القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

نوفيلا كامله اللعوب بقلم نسمه مالك في موسوعة القصص والروايات

"مقدمة"..

اللعوب نوفيلا كامله 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله صلاة تنحل بها العقد وتنفك بها الكرب وينفتح بها أبواب الخير..
نادراً ما تأتي الصفعة من أقرب الأقربون.. من نعطي لهم الثقة و الأمان ، ونغلق أعيننا بطمئنان هما أوائل من يطعنونا بظهورنا دون رحمة..
نتهاون عن أفعالهم الحمقاء ليتمادو هما بها أكثر حتي يظهر وجههم الحقيقي، وجه لا يحمل لنا إلا كل حقد وكرهه..
دعوني أسرد لكم عن شيطان بهيئة امرأة لعوب تسربت كالذئبق بين زوجين وقامت بنزع هدوء وصفو حياتهما فهل ستنجح بالتفريق بينهما؟!..
.................................... سبحان الله 🥀........ 
الفصل الأول..
.. بإحدى المستشفيات الخاصة.. 
داخل غرفة التمريض.. تقف "كامليا" فتاة بأواخر عقدها الثالث أمام المرآة تضع أحمر شفاه بعدما أنتهت من رسم عينيها الجميلة باحترافية فأصبحت بغاية الفانتة.. 
أنتهت من وجهها و رفعت يدها لخصلات شعرها الحريرية وقامت بتخليل أصابعها بداخله عدة مرات ورفعته بعقدة على هيئة ذيل حصان تاركة بعض الخصلات متمردة على جبهتها ووجنتيها.. 
نظرت لهيئتها بابتسامة إعجاب، و ألقت قبله لنفسها وهي تقول بغرور.. 
"قمر يا بت يا كوكي".. 
"قمر بالستر".. 
أردفت بها زميلاتها "فاطمة" الواقفة خلفها عاقدة يديها أمام صدرها تتابع ما تفعله بشفقة وأسف على حالها.. 
تأففت "كامليا" بضيق، و ألتفت تتظر لها مردفة بملل.. 
"اممم أهلاً يا فاطمة".. 
اقتربت منها "فاطمة" حتي وقفت أمامها مباشرةً، وتحدثت بصرامة قائلة.. 
"لا أهلاً ولا سهلاً يا كامليا بعد اللي عملتيه مع دكتور عبد الرحمن وخربتي بيته!!.. انتي بتتعدي كل الحدود وماشية في طريق اللي يروح ميرجعش، وكل عمايلك دي هتدفعي تمنها غالي أوي خلي بالك.. داين تدان".. 
"أسطوانة كل يوم المشروخة اللي أنا زهقت منها يا فاطمة".. قالتها" كامليا" بغضب رغم ابتسامتها الزائفة التي تزين ملامحها الجميلة الخادعة.. 
وضعت يديها بخصرها، وتمايلت بغج مكملة.. 
"وبعدين انا مضربتش دكتور بودي على إيده علشان يتجوزني عرفي على مراته ويخرب بيته.. هو اللي اتجنن عليا أول ما شافني، وباس أيدي علشان أوافق اتجوزه".. 
" تقومي أنتي توافقي، وتتجوزيه بورقتين عرفي و تروحي تقولي لمراته في نفس اليوم يا مفترية تقهري الست وتخليها تطلق من جوزها أبو ولادها زي ما عملتي مع اللي قبله واللي عددهم بقي كتير أوي يا كامليا؟! ".. غمغمت بها" فاطمة" من بين أسنانها بغيظ وهي ترمقها بنظرة مشتعلة.. 
ضحكت" كامليا" بقوة وتحدثت بصعوبة من بين ضحكاتها.. 
" عندك حق والله يا بت يا فطوم أنا علمت على نص الدكاترة هنا فعلاً.. بس يستاهلوا عنيهم فارغة وبيقعو في أيدي من أول نظرة، وأول ما أحس ان واحد فيهم هيقرب مني ويعتبرني مراته بجد بهرب منه واقطع الورقتين على طول بس بكون كلته الكف التمام الأول علشان يتأدب ومينساش كوكي أبداً طول حياته".. 
صمتت لوهله وتابعت بفخر..
