القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جاريتي البارت 17_18بقلم سارة مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله

الفصل السابع عشر
جاريتي 17_18
كان سفيان جالس على الكرسى ويضع رأسه بين يديه يتذكر كلماتها المتألمه و الجريحه .... كانت كلماتها كخنجر يقطع قلبه ويمزق روحه
تذكر بدايه حديثهم
كان ينظر لها بتركيز وقال
- أنتِ أيه .... أنتِ مهيره الكاشف ...بنت أغنى رجل أعمال ليه بتعملى كده ليه
نظرت إليه و عينيها تمتلئ بالدموع وقالت
- حقيقى عايز تعرف .... حقيقى يهمك ...ليه ده أنت اشتريت عميانى هيفرق معاك الماضى فى ايه ... أبويا بعنى يبقا أنت هتكون شارى ليه الأهتمام .
كانت نظرات الزهول والاندهاش من تلك الكلمات تملئ عينى سفيان كان يتألم من أجلها ولكنها لم تنتبه له وأكملت كلماتها بمراره ووجع
- عايز تعرف الجاريه إللى بعهالك أبوها تاريخها ايه .... عايز تعرف أيه عايز تعرف أن كان هو السبب فى الإعاقة إللى عندى وخلتنى ناقصه عن كل البنات .... عايز تعرف أنه حرمنى من أمى طول عمرى ... عايز تعرف أنه ديماً كان بيضربنى ... عايز تعرف أنى بخاف منه بترعب ... وهو عمره ما حسسنى انه أبويا ... عمره ما طبطب عليا ولا اخدنى فى حضنه ... عمرى ماحسيت بالأمان وهو موجود ... عمره ما كلمنى كويس إلا لو عايز حاجه ..... مصلحته أهم من كل حاجه وأى حد ......عايز تعرف أنا هعرفك ....

جلس سفيان على الكرسى الجانبى كان يشعر أن ما سيسمعه الأن ليس أمر هيننا ابدا نبره صوتها حركاتها الهستيريه وصوتها العالى كل ذلك يدل على أنها تتألم بقوه أراد أن يدعمها ان يأخذها بين ذراعيه ولكنه لا يستطيع لكنه نظر إليها بتركيز وتشجيع حتى تتكلم بحريه وراحه

توجهت إلى زاويه الغرفه وجلست أرضا وهى تضم قدميها إلى صدرها واغمضت عينيها صوت أنفاسها عاليه صمتت قليلاً ثم قالت
- كنت لسه صغيره صحيت من النوم و مش عارفه أرجع أنام تانى وفى الوقت ده كنت برسم كنت ديماً برسم ملامح أمى وكان ديماً كل ما يشوفها يقطعها ... و أرجع ارسمها تانى كنت ديماً بحاول اخبى الرسومات لكن لما كان يدخل الأوضة وانا برسم يتنرفز ويتعصب ويضربنى ويقطعها ....
فتحت عينيها ودموعها تغرق وجهها قالت بصوت متقطع

- كنت بستخبى منه فى الاوضه ديماً ... فى يوم كنت صاحيه بليل و سمعت صوت عربيته ... طفيت النور ووقفت جمب الشباك... شفته نازل من العربيه وواحده سنداه معرفهاش أول مره أشوفها ..لبسها غريب مكشوف اوووى
دخلوا القصر ...و طلعوا الأوضة بتاعة بابا ... خرجت من الأوضة براحه ووقفت ورى الباب لأول مره أعملها فضول طفله لسه تامه العشر سنين من أسبوعين .. وسمعت أصوات غريبه أصوات تؤوهات وكلام غريب مفهمتوش خوفت وجريت رجعت اوضتى وكنت حاسه بقرف ان إللى بيحصل ورا الباب ده قرف ...ومن بعد اليوم ده كل يوم....... كل يوم واحده ... كل يوم كل يوم كلام غريب وأصوات بشعه تخلينى خايفه خايفه جداً
ونظرت له وهى تقول
- انا موقفتش ورا الباب تانى .... هما ساعات ..... ساعات مكنوش بيدخلوا الاوضه ... كانوا بيعملوا كده فى صالة الدور الثانى ..

