حازم جيه ياخدني .. اخد طيارته التانيه اللي رايحه لشرم الشيخ عشان يكون مع اهله
لتنظر جميله لاختها بتفحص وهي لا تجد علي وجهها سوا علامات الفرح ، حتي وجهها اصبح يشع نوراً ..
فتفيقها والدتها قائله : مروحتيش تجيبي اختك مع حازم ليه
ليهتف والدها قائلا : ماقالتلك البنت انها مكنتش فاضيه ، روحي يابنتي غيري هدومك وتعالي اقعدي مااختك اكيد وحشاكي
فتتأملهم جميله بأعينها وهي تمسك حقيبة يدها لتسير ببطئ وهي تُفكر في كلام صديقتها منه
عندما اخبرتها عن ضربه الحظ بوفاة زوجه هشام
فكان ردها عليها : الكوره بقيت في ملعبك لتكرهي جوز اختك في اختك وتعرفيه الحقيقه او تلعبي علي هشام ياجميله
شعرت زهره بفتور اشتياق اختها نحوها وهي لا تعلم السبب
لتلتمس لها العذر بداخل نفسها : اكيد تعبانه من الشغل
ونظرت الي كل من والدتها والسعاده التي في أعينهم لتذهب نحوها وتعود لدفئهم ثانية
...................................................................
نظرت مريم لحاتم الجالس مع والديها بشرود وهي تتذكر نفس جلسة اشرف وثقته بنفسه حتي فرحة والديها .. والديها اللذين يرون الزواج علي شكل صفقه يحصل عليها من كان لديه المال ..
لتقترب منهم قائله ببرود : عن اذن حضرتك يابابا ممكن اقعد اتكلم مع استاذ حاتم شويه
فيعتدل حاتم في جلسته وهو يُطالعها بتفحص ، ويعلم سبب هذا الانفراض الذي تطلبه من والديها
لينهض والدها وهو يخبره والدتها بحزم : يلا ياام فارس خلينا نسيبهم مع بعض شويه
فتُطالع هي بعينيها ذهب والديها وهمست : اول شئ انا رافضه الجواز عموما ، واعتراضي مش عليك اعتراضي علي فكرة الجواز
وكاد ان يُقاطعها حاتم ، الا انها اكملت حديثها : انت عارف ان عندي طفل
ليُحرك حاتم رأسه قائلا : اكيد ، وابنك هيكون ابني يامريم
فهتفت بتهكم قائله : اشمعنا ديه عرفتها
ليفهم هو مقصدها قائلا بجديه : في الاول انا كنت فاكر انك ست متجوزه فأهتمامي مكنش هينفع.. بس دلوقتي اهتمامي بكل حاجه تخص حياتك بقي واجب عليا .. وغمز اليها بأحد عينيه قائلا : مش هتكوني مراتي ولا ايه
فترفع هي صوتها بحده قائله :لاء مش هكون وياريت تدور علي واحده تانيه غيري ، انا منفعكش
ونهضت من امامه لتتركه ، وهي تتخيل لو كان شريف لم يتزوج وجلس نفس مكان حاتم .. هل كان ردها سيكون هكذا
وضحكت بندم : اللي بيضيع مبيرجعش تاني يامريم!
..................................................................
اقتربت منه والدته بحزن وهي تراه جالس علي فراشه يشم الفراش الذي كان يضمهم .. فجلست بجانبه بحنان قائله : ادعيلها يابني ، حزنك ده مش هيعمل حاجه ..
ليهمس هشام بضعف : ادعيليها وادعيلي بالصبر ياأمي الله يخليكي
فتربط والدته بكفها علي كفه بحنو وهي تهمس بأسي وحزن علي زوجة ابنها التي احبتها كأبنتها : ربنا يصبرك ياحبيبي
وتنهدت قائله وهي تتذكر امر الرضيعه : مش هتقوم تشوف بنتك ، اختك وجوزها جبوها من الحضانه بعد ما طمنوا عليها
ليُحرك هشام رأسه برفض قائلا : مش عايز اشوفها ، اقولها ايه لما اشوفها اقولها بقيتي ياتيمه خلاص .. امك راحت
فتهتف والدتها سريعا : استغفر ربنا يابني ، اوعي تقول كده .. فين امانك بربنا وبرحمته
ليُتمتم هشام بندم : استغفر الله العظيم
...................................................................
جلست نسرين بجانب زوجها وهي تُطالع اخيها وابن خالتها الجالسين امامهم قائله : الحمدلله البنت نامت
فنظر اليهم فارس بأرهاق قائلا : النهارده كان يوم صعب اوي
لتُحرك نسرين رأسها بضعف .. وهي تهمس : ربنا يصبرك ياهشام ، من ساعه ماأخد العزا في نهي وهو مش قادر يصدق انها راحت
فيتنهد شريف وهو يتذكر اخيه عندما كان يستقبل العزاء بزوجته بجانب حماه الذي يقف مثله منهاراً علي ابنته ..
ليدخل في تلك اللحظه والد نهي صارخاً بعلو صوته : فين البنت ، فين نهي محدش هياخدها مني .. فين بنتي
ليقفوا جميعهم مدهوشين وهم يرون نوبة غضبه .. وثورة الصمت التي انفجرت الان ، ليسير بلا هواده ويتجه لاعلي غير عابئا بصوتهم .. ودخل احد الغرف ليجد حفيدته نائمه في فراشها الصغير .. لتلمع عيناه وهو يتأملها قائلا : نهي
وألتقطها بذراعيه من علب الفراش وضمها لصدره وخرج سريعا من الغرفه .. ليقف قبالته شريف قائلا بتنهد : واخد البنت فين ياأستاذ صالح
ليصرخ به صالح : محدش هياخدها مني
فيخرج هشام من حجرته ووالدته خلفه وهو مصعوقا مما يري ، ليقترب من حماه وهو يراه يحمل ابنته التي استيقظت للتو تبكي قائلا بصوت ضعيف : هات البنت ياعمي ، مش كفايه ضيعت امها وخليتها محرومه من حنانك
ليبكي صالح بألم : هعوض بنتها ، واخذ يُقبل الطفله بحنان وهو يهمس بندم : هربيها وهخلي بالي منها بس سيبوهلي .. ديه هي اللي فضلالي
فيشعر هشام بوجعه ويقترب منه أكثر ليربط علي كتفه بأشفاق : سيبلي بنتي ياعمي ، عشان منكررش حكاية نهي تاني واوعدك في اي وقت انت عايزها هجبهالك
ليمدّ صالح بيده بالطفله وتنهد بوجع : محفظتش علي بنتي ، ماتت وهي زعلانه مني .. قالتلي مش هتشوفني تاني
فيتطلع اليه كل من شريف ووالدته وفارس ونسرين التي وقفت بجانب زوجها مصعوقين مما كان يحدث .. لتلمع عينيهم بالأشفاق علي ما رأوا
...................................................................
جلست جميله في حجرتها وهي تُفكر كيف ستخبر والديها عن امر انفصالها بحازم .. لتبدأ حياة جديده ستُخطط لها
لتردف زهره الي الحجره التي كانت تضمها فاتحه زراعيها بسعاده : وحشتني الاوضه اووي
وجلست علي الفراش قائله : عامله ايه انتي والواد زومه ياجميله ، شكلك منكده عليه
لتبتسم جميله بسخريه قائله : لاء هو اللي منكد علي نفسه
ثم تنهدت بلا مبالاه قائله : جوزك هيرجع امتا مع اهله
لتنظر اليها زهره وهي تمسك هاتفها.. حتي لمعت عين جميله عندما رأت الماركه التي يحملها الهاتف قائله : جبتي امتا التليفون ده
فأبتسمت زهره بطيبه قائله : شريف ربنا يخليهولي جبهولي
فطالت نظرات جميله عليها ، ثم لمعت عيناها قائله : مش هتتصلي بجوزك تطمني عليه هو واخو جوزك ..
وتابعت بنبرة صوتها : اللي اسمه ايه .. اه اه افتكرت هشام
لينبض قلبها بخوف وهي تتذكر أن لحظه قرب هشام ثانية لا مفر منها .. وفجأه وجدت هاتفها يرن
لتنظر الي رقم المتصل بسعاده.. فتتأملها جميله لتري ما تطالعه ..
زهره : ده شريف
وهتفت به تحت نظرات جميله قائله : عامل ايه ياشريف ،واخبار وصمتت للحظات لتنطق اسمه
: وهشام عامل ايه
ليأتيه صوت شريف المُتعب : هشام ربنا يصبره يازهره ، انا اتصلت اقولك اننا راجعين بكره القاهره ان شاء الله .. عشان هشام مش قادر يعد هناك اكتر من كده
ويستمر حديثهم العادي لدقائق معدوده .. وتغلق الهاتف وهي شارده في قدوم هشام بطفلته الرضيعه ..ووجودها في بيت حماتها عندما يأتي زوجها
فأقتربت منها جميله قائله بخبث : مال وشك اتغير كده ليه يازهره
لترفع زهره وجهها لاختها قائله : اهل شريف راجعين بكره
فطالت نظرات جميله اليها وهي تُفكر في شئ .. قائله : طب كويس بكره اجي معاكي انا وبابا وماما عشان نعزيهم
...................................................................
أقتربت والدتها من فراشها قائله : شريف نام يامريم
لتنظر مريم لطفلها قائله بنعاس : انا هرجع شقتي بكره ياماما ، وماليش دعوه بكلام الناس
فتنهدت والدتها بتعب ، بعدما ظنت بأنها اقنعت ابنتها بالمكوث معها والضغط عليها لتتزوج من حاتم .. وتذكرت امراً قائله : لسا متصله بخالتك اطمن عليها هي وهشام
قالولي راجعين بكره .. اعملي حسابك هنروح من الصبح هناك عشان نكون جنب خالتك
وتابعت حديثها : اه صح وشريف هنا كمان ، واكيد هنشوف مراته اللي اتجوزها بسرعه ديه ولا كأن اهلها مصدقوا يخلصوا منها
لتقع تلك الكلمات علي مسمع مريم .. لتهمس قائله : ان شاء الله ياماما
واتكأت علي فراشها مُدعيه للنوم .. فتنظر اليها والدتها وقد شعرت بأن ابنتها مازالت تحتفظ بأمل رجوعها لشريف ثانية قائله بتنهد : تصبحي علي خير يابنتي
ونهضت من جانبها لتغلق النور وباب الحجره .. فهمست مريم بضعف : هشوف شريف ومراته سوا بكره
ووضعت بيدها علي قلبها قائله : تفتكر هتقدر تستحمل ..
فيعلن هاتفها في تلك اللحظه عن وجود رساله .. فتفتحها ونظرت الي محتواها لتجد مكتوب فيها
"قريب اوي هتكوني مراتي يامريم ، حاتم الصاوي لما بيعوز حاجه بياخدها "
...................................................................
جلس طوال الليل يُطالع صغيرته بألم .. وهو لا يُصدق بأنه اصبح دونها الان هو وطفلتهما .. ليلمس وجه الصغيره بأنامله بهدوء وهو يهمس : كانت نفسها فيكي اوي
ودمعت عيناه وهو يتذكر سنين عمره الماضيه منذ ان كان شابً تتهاتف عليه الفتايات لوسامته ..ويقعن بحبه الي ان جأت بذهنه زهره عندما تعرف عليها من مجرد زر الكتروني ورؤيته لها في رحله بالمصادفه ووهمه لها بالزواج واطفال اختاروا لهم أسمائهم .. الي ان عرض عليه صالح ان يتزوج ابنته التي تُحبه بجنون .. لتأتي لحظه زفافه والصور التي رأتها زهره له وهو في بذله زفافه وبجانبه نهي وقد صممت نهي بأن تجعلها علي صفحتهما الشخصيه معاً... ليسير الشريط ويجد نفسه يجلس وهو يُطالع طفلته بألم وقد رحلوا من احبهم .. زهره عندما جرحها واحبها رغم ذلك ونهي التي تركت له صغيرتهما ورحلت
..................................................................
عادوا جميعهم للقاهره .. ليكملوا باقي العزاء من قبل اقاربهم
فيردف شريف داخل حجرته بعدما رأها ولم تُحرك شئ بقلبه الذي اصبح ملكاً لاخري .. ونظر الي هاتفه ليتذكر صديقه رامز الذي هتفه امس طويلا ولم يُجيب عليه
ظلت تبحث عنه بعينيها لتوكظها والدتها قائله : مراته عرفت تنسيه ، خليكي فأحلامك ياخايبه
لترفع مريم وجهها الذي اخفضته أرضاً بعدما رأت سلامه البارد اليها وكأنه لا يحمل لها أي شعور سوا القرابه
وهمس بألم : ماما لو سامحتي
ثم نهضت من جانب والدتها لتتحجج ببحثها عن صغيرها قائله : هروح ادور علي شريف
بعدما انهي اتصاله مع صديقه .. نظر الي الساعه وهو يتنهد : اتأخرتي ليه يازهره ، كان المفروض اروح اجيبك
ليفتح باب حجرتها فينصدم عندما وجدها تقف امامه قائلا : مريم .. انتي بتعملي ايه هنا
فتردف مريم للداخل وهي تترجاه قائله : ممكن اتكلم معاك ياشريف
ليتنهد شريف قائلا : مينفعش يامريم ، لان مافيش بينا كلام يتقال .. غير ان انا رايح لمراتي دلوقتي اجيبها
وكاد ان يُغادر الحجره الي ان وجدها تهتف بضعف : انا لسا بحبك ياشريف ، اديني فرصه اصلح الغلط اللي عملته زمان .. انا
لتجد شريف يزيحها بذراعه جانبا .. وينصرف دون رد فعل
فخرجت خلفه مصودمه من صعفها وكرهه اليها .. فتجده يقف بجانب احداهن وخالته تضمها اليها
فتسمع صوت خالتها المرحب : اهل بمرات ابني الغاليه ، وحشتيني يازهره
وسمعت صوت والدتها وهي تُخبرها : تعالي يامريم سلمي علي مرات شريف واهلها ..
لتقترب مريم بثقل منهما وهي تتأمل زهره التي لم تجد فيها سوا بفتاه بسيطه هادئه الملامح ..
ومدت يدها كي تُسلم عليها بهدوء وهي تشعر بأعين والدتها وخالتها وشريف التي تخترقها
ليفيقوا علي صوت هشام وهو يهتف بوالدته : ماما .. نهي بتعيط ومش راضيه تسكت
فرفعت زهره عيناها دون قصد .. لتراه شخص اخر غير هشام الذي عرفته قديما بهيئته ولحيته المنمقه
فقد كان امامها رجلا قد أهلكته الايام ..
لتُركز جميله في نظرات اختها اليه ... واعين هشام التي ارتجفت عندما وقع ببصره عليها
لتهتف داخلها قائله : انتي الورقه الرابحه يازهره ، عشان اتجوز هشام
يتبع بأذن الله
الفصل ٢٢.....٢٣......٢٤
اسف على التأخير
طالت نظراته وهو يُطالعها ونظر اليها بنظرت اسف .. ليجد والدته تقترب منه تتسأل : أكيد البنت جاعت ياحبيبي
وألتفت ناحية زهره قائله : تعالي يازهره يابنتي معايا جوه ، عشان تساعديني
ليُلجم زهره طلب حماتها فوجدت شريف يُخبرها : روحي مع ماما يازهره
فطالعتهم بفتور ، واتجهت خلف حماتها في صمت .. فهي قد أصبحت جزء من هذه العائله
وكادت مريم أن تنتهز فرصة ذهاب زهره ، لتطلب منه ان تُحادثه ثانية علي انفراض كي تترجاه بأن يغفرلها ولكن
صوت جميله جعلها تتوقف عندما اقتربت من شريف قائله بنبره حزينه : البقاء لله ياشريف
فتمتم شريف بخفوت: ونعم بالله ..
وتسأل قائلا : عامله ايه انتي وحازم
فنظرت جميله أرضاً قائله : انا وحازم انفصلنا من مده
وعندما أعتلت الصدمه علي وجه شريف .. طلبت منه ان ينسحبوا جانباً كي تُخبره بباقي حديثها
ليُطالعها شريف قائلا : انتي وحازم انفصلته ، طب ليه ياجميله .. وزهره ازاي مقلتش ليا
فظهرت جميله ضعفها : محدش يعرف الموضوع ده غيرك ياشريف ولا زهره ولا بابا وماما يعرفوا ..
وتمتمت وهي تتنهد : انا عايزاكي تساعدني ، انت اخويا ياشريف مش كده
وهبطت دموعها المصطنعه .. فشعر شريف بالاسف نحوها وهو يظن بأنها هي الطرف المظلوم قائلا : طب ليه متصلتيش بيا قبل ماكل ده يحصل .. كنت قدرت اعمل حاجه ياجميله ..
وفرك وجهه بين رحتي كفيه وهو لا يعلم بما سيساعدها فيه .. فحازم كان يومً رفيقً له .. ويعلم انه كان يعشقها
وعندما تذكر الحب والعشق .. شعر بأن قصص الحب التي أحاطته دوماً لم تكتمل
فطالعته جميله .. ومدّت يدها لتمسك براحة كفيه قائله : خليك معايا ياشريف ، عشان خاطر زهره ارجوك
فتأمل شريف حركتها .. وأبعد يده عنه بجمود .. وهمس قائلا : أهدي ياجميله ، انا هقابل حازم واتكلم معاه ..
فهتفت به جميله قائله : انا مش عايزه حازم ياشريف خلاص .. حازم ده خاين
وبدأت تبكي بحرقه مصطنعه .. ليُطالعها شريف بأسف وهولا يُصدق بما تفوهت به..
ووجدها تترجاه بصوت مخنوق : انا عايزاك تقنع بابا وماما بحكاية انفصالي عن حازم ..
وكاد شريف بأن يرد .. فوجد بهاتفه يرن .. لينظر للمتصل بتهمل .. وتمتم قائلا : لينا كلام تاني .. عشان تحكيلي ايه السبب اللي وصلكم لكده
وانصرف من امامها سريعا كي يُجيب علي المتصل
...................................................................
أرتجفت يديها خوفاً وهي تري حماتها تُغادر الغرفه من أجل ان تُحضر رضعة الصغيره ففي البدايه كانت هي من ستذهب وتبقي حماتها ولكن عندما مدّت زهره الطفله لها بكت الطفله كأنها شعرت ببعدها
فهتف هشام بخفوت قائلا : خايفه تفضلي معايا في نفس المكان يازهره
فظلت زهره تُطالع الصغيره بأعين مشفقه .. لتتذكر بأنها قد حُرمت من أغلي نعمه يهبها الله للمرء
واحتضنت الطفله وقد نسيت بأنها أبنة الشخص .. الذي جرحها يومً وكان سبب في قسوة والدتها عليها
وتذكرت بشرود !
امتا هشام هيجي يتقدملك يازهره
لتفرك زهره يدها بقلق وهي لا تعلم بما تُجيب والدتها ..
فهي قد أخبرت والدتها بكل شئ صراحة عن معرفتها بهشام .. وقصت لها عن اهتمامه وتشجيعه لها ورجولته التي لم تري مثلها ووعده لها بأنه سيخطبها عن قريب
ولكن أين هشام فهشام قد أختفي ولا تعلم عنه شئ ..
لتنهرها والدتها : اسمعي أما أقولك يابنت بطني .. ليجي يتقدم لابوكي ويُخطبك .. لا الا مافيش نت وكلام فارغ
لتهتف هي قائله بدفاع : هو مشغول بس ياماما الايام ديه في شغله .. وتنهدت : مش هو كلمك وارتحتي ليه
فهمست والدتها : قلبي مش مطمن للكلام الفارغ ده .. وتابعت : ماشي يازهره اما اشوف اخرتها معاكي .. قال حد يحب واحد من اسمه ايه ده "الفيس بوك "
لتهتف زهره قائله : قولتلك ياماما انا قبلت هشام لما سفرت شرم مع جميله .. هشام مش بيضحك عليا ، وكمان ياست ماما شايفه الصدف والقدر بيقربنا ازاي من بعض
وعندما وجدت اقتناع والدتها بحديثها .. تنهدت بأرتياح ممزوج بالألم وهي تتسأل برجاء :
"اوعي تتخلي عن ياهشام "
لتفيق من كل شرودها هذا .. عندما وجدت هشام يتنهد بوجع : ياا يازهره لدرجادي بقيتي مش طايقه وجودي
وتابع حديثه : عمري ماكنت اتخيل في يوم ان حكايتي معاكي توصل لحد كده
لتبتسم زهره بسخريه وهي مازالت تتأمل وجه الصغيره التي تحملها .. وهتفت بضيق : لو سامحت ممكن تخرج بره لحد لما ماما مني تيجي
فتردف للداخل جميله وهي تحمل الرضعه .. وقد أستمعت لبعض كلماتهم ...
وألقت بنظرة شك علي أختها التي قد لمعت عيناها ببعض الدموع .. وقبل ان تتطلع الي وجه هشام الذي كان يقف
وجدته ينصرف مُتمتماً : عن اذنكم !
..................................................................
ابتسمت فرحه برضي وهي تري حازم كيف يُعامل العمال بتواضع ، واقتربت منه قائله وهي تمدّ له يدها بزجاجة الماء : الميه يابشمهندس
فألتف اليها حازم بتعرق قائلا وهو يأخذ منها زجاجة المياه : مُتشكر يافرحه
وبدأ يشرب الماء فوقفت هي تُطالع حركته وهي تبتسم شئ فشئ .. وابعد زجاجة الماء عن فمه وتأملها قائلا :
بشرب بتوحش مش كده
فأشاحت فرحه برأسها خجلا .. وانصرفت من أمامه وهي تلوم نفسها علي أفعاله الحمقاء معه
وهمست بقلة حيله : ليه وجودك بيفكرني بيه ياحازم
فأستغرب حازم أنصرافها وابتسم برضي وهو يتأمل حركتها
...................................................................
أردفت زهره لداخل شقتها في بيت اهل زوجها...والتي لم تراها
فألتف اليها شريف .. ليهمس بتعب قائلا : كنتي عايزه تمشي وتروحي مع والدك ووالدتك يازهره
لتهمس زهره بخفوت : ماانا قولت عشان مزعجكمش ، ومكنتش فاكره ان لينا شقه هنا
ليتنهد شريف : تزعجي مين يازهره ، انتي ليه شايفه نفسك غريبه
واقترب منها وتابع حديثه : انتي مراتي .. واهلي هما أهلك
وضمها اليه بحنان وهو يهمس : وحشتيني اووي
فوجدت نفسها تلف ذراعيها نحوه .. وقد اشتاقت له أضعاف مااشتاق اليها
وتنهدت بحب : انت وحشتني كمان اووي
فأبتعد عنها ليري معالم وجهها المُرتبكه من تجاوبها معه لتيار هذه المشاعر ومال علي شفتيها كي يُقبلها بهدوء
وهمس بجانب أذنها بعدما جاء بذهنه عندما رأها تحمل أبنة اخيه بحنان جارف وضمها اليها بدفئ قبل ان يصعدوا الي شقتهم :
لما شوفتك شايله نهي بين أيديكي .. تخيلتك وانتي شايله بنتنا
هتكوني اجمل وارق ماما يازهره
لتخجل زهره من عباراتها .. حتي وجدت نفسها تتسأل :
هي مريم ديه اللي كانت...
وكادت ان تُكمل باقي عباراتها الا انه اوقفها بأشاره من أصبعه قائلا : محدش كان بالنسبالي حاجه ، مريم بنت خالتي وبس يازهره ، ومافيش حاجه اكتر من كده
فأبتسمت اليه بأبتسامه حالمه وهي تستمع لكلماته التي جعلتها تشعر بأنها وحدها من يُحبها
فرفع بأيديها نحو شفتيه كي يُقبل اناملها قائلا بدعابه : جوزك هلكان وتعبان وهيموت وينام ياهانم
فضحكت علي عباراته ...وارتمت علي صدره وهي تهمس بحب قوي : انت اجمل راجل في الدنيا ياشريف
...................................................................
هتفت جميله صديقتها وهي تُتمتم : قولتلك سمعته بيقولها لدرجادي مبقتيش طيقاني ، شكله لسا بيحبها يامنه
انا مش مصدقه بقي زهره اختي الهابله .. تقدر تضحك علي جوزها وتتعامل معاه عادي وهي عارفه ان حبيبها القديم اخوه
ليأتيها صوت منه الضاحك : اختك ناصحه ياجميله .. ومدام اخوه محكاش حاجه يبقي خلاص تخاف ليه .. اكيد مظبطه معاه ومين عالم يمكن علاقتهم تكون مستمره
لتلمع عين جميله وهي تتنهد: تفتكري يامنه تكون علي علاقه بهشام من ورا شريف ، لا لا زهره متعملش كده اختي وانا عارفاها هابله وعلي نيتها
لتضحك منه وهي لا تُصدق حاله الانفصام التي تعود اليها جميله فبعدما تمقت اختها تُدفاع عنها .. فهتفت بخبث :
يمكن ، علي العموم كله هيبان قريب .. مش انتي قولتي ان هشام هيفضل عايش مع والدته ومش هيرجع شرم تاني
يبقي كله هيبان .. بس الاهم اختك متسافرش هي وجوزها علطوول .. ياريت يقعدوا فتره عشان تعرفي تخليها ازاي تقربك من هشام
ويحل الصمت بينهم للحظات ، حتي يأتي صوت منه وهي تُخبرها بأحد الحيل قائله : ايه رأيك تروحي تقعدي مع اختك الايام ديه في شقتها .. بحجة انها وحشتك وعايزه تبقي معاها
ومنه ان نفسيتك تعبانه بسبب موضوع انفصالك عن حازم
مش انتي قولتي انك طلبتي من شريف يساعدك
لتُتمتم جميله بخفوت : اه قولتله
فأبتسمت منه عندما شعرت بأقتناعها قائله : يبقي خلاص اكيد هي كمان هتعرف .. واه تقربي الفتره ديه من بيت حماة اختك ومين عالم !!