"دا أنا في مره اتجوزت مرتين من رجلين في نفس اليوم، وخربت بيت واحد أصبح، والتاني طلق مراته بليل".. 
كانت" فاطمة"تستمع لها بأعين جاحظة وفم مفتوح ببلاهه، و حركت رأسها بيأس مردده بعدم تصديق من أفعالها الشنعاء.. 
" انتي إزاي كده؟!.. أنتي متعرفيش ان اللي بتعمليه دا ممكن يوديكي في داهية، ولا يوقعك في ايد واحد يطلع عليكي القديم والجديد!"..
سارت" كاميليا" من أمامها نحو الخارج ومدت يدها تفتح الباب لكنها توقفت ونظرت ل "فاطمة" وتحدثت بثقة قائلة.. 
"أنا محدش يقدر يوقعني يا فاطمة.. أنا اللي بوقعهم على بوزهم وبجبهم لحد عندي يبوسوا جزمتي.. دي متعتي في الحياة".. 
" طيب مش خايفة من ربنا يا كامليا؟؟!".. 
قالتها" فاطمة" سريعاً قبل أن تغلق "كامليا" خلفها الباب الذي فتحته للتو.. 
ارتجف قلبها بزعر انعكس على جسدها الذي انتفض بوضوح، ولكنها رسمت الجمود، وهي تجيبها.. 
" دي حاجة متخصكيش يا فاطمة".. 
غمزت لها وتابعت بستفزاز.. 
" خليني أروح للدكتور الجديد علشان اديلو ختم كوكي واضيفة للسته بتاعتي".. 
" ربنا يدوقك من نفس الكاس اللي سقيتي منه غيرك يا كامليا علشان تتعظي".. 
تمتمت بها "فاطمة" بسرها وهي تنظر لأثر "كامليا" التي تسير متمايلة تجعل قلوب كل من يراها من الرجال تميل لها، وتتمني نظرة واحدة من عينيها الفاتنة حتي وصلت لغرفة مغلقة وقامت بالطرق على بابها برقة ليأتيها صوت صارم يتحدث بحزم.. 
" اتفضل".. 
خطت للداخل غالقة الباب خلفها، واستندت عليه بظهرها تتابع ذلك الجالس خلف مكتبه على كرسيه الجلد منهمك بعمله على جهاز اللاب توب الموضوع أمامه.. 
رفع رأسه نحوها ورمقها بنظرة خاطفة، وتابع عمله من جديد مغمغماً...
"خير يا انسة؟!".. 
قالها "حسام" بعملية باحته دون الأهتمام بها أو بجمالها الفتاك جعلها ترمقه بنظرة مندهشة رافعه إحدي حاجبيها فقد راقها كثيراً بفعلته هذه نادرة الحدوث معها، وأيضاً هو لا يستقل به.. يمتلك قدراً كبير من الوسامة، والهيبة و الوقار.. 
جعلها تتحدثت بميوعة تليق بها كثيراً، ويسيل لها لعاب اي رجل مهما كانت قوته إلا من رحم ربي...
"كل خير يا دكتور.. أنا كوكي.. قصدي كامليا،وعرفت أن حضرتك الدكتور الجديد المسؤل عن القسم هنا فقولت لازم اجي أرحب بيك بنفسي".. 
ترك "حسام" ما بيده، واعتدل بجلسته مستنداً على المقعد خلفه بظهره، ونظر لها نظرة متفحصة بوجه خالي من المشاعر، واضعاً أصابعه أسفل ذقنه الكثيفه..
سارت" كامليا " نحوه بغنج حتي توقفت أمام مكتبه، ومالت عليه مستنده بكلتا يديها على المكتب.. رفع حاجبيه بندهاش حين لمح رقبتها، ومقدمة صدرها الظاهرة من فتحة ثيابها الواسعة، وابتسمت له ابتسامتها المهلكة هامسة بحميميه.. "نورتنا خالص يا دكتور"..
"بنورك يا؟!".. 
تأملها بنظرة خبيثة مكملاً بابتسامة لعوب أكثر من ابتسامتها.. 
"كوكي".. 
ضحكت بدلع وقد ظنت أنها وصلت لمبتغاها مرددة بانتصار وهي تغمز له بشقاوة.. 
