القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية #في_منزلي_شبح #بسمة_مجدي 5_6_7_8_في موسوعة القصص والروايات

الفصل الخامس 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ارتشفت ما بقي من الكوب لتضعه أمامها وتعتدل في جلستها قائلة بعد صمت دام لعدة دقائق : 

- حضرتك أنا أسيل عمران صحفية وكان مطلوب مني معلومات عن بعض الأشخاص الي ماتوا في ظروف غامضة ومنهم يونس أخ حضرتك انا بس محتاجة اعرف مات ازاي ؟!. 

هي بالفعل تحمل هوية خاصة بالصحافة لكنها توقفت عن مزاولة هذه المهنة منذ سنوات لكن شغفها بها توقف! لتظهر رغبتها في افتتاح المطعم ، تنفست بعمق لتقول بصوت رخيم : 

- جومي معايا يا بتي هفرجيكي علي حاجة.... 

نظرت بجانبها ليومأ لها نهضت معها وساروا حتي وصلوا الي إحدى الغرف فتحت الباب واشعلت الإضاءة لتظهر غرفة قديمة متهالكة خطت أسيل لتتسع حدقتيها حين شاهدت تلك الصورة المعلقة علي الجدار فقد كانت ليونس مبتسماً ويرتدي نظاراته الطبية نظرت جانبها لتجده يتطلع الي صورته انتابها الخوف مرة اخري من هذا الموقف الغريب فهي تتطلع لصورة ميت والذي يقف بجوارها! ، ازدردت ريقها بصعوبة لتقول "صابحة " بحزن : 

- يونس أخوي كان زينة الشباب كان حنين جوي ومفيش أطيب من جلبه هو الي مربيني بعد ما ابويا مات... 

صمتت لتردف بألم : 

- اخوي كان بيفهم ودماغه نضيفة وكان بيشتغل من وهو عنده 12 سنة ساب التعليم عشان يجدر يصرف علينا لحد ما في يوم فرحي إنجتل ! 

شهقت " أسيل " قائلة بصدمة : 

- ايه ؟!. اتقتل ! طب ازاي انتي قولتي انه طيب ومش بيأذي حد ؟!. 

رفعت بصرها لتتأمل صورته وأكملت وعيناها يكسوها الألم: 

- هحكيلك يا بتي ! 

Flash back _ 

انهت زينتها وهي تبتسم بسعادة لما لا فاليوم زفافها علي ابن خالتها الذي تعشقه منذ الصغر فاقت من شرودها علي صوت حمحمه التفتت لتجده " يونس" خرجت الفتيات تاركين العروس واخيها وحدهم ، اقترب يطالعها بابتسامة قائلاً : 

- طالعة كيف كيف الجمر يا صابحة

علي حين غرة اقتربت ولفت ذراعيها حول خصره واحتضنته بقوة قائلة بدموع : 

- اني زعلانة جوي اني هتجوز واسيبكم يا يونس ! 

ابعدها بخفة ماسحاً دموعها وهو يقول بحنان : 

- من جالك انك هتسبينا ولا احنا هنسيبك انتي بنتي جبل ما تبجي أختي يا صابحة ! 

كادت ان تجيب قاطعها دلوف والدتها الي الغرفة قائلة بفرحة : 

- ربنا يسعدك يا بتي واشوف عيالك حواليا مش يلا يا ولدي عشان نكتبوا الكتاب ؟!. 

مسح دمعه هاربة قبل ان يلاحظها أحد من فراق صغيرته ليقول بهدوء : 

- حاضر يا أمي بس هروح مشوار صغير كده وبعديها نكتبوا الكتاب 

قطبت جبينها والدته لتهتف باستغراب : 

- مشوار ايه يا ولدي ؟!. 

اجابها بابتسامة : 

- مفيش يا أمي مشكلة بسيطة عند واحد صاحبي هحلها وهرجع يكون مأذون جه ! 

غادر بعد ان أكد علي عودته سريعاً ، حان موعد كتب الكتاب ولم يعد " يونس " بعد انتظروا ساعة والثانية وقتها صاح المأذون العجوز : 

- فين وكيل العروسة عايزين نخلص ونكتبوا الكتاب ؟!. 