..................................................................
جلس بجانبها علي الفراش يُداعب وجهها بأنامله وهو يهمس بدفئ : زهره ، قومي ياحببتي
لتفتح زهره عينيها بتكاسل وعندما رأت ابتسامته .. ابتسمت اليه .
فداعب هو أنفها بيده ..حتي قالت هي : صباح الخير ياحبيبي
فأتسعت أبتسامة شريف وهو يري نظرات حبها اليه ووجها الدافئ .. ومال عليها كي يُقبلها بأشتياق
وابتعد عنها بعدما شعر بأن جلوسه بجانبها لن يأتي بنفع ..وهو من المفترض ان يهبط الي شقة والدته كي يري أخيه فتنهد قائلا : انا لو فضلت باصص ليك كده ، مش هسيبك غير لما أكلك كل علي بعضك
فأبتسمت زهره بعشق .. ونهضت سريعا قائله :
لاء وعلي ايه .. انا قومت اه ..
وتذكرت امر الصغيره بحزن ،ورغم انها لا تُريد ان تهبط للاسفل بسبب وجود هشام ...الا ان هروبها لا مفر وانها لابد ان تقتنع بكلام صديقتها ريم
بأن الهروب والقلق لا بد ان يكون منه هو وليس هي ..
لتفيق من شرودها هذا .. علي حركت شريف لها وهو يمسك ذراعيها ليُنهضها .. ثم احتضانه لها من الخلف وهو يهمس : هسبقك علي تحت وانتي تعالي ورايا ياكسلانه
وقبلها بدفئ علي عنقها .. ثم تركها وانصرف لكي يذهب الي شقة والدته بالأسفل
...................................................................
أستمع شريف الي مُكالمة اخيه .. فأستند بظهره علي طرف الباب بعدما عقد ذراعيه أمام صدره .. حتي انتهي هشام من مُحادثته الهاتفيه
ليتنهد شريف قائلا : هتصفي كل حسابات مع حماك ..
فحرك هشام رأسه بالأيجاب .. فأقترب شريف منه كي يحتضنها قائلا : عين العقل ياهشام .. واه بنتك تتربي مع شريف أبن عمتها واقدر اطمن علي ماما في وجودك
لتهبط دموع هشام وهو يتذكر السبب الرئيسي لجعله يبتعد عن حماه ويترك كل شئ له .. فزواجه من نهي هو كان اساس مُساعدة والدها له كي يعلي ويصبح له اسم في مجال السياحه
وهتف شريف بسعاده وهو يتذكر شئ : بدل الناس الغريبه اللي ماسكه الفندق .. اشرفلي انت عليه وكمان انا ورامز شريكي فكرنا نوسع مجال شركتنا هنا .. ايه رأيك ياهشام تكون شريك معانا
فشعر هشام بالسعاده لمساندة اخيه له .. واحتضنه بحب قائلا : طول عمرك وانت ابويا قبل ماتكون اخويا ياشريف . ربنا يخليك ليا
لتردف في تلك اللحظه زهره ..واخفضت بوجهها ارضاً كي لا تتقابل عيناها معه قائله بصوت هادئ : الفطار جاهز
ورحلت من امامهم سريعا وهي تتذكر مشهد مُعانقتهم سويا ، فشعرت بالوجع من وجودها عاقبه بينهم .. وان عندما تظهر حقيقة معرفتها بهشام لن يُغادر حياتهم سوا هي
وعندما اجتمعوا علي مائده الطعام .. نظرت نسرين الي زهره التي لا تأكل قائله بدعابه : انتي لسا مأخدتيش علينا يازهره ، ايه ياشريف مراتك بتتكثف مننا ليه ده حتي هشام مش غريب عنك وكنتي تعرفيه قبل جوازك من شريف
لتشعر زهره بجفاف حلقها وهي ترفع بعينيها نحو نظرات شريف المتسأله عن معرفتها بأخيه
فيُطالعها هشام بخوف ..
لتُكمل نسرين عباراتها ...
يتبع بأذن الله
الفصل الثالث و العشرون
تنهد كلاهما بعدما تذكروا الكذبه التي أختراعها هو عندما رأها في المطار وكان سيُبارك لها.. لتُلجمه الصدمه فبدل ان يُبارك لعروس اخيه .. بارك للفتاه التي أحبها وخدعها واصبحت زوجة اخيه
وعندما استمع شريف لمعرفة أخيه بزوجته من أخت احد أصدقائه شعر بالضيق قليلا ولكن ثقته بها جعلته لا يُفكر لثواني فبتأكيد معرفه عابره قد خلقتها الصدفه ليس أكثر ..
ونهض هشام قائلا : انا داخل اشوف نهي
وقبل ابن اخته بحنو الذي تضعه علي قدميها .. ثم أنصرف
اما زهره كانت تأكل في صمت وعيناها في طبقها حتي وجدت حماتها تتسأل : انت هتفضل هنا لحد أمتا ياشريف
ليترك شريف شوكته وهو يتأمل ملامح والدته الحزينه من خوفها لموعد رحيله .. ونطق بأسف: اسبوع كده ياماما وهرجع تاني .. لأن الشغل متعطل ولازم اسافر
فنظرت اليه والدته بحزن .. وتأملت زهره قائله : طب ماتسيب زهره هنا
فأنقبض قلب زهره بخوف وهو تتخيل شريف يتركها بمفردها وتعيش في بيت حماتها ومع هشام في مكان واحد..
ليُطالع شريف زوجته قائلا بدفئ : انا مقدرش اسيب مراتي ياماما ، اومال انا اتجوزت ليه ياست الكل
ورغم أن والدته شعرت بالخيبه لفشل خطتها .. فهي كانت تُريده أن يترك زوجته هنا من اجل ان لا يطيل غربته ويعود دوما اليهم ..
فأبتسم شريف اليها ونهض من فوق معقده وهو يُطالع أعين أخته التي تبتسم له لمعرفتها بما سيفعله مع والدتهما ليجعلها تبتسم
شريف : ياست الكل ماتيجي انتي تعيشي معايا هناك ... واه اكون مطمن عليكي
وقبل يديها بدفئ ثم رأسها وهو يهمس : مافيش حاجه وجعاني في غربتي غير بعدي عنكم
لتربط والدته علي يده بحنو وهي تتنهد بحزن : واسيب اخوك وبنته لمين .. لو كان زمان ينفع دلوقتي مينفعش خلاص
ليشعر شريف بالأسي لما حدث لاخيه .. وعندما وجد اخته نسرين تبكي
نظر اليها بقلق وهو يقترب منها قائلا : مالك يانونو، بتعيطي ليها
لتضم نسرين طفلها الرضيع لحضنها قائله بطفوله : عايز تاخد ماما عندك ياخويا ، هروح انا عند مين لما اتخنق من جوزي
ورغم الحزن الذي يحتله بيتهم ..ابتسموا علي تعبيراتها
فهي اصبحت اماً... ولكن مازالت طفله صغيره بعقلها
.................................................................
اردفت زهره الي شقتها بتعب .. فقد كان يوماً طويلاً
فعائلة زوجها عائله كبيره مترابطه فجميع الاقراب يأتون من اجل مواستهم ورغم تعبها شعرت بالالفه نحوهم .. الا من احدي خالته والتي كانت والدة حبيبته السابقه ورغم انها تتفهم الوضع الا ان وجود مريم ايضا اليوم ومُحاولتها في التقرب اليه ثانيه جعلها تشعر بالضيق .. فرفعت كفها نحو فمها لتستنشق رائحة الصغيره التي احبتها بشده رغم انها ابنته
وابتسمت وقد ادركت حقا ان هشام كان في حياتها مجرد ذكري عابرة لا اكثر فهي لم تعد تشعر بشئ نحوه اكثر من انه اخو زوجها حتي غضبها منه سابقا لم تصبح تتذكره وكأنها قد نسيت انها كانت تعرفه مُسبقا
وشعرت بحرارة جسدها .. فقررت ان تنتعش ببعض المياه البارده ..
...................................................................
نظر شريف الي والدته بشك قائلا : خير ياماما في حاجه مزعلاكي
فأمتقع وجهه والدته وهي تتذكر نظرات ابنة اختها لابنها ومُحاولة تقربها منه حتي قالت : ايه بينك وبين يامريم ياشريف
ليشعر شريف بالضيق من ذكر اسمها وربطها ديما بحياته حتي قال بتنهد : اللي بيني وبين مريم انتهي من زمان ياماما وانتي عارفه كده
واقترب من والدته وضمها الي صدره قائلا بأطمئنان كي يُريح قلبها : اوعي تشكي في تربيتك فيا في يوم ، انتي ربتيني ازاي اكون راجل ومريم بنت خالتي مش اكتر وانا بحب زهره مراتي
فأطمئن قلب والدته ، بعدما شعرت بالخوف من ان يحن قلب ابنها لحبه القديم .. وهمست بأرتياح : مراتك طيبه اوي يابني ، هي ديه الزوجه اللي كنت بتمنهالك
فقبل شريف كف والدته بحنو .. وهو يشعر بالراحه من رضي امه علي زوجته
...................................................................
جلس هشام بجانب صغيرته وهو يتذكر زهره وهي تضمها وترعاها وكأنها طفلتها .. وتنهد بألم وهو يشعر بالاحتقار من نفسه قديماً بما فعله معها ونواياه عندما خدعها .. فهو لم يشعر انه احبها حقاً الا عندما خسرها
ونهض من جانب طفلته .. ليخرج يجد امه تتحدث مع اخيه بخصوص زوجته عن هدوئها وطيبتها .. فشعر بوخزه في قلبه وهو يري خسارته القويه عندما فقدها يومً
وأردف نحوهم وهو يُتمتم : اشكريلي زهره ياشريف علي اللي بتعمله مع بنتي ورعايتها ليها ..
فأقترب شريف من اخيه وربط علي كتفه قائلا بحنو: مافيش شكر بينا ياهشام .. وزهره بتعمل كده لانها شيفاكم عيلتها غير انها بتحب نهي الصغيره اوي
لترفع والدته كفها لاعلي برجاء : ربنا يرزقكم يابني بالذريه الصالحه واشوف والدك ياحبيبي
ليهتف شريف بأمل : امين ياماما
فشعر هشام بخيانته لاخيه .. وهو يري نفسه يشعر بالضيق عندما يتذكر حقيقة انه في يوم سيكون له اولاد اخ من المرأه التي كان قديما يُخبرها بأنه يري اولاده منها
وتذكر احد مُحادثتهم والتي كان يُعلقها به اكثر ليس الا
نفسك يكون اول طفل لينا ايه يازهره
لتبعث زهره له احد الرسائل قائله : نفسي في بنت
ليضحك هشام قائلا : بس انا نفسي في ولد.. ثم تابع حديثه بخبث : عارفه يازهره انا حلمت بيكي
من ساعه ماشوفتك في شرم وجيتي تكلميني وانا مش قادر انسي ملامحك ولا تفاصيل جسمك
فنظرت زهره لرسالته بخجل وسريعا ماقالت : هشام لو سامحت
فضحك هشام وهو يعلم ما سبب غضبها .. واكمل حديثه بخبث : مش عايزه تعرفي حلمت بيكي ب ايه
ليأته ردها الطفولي: لو حلم جميل قوله
ليقص لها الحلم الذي صنعه هو بخياله .. فقد كان يحكي لها عن يوم زفافهم ثم لبث ان قال :لسا طعم شفايفك وانا ببوسك حاسس بيه ، الله ده كان حلم جميل اوي يازهره
لتنظر زهره للرساله بصدمه ، فقد عاد لوقاحته ثانية رغم خلافتها الكثير معه في اصلاحه وعدم تجاوزه
وردت عليه بأسي: ليه ديما بتحاول تحسسني اني رخيصه ياهشام عشان بكلمك .. قولتلك كتير انا مبحبش الكلام ده
مع السلامه
وشعر بالغضب عندما وجدها اغلقت حسابها بعد رسالته الاخيره قائلا بضيق : انا مش فاهم البت ديه تركبتها ايه كل ما احس انها لانت نرجع تاني لنفس البدايه .. الصبر يازهره
وافاق من شروده عندما ربطت والدته علي ذراعه بحنو قائله : سرحت في ايه ياحبيبي
لينظر الي والدته قائلا بعدما بحث عن اخيه بعينيه : هو شريف طلع شقته ياماما
...................................................................
انهت حمامها المنعش ،وارتدت ملابس صيفيه مريحه
وخرجت وهي مُنكسه رأسها لأسفل وتُجفف شعرها
لتصدم بصدره فرفعت وجهها نحوه .. فأبتسم شريف بحنو وهو يري احمرار وجهها والمياه تتقطر عليه .. فقد انعشت هيئتها دقات قلبه .. فضمها اليه بدفئ
فهمست هي قائله : اكيد جعان ، هنشف شعري واحضرلك العشا
فأنحني شريف بجسده ليقترب من اذنها قائلا : وحشتيني
ثم طبع بقبله رقيقه علي شامتها التي في عنقها وهو يهمس بأشتياق : انا فعلا جعان .. بس جعان زهره
فأبتسمت زهره بخجل وهي تستمع لكلماته التي تحرقها انفاسه وأبتعدت عنه قليلا .. لتلمع عينه وهو يمدّ يده كي يشعث خصلات شعرها الُمبتله قائلا : كل يوم بتحلوي يازهره ، انتي ازاي كده
فضحكت زهره بحرج وهي تستمع لكلماته وتنهدت قائله بمشاغبه قد اعتادت عليها معه : عشان انت بتحبني ، وعلي رأي المثل القرد في عين امه غزال
ورغم الحاله التي يعيشونها تلك الايام ضحك بشده وعاد ليضمها اليه ثانية قائلا بدعابه : اتعلمتي اللماضه ديه من مين ، انا كنت واخدك قطه مغمضه
فسحبت جسدها من ذراعيه .. ونظرت اليه بمشاكسه وهي تضع بيدها علي خصرها ولم تعرف بأن فعلتها هذه قد اشعلت خفقان قلبه ..قائله : مش عارفه ، بس أكيد من واحد كده
وأبتسمت ببرائه وهي تخبره بأنه السبب .. ليسحبها من خصرها وقد لمعت عيناه بالخبث
لتشعر زهره بالخجل بعدما أستوعبت تأثير حركتها .. ليهمس بخفوت قبل ان يُعاقبها بطريقته الخاصه : انتي اللي جبتيه لنفسك يازهره
...................................................................
شهقت والدة جميله بصدمه بعدما ذهبت الي ابن أختها كي تطمئن عليه هو واخوته .. لتشعر بالحزن في نفوس اولاد اختها نحوها
وبعدما ضغطت عليهم اخبروها بأنفصال جميله وحازم
لتنهض بألم .. واقترب منها أبن اختها قائلا بقلق : مالك ياخالتي انتي كويسه
وأردف في تلك اللحظه حازم ، وقد كانت الابتسامه تشق وجهه بسبب افعال فرحه التي أعادت له رونق حياته ثانية حتي لو بنسبه قليله .. وأتجه بقلق نحو خالته وهو يطالع اخوته
وينظر لهم بأن يتركوهم بمفردهم .. لتدمع عين خالته وهي تهمس : هي ديه الوصيه اللي وصيتهالك ياابن اختي ... ده انا كبرتهالك وحفظتلك عليها ورفضت ولاد اعمامها عشانك
ليربط حازم علي كتف خالته وهو يجلسها علي الاريكه ثانية
قائلا بأسي : تفتكري اني ممكن اخون ثقتك ياخالتي في يوم
فحركت والدة جميله رأسها بالنفي .. ليُتابع هو حديثه قائلا :
ديه كانت رغبة جميله ياخالتي ، يرضيكي اني اجبرها عليا وهي مش عايزاني
فطالعته خالته دون تصديق .. فكيف ابنتها تفعل ذلك وقد كان حازم هو عشقها منذ الطفوله .. ليتنهد حازم قائلا :
صدقيني ياخالتي انا لحد دلوقتي مش قادر انسي طالبها ... لحد دلوقتي فاكر كل اللي حصل كابوس .. بس اظاهر ان وقت النصيب جيه
فربطت خالته علي يده وقد شعرت بصدق حديثه وان أبنتها حقاً هي المذنبه فهي تعلم طباعها وخاصة في الاوان الاخيره وتنهدت بتعب بسبب اثار مرضها الذي نجت منه قائله : كنت قولتلي وانا كنت جبتها من شعرها وربيتهالك من اول وجديد ، اظاهر اني معرفتش اربيها
ونهضت من علي الاريكه بأرهاق .. ليمسك حازم بيدها قائلا : اللي حصل حصل ياخالتي ، ربنا يرزقها بالأنسان اللي بتتمناه وشيفاه هيحققلها احلامها مش واحد لسا في اول السلم واحلامه علي قده
...................................................................
اندمج شريف في الحديث مع حماه .. حتي اقتربت منهم زهره بملل بعدما انهت حديثها مع صديقتها في الهاتف تُخبرها بما حدث معها الايام الماضيه من ظروف وعودتها للوطن ورغبتها في رؤيتها
وطالعتهم قائله : انتوا بتحكوا في أيه
فنظر اليها والدها بضحك وهو يُطالع شريف قائلا : ده كلام كبير يازوزو
ليبتسم شريف وهو يستمع لدلع زوجته لاول مره قائلا : حلو زوزو ده ياعمي..
فضحك منصور قائلا : لاء ياشريف محدش يدلع زهره بالاسم ده غيري انا
وتابع بحديثه : يلا اعملنا حاجه تانيه نشربها لحد لما ماما وجميله يجوا
فأبتسم شريف عندما وجدها انصاعت لأمر والدها .. فهتف منصور برضي قائلا : زهره بنتي ديه غلبانه اوي .. مش طالعه لجميله اختها خالص .. جميله تقدر تاخد حقها وتخطط لحياتها اما للأسف زهره علي نيتها.. اوعي في يوم تيجي عليها ياشريف سامع
فنظر شريف الي والد زوجته وهو يعلم بكل ماقاله .. فعشرته لزوجته قد أظهرت كل طباعها
لينهض منصور قائلا : هدخل اوضتي أشرب الدوا بتاعي
فنهض شريف بأحترام اليه .. فربط منصور بيده علي كتفه قائلا : ربنا يخليك ياأبني
وكاد ان يجلس ثانية بعدما دخل حماه حجرته ، الا انه تذكرها فذهب اليها ليجدها تعد لهم القهوه وهي تُحادث نفسها : لازم يعني تسافري عند عمك ياريم ، يييه كده مش هشوفك
ليضحك شريف وهو يحتضنها من الخلف .. فشهقت زهره فزعاً ليهمس قائلا : بتكلمي نفسك يامجنونه
والتفت اليه كي يصبح وجهها مُقابل لوجهه قائله بأمتعاض : اصل ريم وحشتني اوي ياشريف وكان نفسي اشوفها قبل مانسافر.. واحنا خلاص كلها 4 ايام ومسافرين
فأبتسم شريف قائلا بحنان : لو حبيبي هيزعل كده ، مافيش مشكله لما نأجل سافرنا
فعانقته بسعاده ، وقد نسيت انهما ليس في منزلهما .. وضمها اليه بحنان
لتردف جميله في تلك اللحظه بعدما سمعت صوت بداخل مطبخهما ناظرة اليهما والي قربهم هذا
فأبتعدت زهره سريعا لتجد القهوه قد فارت ...
فضحك شريف لخجل زوجته الحمقاء بسبب رؤية اختها لأحتضانه لها .. ومدّ يده قائلا : ازيك ياجميله عامله ايه .. واخبار شغلك ايه
ورغم شعور جميله بالحنق والغيره من أختها والعلاقه التي شعرت بقوتها بينها وبين زوجها الذي لا تعلم كيف لرجلا مثله يحب حمقاء مثل اختها
وصافحته قائله : الله يعينك ياشريف علي زهره اختي بصراحه ..
وقد فهم شريف مقصدها ،فأبتسم قائلا وهو يُطالع زهره التي مازالت تعطيهم ظهرها وتصنع القهوه مُجدداً : عشان تعرفوا اني مظلوم وراضي بأقل القليل
فرسمت جميله ابتسامه مصطنعه علي وجهها وهي تهتف : طب بما انك هنا ، انا عايزاك في موضوع .. واه نسيب زهره تكمل القهوه
وانصرفت جميله من امامه ، ليُقبل هو خدها سريعا قبل ان يُغادر المطبخ قائلا : انا جوزك ياعبيطه
وبعدما تركوها تنفست بأرتياح .. وشعرت بالخجل من نظرات جميله لها عندما تتقابل اعينهم
................................................................... وكادت جميله ان تسأله متي سيخبر اهلها بهدوء عن انفصالها بحازم ويقف بجانبها .. فوجدت والدتها تردف من باب الشقه بتعب بعد ان اوصلها حازم
واتجهت ناحية ابنتها التي وقفت تتسأل بقلق : مال وشك ياماما
فصفعتها والدتها بقوه .. وهي تصرخ بغضب : مين اللي لعب في دماغك وخلاكي تسيبي خطيبك يابت .. انطقي
فحمر خدها ، وهي لا تُصدق بأن حازم قد خان عهده معها وقد اخبر والدتها وهمست بغضب : ماشي ياحازم ، اما وريتك!
وكادت ان تضربها ثانيه الا ان شريف وقف بينهم وهو يُهدأ حماته : اهدي ياماما ، خليني نسمع جميله الاول مش يمكن حازم السبب
وركضت نحوهم زهره وهي تتسأل بخوف : هو في ايه ، واقتربت من اختها تضمها اليها قائله : مالك ياجميله
فظلت جميله صامته .. الي ان وجدت والدها يخرج من حجرته ويبدو انها قد انهي صلاته للتو .. واقترب منهم قائلا : مالك ياام جميله صوتك كان عالي ليه
ونظر الي وجه ابنته قائلا وقد شعر بأن الامر قد تعدي خلافتهم البسيطه: في ايه ، وضربتي جميله ليه
فنظر شريف الي وجه حماته المرهق واجلسها قائلا : اهدي ياامي
واقترب من حماه قائلا بهدوء: تعالي ياعمي .. نقعد مع بعض شويه
فنظر اليه منصور طويلا .. وشعر بأنهم يخبئون عليه شئ وكاد ان ينصاع لطلب زوج ابنته الا ان هتفت جميله :
انا وحازم انفصلنا يابابا ، هو ده السبب اللي ماما ضربتني عشانه .. واخذت تبكي بحرقه وهي تُمثل عليهم ظلم حازم لها ومعارفته بالفتيات بالعمل وعدم اهتمامه بشعورها
فجلس منصور مصدوماً مما يسمع .. حتي والدتها اصبحت لا تفهم شئ ولا تعرف من ستُصدقه
لتهتف زهره بعدما علمت سبب صفع والدتها لاختها قائله : حازم عمره مايعمل كده ياجميله ، اكيد انتي فاهمه غلط
فأزاحتها جميله عنها بقوه ، واقتربت من والديها وجلست امامهم وقد شعرت بأنهم سيصدقونها قائله بضعف مصطنع : ماما بتحب حازم علي حسابي يابابا
وشهقت بقوه وهي تُكمل حديثها : انتوا اكتر ناس عارفين انا كنت بحب حازم اد ايه واستنيته سنين طويله وصبرت معه .. بس انه يهين كرمتي ويعرف بنات عليا لاء مش هقدر استحمل
وركضت من امامهم وقد شعرت بأن دور التمثيليه التي صنعتها قد فعلت شئ
لينظر كل من والديها لبعضهم .. ويُطالعوا شريف بحرج لما حدث امامه
فكانت نظرات شريف اليهم مطمئنه ليخبرهم بهدوء : انا هتكلم مع حازم وافهم منه كل حاجه .. بس من رأي مدام هما اخدوا القرار ده سوا ، يبقي بلاش نضغط عليها اكتر من كده
...................................................................
نظر حاتم الي المعلومات التي جمعها عنها .. والقي بالأوراق جانبا وهو يهتف بغضب : اكيد لسا بتحبيه يامريم
ومصدقتي انه رجع مصر .. وبتحاولي تقربيله من جديد
ماشي يامريم .. انا حاتم الصاوي اما عرفتك ازاي انك هتكوني ليا وساعتها هأدبك علي كل لحظه قلبك لسا معاه فيها يامريم
...................................................................
نظرت زهره بحزن الي زوجها بعدما انصرف كل من حازم وجميله بعد ان اصبح الحديث معهم مُستحيلا .. فقد انتهت حكايتهم
فنهض شريف من علي المقعد الجالس عليه في مكتب فارس الذي تركهم يتحدثون قليلا وذهب ليُباشر عمله
واقترب من زهره الجالسه بشرود .. بعدما القت عليها اختها بكلمة جارحه وهي تُخبرها قبل ان تنصرف : مش واحده دماغه فاضيه زيك هتتدخل في حياتي
وجلس بجانبها علي الاريكه التي تجلس عليها وضمها اليه وهو يهمس بحنان : احنا عملنا اللي علينا يازهره ، واظاهر انهم وخدين قرارهم من زمان ..