"مدام قولت كوكي يبقي كده بيقنا أصحاب، ومش بعيد قريب أوي نكون أحباب يا حس"..
انتهي الفصل..
يهمني رأيكم جداً..


الفصل التاني.. 
اللعوب.. 
✍️نسمه مالك✍️.. 
.. مرت عدة ساعات.. عادت "كامليا" لمنزلها التي تسكن به برفقة شقيقتها الكبري "كريمة" التي تعتبرها بمثابة أبنتها وليست شقيقتها خطت للداخل تدندن بإحدى أغانيها المفضلة.. 
" على مين.. على مين.. على مين.. بتبيع الحب لمين.. لو كنت جاي تغني روح اسأل قبل أنا مين.. متروحش تبيع المية في حارة الساقين".. 
" جاية رايقة ومبسوطه انهارده ربنا يروق حالك يا حبيبتي".. 
قالتها "كريمة" التي تجلس على الأريكه ممسكه بيدها سكين وتقوم بصنع طبق من السلطة الخضراء.. 
" اممم مبسوطه و أوي كمان يا كرملة، وناوية اعمل عزومة كبيرة للعايلة كلها على حسابي انهارده ايه رأيك؟! ".. 
"كريمة".. مستفسرة.. "يا تري بمناسبة أية المرادي؟! ".. 
ضحكت "كامليا" بتساع محدثة نفسها.. 
"بمناسبة تقطيع الورقه العرفي رقم ستة، والقلم الجميل اللي سكعته لدكتور عبدالرحمن، والقلم الجديد اللي هنزل بيه على قفا دكتور حسام الحلو بزيادة".. 
" بت يا كامليا سرحتي في ايه وانا بكلمك؟! ".. 
قالتها" كريمة" بتعجب حين لمحت أبتسامتها البلهاء.. لتجيبها "كامليا" وهي تأخذ إحدي قطع الخضار وتتناولها بتلذذ.. 
" أنا مبسوطه وعايزه ابسطكم معايا يا ستي، وبالمرة نعزم بنتك اللي عاملة بيات صيفي وشتوي من ساعة ما اتجوزت وهي مبتخروجش وعلى طول محبوسة في البيت لما عفنت و ريحتها طلعت".. 
نظرت لها "كريمة" بعتاب وتحدثت بتعقل قائلة.. 
"بنتي قاعدة في بيتها بولادها يا كامليا بتراعي جوزها و دا ميعبهاش في حاجة بالعكس دا يكبرها في نظرنا أنها اد المسؤلية ومحافظة على حياتها وعلى رجلها".. 
ربتت على ظهرها بحنان مكملة.. 
" عقبالك يا حبيبتي لما ربنا يرزقك بعريس ابن حلال ومحترم زي" فهد" جوز بنتي كده، وتتجوزي وتروحي بيتك انتي كمان يا كامليا".. 
ضحكت" كامليا" بقوة حتي ادمعت عينيها مردفة بذهول.. 
" بقي "فهد" محترم، وهو في راجل في الدنيا دي كلها يعرف حاجة أسمها إحترام يا كرملة؟! ".. 
" في طبعاً رجالة كتير محترمة، وفهد جوز بنتي أولهم يا حبيبتي".. قالتها" كريمة" بثقة عمياء وهي ترمقها بنظرة نارية، ومن ثم تابعت بحدة.. 
"يا أختي قولي ان شاء الله ربنا يرزقك براجل في نص أخلاق فهد حتي.. بدل ما أنتي داخلتي على التلاتين سنة وقاعدة من غير جواز، وبنتي اللي أنتي خالتها اتجوزت وخلفت بدل العيل اتنين، وأنتي عمالة ترفضي في عرسان زي الورد.. ايه مسمعتيش عن المثل اللي بيقول من كتر عرسانها بارت؟! ".. 
حديثها اشعل قلب" كامليا" بالحقد والغيرة، وصكت علي أسنانها بغيظ، وابتسمت لها ابتسامة مصطنعة وهي تقول.. 
"يرزقني براجل في نص أخلاق فهد مش كده؟! ".. 
انبلجت ابتسامة لعوب على وجهها وتابعت بوعيد.. 
" وماله يا كرملة خليني اتسلي شوية".. 