ابتلعت ريقها وهي تنظر من النافذة لعلها تلمحه قادم وهي تعلم بانتظار الجميع بالأسفل 

صاح احد اقرباء العريس بضيق : 


- دي مش اصول ان اخو العروسة يخلينا نستني كل ده ! 

تعالت الهمهمات والاعتراضات وتوقفت الالحان والأبواق في غضب من اختفاء وكيل العروس ، دلف شاب مسرعاً الي المنزل صارخاً بلهاث : 

- سي يونس إتجتل ! ولقيناه مرمي في الارض سايح في دمه ! 

هنا وتعالت الصرخات والشهقات وصرخت والدة العروس : 

- يونس ولدي!!!!!!! 

في الأعلى استمعت " صابحة " للصراخ والعويل لتدلف احد الفتيات قائلة ببكاء : 

- سي يونس انجتل ! 

صفعتها "صابحة" بقوة صارخة : 

- جطع لسانك محدش يجدر يمس شعرة من اخوي ! 

قاطعها صياحات رجولية لتهرع الي النافذة فتجدهم يحملون جثمان "يونس" ! الهامد بلا حراك والدماء تلوث جلبابه الأبيض!  داهمها دوار شديد وشعرت بالأرض تميد من حولها وكأن الهواء قد نفذ من رئتيها ، ارتخت حواسها في محاولة للهروب من الواقع لتستلم للدوار وتغمض عيناها وتسقط أرضاً بقوة حتي احدثت ارتطاماً قوي تزامناً مع صرخات الفتيات من حولها...... 

_ End flash back _      

شهقة بكاء صدرت من " أسيل" لتبكي بقوة كما لم تبكي من قبل لا تدري لما أوجعها قلبها لما أشفقت عليه بشدة نظرت حولها فلم تجد لتردف بتساؤل : 

- طب عرفتوا مين الي قتله ؟!. 

مسحت "صابحة" دموعها قائلة : 

- لا يا بتي بلغنا البوليس وعملنا كل حاجة بس للأسف مجدرناش نعرف الجاتل وبعدين جفلنا القضية علشان عايزين يودوا اخوى المشرحة ! 

اومأت بتوتر لتمسح دموعها وما ان كادت تغادر حتي لفت نظرها أوراق قديمة اقتربت لتهتف باستفهام : 


- هي ايه الأوراق دي ؟!. 

أجابتها بابتسامة حزينة : 

- يونس كان موهوب وكان بيحب يرسم وكان بيرسم اشكال عربيات جبل ما يموت كان ناوي يجدم الرسم ده في شركات كبيرة الي بتصنع العربيات وكان هيبقي غني جوي بس نعملوا ايه ربنا ينتقم من الي كان السبب في موته... 

انبهرت " أسيل " بتصاميمه للأشكال المختلفة للسيارات لفت انتباهها إحدى التصاميم التي تعد ماركة سيارة تعد من أشهر الماركات الموجودة من زمن لكن كيف ؟!. فيونس قتل قبل ان ينشر تصاميمه و لا يمكن ان يكون صمم احدهم نفس التصميم بجميع تفاصيله التقطت ورقة التصميم ودستها بجيبها دون ان تراها " صابحة " شكرتها وغادرت مسرعة ، سارت بشرود حتي حل الليل وانصرف الناس لبيوتهم ، سارت في الطريق الذي يفصل بين الاراضي فاقت علي صوته الهادئ وهو يسير بجوارها : 

- زعلانة عليا ؟!. 

لم تفزع كعادتها بل للعجب بكت!  وبقوة وارتفعت شهقاتها نظر لها بصدمة ليقول بتوتر : 

- أسيل اهدي طيب انتي بتعيطي ليه دلوقتي ؟!. 

اجابته من بين شهقاتها : 

- عشان حرام ليه تتقتل وكمان يوم فرح أختك و.... 

قاطعها بلطف : 

- أسيل خلاص ده نصيبي انا صحيح فعلاً اتصدمت زيك بس في الاول وفي الاخر انا عارف اني ميت ! 

لم تجيبه وظلت تبكي الي ان صدع صوت ارعبها : 

- بقي الحلو ده يتساب لوحده كده في انصاص الليالي ! 