فرفعت زهره وجهها اليه وقد دمعت عيناها وهي تتذكر كلمات اختها : والله حازم لسا بيحب جميله ياشريف انت مشوفتش نظرته ليها .. حازم انا عارفاه كويس ده بيعشق جميله مش بيحبها بس
فربط شريف علي ظهرها بحنو وهو يتنهد : كل شئ نصيب يازهره .. ومين عالم يمكن لكل واحد فيهم حياته مكتوبه مع حد تاني
فطالعته زهره بصمت .. لتجده يمسح دموعها بأنامله بدفئ
ثم مال عليها ليُقبلها بقبله دافئه علي شفتيها
لينفتح باب المكتب في تلك اللحظه وتقف مريم تُطالعهم بوجع وهي تراه كيف يحتويها بذراعيه ويُقبلها قبلة دوما حلمت بها منه حتي عندما تزوجت بأشرف
وانصرفت من الحجره سريعا وهي تلعن حظها الذي جعلها تأتي الي اخيها فارس اليوم وتري ذلك المشهد الذي حطم قلبها
وفتحت حقيبتها لتخرج هاتفها منها .. واخذت تبحث عن رقمه
لتُحادثه بصوت مخنوق : انا موافقه علي الجواز ياحاتم
يتبع بأذن الفصل الرابع و العشرون
شعرت بثقل يجتاح لسانها بعدما اخبرته بقرارها الذي قتل اخر امل لديها وكيف كان سيوجد امل وهي قد رأته يُقبل زوجته ويحتضنها بين ذراعيه بعشق لم تظن بأنه سيمنحه لواحده غيرها
واتنفست بقوه وهي تُتمتم : حكايتكم خلاص انتهت وماتت من زمان يامريم ، كنتي فكره هيفضل يحبك طول عمره..
وصارت نحو لا شئ وهي تضحك علي غبائها فيوم زواج اخيها قد شعرت بأن شريف مازال يحمل لها حباً حتي بعد زواجه ظنت بأنه فعل ذلك من أجل أن يحرقها بنار الغيره ليس اكثر
...................................................................
ابتعدت عنه زهره بخجل بعدما انتهي من تقبيلها ،لتضع برأسها علي صدره .. فضمها هو اليه اكثر ووضع بذقنه علي رأسها وهو مغمض العينين مُتذكراً نظرة مريم اليه بعدما فتحت الباب ورأته هكذا .. فتنهد بأرتياح بعد أن تأكد بأنه حقا قد نسي حبها وان قلبه اصبح لا ينبض سوا لزوجته التي اصبح يري فيها كل النساء...وانه قد قطع الامل لديها بعد مارأته حتي لا تعيش في وهم الماضي الذي من المفترض ان تكون نسيته .. فهي من تركته واستجابت لرغبه والديها ووافقت علي العريس الثري في نظرهم
ورفع وجه زهره بأنامله وهو يهمس بدفئ : مش عايزك تفكري في أي حاجه تزعلك ، مفهوم ياحببتي
فحركت زهره رأسها له في صمت .. ثم نهض وانهضها معه وهو يعبث بحديثه : كل اما تزعلي فكريني ابوسك
فوكظته زهره علي احد ذراعيه ليبتسم هو .. ويحتضنها من خصرها قائلا بهمس : يلا بينا لا فارس يجي ونتفضح هنا
...................................................................
تنهد منصور بتعب وهو يجلس بجانب زوجته ..ثم نظر الي معالم وجهها فوجدها شارده تضع بيدها اسفل ذقنها وباليد الاخري تضرب علي فخذها ..
لتُتمتم فجأه : البت أطلقت قبل ماتدخل ، نقول للناس ايه .. بقيت مطلقه
ليتنفس منصور بقوه وقد فاض ما به بسبب عويل زوجته : انتي جايه دلوقتي تندبي حظ بنتك .. مش انتي السبب
فألتفت اليه هي بصدمه وهي تتسأل بوهن : انا يامنصور السبب
فعاتبها هو بجمود : قولتلك من وهما صغيرين بلاش تقولي البت لابن خالتها ، اه علقتيهم ببعض من هما صغيرين .. لحد ماكل واحد اكتشف بعدين انه مكنش حب .. بنتك لو كانت بتحب حازم فعلا مكنتش سبيته ولا اتخلت عنه
بنتك كارها يانعمه .. بنتي وانا عارفها مبتتخلاش عن حاجه عايزاها بسهوله .. والراحه اللي انا شيفها في عينها النهارده اكدتلي انه كان حمل علي قلبها
لتضرب هي يديها علي رأسها قائله : انت اللي دلعتها ، قولتلك بلاش ندلعهم
لينهض هو من جانبها بعدما طفح الكيل قائلا : دلوقتي انا السبب ، انا سيبهالك وماشي
فطالعت هي خطواته قائله بتوعد : اما اشوف يابنت بطني أخرتها معاكي ايه ، ومين الراجل اللي ضحك عليكي وغواكي ياجميله عشان تسيبي ابن خالتك !
...................................................................
نظرت فرحه لوجه حازم الحزين وقد تغيرت ملامحه من يوم وليله .. لتضع الرسومات التي كانت تُناقشه فيها جانباً وهي تتنحنح حرجاً قائله :
شكلك تعبان ، مش مهم نتناقش في المشروع النهارده
ليتأملها حازم للحظات ثم وضع بوجهه بين راحت كفيه وهو يتنهد بتعب .. مُتخيلا اللحظات الاخيره التي جمعته بجميله ولاول مره يري أنه كان مخدوع بها وبشده .. ليتسأل داخله :
لدرجادي ياجميله كنتي بايعه حبنا
وخرجت اه منه لا أرادياً وهو يُحاول يُجمع شتات عقله وقلبه المُحطم .. فتشعر به فرحه
وتضع بيدها علي يده برفق قائله : مالك يابشمهندس
وعندما رفع وجهه نحوها ونظر الي يدها التي تربط علي يده بحنو ، سحبتها سريعا وهي تُتمتم بخجل : انا اسفه
فتأملها حازم بشرود .. ونهض من علي كرسيه
ليحمل سترته في يده.. ويترك المكتب دون ان ينطق بكلمه
فطالعته فرحه وهو يُغادر .. شاعرة بالحزن نحوه
ووضعت بيدها علي قلبها وهي تُتمتم بخفوت : انت مالك بدق بوجع عشانه كده ليه ، فوق انت جربت الحب ومت عايز تموت تاني لما تتفارق !
...................................................................
ضمت زهره الطلفه الي حضنها ، واخذت تُسير بها بعد ان اطعمتها اللبن الذي خصصه لها الطبيب وظلت تُدندن لها
كي تنام بعد بكائها المُتواصل ... ليردف اليها شريف قائلا بصوت منخفض : نامت
لتُحرك زهره له رأسها بالنفي .. واكملت سيرها بالطفله
فنظر اليها شريف بحب ثم همس : انا طالع شقتنا اكلم رامز
ابقي حصليني لما تنام
فحركت له رأسها بالموافقه ، وصار هو مغادراً شقة والدته
ليُقابله هشام عندما فتح باب شقتهم قائلا بأرهاق:
انت هنا ياشريف !
فأبتسم شريف اليه بحنان وهو يُتمتم : حمدلله علي السلامه ، رجعت في نفس اليوم يعني
ليتنهد هشام بأرهاق بالسبب سفره وعودته في نفس اليوم : مقدرش ابعد عن نهي
وتنهد بأرهاق والقي بمفاتيحه جانباً وتمتم : خلصت كل اوراق الاسهم المشتركه مع محامي حمايا .. وروحت اطمأن عليه ، ووعدته انه هيشوف البنت في الوقت اللي هو عايزه ..بس اكمل حياتي وافضل هناك خلاص
فربط شريف علي كتف اخيه قائلا : اعمل اللي تشوفه ديما يريحك ياهشام .. وافتكر اني ديما معاك وعايز اشوفك علطول مبسوط .. وحاول تجمد عشان بنتك وماما حتي
فأبتسم هشام اليه بأسي وهو يُحرك رأسه قائلا : ربنا يخليك ليا ياشريف ..
وتابع حديثه : اه صحيح انا رايح بكره اتابع الشغل في الفندق ، وهطلع علي الشركه اشوف الشغل واحول افهم الدنيا ماشيه ازاي .. هحاول اكون شريك ناجح
فأبتسم اليه شريف بدفئ وهو يربط علي احد كتفيه قائلا : انا واثق ديما في نجاحك ياهشام ..
ويرن هاتفه .. فنظر الي رقم المتصل ليجده رامز
فتابع قائلا : انا طالع شقتي اكلم رامز
وانصرف سريعا من امامه .. كي يُتابع بعض الاعمال مع صديقه
لينظر هو حوله فيجد الهدوء يعم المكان وقد أيقن بأن والدته قد غفت وان اخته هبطت الي شقتها بطفلها فالساعه قاربت علي منتصف الليل
وخلع سترته ورابطة عنقه بأرهاق وفتح ازرار قميصه .. وصار ناحية حجرة طفلته كي يطمئن عليها
وعندما فتح الباب فجأه وجدها منحنيه بجسدها .. تضع الصغيره علي فراشها بعد ان غفت
وألتفت سريعا وقد ظنت انه شريف .. ولكن الصدمه ألجمتها لتُتمتم حرجاً بعد ان لمست رأسها لتطمئن علي وضع حجابها بشكل صحيح
وتمتمت بخفوت : انا اكلتها ونامت .. وصارت نحو الباب كي تُغادر الحجره .. مُكمله حديثها : تصبح علي خير
ليقف هشام امامها ثم اغلق باب الحجره .. وهو يُطالعها بنظره لم تفمهما .. فأرتجفت زهره من نظراته وهيئته فقميصه مفتوح نصفه ..
وتمتمت بخفوت وهي خافضة برأسها لأسفل : افتح الباب لو سامحت
ليُطالعها هشام بنظرات مُتفحصه وقد دار في عقله بعض الاحداث الاخيره..فقد تذكر الرساله التي بعثتها قبل وفاة نهي تخبره فيها بأنها مازالت تحبه .. وايضا اهتمامها الشديد بأبنته
فقلبه المشوش يخبره بأنها مازالت تحبه .. ولكن عقله يوبخه علي حماقته .. كل هذا جعله يقف امامها وهو يضع بيده علي رأسه ليقول بشرود : انتي بتعملي كده ليه ، بتهتمي ببنتي ليه
لتنصدم زهره من سؤاله .. فأهتمامها بطفلته قد جعله يشك بأنها مازالت تحبه رغم ان ماتفعله مع أبنته حب للطفله واشفاق عليها ليس اكثر
وطالعته بتوحش قائله : افتح الباب لو سامحت ، مينفعش كده
لتتهكم معالم وجهه ليقول بشك : بعتيلي رساله ليه يازهره
فتشهق زهره قائله : انا بعتلك الرساله ، حرام عليك
انت ليه مصمم تدمرلي حياتي ..
وهبطت دموعها وهي تخبره بقوه : افتح الباب ، بدل مايحصلش كويس واقول لشريف كل حاجه
فيُطالعها هشام وهو يري أرتجاف يديها وصوتها المُرتعش
لتخبره بندم : هو ده جزاء راعيتي لبنتك
فشعر هشام بالخجل وتمتم بخفوت : صدقيني يازهره انا مش عايز حاجه منك ولا عايز اخربلك حياتك ولو كنت فيوم فكرت فكده فدلوقتي لاء والف لاء انا بقي عندي بنت .. غير انك مرات اخويا عارفه يعني ايه .. انا ممكن اموت لو في يوم شريف كرهني ..
ونظر اليها ليجدها تبكي وهي تُتمتم : طب افتحلي الباب
فنظر اليها بأسي ، ثم تحرك جانباً .. كي يفتح لها الباب وهو يهمس بضعف : اسف يازهره
لتُغادر هي شقة حماتها سريعا وهي تحمد ربها بأن حماتها مازالت نائمه وان شريف لما يهبط الي شقة والدته ثانيه .. ووقفت علي السلم تُجفف دموعها وتُهدأ من ضربات دقات قلبها السريعه ..
وعندما أردفت لدخل الشقه وجدت شريف جالس امام حاسوبه يُحادث رامز عن بعض الصفقات
فسحبت نفسها سريعا لغرفتها كي تستجمع قواها
...................................................................
أتجه شريف نحو فراشهما بعدما انهي مُحادثته الطويله مع رامز في العمل ليجدها نائمه .. فجلس بجانبها وهو يُتمتم بخفوت : زهره انتي نمتي!
لتفتح زهره عينيها وتلتف اليه بوجه مُتعب .. فيضع يده علي وجهها قائلا بخوف : مالك يازهره ، شكلك تعبان
لتهمس بضعف : مش تعبانه ولا حاجه انت اللي بيتهيألك ياشريف ، انا مرهقه مش أكتر
فتسطح جانبها وضمها اليه وهو يمسح علي شعرها قائلا:
انا عارف انك من ساعه مانزلنا مصر في الظروف ديه .. وانتي ديما مع ماما او مع نهي..
ورفع كفها نحو شفتيه ليقبله قائلا بدفئ : ربنا يخليكي ليا يارب ياحببتي
فنظرت اليه زهره بحب ووجع من تذكرها لأتهام هشام اليها واقتربت منه اكثر وهمست بخوف : احضني جامد ياشريف
فضمها اليه شريف اكثر .. ثم مال علي اذنيها وهمس :
علي فكره ده مكانك ديما ، كل ماتحسي انك تعبانه تعالي اترمي هنا
واشار الي صدره .. فأبتسمت اليه وهي تشعر حقا بأنه موطنها .. ورفعت وجهها نحوه لتجد نفسها تقبله بعشق
...................................................................
نظرت جميله الي هاتفها الذي ينير ويطفئ برقم والدتها .. فنفخت دُخان سيجارتها سريعاً واطفأتها في المطفئه ونهضت من فوق الاريكه الجالسه عليها ونظرت لصديقتها قائله : هووس بطلي ضحك يابنتي لماما متفتكرش اني لسا في الشغل
فضحكت منه علي أفعال صديقتها التي اخيراً قد اصبحت مثلها وحققت انتقامها منها بسبب غرورها وعجرفتها
واكملت هي التدخين بأستمتاع
لتفتح جميله الهاتف وهي تُتمتم بأرهاق : ايوه ياماما ، اه لسا في الشغل .. اصل النهارده كان ورايا شغل كتير ..
فأتاها صوت والدتها وهي توبخها : ليكي نفس تشتغلي بعد ما اتطلقتي وسيبتي ابن خالتك
فخفضت جميله صوتها وهي تُحاول ان تشعر والدتها بحزنها قائله : ياماما الله يخليكي كفايه بقي ، انا ساعه وراجعه .. متقلقيش ولما اجي اما اديني الاسطوانه اللي انا عارفه هفضل سمعاها كل يوم
واغلقت هاتفها بحنق .. لتذهب الي صديقتها .. وتجلس بجانبها تتأفف بضيق من موشح والدتها منذ ان علمت بأنفصالها هي وحازم
فسألتها منه بهدوء : مالك ياجميله هو موشح كل يوم ولا ايه
لتتغير ملامح جميله وهي تُخبرها بضيق : ايوه ياستي
واخرجت سيجاره من علبة سجائرها .. واخذت تُدخن بضيق .. لتهتف منه ضاحكه : اوعي تنسي تدخلي تغسلي سنانك ، وتاكلي اللبان
فشعرت جميله بأستهزاء صديقتها وطالعتها بتأفف : بتتريقي حضرتك .. ماانتي صحيح معندكيش اهل وقفلك في الرايحه والجايه .. مش انا اللي خطواتي محسوبه وكنتي فين وروحتي فين ومخلصتيش الشغل بدري ليه ..
واخذت تتنفس دخان سيجارتها .. ونظرات منه تقتحمها وهي توقف تأنيب ضميرها نحوها فهاهي تُعايرها بوحدتها التي لا ذنب لها فيه .. بسبب انفصال والديها
...................................................................
ذهبت زهره الي والديها لتجلس معهم اليوم وتودعهم قبل رحلة سفرها التي ستكون غداً ... وفجأه وجدت جميله اختها تخبرها بأنها تُريدها في حجرتهما
لتجلس زهره علي الفراش وجميله علي الفراش المُقابل لها منتظره منها أن تبدأ الحديث
فطالعتها جميله طويلا قبل ان تصدمها بما قالت ..
لتهتف جميله بخبث : علاقتك بهشام لسا مستمره يازهره ، ولا شريف نساكي حب اخوه القديم
فوضعت زهره يدها علي فمها كي لا تعلو صوت شهقاتها .. وهي لا تُصدق بأن اختها علمت بأن هشام هو من كان حبيبها القديم
وهمست برجاء : جميله ارجوكي انسي هشام .. واقفلي الصفحه ديه من حياتي
ونهضت زهره من فوق الفراش الجالسه عليه واقتربت منها لتجلس بجانبها قائله : انتي اختي ياجميله واكيد عمرك ماهترضيلي بيتي يتخرب
فضحكت جميله علي سذاجة اختها وضعفها ، ونظرت اليها قائله : بشرط !
فلم تُصدق زهره بأن اختها تضع حياتها مُقابل شرط
لتُخبرها جميله شرطها ببرود : متسافريش مع جوزك ، وتساعديني أشتغل في الشركه اللي هشام هيبقي ماسكها وتقربيني منه لحد اما اتجوزه
فوقفت زهره مصدومه مما سمعت ..لتنهض جميله هي الاخري قائله بنبره اكثر برودً : قولتي ايه ...!
يُتبع بأذن الله
فضلا وليس امرا ١٥ ملصق
الفصل ٢٥ و٢٦
أحست بأنها تُسارع كابوسً.. لتُغمض عينيها للحظات ثم عادت لتفتحهم ثانية لعله يكون حقاً كابوسً...
وتفيق علي صوت جميله ثانية وهي تُخبرها بنفاذ صبر : شكل شريف مش غالي عليكي يازهره وعايزه تنهي حياتكم
لتُمسك يد جميله بخوف وهي ترتجف قائله :
حرام عليكي ياجميله متعمليش فيا كده ، قولي انك بتضحكي عليا ومش هتأذيني .. ده انتي أختي عارفه يعني ايه أختي
لتجلس جميله بهدوء وهي لا تُشعر بطفيف وجع بسيط علي أختها ولكن حقدها وحبها للتملك قد طغي علي كل شئ ..وابتسمت ببرود : علي فكره انتي أنانيه يازهره
فتُطالعها زهره بصدمه .. وهي تُتمتم بخفوت : انا أنانيه ياجميله ، قوليلي طيب موقف اتصرفت معاكي في بأنانيه .. ارجوكي ياجميله متضيعيش شريف من أيدي انا ماصدقت احب حد ويحبني
فوقفت جميله بضيق وهي تري تمسك أختها بزوجها .. فبالتأكيد هو رجلا لا يُعوض ..واقتربت منها أكثر لتنظر الي عينيها قائله بجمود : ايوه أنانيه عارفه ليه ، عشان مش شايفه غير سعادتك بس .. عايزه الزوج والحبيب القديم يبقوا حوليكي ..
لتتطلع اليها زهره بتلهف وهي تتنهد بضعف : انا مش عايزه غير شريف ياجميله .. هشام كان ندرس وانتهي من حياتي خلاص ... ارجوكي ياجميله بلاش تضيعي الحاجه اللي نورت حياتي من جديد ..
وتابعت برجاء : ده انتي حبيتي وعارفه يعني ايه حب.. فاكره حبك لحازم
وعندما أستمعت الي اسم حازم .. وتذكرت انها اذا خسرت تلك اللعبه أيضا ستضيع وسيضيع كل شئ ..لتصرخ بغضب : من غير كلام كتير ، هتساعديني ولا شريف يعرف كل حاجه وهو اللي يقرر اذا كان هيكمل حياته معاكي ولا
وربطت علي ذراعها بخبث وهي تُتابع : يطلقك ، ولا تكوني انتي اتهنيتي في حياتك ولا انا اطول حاجه واه نقعد نونس بعض
ثم ضحكت بقوه واكملت بسخريه : بس انتي بقي يازهره ياحببتي لو خسرتي شريف هترجعي البنت الضعيفه الهابله ..اما انا ممكن اقدر ارجع حازم ليا من تاني
لتشعر زهره بثقل قدميها وهي تتخيل معرفه شريف بكل شئ .. وتركه لها فهمست بضعف وهي تغمض عينيها : حاضر ياجميله هساعدك ...
فأبتسمت جميله بنصر وتذكرت نصائح صديقتها بأن تمكث مع اختها في شقتها مُتحججه بعدم ترك أختها بمفردها بعد رحيل زوجها .. وان تعمل مع هشام في أسرع وقت حتي لا يكون قد فاق من صدمة وفاة زوجته وتهتم بطفلته كي يري مدي حبها اليها فيثق بها سريعاً ويتزوجوا
لتري جميله كل هذا في خيالها وهي تتخيل هشام زوجها .. فرغم ان شريف اعجبها في بداية خطبته لأختها .. الا ان هشام لا يقل عنه شئ .. فأثنيهم رجلان مُكتملان في نظرها بكل شئ وسامة ومال ورجوله طاغيه تجعل اي أمرأه تحسد زوجتهم عليهما
ثم أحتضنت زهره التي كانت دموعها تتساقط بغزاره من صدمتها في تصرفات اختها وهمست : انتي كده اختي حببتي يازهره ، وبكره نرجع نعيش في نفس البيت انتي مع شريف وانا مع هشام ..
ثم أبتعدت عنها لتمسح دموعها بيدها : لما جوزك يسافر .. تقولي لماما ان اجي اقعد معاكي واوعي تقولك تعالي أقعدي معانا هنا توفقي لاء طبعا فهميها انك هتفضلي مع حماتك سامعه يازهره ياحببتي
ليخرج صوت زهره اخيراً وقد شعرت بأنها لا تري سوا شيطانً يتحدث بلسان اختها : ربنا يسامحك ياجميله !
وانصرفت وهي تُجفف دموعها .. لترحل وهي مصدومه بعد أن انطفئت سعادتها
...................................................................
صعدوا الي شقتهم بعدما انتهت جلستهم العائليه من وداع ووصايه ودعوات حماتها اليها بالذريه الصالحه .. لتشعر بملمس يديه علي ذراعيها بعدما اغلق باب شقتهم ليتسأل بقلق : من ساعة ماتصلتي بيا عشان اخدك من عند بيت اهلك وانتي فيكي حاجه يازهره ، حتي واحنا تحت بنتعشا
فضلتي ساكته انا قولت يمكن مكسوفه من مجدي جوز نسرين ..
وتذكر إحراجها لاخيه عندما كانوا يتناولون القهوه
فشردت هي في كلماتها التي لم تُصدق بأنها خرجت منها لتجرح شخص...فعندما جأت سيرة زوجته الراحله
أخبرته بأنها لم تشعر حزنه عليها وكأنه احس بالراحه عندما رحلت رغم انها تري مدي حزنه عليها وأصبح يُجبح حزنه من اجل طفلته ووالدته التي تحزن علي حزنه ..
ولكن كل ماحدث معها اليوم جعلها تكرهه بشده وتري فيه السبب الاساسي لذلك الماضي الذليل الذي اقتحم حياتها ووجدته مُرتبط بحاضرها ومستقبلها ..
وفاقت من شرودها علي عتاب شريف الهادئ : بس انتي جرحتي هشام يازهره !
لتلتف اليه زهره بأعين باكيه وارتمت علي صدره ليضمها بذراعيها قائلا : هووس ، انا اسف يازهره .. خلاص محصلش حاجه
وتابع حديثه بدفئ : عشان كده انا بقول ان فيه حاجه حصلتلك وانتي عند اهلك
لتهمس زهره ببكاء : مش عايزه اسافر ياشريف ، مشبعتش من بابا وماما
فأبعدها عن احضانه ، لينظر اليها بقلق قائلا : بس انتي عارفه ان مينفعش افضل اكتر من كده ، انا لولا رامز بدالي كانت الشركه والصفقات باظت ..
لتُطالعه زهره بأرتجاف قائله : سافر انت وانا هفضل هنا
فأبتعد عنها ليسير عدة خطوات وهو يمسح علي شعره قائلا بتنهد : زهره ده مكنش قرارك امبارح ، انتي ناسيه كمان دروس التصميم بتاعتك
لتخفض زهره رأسها أرضا قائله بفتور : مش مهم !
فأخذ يُطالعها قليلا بصمت ، ثم ضمها اليه ليهمس في اذنيها بحنان : ولو قولتلك لاء يازهره
فتشبثت بقميصه بقوه وهي تود ان تخبره بأن ياخذها معه جبراً ولا يعود ثانيه وتذكرت كلام جميله .. فتنهدت برجاء : ارجوك ياشريف خليني هنا لفتره ، ارجوك
وعندما شعر بأنها تحتاج الي والديها فتنهد قائلا : هما اسبوعين بس هتفضلي فيهم هنا .. وهبعتلك تذكرتك وتحصليني
وربط علي وجنتيها وهو يشعر بالضيق بأنه سيتركها ويعود بمفرده فهي اصبحت جزء من روحه .. وكادت ان تعترض
الا انه اشاره بأصبعه اليها تحذيراً جعلها تصمت ..
ليُخبرها بجمود : بدل مااخليها ولا يوم .. مفهوم
ثم تركها وانصرف وهو يشعر بالأختناق
...................................................................