أكملت محدثة نفسها.. 
"وأشوف بنفسي فهد جوز بنتك أخلاقه هتقاوم كوكي إزاي".. 
أسرعت نحو غرفتها مردفة بعجل.. 
"أنا هغير هدومي و هاخد لفة كده أعزم أصحابي وقريبنا وأولهم عليا حبيبة خالتها وجوزها فهد اللي أخلاقه عجباكي أوي يا كرملتي".. 
.......................................... الحمد لله 🥀............ 
داخل شقة فاخرة تتميز بأثاثها الراقي ولكنه غير مرتب على الإطلاق .. يوجد على الفراش و الأرضية الكثير من الألعاب بعضها محطمة، والقليل منها على وشك التحطيم.. ثياب ملقاه بكل جانب، وبقايا طعام متناثرة على السجاد يركضان فوقه طفلان صغيران "عدي و قصي" أعمارهما بين الثلاث أعوام و العامان..
داخل المطبخ تقف "عليا" شابة بأوائل عقدها الثالث.. تعد طعام الغداء لزوجها الذي اقترب موعد عودته من عمله.. تعمل على قدم وساق لتصنع أشهى الأكلات رغم صعوبة الجو وارتفاع درجة الحرارة إلا أنها تفعل ما بوسعها حتي تقوم بتحضير كافة الطعام والحلويات الذي يفضلها زوجها الغالي..
إنتهت من تجهيز الطعام وأسرعت نحو الثياب المبتلة وركضت نحو الشرفة لتقوم بنشرها.. لتصعق من منظر الشقة التي إنتهت للتو من ترتبها وتنظيفها بعناية..
"ليه كده بس يا عدي؟!"..
أردفت بها "عليا" بنبرة هادئة عكس نيران الغضب التي تتآجج بداخلها..
وضعت الطبق المملوء بالثياب أرضاً، و رفعت يديها على وجهها مسحت عليه بعنف، وهي تدور حول نفسها وتستغفر بسرها مراراً وتكراراً، ومن ثم نظرت للصغيران  نظرة شاملة.. ثيابهما ملطخة بالطعام وفمهما وحتي وجههما بهيئة تثير الأشمئزاز، وتابعت بصوت تحشرج بالبكاء..
"دا أنا لسه محمياكم"..
جذبت خصلات شعرها بعنف كادت أن تقتلعها من جذورها، وتابعت بصوت أشبة بالصراخ..
"ابوكو جاي في الطريق دلوقتي هيشوف منظركم دي؟ "..
دارت بعينيها بأنحاء الشقة مكملة بتعب، وقد بدأت عبراتها تهبط على وجنتيها ببطء..
"ويشوف البهدلة اللي عملتوها هيسمعني كلام يسم البدن ويحرق دمي"..
تنهدت بتعب وحركت رأسها بياس وهي تقول..
"أمري لله هحميكم لتالت مرة.. بس لما ألم اللي عملتوه دا قبل ما يوصل أبوكم"..
هرولت تجاه ما فعلوه لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه، وبدأت تحمل العابهما وبواقي الطعام علي عجل..أطبقت جفنيها بعنف حين وصل لسمعها صوت فتح باب الشقة يليه صوت زوجها "فهد" الذي خطي نحو الداخل، و خلفه امرأه تسير بخطي متمايلة بغنج يفوح منها عبقها الذي وصل لأنف"عليا" فعلمت من تكون دون أن تراها..
"عليا.. أنا جيت.. تعالي شوفي مين جاي معايا؟! "..
قطع حديثه، و اعتلت ملامحه الغضب العارم حين وقعت عينيه عليها جاثية على ركبتيها أرضاً تجمع بقايا الطعام.. ثيابها مبتله أثر انتهائها من غسيل الأواني، وجهها متعرق وقد أختلطت عبراتها بحبيبات العرق، شعرها مشعث بفيضوية..
تنقل بنظره نحو صغيريه ليصطك على أسنانه بغيظ، ورمقها بنظرة ضيق مردفاً بتساؤل..
"أنا نفسي أعرف أنتي قاعدة طول النهار بتهببي ايه يا هانم علشان أرجع من شغلي أشوف القرف دا؟!"..