ارتعدت فرائضها وتجمدت بمكانها نظرت حولها لتجد يونس اختفي ! ولا يوجد أمامها سوي ذلك المخمور ليقترب بحذر قائلاً بنبره ثملة : 

- داحنا ليلتنا فل ! 

وفي حالة فريدة من نوعها تتمني وجود شبح لينقذها من إنسان! ، تراجعت للخلف بضع خطوات لتهمس باستنجاد وتوسل : 

- يونس انت سبتني ورحت فين ! 


الفصل  السادس


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

لم تجد حل سوي الفرار استدارت وركضت بكل ما تملك من قوة وذلك الرجل يركض خلفها بجنون كالذئب الذي وجد فريسته ، ركضت حتي وصلت الي أحد المنازل المهجورة لا تدري ماذا تفعل لتصرخ بأعلى صوتها :


- يونس !!!!!!!!!!! 


وفي ذات اللحظة ظهر أمامها من العدم استدار لذلك الذي يقترب ببطء ابتسم "يونس" ابتسامة مخيفة ليبدأ الرجل بالاختناق ويتحول وجهه الي الأزرق وضعت "أسيل" كفها علي فمها لتكتم شهقاتها وهي تجده يقتله بلا ان يحرك اصبعاً كادت ان تطلب منه التوقف لكن ابتسامته القاسية والمخيفة وعيناه الحمراء اثنتها عن ذلك ، لفظ الرجل انفاسه الأخيرة ليلقيه "يونس" وسط الأراضي الزراعية ويلتفت لتلك الواقفة تناظره برعب هدأت ملامحه حين رأي خوفها الظاهر ليقول مهدئاً :


- أسيل اهدي انا موجود خلاص محصلش حاجة !


فجأته حين اقتربت تحتضنه ببكاء هامسه :


- انا خايفة !


لف ذراعه حولها بتردد ، مشاعر عنيفة اجتاحتها أمن الطبيعي ان تشعر بكل هذا الدفيء والأمان برفقة شبح ! ظلوا علي هذا الوضع لبضع دقائق حتي هدأت تماماً تحت وقع كلماته الحانية ، قال بهدوء بعد ان ابعدها عنه برفق :


- الوقت أتأخر خلينا نفضل في البيت ده للصبح !


لم تجيب فقط تنظر ارضاً بخجل فطري لا تدري فهي تخالجها الكثير من المشاعر الخوف والخجل وشعور غريب لم تألفه من قبل فاقت علي نبرته المرحة :


- واظن البيت مفهوش حاجة تخافي منها دانتي معاكي عفريت قديم !


ضحكت بخفوت وهي غير واعية اتضحك علي طرفته ام تضحك علي وضعها الغريب!  دلفوا سوياً الي ذلك المنزل القديم جلست علي أحد الأرائك المتهالكة لتجده يتجول بأرجاء المنزل ،  حتي غفت من فرط التعب والارهاق النفسي مما عانته منذ قليل لكنها فاقت علي صوته الخافت قائلاً :


- أسيل..أسيل...اصحي انا لقيت حاجة مهمة ! 


همهمت لتستيقظ قائلة بنوم :


- حاجة ايه ؟!.


جذبها من كفها لتنهض وتسير خلفه نظرت لقدمه التي لا تلامس الأرض بهدوء ولم تعد ترعبها وصل بها الي أحد الغرف دلفت لتجده يشير الي الجداران اندهشت حين رأت الجدار ملئ بالصور التي تجمع يونس مع رجل ويبدو انه رفيقه المقرب اذن فهم في منزل رفيقة تقدمت بهدوء وهي تتطلع الي الصور المختلفة أحدها وهما يركضان بمرح والأخرى وهما في طفولتهم بالفعل الصور تجمعهم في مختلف مراحل حياتهم ، ليهتف "يونس" بابتسامة :


- يااه شكلنا كنا صحاب اوي !


اجابته بعفوية :


- أه فعلاً بس أكيد مات هو كمان ده عدي سنين كتير او عايش بس بقي جد ! 


اومأت وهي يجول ببصره علي مختلف الصور لتقول فجأة :


- يونس انا عرفت من الي قتلك !


انتبه لحديثها واردف :


- مين ؟!.


