القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

#اسكريبت كامل ♥️ _فرحان بأختك العانس دي هي فاكرة نفسها مين مسكه من قميصه :اخررس متجبش سيرة اختي ع لسانك يا حيوااان لولا انك ابن عمي الله يرحمه كان هيبقى ليا تصرف تااني - وانا قلت حاجة غلط! اختك عنست يا محمد وكل الناس بتقول انها ممكن تكون معيوبة وانا عشان ابن أصول جيت أتقدم انا اولى من الغريب، كمان ترفضوني طب ليه فيا ايه مش عاجبكم يا ابن عمي بزعيق : قلتلك متجبش سيرتها هي حرة تختار اللي هي عايزاه هو انت اللي بتصرف عليها يا بجح قسما بالله كلمة كمان ومش هعمل حساب ان انت ف بيتي وهتشوف تصرف مش هيعجبك بعد ايده عن القميص بتاعه : ماشي يا محمد هنعديها المرة دي بس والله العظيم ما هسكت مشي ومحمد الغضب كان مالي وشه ونده ع اخته بزعيق : رناااااا يا رناااااا اخته جرت بسرعة لما سمعته ودخلت أوضة الصالون اللي كان قاعد فيها بخوف: في ايه يا محمد؟ _ معدتش ليكِ علاقة بخالد ابن عمك خالص لو شفتيه ف الشارع متبصلوش حتى مفهوم _ ف.. ف ايه اللي حصل انا مش فاهمة حاجة _ كله بسببك جايبالنا الفضايح ومخلية اللي يسوى واللي ميسواش يتكلم علينا ومحدش يعرف اللي فيها رنا بعصبية : انا معملتش حاجة وحشة بطل تلومني ع حاجات مليش ذنب فيها مامتهم دخلت ع صوت الزعيق : ف ايه يا ولاد بتتخانقم ليه محمد بانفعال: كله من بنتك خالد ابن عمي طلب ايدها زي ما انتِ عارفة وطبعا هو عمره ما هيطلب الطلب دا لو عرف الفضيحة بتاعتها ولما رفضت طلبه قال إنها عانس وبيلمح انها معيوبة كمان مامته دموعها نزلت م الحزن ع بنتها : خلاص يا محمد حصل خير انت عارف ان رنا ملهاش ذنب ف اللي حصلها منهم لله اللي كانوا السبب وكسروا فرحتي بيكِ يا بنتي رنا ف الوقت دا كانت مش عارفة ترد تقول ايه من 4 سنين وهي بتعاني من حاجة هي ملهاش ذنب فيها ورغم ان أهلها عارفين ان ملهاش ذنب بس كانت بتقرأ نظرات الخزي ف عيونهم من كتر الزعل والقهر جالها السكر، بعد ما سمعت كلام اخوها حست بهبوط رهيب والدنيا بقت سودا قدام عيونها وفجأة فقدت الوعي.. مامتها جرت بسرعة ناحيتها وهي بتعيط : عاجبك كدة يا محمد هتخليها تروح مني عشان تستريح شيل اختك ودخلها جوا عما اجبلها العلاج بتاعها يلاا محمد وقتها حس بالذنب شوية بس برر لنفسه انه عمل كدة من خوفه عليها شالها ودخلها جوا ع السرير ومامتها جابت الدوا بتاعها وادتهولها... بعد حوالي ربع ساعة رنا فاقت اول ما صحت فضلت تعيط، مر قدامها يوم الحادثة بتفاصيله وازاي حياتها اتقلبت 180 درجة من يومها ،،بعد شوية باباها جه م الشغل ولما عرف اللي حصل دخل يشوفها _ بقيتي كويسة مسحت دموعها واتعدلت ف قعدتها ع السرير : اه الحمدلله _ محمد حكالي عن اللي حصل وانا شايف اننا لو قلناله الحقيقة يبقى احسن خالد مننا وعلينا وممكن يوافق مش هنلاقي فرصة احسن من دي رنا من قبل ما تحصلها الحادثة وهي بتكره خالد من غير حاجة بتشوفه واحد صايع ومش شبها خالص ف اتعصبت : انا مش عايزة خالد يا بابا عارفة اني بقيت تقيلة عليكم وجايبالكم الكلام بس مش بأيدي انا تعبت! _اتكلمي عدل مع ابوكي يا بت وبعدين معدتش في وقت للاختيارات يا رنا مش هنضحك ع بعض زي ما بنضحك ع الناس.. ياريت هو بس يرضى قال الجملة دي وطلع م الأوضة ورنا بصت على طيفه لحد ما اختفى وجعها من رد فعل أهلها كسرها اكتر من اي حاجة تانية كانت مستنياه يحضنها او يطبطب عليها بس لاء هو داس على جرحها بكل قوته لحد ما اتفتح تماما ومعدتش قادرة تسيطر على نزيف روحها.. ********************************** تاني يوم صحت بدري عشان تروح شغلها كانت بتشتغل مدرسة ف مدرسة انترناشنال بس كانت بتدرس للأطفال بس عشان بتحبهم كانت بتحس انها بتنسى وجعها وهي معاهم برائتهم بالنسبالها شئ يستحق الانبهار دايما ف عالم بقى كله حقد وجهل وكانت شايفة ان مهما كان دورها صغير ف حياتهم بس مهم لعلها تعرف تغرس جواهم قيم وافكار بقت معدومة ف مجتمعنا.. لبست جيبة بيضة وبلوزة كاشمير ولبست طرحة فيها اللونين بصت لنفسها وكانت بتتأمل ملامحها ف المرايا، عيونها زرقا وبشرتها فاتحة، ملامحها متناسقة وجميلة، ابتسمت بسخرية فيها ريحة المرارة بقت بتكره شكلها شايفة ان العالم بيبص للست على أنها زينة مش اكتر ومقتنعة ان معظم قصص الحب اللي بتشوفها دي بتنشأ بس لما الراجل يعجبه شكل الست او العكس معظم القصص اللي شافتها ف حياتها كانت كدة ويبدأوا يقنعوا نفسهم ان دا حب حقيقي عشان كدة هي كانت شايفة ان اي حد بيقولها انه عايز يتقدملها بيبقى عشان شكلها بتشوف ف عيونهم شهوة ولحد انهارده مشفتش نظرة لواحد عينه مليانة محتاج روح مش جسم وخلاص بس الحادثة اللي حصلتلها دمرت أحلامها ف لمح البصر.. نزلت م البيت وركبت عربيتها.. دخلت الفصل بتاعها وقبل ما بتدخل بتكون سلمت كل الاوجاع بتاعتها على باب الفصل لحد ما تخلص وبترجع لروح الطفلة اللي جواها معاهم : صباح الخير يا حلوين - صبااح النوور يا مس رنااا ضحكت وبدأت تشرح الدرس الجديد... وجه فقرة الأنشطة ورنا كانت شاطرة جدا ف شغل الهاند ميد (الأعمال اليدوية) وهما قاعدين بيعملوا الحاجات مع بعض واحد منهم اسمه حمزة بصلها ببراءة : مث هو ممكن اتلب تلب _ طبعا يا حموزو انت تطلب اللي انت عايزه _ ممكن تعمليلي هدية لماما عشان هروحلها انهارده - طبعا ممكن بس هتروحلها فين هي مسافرة؟ _ مسافرة عند ربنا هروح مع بابا نشوفها زي كل شهر عشان هي بتوحشني اوي خدته ف حضنها وعيونها دمعت عارفة احساس ان طفل مكملش 5 سنين يتحرم من أعظم نعمة ف الدنيا وهي حنان الأم.. _ هعملك احلى هدية ليها بس تساعدني عشان لما تروح انهارده تقولها انك عملتها معايا وتبقى مبسوطة منك بفرحة : ماشي يلا نبدأ خلصوا وحضنت حمزة قبل ما بمشي.. تاني يوم لما راحت المدرسة قبل ما تدخل كان في عربية چيب سودا وقفت ونزل منها راجل مش كبير يعني وف ايده حمزة كان باين عليه انه غني لابس بدلة شيك ونضاره سودا شعره اسود وخصلاته عشوائية ، عنده دقن بسيطة، اول ما حمزة شاف رنا ضحك ببراءة وجرى عشان يحضنها : صباح الخير يا مث رنا الراجل اللي كان معاه قرب وشال النضاره من ع وشه :حضرتك مس رنا مدرسة حمزة؟ ابتسمت : ايوا انا ابتسم هو كمان :انا باباه بجد حمزة امبارح كان مبسوط اوي بالهدية اللي عملتيها لمامته بصراحة شغلك حلو جدا ف الهاند ميد وعشان كدة كنت عايز اقابل حضرتك انهارده ضروري باستغراب: انا! ليه _ انا عندي مصنع كبير للأعمال اليدوية اصلا واتشرف لو انتِ اشتغلتِ معايا مش كل يوم بيجلنا حد عنده موهبة زيك كدة -للأسف مش هقدر لان انا بشتغل هنا وحابة شغلي مع الأطفال اكتر _ عادي جدا انا كنت متوقع الرد دا لان حمزة قالي انك بتحبيهم اوي بس مش لازم تيجي المصنع بنفسك يعني نتفق ع التصميمات اللي هتعمليها وتشتغلي ف البيت عادي وكل اسبوع تيجي المصنع تسلمينا الطلبية، اتمنى توافقي وحقيقي انا ليا نظرة وساعتها اسمك هيتعرف بسرعة وكمان المصنع بتاعي هيستفيد منك رنا سكتت شوية وهي بتفكر : هفكر واقول لحضرتك - براحتك طبعا خدي وقتك ......... رنا فضلت تفكر ف العرض بتاعه طول اليوم كانت حاسة انها فرصة كويسة عشان تحقق نجاحها اللي بتحلم بيه وخصوصا انها بتحب الشغل دا جدا من وهي صغيرة كانت موهوبة فقررت توافق.. تاني يوم لما جه مع حمزة طلعت عشان تقوله ردها _ انا موافقة يا استاذ اا - إياد، ان شاء الله هيعجك الشغل ف المصنع ومش هتندمي _ ان شاء الله يا استاذ إياد -طيب بعد اذن حضرتك هاتي رقمك عشان اقدر اتواصل معاكِ ف الشغل بعد كدة _ اه طبعت ثواني -تمام كدة انا هتصل عليكِ بعد الشغل عشان افهمك كل حاجة عن الشغل بتاعك وهمشي دلوقتي عشان معطلكيش ،سلام ركب عربيته ومشي حست انه راجل محترم فعلا ومش زي الرجالة التانية اللي طول ما هما واقفين مع ست عيونهم بتقتحمها.. ************************** رنا اشتغلت مع إياد فعلا بقالها اربع شهور واثبتت ان اختياره ليها كان صح جدا ف الشغل وناس كتير جدا بقوا بيحبوا شغلها هي شخصيا من خلال صفحتها، وانهارده كانت حفلة عيد الام ف المدرسة كانت شايلة هم اليوم دا اكتر من اي حاجة عشان حمزة، هي حبته كأنه ابنها فعلا من يوم ما عرفت ان مامته متوفية فكانت عايزة تفرجه اليوم دا بأي طريقة ومتخلهوش يحس انه اقل من زمايله ف حاجة... اول ما دخلت المدرسة الأمهات كانوا متجمعين عشان الحفلة وراحوا يسلموا عليها كانت بتدور على حمزة بعيونها ف كل مكان بس مكنش موجود اتأكدت ان شكوكها صح وانه مجاش انهارده اكيد باباه مرضاش يخليه يجي ف يوم زي دا.. بعد ما اليوم خلص مكنتش حاسة بفرحة وحمزة مش موجود وعارفة انه اكيد زعلان واكيد عرف ان انهارده عيد الام هو مش اهبل وذكي جدا.. لاحظت ان تليفونها رن كان حمزة اللي بيتصل هو صغير بس باباه جايبله تابلت عشان يلعب بيه لان جدته اوقات كتير بتبقى تعبانة او مشغولة هو مش بيكلم حد ألا رنا بعد ما سجلت نمرتها عنده وكانت بتكلمه على طول تطمن عليه.. _ الو بعياط: حمزة زعلان عشان كان عايز يجي انهارده وبابي مرضيش _ متعيطش يا حمزة اكيد بابا وراه شغل،بكرا ان شاء الله هشوفك - لأ انا عارف ان انهارده عيد بيحتفلوا بيه اللي عندهم ماما بث، انا شفت العيال بيقولوا كدة ف التليفزيون وع التاب انا ليه ماما سابتني وهما لاء كان بيعيط وهو بيتكلم ورنا دموعها نزلت من كلامه اللي وجع قلبها فحاولت تكتم عياطها : خلاص انا عاملالك مفاجأة واعتبرني ماما تانية هجيلك كمان شوية بس ادي التليفون لتيتا تقولي العنوان ماشي؟ بفرحة : ماشي ماشي جدته مكنتش جنبه ف الوقت دا كانت ف المطبخ فدخل يقولها ان المس بتاعته عايزة تعرف العنوان استغربت وخدت الموبايل منه _ ايوا يا طنط انا رنا مدرسة حمزة وبشتغل كمان عند باباه هو عارفني بس انا عارفة انه ف الشغل دلوقتي وعايزة اجي ادي لحمزة هدية بسيطة عشان كلمني وهو بيعيط هو عارف ان انهارده عيد الام وعايزة افرحه باي طريقة جدته ابتسمت بحنان : هو لسه في حد كدة ف الزمن دا يا بنتي ربنا يفرح قلبك يا حبييتي زي ما بتفرحي القلوب المكسورة، حمزة دايما بيكلمني عنك وبيحبك جدا انا هقولك ع العنوان بصي... ************************ رنا اشترت لحمزة لعبة حلوة وجابتله شيكولاتة كتير وحطتهم ف بوكس وزينته، راحت هناك وحمزة فتحلها الباب بفرحة واول ما شافها اتشعلق فيها جامد وهو بيحضنها ساعتها حست بارتجافة جسمها حست انه اكنه ابنها بجد اتمنت لو كانت هي امه الحقيقية بابتسامة : ايه رأيك ف الهدية دي؟ صقف بفرحة : حلوة اووي يا مث رنا _ قولي يا ماما مش احنا اتفقنا تعتبرني مامتك التانية _ حاضر يا مامي رنا مخدتش بالها من جدة حمزة اللي كانت بتبص عليها بحنية هي حست ان البنت دي بتحب حمزة بجد وشافت ان اللي تحب طفل للدرجة دي وتديله الحنان دا من غير مقابل انسانة نادرة تستحق تتشال ع الراس - ازيك يا بنتي رنا بصتلها وقامت من ع الارض بإحراج وراحت تسلم عليها : معلش بقى لو ازعجت حضرتك _ ازعجتيني ايه يا بنتي كفاية حبك لحمزة وانك جيتي مخصوص عشانه مش عارفة اشكرك ازاي _ متقوليش كدة انا بعتبر حمزة ابني فعلا ومش بعمل كدة بدافع الشفقة وخلاص ربنا يعلم معزته ف قلبي عاملة ازاي _ ربنا يجعله ف ميزان حسناتك يا بنتي رنا قعدت تلعب مع حمزة وكان ف منتهى السعادة، كانوا بيلعبوا استغماية ورنا استخبت منه عند مدخل الشقة، ساعتها إياد كان جاي يتغدا فتح الباب فلقاها قاعدة مقرفصة زي العيال الصغيرة اتخض اول ما شافها ورجع ورا وهي كمان اتخضت وصوتت وقامت من ع الارض إياد فضل يضحك وهي وشها احمر من الاحراج وحمزة ومامته جم حمزة : مسكتك انتِ اللي هتستغمي بقى مامت اياد: استني يا حمزة الوقتي عشان هحضر الغدا وكلنا هنتغدا سوا، رنا جيت انهارده تلعب مع حمزة عشان كان زعلان يا اياد بص لرنا وفهم سبب زيارتها وانها مكنتش عايزة حمزة يحس ان ناقصه حاجة فابتسم بامتنان كبير : شكرا جدا يا آنسة رنا كانت بتبص ف الارض وبتفرك ف ايدها : العفو ع ايه مامت إياد : طب يلا بقى عشان الغدا ميبردش رنا : لا لا مش هينفع والله يا طنط انا اسفة بس اتأخرت وماما زمانها قلقانة عليا مامت إياد باصرار : لا والله مش هتمشي الا ما تاكلي كلميها طمنيها عليكِ، العصر لسه مأذنش وقوليلها انك جاية كمان شوية إياد : ايوا ماما عندها حق يا آنسة رنا عيب تبقى جاية عشان حمزة مخصوص وتمشي من غير ما تتغدي معانا اتضطرت تكلم مامتها وهي معترضتش وباباها اصلا بيجي بليل فقعدت تتغدا معاهم وكانت ملاحظة نظرات إياد ناحيتها طول القاعدة عمرها ما حست انه بيبصلها قبل كدة وحتى لما بصلها مكنش النظرة اللي بتكره تشوفها ف عيون اي راجل لا كانت نظرة امتنان ومعاها شعور تاني خايفة يطلع وهم.! إياد : بالمناسبة الشغل بتاعك مكسر الدنيا عشان كدة قررت ارقيكِ وهتبقي مديرة أعمال المصنع ف الاعمال اليدوية _ طب والمدرسة - اعذريني لو بتدخل بس صدقيني انتِ موهبتك هتوديكِ ف حتة تانية بلاش تضيعي الفرصة دي منك _ وحمزة - هتيجي تشوفيه كل يوم انا مقدرش ازعل حمزة ولا...ولا ازعلك انتِ كمان خدودها احمرت وهو ارتبك شوية ومامته كانت ملاحظة كل دا وبتدعي من جواها ان شعورها يطلع صح بعد ما خلصوا رنا حضنت حمزة وهو عيط : متروحيش يا مامي عشان خاطري خليكِ قاعدة معايا على طول إياد لاحظ ان حمزة بقى بيقولها ماما كمان، وهي لاحظت ان إياد اخد باله واتحرجت : متعيطش يا زيزو بقى انا هجيلك تاني بكرا ماشي _ طب ليه مينفعش تقعدي معانا هنا على طول مش انتِ بقيتي مامي التانية خدها يا بابا عندنا وخليها هنا هنا الكل سكت ومكنش حد عارف يتكلم رنا واياد بصوا لبعض بنظرات تايهه ومامت إياد ابتسمت رنا كانت زي اللي عايز يهرب بأي شكل : اا.. مينفعش يا حبيبي استناني بكرا بقى مع السلامة قالت الجملة دي ونزلت تجري ع السلم... ومامت إياد طبطبت على كتفه وبصتله : حبتها؟ قلبه دق اول ما مامته قالتله كدة وقال بارتباك : ايه اللي بتقوليه دا يا ماما انا مبسوط ان هي بقت بتعامل حمزة اكنه ابنها بس مش اكتر - يا ولا دا انت ابني وانا اللي مربياك بايدي طول عمرك بتقع ف حب الناس الحنينة حتى غادة الله يرحمها كانت حنينة عيونه دمعت : عشان كدة متستاهلش اني اتجوز بعدها حاسس اني بخونها لما قلبي دق لغيرها _ يا ابني دي سنة الحياة انت تخونها لو كانت عايشة وانت حبيت غيرها لكن هي ف عالم تاني غير العالم بتاعنا دا بلاش تعذب نفسك وأنت لسه صغير يا اياد انا ما صدقت انك انت اللي اختارت بنفسك انك تحب حد تاني متضيعهاش من ايدك انت محتاجها مش حمزة بس على فكرة إياد كان محتاج حد يقوله انه صح ويطمنه ومامته قالتله الكلام دا ف اكتر وقت هو محتاجه.. ************************************** من اليوم دا ورنا كانت بتتوتر كل ما تشوف إياد وخايفة تكون وقعت ف حبه فعلا وهي متأكدة انه كان بيحب مراته جدا ورفض يتجوز بعدها اي حد متنكرش ان لما مامته قالتلها كدة احترمته جدا مكنتش متخيلة ان في راجل ف الزمن دا لسه بيعرف يحب بجد بس حست بالغيرة وقتها متعرفش ليه... عدى عليها شهرين كمان ف الشغل معاه وبقوا بيتقابلوا كتير جدا ف الشغل دا كان بيزيد الأمر سوءً بالنسبالها وهو مكنش عارف لو صارحها هتوافق ولا لاء كمان حمزة بقى بيعتبرها جزء اساسي من يومه وهي كذلك، هي اصلا بقت تحس ان هما عيلتها الحقيقية عوضوها عن الجفاء وانعدام المشاعر اللي شافتهم مع اهلها ... وف يوم حصل حاجة مكنتش متوقعاها دمرت كل الحلو اللي حصل مؤخرا ف حياتها باباها طلبها ف الصالة ومامتها واخوها قاعدين _ خير يا بابا في حاجة - اقعدي يا رنا عايزك ف موضوع قعدت وهي بتفرك ف ايدها م التوتر _ خالد كان مسافر بقاله مدة ورجع وطلبك من ايدي تاني فقررت اصارحه بالحقيقة وهو وافق وعايز يتجوزك وانا كمان موافق حست انه حط سكينة ف قلبها وردت بانفعال: يعني ايه وانا مليش رأي؟ _ وانتِ هتلاقي فين زي خالد يرضى بيكِ بظروفك دي بلاش دلع بنات انا خلاص اديته كلمة قامت من ع الكرسي ودموعها نزلت : انا مش عايزاه هو مش شبهي ف اي حاجة بكرهه مش عايزة اتجوزه يا بابا عشان خاطري اطلب اي حاجة الا دا اخوها وقف وزعق : جرا ايه يا بت انتِ محدش عارف يمشي كلمته عليكِ هو خالد ماله ان شاء الله ما كل الشباب كدة الوقتي مامتها اتدخلت وطبطبت على بنتها : اهدي يا حبييتي خالد اتغير وبقى كويس وهتحبيه لما تجوزيه وافقي عشان خاطرنا يا بنتي علت صوتها غصب عنها ف وسط شهقاتها : بأي حق؟ ها بأي حق وف اي دين وف أي ملة تجوزوني غصب عني عشان افرحكم انتم عارفين يعني ايه جواز يعني واحد هيشاركني حياتي العمر كله مش خدمة هعملها عشان افرحكم والسلام انا مش هتجوز خالد لو ايه اللي حصة مش هتجوزه بابا رنا مسكها من دراعها بعنف وزعق: بقولك ايه يا بت انتِ متكونيش فاكرة ان تعليمك ولا شغلك هيخليكِ تتنططي علينا هتجوزي خالد يا رنا وابقي شوفي هتعملي ايه، ومفيش خروج من باب البيت دا الا مع جوزك يلا غوري على اوضتك مامتها خدتها بسرعة من قدامه وكانت خايفة يحصلها حاجة عشان عندها السكر بس رنا كانت شبه فاقدة الوعي كان سؤال واحد ف بالها دلوقتي ليه أهلها كدة معاها ليه واحدة زيها أهم حاجة ف حياتها الحنية والحب تكون عايشة مع ناس كافرين بالحب ومعانيه ليه..! كانت نايمة ع السرير ودموعها مغرقاها خدوا منها موبايلها ومكنتش حتى عارفة تتصل بحمزة ولا بإياد تعتذر انها مش هتعرف تيجي الفترة دي.. ********************************** إياد كان هيجنن بسبب اختفاء رنا فجأة وانها مبتردش عليهم وحمزة كان كل يوم بيعيط تقريبا مامت اياد: طب متعرفش عنوانها يا ابني جايز يكون حصلها حاجة بقالها اسبوعين مبتجيش ومتصلتش حتى إياد بعصبية : ممكن تكون قرفت مننا يا ماما ممكن تكون حست اني حبتها ومش عايزة تجوز واحد ارمل ومخلف ودا حقها _ انت بتكدب على نفسك يا ابني ولا بتكدب ع مين انت عارف رنا كويس ولا انت خايف يكون حصلها حاجة فعلا وبتكدب نفسك مرر ايده ف خصلات شعره واتنهد : هموت م الخوف عليها مش خايف بس _ يبقى تروحلها - هروح بصفتي ايه؟ ********************************* رنا كانت بتتمنى الموت كل ثانية قبل ما تيجي اللحظة اللي هتقابل فيها خالد ويخطبها، صورة إياد وحمزة مكنتش بتفارق خيالها دا الشئ الوحيد اللي كانت بتهدا لما تفتكره... مامتها دخلت عليها وكانت مبتسمة ابتسامة رنا استغربتها لان الفترة اللي فاتت دي كانت حزينة على بنتها وع اللي بيحصلها _صاحب الشغل اللي انتِ بتشتغلي معاه جه أتقدم لابوكي عرف انه غني ولسه صغير معندوش غير ابنه اللي كنتِ بتروحيله دا وشكله محترم فحسينا انه احسن من خالد بصراحة بس هو مصمم يقابلك برا رنا مكنتش مستوعبة اللي مامتها قالته حست ان روحها رجعتلها قامت بسرعة تمسح دموعها غيرت هدومها من غير ما ترد بكلمة وهي مازالت مش مستوعبة ولبست الطرحة وبعدين خرجت مع مامتها برا.. سبوهم يقعدوا لوحدهم لان المفروض ان دي الرؤية الشرعية اول ما إياد شافها قام من مكانه بلهفة لاحظ شحوب وشها والهالات السودا اللي زادت تحت عيونها لاحظ لمعة عينها بالدموع قلبه وجعه عليها فقرب منها خطوة وبقى قدامها : بصيلي يا رنا بصتله وكأن عيونه نستها كل الألم اللي حست بيه، ضربات قلبها زادت ونظرته ليها دوبتها اياد :مش عايز اشوف نظرة الحزن دي ف عيونك الحلوين دول تاني، انا اسف لكل حاجة وحشة حصلتلك قبل ما اكون ف حياتك بس صدقيني كل اللي جاي معايا هيبقى ليا انا وانتِ وبس اتكلمت بحزن : انت عرفت اني مش.. _ ششش ايوا عرفت انك اتعرضتي لحادثة اغتصاب ودا ميعبكيش ف حاجة الناس المريضة ف قلوبهم بس هما اللي فاكرينه حاجة تعيبك لكن انتِ براءة وجمال العالم كله ف قلبك صدقيني ولو حاجة ضايقتني لما عرفت اللي حصلك هو ان شخص بالنقاء والحنية اللي انتِ فيها دي يتعرض لشئ بشع من ناس اقل ما يقال عليهم انهم وحوش واتسببوا ليكِ بمرض ملازمك طول حياتك بس مش عايزك تفكري ف اللي فات دا مهما كان صعب يتنسي ابدأي من جديد معايا انا وحمزة اللي بقى بيعتبرك امه بجد وانا كمان بقيت يعتبرك مراتي خلاص حست ان قلبها اتكتبله عمر جديد بصتله بحب هو قرأه ف عيونها فابتسم : نسيت اقولك حاجة ابتسمت :ايه هي _ بحبك "قد يكون وطنك وأهلك واصدقائك على هيئة شخص، شخص واحد فقط يغنيك عن قبح العالم بأكمله" #انتَ_الجميع


