الفصل التاسع والعاشر ( الاخير )
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
فتحت جفونها بضعف لتجد نفسها جالسة مقيدة علي كرسي خشبي رفعت رأسها بألم لتجد الرؤية مشوشة بدأت تتضح شيئاً فشيء لتجده أمامها يطالعها بحقد وابتسامة قاسية دبت الرعب بقلبها لتقول بصدمة :
- علوان الهواري !
اقترب ببطء ليصفعها فجأة فينزل خيط من الدماء بجانب فمها تزامناً مع شهقتها امسك خصلاتها يشد عليها بغضب قائلاً :
- فاكرة نفسك هتلعبي معايا وهسيبك دانا علوان الهواري يا بت !
صفعها مرة أخري بقوة اكبر ليقول بحده :
- انطقي مين الي باعتك ؟!.
أجابته بضعف :
- محدش بعتني !
صفعها مرة أخري بغضب ليهمس بفحيح افعي :
- لأخر مرة هسألك مين الي باعتك ؟!. وايه اللي دخلك فيلتي ؟!.وعملتي ايه بالحاجات الي خدتيها ؟!.انطقي !
عند هذه النقطة رفعت رأسها رغم ألمها وهي تقول بتحدي :
- ايه خايف الناس تعرف انك قاتل وحرامي !
صعق من معرفتها بجريمته كيف وقد مر العديد من السنوات ولم يعرف أحد وقد حرص تمام الحرص علي اخفاء اي دليل ! قاطع صدمته حديثها الساخر :
- منصحكش تسيبني عايشة بعد اللي عرفته انا لو مكانك اخلص عليا عالطول !
تراقصت القسوة بعيناه ليجذب خصلاتها بعنف صافعاً اياها مرة أخري هادراً بحده :
-عرفتي الكلام ده ازاي ؟!. انا مش هقتلك قبل ما اعرف !
تراجع خطوة ليركل الكرسي بقوة ليسقط بها أرضاً بعنف ! وقد فقدت وعيها من شدة الضرب شد خصلاته بغضب وهو يتلفت حوله بجنون كيف عرفت ومن اين وهل غيرها يعلم ؟! تنهد لأنه امر حراسته بالمغادرة قبل ان يسمعها أحد فالمنزل ليس به سواهم ! اقترب منها مرة أخري ليركلها بقسوة قائلا بحدة :
- قومي يا بت ! لازم اعرف عرفتي منين قبل ما اطلع روحك بإيدي !
- عرفت مني انا يا عليوه !
ابتلع غصة بحلقه من هذا الصوت الذي يدركه جيداً التفت ليشهق بصدمة فقد وجد " يونس " يقف أمامه مباشرة بأعين حمراء كالدماء وهاله مخيفة تحيط به وابتسامة تدب الرعب بالقلوب. تتشكل علي ثغره...ليقول بتقطع وارتجاف :
- م..م...مستحيل !
في ثواني كان أمامه مباشرة ليقول بصوت مبوح وسخرية :
- ايه يا عليوه حد يقابل صاحب عمره كده بعد غياب السنين دي كلها !
ارتجف جسده بقوة وعجز لسانه عن الحديث وعقله ينسج له ما حدث قبل اربعين عاماً...
Flash back
خرج من منزله حانقاً غاضباً ليتجه لتلك الرقعة بأحد الاراضي الذي يفضلها ليجده جالساً ليضع يده علي كتفه قائلاً بضيق :
- يونس !
التفت له بابتسامته الصافية ليضحك بخفه حين رأي تعابيره قائلاً :
- ايه يا شملول خير ؟!. أبوك طردك تاني
جلس "علوان" ارضاً بجانبه قائلاً بحنق :
- ايوه طردني بيجولي اني مش نافع وهفضل إكده طول عمري !
ضحك يونس بقوة ليردف بمرح :
- يا عم متاخدتش في بالك ابوك بيطردك كل يومين أصلاً !
رمقه بغيظ ليلكمه علي كتفه بقوة ليصيح الاخير متألماً ليرد له لكمته قائلاً بمهادنة :
- خلاص يا عم عليوه يدك تجيلة اهدي بقي !
ربت علي كتفه قائلاً بهدوء :
- اسمعني زين يا صاحبي مش عشان الدنيا ملطشة معانا شوي يبجي خلاص لا احنا لازم نشتغل ونتعب ونعافر عشان نوصلوا للي رايدينه (عايزينه )!