اجابته بهدوء :


- بص هو انا مش متأكدة بس في واحد معروف جداا بماركة عربياته عنده تصميم لعربية نفس التصميم بتاعك بالظبط فأكيد سرقه منك ويمكن التصميم ده الي خلاه يقتلك واكيد انت كنت تعرفه !!


همهم بتفكير قائلاً :


- الحاجة الأكيد ان روحي هترتاح لما يموت او اخد حقي منه بس هنوصله ازاي ؟!.


اجابته بغموض :


- متقلقش انا هتصرف !


حاول معرفة ما يدور بعقلها ولكن للعجب لم يستطع ! كان يقرأ افكارها بسهولة ولكن الأن احاطتها هاله من الغموض لم يستطع عبورها وحقاً لا يدري لما ؟!...


             **********


في صباح اليوم التالي انطلقوا عائدين الي القاهرة وصلت "أسيل" منزلها بإرهاق وتعب ارتمت علي فراشها لتغط في نوم عميق..، راقبها "يونس" بحنان فهي تبدو كالطفلة الصغيرة في نومها خلع حذائها ليلقيه ارضاً ثم رفع الغطاء ليدثرها به واختفي كعادته...... 

           ********


دلفت بخطواتها الواثقة وهي تعدل من نظاراتها الطبية وصلت الي مكتب المساعدة لتقول بنبرة واثقة :


- عايزة أقابل علوان الهواري !


أجابتها المساعدة بعملية وهي تعدل من نظاراتها الطبية :


- أقوله مين يا فندم ؟!.


أخرجت بطاقة مهنة الصحافة لتظهرها قائلاً بجدية :


- الصحفية أسيل عمران...


اومأت لتغيب وتأتي بعد لحظات قائلة بابتسامة :


- اتفضلي يا فندم مستر علوان في انتظارك !


دقت الباب ليسمح لها بالدخول دخلت وكما توقعت رأته عجوزاً تجاوز الستين عاماً رحب بها لتجلس قائلة بنبرة قوية :


- انا كنت عايزة أعمل مع حضرتك سبق صحفي لأنك من أكبر رجال الأعمال مش بس في مصر لا في الشرق الأوسط !


ابتسامة فخر وغرور تشكلت علي ثغرة ليقول بنبره متعالية وفظاظة 


:


- ده شئ معروف ايه الجديد ! عموماً انا مش فاضي للتفاهات دي وقتك خلص !


بهتت من رده المتعالي ولم تتوقع رفضه لتقول بتوتر :


- حضرتك دي مش تفاهة دي حاجة مهمة جداً ليا كصحفية و الناس محتاجة تتعرف علي شخصية كبيرة زي حضرتك !


لم يعيرها أدني اهتمام ليضغط علي زر بجواره فتأتي مساعدته التي يتأكلها بعينه فهي ترتدي ملابس فاضحة للغاية راقبت "  أسيل" نظراته لتدرك انها عرفت نقطة ضعفه والتي بالتأكيد ستستغلها لصالحها لتنهض قائلة بأسف مصطنع ودلال غريب علي طبعها :


- أنا أسفة اني عطلتك يا علوان بيه...اتشرفت بمقابلتك وأتمني نتقابل تاني !


أنهت كلماتها برقة وهي تميل للأمام لتصافحه ، ابتلع ريقه وكأن نبرتها الرقيقة جعلته ينتبه لجمالها المختفي خلف جديتها وملابسها المحتشمة ليمد يده ويضغط علي يدها بحميمة قائلاً بخبث :


- عموماً انا ممكن أفكر تاني في موضوع السبق الصحفي ده هستناكي إنهارده بليل في فندق diamond  عشان نتفق أكيد عارفاه !


ازدردت ريقها بصعوبة لتومأ بابتسامة جاهدت لجعلها لعوب خرجت لتتنفس الصعداء كون خطتها بدأت تنجح تنغصت ملامحها حين ادركت ما اوقعت نفسها فيه زفرت بحده لتصعد الي سيارتها وما ان صعدت حتي وجدت جالس بجوارها بأعين حمراء توترت لتطالعه بخوف من مظهره وفي لحظه التفت ليجذبها من معصمها هامساً من بين أسنانه :


- ممكن أفهم ايه الي عملتيه فوق ده ؟!.