لحد فى يوم بعد ما بابا رجع هو الست إللى بتيجى معاه حسيت أنى عطشانه نزلت للمطبخ أجيب مايه سمعت دوشه جامده جداً وحاجات كتير كانت بتتكسر

كانت تشير بيديها ودموعها تنهمر أكثر وأكثر .... وبدأ صوتها يتحشرج ... وجسدها يهتز خوفاً كان سفيان يراقبها و هو قلق عليها خائف من انهيارها وقف سفيان ليتقدم منها وجلس أمامها على ركبتيه وقال
- أهدى يا مهيره أهدى .. خلاص بلاش تكملى
صرخت به وهى تقول
- لأ هكمل .. وأنت هتسمع .. هتسمع للنهايه هتسمع
أشار لها بيده لتهدء وبدأت تكمل

- قربت من باب المطبخ أشوف بيحصل أيه لقيت بابا نازل بسرعه وهو ماسك الست إللى كانت معاه من شعرها وعمال يضربها ويجرجرها فى الأرض وهو بيشتمها..... ورماها بره باب القصر وفضل يقول كلام كتير أول مره اسمعه وبعدين ... وبعدين
صدرت عنها شهقه عاليه ثم قالت
- وهو راجع ... وهو وهو راجع لمحنى .... رجعت استخبى ورا الباب لكن هو كان شافنى .... شافنى دخل المطبخ جابنى من ورا الباب من شعرى

رفعت عينيها إليه وهى تقول
- فضل يضرب فيها جامد ويشتمنى ويقول كلام غريب وقال على أمى خاينه وأنها عمرها ماقدرت حبه ولا كانت تستهله ...... وبعدين بدء ... بدء يبوسنى وو .. ويقطع عنى هدومى فضلت اصرخ واصرخ واصرخ بس مفيش حد سمعنى الخدم كلهم بيباتوا فى الملحق البعيد ...وهو مش عايز يسبنى كنت بترجاه واصرخ واناديه ... كنت صغيره كنت صغيره اوى يا سفيان ... مكنتش عارفه أدافع عن نفسى وهو بيلمسنى فى كل حته كانت داده ديماً تقولى قولى ديماً يارب .... فضلت أقول يارب يارب يارب يارب

كانت حركتها زادت وعينيها تزداد اتساع ودموعها لا تتوقف
أكملت كلماتها الصارخه
- لمحت السكينه موجوده على الرخامه مسكتها وضربته بيها مره ومره ومره بعد عنى وهو بيتألم وبيصرخ ساعتها طلعت أجرى على اوضتى .وأنا خايفه موت ... كنت فاكره أنى موته... فضلت حابسه نفسى فى الاوضه وأنا خايفه كنت عايزه أمى تبقا جنبى تحمينى ... أو دادا زينب ..لكن كنت لوحدى

جلست على ركبتيها وهى تمسك مقدمه ملابسه وهى تصرخ فيه ووجهها يزداد احتقان من كثرة البكاء عيناها خائفه زائغه وهى تقول
- أنا مليش حد أنا مفيش حد بيحبنى ... مفيش حد عايزنى ... أنا لوحدى يا سفيان لوحدى ... حتى جوازى اتغصبت عليه ... لالالا. ...اتبعت ... هو قالى... هو قالهالى

ووقفت وهى تكمل بصوت عالى
- قالى احمدى ربنا ان حد زى سفيان وافق يتجوزك ...أنتِ معاقه فاشله ملكيش لازمه .... ده لو كان طلبك خدامه كنت وافقت وأنا مرتاح لأن هو ده كبيرك.
تحركت خطوتان للأمام ثم عادت بنظرها إليه كانت تترنح فى وقفتها وقالت
- أنا ولا حاجه يا سفيان ولا حاجه
وسقطت مغشى عليها وبسرعه كبيره تلقفها سفيان بين يديه ...
استفاق من أفكاره على صوت اناتها فوقف بجانبها ووضع يده على رأسها ليطمئن على حرارتها تنهد براحه حين وجدها طبيعيه لكن لما كل ذلك العرق ثم أخذ بعض من المناديل الورقيه ومسح على جبينها آثار العرق وجلس بجانبها يتأمل ملامحها البريئه الحزينه أمسك يدها بين يديه وقربها من فمه وقبلها بتقديس وقال وهو ينظر لها

- أوعدك انسيكى كل إللى فات ... وأيامك إللى جايه كلها فرح وسعاده ... وحياة حبك فى قلبى لعيش عمرى إللى جاى كله ليكى وبيكى وربنا يقدرنى وأقدر أخد حقك من إللى ظلمك .