"يع ايه المنظر دا؟!" ..
قالتها "كامليا" بنبرة ساخرة وهي ترمق "عليا" التي هبت واقفة من أعلى لأسفل بنظرة محتقرة، وتابعت وهي تشير بإحدى أصابعها على ثيابها وهيئتها..
"معقول دا منظر واحدة بتستقبل جوزها بعد يوم تعب عليه طول النهار في شغله؟!"..
"منورة يا خالتي".. غمغمت بها"عليا" بوجه خالي من أي مشاعر، وتابعت بابتسامة زائفة قائلة..
"أنا كمان شغاله طول النهار مكنتش بلعب على فكرة يا خالتي"..
"خالتك أيه يا ظريفة أنتي .. دا هما كام سنة اللي بيني وبينك"..
قالتها "كامليا" وهي ترمقها بنظرة غاضبة، وابتسمت بدلع وهي تنظر لفهد وتابعت بخبث..
"طيب هنشهد جوزك.. بقي حد يصدق أن مراتك دي بجسمها المفشول دا وشكلها المنعكش دا"..
أشارت على جسدها الممشوق، وثيابها المنمقة التي تظهر منحانيتها الفاتنة، وتابعت بخجل مصطنع..
" تبقي بنت أختي وأنا خالتها "..
ضحكت بقوة، وتابعت بسخرية..
"اللي يشوفني جنبها هيقول ان هي اللي خالتي ويمكن أمي كمان"..
كلماتها كانت سامة جرحت قلب وكرامة "عليا" على حين غرة.. لكنها رسمت أبتسامة على ملامحها الحزينة، ونظرت لزوجها تستجدية أن يدافع عنها ويقف بصفها ولا يخذلها حين قالت..
"عجباه يا خالتي.. بجسمي المفشول وشعري المنكوش دا عجبه جوزي لأنه عارف إني شايلة ولادنا وشغل البيت كله وان مسؤلية طفلين وزوج حاجة مش سهلة، وعلشان كده أنا عجباه بحالتي دي"..
نظرت لاعين زوجها وتابعت بنبرة تبدو متوسلة..
"مش كده يا فهد؟!"..
لم يرد عليها زوجها بكلمة.. فقد ينظر لها نظرة باردة جعلتها تعيد ندائها عليه مرة بعد مرة بصوت يملؤه الآسي حين لمحت نظرة الشماتة بأعين" كامليا"...
"فهد..فهد..؟!"..
انتهي الفصل..
تفاعل قوي بقي...
واستغفرو لعلها ساعة استجابة..

الفصل الثالث والأخيـــــــــــــــــــــــر..
اللعوب..
✍️نسمه مالك✍️..
" اتفضلي البسي ولبسي الولاد على ما اخد شاور واغير أنا كمان علشان هنخرج يا هانم".. 
قالها" فهد" بنبرة حادة بعدما رمقها بنظرة ضيق زادت من ألم قلبها، ومن ثم نظر ل"كامليا" بابتسامة واسعة مكملاً.. 
"اتفضلي اقعدي يا كامليا على ما نجهز وننزل سوا".. 
سارت" كامليا" بخطواتها البطيئة المتمايلة، وجلست على أقرب مقعد، واضعة ساق فوق الأخرى وتحدثت بنعومة قائلة.. 
"اجهزو بسرعة بقي علشان أنا واقعة من الجوع".. 
" هنروح فين؟!".. 
غمغمت بها "عليا" بتساؤل وهي تتنقل بنظرها بين زوجها و خالتها..
"أنا كنت جاية اعزمكم على سهرة تجنن ونتغدا كلنا سوا، وقابلت جوزك في الطريق فصمم وألح عليا اركب جنبه و اجي معاه".. 
قالتها "كامليا" بغنج، وخبث وهي ترمق" فهد" بابتسامتها اللعوب.. 
تنحنح" فهد" بإحراج وأسرع نحو الداخل وهو يقول.. 
"عن اذنكم دقايق وأكون جاهز".. 
ليوقفه صوت زوجته تقول بهدوء.. 
" طيب خلينا ناكل هنا قبل ما ننزل.. أنا عاملة محشي وبط وصنية رقاق باللحمة المفرومة".. 