#اسكريبت كامل ♥️


_فرحان بأختك العانس دي هي فاكرة نفسها مين


مسكه من قميصه :اخررس متجبش سيرة اختي ع لسانك يا حيوااان لولا انك ابن عمي الله يرحمه كان هيبقى ليا تصرف تااني


- وانا قلت حاجة غلط! اختك عنست يا محمد وكل الناس بتقول انها ممكن تكون معيوبة وانا عشان ابن أصول جيت أتقدم انا اولى من الغريب، كمان ترفضوني طب ليه فيا ايه مش عاجبكم يا ابن عمي

 

بزعيق : قلتلك متجبش سيرتها هي حرة تختار اللي هي عايزاه هو انت اللي بتصرف عليها يا بجح قسما بالله كلمة كمان ومش هعمل حساب ان انت ف بيتي وهتشوف تصرف مش هيعجبك


بعد ايده عن القميص بتاعه  : ماشي يا محمد هنعديها المرة دي بس والله العظيم ما هسكت


مشي ومحمد الغضب كان مالي وشه ونده ع اخته بزعيق : رناااااا يا رناااااا

اخته جرت بسرعة لما سمعته ودخلت أوضة الصالون اللي كان قاعد فيها

بخوف: في ايه يا محمد؟


_ معدتش ليكِ علاقة بخالد ابن عمك خالص لو شفتيه ف الشارع متبصلوش حتى مفهوم


_ ف.. ف ايه اللي حصل انا مش فاهمة حاجة


_ كله بسببك جايبالنا الفضايح ومخلية اللي يسوى واللي ميسواش يتكلم علينا ومحدش يعرف اللي فيها


رنا بعصبية : انا معملتش حاجة وحشة بطل تلومني ع حاجات مليش ذنب فيها


مامتهم دخلت ع صوت الزعيق : ف ايه يا ولاد بتتخانقم ليه


محمد بانفعال: كله من بنتك خالد ابن عمي طلب ايدها زي ما انتِ عارفة وطبعا هو عمره ما هيطلب الطلب دا لو عرف الفضيحة بتاعتها ولما رفضت طلبه قال إنها عانس وبيلمح انها معيوبة كمان


مامته دموعها نزلت م الحزن ع بنتها : خلاص يا محمد حصل خير انت عارف ان رنا ملهاش ذنب ف اللي حصلها منهم لله اللي كانوا السبب وكسروا فرحتي بيكِ يا بنتي

 

رنا ف الوقت دا كانت مش عارفة ترد تقول ايه من 4 سنين وهي بتعاني من حاجة هي ملهاش ذنب فيها ورغم ان أهلها عارفين ان ملهاش ذنب بس كانت بتقرأ نظرات الخزي ف عيونهم من كتر الزعل والقهر جالها السكر، بعد ما سمعت كلام اخوها حست بهبوط رهيب والدنيا بقت سودا قدام عيونها وفجأة فقدت الوعي..


مامتها جرت بسرعة ناحيتها وهي بتعيط : عاجبك كدة يا محمد هتخليها تروح مني عشان تستريح شيل اختك ودخلها جوا عما اجبلها العلاج بتاعها يلاا


محمد وقتها حس بالذنب شوية بس برر لنفسه انه عمل كدة من خوفه عليها شالها ودخلها جوا ع السرير ومامتها جابت الدوا بتاعها وادتهولها...


بعد حوالي ربع ساعة رنا فاقت اول ما صحت فضلت تعيط، مر قدامها يوم الحادثة بتفاصيله وازاي حياتها اتقلبت 180 درجة من يومها ،،بعد شوية باباها جه م الشغل ولما عرف اللي حصل دخل يشوفها


_ بقيتي كويسة


مسحت دموعها واتعدلت ف قعدتها ع السرير : اه الحمدلله


_ محمد حكالي عن اللي حصل وانا شايف اننا لو قلناله الحقيقة يبقى احسن خالد مننا وعلينا وممكن يوافق مش هنلاقي فرصة احسن من دي


رنا من قبل ما تحصلها الحادثة وهي بتكره خالد من غير حاجة بتشوفه واحد صايع ومش شبها خالص ف اتعصبت : انا مش عايزة خالد يا بابا عارفة اني بقيت تقيلة عليكم وجايبالكم الكلام بس مش بأيدي انا تعبت!


_اتكلمي عدل مع ابوكي يا بت وبعدين معدتش في وقت للاختيارات يا رنا مش هنضحك ع بعض زي ما بنضحك ع الناس.. ياريت هو بس يرضى 

قال الجملة دي وطلع م الأوضة ورنا بصت على طيفه لحد ما اختفى وجعها من رد فعل أهلها كسرها اكتر من اي حاجة تانية كانت مستنياه يحضنها او يطبطب عليها بس لاء هو داس على جرحها بكل قوته لحد ما اتفتح تماما ومعدتش قادرة تسيطر على نزيف روحها.. 

**********************************

تاني يوم صحت بدري عشان تروح شغلها كانت بتشتغل مدرسة ف مدرسة انترناشنال بس كانت بتدرس للأطفال بس عشان بتحبهم كانت بتحس انها بتنسى وجعها وهي معاهم برائتهم بالنسبالها شئ يستحق الانبهار دايما ف عالم بقى كله حقد وجهل وكانت شايفة ان مهما كان دورها صغير ف حياتهم بس مهم لعلها تعرف تغرس جواهم قيم وافكار بقت معدومة ف مجتمعنا..


لبست جيبة بيضة وبلوزة كاشمير ولبست طرحة فيها اللونين بصت لنفسها وكانت بتتأمل ملامحها ف المرايا، عيونها زرقا وبشرتها فاتحة، ملامحها متناسقة وجميلة، ابتسمت بسخرية فيها ريحة المرارة بقت بتكره شكلها شايفة ان العالم بيبص للست على أنها زينة مش اكتر ومقتنعة ان معظم قصص الحب اللي بتشوفها دي بتنشأ بس لما الراجل يعجبه شكل الست او العكس معظم القصص اللي شافتها ف حياتها كانت كدة ويبدأوا يقنعوا نفسهم ان دا حب حقيقي عشان كدة هي كانت شايفة ان اي حد بيقولها انه عايز يتقدملها بيبقى عشان شكلها بتشوف ف عيونهم شهوة ولحد انهارده مشفتش نظرة لواحد عينه مليانة محتاج روح مش جسم وخلاص بس الحادثة اللي حصلتلها دمرت أحلامها ف لمح البصر..