جلس هشام علي فراشه بألم وهو يتذكر حديث زهره معه ونظرت الكرهه التي لأول مره يراها فيها حقا .. فاليوم عرف معني الكرهه وبالأخص من شخص كان يومً مُتعلق بك كالمجنون .. ليتهد بحرقه وندم : اشمعنا انتي يازهره اللي تكوني مرات اخويا ..
وتابع عباراته بألم ممزوج بحسره : القدر عايز ديما يفكرني بغلطات الماضي ...
وتذكر كلماتها التي كانت دوماً تُخبره بها
انت اللي علمتني يعني ايه حب ياهشام ..خلتني اشوف نفسي بنت بتتحب !
وافاق من شروده سريعا وهو يُلعن عقله الذي يُذكره بالماضي وينسي بأن من يُفكر بها هي زوجة اخيه الاكبر
...................................................................
قصت جميله كل شئ علي منه بعدما ذهبت اليها في شقتها التي تقنطها بمفردها وظلت تُنفث دخان سيجارتها التي اعتادت عليها واصبحت تهرب الي صديقتها لكي تشرب براحه معها .. لتنظر اليها منه بتسأل قائله : وانتي ندمانه علي اللي هتعمليه في اختك ياجميله
لتطفئ جميله تلك السيجاره التي بيدها ، ثم اشعلت غيرها بعد ان ناولتها منه أيها وقد اصبح شعورها بالذنب يقل وتنهدت :اندم ليه وانا مش هأذيها هي اختي ولازم تساعدني ولا هو حلو ليها ووحش ليا .. يعني تكون مظبطه الاتنين ومتظبطنيش حتي بواحد
ثم شعرت بدوار رأسها .. فنظرت الي السيجاره التي بيدها قائله : هو الحشيش عمل شغل معايا ولا ايه
فضحكت منه بنصر بما وصلت اليها .. فهي أصبحت نسختها في كل شئ .. لتُكمل جميله عباراتها قائله :
بس زهره اختي انا عمري مأذيها.... انا بس عارفه انها ضعيفه فبهددها وهي هتسمع كلامي لحد مااتجوز بس هشام
لتُطالعها منه وهي تشعر بالقرف منها ومن افعالها.. فحتي لو كانت هي صديقة سوء تسعي لتدميرها ..فنوايا صديقتها وأنانيتها هما من ساعدوها بأن تُحقق ماتُريد
ونظرت اليها لتجدها ، تُطفئ السيجاره التي بيدها وتُحاول النهوض قائله : اعمليلي فنجان قهوه يامنه الله يخليكي
عشان اظبط دماغي واقوم اروح البيت لاحسن حجج التأخير في الشغل خلصت وماما وقفالي علي الواحده!
ونهضت بثقل .. لتضحك منه بسخريه : اغسلي سنانك بس المرادي كويس ، وخدي دوش والبسي هدومك بتاعت الشغل
ثم طالعت البيجامه خاصتها التي ترتديها جميله خوفاً من أن تشم والدتها رائحة الملابس ويفتضح أمرها
وأكملت سخريتها :جميله بنت الناس المحترمه بقيت تخاف
...................................................................
جلس أمامها وعلي وجهه علامات التسأل في طلبها لقدومه اليها من أجل رؤيته ... وتنهد بقلق قائلا : ايه الامر المهم اللي طلبتيني عشانه يافرحه
لتنظر اليه فرحه بعمق وهي لا تُصدق فعلتها هذه .. ففجأة شعرت بأنها تُريد مُهاتفته والتخفيف عنه وخاصة عندما علمت من فارس بأنه قد ترك خطيبته وحب عمره ..فشعرت بأن حزنه وشروده هذه الفتره بسبب ذلك
وتنهدت بدفئ : انت !
ليُطالعها حازم بنظرات غير مستوعبه لما تتفوه به قائلا بجمود : هتقولي اللي طلبتيني عشانه يافرحه ولا اقوم .. وكاد ان ينهض ويتركه
الا انه وجدها تضع بيدها علي يده وهي تتأمل نظرات اعينه الحزينه قائله برجاء : عايزه اخفف عنك وجعك ممكن
فيتأملها حازم بتهكم وهو غير مُصدق بأن أحداً يهتم لامره وهو قد قضي حياته يفني دون مُقابل .. لتبتسم اليه ابتسامه لاول مره يراها علي وجهها الحزين دوماً بعد ان سحبت يدها عن يده بخجل ثم همست :
انا حاسه بيك ياحازم ، فضفض ليا واعتبرني بير غويط هترمي أسرارك فيه وعمره ماهيخونك
ثم اكملت حديثها ضاحكه: او اعتبرني بحر ياسيدي
ليضحك حازم علي مزاحها الذي لاول مره يراه .. ونظر اليه ببتسامه صادقه قائلا : اول مره اشوفك بتضحكي يافرحه
فشعرت فرحه بالخجل من كلماته ثم أخفضت برأسها أرضا .. ليتنهد حازم قائلا : انا كويس يافرحه متقلقيش .. الايام بتداوي وجعنا
لتُطالعه هي بأسي .. ونظرت اليه بأعين دامعه .. لتبدء في قص عليه حكايتها وكأنها هي من كانت تُريد ان تُفصح عن وجعها الذي يعلم هو جزء منه !
...................................................................
اقتربت منه بتسأل وهي تشعر بالضيق من نفسها قائله :
مش هتنام ياشريف !
ليرفع شريف وجهه اليها قائلا : مش جايلي نوم يازهره
فجلست بجانبه وهي تهمس بأسف : لازم تنام عشان ميعاد طيارتك بكره
ليُطالعها هو بجمود .. لتمسك هي بيده تُقبلها بعشق قائله : عارف انا بحب قد ايه
فنظر اليها شريف بصمت .. ليجدها تُكمل باقي عباراتها ببتسامه دافئه : حب مش عارفه اوصفه ليك .. بس كل اللي بقيت عارفاه اني من غيرك ممكن احس اني مش عايشه
وطالعها دون ان يتفوه بكلمه ليجعلها تُكمل كلماتها التي ذبذبت قلبه .. فقربت يده التي مازالت تضمها بين كفيها ووضعتها علي قلبها وهمست بعشق :
زمان وانا طفله كنت شايفه ان كل بنت فينا ليها فارس هيكون ليها هي بس .. فارس هياخدها من الدنيا كلها وتكون ليه هو بس كل ماكنت بكبر كنت بلاقي ان كل ده وهم ولا فيه فارس ولا فيه لكل بنت فينا حبيب منتظر ..
ودمعت عيناها بندم : لحد ماجيه حد اهتم بيا شويه ، وحسسني ان ليا وجود ..
وتابعت حديثها : كنت بشوف حكاية جميله وحازم وأقول لنفسي ما الحياه اللي اتمنتيها موجوده وفي حب وفي انسان ممكن يحبك وتشوفي الدنيا بعنيه .. ضعفت شويه بس فوقت علي درس منستهوش
ان الحب ده رزق جميل اووي ، وان ربنا عمره ماهيمنع عني رزقه الا لو مكنش خير ليا .. وان استعجالي لرزقي مش حرمان منه لأمنيه أتمنتها.. بالعكس هو كان مخبيلي فرحتي اللي ممكن تبكيني من الفرحه
ثم تنهدت بعشق : انا في كل سجده في صلاتي بحمده ان رزقي أتأخر شويه .. لأن في النهايه اتجوزت أجمل وأحن وأحسن راجل في الدنيا
ومدّت بكفيها نحو وجهه لتُلامسه قائله بأمتنان : انا شوفت يعني ايه حب معاك ، انت عوضتني عن كل حاجه .. انت نعمه كبيره اووي عليا وعرفت منها ان اد ايه ربنا بيحبني
فلمعت عيناه وهو يستمع اليها ..ورغم ضيقه في اللحظه التي ذكرت فيه الشخص الذي اوهمها بالحب وخذلها الا انه شعر بخفقان قلبه وهو يراها تبثه حبها .. فضمها اليه وهو يهمس بعشق : وبتعيطي ليه دلوقتي وانتي بتوصفيلي قد أيه بتحبيني
وتابع حديثه بمرح كي يُسيطر علي نبضات قلبه :
ولا مكونش استاهل الحب ده ياستي
فحركت زهره رأسها قائله : انت تستاهل روحي وقلبي وعقلي وكل حاجه ياحبيبي
فأبعدها عنه قليلا ليهمس أمام شفتيها : عارفه عايزه اعمل فيكي ايه دلوقتي
فطالعته بعشق .. ليتنهد قائلا : اخبيكي جوايا ..
وتنفس ببطئ : خطفتي نفسي يازهره
ومال عليها ليُقبلها بعشق ....
...................................................................
منذ ان اخبرته بموافقتها علي الزواج واخبرها بأنه قد قبل أستقالتها من الشركه... لم يسأل عنها رغم انها علمت من والديها بأن زفافهم سيكون بعد اسبوعين من الان وستذهب هي اليه بطفلها للبنان لتعيش فتره هناك معه ..
ورغم شعورها بالدهشه لهذا القرار الغريب .. وهذه المُعامله التي قد جفت ... فهي قد ظنت بأنها عندما أخبرته علي موافقتها بالزواج منه سيبثها بحبه الفريد من نوعه .. حبه الذي ظل سنون بسبب لقاء واحد جاء في حفلاً
وتنهدت بألم : مش حاتم الصاوي اللي يعبر عن حبه يامريم ودمعت عيناها وهي تُتمتم : انتي اصلا متستهليش الحب .. انتي انسانه خاينه ومريضه
وقذفت بهاتفها أرضاً وهي تشعر بالأختناق من حياه جديده تجهل مصيرها فيها !
...................................................................
تلملمت بسعاده علي ذراعه وغمرت وجهها في صدره
لتفتح عيناها بحب وهي تتذكر ليلتهم التي شعرت فيها وكأنها تعيش في عالم اخر ولكن سريعا ماتذكرت عدم ذهابها معه بسبب تهديد جميله اليها .. فتحولت ملامحها للحزن
ورفعت وجهها لتتأمله بحب .. وظلت تتأمله لفتره وهي لا تُصدق بأنها لن تنعم بدفئه ووجودها بجانبه لفتره لا تعلم مُدتها
فالقرار اصبح بيد جميله اختها والسبب بأنها لن تستطع بأن تُخبره بحقيقه ان اخيه هو من أوهمها بالحب يوماً
فخوفها من فقدانه زادها ضعفً
ولامست وجهه بأناملها .. لتجده يفتح عيناه الناعسه وهو يبتسم ثم ضمها اليه ثانية قائلا : مش هسافر من غيرك يازهره
فشعرت بالذعر من قراره ، فبالتأكيد بعد ليلة أمس ومادار بينهم من مشاعر قويه لن يتركها ...
وكادت ان تتفوه بكلمات مُعترضه تُذكره بحجتها الكاذبه عن رغبتها في مكوثها فتره هنا من أجل والديها
فوجدته يهمس بُقرب أذنها بدفئ : ابقي عبيط لو سافرت من غيرك.... !
يتبع بأذن الله
*******الفصل السادس و العشرون
جلست علي فراشها بشرود وهي تتذكر أخر ليله قضتها بين أحضانه فتنهدت بحنين وهي تُخبر نفسها بأشتياق :
وحشتني أوي ياشريف
لتشعر بأهتزاز هاتفها بجانبها .. ونظرت الي رقم المتصل بلهفه وشوق وألتقطت هاتفها سريعا لتجيب بأشتياق :
بقالي ساعه مستنيه تتصل بيا ياشريف
ليأتيها صوت شريف الضاحك والذي يتخلله العتاب : لو كنت وحشتك ياهانم .. مكنتيش سبتيني اسبوعين بحالهم
ثم تنهد بشوق وهي يتذكر يوم سفرهم وتعب والدها فجأه .. ورغم مكوثه يومان أخران ليطمئن علي حماه ، الا ان أعماله والاوراق التي تنتظر توقيعه كان لا بد ان يذهب
وهمس بدفئ : كفايه كده يازهره وتعالي ، انا هحجزلك علي طياره بكره
لتتذكر زهره تهديد جميله المُستمر ...وهتفت بتعلثم :
بابا لسا تعبان ياحبيبي ، ومقدرش اسيبه
فتحولت نبرة صوته للجمود ليخبرها بضيق : انا لسا مكلم عمي يازهره وطمني علي صحته.. زهره انتي من قبل تعب عمي وانتي عايزه تقعدي في ايه يازهره مالك
ليرتجف صوتها وهي تهمس بضعف : انا مش حابه الغربه ياشريف
فمتقع وجه وهي يتذكر رغبتها منذ يومان بعد ان هاتفته باكيه تطلب منه ان يأتي ويأخذها معه ولا يفترقوا مهما كان ..اما اليوم تخبره بأنها لا تُريد الذهاب اليه
ليُهاتفها بضيق رغبة في عقابها : طيب يازهره اعملي اللي يريحك
وقبل ان تنطق بكلمه اخري تُبرر له اضطرابها هذه الفتره .. وجدته يغلق الهاتف في وجهها
لتسقط دموعها دون شعور .. فتجد والدتها تفتح الباب وأردفت اليها بضجر قائله : سافري لجوزك يازهره .. انا مش ناقصه تتطلقي انتي كمان وتيجي تقعدي جنبي زي اختك
فرفعت زهره وجهها نحو والدتها .. لتخبرها والدتها بضيق : حالك بقي مش عجبني ولا انتي ولا اختك
وهتفت بقلق : وايه حكاية وجود اختك عند حماتك ديما ، وشغلها مع اخو جوزك ...
لتُطالع زهره والدتها قائله : ياماما جميله سابت شغلها ، وطلبت من شريف يعينها في فرع شركته اللي هنا وهشام اخوه شريك فيها
ليمتقع وجه والدتها .. وهي تتفحصها بشك وتركتها
وهي تُتمتم : اما اشوف اخرتها معاكم ايه!
...................................................................
نظرت مريم الي طفلها وهو يُغادر مع المُربيه بعد ان ضمه لصدره وكأنه طفله ...لتقع عيناها في عينيه لتجدها قد أصبحت خاليه من أي شعور .. فمن يراه مع طفلها عندما وصلت الي هنا مع سائقه الذي أصطحبها من المطار يشعر بأن لديه عاطفه وليس كما تصوره برجل الجليد .. ولكن معها قد عاد رجل الجليد ثانية
ليُشعل حاتم سيجارته ويبدأ في بث دخانها بعشوائيه حتي تمتم بتهكم وهو يتفحصها : نورتي بيتك ياعروسه
لتُقابل نظراته ببرود وهي تُتمتم : عروسه
فأقترب منها حاتم بعد أن أطفئ سيجارته .. وتنفس بعمق .. ليُطالعها بنظرات ساخره : هي العروسه زعلانه ولا ايه
وتابع حديثه بتهكم : اممم ، يمكن زعلانه عشان مروحتش جبتها من المطار .. ولا يمكن زعلانه عشان متعملهاش فرح
لتبتسم اليه مريم بشرود وهي تري صوره من صور زوجها الراحل عندما بدأ يكرهها وشعر بندم بسبب زيجته منها ..
ورفعت بعينيها نحوه قائله : عايزه اطلع اشوف شريف
فيضحك حاتم بقوه وهو يتفحصها .. واقترب من أذناها ليهمس بخبث : وهو في عروسه برضوه تسيب جوزها من اول ليله
وسحبها من يدها ليصعد بها نحو غرفتهما وهو يُتمتم بغضب : اما دفعتك تمن حبك ليه يامريم ..!
...................................................................
جلست جميله بجانب زهره هامسه بضيق : انا تعبت من هشام ده هو فاكر نفسه مين
ثم لمعت عيناها بغضب وهي تُطالعها : اوعي تكوني لسا علي علاقه بيه ومقرطسني
لتلمع عين زهره بالدموع وهي لا تُصدق بأن أختها اصبحت هكذا فهمست بضعف : عايزاني اعملك ايه ياجميله .. انا بساعدك علي قد مابقدر وباخدك معايا عند حماتي كل يوم وبقيت اخليكي تهتمي ببنته وخليت شريف يشغلك معاه في الشركه اعمل ايه تاني قوليلي حرام عليكي ..
وتذكرت غضب شريف منها وعدم رده عليها عقابً لها
لتُطالعها جميله بخبث قائله : شكل كده شريف مش راضي عنك ياست زهره
وضحكت بقوه وهي تتفحص معالم وجهها وهي تتنهد بتأفف : لدرجادي كان بيحب مراته !
لتتأملها زهره بأسف علي حالها قائله : واحد مراته لسا مكملتش شهرين علي وفاتها عايزاه يفكر يحب ويتجوز ازاي
فأقتربت منها جميله بتسأل : تفتكري يازهره مجرد وقت يعني
لتتطلع زهره اليها وهي تراها بأنسانه أخري غير أختها قائله : انتي أتغيرتي ليه ياجميله ، انتي مكنتيش كده
وبعدما أشاحت جميله وجهها عنها ، عادت تُطالعها :
ايه يازهره غيرانه علي حبيبك القديم .. انتي اللي اتغيرتي وبقيتي انانيه
وتأففت بضيق وهي تتفحصها بحقد وتتذكر حديث صديقتها منه : لو كانت زهره انتي كان زمانه حن ونسي كمان مراته .. انتي عايزه تحسسيني ان في راجل وفيّ
وسار بذهنه الفتره التي اقتربت فيها منه .. ومعاملته البارده اليها
حتي نظراته دوماً جامده نحوها عكس نظراته التي كانت تراها في عينيه عندما تكن زهره معها ... ليزداد غضبها وهي تُتمتم : ماانا مش هسيب هشام كمان يضيع مني !
..................................................................
كان يدور بكرسي مكتبه وهو يفكر بشرود ليسمع صوت أقدام نسائيه فيظن بأنها ايميلا سكرتيرته .. ليهتف بتنهد : ايميلا لو سامحتي مش عايز اي شغل دلوقتي
لتبتسم جيداء .. وهي تقترب من كرسيه وتهمس : شريف حبيبي اشتقتلك
ليلتف شريف بكرسيه ناظراً بضيق الي ملابسها الشبه عاريه قائلا بتأفف : لو جايه نتكلم في حاجه تخص حملة الدعايا الجديده ، فرامز عندك روحيله
ليمتقع وجه جيداء بضيق من معاملته البارده اليها منذ ان تزوج .. ولكن قد عاد الامل اليها ثانية عندما عاد من دونها ورجعت خطوه للخلف قائله بزعل مصطنع :
ليه بتبعد عني شريف ..
وعادت تقترب منه ثانية وكادت ان تميل عليه لتقبله .. فأزاحها بذراعيه قائلا بضيق : جيداء حاسبي علي تصرفاتك
واشار بيده اليها من اجل ان تخرج الا انها همست بأسف مصطنع : خلاص شريف جيداء مش هتضايقك تاني ..
ليردف اليهم رامز في تلك اللحظه وهو يُطالعهم .. قائلا : ايه ياجماعه مالكم في ايه
فألتفت نحوه جيداء بدلال قائله : شريف مو راضي اننا نتعشي كلنا سوا رامز
ليضحك رامز قائلا وهو يغمز لصديقه : شريف بقي راجل ملتزم ياجيداء انسي شريف بتاع زمان .. الجواز خلاص غيره .. عقبالي يارب
ثم نظر الي جيداء بخبث : وعقبالك انتي كمان !
ليُطالعهم شريف وهو ينظر في هاتفه ليجد رساله اخري من زهره تترجاه بأن يُجيب عليها
...................................................................
أقتربت فرحه من حازم أكثر وأصبحت تشعر نحوه شعوراً غريبً ليس شبيه بذلك الشعور الذي ظنته ففي البدايه كانت تظن بأنها تري فيه من أحبت ولكن تلك الفرحه التي أصبحت في عينيها جعلتها تشعر بأن شعوراً جديدً دخل قلبها
لتسير بفنجاني القهوه داخل مكتبه .. فتجده يُدخن بشرود
فتنحنحت حرجاً وهي تهمس : ديه السيجار العشرين علي الفكره
ليُطالعها حازم بهدوء .. وهو يبتسم قائلا : بتعديلي عدد السجاير اللي بشربها يافرحه
لتضع فرحه بفنجان القهوه أمامه .. وتأخذ فنجانها لتُغادر مكتبه الذي يخنقها من تلك الرائحه قائله قبل أن تنصرف : لما تعمل إعاده تهويه لمكتبك ابقي اجيلك يابشمهندس
ليطفئ حازم سيجارته ناظراً اليها بعمق لتهمس هي برجاء : حاول تبطلها ياحازم .. وقبل ان تُكمل باقي عباراتها
ذكرته بجميله عندما كانت تترجاه هكذا وقد ترك التدخين لأجلها .. ولكن اليوم اخذ علبه سجائره واخرج بأخري ليُدخنها قائلا ببرود لم يقصده : شكراً علي القهوه يافرحه !
لتُطالعه هي بأسي علي حاله الذي يتغير سريعاً وخاصة معها
...................................................................
اصطدمت به وهو يُغادر حجرة طفلته ..لترفع جميله وجهها اليه قائله : اسفه
ليُطالعها هشام بجمود وهو ينصرف من امامها دون رد فعل .. فتتعبه جميله بنظراتها بحنق وهي تُتمتم : عامله لبنت داده وبرضوه بارد .. اعملك ايه أكتر من كده
وأنتبهت علي صوت حماة أختها .. لتذهب اليها ببتسامه قائله : نعم ياماما مني
لتبتسم اليها حماة اختها بحب وقد أحبتها كزهره قائله بدفئ :
بتيجي من شغلك لهنا ياحببتي عشان تهتمي بنهي وتعبينك معانا ، أحنا خلاص قررنا نجبلها مربيه عشان تراعيها
وتنهدت بأسف : نسرين هتسافر مع جوزه عشان حماتها تعبانه ، وانا ست كبيره مقدرش أن أرعيها لوحدي
لتُقاطع جميله باقي عباراتها قائله بلهفه : مُربيه ايه بس ياماما مني انتي مبتسمعيش علي اللي بيحصل من المربيات
وظلت تقص اليها بعض الحكايات التي سمعتها من أصدقائها عن المُربيات ..
لتُطالعها مني بصدمه : ياساتر يارب في ناس كده !
لتُحرك جميله رأسها بالايجاب وعلي وجهها علامات الراحه بعد ان وجدت تأثير كلامها عليها ..
ثم تنهدت قائله : طب هنعمل ايه يابنتي ...
لتجلس جميله بجانبها قائله : انا موجود اه متشغليش بالك ، ولا أنا مش زي زهره
لتُطالعها مني بحب : ربنا يخليكي يابنتي !
...................................................................
تسطح هشام علي فراشه بتعب وهو يتذكر اللحظات التي جمعته بزوجته الراحله وتنهد بتعب وهو يشرد في حكاية زهره والقرار الذي اتأخذه .. لتأتي صورة جميله في ذهنه ليبتسم بضيق وهو يعلم مغزي أفعالها هذه ...
...................................................................
شعرت مريم بلمست يديه علي شعرها وجسدها .. لتغمض عينيها مصطنعه النوم ، فمنذ ليلتهم الاولي والتي كانت تظن بأنه سيأخذ حقوقه منها بالقوه وجدته يُغادر الحجره سريعا ليتركها تطالع الفراغ الذي تركه بشرود ... وحينما قررت أن تذهب لطفلها وجدته في غرفته يُلاعبه ويمازحه
لتفتح عينيها عندما سمعت صوته الجامد : عارف انك صاحيه يامريم !
فألتفت نحوه تُطالعه بشرود .. ليُطالع هو شفتيها ونظرات أعينها الحائره حتي مال عليها ليقبلها بقوه جعلتها تأن من الألم
ووضعت بيدها علي صدره لتبعده عنها
ليبتعد عنها حاتم وهو يجذب خصلات شعرها بين أنامله ليصفعها قائلا :
ماانتي لسا بتحبيه مش كده
فظنت أنه يتحدث عن زوجها .. ليلجمها بعباراته الاخيره :
بس هو رفضك ياهانم ، وعشان كده وفقتي علي الجواز مني !
لتغمض عينيها بألم .. فأقترب منها حاتم بتوعد : صحيتي حاتم الصاوي من جديد يامريم...
...................................................................
جلست جميله بجانب صديقتها لتُنفس عن يأسها بقربها منه
لتضحك منه قائله : وانتي فاكراه حازم ياجميله ولا ايه
فتطالعها جميله ببرود ..وهي لا تُصدق بأنها اصبحت تلهث خلف رجلا من اجل أرضائه بعد ان كانوا هم من يفعلون ذلك
لتتأملها منه قائله : متشغليني معاكي في الشركه ياجميله
لتبتسم اليها جميله قائله بهروب :
هو انتي فاكره ان الشركه بتاعتي ولا ايه يامنه .. خليكي في شغلك احسن صدقيني
لتتفصحها منها بشك وهي تعلم أن هذا سيكون ردها .. فجميله ليست بالشخصيه السهله لتجعلها تقترب من شئ تُخطط له
فلمعت عين منه بالوعيد وهي تُفكر كيف ستعمل في الشركه معها لتهدم لها ماتُريد !
...................................................................