اجابه بتهكم :
- اللي زي انا اللي لازم يتعب يا يونس اما انت راجل ذكي ده كفاية صور العربيات الي بتعملها اهي دي لحالها كافية تخليك من كبرات البلد !
ابتسم ليردف بمزاح :
- واني اجول بقالي كام يوم تعبان ليه اتاريها من عينك الصفرا !
ابتسم الاخير بدوره ليضحك كلاهما بمرح متناسيان ما يحملانه من أعباء....
بعد مرور بضعة أيام في زفاف "صابحه "...
وضع عِمته ليبدو كرجل صعيدي أصيل تطلع علي وسامته في المرآه ليبتسم برضا وما كاد يخرج حتي وجد هاتفه الصغير يرن ليجيب فيخرج صوت "علوان" قائلاً بحزن :
- عايز اشوفك دلوجت يا يونس !
قطب جبينه ليردف بتساؤل :
- حصل حاجة يا علوان ؟!. انت زين ؟!.
اجابه الاخير بضعف :
- محتاجلك يا صاحبي عندي مشكلة كبيرة !
ليقول بحيره :
- طب الليلة فرح صابحه متجدرش تستني لما نتمموا الفرح ؟!.
ليهتف بنبره مختنقة :
- مش هأخرك يا يونس خمس دجايج بس !
انهي مكالمته ليتجه لغرفة شقيقته ويهنئها ويقبل جبينها متمنياً لها السعادة ويخرج بوعد مع عدم التأخر وصل الي مكانهم المفضل تلك الارض الزراعية البعيدة النائية ليجده جالساً ارضاً يبكي انتفض ليهتف بقلق :
- جري ايه يا علوان ؟!.بتبكي ليه ؟!.
نهض علوان ليحتضنه ببكاء ، ربت "يونس" علي ظهره قائلاً بشفقة :
- اهدي بس يا صاحبي وأياً كان اللي حُصل هنحله سوا !
ليقول "علوان" ببكاء وهو يشدد من احتضانه :
- سامحني يا يونس !
قطب جبينه وما كاد يسأله حتي شعر بطعنه تنغرز بظهره بقوة ! شهق بألم ليبتعد عنه الاخير وهو يبكي بانهيار ويضع يده علي كتفه والأخرى نزع السكين بقوة ليشهق "يونس" بألم وعيناه تتسعان بصدمة غرز السكين مرة أخري ببطنه ليغرق جلبابه بالدماء ويسقط أرضاً يضغط علي جرحه النازف ويهمس بتقطع وصدمة :
- ...ل..ليه !!!!
دفعه برفق ليستلقي أرضاً وهو يشهق بعنف ويلتقط أنفاسه الأخيرة جلس بجواره ماسحاً علي وجهه برفق ليقول ببكاء :
- اني تعبت من حياتي يا يونس وعايز ارتاح وراحتي بموتك سامحني يا صاحبي بس إكده أحسنلك انت طيب جوي والدنيا دي مبتشيلش طيبين !
شهق شهقته الأخيرة لتصعد روحه وتفارق جسده اقترب ليغمض عيناه ونهض ليرحل مسرعاً قبل ان يراه أحد...
بداخل المنزل
تتجول بغرفتها بقلق لتطمئنها صديقتها قائلة :
- متجلجيش يا بت يا صابحه انتي خابرة يونس زينة الرجال وبيحبك اكيد اللي اخره حاجة غصب عنه !
لتقول بعصبية وهي تفرك اصابعها :
- يونس جال مش هيتأخر وشوفي عدي اكتر من ساعتين ولساته مرجعش والله لما اشوفك بس يا يونس شوف هعمل فيك ايه !
استمعت للصرخات القادمة من الأسفل لتصيح بصديقتها :
- جومي شوفي ايه الصويت اللي تحت ده يا عزيزة !
استمعت " صابحة " للصراخ والعويل لتدلف احد الفتيات قائلة ببكاء :
- سي يونس انجتل !
صفعتها "صابحة" بقوة صارخة :
- جطع لسانك محدش يجدر يمس شعرة من اخوي !
قاطعها صياحات رجولية لتهرع الي النافذة فتجدهم يحملون جثمان "يونس" الغارق بدمائه ! داهمها دوار شديد وشعرت بالأرض تميد من حولها وكأن الهواء قد نفذ ارتخت حواسها في محاولة للهروب من الواقع لتستلم للدوار وتغمض عيناها وتسقط أرضاً بقوة حتي احدثت ارتطاماً قوي تزامناً مع صرخات الفتيات من حولها......