نزلت م البيت وركبت عربيتها.. 

دخلت الفصل بتاعها وقبل ما بتدخل بتكون سلمت كل الاوجاع بتاعتها على  باب الفصل لحد ما تخلص وبترجع لروح الطفلة اللي جواها معاهم : صباح الخير يا حلوين


- صبااح النوور يا مس رنااا


ضحكت وبدأت تشرح الدرس الجديد... 

وجه فقرة الأنشطة ورنا كانت شاطرة جدا ف شغل الهاند ميد (الأعمال اليدوية) وهما قاعدين بيعملوا الحاجات مع بعض واحد منهم اسمه حمزة بصلها ببراءة : مث هو ممكن اتلب تلب 

_ طبعا يا حموزو انت تطلب اللي انت عايزه


_ ممكن تعمليلي هدية لماما عشان هروحلها انهارده


- طبعا ممكن بس هتروحلها فين هي مسافرة؟


_ مسافرة عند ربنا هروح مع بابا نشوفها زي كل شهر عشان هي بتوحشني اوي


خدته ف حضنها وعيونها دمعت عارفة احساس ان طفل مكملش 5 سنين يتحرم من أعظم نعمة ف الدنيا وهي حنان الأم.. 

_ هعملك احلى هدية ليها بس تساعدني عشان لما تروح انهارده تقولها انك عملتها معايا وتبقى مبسوطة منك


بفرحة : ماشي يلا نبدأ


خلصوا وحضنت حمزة قبل ما بمشي.. 

تاني يوم لما راحت المدرسة قبل ما تدخل كان في عربية چيب سودا وقفت ونزل منها راجل مش كبير يعني وف ايده حمزة كان باين عليه انه غني لابس بدلة شيك ونضاره سودا شعره اسود وخصلاته عشوائية ، عنده دقن بسيطة، اول ما حمزة شاف رنا ضحك ببراءة وجرى عشان يحضنها : صباح الخير يا مث رنا


الراجل اللي كان معاه قرب وشال النضاره من ع وشه :حضرتك مس رنا مدرسة حمزة؟


ابتسمت : ايوا انا


ابتسم هو كمان :انا باباه بجد حمزة امبارح كان مبسوط اوي بالهدية اللي عملتيها لمامته بصراحة شغلك حلو جدا ف الهاند ميد وعشان كدة كنت عايز اقابل حضرتك انهارده ضروري


باستغراب: انا! ليه


_ انا عندي مصنع كبير للأعمال اليدوية اصلا واتشرف لو انتِ اشتغلتِ معايا مش كل يوم بيجلنا حد عنده موهبة زيك كدة

 

-للأسف مش هقدر لان انا بشتغل هنا وحابة شغلي مع الأطفال اكتر


_ عادي جدا انا كنت متوقع الرد دا لان حمزة قالي انك بتحبيهم اوي بس مش لازم تيجي المصنع بنفسك يعني نتفق ع التصميمات اللي هتعمليها وتشتغلي ف البيت عادي وكل اسبوع تيجي المصنع تسلمينا الطلبية، اتمنى توافقي وحقيقي انا ليا نظرة وساعتها اسمك هيتعرف بسرعة وكمان المصنع بتاعي هيستفيد منك


رنا سكتت شوية وهي بتفكر : هفكر واقول لحضرتك


- براحتك طبعا خدي وقتك 

......... 

رنا فضلت تفكر ف العرض بتاعه طول اليوم كانت حاسة انها فرصة كويسة عشان تحقق نجاحها اللي بتحلم بيه وخصوصا انها بتحب الشغل دا جدا من وهي صغيرة كانت موهوبة فقررت توافق..

تاني يوم لما جه مع حمزة طلعت عشان تقوله ردها 

_ انا موافقة يا استاذ اا

- إياد، ان شاء الله هيعجك الشغل ف المصنع ومش هتندمي

 

_ ان شاء الله يا استاذ إياد


-طيب بعد اذن حضرتك هاتي رقمك عشان اقدر اتواصل معاكِ ف الشغل بعد كدة

 

_ اه طبعت ثواني


-تمام كدة انا هتصل عليكِ بعد الشغل عشان افهمك كل حاجة عن الشغل بتاعك وهمشي دلوقتي عشان معطلكيش ،سلام


ركب عربيته ومشي حست انه راجل محترم فعلا ومش زي الرجالة التانية اللي طول ما هما واقفين مع ست عيونهم بتقتحمها.. 

************************** 

رنا اشتغلت مع إياد فعلا بقالها اربع شهور واثبتت ان اختياره ليها كان صح جدا ف الشغل وناس كتير جدا بقوا بيحبوا شغلها هي شخصيا من خلال صفحتها، وانهارده كانت حفلة عيد الام ف المدرسة كانت شايلة هم اليوم دا اكتر من اي حاجة عشان حمزة، هي حبته كأنه ابنها فعلا من يوم ما عرفت ان مامته متوفية فكانت عايزة تفرجه اليوم دا بأي طريقة ومتخلهوش يحس انه اقل من زمايله ف حاجة...


اول ما دخلت المدرسة الأمهات كانوا متجمعين عشان الحفلة وراحوا يسلموا عليها كانت بتدور على حمزة بعيونها ف كل مكان بس مكنش موجود اتأكدت ان شكوكها صح وانه مجاش انهارده اكيد باباه مرضاش يخليه يجي ف يوم زي دا.. 

بعد ما اليوم خلص مكنتش حاسة بفرحة وحمزة مش موجود وعارفة انه اكيد زعلان واكيد عرف ان انهارده عيد الام هو مش اهبل وذكي جدا..


لاحظت ان تليفونها رن كان حمزة اللي بيتصل هو صغير بس باباه جايبله تابلت عشان يلعب بيه لان جدته اوقات كتير بتبقى تعبانة او مشغولة هو مش بيكلم حد ألا رنا بعد ما سجلت نمرتها عنده وكانت بتكلمه على طول تطمن عليه..