" وأنتي بهيئتك ومنظرك دا ممكن حد ياكل من أيدك يا لولو؟!".. 
أردفت بها " وهي تشير بسبابتها على" عليا" من أعلي لأسفل.. 
للحظة شعرت" عليا" بدلو من الماء البارد انسكب فوقها، وجمدت محلها وهي توزع النظر بين خالتها، وزوجها، وحتي ابنائها.. 
تستجديهم بأعينها أن يدافع عنها أحد منهم ويثلج قلبها بكلمة طيبة يطيب بها خاطرها، ولكن زوجها خذلها حين أغلق باب غرفتهما بوجهها جعلها تنظر لخالتها وتتحدث بصوت منكسر، وأعين ترقرقت بها العبرات.. 
"تصدقي عندك حق يا خالتي".. 
سارت نحو أطفالها، وحملت كلاً منهما لداخل أحضانها تستمد منهما القوة على التحمل، واتجهت نحو الحمام مكملة.. 
"عن إذنك هجهز ولادي واجهز أنا كمان.. أنتي مش غريبة يا خالتي.. البيت بيتك".. 
نفخت "كامليا" بضيق، وبتفاجئ قالت وهي تشير على الصغيران.. 
"انتي هتيجي معانا أنتي وقرودك دول؟!"..
نظرت لها "عليا" نظرة طويلة، ومن ثم اجابتها بتعقل وتراوي.. 
"انا معنديش قرود يا خالتي.. ربنا يحفظهم ويباركلي فيهم هسيبهم مع حماتي وهاجي مع جوزي ولا عندك مانع؟!.. أظن انتي اللي قولتي من شوية أنك عازمنا".. 
سارت من أمامها، وتابعت ببرود قائلة.. 
" وفرتي عليا والله يا خالتو، وهتخليني اشيل الغدا لبكرة بأمرالله" .. 
"اما وريتك يا عليا الكلب".. تمتمت بها" عليا" بسرها وهي تنظر لأثر" عليا" بغضب عارم بعدما نجحت" عليا"بجدارة في غيظها.. 
.................................... لا إله إلا الله 🥀............ 
سهرة عائلية تجمع بها الأهل والأصدقاء داخل إحدي المطاعم الشهيرة..
الابتسامة تزين جميع الوجوه عكس ما تحمله بعض القلوب من غيرة أحياناً تصل لحد الحقد والحسد حول تلك الزوجة التي تغيرت للنقيض بعد الزواج و الإنجاب ..
كانت تمتلك جسد ممشوق بمنحنيات فاتنة، و وجه مشرق كالبدر ليلة تمامه..
ليتبدل حالها بعدما زاد وزنها للغاية بصورة واضحة، ولكن وجهها أصبح دائماً شاحب، وعينيها حولها هالات سوداء تدل على شدة إجهادها..
انبلجت ابتسامة على ملامح تلك "الكامليا" المرأه اللعوب التي ترمقها بنظرات حارقة، وتحدثت بخبث قائلة..
"تخنتي وبقيتي وحشة أوي يا عليا!!"..
حركت رأسها بالنفي، وهي تنظر لها نظرة شاملة لتزيد من إحراجها، وابتعدت عنها بعينيها نظرت لزوجها الجالس بجوارها نظرة يملؤها الإعجاب نجحت في أخفاءها عن الجميع إلا "عليا" التي تنظر لها بابتسامة مصطنعه..
"أنت إزاي بس مستحملها لحد دلوقتي يا فهد؟! "..
ضحكت بغنج ولكزته بكتفه بقبضة يدها برفق مكمله..
"مش خايف تجوع في مرة بليل وتصحى تلاقيها واكلة دراعك؟؟"..
أشارت على نفسها بيدها متعمده ملامسة صدرها بإيحاء و هي تقول..
"دا أنا خالتها وبقيت بخاف على نفسي منها"..
عضت على شفتيها السفلية بحركة مقززة..
" لأحسن تعضني! "..
حديثها جعل ملامح "عليا" تنطفئ أكثر.. بل أسود وجهها وقد تملك الحزن من قلبها بسبب صمت زوجها، وعدم دفاعة عنها..
خفضت رأسها سريعاً تحاول كبح عبراتها حتي لا تخونها وتهبط بغزارة على وجنتيها..