ابتلعت غصه بحلقها لتردف بارتباك :


- ما انت عارف اني كان لازم أقابل صاحب الشركة عشان نقدر نعرف مين ال... 


قاطعها هادراً بغضب :


- مانا فاهم كل ده ! ازاي تخليه يمسك ايدك بالشكل المقرف ده ! وكمان عايزك تروحيله فندق ! 


ارتعبت من مظهره الغاضب فوجهه يحمر بطريقة مخيفة وكلماته تدب الرعب بقلبها لتقول بتوتر خائف :


- يونس انا مش قصدي اكيد مش...


قاطعها بنبره لا تقبل النقاش :


- اخرسي ! الموضوع ده انتهي انتي مش هتروحي في حته ومش مهم اخد حقي وانا اوعدك هختفي خالص من حياتك !


#يتبع... 

#في_منزلي_شبح 

#بسمة_مجدي


#العاطفية #تشويق #رعب #رومانسي #شبح #غموض #كوميدي #كوميديا #يونس



الفصل  السابع  والثامن


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

تسارعت دقات قلبها ليس خوفاً لكنه شعور أخر لا تميزه ، ألن تراه مرة أخرى ؟ لتقول بتحدي :


- لا يا يونس مش بعد كل ده تقول لا ، انا هفضل ورا الموضوع ده لحد ما حقك يرجع !


- مش عايزه !


صاح بها بحده كادت ان تجيب بحده مماثلة الا انها قررت التريث لتقول بهدوء نسبي :


- خلاص يا يونس زي ما تحب انا هخرج برا الموضوع ممكن نروح البيت دلوقتي ؟!.


طالعها بشك للحظات ثم اومأ بخفة ليختفي فجأة كعادته وتنطلق السيارة بلا قائد ، اغمضت عيناها واسندت رأسها الي النافذة تفكر في طريقة للوصول لقاتله وصلت الي المنزل لتجده يجلس ويتابع التلفاز ببرود جلست بجواره قائلة بسخرية :


- عمري ما كنت اتخيل حتي في ابشع كوابيسي اني اقعد اتفرج علي فيلم مع واحد ميت !


لم يجيبها وهو يطالع التلفاز بأعين مندهشة التي لم تعد تهابها بل علي العكس أحبت لون العسل بعيناه!  لتردف بتساؤل :


- ايه الي عجبك اوي كده ؟!.


اجابها دون ان يلتفت لها :


- حلوة اوي الالوان الي في التليفزيون دي علي ايامنا كان ابيض واسود بس !


ابتسمت لتردف بعفوية :


- حاجات كتير اتغيرت في اربعين سنة يا يونس !


التفت لتكمل بحماس :


- تعرف ان اسم يونس حلو اوي مع انه قديم جداً تقريباً عمري ما سمعت ان حد اسمه يونس !


ابتسم ابتسامة ساحرة قائلاً :


- واسمك بردو غريب بس حلو...أسيل !


كم اعجبها نطقه لاسمها كمراهقة صغيرة عنفت نفسها بقسوة فلا يجب ان تنسي انه شبح ! ليقطع شرودها قوله بتسلية :


- لا بس البنات الي في التليفزيون دي حاجة كده تحل من علي حبل المشنقة ! 


احمر وجها غضباً وشعوراً جديد يغزو أوردتها شعوراً بالغضب والضيق لا تفسره لتقول بعصبية غبر مبررة :


- مالهم يعني ؟!. دول ولا شكل ولا منظر وكله عمليات تجميل !


قطب جبينه من عصبيتها الغير مبررة ليقول باستغراب :


- وحتي لو كده بس بردو حلوين ايه الي يضايقك ؟!.


لتردد بارتباك وعصبية بسيطة :


- انا مش مضايقة عادي يعني ! 


ابتسم ابتسامة جانبية قائلاً بخبث :


- ماشي وانا مصدقك !


اردفت مغيرة الموضوع :


- هو انت مش بتاكل زينا صح ؟!.


اختفي لتذم شفتيها بضيق فهو حقاً كما يقال "عفريت العلبة" يظهر ويختفي كما يشاء ، ليظهر بجانبها من الجهة الاخرى هامساً بنبرته الرجولية التي تُحي مشاعرها كالمراهقين :


- بتلفي وتدوري ليه ؟!. قولي الي انت عايزاه عالطول !