كانت السيده نوال وجودى جالستان فى صاله منزلهم حين استمعوا لصوت مهيره وسفيان كانوا فى حاله زهول مما سمعا تلك الفتاه الرقيقه تعرضت لكل ذلك كل ذلك الألم والوجع ..كل تلك الندبات بروحها أنها حقاً مسكينه . مرت بكل ذلك الألم ومازالت صامده تحاول العيش .

نظرت السيده نوال إلى ابنتها وقالت
- جودى ولا كأننا سمعنا حاجه لا مهيره تعرف ولا حتى سفيان لو حست للحظه إننا عارفين هتتكسف جداً ومش هتقدر تعيش معانا براحتها
تنهدت جودى بصوت عالى وهى تقول
- اكيد طبعا يا ماما هو ده كلام يتقال ... الله يكون فى عونها ده أنا من التخيل بس حسيت ان قلبى هيقف ... ربنا يعين سفيان ويقدره أنه يعوضها عن كل إللى شافتوا

آمنت السيده نوال على كلمات ابنتها وهى تدعوا فى سرها ان يقوى تلك الفتاه وان تجد السعاده بجانب ابنها .

ظل سفيان جالس على كرسيه طوال الليل بجانب مهيره قلقاً عليها ويديها بين يديه و من وقت لآخر يقبل يديها ويعتذر لها لا يعلم لما يعتذر بالتحديد لكنه يشعر أنه مسؤل عن كل ماحدث يلوم نفسه لا يعرف لماذا لكنه يشعر بالذنب نظر إليها ملامحها البريئة ظل يتأملها حتى غلبه النوم وهو يحتضن يديها ووضع رأسه على طرف السرير

سطع ضوء النهار وعلت الشمس السماء تنير الكون وأرواح كل البشر تذهب هم الليل وتمحى الألم من كل شىء حولها
فتحت مهيرها عينيها ببطئ وألم تنظر حولها تحاول تذكر ما حدث أمس حاولت رفع يديها ولكن شعرت بها مقيده رفعت رأسها تنظر إلى يديها لتجد سفيان يضع رأسه بجانبها على طرف السرير ويجعل من يدها وساده لرأسه ظلت تنظر إليه لا تعلم هل تشعر بالخجل مما حدث أمس ومن كل تلك الحقائق التى عرفها عنها أم تشعر بالسعاده باهتمامه .... ظلت تنظر إليه حتى شعرت به يستيقظ فعادت برأسها للوساده من جديد تنتظر استيقاظه تنتظر ماذا سيقول ويفعل معها .. هل سيعيدها إلى والدها أم سيتطردها من بيته ... هل سيحتقرها ... هل سيسامحها هى تشعر بالخوف حقاً رفع رأسه وحرك رقبته المتشنجه يمينا ويساراً .... ثم نظر إليها ليجدها تنظر إليه بخوف ابتسم وهو يقترب منها ويقبل جبينها وهو يقول
- صباح الخير ... عامله أيه النهارده
ظلت تنظر إليه فى صمت
ابتسم وجلس بجانبها على طرف السرير وهو يقول
- تمام أنا مش عايزك تردى أنا بس عايزك تسمعينى كويس
ذادت نظرات الخوف فى عينيها وقالت لنفسها أكيد هيطردنى .
ابتسم لها وهو يمسح على ظهر يدها التى بين أحضان يديه وقال
- كل إللى حصل إمبارح هننساه وكأنه محصلش ومتقلقيش يامهيره أنتِ مراتى ... اوعى تخافى منى ... أنا مستعد أسمعك طول عمرى ... ومستعد اداوى كل جروح روحك ....مستعد اشيلك على ظهرى العمر كله ومتعبش منك ابدا. .... واوعى فيوم تتكسفى أو تخجلى من أى حاجه حصلتلك ... أنتِ ملكيش ذنب فى أخطاء غيرك .
ربت على يديها ثم وقف على قدميه وهو يقول
- يلا بقا يا كسلانه قومى أنا جعان جداً .. وأكيد نوال جهزت الفطار أنا هسبقك وأنتى غيرى هدومك وحصلينى .
وتحرك باتجاه الباب وقبل ان يخرج ألتفت إليها وقال
- صحيح صاحب عمرى جاى يتغدى عندنا النهارده .. أنا سعيد جداً أنى هعرفوا عليكى .
وخرج دون كلمه أخرى وترك تلك النائمه على سرير فارغه الفاه وعلامات السعاده تختلط مع الاندهاش .