_ الو


بعياط: حمزة زعلان عشان كان عايز يجي انهارده وبابي مرضيش


_ متعيطش يا حمزة اكيد بابا وراه شغل،بكرا ان شاء الله هشوفك


- لأ انا عارف ان انهارده عيد بيحتفلوا بيه اللي عندهم ماما بث، انا شفت العيال بيقولوا كدة ف التليفزيون وع التاب انا ليه ماما سابتني وهما لاء


كان بيعيط وهو بيتكلم ورنا دموعها نزلت من كلامه اللي وجع قلبها فحاولت تكتم عياطها : خلاص انا عاملالك مفاجأة واعتبرني ماما تانية هجيلك كمان شوية بس ادي التليفون لتيتا تقولي العنوان ماشي؟


بفرحة : ماشي ماشي

 

جدته مكنتش جنبه ف الوقت دا كانت ف المطبخ فدخل يقولها ان المس بتاعته عايزة تعرف العنوان استغربت وخدت الموبايل منه 

_ ايوا يا طنط انا رنا مدرسة حمزة وبشتغل كمان عند باباه هو عارفني بس انا عارفة انه ف الشغل دلوقتي وعايزة اجي ادي لحمزة هدية بسيطة عشان كلمني وهو بيعيط هو عارف ان انهارده عيد الام  وعايزة افرحه باي طريقة


جدته ابتسمت بحنان : هو لسه في حد كدة ف الزمن دا يا بنتي ربنا يفرح قلبك يا حبييتي زي ما بتفرحي القلوب المكسورة، حمزة دايما بيكلمني عنك وبيحبك جدا انا هقولك ع العنوان بصي...

************************

رنا اشترت لحمزة لعبة  حلوة وجابتله شيكولاتة كتير وحطتهم ف بوكس وزينته، راحت هناك وحمزة فتحلها الباب بفرحة واول ما شافها اتشعلق فيها جامد وهو بيحضنها ساعتها حست بارتجافة جسمها حست انه اكنه ابنها بجد اتمنت لو كانت هي امه الحقيقية


بابتسامة  : ايه رأيك ف الهدية دي؟


صقف بفرحة : حلوة اووي يا مث رنا


_ قولي يا ماما مش احنا اتفقنا تعتبرني مامتك التانية


_ حاضر يا مامي


رنا مخدتش بالها من جدة حمزة اللي كانت بتبص عليها بحنية هي حست ان البنت دي بتحب حمزة بجد وشافت ان اللي تحب طفل للدرجة دي وتديله الحنان دا من غير مقابل انسانة نادرة تستحق تتشال ع الراس


- ازيك يا بنتي


رنا بصتلها وقامت من ع الارض بإحراج وراحت تسلم عليها : معلش بقى لو ازعجت حضرتك


_ ازعجتيني ايه يا بنتي كفاية حبك لحمزة وانك جيتي مخصوص عشانه مش عارفة اشكرك ازاي


_ متقوليش كدة انا بعتبر حمزة ابني فعلا ومش بعمل كدة بدافع الشفقة وخلاص ربنا يعلم معزته ف قلبي عاملة ازاي


_ ربنا يجعله ف ميزان حسناتك يا بنتي


رنا قعدت تلعب مع حمزة وكان ف منتهى السعادة، كانوا بيلعبوا استغماية ورنا استخبت منه عند مدخل الشقة، ساعتها إياد كان جاي يتغدا فتح الباب فلقاها قاعدة مقرفصة زي العيال الصغيرة اتخض اول ما شافها ورجع ورا وهي كمان اتخضت وصوتت وقامت من ع الارض


إياد فضل يضحك وهي وشها احمر من الاحراج وحمزة ومامته جم

حمزة : مسكتك انتِ اللي هتستغمي بقى


مامت اياد: استني يا حمزة الوقتي عشان هحضر الغدا وكلنا هنتغدا سوا، رنا جيت انهارده تلعب مع حمزة عشان كان زعلان يا اياد


بص لرنا وفهم سبب زيارتها وانها مكنتش عايزة حمزة يحس ان ناقصه حاجة فابتسم بامتنان كبير : شكرا جدا يا آنسة رنا


كانت بتبص ف الارض وبتفرك ف ايدها : العفو ع ايه


مامت إياد : طب يلا بقى عشان الغدا ميبردش


رنا : لا لا مش هينفع والله يا طنط انا اسفة بس اتأخرت وماما زمانها قلقانة عليا


مامت إياد باصرار : لا  والله مش هتمشي الا ما تاكلي كلميها طمنيها عليكِ، العصر لسه مأذنش وقوليلها انك جاية كمان شوية

إياد : ايوا ماما عندها حق يا آنسة رنا عيب تبقى جاية عشان حمزة مخصوص وتمشي من غير ما تتغدي معانا


اتضطرت تكلم مامتها وهي معترضتش وباباها اصلا بيجي بليل فقعدت تتغدا معاهم وكانت ملاحظة نظرات إياد ناحيتها طول القاعدة عمرها ما حست انه بيبصلها قبل كدة وحتى لما بصلها مكنش النظرة اللي بتكره تشوفها ف عيون اي راجل لا كانت نظرة امتنان ومعاها شعور تاني خايفة يطلع وهم.!


إياد : بالمناسبة الشغل بتاعك مكسر الدنيا عشان كدة قررت ارقيكِ وهتبقي مديرة أعمال المصنع ف الاعمال اليدوية


_ طب والمدرسة


- اعذريني لو بتدخل بس صدقيني انتِ موهبتك هتوديكِ ف حتة تانية  بلاش تضيعي الفرصة دي منك


_ وحمزة


- هتيجي تشوفيه كل يوم انا مقدرش ازعل حمزة ولا...ولا ازعلك انتِ كمان


خدودها احمرت  وهو ارتبك شوية ومامته كانت ملاحظة كل دا وبتدعي من جواها ان شعورها يطلع صح


بعد ما خلصوا رنا حضنت حمزة وهو عيط : متروحيش يا مامي عشان خاطري خليكِ قاعدة معايا على طول


إياد لاحظ ان حمزة بقى بيقولها ماما كمان، وهي لاحظت ان إياد اخد باله واتحرجت : متعيطش يا زيزو بقى انا هجيلك تاني بكرا ماشي


_ طب ليه مينفعش تقعدي معانا هنا على طول مش انتِ بقيتي مامي التانية خدها يا بابا عندنا وخليها هنا


هنا الكل سكت ومكنش حد عارف يتكلم رنا واياد بصوا لبعض بنظرات تايهه ومامت إياد ابتسمت

رنا كانت زي اللي عايز يهرب بأي شكل : اا.. مينفعش يا حبيبي استناني بكرا بقى مع السلامة


قالت الجملة دي ونزلت تجري ع السلم...

ومامت إياد طبطبت على كتفه وبصتله : حبتها؟


قلبه دق اول ما مامته قالتله كدة وقال بارتباك : ايه اللي بتقوليه دا يا ماما انا مبسوط ان هي بقت بتعامل حمزة اكنه ابنها بس مش اكتر


- يا ولا دا انت ابني وانا اللي مربياك بايدي طول عمرك بتقع ف حب الناس الحنينة حتى غادة الله يرحمها كانت حنينة


عيونه دمعت : عشان كدة متستاهلش اني اتجوز بعدها حاسس اني بخونها لما قلبي دق لغيرها


_ يا ابني دي سنة الحياة انت تخونها لو كانت عايشة وانت حبيت غيرها لكن هي ف عالم تاني غير العالم بتاعنا دا بلاش تعذب نفسك وأنت لسه صغير يا اياد انا ما صدقت انك انت اللي اختارت بنفسك انك تحب حد تاني متضيعهاش من ايدك انت محتاجها مش حمزة بس على فكرة


إياد كان محتاج حد يقوله انه صح ويطمنه ومامته قالتله الكلام دا ف اكتر وقت هو محتاجه..