ارتجفت قائلة بارتباك :


- هكون عايزة ايه يعني ؟!.


اختفي مرة أخري ليظهر امامها قائلاً بجدية ولا يدري لما شعر بألم بقلبه  :


- انا فهمتك أكيد بتفكري همشي امتي...عموماً خلاص بكره الصبح هرجع المقبرة تاني ومش هزعجك تاني !


انتفض قلبها لتقول بلهفة وقلق :


- هترجع تعيش في المقبرة لوحدك ؟!.


ضحك بخفه ليعبث بخصلاتها القصيرة وهو يقول بمرح هادئ :


- قد ايه انتي قلبك حنين وهبله...أسيل حبيبتي انا ميت من زمان فأكيد مش هخاف من حاجة وبعدين المقبرة دي بيتي !


دمعت عيناها لتدرك انه سيظل هائماً علي الارض مالم يحاسب قاتله لتقول بتوتر :


- خلاص براحتك !


        *********


اختفي مساءً كعادته لتخرج من المنزل عازمة علي تنفيذ ما برأسها ، قادت سيارتها مسرعة...وصلت الي منزل " علوان الهواري " لتترجل وتخفي وجهها بغطاء الرأس نظرت الي المنزل بتقييم لتقرر القفز فوق السور والتسلل لتحضر معلومات عنه لربما تنفعها تسلقت الأسوار بصعوبة وقفزت بالحديقة الداخلية وما ان لامست الأرض حتي شهقت بصدمة فقد وجدت "يونس" واقفاً يطالعها بنظرات غامضة مكتفاً ذراعيه ليقول بخفوت غامض :


- كنتي قولتلي وانتي بتنطي السور كنت ساعدتك !


ابتلعت ريقها لتقترب هامسه بخوف :


- يونس انا اسفة اني مقولتلكش بس انا مش هعمل حاجة انا بس هفتش يمكن الاقي حاجة تساعدنا !


طالعها بنظرات مبهمة ليقول بحزم :


- دلوقتي حالاً هتلفي وتنطي تاني من السور وتركبي عربيتك وتروحي ومسمعش حسك !


دمعت عيناها لتقول بتوسل :


- بليز مش هاخد وقت هفتش بسرعة وهخرج وكمان انا اتاكدت انه ببيات برا وبيجي كل فين وفين...


عيناه أصبحت مخيفة اكثر من ذي قبل ليقول بصرامه :


- مش هكرر كلامي تاني !


اشتعلت عيناها بتحدي لتقول بقوة :


- وانا مش هرجع الا اما اعمل الي في دماغي يا يونس ! 


تجاهلته وسارت للداخل بجانبه  تاركه اياه بصدمة لعن في سره انه لا يرغب بأذيتها ولكن يبدو ان تلك الصغيرة تستغل ذلك تبعها قائلاً في نفسه بحرج :


- احم...ايه الاحراج ده ! هيبتك راحت يا يونس !


ظلت تفتش لبضع ساعات ولسوء حظها لم تجد شيئاً وهو يتابعها بتسلية وتشفي وجدت احدى الغرف المغلقة دخلت لتفتش بها فوجدت البوم صور فتحته لتجد مجموعة من الصور ل "علوان الهواري " في مراحل عمرية مختلفة لتتسع حدقتيها دهشه قائلة بصدمة :


- يونس ! علوان الهواري الي سرق تصاميمك وقتلك يبقي صاحب طفولتك !


في اقل من لحظة كان واقفاً بجوارها ليقول بدهشة :


- طب ليه يعمل كده ؟!. معقول اكون اذيته في حاجة عشان يعمل فيا كده ؟!.


نظرت الي الاوراق الموضوعة جانباً لتهتف بلهفة :


- بص دي تصاميمك وعليها اسمك ودي دي سكينة ! 


امسكت سكيناً قديماً ملقياً بجوار هذه الاشياء لتدرك ان بهذه القطعة انهت حياته بأكملها! طالعته بشفقة وحزن ليقول بحزم رغم ضيقه مما توصلوا اليه :


- يلا بينا يا أسيل ممكن يجي في اي لحظة وانا مش هقبل باي حاجة تحصلك بسببي !