End flash back.
اختفي الهواء من رئتيه وهو يتراجع نافياً برأسه أن يونس أمامه ! ليصيح بصوت مخيف :
- ايه يا عليوه فاكر ان السنين هتغطي علي عملتك ولا ايه يا صاحبي !
ليهمس بارتجاف :
- يو...يونس أنا...
اشتعلت الاضاءة من حولهم تنطفئ وتشتعل بلا توقف والنوافذ تكاد تنكسر من قوة الرياح ! اختفي ليصدع صوته بنبرته المهيمنة :
- قتلتني وسرقتني وبعت صاحب عمرك علشان شوية فلوس ومكفاكش كمان عشان تأذي المسكينة دي اللي ملهاش ذنب في حاجة !
ركض نحو الباب عازماً علي الفرار ليجد الباب مغلق بقوة اخذ يهزه بعنف ليشعر بإحدى الطاولات تتحرك لتصدمه بعنف ! سقط أرضاً ولم يستطع النهوض لكبر سنه ، تراجع زحفاً وهو يتمتم برعب :
- سامحني يا يونس سامحني !
التقط سكين من جانبه ليقترب ببطء فيصرخ الأخر بآيات قرآنية لعلها تحميه ، ليضحك يونس بقوة رادفاً
- ضحكتني والله يا صاحبي...انت فاكر انت لما تقرا قرآن هختفي ؟!.بالعكس دانا اللي المفروض اقرا عشان شيطان زيك يختفي !
توحشت ملامحه ليقترب أكثر والاخير مازال يزحف تجاه الشرفة! ، افاقت أسيل من غفوتها الاجبارية لتجد الحبال التي تقيدها مفككة لتنهض وهي تفرك رأسها لتتوهج عينيها وهي تري " يونس " حاملاً سكيناً ويقترب من " علوان " لتصيح بخوف :
- يونس متقتلوش ! بلاش تلوث نفسك بدمه خلينا نبلغ البوليس وأكيد هيتحبس !
لم تتغير ملامحه المخيفة و"علوان" اقترب من حافة الشرفة ليصرخ برعب :
- انا عملت كده عشان انا كنت تعبان في حياتي ولما قتلتك انت ارتاحت وانا ارتاحت !
كان دور "يونس" ليصيح بصوت غاضب يصم الأذن من قوته وعنفوانه كالرعد في منتصف الشتاء ! :
- انت بس اللي ارتاحت انا بقالي 40 سنة بتعذب بسببك لا مني طايل دنيا ولا أخرة مجرد روح هايمه علي الارض ! حتي جثتي مريحتهاش و خدت الجثة ودفنتها في حته بعيدة عن اهلي واوهمتهم ان ده الصح علشان محدش يدور وراك ولا القضية تتفتح من تاني والمقبرة دي محدش يعرف مكانها غيرك ومحدش بيقرب من المنطقة دي !
بكت أسيل ليس خوفاً بل حزناً علي غضبه ، ليكمل هادراً :
- انت اللي بدأت العذاب ده ليا وليك! وانا مش هعمل حاجة انت بنفسك اللي هتنهيه عشان انا وانت نرتاح !
اقترب حتي صار كلاهما بالشرفة تراجع " علوان" مستنداً علي سور الشرفة ضعيف البنية الذي لم يتحمل استناده عليه ليقرر السقوط ساحباً اياه معه ! صرخت أسيل برعب حين سقط "علوان" من أعلي الشرفة وكما قال "يونس " هو من سينهي الامر وبالفعل لم يلمسه ! نظر له بحسره ليعود لصغيرته التي سقطت جبراً بتلك الدوامة وضع كفه علي وجهها هامساً بحب :
- انتي كويسة ؟!.
نظرت له بدموع ولأول مره تري ملامحه بذلك السكون والراحة لتقول بضحك من بين دموعها :
- دانا كلت ضرب ! مكالوش حرامي في مطلع !
ضحك بحزن ليتحول ضحكها لبكاء وشهقات عالية جذبها لصدره ليلف ذراعه حولها ويحتضنها هامساً بألم :
- عمرك سمعتي عن واحد عاش عمره وما حبش حد ولما مات لاقي نفسه بيعشق مش بس بيحب!
