#البارت الأول
_شوفتي الدكتور الجديد يازهرة؟
انتبهت_ فين دا مشوفتوش، اسمه اي، شكله حلو ولا لا؟
ضِحكت بسخرية_ عارفة يعني شوفي عُمرنا ما جالنا دكاترة صُغار في السن ويوم ما يجي يبقى مشوه، شوفتي؟
_مشوه إزاي؟
_خده اليمين محروق، شكله بشع جدًا يا زهرة والجامعة كلها بتضحك عليه، أنا مش عارفة دخل طب دا ازاي؟
ضحكت بسخرية_ مش عارفة أنا يابنتي، الجامعة دي بتحيب حاجات رهيبة، قومي يلا خلينا نشوفوه اهو نضحك شوية
كُنت قاعدة في كافيتريا الكلية بعد خلصت المحاضرة التانية وأخدت بريك لأني كنت مهبطة جدًا، حوار قاسي جدًا بين اتنين المفروض إنهم ناضجين وعارفين الصح من الغلط، لكن اللي سمعته مايدلش على كدا أبدًا، سكت شوية وانتظرت إنهم يمشوا لأني مكنتش قادرة أسمع كلمة كمان عليه، أنا معرفوش لكن مش من حق أي حد يسخر من حد تاني كدا أبدًا مهما كانت ظروفه، يمكن شكله مش لطيف زي ما بيقولوا لكن عنده حاجات ألطف بكتير، طبيعي جدًا إن الانسان مش كامل وإن الكمال لله وحده، لكن ربنا لما بياخد حاجة بيدي قصادها حاجات مش حاجة واحدة بس، زفرت بضيق وأنا بسمع كلامهم السخيف لحد ما قومت واتجهت ناحيتهم وقولت بكل ثبات:
_أظن إنتِ وهيا أنضج من كدا بكتير، مش فاهمة حضراتكم هستفادوا إي بالكلام اللي في منتهي السخافة بتاعكم دا، مش من حقكم تسخروا منه أبدًا مهما كان هو، وإن حصل يبقى النقص من عندكم مش عنده أبدًا، ربنا قال في كتابة العزيز
''يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)
_والنبي يا ست الشيخة ما توجعي دماغنا بكلامك دا
مشيت بهدوء من الترابيزة بتاعتهم بعد ما سحبت شنطتي وقررت إني مش هكمل اليوم انهاردة، ركبت الباص وأنا كل تفكيري فيهم مش معقول في بشر بيؤذوا حد للدرجة دي، كنت بسمع حكايات عن انتحار أشخاص لمجرد انتقاد الناس لشكلهم أو جسمهم ولبسهم لكن ماكنتش أتخيل إن أقابل حد من دول في حياتي، أصعب احساس ممكن يُمر به الانسان هو الرفض، لما يحس إنه مرفوض، مرفوض من كل حاجة ودا احساس مش هيَّن اطلاقًا، كُنت أتمنى أن العالم بالناس اللي فيه يكون لطيف خفيف على القلب، لأن كل شخص فينا بيقى جواه حزن كبير بس مبيخرجوش لأن اللي قدامه مش مجبور إنه يتقبل أحزانه وتقلباته المزاجية مهما كانت درجة القرب ما بينهم.
خليك خفيف على الناس
لطيف وضحكتك بتعيد الحياة
لأشخاص قربوا على الانتهاء
_عايز أعرف كبرتي إمته كدا؟
لمست كفوفه بحُب_ أنا بحبك أوي يا ياسين
سحبني لحضنه_ وياسين بيحبك أكتر صدقيني، عارفة اليوم اللي حطوكِ في حضني فيه ابتسمت أوي وهديت بعد ما كنت غيران منك لدرجة كبيرة أوي، كنت شايف إنك هتاخدي مكاني عند بابا وماما، لكن الغريب إني هديت خالص وبدأت أبوس فيكِ، مكنتش عايز حد ياخدك من حضني أبدًا، كنت حاسس إني لازم أحميكِ برغم إني لسه طفل عنده خمس سنين بس، مش عارف كبرتي إزاي كدا؟
مسدت على ضهره_ ياسين أنتَ أجمل أخ بجد، عارف يا ياسين أنا لحد دلوقتي مش قادرة أقبل أي عريس لأني لسه مش لاقيه حد شبهك، إنتَ جميل بكل معنى الكلمة.