خرج شريف من البنايه الضخمه التي بها شركته .. و صار ناحية سيارته المصطفه ليجد جيداء تقترب منه بأعين باكيه وترتمي في أحضانه متشبثه به قائله : قالي هيقتلني ياشريف
ليبعدها عنه شريف بعد أن تلمص من تشبثها القوي به ، ناظراً اليه دون فهم : اهدي ياجيداء وفهميني في ايه
لتخبره هي بأرتجاف عن مُهاتفة ذلك الرجل الذي عرفته بعدما تزوج هو وتركها .. ليحدث بينهم علاقه وبعد ان ملت منه وارادت الابتعاد عنه .. اصبح يُهددها ..
فطالعها شريف بأشمئزاز من أفعالها قائلا ببرود : انا كتير حظرتك ياجيداء عن افعالك ديه
وانسحب من أمامها ليتركها تقف ببتسامه بعدما رن هاتفها بأحدي الرسالات لتنظر الي الصوره التي ألتقطها لها أحدهم وهي بين ذراعيه وتذكرت زهره بشماته وهي تُفكر في بث الشكوك بينهم !
...................................................................
ذهبت زهره الي شقة والدة زوجها من أجل الاطمئنان عليها فهي منذ خمسة ايام لم تذهب هناك متحججه بحاجه والديها اليها .. رغم ان حجتها كانت من اجل ان تبتعد عن مخطط جميله
لتفتح اليها الخادمه الجديد التي لأول مره تراها ..وتسألت عن وجود والدة زوجها لتُشير اليها الخادمه عن مكوثها في حجرة الصغيره .. لتدخل غرفة الصغيره وهمست بدفئ :
ازيك ياماما
لتلتف اليها مني سريعا قائله بلهفه : كويس انك جيتي يازهره ، نهي عندها تطعيم النهارده .. والمفروض هشام كان يجي من ساعه عشان ياخدها بس اتأخر وبتصل بيه علي تليفونه مش بيرد عليا
لتُطالعها زهره بهدوء ونظرة الي حماتها بأشفاق وتنهدت قائله : خلاص ياماما انا هوديها
فأبتسمت اليها مني بحب وربطت علي كتفها بحنان قائله : مش عارفه يازهره مبقتش عارفه اتصرف معها ، مع اني ربيت تلاته.. بخاف عليها اوي يابنتي
لتُطالعها زهره بتفهم ، ونظرت الي الصغيره التي بدأت ملامحها تتضح ووجدتها تبتسم اليها ونواغزها تظهر واقتربت منها تحملها برفق قائله لها: مدام لبسين وجهزين يلا بينا ياست نهي
لتنظر اليهم مني بحنان مُتذكره مجئ جميله اليهم كل يوم قائله : انا مش عارفه أرد جمايلكم فين انتي وجميله يازهره .. جميله كل يوم بتيجي تطمن عليها وعليا
لتقف زهره مصدومه من أقتراب أختها حتي من حماتها
ثم تحركت ببطئ والصغيره بين ذراعيها
وعندما وقفت امام باب الشقه لتُغادر وجدت هشام يردف بتلهف ناظراً الي والدته بأسف : معلش ياماما كان عندي اجتماع مهم ، خلصته وجيت علطول
ونظر الي زهره التي أخفضت بأعينها أرضا قائلا بهدوء : ازيك يازهره
فتمتمت زهره بخفوت : الحمدلله
وأقترب منها ليمدّ بذراعيه كي يحمل صغيرته ..قائلا :انا هاخدها المستشفي
لتنظر اليه والدته : خد زهره معاك ياهشام .. ولا ايه يازهره
فشعرت زهره بالاحراج من طلب حماتها رغم انها كانت سعيده من تخليص هشام لها من وجودهم سوياً
فتنهد هشام وحمل الطفله منها ... لتخبرها حماتها بود:
روحي معاهم يازهره !
لتسير زهره بفتور خلفه وما من لحظات كانت تركب بجواره السياره والصغيره علي قدميها التي ترتجف من وجودها معه ليتأملها هشام بطرف عينيه فيجد نظراتها مصوبه نحو الطريق تارة وتارة أخري تُداعب أنامل طفلته .. ليتنهد تنهيده قويه قائلا :
مسافرتيش مع شريف ليه يازهره !
يتبع بأذن الله
******
فضلا وليس امرا ١٥ ملصق
الفصل ٢٧و ٢٨
اسف على التأخير
كان سؤاله كفيل أن يجعلها صامته فكيف ستخبره بسبب بقائها هنا ...هل ستقول له بأنه السبب وان لولا رغبة أختها به لما كانت هنا بعيده عن زوجها وحبيبها الذي أشتقت اليه
ليشعر هشام بتخبطها وبوجود أمراً ما قائلا بتنهد :
انتي وشريف تستاهلوا بعض اوي يازهره .. انتوا بتكملوا بعض في كل حاجه .. اخويا بعقله وانتي بعاطفتك
ونظر بطرف عينيه نحوها ليجدها تُركز في حديثه ليسألها بتخمين : جميله أختك عارفه ان انا كنت حبيبك الاولاني مش كده
لتشعر زهره بالأختناق .. وادارت بجسدها نحوه وهي تسأله بأرتباك : انت عرفت منين !
فضحك هشام علي سذاجتها التي مازالت بها ، والتي دوما يستغلوها فيها قائلا : امتا بقي هتبطلي سذاجتك ديه يازهره
وأصدرت سيارته صرير عالي عندما وقف عند مدخل المشفي ليهتف بضيق منها : سذاجتك ديه هي اللي ضيعتك زمان وخلتني أستغلك
وتذكر أنه رغم نيته الدنيئه أتجاهها في البدايه الا انه شعر بمشاعر ناقيه نحوها لم يظن انها فيه .. فهو بالفعل أحبها
نعم لم يحبها بالحب الذي تستحقه ولكن أحبها بأنانيته
وكاد ان يمدّ يده كي يمسح دموعها التي تغرق وجهها ..
الا ان بكاء صغيرته أفاقته علي ما كان سيفعله
وترجل من السياره سريعا كي يحمل منها الصغيره وهو يتنهد بحرقه من شعوره بأحتوائها
وصار دون أن ينظر اليها .. لعله يُسيطر علي مشاعره وهو يُتمتم : كلامنا لسا مخلصش يازهره
...................................................................
أنهت منه المُقابله الشخصيه وهي تشعر بالرضي من أنبهار من اجري معها المُقابله .. فهي فرصه لأي شركه من خبره ومهاره
وصارت في الرواق الذي يؤدي الي مكتب صديقتها كي تراها .. لتجدها جالسه في مكتب خاص بها وحدها
فأردفت قائله بأبتسامه : ومكتب كمان لوحدك ..لاء ده انتي طلعتي جامده اوي هنا ياجميله
لتقف جميله بضيق من مجئ منه اليها في مقر عملها الجديد ، فلاحظت منه ذلك ولكن تلاشته سريعا وهي ترسم أبتسامتها ثانية علي وجهها بعدما جلست علي الكرسي المُقابل لها قائله : ايه ياجميله مش هضيفيني حاجه
لتُطالعها جميله بهدوء قائله : ايه اللي جابك هنا يامنه ..
فنظرت اليها منه ببرود قائله وهي تخفي سبب وجودها الاساسي هنا : كنت قريبه من هنا قولت أدخل اشوفك ياجميله ، مالك مضايقه من وجودي كده
لتُطالعها جميله بنظراتها وهي تتنهد بضيق .. قائله دون شعور منها : انتي مش شايفه لبسك ومنظرك ازاي ، لما حد يعرف انك صاحبتي هيقول اني زيك .. اووف كويس ان هشام مش هنا كان زمانه أفتكر اني زيك
فنظرت اليها منه بنظرات كره أخفتها سريعاً .. وطالعتها ببرود : ماله لبسي ياجميله .. ماطوول عمره كده وفي ايه لما أكون صاحبتك انا مهندسه زي زيك
لتُطالعها جميله قليلا وقد شعرت بضيقها .. فحاولت تهدئتها حتي لا تثير لها المشاكل وكل خططها وحياتها التي تعرفها هي وحدها :
خلاص يامنه انا مقصدش .. متزعليش ياستي
ها أطلبلك ايه !
فنهضت منه بعدما حملت حقيبتها وحاولت ان تكون طبيعيه أمامها كي لا تخسرها الان وتنهدت قائله : افتكرت عندي ميعاد مهم ..يلا باي
وأنصرفت سريعا من مكتبها حتي وصلت الي باب الخروج ودموع وجعها تتساقط .. فكلما جعلها الندم تكره حالها وتُقرر ان لا تجعل صديقتها مثلها والا تكرهها .. تجرحها هي بكلماتها اللعينه دون شعور منها بأن التي أمامها بشر مثلها
وأصطدمت بجسد صلب لترفع وجهها .. لينظر اليها هو بأسف : اسف معلش
ونظر الي اعينها الباكيه .. فأخرج من جيبه منديلا مُعطراً ليعطيه اليها .. ثم أنصرف من أمامها سريعا
فأبتسمت وهي تمسح دموعها .. وهي تقف تُطالع ذلك الغريب الذي عاملها بلطف رغم حزنه هو الاخر
...................................................................
ركضت نحو شقتها بعدما أطمئنت علي حماتها والصغيره .. مُتذكره حديث هشام معها وهو يُخبرها
"شريف بيحبك يازهره ومتحاوليش تخسريه .. وانتي دلوقتي مرات اخويا وزي نسرين اختي فعمري ما هبصلك غير كده صدقيني ومتخافيش مني ابداً انا بقي عندي بنت يازهره "
ورغم كرهها له وظنها بأنه سيخرب لها حياتها الا ان كلماته اليوم معها جعلتها تنظر اليه بنظره أخري
ففتحت باب شقتها .. وذهبت لغرفة نومها لترتدي احدي الملابس التي جلبها لها وبالأخص ذلك الفستان الذي اصر عليها ان ترتديه ولكنها رفضت بسبب عُريه
وبعثت اليها برساله قبل ان تتجهز .. لتخبره فيها بأنها تُريد محادثته صوت وصوره في أمر هام وخطير
لتجده يُهاتفها بقلق وهو يتسأل : مالك يازهره في ايه ، خضتيني .. ماما تعبانه طب انتي فيكي حاجه وباباكي ومامتك طيب كويسين
فضحكت بدلال وهي تستمع لكلماته المُتلهفه .. فتنهد بضيق بعدما فهم فعلتها قائلا ببرود : طب اقفلي يازهره !
لتهتف به سريعا قبل ان يغلق الهاتف : اهون عليك ياشريف تقفل السكه في وشي
فظفر أنفاسه بأشتياق قائلا بحنين : ما انا هونت عليكي يازهره وسيباني هنا لوحدي ... مفكرتيش فيا انا عامل ازاي من غيرك ..الاسبوعين بقوا داخلين علي شهر يازهره
فتنفست بعمق قائله : دول خمسه وعشرين يوم بس ياحبيبي .. وانت بقالك اكتر من أسبوع مش بتسأل عني ولا بترد عليا .. ده عقابك ليا
فتنهد قائلا : لو قولتلك ان مش عارف انام ولا اكمل يومي من غيرك هتصدقيني
فضحكت دون تصديق قائله : بصراحه لاء مش مصدقه ، ما انت عشت سنين طويله بعيد ولوحدك اشمعنا دلوقتي
ليهتف بها بشوق : انا لما اتغربت مكنش معايا حد واتأقلمت علي الحياه لوحدي .. بس انا دلوقتي غير زمان في جزء ناقص مني
وتابع بتنهد : انا كل يوم بتخيلك وانتي في حضني وبتخيل كل لحظاتنا مع بعض ..
ثم اكمل بنبره جامده : وتقوليلي بتعاقبني ليه ، اقفلي يازهره انتي مش هتفهمي حاجه
لتبتسم زهره وهي تشعر بمشاعره تلك .. فهي أيضا أصبحت تشعر بالاختناق لابتعادها عنه ..فأجمل لحظات عمرها قد عاشتها معه وأسر قلبها وجسدها كله
وتابعت برجاء : انا اسفه والله ياحبيبي .. خلاص انا هطمن علي بابا وماما واجي لان ماما الايام ديه تعبانه شويه وجميله مشغوله في شغلها
واكملت بفرحه : ده غير خطوبة ريم ..اللي نفسي احضرها اووي
ليصفي هو اليها سريعا .. ويشعر بأنه قد زادها معها حقاً ..فهو بالنهايه اخذها من عالمها كله لتذهب لعالمه هو وحده
وتنفس بهدوء وهو ينظر الي الاوراق التي امامه :
ساعتين وهروح البيت .. وهبقي اكلمك فيديو
فأبتسمت بسعاده ، وقد تنظر الي الفستان الذي بيدها وسترتديه عندما تُحادثه كي تظل في عينه جميله دوما حتي لو كانت بعيده عنه
...................................................................
طرقت مكتبه بخفه ، ثم أردفت اليه بنبره تملئها الرقه :
مش كفايه شغل كده ياهشام
ليرفع هشام وجه اليها .. عندما نطقت أسمه بدلال .. فهو لا يعلم لماذا يشعر نحوها بالاشمئزاز حتي في نطق اسمه يكرهه منها ..
لتقترب جميله قائله برقه : نهي عامله ايه ، اخدتها للتطعيم
ليخفض هو رأسه الي حاسوبه ثانية قائلا ببرود : ايوه
لتشعر بنبرة بروده ولكنها تلاشتها سريعاً حتي لا تشعر بأهانته اليها .. ليُتابع هو حديثه : في حاجه يابشمهندسه
لتُطالعه جميله بحرج .. وهي لا تعلم كيف ستُجيب عليه فلا يوجد امر يستدعيها لوجودها هنا
وهمست بحرج : ها ، لا ابدا انا بس جيت أطمن علي نهي
وتابعت حديثها بمغزي : هو مين راح معاك التطعيم
ليعلم هو مغزي سؤالها ليقول بهدوء بعد ان نهض عن كرسيه : بشمهندسه جميله انا مبحبش الاسئله الكتير ...واتمني ان القرابه اللي بينا متسمحش بتخطي حدود بين الموظفه والمدير
فنظرت اليه دون تصديق وهي تستمع الي اهانته في عدم تخطيها لحدودها معه
فشعر هو بأضطرابها .. ليقترب منها اكثر قائلا ببرود : عندي شغل معلش مش فاضي
فطالعته بصمت وهي لا تعلم بما تُجيب .. فهو يطردها من غرفة مكتبه بالذوق كما يقولون
وصارت في الرواق الذي يؤدي الي غرفتها سريعا .. لتجلب حقيبتها وهي تبحث عن رقم أختها وضغطت علي زر الاتصال .. ولكن الخط كان مغلق
فتمتمت بغضب : ماشي يازهره ام وريتك ، وألقت بهاتفها في حقيبتها وهي تتنفس بتوعد : طول عمرك غبيه ومبيجيش منك فايده !
...................................................................
نظرت اليه فرحه بقلق وهي تتسأل بعدما تركتهم اختها وانصرفت : خير يافارس!
ليُطالعها فارس بحب أخوي .. فهو يُحبها كشقيقته قائلا بهدوء : ايه بينك وبين حازم يافرحه
فأبتعدت فرحه بأعينها عن نظراته وهي تُنهر نفسها علي أفعالها التي أدت بأن تجعل زوج أختها يتسأل عن قربها من صديقه
ليتنهد هو قائلا بحيره : بصيلي الفرحه
فرفعت فرحه بوجهها نحوه ، ليُتابع حديثه بهدوء :
انا بتكلم معاكي دلوقتي .. لانك أختي الصغيره يافرحه
اختي اللي مش هتخبي عني حاجه واللي عارف ومتأكد ان عمرها ماهتعمل حاجه غلط
وتابع بثقه وهو يُشير اليها : فرحه عمرها ماخافت ولا اتهربت من حاجه بتعملها .. بس فرحه اللي شايفها النهارده
غير كده خالص للأسف
لتلمس كلماته وتر حساسً بها .. فطالعته بشرود وهي تتذكر اعترافها أمس بحبها لحازم رغم لومها لنفسها بخيانتها لمصطفي ..
فهبطت دموعها وهي تهمس : انا خاينه يافارس ، انا خونت مصطفي وحبيت غيره
وظلت تبكي بقهره .. لتأتي أختها علي صوت بكائها بقلق وقبل أن تتسأل عن ما بها .. اشار اليها هو بالأنصراف
لتتركهم دون ان تتفوه بكلمه ..
وتنهد هو بدفئ بعدما غادرت زوجته المكان
قائلا بحنان : مصطفي مات يافرحه ، ديه الحقيقه اللي لازم توجهي نفسك بيها كل يوم
لتتنهد هي بوجع بعدما مسحت دموعها : ما انا كل يوم بواجه نفسي بالحقيقه ديه .. وكانت النتيجه اني حبيت حازم
ليتأملها فارس ضاحكا وهو يُتمتم : يعني افهم أيه دلوقتي ؟
لتُحرك رأسها بتخبط قائله : متفهمش حاجه لان انا مش فاهمه حاجه
فأبتسم اليها وهو يهتف بمغزي : هو الحب بيخوف كده
لتُطالعه بألم وهي تتذكر لحظه اخبارها بوفاة مصطفي ..وتمتمت بوجع : للاسف أه .. مع اللي زي واللي جرب يعني ايه حد يفارقك ويفارق الدنيا كلها
ليحتويها بنظراته الحنونه ليهمس لها بدفئ :
انتي بتحبي حازم يافرحه ،وهو كمان بيحبك
فلمعت عيناها وهي لا تُصدق بما يتفوه به لتهمس بأسي :
حازم لسا موجوع من خطيبته يافارس ، بحسه انه شايفني فيها
ليبتسم اليها وهو مُشفق علي حال صديقه : اللي بيحب حد ميضيعوش من ايده يافرحه ..!
...................................................................
كانت جالسه أمامه كالملاك .. ليهمس بشوق : انتي عايزه تموتيني يازهره
لتضحك هي بدلال بعدما أزاحت تلك الخصله التي سقطت علي خدها
ليُطالعها هو بضيق .. قائلا : اكسر انا شاشه اللاب دلوقتي
لتهتف به سريعا : خلاص مش هضحك ، وهقعد مؤدبه
ليُطالع هو فستانها الذي يبرز مفاتنها قائلا بدعابه :
يامفتريه ليه حرماني من الحاجات ديه وانتي معايا
انا بقول انك ناويه تموتيني
لتهمس هي بصوت مُضطرب من الخجل : بعد الشر عنك ياحبيبي
ليقف هو من علي الكرسي الذي يجلس عليه.. وظل يدور امامها .. الي ان لم تجد له أثر
رغم اتصال المُحادثه .. ورؤيتها لشقتها
الي ان وجدته يجلس ثانية امامها ووجه يُقطر ماء ليتنهد قائلا : انا بقول نقفل احسن دلوقتي .. عشان ممكن اتهور وانزل اجيبك من قفاكي وأرنك علقه وأخدك علي الطياره عدل
لتضحك من تعبيراته بقوه .. الا ان همست بشوق :
يامجنون ، انا مش عارفه انت اتجننت امتي
فيُطالعها بدفئ وهو يهمس : من يوم ماحبيتك يازهره ، انا حاسس اني كنت عطشان واترويت
عارفه دلوقتي نفسي في ايه ..
لتبتسم اليه وهي تهمس بتسأل بعدما وضعت بأحدي أيديها اسفل ذقنها : نفسك في ايه ياحبيبي
ليتنهد بدفئ قائلا : نفسي أخدك في حضني ومخرجكيش منه ابداً
ثم تابع بخبث كي يخجلها ويرد اليها افعالها التي زادته تلهف اليها : وحاجات تانيه انتي طبعا عارفاها
ثم غمز اليها .. ليجدها قد ادارت وجهها عنه وظلت تهذي ببعض الكلمات .. حتي ضحك بعمق قائلا :
هو انتي طلعتي بتتكثفي ياحببتي .. انا بعد الفستان ده قولت خلاص
لتخفض زهره عينيها ارضا وهمست بخجل : انا بقول أقفل عشان ألحق اروح ..لبابا وماما يقلقوا عليا
ليضحك بمشاكسه : ومين قالك اني هخليكي تقفلي .. لاء ده انا ناوي اطلع عليكي مُدة العقوبه
وهمس بصوت مُداعب : ماتقومي ترقصي يازهره .. واه حتي تبقي رقصه من خلف الشاشات
لتلمع عينيها من الصدمه وهي تستمع لطلبه .. وهمست بأضطراب : شريف !
ليحك هو ذقنه التي نمت قليلا وقد أعطته مظهراً أكثر جاذبيه
قائلا بمشاكسه تخلقها هي دوماً به : عيون شريف من جوه ..
وعندما وجدها قد هدء أرتباكها بعد ان ظنته نسي امر الرقصه .. همس بخبث تتخلله الدعابه :
ارقصيلي علي واحده ونص يازهره !
يتبع بأذن الله
********* الفصل الثامن و العشرون
وجدها تُحدق به كالبلهاء بعدما أخبرها عن رغبته في رؤيتها ترقص له.... وضحك بشده وهو يراها لا تتفوه بشئ .. حتي انها كورت كلتا كفيها من كثرة توترها وعضت علي شفتيها من تلك الفكره .. ووجدها تهمس بأرتبارك : انت أكيد بتهزر ياشريف
فلمعت عين شريف ببريق من السعاده وهو يستمتع بطباعها الخام التي لا تدل سوا علي برائتها وهمس بمشاكسه وهو يرفع أحد حاجبيه : وفيها ايه يازهره لما ترقصي لجوزك حبيبك
ليجدها تخبره فجأه : بس انت مالكش في الحاجات ديه
فضحك بمشاغبه وهو يُطالع نظرات أعينها .. وقد اعجبته تلك اللعبه.. ففكره الرقصه قد جائت من أجل ان يستمتع بخجلها الذي افتقده طيلة سنين غربته
وحك ذقنه بيده وهو يتفحصها قائلا بدعابه : ومين قالك اني ماليش .. هو في راجل مالهوش في الدلع برضوه
ونطق عبارته الاخيره وهو يغمز إليها
ليجدها تنظر الي الوقت ..لتنتفض بتهرب قائله : انا لازم اقفل عشان امشي ياشريف ، يلا سلام بقي
وقبل أن تغلق حاسوبها .. وجدته يضحك بقوه وهو يُخبرها بدفئ : يامجنونه استني
وهمس بهدوء : ولا عاوزك ترقصي ولا تتنيلي
وطالع ساعه يده ليتنهد قائلا : الوقت اتأخر .. خلي هشام يوصلك اتفقنا
فأبتلعت ريقها بصعوبه ، وهي تستمع اليه بأن تجعل اخيه يصطحبها لبيت اهلها
وحركت رأسها بأيجاب .. فماذا ستقول له اذا رفضت مرافقة اخيه لها
وتابع حديثها بأرهاق : يلا أقفلي بقي عشان تعبتيني
وعندما شعرت بتعبه .. همست برجاء : شريف انت زعلت مني عشان يعني
وخجلت من نطقها بما كان يرغبه .. فهي من الاساس تخجل ان تشاهد نفسها ترقص فكيف سترقص امامه
فأبتسم اليها بحب وهو يتنهد : لاء ياحببتي انا عمري ما أزعل منك ، انا كنت بهزر معاكي .. يلا بقي عشان تنزلي لماما تطمني عليها قبل ماتمشي وتخلي هشام يوصلك
فأتمتمت هي بهدوء : حاضر .. وهمست قبل ان تنهي محادثتهم : بحب اوي ياشريف
ليبتسم اليها بحنان وهو يُخبرها : ربنا يخليكي ليا ياحببتي
...................................................................
نظرت الي المكان الذي أوقف فيه سيارته لتهتف بفزع : انت وقفت العربيه ليه ياهشام
ليلتف اليها هشام وظل يُطالعها بنظرات جامده قد أربكتها قائلا بجمود : بطلي خوفك ده اللي هيضيعك ..
وتنهد بقوه وهو يري نظراتها المرتبكه قائلا : شريف لازم يعرف الحقيقه يازهره
فطالعته زهره بصدمه .. وهي لا تُصدق بأن كل احلامها ستتخبر بسبب الماضي وهمست برجاء وبعشق قد رأه في عينيها : شريف هيطلقني لو عرف ، شريف مبيحبش حد يخدعه ويكدب عليه
ورغم علمه بطباع اخيه القاسيه .. التي ولدتها معه السنين
فهتف بجمود : وهتفضلي تحت رحمة اختك لحد امتي وهي بتهددك
فنظرت اليه ببلاهي وهي لا تُصدق بأنه علم بذلك .. ليشعر هو بصدمتها وقد تأكد ما ظنه حقاً ليهتف بضيق :
انا قولت كده برضوه .. ما القرب الغريب من اختك ده لماما ولبنتي أكيد وراه حاجه
واعتدل في جلسته ليصبح وجهه نحو الطريق ..وأرجع رأسه للخلف وهو يتنفس بقوه : للاسف اختك لعبتها مع الانسان الغلط
فأخفضت زهره برأسها أرضاً وهي لا تعلم بما ستُجيبه او ستنطق .. ليُتابع هو حديثه : مرضتيش تسافري مع أخويا عشان تقربيني من اختك مش كده
وعندما بدء يكشف كل شئ .. ألتفت اليه بفزع .. ليلتف اليها هو الاخر ويُطالع نظراتها قائلا:
لولا اني عارفك كويس يازهره ومتأكد من انك انسانه نضيفه .. كنت حسيبتك حساب عسير علي اللعبه ديه
وتابع بتأفف : ابقوا اعرفوا اختاروا ناس مغفله تلعبوا عليها
وضيق عيناه بجمود بعدما وجدها تبكي : قولتلك متعيطيش
لتعلو نبرت بكائها وهي تصيح به : انت السبب ، انت السبب
ليظفر بنبره خاويه وهو يخبرها دون رحمه : انا السبب ايه يازهره ، هو انا ضربتك علي ايدك عشان تحبيني ..