اومأت ليخرج كلاهما كما جاءوا وصلت الي منزلها لتجلس تفكر بقلق ، جلس جوارها قائلاً بهدوء :

- لو عايزة تساعديني بجد بلغي البوليس وقدمي كل حاجة لقيناها والبوليس اكيد هيعرف باي طريقة انه هو القاتل !


همست بنبرة مختنقة :


- وبعدين ايه اللي هيحصل ؟!.


اجابها بعفوية :


- روحي هترتاح وانتي كمان هترتاحي ومش هتشوفيني تاني !


ترددت كلمته علي مسامعها لينتفض قلبها فزعاً ألن تراه مره أخري ؟!.لما غزا الألم ملامحها لمجرد ذكر امر رحيله اتسعت عيناها بإدراك انها قد سقطت بعشق ميت !  كانت تبحث طيلة حياتها عن شغف الحياة وحين وجدته أخيراً سينتهي؟! حسمت امرها بلا تفكير ونهضت والتقتت الاوراق والسكين لتتجه نحو المدفأة وعلي حين غرة تلقيهم لتبتلعهم النيران ليصيح بصدمة :


- انتي عملتي ايه يا مجنونة ليه كدا ؟!.


نظرت له بأعين دامعة لتقول بجمود :


- عشان روحك مينفعش ترتاح !


#يتبع...


#في_منزلي_شبح


#بسمة_مجدي


الفصل الثامن 


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

نظر لها بصدمة ليقول :


- أسيل انتي واعية انتي بتقولي ايه ؟!.


لتقول بحزن كطفلة صغيرة :


- عشان مينفعش تسيبني بعد ما اتعلقت بيك !


هزها من ذراعيها بقوة صائحاً :


- أسيل فوقي مستحيل اللي انتي بتقوليه ده !


نفضت ذراعيها لتصيح ببكاء وقد شقت دموعها طريقها علي وجنتيها  :


- لا انا فايقة ! انا بحبك يا يونس وعملت كده عشان انت مينفعش تمشي انا مش هينفع اعيش من غيرك !


نظر لها بصدمة ليخرج صوته بعد صمت دام لعدة دقائق :


- أسيل انا واحد ميت وقعت في طريقك بالغلط ومينفعش تتعلقي بيا ! انتي لسه صغيرة والعمر قدامك انا عارف انك متلخبطة ومش طبيعي طبعاً ان عفريت زيي يجي يعيش مع واحدة !


اقتربت ببطء لتهمس بنبرة مختنقة :


- انا عارفه انه جنان بس انا بحبك وخلاص مش هاخد حقك عشان تفضل معايا !


صرخ بها بعصبية :


- تقدري تفهميني هنعيش ازاي أسيل انا واحد ميت افهمي بقي !


نظرت ارضاً لثواني لتلتمع فكرة بعقلها رفعت رأسها لتطالعه ببسمة غريبة قائلة :


- انا لقيت الحل !


نظر لها بعدم فهم ليجدها تركض لمطبخها وفي اقل من ثواني وجدها تضع سكيناً علي عرقها النابض بكفها وتقول بابتسامة جنون وعيناها تلتمع ببريق مخيف! :


- انا هموت نفسي وانا كمان ابقي روح زيك ونعيش مع بعض !


اقترب ببطء وهو يهمس بحزم حذر :


- أوعي ! لو بتحبيني بجد أوعي تعمليها ! 


تعلقت عيناها الدامعة بعيناه واستغل ذلك ليختفي فجأة ويظهر أمامها ويرمي السكين بعيداً ويصفعها بقوة ! نظرت له بحزن لترتمي علي صدره تشهق وتبكي بصوت عالٍ لف ذراعه حولها مغمضاً عيناه ليهمس بألم :


- انا ميت غصب عني اما انتي كنتي هتموتي بإرادتك يعني كنتي هتموتي كافرة وبكده عمرك ما كنتي هتشوفيني تاني !


تصاعد صوت بكاءها ليبعدها برفق قائلاً بحنان تراه لأول مره :


- انتي تستاهلي حياة طبيعية مع بني ادم مش ميت ! انا هختفي من حياتك ومش هتشوفيني تاني فمتحاوليش تدوري عليا !