سحبت الكرسي اللي قصاده بعد ما حطيت الشاي بالنعناع على سور البلكونة، ابتسمت أكتر لما لقيته بياخد نفس عميق وأخد رشفة من كباية الشاي وقال بحنان_ أرق حد شاي بالنعناع حقيقي.
ضِحكت_ أبقى فكرني أعلمه لـ آية عشان تعملهولك لما تتجوزوا
اتنهد_ عارفة يا دُعاء آية شالت كتير أوي، حاسس إني جيت عليها ومن حقها تفرح هي كمان، كل شوية بأجل في الفرح عشان أكمل عفش الشقة، أنا تعبت
مسكت إيده_ آية بنت حلال وبتحبك والله ومستحمله كل دا عشانك، وصدقني هتتسير وهتفرح يا عيون دُعاء بس كل حاجة بأونها، طول ما ربنا معاك اطمن.
رجعت بضهري على الكرسي وسرحت ياسين ضحى بحاجات كتير أوي عشاني وعشان بابا وماما، اتخلى عن مصاريف الفرح وأجله لأجل يعملوا عُمرة برغم إنها كانت ممكن تتأخر شوية لكنه أصر يطلعهم بعد ماما ما قالت إنها نفسها تشوف الكعبة أوي، اتحمل مصاريق كليتي وإشتغل بدل الشغلانة اتنين، علاقتي بـ ياسين مش قادرة أحددها بجد قادر يحتويني بكل معنى الكلمة برغم وقته الضيق دا، مش عارفة في يوم ممكن ألاقي حد زي ياسين كدا يكون من نصيبي في يوم ولا لا، لكن أتمنى جدًا
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا دكتور نوح اللي هدرس ليكم مادة الفسيولوجيا الطبية( علم وظائف الاعضاء ) ياريت نعتبر بعض اخوات وتعتبروني أخوكم الكبير مش الدكتور وأي حد محتاج أي حاجة يقدر يتواصل معايا وما يترددش لحظة، وإن شاء الله هتكون سنة لطيفة وخفيفة علينا كلنا، نبدأ بسم الله
كلامه هادي جدًا ولطيف، شاب في أوائل التلاتين، عيونه بـ لون البحر لكن خده المين مشوه، عرفت إن هو الدكتور اللي البنتين كانوا بيتكلموه عليه، شرحه سلسل جدًا، ابتسامته جميلة صوته هادي ومريح للودن جدًا، مقدرتش أمنع نفسي واغض بصري عنه، لإني ببساطة ارتحت، كُنا في وسط الشرح لما طلع واحد سخيف من زمايلنا وقال بصوت عالي في وسط المدرج
_الأ قولنا يا دكتور إي سبب اللي في وشك إي بما إنك قولت إنك اخونا الكبير
قال كلامه بسخرية سخيفة جدًا زيه، غمضت عيني لأني اتحرجت له، مش من حق حد يحرج حد بالطريقة دي أبدًا، فضلت أردد آيات من القرآن الكريم عشان يهدي لأني رفعت عيني له في لحظة لقيته ساب القلم بعد ما وشه كل كان أحمر وفي منتهى الاحراج
ابتسم ابتسامة خفيفة_ هو مش من حق أي حد يدخل في خصوصيتي الشخصية لكن هقولك حاجة واحدة بس اتعلم إنك تحترم الناس وتسأل بأدب، عارف أنا لوكنت سألتني بأدب كنت رضيت عليكِ بمنتهي الهدوء لكن طريقة السخرية دي ما تنفعش تطلع من راجل ناضج زيك، ويا جماعة اللي مش حابب المحاضرة ومش متقبل شكلي دا يتفضل برا، أنتم مش مُجبرين
حصلت حالة من الهرج في المدرج الكل بيخير نفسه إنه يفضل ولا يخرج لحد ما المدرج فضي وما فضلش غيري أنا وولدين، ابتسم ابتسامة خفيفة وبدأ يشرح، معقولة في حد جميل كدا؟ حد عنده ثبات انفعالي للدرجادي، بس أجمل ما في الموضوع إنه مُتقبل كل شيء فيه، بعد ما خلص المحاضرة قعد على الكرسي بتاعه وأصر إنه يحكلنا عن سبب تشوه خده، دمعت وأنا بسمع كلامه لما ماماته كانت بتقلى بطاطس في الزيت وبدل ما يقع عليها هي سحبها لحضنه واستقبل هو الزيت بدالها، لما قرر يعمل عملية تجميل الدكتور طلب منه يسافر بره لأن ماكنش فيه امكانيات تقدر تساعده هِنا في مصر، ولأنه كان شاب عادي لسه مدخلوش دخل، قرر مايسافرش برغم اصرار والدته اللي ماتت من قهرتها عليه، مسحت دِمعة أخيرة من عيني بعد ما طلعت ورقة صغننة بحطها في شنطتي دايمًا واتجهت ناحيته وسبت الورقة اللي كان مكتوب فيها قبل ما أخرج من المدرج: إن جمالك الحقيقي جمال روحك، أما تلك القسمات ستذبل يوماً، بينما الروح تتوهج للأبد.