كان حذيفه يساعد أواب فى ارتداء ملابسه وهو يقول له
- عارف انا مبسوط اوى علشان هشوف نوال دى أمى التانيه ..
ثم نظر لابنه وهو يقول
- لما تشوفها تقولها يا تيته .
نظر له أواب باندهاش وهو يردد خلفه
- تيته !
ابتسم حذيفه وهو يشرح لابنه
- مش كل واحد بيكون له اب وام ولما الواحد يكون اب ابنه يقول لابوه وامه جدو وتيته فهمت
كان أواب ينظر لأبيه باستخفاف ثم قال
- ما أنا عارف أصلا ... انا بس مستغرب من إمتى عندى تيته
نظر له وهو رافع حاجبيه باندهاش وقال
- اه لا ده موضوع كبير يطول شرحه ابقا احكهولك بقا لما نرجع يلا علشان اتأخرنا
-كان صهيب يرتدى ملابسه التى اخرجتها له امه ... كان يفكر كيف سيتكلم معها كيف سيقول كل ما بداخله ... كيف سيعرى روحه أمامها ولكن زهره تستحق أن يكشف لها كل شئ وهى لها القرار
ولكن مؤكد هو سيحترم قرارها مهما كان ولكن ان بقت معه سيكون لها كل شئ لن يجرحها او يؤلم قلبها من جديد .
كانت زهره تساعد والدتها فى تجهيز الغداء كانت السيده فضيله تلاحظ شرود ابنتها الدائم ... عيناها القلقه نادتها اكثر من مره لم تسمعها ربتت على يديها وهى تقول
- مالك يا زهره أنتِ تعبانه ولا فى حاجه مضيقاكى .
نظرت لها زهره وهى تتنهد
- ابدا يا ماما ولا حاجه ... كل الموضوع أن أنا قلقانه على صهيب .. خايفه يكون عمى جايبه هنا غصب عنه ... أنتِ عارفه هو مش بيحب يخرج .
ابتسمت أمها وهى تربت على كتفها وتقول
- متقلقيش ... وبعدين صهيب لازم يخرج من البيت هو هيفضل يا بنتى طول عمره حابس نفسه فى البيت ان شاء الله خير متقلقيش
ثم أمسكت من يد زهره السكين التى تقطع بها السلطه وقالت لها
- يلا اتفضلى من غير مطرود على اوضتك وجهزى نفسك علشان خطيبك .. يلا
ابتسمت زهره وقبلت يد أمها وقالت
- لو مكنتيش تحلفى بس .. يلا حاضر هروح اجهز نفسى