كله بسبب ضعفك واحتياجك للحب والكلام الحلو ..
واكمل باقي عباراته بقسوه : انتي اللي عملتي في نفسك كده
فنظرت اليه دون تصديق وهي تهمس بضعف : انا
فطالعها هو بجمود : محدش بيضرب حد علي ايديه انه يعمل الغلط ..
ووجدها تُتمتم بوجع : عندك حق .. محدش بيضرب حد علي ايده ، ومحدش بيختار نصيبه
ورغم ان قسوته هذه كانت من اجل معاقبتها علي ضعفها ثانية وامتثالها لرغبه اختها
الا انه شعر بالشفقه نحوها .. فلم يستطع ان يظل بقسوته معها فهي انقي وابرء امرأه قد عرفها .. فتنفس بهدوء قليلا ليُتمتم مُعتذرا : لازم تفوقي بقي يازهره ، لازم اوجعك شويه زي ماوجعتك زمان عشان تعرفي تكملي
هقولهالك لأخر مره ..شريف لازم يعرف الحقيقه وتكون منك أنتي فاهمه
وعندما طالعته بنظرات شارده .. همس بدفئ : بس هنستني لحد ما أعمل حاجه في دماغي ، وبعديها اخويا لازم يعرف الحقيقه ..
وتابع بندم لعدم اخباره لاخيه بالحقيقه عندما علم بأن زهره هي زوجته : مقدرش اسيبه طول عمره مغفل وهو مأمني عليكي
...................................................................
أردفت الي حجرتها وهي تحمد ربها بأن والديها لم يصروا عليها في الجلوس معهم .. فما سمعته اليوم وشعرت به جعلها كالتائها .. لتتنهد بتعب فاليوم الذي حلقت فيه بالسماء معه رغم بعدهم سقطت بعدها أرضاً
لتشهق بفزع من رؤية جميله تُدخن .. لتهتف بها بصدمه : انتي بتشربي سجاير ياجميله
لتطفئ جميله تلك السيجاره التي كانت تشربها من أجل ان تُنفث فيها غضبها .. ونهضت من علي الفراش وهي تُحدق بها بشر قائله : هشام كان بيوصلك مش كده
لتنظر اليها زهره بصمت .. الي ان أزاحتها جميله بيدها وهي تهتف : بتخدعيني يازهره ، مش كده
واشارت اليها بأصبعها بتحذير : لعلمك انا خلاص قررت اقول لشريف كل حاجه ، لاء ومش كده بس هقوله عن وجودكم ديما مع بعض
وضحكت باستهزاء : وعن توصيله ليكي في ساعتين .. والله اعلم عملتوا ايه في الوقت ده
لتنظر اليها زهره بصدمه من الشر الذي بداخلها .. وهتفت قائله : انا اللي هقول لشريف كل حاجه ياجميله ، وهو بيحبني وهيسامحني
لتضحك جميله بمكر .. وأقتربت منها قائله : بيحب مين ضحكتيني والله .. يحبك انتي .. انتي مش شايفه نفسك
ووضعت بيدها علي وجهها لتبتسم بخبث : هو انتي فاكره عشان العلاقه الزوجيه اللي بينكم وكلامه الحلو يبقي بيحبك
وتابعت حديثها بوقاحه : اي راجل مع مراته كده .. يبان اوي انه بيموت فيها مدام بترضيه وترضي مزاجه ورغبته فيها .. بس مع اول غلطه ممكن تعملها هتعرف قوي ازاي كله بيتنسي
وتخيلي بقي لما يعرف ان مراته الملاك .. كانت علي علاقه بأخوه
وصارت بخطوات قليله وهي تُكمل باقي عباراتها بقسوه :
لاء وياريت مثلا كانوا زمايل .. او معرفه او حتي شافها صدفه .. لاء ايه معرفه من علي الفيس بوك .. طب شوفتي علاقه مشرفه اكتر من كده
فأدمعت عين زهره من تذكيرها بخطأها ، وبعدما كانت تقف امامها قويه ، تلاشت قوتها لُتتابع بضعف : شريف هو اللي طلب ان هشام يوصلني
لتنظر اليها جميله ببرود قائله : وهشام يوصلك في ساعتين .. طب ازاي
فعلمت زهره بأن أختها بالتأكيد قد هاتفت حماتها لتسألها عنها ، ولذلك علمت بالوقت الذي استغرقته مع هشام
وكادت ان تُخبرها بمعرفة هشام بكل شئ .. وسبب قربها منه
ولكن تذكرت اخر كلمه قد قالها هشام اليها
"بلاش يازهره تقولي لجميله اني عرفت ...سبيني انا اتصرف معها .. وبصراحه انا بدأت أميل ليها وافكر ليه متجوزهاش "
ولم تلاحظ هي خبث عينيه عندما أخبرها بذلك ..
لتفيق من شرودها وهي تُطالع أختها قائله : علي فكره هشام بيفكر انه يتجوزك ...
فلمعت عين جميله دون تصديق ، لتقترب منها قائله : انتي هتمثلي عليا ، ولا ديه لعبه بتلعبوها سوا
لتهتف بها زهره : صدقيني ياجميله هو بيفكر يتجوزك .. حاسس انك مناسبه ليه .. وهو لمحلي بكده
فطالعتها جميله دون تصديق لتصفق بيدها عاليا : حلو اووي الكلام ده
واقتربت منها لتنظر اليها بهدوء قليلا قائله : وحتي لو مفكرش يتجوزني ، فأنتي هتطلبي منه ان يتجوزني يازهره
لا الا شريف هيعرف كل حاجه وهوريه الرساله اللي بعتيها لهشام وانتي مراته
لتنصدم زهره مما تفوهت به أختها .. لتريها جميله الرساله التي قد بعثتها هي اليه في بداية طريق هدفها ..
وطالعتها بصدمه قائله : بس انا مبعتش حاجه ، اكيد في حاجه غلط
لتلمع عين جميله بخبث وهي تهتف : اثبتي !
فنظرت اليها زهره طويلا وقد فهمت مغزي كلماتها .. فأختها مخططه لكل شئ اذ لم تنفذ رغبتها ولم تحصل علي هشام
ولمعت عيناها بأشفاق علي حال اختها .. قائله : الظلم وحش اوي ياجميله ، بلاش تدخلي دايره الشر ..
فطالعتها جميله ببرود .. وهي تتجه نحو فراشها قائله :
مبحبش اسلوب العظه ده ، ومدام حاجه عجباني عمري ماهسيبها
فتأملت زهره عباراتها .. فحقاً اختها بها هذا الطبع
اذا ارادت شئ كانت تحصل عليه مهما كان ، فطباعها السيئه منذ طفولتها ولم تتغير ...حتي انها لو تشعر يومً بأحتوائها بسبب تباعدهما دوماً وتدليل والديها اليها
...................................................................
كان يُطالعها وهي تُناقشه في أمر المشروع المسئول هو عنه
ليشعر وكأنه يراها لأول مره .. وظل يتأمل ملامحها الهادئه
ويتذكر الفتره القليله التي اقترب فيها منها
لتلتف اليه فرحه فجأه وتخجل من نظراته التي تحرقها .. وهمست بخفوت : اجيلك في وقت تاني يابشمهندس
فأنظر اليها حازم بصمت .. الي تنحنح حرجاً : شكرا يافرحه ، علي اللي بتعمليه مع نهله اختي
لتبتسم اليه فرحه قائله : نهله زي أختي بالظبط يابشمهندس ..ومن ساعة ماتعرفت عليها يوم ماجتلك هنا وانا حبيتها والله وحسيت اننا شبه بعض
ليتأملها حازم للحظات وشعر بأن قلبه كالضائع ، فنهر نفسه سريعا .. ليُطالعها بجديه : خلينا نكمل شغلنا
فشعرت فرحه بالأسي من تغيره السريع .. وابتسمت بشحوب وهي تطالع ملامحه الجامده
..................................................................
نظرت جميله بصدمه الي منه وهي تخبرها عن بدء عملها اليوم هنا ، فشعرت جميله بالضيق من وجود منه في نفس مكان عملها .. ولكنها سريعا ما تلاشت ضيقها
لتهتف بها منه : شكلك مش مبسوطه بالخبر ده ياجميله
لتُطالعها جميله ببرود قائله : ما انتي مقولتيش انك هتقدمي علي شغل هنا.. لاء وكمان اتقبلتي .. مبروك
فأبتسمت اليها منه قائله : كانوا طلبين مهندسين .. وكان العرض حلو .. فقدمت واتقبلت وقولت اعملها ليكي مفاجأه
فرسمت جميله ابتسامتها بصعوبه وكادت ان تتحدث اليها
فوجدت هشام يردف الي مكتبها لاول مره .. فطالعته غير مصدقه وتذكرت حديث زهره لها بالامس بأنها تشعر بأنه يرغب بالزواج منها وان أفعاله معها بالتأكيد بسبب ما مر به في الفتره الاخيره
وانتبهت سريعا الي وجود منه ونظراتها نحو هشام وكأنها تعرفه .. حتي هو أبتسم اليها
وافاقت من شرودها سريعا وهي تتسأل : خير ياأستاذ هشام ، حضرتك عايزني في حاجه
لينظر اليها هشام قليلا ليقول ببتسامه : كنت عايز اشوف رسومات مشروع الساحل
لتجمع جميله اللوحات التي أمامها قائله وهي تُطالع نظرات صديقتها : طب اتفضل وانا هاجي وراك
فأبتسم اليها ببتسامه جذابه .. جعلتها لا تُصدق بأنها لها
وانصرف هو .. لتفيق منه هي الاخري من شرودها :
هو ده هشام
فشعرت جميله بالضيق من نظرات منه وهتفت وهي تُغادر :
انا رايحه اشوف شغلي ، وانتي روحي شوفي مكتبك فين !
فأبتسمت منه لضيق جميله بسبب وجودها عند مجيئه
وتمتمت بخفوت : هو ده صاحب المنديل
لتتذكر اصطدامها به يوم أن جائت الي جميله وجرحتها بكلامها ، واعطائه لها منديل لتجفف دموعها
وتابعت بهمس : هشام !
...................................................................
جلس شريف علي كرسي مكتبه وهو يبتسم عندما تذكر ليلة امس ، الي ان دخل عليه صديقه رامز قائلا :
صباح الانبساط
فطالعه شريف ببتسامه ثم هتف به بجديه : عملت ايه في الصفقه الجديده
فرفع رامز حاجبه بفخر : طبعا الكوره في ملعبنا وفوزنا بيها ياصديقي وبدماغك اللي مش عارف من غيرها كنا هنعمل ايه ..
ليشعر شريف بالراحه .. ويجد عين صديقه تلمع بالعبث معه
فأشار بأصبعه نحوه قائلا : رامز !
فضحك رامز قائلا : هي زهره جات من مصر ولا ايه
ليتنهد شريف بشوق: لاء لسا .. هتحضر خطوبة صاحبتها وهترجع
فطالعه رامز ببتسامه .. لتردف اليهم جيداء وهي تهتف : مبروك علي الصفقه الجديده شريف
وأقتربت منه بفخر كي تُقبله علي احد وجنتيه ..فأوقفها بيده قائلا : جيداء
ليضحك رامز علي وضعها .. وقبل ان يُغادر هتف بها :
لو كنتي جيتي بوستيني مكنتش همانع صدقيني !
...................................................................
أخبرتها الخادمه بأنه ينتظرها علي الغداء ...فتهكمت من طلبه الغريب ، فمنذ ان جائت اليه لبنان وهم لا يلتقوا الا ليوبخها .. فنظرت في المرئه بعدما انصرفت الخادمه فوجدت وجهها شاحب بشده .. وتذكرت اصرار فارس اخيها عليها بأن تُكمل متابعة طبيبها النفسي .. فهي حقا اصبحت تشعر بأنها ليست بعقلها ... علقها الذي خسرته في زيجتها التي جعلتها حطام أمرأه .. لتشعر بالوجع وهي تتذكر صراخ أشرف بها دوما وضربه لها عندما توفت طفلتها واتهامه لها دوما بأنها السبب وانها لا تصلح بأن تكون امً والموت لها راحه لمن حولها .. فهبطت دموعها وقد ألمتها الذكريات
وتذكرت امر حاتم .. ومايفعله معها من مهانه كأشرف
وازالت دموعها بشرود وهي تتذكر ان الوحيد الذي جعلها امرأه حقاً هو شريف .. فهمست بضعف :
يارتني ماسمعت كلام ماما ياشريف ، ياريت كنت بنيت معاك حياتنا
واطلقت تنهيده حاره .. لتفتح باب حجرتها وتهبط الي مُعذبها الاخر الذي ظنت فيه بأنه سينتشلها من بئر ضياعها
وعندما وصلت الي حجرة الطعام الواسعه .. وجدت بجانبه أمرأه فائقة الجمال ، ترتدي ملابس تبرز تفاصيلها
فلاحظ حاتم نظراتها البارده بطرف عينيه .. فمدّ بيده يلامس وجه من تضحك وتدلل عليه
لتشعر مريم بالغضب .. من فعلته فكأنه يتعمد اهانتها
وحاولت ان ترسم علي وجهها البرود واقتربت منهما بخطي بطيئه .. ليهتف بها حاتم بغضب بعدما تحولت ملامحه المبتسمه الي ملامح قاتمه : ساعه عشان تتكرمي وتنزلي ياهانم
لتُطالعه مريم بصدمه ، فهو يهينها أمام ضيفته .. لتقف الاخري مُرحبه بها بوجه بشوش : ازيك يامريم ، انا كارمن بنت خال حاتم
وعندما وجدتها مريم تمدّ يدها نحوها بلعت غصة اهانته .. ومدّت هي الاخري بيدها وقد شعرت بالالفه اتجاهها وايضا بالأرتياح لمعرفت هويتها
فطالعها حاتم .. بنظرات جامده وهو يراها تمدّ يدها ببتسامه صافيه .. ليضم كارمن اليه بأحد ذراعيه قائلا ببرود :
وخطيبتي !
لتقع الكلمه كالصاعقه عليها لتُطالعهم بصدمه .. فوجدت كارمن تخفض برأسها خجلا وهي تبتسم له
ونظر اليها بغيظ وهو يراها جامده امامه حتي قال بجمود :
مش هتقولنا مبروك يامريم
فأحست بأن الكلام قد ضاع من لسانها .. وظلت تنظر اليهم في صمت .. الي ان سقطت مغشيه عليها
...................................................................
شعرت جميله بالسعاده وهي تري قربه واهتمامه بها هذه الأيام .. ومعاملته التي جعلتها تعيد ثقتها بنفسها كأنثي
وهمست براحه داخل نفسها : اه ياهشام .. ملكتني
انت ازاي كده
لتجد رساله منه علي هاتفها يُخبرها : انا جعان وعايز حد يفتح نفسي علي الاكل
لتُحرك رسالته شئ بداخلها وتبتسم وهي تبعث له برد :
خلاص قول للحد اللي عايزه يفتح نفسك انك جعان وعايزه يتغدي معاك
فبعث اليها برساله جعلت دقات قلبها تتسارع :
طب يلا يلي اسمك حد تعالي افتح نفسي .. لاني جعان موت
فأبتسمت لا أرديا عندما رأت رده
ليتبعه رد اخر : هستناكي بعد عشر دقايق قدام الشركه ..
لتنهض هي غير مصدقه كل مايحدث .. وظلت تدور حول المكتب تجمع أغراضها بفرحه .. كي تنطلق اليه
وتستمتع بقربه الطاغي الذي يأسرها
...................................................................
تقلب في فراشه وهو يشعر بأن شيئاً علي صدره .. ليفتح عينيه .. ليجدها تتوصد صدره العاري وهي عارية تمام
لينهض بفزع وهو يشعر بالدوار غير مصدقاً ذلك الوضع الذي هو فيه
وظل يفرك برأسه بقوه بسبب الصداع .. الي ان وجدها تتثاوب وتفتح عينيها ببتسامه : صحيت حبيبي
فمدّ شريف بيده أرضاً كي يأخذ ملابسه الملقاه ليرتديها سريعا ونهض قائلا : جيداء انتي بتعملي ايه هنا ، انا مش فاكر حاجه
وتذكر انها جائت اليه ليلة امس .. كي تريه بعض الافكار في حملة الدعايا الخاصه بالصفقه الجديده .. لترغب في احتساء القهوه وكاد ان ينهض كي يُضيفها طلبها
الا انه وجدها تقف امامه تطلب منه ان تفعلها هي ويجلس هو كي يقرء افكارها ويري الاماكن التي ستكون بها حملة الدعايا علي حاسوبه ليختار الافضل
وافاق من شروده عندما وجدها تقف امامه وهي تغطي جسدها بمفرش الفراش ... وهمست امامه بشغف :
كانت اجمل ليله عيشتها وانا في حضنك شريف....
يتبع بأذن الله
********
فضلا وليس امرا ١٥ ملصقالفصل الثاني و الثلاثون قبل الأخير
ألجمت عباراته جسدها ، وجف حلقها وهو تراه يضم صديقتها بذراعيه بتملك ويخبر رفيقه وزوجته بأن تلك هي من أخبرهم عنها..
فظنت جميله بأنها غافيه وستفيق حتماً كي تقتلع ذلك الكابوس الذي لم يكن الا حقيقه
وعندما استمعت الي ضحكاته التي كان يختصها بها ، ظناً منها بأن هذه الضحكات اليها وحدها وهتف بهدوء وهو يُطالع منه غير عابئ بتلك الواقفه والتي لا تقوي علي الحركه: اتأخرتي ليه ياحياتي!
فأبتلعت منه ريقها .. فكل مافعله هشام اليوم قد فقد صوابها
فهي لم تصدق يوم سفرها عندما جاء الي بيتها في زياره لم تتوقعها يُخبرها بأنه يُريد ان يتزوجها
فالأول مره تشعر بأنها أمرأه مرغوبه .. رغم انها جميله بعض الشئ وخاصة عندما تضع بمساحيق التجميل وملابسها الضيقه التي قررت التخلي عنهم وعن كل شئ يجعلها كالعاهره
ولكن كان دوماً شعورها بأن جسدها الممتلئ لن يجعل رجلا يرغب بها
وعندما وجدته يمسك يدها امام صديقه ليمدحها ويُحدق في جميله التي وقفت كالخرساء .. تذكرت بأنه كان يُحادثها
وهتفت بهدوء وهي مُسلطه أنظارها علي جميله ولأول مره تكون نظرات أشفاق وليست كرهه : جميله أزيك !
لتُطالعهم جميله بنظرات واهنه .. وهي تُريد ان يُقظها أحد من ذلك الحلم الذي قضي علي جزء كبير بداخلها
وبعدما سمعت صوت رنا وهي تتسأل بود : مالك ياجميله فيكي حاجه ولا ايه ياحببتي
ثم طالعت منه وهشام قائله : أكيد اتفاجأتي زينا من الخبر ده ، وواضح ان انتي ومنه معرفه .. شكلي انا اللي هكون غريبه وسطكم
ليضحك هشام من حديث زوجه صديقه .. ويقف يتأمل جميله بنظره ضائقه يتخللها الندم من فعلته هذه ..
ولكن عزائه الوحيد كان بأنها تستحق ذلك
الي ان وجدها تمشي بترنح .. غير عابئه بنداء رنا ولا نظراتهم نحوهم ..
لتقف منه قبالته قائله : انت ليه عملت فيها كده ، انت قولتلي انك مش هتجرحها
ليتنهد هشام بقوه .. ليخبرها بجمود : ممكن يامنه منتكلمش في الموضوع ده !
...................................................................
تهاوت بجسدها أرضا بعد ان غادرت الحفل وشعرت بأن قدميها لن تتحملها .. لتشعر لأول مره بالمهانه في حياتها
فهي دوماً من كانت تُهين .. هي من كانت تظن ان ليس عيباً
ان تتبع قاعده
"قول للأعور انت اعور في عينك "
وقد نسيت ان كل القلوب التي أجرمت بحقها لها خالق رحيم
لتسقط دموعها أخيراً وهي تُتمتم : انا اكيد بحلم
وظل شريط الاشهر الماضيه يسير أمام عينيها .. وهي لا تُصدق بأنها كانت غافيه كل ذلك الوقت خلف شيطانها
................................................................
فتحت عيناها بتكاسل وهي تتثاوب في الفراش .. متأمله هيئه شريف المنمقه امام المرئه ورائحه عطره التي تسلب عقلها دوما
وابتسمت بسعاده بعد ان سامحها : صباح الخير ياحبيبي
ليقترب منها شريف فجأه .. فيقبلها علي شفتيها بقبله سريعه قائلا : وحشني شعرك المنكوش وانتي صاحيه من النوم
فوضعت بيدها علي شعرها لتهندمه سريعا ، فضحك هو بعلو صوته وهو يري فعلتها
ووجدها تُعاتبه بدلال ورقه : اخص عليك ياشريف ، انا منكوشه
فحرك رأسه بالايجاب وهو يرتدي ساعته الانيقه .. قائلا بمشاكسه : أكدب يعني ..
وتابع بدعابه : تخيلي بقي لو كنت اتجوزت فرنسيه ، ياسلام
وقبل ان يُكمل باقي عباراته وجدها تنهض من فوق الفراش سريعا ، مُنقضه عليه بشر .. وتضع بكلتا يديها علي خصرها قائله بحنق : بتقول ايه ياسي شريف
فضحك شريف بقوه وهو لا يُصدق بأن تلك المخلوقه الضيعفه .. تسلبه عقله رغم جموده وجديته
وكأنها الجزء المرفه بحياته الذي جاء لينعشه ..
وتفاجئ بفعلتها الجريئه عندما وجدها تقف علي أطراف أقدامها تقترب من شفتيه لتُقبله بحب ..
وأبتعدت عنه ..فوجدته مُسلط أنظاره علي عينيها الخجله وانفاسها الضائعه مع أنفسه .. ليهمس بشوق :
مش عايز بعد كده أسمع الكلام اللي سمعته منك وانتي مش حاسه بنفسك
لتخفض زهره رأسها بخجل وهي تتذكر ما تفوهت به عندما أستمعت لكلام جيداء .. فرفع وجهها بأنامله قائلا بهدوء:
ارفعي عينك يازهره ، واوعي تبصي في الارض ابدا طول ما أنا عايش ..انتي قويه ..سامعه
فطالعته زهره ببتسامه هادئه وهي لا تُصدق بأنها زوجة رجلا كهذا .. وضمها اليه بحب قائلا :
انا عارف انك مكنتيش تقصدي كلامك ده ، وعارف اي حاجه بتعمليها .. بتعمليها بحس نيه وهو ده اللي بيشفعلك صدقيني
فأبتعدت عنه قليلا ..لتنظر في عينيه وهي عاشقه مُتيمه به
وتنهدت بندم وهي تُقرر بأنها يجب ان تخبره عن هوية حبيبها السابق الذي أكتشفت بعد زوجها منه انه لم يكن حب بل مجرد احتياج لبعض الاهتمام ليس أكثر
ليربط هو علي وجهها بنعومه قائلا بمشاكسه : هتأخريني عن الاجتماع ياهانم
وانصرف بعد أن قبلها علي أحد وجنتيها ليتركها كالتائها في بحور عشقه
...................................................................
نظر اليها حاتم بعد ان انتهت من جلستها النفسيه...فطالعته بنظره ممتنه رغم معرفتها بأنه سينفصل عنها بعد ان يساعدها..وتأملها بملامح هادئه وهو يسألها :
حاسه انك مرتاحه يامريم!
فحركت مريم رأسها له باالإيجاب وهمست : انت طيب اوي ياحاتم
فأبتسم حاتم علي نظرتها اليه التي ليست في محلها.. فهو ليست من سماته الطيبه ولكن معها لا يعلم لما هو كذلك
ثم امتقع وجهه عندما وجدها تتذكر زوجها قائله : ويمكن اشرف كمان كان طيب..
وعندما وجدت ملامحه قد اكتاسها الغضب تابعة بفتور:
اكتر غلطه ممكن يرتكبها الواحد في حق نفسه ان يبيع مشاعره وحياته عشان الفلوس..
وتذكرت جملة والدتها دوما اليها عندما كانت مراهقه
"الراجل اللي معاه فلوس .. هو ده اللي ينفع الواحده تتجوزه
غير كده تبقي الواحده خيبه وفقريه "
وضحكت بسخريه ... وهي تتذكر نفسها كيف كانت حياتها مع زوجها الاول ..
ليشعر بها حاتم لأول مره قائلا بهدوء : انتي من اهم اسباب ضياع نفسك يامريم !
..................................................................