زاد بكاءها ليكمل هامساً بأمر حنون :
- هتنسي يا أسيل وهتعدي سنين وهتعيشي !
همست من بين شهقاتها :
- هتستناني ؟!.
- مينفعش !
- هتستناني ؟!.
- لازم تنسيني !
- هتستناني ؟!.
اخرجها من أحضانه ببطء ليكمل هامساً بعشق دفين :
- قضيت اربعين سنة من غيرك ومستعد اقضي اربعين زيهم مستنيكي !
ابتسمت من بين دموعها ليباغتها بأن لثم شفتيها بعمق لتخوض نوعاً جديداً من المشاعر رغم برودة شفتيه بهما دفئ غريب استشعرته ابتعد قليلاً ليهمس بنبرته الرجولية التي باتت تعشقها :
- بحبك !
لمعت عيناه بعشق جارف ليبتسم ابتسامته المهلكة ويختفي ببطء وكأن شئ لم يكن ! اغمضت عيناها للحظات لتغادر المنزل مشت في الطرقات بلا هوادة وماذا بعد يا أسيل ؟!.أحببتي شبحاً عاد لينتقم ممن اذاه وانتهي الأمر ليعود صوت قلبها صارخاً ولأول مرة ينتصر قلبها علي عقلها بأن ستظل ملك له ملك لشبح !
#يتبع...
#في_منزلي_شبح
#بسمة_مجدي
الفصل العاشر(الأخير)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد مرور 10 سنوات...
ارتدت فستانها الأحمر الأنيق وهي تضع زينة بسيطة تجعلها رائعة الجمال ابتسمت لمظهرها برضا لتخرج من منزلها لتجده يقف ببذلته الأنيقة لتقول برقة ممتزجة بالقوة التي اكتسبتها حديثاً فهي اصبحت امرأة في عقدها الثالث :
- اتأخرت عليك ؟!.
امسك كفها ليقول بابتسامة :
- اتأخري براحتك النهاردة يوم مميز بالنسبالك !
صعدت بجواره لتقول برقة :
- حسام ! اتاكدت ان كل حاجة جاهزة ؟!.
- اه متقلقيش !
وصل الي وجهتهم المنشودة ليترجل كلاهما ، رفعت بصرها لتطالع اللوحة امامها بابتسامة وعيناها تلتمع بالدموع " سلسلة مطاعم يونس " اقتربت منهم امرأة لتحتضن "حسام" بحميمية قائلة بعتاب رقيق :
- ينفع التأخير ده كله ؟!.
قبل كفها قائلاً بحب :
- سوري يا حبيبتي انتي عارفة تأخير أسيل عامل ازاي !
تركتهم لتدخل المطعم وتتلقي التهاني بافتتاح المطعم الرابع لسلسة مطاعمهما الشهيرة امسكت كوب عصير لتقول بصوت عالٍ نسبياً :
- ممكن الكل ينتبه معايا ؟!.
صمت الجميع وولوها انتباههم لتقول بابتسامة هادئة وأعين لامعة :
- النهاردة يوم مميز جداا بالنسبالي مش بس علشان افتتاح المطعم لأ علشان في اليوم ده انا لقيت حب حياتي...وطبعاً اسمه يونس ! اكيد كلكم هتسألوا طب ليه متجوزناش لحد
دلوقتي ؟!.
مسحت دمعة هاربة لتكمل بنبرة مهتزة تحت انظار " حسام" وزوجته المشفقة عليها رغم انهم لا يعلموا من هو ذلك العاشق الخفي :
- الظروف كانت اقوي مننا رغم الحب الكبير اللي بينا بس الوقت كان غلط والظروف كانت غلط ! بس زي ما بيقولوا القلب مالوش سلطان ! ... لو بتحبوني بجد ادعولي ربنا يجمعني بيه قريب !
ابتسمت ساخرة في نفسها فالكل يدعو لها بنية صادقة فقط لو يعلموا ان لقاءها بمعشوقها سيكون حين تموت ويبقي لقاء الأرواح...