خرجت مهيره من الغرفه لم تجد أحد بالصاله لكن سمعت صوت سفيان وهو يقول
- ملكيش دعوه بمراتى ... هى تصحى براحتها وبعدين يا انسه جودى هى ضيفه كام يوم هنا... بعد كده هتطلع شقتها ... فخليها تدلع براحتها
ابتسمت مهيره وشعرت بسعاده حقيقيه وراحه كبيره تقدمت منهم وهى تقول بخفوت
- صباح الخير .
اجابتها نوال قائله
- صباح النور والهنا يا حبيبتى
وقالت جودى
- أهلاً يا ست مهيره .. حضرتك نايمه للظهر وانا هنا قاعده اقشر بصل .
ضحك الجميع وتقدمت مهيره إليها بعرجها الواضح وهى تقول
- خلاص متزعليش كملى تأشير البصل وأنا هغسل المواعين .
وغمزت لها بشقاوه وهى تمسك قشر بصله وتضعه أمام انف جودى
فضحك الجميع على نظرات جودى الحانقه

الفصل الثامن عشر
كانت زياره الحاج إبراهيم لأخيه مليئه بالسعاده والابتهاج
فالاخوه مترابطان بقوه وزوجاتهم متحابتان بصدق كان صهيب يجلس فى بلكونه بيت الحج حامد بعد تناول الغداء فطلب هو الجلوس هناك .وطلب أيضاً كوب قهوه من زهره وها هى تحضره له وهو جالس يفكر ماذا سيقول لها ... وكيف يبدء الكلام .
دخلت إليه زهره وبين يديها كوب صغير من القهوه وهى تقول بصوت خفيض
- اتفضل القهوه يا سيدى
لم يجيبها ولكن قطب جبينه وهو يتذكر أنها حين قابلته وقت ما أتى لم تقل له تلك الكلمه فظن أنها لن تقولها مره أخرى وذلك اراحه ولكن ان تقولها الأن هذا معناه أنها تلتزم بالاتفاق بينهم ان لا أحد يعلم ما اتفقى عليه وعلى ذلك الأساس هى تقول له ذلك بما أنهم بمفردهم
ابتسم ابتسامه شحيحة وهو يقول
- تسلم إيدك يا زهره .
صمت لثانيه ثم قال
- ممكن تقعدى محتاج أتكلم معاكى
هو كان يعرف جيداً أين موضع الكرسى الأخر حيث أنه بحث عنه وعرف زاويته وأين هى الطاوله الصغيره .وعرف أيضاً أين موضعه من سور البلكونه فتحركت وحفيف فستانها يخبره كيف تتحرك وإلى أى إتجاه ولكنها كالعاده وقفت أمامه وانحت لتجلس أرضا ولكنه لن يقبل تلك المره .
فقال
- لأ يا زهره مكانك هنا على الكرسى جمبى .
وأشار بيديه إلى الكرسى على جانبه الأيمن .نظرت له باندهاش وقالت بصوت خفيض
- ليه مش أنت قولتلى ان مكانى ديماً تحت رجلك .. وبعدين هو فى خدامه بتقعد جمب سيدها
أغمض عينيه ونفخ أنفاسه الساخنه فى الهواء وقال
- أنسى أى حاجه أنا قولتها قبل كده ... زهره أنا عندى كلام كتير عايز أقوله ليكى ومش هقوله طول ما أنتِ قاعده كده
ظلت على جلستها لبعض الوقت وهو صامت تماماً
اعتدلت واقفه ثم تحركت وجلست بجانبه صامته
تنهد بصوت عالى وهو يقول
- أول حاجه أنا عايز اعتذرلك عن كل كلمه قولتها والاتفاق الغريب إللى اتفقته معاكى ..... أنا .... أنا كنت بحاول ...
قاطعته وهى تقول
- تبعدنى عنك .
ابتسم بتهكم وهو يقول
- مش هستغرب أنك فهمانى يا زهره ... بس هى دى الحقيقه ... أنا قبل الحادثة كنت مقرر أنه بعد ما اخلص المشروع هتقدملك وتبقى ليا أنا وبس ... لكن بعد الحادثه حسيت أنى كده بظلمك ....ليه واحده زيك أحسن واحد فى الدنيا يتمناها .. ليه تعيش مع واحد زى .. ليه تعيش فى ظلمه طول عمرها .. أنا عايش فى ظلمه يا زهره ظلمه ملهاش آخر .. مش هتنتهى ابدا ... ليه ..... ليه اخليكى تعيشى معايا فى الظلمه دى أنتِ كمان طول عمرك .... زهره .... زهره انا بحبك من وأنتِ لسه بضفاير .... بحبك حب يخلينى أفضلك على نفسى فى كل حاجه يخلينى أضحى بحبى علشان تعيشى سعيده .... وعلشان كده أنا النهارده جاى أقولك أنسى أى إتفاق أنسى اى كلام فكرى أنتِ عايزه أيه وأنا موافق عليه .... أنتِ بس صاحبه القرار ...لكن أحب أقولك ان أنا بحبك ومحتاجك وبتمناكى لكن انتى قبل اى حاجه
صمت وهو يأخذ نفس عميق وكأنه لأول مره يتنفس كانت تنظر إليه دموعها تغرق وجهها فى صمت ظلت صامته لبعض الوقت ثم أمسكت يده وقالت
- يعنى بعد ما أخيراً اعترفتلى بحبك ممكن تتخيل أنى أسيبك ... انا بحلم باليوم ده من زمان اوى يا صهيب .... حرام عليك بجد ده أنت وجعت قلبى وجننتى ... وبعدين ليه أعيش فى الضلمه ما انا ممكن اعيشك فى النور يا صهيب ... ليه مكنش انا النور إللى فحياتك زى ما أنت كل حاجه فى حياتى .... هقولهالك تانى يا صهيب ... أنا بحبك
ابتسم وهو يعتدل فى جلسته لتكون عينيه التى لا تراها فى عينيها التى تراه وقال
- عندى ليكى مفاجأه .
قفزت من على الكرسى وهى تقول
- مفاجأه بجد ايه هى يا صهيب
قال لها أمرا بصوت عالى
- كفايه بقا
جلست مكانها فى صدمه وقالت بصوت متقطع
- كفايه ايه ؟
نفخ أنفاسه الحاره وكأنه تنين ينفس النار وقال
- أنتِ عارفه قولتى كام مره صهيب فى دقيقه واحده أربع مرات ... وكل مره بتقوليها بتخلى الشيطان يلعب فى دماغى بأفكار لو طبقتها .... مش عارف هيحصل فيكى أيه .
كتمت ضحكتها بيديها ... ثم قالت
- طيب أنا أسفه ايه بقا المفاجأة
ابتسم ثم مد يديه فى جيب الجاكيت وأخرج السلسال وقال
- ده فكراه .
ابتسمت وهى تمسك بالسلسال بين يديها وهى تقول
ياه هو لسه معاك
ابتسم هو الآخر وقال
- كنت ناوى أصلحه وارجعهولك يوم ما أطلب إيدك للجواز ... لكن الحادثه سبقت كل حاجه .
قالت وهى تضع السلسال حول رقبتها
- تصدق ان أنا من بعد ما اخدته منى ملبستش غيره .
مد يده فى اشاره لها ان تضع يدها فى حضن يديه فنفذت من فورها وحين شعر بنعومة بشرة يديها على يديه رفعها إلى فمه ليقبلها ولأول مره قبله جعلت كل ذره من كيانها يذوب شوقاً وعشقاً ... وجعلت كل خليه منه تتحرك بغريزه رجوليه ثم قال لها دون ان يبعد يدها عن فمه كثيراً
وانفاسه الدافئه تداعب بشرتها لتزيد من عذاب سعادتها وشوقها له
- أوعدك انى أحافظ على حبك زى ما حفظت طول عمرى على السلسله دى .