جلست جميله علي فراشها بأعين مسوده .. فهي حتي الأن تظن نفسها في حلمً يخنقها
ليعيد عقلها كل ماحدث للمره الألف ودموعها تنحدر.. فقد قتلها هشام وهي كالغبيه كانت تُصدقه كالمغيبه
فقد لعب بها ... وهدمها ووسم في حياتها حبه الكاذب
لتردف اليها والدتها بقلق قائله : مالك ياجميله ، حالك من امبارح مش عجبني يابنتي
وعندما لم تجد رد منها تنهدت بفتور : حد زعلك طيب في الحفله يابنتي
فتمتمت جميله بقهر : ارجوكي ياماما سبيني لوحدي ، وعشان ترتاحي مشاكل في الشغل ياستي
لتنظر اليها والدتها نظره أسي وقبل ان تُغادر همست : كلمتي زهره أختك تطمني عليها
ليقع اسم زهره علي أذنيها وهي تتذكر تحذيرها لها منه
ولم تصدقها
وأمسكت بهاتفها وهي تري والدتها تخرج من الغرفه .. تاركة اياها
لتُقابل زوجها الذي كان يهم بالخروج .. وهتفت بحزن :
جميله مش عجباني يامنصور
ليلتف اليها هو قائلا : ولا عجباني انا كمان .. اظاهر ده أخرة دلعنا فيها ونفخنا ليها في السما
وتذكر زهره التي لم تحظي بحنانهم مثل جميله .
وأنصرف من أمامها وهو يضرب كف بكف علي احوال ابنته
..................................................................
لمعت عين زهره بالدموع وهي تري نتيجه الفحص ..فهي قد نسيت امر الفحص تمام بسبب ما مرت به .. ولحسن حظها كان اختبار الحمل لديها .. لتبتسم بسعاده وهي تتحسس بطنها
التي تضم طفلا من شريف .. وتذكرت اخر ليله كانت بينهم في مصر قبل ان يغادر هو بمفرده ..
وفجأه رن هاتفها لتجد رقم أختها جميله .. وهتفت بقلق : جميله !
ليعلو صوت جميله الغضب : طلع بيضحك عليا يازهره .. طلع كداب .. خطب صاحبتي وهيتجوزها
انا ازاي كنت غبيه كده ..
وقبل ان تنطق زهره بكلمه .. وجدت جميله تخبرها بتوعد :
انا هقول لشريف كل حاجه وهقلب كل حاجه عليه ، خليه يعرف أن خوه المحترم كان علي معرفه بمراته
لتشهق زهره فزعاً وتمتمت برجاء : حرام عليكي ياجميله ، انا ذنبي ايه ليه تخربي حياتي
فهتفت بها جميله بجمود : ذنبك .. اني كنتي حبيبته زمان يازهره
وأغلقت الهاتف بوجهها .. لتنظر زهره لهاتفها وهي لا تُصدق بأن اليوم الذي فرحت فيه بخبرحملها قد ضاع
لتعاود الاتصال بها ولكن لا رد
وتذكرت بأنها تعلم رقم هشام ...الذي كان سبب لكل مايحدث لها
فوجوده اذاها في الماضي .. ومازال يؤذيها حتي في مستقبلها
.................................................................
ظل يدور بكرسيه وهو شارد فيما فعله بجميله ليلة أمس ..
ليتذكر منه وأمرها .. فهو حتي لو تزوجها سيتزوجها كي يثبت لأخيه بأن زهره ليست في حياته ..فهو يُكمل حياته دوماً دون اي حنين لأمرأه كانت علي معرفه به سابقا
ورغم انه يعلم بنتائج ما سيفعله بنفسه .. الا انه هو الحل الذي امامه الان حينما يواجه اخيه.. فأخيه كان لا بد ان يعرف من البدايه بكل شئ
ليسمع رنين هاتفه ..فيوقف دوران كرسيه ولمعت عيناه عندما رأي رقم المتصل
وضغط علي زر الاجابه وهو يستعد لسيل من الغضب والأتهامات وقبل ان يتكلم وجدها تهتف به بغضب :
انت اسوء انسان شوفته في حياتي .. اختي عاملتلك ايه عشان تأذيها كده
فضحك هشام وهو يري دفاعها عن شقيقتها التي كانت تتلاعب بها قائلا ببرود : حصاد شرها وطمعها
فتنفست زهره بصعوبه وهي تخبره بألم : انت مش ربنا عشان تحاسب الناس ياهشام .. وياريت بلاش انت بالذات تتكلم
ليتنهد هشام قائلا بتهكم: انا مضربتش اختك علي أيدها عشان تحبني ، وانتي عارفه كده كويس
ورغم انها تعلم حقيقه ماتفوه به .. الا انها تشفق علي حال شقيقتها . فمهما فعلت ستظل شقيقتها الكبري
وهتفت به برجاء : اتجوز جميله ياهشام ، صدقني هي بتحبك
فتنهد هشام بسخريه .. قائلا : اختك مبتحبش غير نفسها
وعندما اخبرته بأن جميله ستقص لشريف كل شئ .. لتدمره كما دمرها ..
ضحك علي ماكان سيفعله بنفسه كي ينهي تلك المهزله ويحدث مايحدث ... فهتف قائلا : أظن ان وقتك جيه يازهره
شريف لازم يعرف منك انتي .. لو عرف منك أكيد هيغفرلك
ليغلق معها الهاتف ..
فوقفت تنظر أمامها وهي تبتلع ريقها وتتخيل ما سيحدث عندما ستخبره بكل شئ
وتنهدت بقله حيله وهي تُتمتم : هقوله ايه انا دلوقتي .. انا حامل ولا ان الشخص اللي وهمني بالحب زمان كان اخوك
................................................................
تأملها بسعاده عندما وجدها تقف أمامه تحمل بعض الاغراض الخاصه بأخته والتي حان موعد زفافها
قائله بأرهاق : وسع كده من علي الباب خليني أدخل
فضحك حازم علي نبرتها .. ليتسأل : فين نهله
ليسمع صوت نهله وهي تأتي من خلفها تحمل بعض الاغراض ايضا
فيضع بيده علي شعره ليبعث به ..وهو يتمتم : كده انتوا الاتنين هتخربوا بيتي
فركضت نحوه اخته بعد أن تركت الاشياء جانباً وأحتضنته بذراعيها باكيه : ربنا يخليك ليا ياحازم يارب ، انا عارفه ان حملي تقيل عليك
فضمها بذراعيه وهو يواسيها بدفئ ..: ياهابله انا بهزر معاكي .. انتي بنتي يابت قبل ماتكوني أختي
لتُسلط فرحه أنظارها عليهم وهي لا تُصدق بأن الله قد رضاها بشخص مثل حازم
..................................................................
ظلت تفرك يدها بتعلثم وهي تُطالعه .. حتي تنهد شريف بملل : بقالنا ساعه قاعدين القعده ديه ، ياصبر أيوب
ولمس وجهها الدافئ قليلا من كثره التوتر قائلا بحنان :
ياحببتي في ايه ، انا بدأت أقلق
لتبتسم اليه زهره ، فتجده يبتسم لها .. ثم ضمها اليه بحب : انا خلاص نسيت صدقيني اللي عملتيه .. وسامحتك ياسيتي
وأبعدها عنه قليلا .. ليعبث بخصلات شعرها قائلا بدعابه :
بس لو اتكررت تاني ..هشدلك ودانك الأتنين
فضحكت علي حديثه الذي تعشقه رغم توترها
لتجد هاتفه يُعلن عن أتصال أحدهم .. فشعرت بالخوف من أن يكون هشام او أختها
وعندما نظر للمتصل تمتم بخفوت : مش وقتك يارامز
فشعر قلبها بالأرتياح قليلا .. وتنهدت بعمق
لتجده يقف بملل : لاء شكل كده يومنا طويل يازهره ، هدخل أغير هدومي لحد ما لسانك يتفك وتتكلمي
وصار بخطوات بطيئه .. نحو غرفته ..
ليجدها تهمس بأختناق : مش عايز تعرف مين الشخص اللي كنت عرفاه قبل ماتتجوزني ..
ورغم أنه يعلم بأنه ماضي وأن ذلك الشخص قد جرحها .. الا انه شعر بالضيق لتذكرها له
وتنهد بعمق وهو مازال يُعطيها ظهره : الماضي راح لحاله خلاص يازهره ، انسيه
فأغمضت عيناها وهي تشعر بالشفقه علي حالها .. لتخبره بعضف : الشخص ده هو هشام اخوك ياشريف !
يتبع بأذن الله
*******(الفصل الأخير
شعر بدوار يلفح رأسه فأغمض عينيه وهو لا يستوعب ما نطقت به للتو ولكن ماجعله يفيق من غيبوبته الضئيله صوت نحيبها الذي يعلو تدريجياً.. ليهمس داخل نفسه :
هشام هو حبيبك الاولاني يازهره ، هو ده اللي خلاكي تفقدي ثقتك في الناس ..وتذكر عبارات والدتها عندما أخبرته يوم عقد قرانهم عنه .. الي ان جاء اليها يومً وجلس معها بمفردهم لتقص له الحكايه وكيف تعلقت به زهره وتقرب منها ليخدعها
ليشرد فيما كان داخله عندما علم بذلك ...فشعر بغضب لا يعلم سببه رغم انه في البدايه لم يكن يحبها بل تزوجها زواجاً تقليدياً وبهدف .. ولكن اليوم والثقل الذي يشعر به داخل قلبه
قد تغير تمامً ... فألتف اليها ببطئ شديد عندما سمع صوت نحيبها يزداد وهي تتسأل بضعف وخوف :
انت هتسبني ياشريف علي غلطه ماليش ذنب فيها
ورغم انه يعلم ان لا ذنب لها الان فما حدث كان ماضياً الا انه في تلك اللحظه لا يُدرك لما وقف غاضباً بهذا الشكل .. فلو كان اخيه امامه الان لكان
خنقه لانه عبث بقلب زوجته قبله .. وجعل قلبها يدق اليه اولاً
وهو من له الحق بذلك
خنقه لانه لم يخبره حتي الان عن ذلك الامر ...
ليُطالع ملامحها بجمود قد قتلها قائلا : انتي عارفه احنا بقالنا أد ايه متجوزين
فحركت زهره رأسها اليه بسكون تام .. فوجدته يتسأل بغضب: ولسا فاكره حضرتك تصارحيني النهارده
لتغمض زهره عينيها وهي تلوم جُبنها هذا.. الذي يضيع حقها وكادت ان تُبرر فعلتها .. الا انها سمعت صوته الصارخ : عارفه انا فنظر نفسي ايه دلوقتي
لتُسلط زهره اعينها عليه ومازالت دموعها تتساقط
فوجدته يخبرها بغضب : راجل مغفل ... انتي واخويا خدعتوني
ورفع بيده نحو فروة رأسه ..ليغزر أنامله بقوه في خصلاته السوداء الناعمه .. وهو يتذكر أول مره أجتمعوا فيها
فقد كان في المطار قبل رحيلهم ... وتعود ذاكرته الي يوم وجدهم بالمطبخ سويا بعد ان جرحت يدها .. ثم رحيل اخيه
كل ذلك كان يدور بعقله دون هواده
الي ان وجدها تهمس بضعف : لو مش هتسامحني ، طلقني ياشريف .. بس اللي لازم تكون متأكد منه .. ان من يوم ماأتجوزتك وحتي أتخطبتلك عمري مابصيت لأي راجل غيرك ولا قلبي حب غيرك..
لتسقط كلمة طلاق علي اذنه كالجمر ، فأقترب منها بغضب وأمسك ذراعيها ليتوعد بشر : طلاق مش هطلق سامعه ...
وقذفها بذراعيه لتسقط أرضاً متأوها .. ثم سمعت صوت باب شقتهما يُقفل بعنف
لتضع بيدها علي بطنها وهي مازالت أرضاً ..متألمه من دفعته لها وهي تهمس بخذلان : هو ده اللي كنت خايفه منه .. محدش بيسامح ولا بيغفر غلطه ملناش ذنب فيها
...................................................................
ذهبت اليه في الشركه حتي تفهم منه ماينوي فعله ...
فعلقها يُخبرها بأنه فعل ذلك من أجل أن يُهين جميله
وعندما سمحت لها سكرتيرته بالدخول .. دخلت منه بوجه أخر غير وجهها الذي كان يتراكم عليه طبقات مساحيق التجميل ... كم انها بها شئ غريب وبملابسها
فمنه قد أرتدت الحجاب ...
وظل للحظات يُطالعها ، ناظرا الي كل أنش فيها
حتي وجدها تشيح وجهها بعيداً عن نظراته المتفحصه
فتنحنح بجديه قائلا : ايه الموضوع المهم اللي كنتي عايزاني فيه
فتمتمت منه بخفوت : انت عايز مني ايه
ليضحك هشام علي عباراتها قائلا بجديه : اتجوزك ، ايه الغريب في كده
فأبتسمت منه بتهكم وهي تستمع اليه قائله بخفوت :
تتجوزني انا ... حضرتك واعي بلي بتقوله
وتابعت بمراره : اقولك انت هتتجوز مين
ليجف حلقها وهي تتذكر أفعالها القديمه قائله بأنفس متقطعه :
هتتجوز انسانه زباله ..بتسهر في الديسكوهات .. ومقضياها بمزاج
ليبتسم هشام لما هو يعلمه عنها بكل تفاصيله وتنهد بضيق قائلا : ماضيكي انا ماليش دخل فيه
ثم تابع بجديه وهو يجلس علي كرسيه ليُتابع أعماله : اعملي حسابك هفوت عليكي بليل عشان تتعرفي علي والدتي واختي
لتقف منه مزهوله مما تسمع .. فهي توقعت بأنه يتلاعب بها
وانه اليوم سيُخبرها بأنها كانت مجرد دور في لعبه
لتجده منشغلا بما يتفحصه وكأنه يخبرها بأن لا وقت لديه الان
.............................................................
نظر الي معالم وجهها الصافيه وهي تُلاعب طفلها في حجرته ... فيومان في المتابعه مع تلك الطبيبه أصبحت هكذا
ليتسأل داخله بما فعلته الطبيبه .. ليشرق وجهها هكذا
وتجعله يجن ..
ووجدها تتمايل بخفه وهي تُساعد صغيرها في رسوماته ...ليغلق الباب سريعا ..عندما شعر بأن تفكيره نحوها يأخذ مدخلا أخر .. فهو لو ظل واقفاً هكذا.. سيروي عطشه الان منها حتي لو كان امام صغيرها وسينسي أمر أنفصالهم
لتبتسم مريم بعد ان سمعت انغلاق الباب .. وتذكرت أخر جمله قالتها لها الطبيبه في الجلسه الماضيه
"انتي مش مريضه ولا حاجه يامريم ، كل اللي انتي فيه بسبب كرهك لنفسك وتفكيرك ديما انك لو كنتي حصلتي علي أول حب في حياتك مكنش حصل ليكي أي حاجه من اللي أنتي عايشاها دلوقتي .. مع ان ده أكبر غلط ممكن الانسان يرتكبه في حق نفسه .. ويظن ان الخير كان في اللي فات .. رغم ان الخير بيكون ديما في اللي جاي "
وأنحنت علي صغيرها .. لتقبله برضي .. داعية الله من أن يعطي اليها فرصه كي تنشئ حياه جديده
..................................................................
نظرت منه الي والدة هشام وأخته وهما يفحصونها بتمهل
وعدم رضي .. رغم ان والدته عاملتها بمحبه ولم تشعرها بشئ
الا ان وجودها في بيته جعلها تشعر بأنها ليست تشبهم
واخفضت رأسها سريعا عندما رأت نظرات نسرين اليها الجامده .. ليشعر هشام بكل ذلك التخبط
حتي وجد والدته تسير نحوها وهي تحمل الصغيره قائله : بتعرفي تشيلي الاطفال
فنظرت الي يدها الممتده بالطفله .. وحملتها بشعور غريب لا تعلمه .. شعور لأول مره تجربه .. فيبدو ان الاطفال لهم نقاء غريب يخطفون به القلوب
فطالعتها والدة هشام بنظره عميقه .. وهي تتأمل كل تفصيلها
لتضم منه الطفله لحضنها وتبتسم بسعاده .. وعندما وجدت الصغيره تُطالعها بضحكه واسعه .. اقسمت ان لو كان لها نصيب علي والدها فستجعلها كأبنتها ولن تُضيعها كما هي ضاعت بسبب والديها وانفصالهم
لتنظر نسرين الي والدتها بأندهاش وهي تُتمتم بخفوت :
ايه اللي عملتي ده ياماما
فلم تعيرها والدتها اي أهتمام .. وسطلت أنظارها علي ابنها الذي وقف مصدوماً مما يري فأبتسمت قائله كي تخرجه من كل تخبطه هذا : مبرووك يابني ..
فنظر الي والدته بشك مما سمعه ، ليجد أبتسامت والدته مرسومه علي شفتيها .. رغم أنه قبل مجئ منه كانت تجلس عابسه رافضه كل هذا .. حزينه علي زوجته الاولي وابنته
...................................................................
حطمها بتجاهله لها .. حتي انه لم يعطيها اي فرصه لبدء الحديث معه .. فسقطت دموعها وهي تراه يُحذرها بيده بأن تصمت
فأنصرفت زهره من أمامه وهي تري ان السعاده التي عاشت فيها معه قد ضاع بريقها .. فأنسحبت بعد أن كانت ستخبره بحملها ...فمن الممكن اذا علم بذلك ينسي ويُسامحها ..
اما هو وقف بنيران هائجه .. وهو يضغط علي قبضة يديه التي أبيضت مفاصلها منتظراً حجز سكرتيرته تذكرة سفره
.................................................................
مسحت علي وجهها المرهق ، وهي لا تقوي علي الحركه بسبب ذلك النزيف الذي يقضي عليها .. فالأول مره عادتها الشهريه تكون بهذه القوه
فدخلت عليها والدتها وهي تتسأل : أتصليلي بشريف خليني اطمن علي اختك .. أختك صوتها مش عجبني
لتُطالع جميله والدتها بأرهاق وهي تخرج رقم شريف من هاتفها ..
وتذكرت قبل ان تخبر شريف بكل بشئ .. وجدته يسألها عن اذا كانت تعرف هوية حبيب زهره السابق .. فأخبرته بالأيجاب
ليغلق بعدها الخط في وجهها .. وكأنه لم يتحمل الحقيقه
.................................................................
نهض هشام فجأه وهو يري اخيه يقف أمامه .. ليلكمه شريف في وجهه فتمتم هشام بفتور : شريف أسمعني طيب
ليلكمه شريف بلكمه أخري وهو لا يشعر بنفسه ... حتي ترنح هشام للخلف وهو يمسح الدماء التي تقطرت من أنفه
قائلا : أهدي الاول وبعدين نتكلم
ليقترب منه شريف .. وهو يهتف بغضب : عارف يوم ماعرفت أنها كانت علي معرفه براجل قبلي وضحك عليها واستغلها اتمنيت ايه ... اتمنيت أخنقه بأيدي ..
ليخفض هشام أعينه بأنكسار وهو يشعر بالذنب بما كان يفعله واستغلاله لمشاعر الفتيات قبل زهره .. لتأتي زهره ويأتي بعدها تعقله وزواجه بنهي
وشعر اليوم بأن عبارة " داين تدان "
قد ردت له .. ففي النهايه أحدهن أصبحت زوجه اخيه واصبحت من عائلته
ليهوي شريف علي الكرسي الذي امامه وهو يُتمتم :
لسا بتحبها
ليهتف هشام بصدق : والله ياشريف كل شعوري اللي كان اتجاه زهره هو الذنب .. انا عمري ماأخونك ولا أضيع ثقتك فيا
فطالعه شريف بسخريه وضحك بخفوت : عمرك ماتخوني
وتابع بحديثه : لاء خونتني ياهشام وهي كمان خانتني .. لما مقولتوش ليا الحقيقه وخلتوني مغفل بينكم
وتنهد بأرهاق : ماما قالتلي انك هتتجوز
وعندما ظل الصمت بينهم للحظات .. تابع حديثه بتهكم :
مبرووك !
ليُتمتم هشام بهدوء : الله يبارك فيك
وعاد الهدوء بينهم ثانية .. ليلح سؤال يخشاه هو
وتسأل قائلا : هتعمل ايه مع زهره !
فرفع شريف وجهه نحو اخيه .. ولولا معرفته اليوم بأمر زواجه من أمرأه اخري لكان ظن بأن أخيه مازال يفكر في زوجته .. فرغبة هشام بالزواج من أخري جعلت ثورته تهدأ قليلا .. ليقف شريف فجأه قائلا :
سيبك من حياتي .. وخليك في حياتك انت
ليقترب منه هشام سريعا قائلا برجاء : هتسامحني ياشريف مش كده
ليُطالعه شريف ببرود .. وأنصرف من أمامه وهو يُتمتم :
سيب السماح للزمن ياهشام
...................................................................
مرت الايام بأحداث جديده ورغم جمالها للبعض الا انها كانت علي البعض الأخر باهته
جلست زهره علي المكتب الخاص بها كمصممه منذ شهر.. فهي عندما عدت الي فرنسا أبلغها عمران بأن تصميماتها قد حازت علي الفوز في المسابقه التي دخلتها الشركه
لتتذكر زهره سعادتها بالخبر في هذا اليوم .. وبحثت عن رقمه سريعا
لتخبره بما حدث وعندما سمعت صوته .. اخبرته عن فرحتها
ليأتيها صوته البارد وهو يخبرها بأن عمران قد حدثه ..ثم أغلق الخط سريعا دون حتي ان يبثها بكلمه حنونه
فهبطت دموعها وهي شارده في ذلك التصميم الذي أمامها
ومدّت بيدها نحو بطنها التي اتأخذت بروز صغيراً فهي في شهرها الثالث .. وهمست بضعف لطفلها : تفتكر لازم يعرف بوجودك ..
ومر شريط جفاه معها وهي تُتابع بحديثها : هو مش عايزنا .. ولو عرف بوجودك هيفتكر اني بضغط عليه بيك
وعندما وجدت عمران دخل غرفتها المستقله .. أبتسمت اليه بفتور ليقترب منها قائلا : مصممتنا المحترفه بتعمل ايه
وعندما رأي بعض الاوراق امامها .. اقترب منها سريعا قائلا بلمعه : فنانه يازهره
فنظرت اليه زهره بنظرات ممتنه وهي تري التشجيع الذي تحصل عليه منه وحده ..
وشردت في شريف الذي لا يعيرها اي اهتمام ..
ولكنها مازالت ممتنه له فهو أساس نجاحها هذا في البدايه فلولاه ماكانت هنا الان
وتنهدت بصوت غير مسموع وهي تهتف بأسمه : اه ياشريف ...هتفضل لحد امتي بعيد عني
وأفاقت علي صوت عمران وهو يتسأل : بس ليه حاسس بنبرة حزن في تصميماتك
لتُطالعه زهره بصمت وهي لا تعرف بما ستُجيب عليه
..............................................................
طالعت جميله الطبيب بصدمه بعد أن تفحص تحليلها
فالطبيب يُخبرها دون رحمه بأن لديها سرطان في الرحم ..
لتجده يكمل باقي عباراته : والرحم لازم يتشال
فسلطت أنظارها عليه وهي لا تُصدق بأنه يطلب منها ان تزيل رحمها وهي مازلت بنتً .. مازلت لم تذق طعم الامومه كي تتخلص أن أهم جزء في كونها كأمرأه
لتهتف به بأعين يكسوها الدموع : انت لازم تتصرف .. استأصل الورم من غير ماتشيل حاجه ..
وظلت تبكي بهستريه وهي تخبره : أرجوك ساعدني
ليُطالعها الطبيب بأشفاق ، ولكن لم يكن بيده أي شئ .. فالورم قد انتشر ولابد من ازالته ولن يستطيعوا فعل هذا غير بأستأصل الرحم
ليُحرك لها الطبيب رأسه بأنه لابد من فعل ذلك
لتشرد هي عندما بدأت عادتها الشهريه تأتيها بكثره .. وبنزيف مستمر .. فقررت أن تذهب للفحص
...............................................................
خطت قدميها بصعوبه نحو مقر شركته .. لتُطالع غرفه مكتبه بوجع .. وتذكرت في بداية عملها عندما كانت تأتي اليه .. وفجأه سمعت صوت رامز من خلفها وكان هو معه وهتف بمرح : اخيراً يازهره شفناكي هنا ، انا قولت خلاص زهره نستنا وعمران اخدها مننا
فأبتسمت له زهره بألم وهي تري نظرات شريف تتجاهلها
وكادت ان ترد علي رامز الي ان سمعت صوت شريف وهو يتجه نحو مكتبه : انا دخل مكتبي عشان اشوف الايميل اللي اتبعت وانت حصلني يارامز
وتركها دون أن يسألها حتي عن سبب وجودها
لينظر اليها رامز بعد أن رحل صديقه قائلا بتسأل :
هو انتوا زعلانين مع بعض ولا أيه يازهره
فتمتمت زهره بخفوت : لاء ..
وتابعت بأختناق : هي فين جيداء صحيح
فطالعها رامز بتسأل : جيداء سافرت سويسرا من شهر تقريبا وقررت تستقر في حياتها هناك
لتبتسم اليه زهره بخفوت .. وتنهدت قائله وهي تُغادر :
طب انا نزله بقي عشان اشوف شغلي
فودعها رامز بعينيه في صمت .. ليتجه بعدها الي شريف
..............................................................
أخذ يزيل رابطه عنقه بأختناق وهو يتذكر ملامحها الباهته التي قد أنطفئت ونظرت عينيها المكسوره .. فشعر بألالم
من حالتها تلك .. فهو قد كسرها كما كسرته بخوفه منه وجعله كالمغفل
ليجد رامز يهتف به بتسأل : أحرجت زهره علي فكره ، مهما كنت زعلان كده منها متعملهاش كده ...
ليتنهد شريف قائلا بلامبالاه : خليني نشوف شغلنا يارامز
..........................................................