قبل جبهتها برقة ليختفي فجأة لتتسع حدقتيها وهي تنظر حولها لتجول المنزل صارخه ببكاء :


- يونس ! متسبنيش يا يونس !


صارت تبحث بكل مكان كالمجنونة وهي تنادي باسمه حتي ضعفت قوتها لتنهار أرضاً صارخة ببكاء عنيف حتي نبحت أحبالها الصوتية :


- يونس ! مش هعمل حاجة في نفسي بس متسبنيش ! هجبلك حقك بس متسبنيش !  بحبك متسبنيش !


همست بكلمتها الأخيرة بضعف وهي تتكوم ارضاً وتضم نفسها بارتجاف وهي تهمس بخفوت حزين :


- متسبنيش...بحبك...متسبنيش 


          ********


بعد مرور أيام معدودة 


جلس بجوارها يطالعها بحزن وهي كعادتها صامته...شاردة...حزينة...ليقول "حسام" بشفقة :


- لو بس تفهميني ايه الي حصلك ؟!. 


لم ترد ليكمل بهدوء :


- اياً كان اللي حصل انتي لازم ترجعي تاني اسيل نسيتي شغلك نسيتي المطعم الي كنتي عايزة تفتحيه ؟!. 


مسحت دموعها بعنف لتردف بتماسك زائف :


- معاك حق انا لازم ارجع لشغلي وحياتي انا إنهارده هنزل اشوف المطعم الي انت لقيته ولو كده همضي العقود !


ابتسم ليقول مشجعاً :


- هي دي اسيل اللي انا اعرفها ، عموماً انا مش عايز اعرف ايه اللي حصل خلاكي كده بس عايزك تعرفي اني هفضل جمبك علي طول !


يالله كم تمنت ان تسمع هذه الكلمات منه عشقها المستحيل "يونس" ابتسمت بشحوب قائلة :


- ربنا يخليك ليا يا حسام مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه ؟!.


ربت علي كفها بابتسامة لينهض مغادراً وهو يمنع دموعه من السقوط فهو يدري ان حالتها تلك لا تدل سوي علي العشق ويبدو انه من طرفها فقط فمن غيره سيدرك نظره العاشق الذي يدري انه لن يحصل علي حبه ! ....


     ************


غيرت ثيابها لتستعد للخروج نظرت للمرآة لتتذكر جملته :


- أسيل هو انا ليه دايماً شايفك لابسة بنطلون وقميص ليه مش بتلبسي فستان زي بقية البنات ؟!.


تنفست بعمق وهي ترفع رأسها لتمنع دموعها من الانهمار ولتمنع صوتها من الصراخ باسمه لعله يشفق عليها ويأتي لتراه مرة واحدة فقط  ، خرجت من منزلها لتصعد الي السيارة وتنطلق بها وهي تتذكر حينما كان يصعد بجوارها ويقود دون ان يحرك اصبعاً ضحكت بألم حين تذكرت حين صدم رأس "حسام" بالمقود لأنه عنفها فقط ! تذكرت جملته بنبرته المهيمنة :


- اولاً صوتك ميعلاش ثانياً وده الأهم اه انا اللي عملت كده اصله صدعني بصراحه !


ابتسمت ودموعها تنهمر بقوة وهي تتذكر جملته الغاضبة :


- بقولك ايه الواد السخيف ده لو جه هنا تاني هجيب أجله ! 


توقفت السيارة فجأة حين رأت سيارة تقطع طريقها اسرعت تمسك هاتفها لكنهم كانوا اسرع منها فكسر احدهم زجاج سيارتها ومد يديه وصدم رأسها بالمقود لتفقد وعيها في اقل من لحظات...


          *********


فتحت جفونها بضعف لتجد نفسها جالسة مقيدة علي كرسي خشبي رفعت رأسها بألم لتجد الرؤية مشوشة بدأت تتضح شيئاً فشيء لتجده أمامها يطالعها بحقد وابتسامة قاسية دبت الرعب بقلبها لتقول بصدمة :


- علوان الهواري  !


#يتبع... 

#في_منزلي_شبح

#بسمة_مجدي


البارت التاسع والعاشر الأخير من هنا 



 

تعليقات

التنقل السريع