التفت بسرعة له لما سمعت صوته الهادي وهو بيقول شكرًا، سحبت شنطتي وقررت أروح بعد يوم طويل ومُرهق جدًا، ركبت الباص وسندت راسي على الشباك لما لفت انتباهي
#البارت التانى والأخير
شكرا على التفاعل نبحث عن الأفضل للأفضل ❤️😘
، ، ركبت الباص وسندت راسي على الشباك لما لفت انتباهي صوت طفل صغير بيسأل والدته:
_هو أنا وحش يا ماما؟
مسحت دموعه_ لا يا عيون ماما إنتِ جميل جدًا كمان
عيط أكتر_ لكن كل المدرسة بتقول عليا إني وحش وإن عندي بُهاق، هو انتِ وبابا ممكن تقولوا عليا كدا؟
سحبته لحضنها_ أوعي تفكر في كدا أبدًا يا معتز، انتَ مميز يا حبيبي، تفتكر أنا ممكن أنا وبابا نقول عليك كدا؟ احنا بنحبك يا معتز أكتر من نفسك
ضمها أكتر_ وأنا بحبكم أووي، لكن مش بحب المدرسة أبدًا ومش هروح عشان خاطري يا ماما لو بتحبيني
مسحت دموعي قبل ما أطلع شيكولاته من شنطتي والتفت له_ اسمك معتز مش كدا؟
خرج من حضن والدته وهز راسه بنعم، فابتسمت_ اسمك جميل أووي يا معتز، وشكلك لطيف ووسيم جدًا
ابتسم نص ابتسامة ووجه نظراته لوالدته اللي ابتسمت ليا بامتنان_ يعني أنا مش وحش؟
لعبت في شعره_ مين قال كدا؟ دا انتَ جميل وجميل جدًا كمان، تعرف لو كنت كبير شوية كنت اتجوزتك
ضِحك_ هو انتِ اسمك إي؟
ابتسمت ومديت ايدي له_ دعاء...اسمي دعاء
مد إيده_ اسمك جميل وشكلك لطيف يا دعاء
ضحكت أكتر_ شخصيتك ألطف يا معتز
لمست خده بحُب_ انتَ مميز أووي يا معتز، وربنا ميزك أكتر بالبُهاق متخليش حد يخليك تهز ثقتك في نفسك، انتِ بطل وتستحق تعمل أي حاجة في أي وقت، محدش من حقه يعترض عليك مهما كان هو، فتوعدني متزعلش من الناس اللي بتقولك انتِ وحش لأن الحقيقة إن عيونهم هي اللي وحشة عشان كدا شايفين الناس كلها وحشة، بوست خده_ أنا بحبك يا معتز
رفع ايده الضغننة وضمني لحضنه_ وأنا كمان بحبك، وهروح المدرسة تاني وهقولهم إني جميل وأستاهل أتحب مش كدا يا دعاء
_كدا يا عيون دعاء
غريبة جدًا الناس دي، طفل لسه عنده تسع سنين يدمروه ويهزوا ثقته في نفسه للدرجة دي؟ صدق ياسين لما قالي العالم برا مؤذي جدًا، أنا كُنت متحاوطة بكفوفه الحنينة، كان مخبيني عن العالم اللي برا برغم إني كنت بعافر عشان اخرج وأشوف العالم لكن اتصدمت من الواقع، الحياة أبسط من إننا نكلكعها للدرجة دي، فيها لما أشوف أي حد صباح الخير على قلبك، انتَ جميل جدًا، العالم مش لطيف لكنه بقا لطيف بوجودك، نهارك سعيد زي قلبك، كلمة حلوة وابتسامة هادية والدنيا تبقى زي الفُل، لكن مش كدا أبدًا إحنا لازم نغير الوضع...الوضع بقا خطير جدًا
_روح قلب ياسين جايلك عريس صغنن قد كدا؟
ضحكت_ انتَ بتقول إي؟
ودايب فيكِ دوب كدا وبيقول مش عايز غير دعاء...دعاء، انتِ عملاله عمل؟