كان حازم جالس فى نفس المكان المعتاد الذى يحدث به كل المبيقات ....تكلم إحدى اصدقائه قائلاً
- متقلقش أول ما هتنزل الجامعه هتلاقى كل حاجه مستنياها .
نظر له حازم بتركيز ثم قال
- وأنت وصلت للصور دى منين .
ضحك ذلك الصديق ضحكة الواثق وقال
- ليا طرقى الخاصه ... هو أنت يهمك أيه غير النتيجه
تكلم حازم بحزم قائلاً
- طبعا يهمنى ... يهمنى ان كل حاجه تكون برفكت علشان تجيلى راكعه ...وتبوس جزمتى علشان بس أرضا عنها . يهمنى أنها متعرفش ترفع راسها ولا تلاقى أى حاجه او حد يساعدها.
ضحك صديقه مره أخرى و هو يقول
- متقلقش يا ريس كل فى التمام التمام انا مش أى حد
فى تلك اللحظه اقتربت إحدى الفتايات التى تعملن فى ذلك المكان وهى تتمايل فى مشيتها بتلك الملابس التى تكشف أكثر مما تستر وجلست على الكرسى الذى بجانب حازم وهى تقول
- ميا مسا على عيونك يا حازم باشا .... منور الدنيا كلها .... تآمر بأيه .