هيئتها و حزنها الظاهر جعل قلب زوجها يعتصر بألم عليها، وأخيراً خرج عن صمته، وتحدث بحدة قائلاً..
"عليا تعمل فيا اللي هي عايزاه يا كامليا"..
رفعت "عليا" وجهها ونظرت لزوجها بأعين متسعه بصدمة حين أمسك يديها، ورفعها على شفتيه قبلها بحب واضح مكملاً..
"وبعدين أم عدي زي القمر وعجباني في كل حالتها"..
جملته هذه كان مفعولها كالسحر على ملامح زوجته التي التمعت فجأة ببريق أضاء وجهها و أعادت الدماء لعروقها فتوردت وجنتيها بحمرة قاتمة..
أبتسم "فهد" لها حين لاحظ تأثير كلماته وغزله لها، وضغط على كف يدها ضغطة طفيفة كانت بمثابة ضغطه على قلبها، وعينيه تتعمق النظر لعينيها يعتذر لها عما بدر منه.. تفهمت "عليا" نظرته جيداً فبدلته أبتسامته بابتسامة خجولة خاصةً حين غمز لها "فهد" في الخفاء، وهب واقفاً وسحبها معه مردداً..
"عن أذنكم يا جماعة.. كنت حابب نتغدا سوا.. بس اعذروني.. ام عدي عاملة صنية رقاق وصلتلي ريحتها وأنا في الشغل ومش هقدر اقومها الصراحة"..
نظر ل "كامليا" التي تنظر لهما بحاجب مرفوع وتابع بابتسامة مصطنعة..
"إحنا نزلنا معاكي يا كامليا علشان أنتي جيتي لحد البيت عندنا وقابلتك على السلم، وبما إننا عندنا زوق فمكنش ينفع ننزلك زعلانه.. فنزلنا معاكي"..
تعمد ذكر انه قابلها على درج المنزل حتي يظهر كذبتها أمام زوجته في ما قالته انها قابلته بالطريق..
"عن أذنكم"..
قالها" فهد" وهو يسير بزوجته واضعاً يديه حول كتفيها بحمايه، ومال على أذنها همس بإعتذار قائلاً..
" حقك عليا يا عليا.. متزعليش مني يا حبيبتي "..
أنهى جملته وقبل رأسها قبله طويله وهو يفتح لها باب سيارته ويساعدها على الجلوس بالمقعد المجاور له..
بينما" عليا" أصبح قلبها يتراقص بسعادة من شدة فرحتها..
تاركين "كامليا" تستشيط غيظاً وغضباً وهي تتابع ما يفعله" فهد" مع زوجته، وتأكدت ان حديث شقيقتها بحق هذا ال "فهد" كان صحيحاً مئة بالمئة.. 
................................ لا حول ولا قوة الا بالله🥀.......
.. مر أقل من شهر..
أستطاعت "كامليا" التقرب من "حسام" كثيراً.. كان مختلف عن أي رجل قابلته بحياتها.. يعاملها بإحترام رغم إعجابه بها الواضح بعينيه..
أنثى هي و تستطيع التفريق بين نظرة الشهوة ونظرة الإعجاب.. معاملته لها جعلت قلبها لأول مرة ينبض بما يسمي الحب، اعطته ثقتها بلا حدود وبدون لحظة تردد وافقت على طلبه لها بالزواج، ولكن سيكون بالسر كعادتها رغم إلحاحه عليها بأن يعقد عليها رسمي..
رفضت طلبه ظناً منها أنها بالتأكيد ستمل من هذه العلاقة غافلة عن قلبها الذي سلبه هو منها ببراعة دون أن تشعر..
داخل شالية خاص بمدينة الأسكندرية.. 
"مبروك يا كوكي".. قالها "حسام" وهو يطوي ورقتين الجواز العرفي بعدما قام بتدوين أمضته، وأمضتها عليهما، ووضعهما بجيب سرواله..
مدت "كامليا" يدها له وتحدثت بغنج قائلة..
"تؤ يا روحي.. الورقتين دول هيبقوا مع كوكي؟!"..