التفتت لتجد باقة من الزهور بديعة المنظر وبها بطاقة فتحتها لتجد مكتوب بها بالون الأحمر :
" صدقتي لما قولتي ان القلوب ملهاش سلطان حتي لو الجسم ميت القلب بردو ملوش سلطان ! اه بالمناسبة الفستان يجنن عليكي اهو أحسن من لبس العساكر بتاعك ده بس قمر في كل حالاتك يا ست الكل وست البنات وست قلبي ! "
ارتفعت يدها لتكتم شهقتها وهي تتلفت حولها لعلها تلمحه انتفضت حين شعرت بيد علي كتفها لتجده "حسام" الذي قال بقلق :
- مالك يا أسيل ؟!. انتي كويسة ؟!. وايه الكارت الفاضي الي مسكاه ده ؟!.
نظرت الي البطاقة بلهفة لتجدها بيضاء كما قال أكانت تتوهم ! ازدردت ريقها لتقول بارتباك :
- انا كويسة يا حسام متقلقش...
تنهد ليقول بحزن :
- لا لازم اقلق يا أسيل... انتي تميتي ال34 ولسه متجوزتيش وحتي الشخص الي بتحبيه ده محدش يعرف عنه حاجة للدرجادي بتحبيه لدرجة انك مستنياه كل السنين دي رغم انه اتخلي عنك !
- عمره متخلي عني !
قالتها باندفاع ودموعها تهدد بالانهمار ليقول بلطف :
- طب لما هو كويس كده مجاش اتقدم ليه كل ده ؟!.
لمعت عيناها لتقول بنبرة قوية :
- انا هفضل مستنياه يا حسام ولو عدي عمري كله مش هبقي لغيره انا ليونس وبس !
زفر بضيق فكعادتها لن يصل معها الي نهاية فهي عاشقة حد الهوس احياناً يشك ان "يونس" شخصية خيالية تعيش بعقلها فقط لا وجود له بالواقع ليقول بحنان أخ :
- ربنا يجمعك بيه يا أسيل !
*********
صعدت الي السطح لتستنشق الهواء وتقول بهمس متألم :
- وحشتني !
- وانتي كمان !
همسه خافتة جاءتها لتلتف حولها لم تجد أحد استغفرت سراً لتبدأ دموعها بالانهمار جلست ارضاً بضعف وهي تسرق اللحظات لتفرغ شحنة حزنها ليصلها صوته الحنون المرح قائلاً :
- بقيتي سيدة اعمال وعندك مطاعم ولسه عيوطة زي ما انتِ !
رفعت بصرها بلهفة لتصدم بعينيه بلونهما الغريب الذي تعشقه وابتسامته المهلكة التي تزيده وسامه شلتها الصدمة ليقترب ويجثو علي ركبتيه ويمسح دموعها برفق هامساً بحنو :
- في حد يعيط في يوم حلو زي ده ؟!.
ابتسمت من بين دموعها وهي تدرك سبب مجيئه بعد كل هذه السنوات لتهمس بنبرة مختنقة من كم المشاعر التي تداعب وجدانها وبقلب يرقص فرحاً :
- هتاخدني معاك ؟!.
لم يجيب وهو يتلمس وجهها ويتأمل خصلاتها الطويلة بحب لتكمل بابتسامة :
- هموت ؟!.
ليصحح بنبرة عاشق :
- هنعيش !
نهضت بفرح وهي تتحرك بلهفه ولم تنتبه الي قدمها التي تعثرت ليختل توازنها وتبدأ بالسقوط! أجفلتها المفاجأة لتشعر انها تسقط ببطء وتجده يطالعها بابتسامة هادئة من أعلي المبني وكأنه يقول "حان موعد الرحيل معشوقتي " اغمضت عيناها بارتياح وابتسامة راضية تتشكل علي ثغرها بعد سنوات من العذاب النفسي...ارتطم جسدها بالأرض بعنف لتتعالي الصرخات من حولها وسالت الدماء من جانب فمها كما بدأت تتشكل بركة من الدماء أسفلها فتحت عيناها لتلتقط مشاهد أخيرة من "حسام" الراكض نحوها بوجهه مرتعب وهو يصرخ باسمها وتجمع الجميع من حولها وتوقفت عيناها علي "يونس" الذي يقف أمامها بابتسامته لم تزيح بصرها عنه حتي يبقي هو أخر شئ رأته عيناها كما راه قلبها لتشهق شهقتها الأخيرة بعنف وتظلم الرؤية ويبقي وجهه الوسيم امامها للنهاية....ولتثبت مقولة ان المرأة تعشق من يرعاها ويعطي الأمان لقلب الطفلة بداخلها حتي لو كان...شبحاً !
*تمت بحمدالله *
بقلم...بسمة مجدي
تعليقات
إرسال تعليق