قرصت ركبته_ ياسين متهزرش أنا قلب ضعيف ورهيف
ضِحك_ أنا بقول خليكِ جانبي هِنا العالم خطير برا جدًا
قربت وشي من وشه وبصيت حواليا شوية وقولت_ خطير جدًا جدًا
لما ياسين حكالي الموضوع بكل هدوء، اتصدمت كان آخر حاجة ممكن أفكر فيها إن دكتوري يجي يتقدملي، يعني معداش غير شهر بالظبط على آخر موقف حصل بينا لما سبت الورقة ومشيت، مفيش كلام جمعنا تاني، لكني فِرحت أو ممكن نقول ارتحت، أنا شخص غريب جدًا ممكن أقع في حد من صوته، عروق إيده، أسلوبه السلس الهادي غير كدا شكليات والله، دايمًا بتمنى الأقي حد زي ياسين، حد عارف أدق تفاصلي، يتقبل عيوبي قبل مميزاتي زي ما أنا هعمل بالظبط، أنا شخص مُغرم بالتفاصيل ومشكلتي إني لما بحب حد باهتم بأصغر تفاصيله، قررنا نكتب الكتاب بعد لقينا الراحة من الطرفين، متخيلتش أشوف ياسين بيعيط في حياتي غير النهاردة، فضلنا في حضن بعض أكتر من ساعة هو بيعيط وأنا بعيط، ذكريات طفولة مرت قُدامنا وذكريات ألطف وأحن حاجة حصلت في حياتي، أنا مكنتش أتخيل كمية المشاعر اللي ممكن تجيلي في يوم زي دا تجاة ياسين، أنا لو قولت بعلو صوتي للعالم بحالة إني بحبه مش هيكون كافي أبدًا.
قربت منه بعدما شوفته واقف في الاوضة متوتر ملامحة متوترة ايده فيها رعشة وعيونه مليانه خوف، قربت منه ووقفت قصاده بعد ما رفعت النقاب، ابتسم ابتسامة مهزوزة؛ فرفعت إيدي على خده اليمين اللي فيه الجرح، فحسيت برعشه جسمه وصوته اللي خرج مهزوز_ دعاء
اببتسمت برقة_ إنتَ جميل أووي يا نوح
ابتسم_ أنا...أنا
لمست خده تاني_ مُغري جدًا خدك دا؟
ضِحك بحنان؛ فكملت_ احضني يا نوح، احضني.
ضمني لحضنه بحُب؛ فابتسمت برضا لما سمعت صوته الهادي_ انتِ لطيفة جدًا والعالم بقا ألطف بوجودك
أنت أعمق من أن أحبك كالآخرين، يلزمني لأجلك خمس قلوب، وروحان، وآلاف الشرايين.
_نوح مش كدا الناس هتقول إي؟
سحبني لمكتبه_ إنتِ مراتي على فكرة؟
_ضغطت بإيدي على النقاب_ بردو مش كدا احنا في الجامعة
قرب خطوة_ ماهو مش معقول مش عارف اشوفك يا دعاء، وحشتيني أعمل إي، ارفعي النقاب عايز أشوف وشك
رجعت خطوة لورا وشاورت براسي بالنفي؛ فقرب خطوة ومد إيده رفعه؛ فابتسم بحنان_ وحشتيني
ضِحكت بخجل_ نوح
_ سبيني ألمسك إيدك واتأمل عينيك وأضمك ضمتين
_إنتَ قليل الأدب
ضِحك بحُب فقرص خدي_ حد يقول لحبيبه كدا؟
_ انتَ عايز إي؟
_ عايز حضن
ابتسمت بحنان؛ فسحبني لحضنه_ أنا بحبك♥
'' لست مُجبرًا على إخفاء جروحك وعيوبك التي لا تقع عيني عليها إلا ورأيتُها مميزات، لا تخجل عزيزي؛ فنحن روحان في جسدٍ واحد، أعد مجددًا وأحدق النظر بي؛ فستجد روحك بداخلي في أبهى صورها، أُحبك عزيزي''♥
#دعاء_الشنديدي
#حكاوي_النوح
تعليقات
إرسال تعليق