قطعت حديثها وشهقت بخفوت حين أطبق هو بشفتيه على شفتيها دون سابق إنظار.. لأول مرة يقتحم رجل عذرية شفتيها.. لأول مرة بحياتها.. رغم سوء أخلاقها إلا أنها لم تترك فرصة لأحد قبله بتخطي حدوده معها..
كانت قبلته خبيرة سحبتها لدوامة عميقة،وقضت على كل اعتراضها، ويديه أخذت مسارها لمنحانيتها وبدأت تزيل عنها ثيابها قطعة تلو الأخرى حتي تخلص من كامل ثيابها، وثيابه أيضاً..
فاقت من تلك الدوامة على فاجعة جعلتها تصرخ بألم معلنه أنها فقدت أعز ما تملك، وما ظلت محافظة عليه طيلة الوقت بستماته.. 
أبتعد عنها "حسام" بعدما أختطف قبلة سريعة من شفتيها مردداً بمكر.. 
"مبروك يا كوكي بقيتي مدام علي أيدي".. 
بدأت ترتجف بهلع، وفزع شديد، وأسرعت بسحب الغطاء عليها تخفي به جسدها العاري.. 
ونظرت له بأعين زائغه وهي تراه يرتدي ثيابه ويدندن بأغنية زادت رعب قلبها أكثر رغم أنها اغنايتها المفضلة..
"على مين.. على مين.. على مين.. بتبيع الحب لمين..لو كنت جاي تغني روح اسأل قبل أنا مين.. متروحش تبيع المية في حارة الساقين"..
انتهي من غلق أزار قميصه تاركاً أول أزراه مفتوحة تظهر عضلات صدره القوية، ورمقها بنظرة عابثه، ومن ثم غمز لها و ألقي لها قبله في الهواء وهو يقول بابتسامة مستمتعة..
" انتي طالق يا كوكي"..
جحظت عينيها بصدمة وبدأت عبراتها تتساقط بغزارة دون بكاء وهي تراه يخرج الورقتين العرفي من جيب سرواله ويمزقهما أمامها مكملاً بابتسامة لعوب تشبه ابتسامتها التي كانت تهديها لمن تريد الإيقاع به..
"لو كنتي ركزتي في أسمى للحظة يا مدام كامليا.. كنتي هتعرفي أني اخو دكتور عبد الرحمن الصاوي اللي خربتي بيته"..
ألقي بقايا الورق بوجهها وتابع باحتقار..
"خلتيني أنزلك من برة مصر مخصوص يا كوكي علشان أعلمك الأدب، و أعرفك مقامك كويس"..
نظر بساعة يده وتابع بنفاذ صبر..
" ختي وقت كبير أوي معايا.. أكتر ما تستحقي، وأنا عندي طيارة يا دوب أتحرك للمطار"..
نظر لها وتابع بوقاحة..
"بس عجبتني الصراحة وفجأتيني إنك بنت بنوت بعد كل قذارتك دي.. اصل انا نسيت أقولك أني جبت تاريخك الأسود كله يا كوكي"..
تستمع له دون أن تنطق بحرف واحد.. صدمتها فقدتها النطق والحركة.. صفعها صفعة دامية بيد من حديد.. لن تقم منها أبداً..
"باي يا كوكي.. أتمنى تكوني اتعلمتي من درسي ليكي".. قالها وهو يتجه لخارج الغرفه تاركاً خلفه رماد أنثي قام هو بحرق روحها وجسدها دون رحمة..
ظلت هي بمكانها.. عقلها غير قادر على الإستيعاب.. ماذا جنت من أفعالها الشنعاء؟!..
أجهشت ببكاء مرير وهي تري نتيجة ما فعلت، و ما ألقت به نفسها.. كانت تظن أنها اللعوب التي لن يقدر عليها رجل..
ليأتي لها شخص يعلمها أن اللعوب تطلق على الرجل أيضاً وليس الأنثي وحدها..
"يااااااارب"..
صرخت بها بنهيار شديد و هي تغادر الفراش وتركض بكل سرعتها نحو الشرفة وقد حسمت أمرها بالتخلص من عارها وقتل نفسها.. 
تمت بحمد الله..
اتمني تكون نوفيلا خفيفه عليكم وتنال اعجابكم..
واستغفرو لعلها ساعة..




تعليقات

التنقل السريع