هبطت الي مكتبها سريعا .. كي تترك لدموعها العنان
ووضعت بيدها علي قلبها وهي تهدأ من حالته قائله :
هتفضل تتوجع لحد أمتي من غير ماتتكلم ..
وفجأه وجدت أحدي صديقاتها التي تعرفت عليها مؤخراً وقد كانت فتاه تونسيه ..
زينب : زهره انا حجزتلك عند دكتوره كويسه عشان تطمني علي البيبي
لتمسح زهره دموعها سريعا .. فتقترب منها زينب قائله بتسأل : مالك يازهره انتي بتعيطي ياحببتي
فحركت زهره رأسها بفتور وهي تمسح دموعها قائله :
مافيش حاجه يازينب .. ميعاد الدكتوره أمتي
فطالعت زينب ساعتها قائله : بعد ساعه .. نستأذن ونخرج
فأبتسمت اليها زهره ببتسامه ممتنه قائله : طب يلا
..............................................................
وقفت فرحه بجانبه تتأمل شبكتهما وهو ينتقوها .. فمر شريط ذكرياتها مع مصطفي منذ اعترافه بحبه لها .. الي فرحتها عندما جاء يطلب من والدها .. حتي يوم شبكتهما وعقد قرانهما
لتنحدر دمعها من عينيها .. مسحتها سريعا وهي تُشاهد حازم ينتقي هو أيضاً دبلته الفضيه
وأقتربت منه وهي تنظر الي دبلتها التي تلمع في بنصرها
داعيه من قلبه وبصوت خفيض : يارب ديمه نعمه في حياتي
..................................................................
وقفت زهره مزهوله .. وهي تراه أخيراً يتحدث معها
ورغم ان نبرة حديثه كانت قويه .. الا انها شعرت بالسعاده بأنه أصبح يشعر بوجوده ..
لتجده يسأله بجمود : كنتي فين ، السواق قالي انك مروحتيش معاه ..مع انه استناكي في ميعاد الانصراف
فتذكرت زهره امر السائق الذي يصطحبها صباح بعدما يُغادر هو ذاهب بمفرده .. ويأتي عند انتهاء دوام عملها ليصطحبها ... حتي تجاهله كان في هذا ايضا
لتُمتم زهره بخفوت : روحت مشوار مع زينب صاحبتي
فأقترب منه شريف بجمود وهو يهتف بها بغضب : والهانم مقلتش ليه قبل ماتخرج ، ولا خلاص فاكره نفسك مش متجوزه
فأبتلعت كلمته بوجع .. فهي بالفعل أصبحت لا تشعر بأنها أمرأه متزوجه .. هي الان تشعر بالوحده والمراره
وتنهدت بألم : لما طلعتلك الشركه .. كنت جايه أقولك
بس انت قولت وراك شغل ومسألتنيش حتي انا هنا ليه
فطالعها بصمت .. وهو يعلم بخطأه وتسأل ببرود : وروحتي فين بقي
ظلت تتأمله للحظات وهي لا تعلم أتخبره أنها ذهبت لتطمئن علي طفلهما ام تظل صامته .. وهتفت بتنهد : زينب كانت تعبانه شويه فروحت معاها للدكتور
فتأملها قليلا .. وهو يحرك رأسها بصمت الي ان قال :
كتب كتاب هشام كان النهارده !
.................................................................
أحيانا نظن بأن الحياه ستظل دوماً هادئه دون عواقب
رغم ان الكون ليس كذلك .. فالبحار رغم صفائها لها أمواج تقتلع كل ماحولها .. والسماء رغم جمالها يأتي الرعد ليجعلها كالصاعقه وأيضا الجبال رغم سكونها تتهاوي قممها احيانا
كان لا يعلم لماذا يعاقبها..
ايعاقبها علي ماضي لا ذنب لها فيه
فهي احبت مثلما أحب هو ..فماذا يفرق الآن هل لأن اخيه هو حبيبها السابق ام ماذا ..ام يعاقبها علي خوفها منه وعدم أخبارها له بهوية حبيبها في البدايه ...
ليردف الي حيث يجدها دوما
فقد كانت تقف تنظف المطبخ الذي يلمع من كثرة تنظيفه
ووقف مصدوما عندما وجدها تسحب منامتها الواسعه للخلف كي تضيقها علي خصرها وأسفل بطنها
ولولا وقوفها بزوايه ماكان شاهد بروز بطنها الصغير
ليسمعها تهمس بحب وهي تضع بيدها علي بطنها :
تفتكر بابا هيعرف بوجودك امتي؟...
وفرت دمعه هاربه منها تتذكر فيها تجاهله إليها منذ 4 أشهر عندما قررت أن تخبره بكل شيء بعدما علمت بزواج هشام من أخري والتي لم تكن اختها بل صديقتها "منه"
ليصعق هو مما سمع فزوجته بالتخمين حامل منذ 6 أشهر
وتسأل طفلها متي ستخبر والده بحقه فيه .. ليفهم الأن سبب طلبها من عمران أن تعمل في البيت منذ شهر ونص
وأيضا أرتدائها دوما ملابس واسعه امامه
غير هروبها منه بعدما تسأله عن أي شئ يُريد ان تفعله له
كل ذلك التخبط كان يدور بعلقه .. ليجد نفسه يقترب منها اكثر حتي همس بضعف : يامجنونه لسا بتفكري تقوليلي
لتشهق زهره فزعاً .. وهي تراه امامها .. لتجد نفسها مازالت تقبض علي ثوبها ..فتركته سريعا
ليُتابع هو حديثه : عايزه تقوليلي يوم ما تروحي تولديه ..
لتنظر اليه زهره بأعين دامعه قائله : كل مره بفكر اجي اقولك فيها ..كنت بتتجاهلني
وتعال صوت نحيبها وهي تُتمتم : انت عملتني وحش اوي ياشريف ، انا مكنتش مصدقه انك انت
فأبتسم اليها بدفئ .. فهو حتي لو لم يعلم بحملها .. كان سينهي تلك المهزله .. فأخيه قد تزوج وأصبح له حياه ..
وهي وحدها من تحملت الذنب .. وأخرج فيها غضبه .. وعاقبها شهوراً
فضمها اليه بندم : بعدي عنك كان تعبني اكتر منك يازهره
بس كان لازم ده يحصل عشان اعرف أخد قرار
فأرتجف قلبها من قراره .. وظنت بأنه سيتركها
ليبتسم قائلا : مقدرش أبعد عنك يامجنونه ، انتي حياتي كلها يازهره
وعندما تعلقت نظرات أعينهم .. أخفض بيده نحو بطنها كي يتحسس جنينهم بحب
ليجدها تبتعد عنه قائلا بتذمر : انا كمان لازم أعاقبك واخد حقي منك
فعادت الضحكه تظهر في ملامحه ثانيه ليهتف بدعابه :
هنقضيها بقي عقاب .. ونضيع حياتنا
لُتمتم هي بغضب مصطنع : انت اللي بتعاقب بس ، اشمعنا انا
ليُلامس وجهها بأناملها وهو يتسأل كي يُغير حديثهم هذا :
ولد ولا بنت
فرسمت ابتسامة صافيه علي ملامحها ونظرت للأسفل نحو بطنها قائله : ولد
ليجذب خصلات شعرها برفق قائلا بوعيد : هنتقم منك لما تولدي يامجنونه
(الفصل الأخير (الــجــزء الثاني
فتح عينيه عندما شعر بملمس ناعم وأنفاس تقترب منه
لينظر اليها فيجدها نائمه بجانبه علي الفراش
فطالعها بنظراته الي ان اقتربت منه لتضع برأسها علي صدره قائله : هكون زوجه صح ياحاتم صدقني .. وهعلم ولادي ان الحب هو اهم شئ في الحياه
ليجد حاتم ذراعه تمتد دون شعور ليحتويها من خصرها ..
فشعرت بنجاح تلك المهمه التي طلبتها منها الطبيبه من أجل أن تُصلح علاقتها به مدام هي تُريده
ورفع وجهها بأنامله وهو يتنهد : هعاقبك علي كل لحظه كنتي قدامي ومقدرتش اقرب منك فيها
ومال عليها بنظرات عطشه .. فوجدها تبتسم اليه قائله :
يعني مش هتسبني !
وكانت الاجابه ليله لم تكن تحلم بها يومً .. فقد جعلها تشعر كأنها تعلو في السماء .. فزوجها بالتأكيد خبير بما يجعل أمرأته تذوب بين يديه
..................................................................
كان يجلس بجانب والدته بدفئ .. ليجد زوجته تقترب منه وهي تحمل الصغيره وبيدها الاخر تحمل طعامها ..
ليبتسم اليها هشام بحب .. فرغم هجرانه لها
ومكوثهم كل واحداً فيهم بغرفه .. الا انها تتعامل معه برضي
راضيه بكل مايقدمه له وتفعل من أجله واجل أبنته كل شئ
حتي والدته .. احبتها
وأبتسم وهو يتذكر يوم ان جاء بها هنا ليُعرفها عليها
فكان ردها " شايفه فيها نظرة خير يابني ، شكلها طيبه وهتسعدك "
ولم تُخيب نظرة والدته حتي الأن .. فهو بعد ظلمه لنهي أصبح لا ينظر للناس مما كانوا عليه في الماضي
فالجميع يُخطئ ولكن ليس الجميع يشعرون بالندم ويصلحون من أنفسهم
لتجلس منه بالقرب منهم علي استحياء من نظراته المتفحصه فيها ... وظلت تتطعم الصغيره بأعين هاربه
لتسمع صوت حماتها الضاحك وهي توكظ أبنها علي ذراعه : خد مراتك وروح .. بدل النظرات ديه
فطالع هشام والدته وهو يُقبل يدها بدفئ قائلا بدعابه : بتطردينا ياست الكل
فأبتسمت اليه والدته برضي وهي تدعي اليه بالسعاده
.................................................................
فتحت عينيها بصعوبه وهي تشعر بالألم في كل أركان جسدها .. فطالعتها الممرضه بتسأل : انتي كويسه
فلمعت عين جميله بالدموع وهي تري بأن كل شئ قد تحطم
وأنها اصبحت لا تصلح لشئ
لتقترب منها الممرضه بأشفاق : اهدي عشان غلط عليكي
وذهبت كي تأتي بالطبيب لفحصها
وأغمضت عيناها وهي تتذكر كذبتها علي والديها
بأنها ستسافر من أجل مشروع مهم رشحتها له الشركه
لتكون هنا اليوم بمفردها .. فهي لا تُريد ان ينظر احد اليها بأشفاق حتي والديها
..................................................................
شعرت بسعاده وهي تراه يجلس معها عند الطبيبه .. فأخيراً دعوتها قد استجابت واصبح شريف معها الان
لتمسك بيده قائله بمرح : لم يتولد هقوله انك مكنتش بتهتم بمامته
ليضحك شريف علي عبارتها وهو يضمها بأحد ذراعيه قائلا : وانا هقوله ان امك الهابله خبت عليا وجودك وقال ايه خايفه مني ..
وتابع حديثه بغرور ومشاكسه : ده انا مافيش أطيب من قلبي ياظالمه
فلمعت عين زهره بالسعاده وهي لا تُصدق بأن كل شئ قد انتهي منذ ان علم بحملها .. وعاد شريف كما كان
ليلاحظ شريف شرودها فيه قائلا بأسف : عارف اني كنت قاسي يازهره ، بس ده عقابك عشان تتعلمي ازاي متخافيش
وتابع بتنهد : كنتي خايفه مني يازهره ، المفروض أكون انا أمانك واقرب حد ليكي
فطالعته زهره بألم .. وهي تتمني أن ينسي فعلتها .. ليسمعوا صوت نداء دورهم فيقفوا سويا في صمت ولكن ذراعه مازالت تحتويها
...................................................................
باغتها هشام بأختضانه لها وهو يشعر بالسعاده بعدما هاتف شريف الذي اخيراً غفر له فعلته .. وعلم منه بحمل زهره
ورغم انه شعر بالحزن عندما طلب منه مازحاً بأن يعود الي مصر ويستقر .. فرده كان
" بأن الوقت لم يحن .. وان غربته ستطيل لفتره "
فأخيه يُريد ان يبتعد عنه وهذا ما ألمه .. ولكنه يعلم في النهايه سيسير كل شئ علي مايرام .. فكل منهم أصبح لديه عائله
ليفيق من شروده علي تملص منه من بين ذراعيه .. فيلتقطها ثانية
لتهتف به قائله : سيبني ياهشام .. عشان أكل نهي
فتنهد هشام بحنق : هو في ايه .. هي نهي ديه دكر بط مثلا عماله تزغطي فيه
فضحكت علي نبرة صوته .. ليُتابع قائلا : نهي نامت علي فكره
فأبتعدت عنه أخيراً لتهمس بهدوء : طب هروح انام انا كمان
ليجذبها هشام اليه قائلا بمكر : نوم تاني لوحدك مافيش
وقبل ان تُبدي اي أعتراض او تتسأل عن تغير قراره
كان يحملها بين ذراعيه وهو يهمس بدعابه : يارب مانهي تصحي !
..............................................................
ورغم حزنها بأنهم لن يأتوا لمصر لسنوات وأنها ستلد هنا
لا انها شعرت بالراحه قليلا من اجل تلك الهدنه ..
ليقترب منها شريف وهو يُطالع بطنها قائلا بدعابه : انا شاكك في الحمل ده .. انتي عندك انتفاخ صغير ولا ايه يازهره
فضحكت بتعب : ماعشان كده قدرت أخبي عليك
فجذبها نحوه .. وظل يُطالعها بتوعد : متفكرنيش بعملتك المهببه ..
وعندما وجدها تضحك ثانية نظر اليها بتمعن وهو يهتف :
اول مره اشوف ست بتحلو علي الحمل
فشعرت بالخجل من مُغازلته وتنهدت بشوق : الله يخليك ياشريف متبعدش عني تاني مهما كان
فظل يتأملها بندم علي مافعله بها وقسوته معها .. ورفع بيديها الاثنان نحو شفتيه ليقبلهما بدفئ قائلا : صدقيني يازهره هجري ليكي مكنش غير اني كنت محتاج افكر ..
وتابع بحديثه : ولما فكرت لقيتني بسأل نفسي سؤال
" ازاي اعاقبك ومعاقبش نفسي .. ماانا برضوه عشت قصة حب .. ولا هو بيكون حلال للراجل وحرام للست "
وبعدما أنهي عباراته .. اندفعت نحوه سريعا تتخذ حضنه أماناً لها
...................................................................
وبعد خمسة أعوام..!
كان يقف يصفق بحراره وهو يراها تُكرم كمصممه عربيه
ليجد أنامل صغيره تجذبه من بنطاله .. ليتذكر صغيره
الذي يقف بجانبه وقد نهض من علي مقعده عندما نهض هو
ليُطالعه الصغير بعينيه السوداء اللامعه : شيلني عايز أتفرج علي مامي
ليهبط شريف لمستواه ضاحكاً وهو يحمله وتنهد قائلا :
هو في راجل بيتشال
لتنكمش ملامح الصغير بطريقه مضحكه .. ويبتعد بوجه عنه وهو يُتمتم : انا مس عارف بتحبك علي أيه ..
ليحملق شريف فيه .. وهو لا يُصدق بأن هذا الطفل المتمرد صاحب اللسان الطويل .. طفله هو وزهره
وطالعه وهو يلوح لوالدته بيده قائلا : مامي .. مامي .. هييه ..هييه
لتركض زهره نحوهم بعد ان ألقت كلمتها بسعاده ومنحت تلك الهديه لعائلتها الصغيره
واقتربت منهم بحب ..
"حبايبي الحلوين اوعوا تكونوا اتخانقتوا تاني "
ليمسك شريف وجه طفله وهو يضغط عليه برفق : انا وفهد نتخانق برضوه
وقذفه نحوها وهو يُتمتم : انا حاسس ان الواد ده مش أبني
ليُطالعه الصغير بنظرات ضائقه ، واقترب من وجه والده بتذمر قائلا : اه انا ابن مامي لوحدها
وأخرج له لسانه .. ليضحك شريف علي طفله الذي يناكشه دوما وحمله منها ثانية مُتذكراً بأنها في بداية حملها الثاني
قائلا بتوعد : العيل التاني لو مطلعش بنت .. هطردك انتي وابنك
فوضعت زهره بيدها علي فمها وهي لا تُصدق بأن هذا هو زوجها .. الذي يهابه الجميع فهو في السنوات الاخيره
أصبح أسمه يعلو بصداره
وتبطئت بذراعه وهي تستمتع بمشاكسة فهد اليه ...حتي انتهت المشاكسه بقبله من الصغير علي وجنتيه
لتسمع شريف يخبره بفرح : حبيب بابي
فيرد عليه الصغير : حبيبي ياشقيق
ليلتف نحو زهره غير مصدقاً بما تفوه به قائلا بصدمه :
انتي متأكده ان الواد ده ابننا
فضحكت زهره وهي تُطالع طفلها المتشرد كما تطلق عليه قائله : بصراحه لاء ..
وتذكرت ما فعله بها في حملها قائله بحنق : انت السبب علي فكره .. نفسيتي فهد اتكونت بسببك
فرفع اليه أحد حاجبيه وهو لا يُصدق ما تتفوه به ... ليهتف قائلا : والله .. ماشي يازهره
فأبتسمت زهره بسعاده وهي تري تغير ملامحه .. وعندما ركبوا سيارتهم مالت عليه لتُقبل احد وجنتيه قائله : بضحك معاك ياحبيبي !
ليبتسم اليها بعشق .. وغمز لها بأحد عينيه كي تفهم مقصده
ثم نظروا الي طفلهم القابع بالخلف .. ليجدوه يُطالعهم بتذمر قائلا : صالحوني انا كمان
فضحك كلاهما وهم يُطالعونه بحب .. ثم أقتربوا منه ليقبلوه
..................................................................
لم تُصدق نفسها عندما أخبرها بأنهم أخيرا سيعودون لوطنهم
ويعيشون بكنف عائلتهم... ولكن عندما هبطت بقدميها هي وهو وطفلهم علي أرض المطار أدركت انها لا تحلم
ليضمها شريف بذراعه وبذراع اخريمسك يد طفله قائلا : ربنا يخليكم ليا
..................................................................
خطي بأقدامه نحو والدته التي كانت قابعه وتحت أقدامها أطفال اخيه يلعبون ... لتصحو والدته من غفلتها القصيره
علي صوت أحفادها .. لتُطالع الواقف امامها بشوق
وتمتمت بخفوت : انا مش بحلم ياشريف
ليقترب منها شريف أكثر .. وينحني نحو والدتها ليقبل يداها
فضمته اليه بحب وظلت تقبله بأشتياق .. غير مصدقه انه الان بين احضانها .. فقدومه لم يعلم به أحداً
لتهمس بعتاب : مش هخليك تسافر تاني ، حتي لو أضطريت أضربك واحبسك
فضحك وهو يستمع لحديث والدته .. ونظر الي زهره وطفله الواقفين ينظرون اليهم ببتسامه هادئه
وشعر اليوم بأن اكثر الاشياء حقاً مرهقه عندما يتركك اولادك .. ويرحلوا بعد أن أفنيت عمرك لأجلهم
فهو لم يفهم ذلك الشعور الا عندما أصبح أبً
لتبعده عنها بذراعيها بعدما لمحت حفيدها وزهره
وفتحت ذراعيها اليهم لتتقدم زهره نحوها بأشتياق
هي والصغير الذي يقف يُطالع ابناء عمه وهم يلعبون بألعابهم
وبعد عناق دام طويلا ..
هتفت بزهره بوعيد : انا جوزتهولك عشان ميسافرش تاني ، سامعه
فضحكت زهره علي نبرة والدة زوجها الحنونه .. ونظرت الي زوجها
ليبتسم شريف قائلا : احنا خلاص ياماما قررنا نعيش هنا ..
فخفق قلب والدته وضمته بذراعيه وأخيراً قد تحققت أمنيتها..
ليسمعوا صوت مشاغبه الصغار مع بعضهم .. فهشام أصبح لديه طفلا من منه ..
فنظر شريف الي طفله الذي هو أساس ذلك الضجيج
ليسمعه يُعنفهم قائلا بطفوله : وسعوا كده خليني ألعب معاكم
فتتأمله جدته وهي تنظر لوالده قائله :طالع لعمو هشام
ليردف في تلك اللحظه هشام وبجانبه منه من باب فيلته التي يقطنها هو وعائلته الصغيره .. ليُطالع اخيه بدهشه واقترب منه بسعاده : مين بقي اللي طالعلي ياست الكل
وعانقه بشوق وهو لا يصدق بأنه اخيراً قد رأي أخيه وقد تبدلت نظراته من العتاب الي الحب
ليهمس في اذنه بحب: وحشتني اوي ياشريف
ليضمه شريف اليه أكثر... الي ان وجد أيد تتشبث به
فيعلم بأنه المتشرد طفله .. ليبتعد عن أخيه فيسمعه يهتف :
ابعد خليني أبوس عمو هشام
لينظر اليه هشام ضاحكا، وأنحني بجسده كي يحمله بحب ..
ليهتف بهم شريف قائلا : نسختك ، اتفضل ياسيدي !
ليُطالع هشام الصغير وهو يدغدغه قائلا : سبهولي بقي
ليتركهم شريف ويتجه نحو أبناء أخيه الذين قد تخلوا عن اللعب واصبحوا يأخذون دور المتفرجون وفتح ذراعيه اليهم بدفئ قائلا : انا خليني مع نهي وأدم .. دول بقي اللي طالعين لعمهم مش زي المتشرد أبني
لتضحك والدتهم عليهم وهي تربط علي اقدام زوجات اولادها الجالسين بجانبها
..................................................................
خطت زهره بخطوات سريعه نحو والديها وقد ظهر عليهم الشيب اكثر .. لتُعاتبها والدتها قائله : براحه يازهره عشان اللي في بطنك
لتبتسم اليها زهره وهي تشعر بالسعاده ... فأخيراً اصبحت بينهم..
وتري نظرات والدها المتلهفه علي حفيده
وعندما رأه تركهم ليذهب اليه .. فالصغير قد اطار عقله منذ أن جاء ليحتل مكانه كبري في عقله وقلبه
لتنظر والدتها الي الانوار المعلقه في الحديقه قائله : ماشاء الله يابنتي ، ربنا يباركلك انتي وشريف
وعلي نطقها لأسم شريف .. وجدته يقترب منهم ليُقبل يدها بحب قائلا : منوره بيتك ياماما
فربطت هي علي كتفه بحنان .. فهو لم يخن ثقتها به يومً
ليتسأل : فين جميله !
لتهمس بحزن علي حال ابنتها الذي تغير منذ سنين .. واصبحت تقتل نفسها بعملها .. فهي أصبحت ناجحه في مجالها ولكن قد خسرت أشياء اخري في حياتها
وهتفت بحزن : قالتلي هتيجي بعد ما تخلص شغلها
ليمسك شريف بيدها وهو يُطالع زوجته التي تقف بجانبها...
ويبدو انها حزينه علي حال اختها المُتغير الذي لا يعلم به أحدا
................................................................
كان الكل يضحك رغم ما به من هموم .. فتلك الحفل الذي فعلها شريف من اجل عودته وبدئه صفقته الجديده مع حاتم
كانت هي عودت تجمعهم كأسره
ليأتي المصور طالبً منهم بأن يقفوا جميعهم ليلتقط لهم صوره عائليه ...
وعندما وقفوا جميعهم مصطفين ببتسامه واسعه قبل ألتقاط الصوره
خرجت زهره راكضه من بينهم نحو شقيقتها التي جائت اخيراً .. لتضمها بذراعيها
فضمتها اليها جميله بوجع اصبح يمتلك قلبها .. لتجد زهره تجذبها من يدها قائله :
يلا ياجميله عشان تتصوري معانا
فوقفت جميله للحظات تُطالعهم .. وهي تظن بأن جميعهم يقفون يُطالعونها بأشفاق ولكن كل واحداً منهم كان مشغول بعائلته الصغيره ..
فهشام يقف بجانب منه وطفليه
وحازم يقف بجانب فرحه يضمها بذراعيه لحضنه ويحمل طفلته الصغيره بذراع
وحاتم يضم شريف الذي أقترب منه في الطوول بحنان ابوي.. ومريم تحتضن أبنتها اليها
وكل من والديها يبتسمون اليها ببتسامه حزينه علي حالها
والباقي يقفون منتظرين ألتقاط الصوره بعد ان اوجعتهم أقدامهم من الوقوف
فلم تشعر بنفسها الا وهي تقف وسطهم بعد أصرار زهره عليها .. وعندما أستمعت لصوت المصور وهو يبدأ في الاستعداد لألتقاط الصوره
وقفت في الهامش كي لا يلتقطها المصور بينهم
ليبتسم اليهم المصور بعدما ألتقط الصوره .. ونظر في عدست كاميرته لكي يُطمئن علي ألتقاطه للصوره
فيكون وجه شريف وزهره من يتوسط الصوره ناظرين الي أعين بعضهم بحب .. والأخرين حولهم يبتسمون
أما واحداً يقف علي اطراف الصوره .. لا يظهر سوا جزء منه
ومن هنا تنتهي حكايتنا
وتوته توته خلصت الحدوته بحلوها ومرها
لنعلم أن الحياه لا تتوقف عن أعطائنا الدروس دوماً
وكل منا سيجد عبره خاصه به وحده ليتعلم منها
الــــنـــــهـــايــــــه
تعليقات
إرسال تعليق