نظر لها حازم نظره كلها شهوه وهو يقول
- كل إللى عندك يا مزه .
ضحكت تلك الفتاه ضحكه خليعه وقالت
- وكل إللى عندى تحت أمرك .
وامسكت يده وتحركت معه فى إتجاه الغرف الداخليه للمكان ..... ضحك صديقه وهو يقول
- لازم تشرفنا وترفع راسنا .

كان سفيان جالس فى صالون منزل والدته هو و حذيفه وكانت السيده نوال تجلس أواب على قدميها وهى تقبله وتلاعبه وهو يضحك بصوت عالى
كان حذيفه يتابع ما يحدث وهو بداخله يتألم من حرمان ابنه من تلك النعمه وجود عائله تحبه ويحبها ... ويقفوا بجانبه يساندوه ويدعموه دائماً.. انتبه من شروده على صوت سفيان وهو يقول
- يا ابنى ايه أنت سفرت فين يلا الغدا جهز .
ابتسم حذيفه و هو يتبع سفيان الذى كان يقول
- مش عارف أنا ايه كل الأكل إللى اتعمل ده آل ايه علشان حذيفه مين حذيفه ده
اجابه أواب سريعاً وببرائه
- يبقا بابا
ضحك الجميع واقترب منه سفيان وهو يقول
- علشان خاطرك أنت وان هو أبوك يشرف ويئانس حذيفه ابن الست امينه .
ضحك الجميع على كلمات سفيان وخاصه بعد ان ضربه حذيفه فى كتفه وساد الجو بعض المرح بين الأصدقاء
كانت مهيره تتابع كل حركه ولو بسيطه من سفيان كانت تبتسم إذا أبتسم ... وكانت ترفع حاجبها إذا رفع حاجبه كان كل تركيزها على ذلك الوحش التى كانت تظنه واتضح أنه حمل ذو قلب طيب ..... أنها تعشق النظر إلى عينيه بلونها الغريب تشعر أنها داخل مرج كبير .... وخاصه ذلك الجرح فوق عينيه اليسرى مباشره ... الذى يعطيه مظهراً خشناً جذاب ..... وخاصه أنها تشعر أنها كانت تراها طوال حياتها ولكن لا تتذكر أين .... هل عشقته بتلك السرعه لمجرد أنه استمع إليها ولم يحاسب ولم يبتعد .... هل هى كانت كالأرض الجافه العطشه لقطره ماء ترويها وتحييها ..... حقا حرمت من حنان الأم وحضن كبير يضمها ويمحوا عنها مخاوفها ... وكانت تشتاق إلى المشاكل اللذيذه التى تحدث أحيانا بين الأخوات مهما حدث تتمنى ان تظل هنا

كانت جودى فى قمه سعادتها بأواب ذلك الطفل العبقرى الصغير ... أنه مرح لطيف مثقف أنه بإختصار طفل لذيذ جداً كانت تلعب معه حين مر من جانبها حذيفه شعرت ان قلبها تركها مره أخرى وركض لذلك الصنم القريب منها الذى أخذ قلبها من قبل وهى صغيره ولم ينتبه له يوماً ... والأن وبعد كل ما حدث مازالت تتمنى أن يشعر بها يوما .
ولكنها الأن ليس لديها اى أمل او أحلام كلها تحطمت على صخرة الواقع بزواجه وانجابه لطفله الجميل ... إذا هى ليست بحياته اى شىء سوى أخت صديقه المزعجه .

تعليقات

التنقل السريع