**************************************


من اليوم دا ورنا كانت بتتوتر كل ما تشوف إياد وخايفة تكون وقعت ف حبه فعلا وهي متأكدة انه كان بيحب مراته جدا ورفض يتجوز بعدها اي حد متنكرش ان لما مامته قالتلها كدة احترمته جدا مكنتش متخيلة ان في راجل ف الزمن دا لسه بيعرف يحب بجد بس حست بالغيرة وقتها متعرفش ليه...


عدى عليها شهرين كمان ف الشغل معاه وبقوا بيتقابلوا كتير جدا ف الشغل دا كان بيزيد الأمر سوءً بالنسبالها وهو  مكنش عارف لو صارحها هتوافق ولا لاء كمان حمزة بقى بيعتبرها جزء اساسي من يومه وهي كذلك، هي اصلا بقت تحس ان هما عيلتها الحقيقية عوضوها عن الجفاء وانعدام المشاعر اللي شافتهم مع  اهلها ...

وف يوم حصل حاجة مكنتش متوقعاها دمرت كل الحلو اللي حصل مؤخرا ف حياتها باباها طلبها ف الصالة ومامتها واخوها قاعدين


_ خير يا بابا في حاجة


- اقعدي يا رنا عايزك ف موضوع


قعدت وهي بتفرك ف ايدها م التوتر

_ خالد كان مسافر بقاله مدة ورجع وطلبك من ايدي تاني فقررت اصارحه بالحقيقة وهو وافق وعايز يتجوزك وانا كمان موافق

حست انه حط سكينة ف قلبها وردت بانفعال: يعني ايه وانا مليش رأي؟

_ وانتِ هتلاقي فين زي خالد يرضى بيكِ بظروفك دي بلاش دلع بنات انا خلاص اديته كلمة


قامت من ع الكرسي ودموعها نزلت : انا مش عايزاه هو مش شبهي ف اي حاجة بكرهه مش عايزة اتجوزه يا بابا عشان خاطري اطلب اي حاجة الا دا


اخوها وقف وزعق : جرا ايه يا بت انتِ محدش عارف يمشي كلمته عليكِ هو خالد ماله ان شاء الله ما كل الشباب كدة الوقتي


مامتها اتدخلت وطبطبت على بنتها : اهدي يا حبييتي خالد اتغير وبقى كويس وهتحبيه لما تجوزيه وافقي عشان خاطرنا يا بنتي

علت صوتها غصب عنها ف وسط شهقاتها : بأي حق؟ ها بأي حق وف اي دين وف أي ملة تجوزوني غصب عني عشان افرحكم انتم عارفين يعني ايه جواز يعني واحد هيشاركني حياتي العمر كله مش خدمة هعملها عشان افرحكم والسلام انا مش هتجوز خالد لو ايه اللي حصة مش هتجوزه


بابا رنا مسكها من دراعها بعنف وزعق: بقولك ايه يا بت انتِ متكونيش فاكرة ان تعليمك ولا شغلك هيخليكِ تتنططي علينا هتجوزي خالد يا رنا وابقي شوفي هتعملي ايه، ومفيش خروج من باب البيت دا الا مع جوزك يلا غوري على اوضتك


مامتها خدتها بسرعة من قدامه وكانت خايفة يحصلها حاجة عشان عندها السكر بس رنا كانت شبه فاقدة الوعي كان سؤال واحد ف بالها دلوقتي ليه أهلها كدة معاها ليه واحدة زيها أهم حاجة ف حياتها الحنية والحب تكون عايشة مع ناس كافرين بالحب ومعانيه ليه..!


كانت نايمة ع السرير ودموعها مغرقاها خدوا منها موبايلها ومكنتش حتى عارفة تتصل بحمزة ولا بإياد تعتذر انها مش هتعرف تيجي الفترة دي..

**********************************

إياد كان هيجنن بسبب اختفاء رنا فجأة وانها مبتردش عليهم وحمزة كان كل يوم بيعيط تقريبا


مامت اياد: طب متعرفش عنوانها يا ابني جايز يكون حصلها حاجة بقالها اسبوعين مبتجيش ومتصلتش حتى


إياد بعصبية : ممكن تكون قرفت مننا يا ماما ممكن تكون حست اني حبتها ومش عايزة تجوز واحد ارمل ومخلف ودا حقها

_ انت بتكدب على نفسك يا ابني ولا بتكدب ع مين انت عارف رنا كويس ولا انت خايف يكون حصلها حاجة فعلا وبتكدب نفسك

مرر ايده ف خصلات شعره واتنهد : هموت م الخوف عليها مش خايف بس

_ يبقى تروحلها

- هروح بصفتي ايه؟

*********************************

رنا كانت بتتمنى الموت كل ثانية قبل ما تيجي اللحظة اللي هتقابل فيها خالد ويخطبها، صورة إياد وحمزة مكنتش بتفارق خيالها دا الشئ الوحيد اللي كانت بتهدا لما تفتكره...

مامتها دخلت عليها وكانت مبتسمة ابتسامة رنا استغربتها لان الفترة اللي فاتت دي كانت حزينة على بنتها وع اللي بيحصلها

_صاحب الشغل اللي انتِ بتشتغلي معاه جه أتقدم لابوكي عرف انه غني ولسه صغير معندوش غير ابنه اللي كنتِ بتروحيله دا وشكله محترم فحسينا انه احسن من خالد بصراحة بس هو مصمم يقابلك برا

  

رنا مكنتش مستوعبة اللي مامتها قالته حست ان روحها رجعتلها قامت بسرعة تمسح دموعها غيرت هدومها من غير ما ترد بكلمة وهي مازالت مش مستوعبة ولبست الطرحة وبعدين خرجت مع مامتها برا..

سبوهم يقعدوا لوحدهم لان المفروض ان دي الرؤية الشرعية اول ما إياد شافها قام من مكانه بلهفة لاحظ شحوب وشها والهالات السودا اللي زادت تحت عيونها لاحظ لمعة عينها بالدموع قلبه وجعه عليها فقرب منها خطوة وبقى قدامها : بصيلي يا رنا

بصتله وكأن عيونه نستها كل الألم اللي حست بيه، ضربات قلبها زادت ونظرته ليها دوبتها

اياد :مش عايز اشوف نظرة الحزن دي ف عيونك الحلوين دول تاني، انا اسف لكل حاجة وحشة حصلتلك قبل ما اكون ف حياتك بس صدقيني كل اللي جاي معايا هيبقى ليا انا وانتِ وبس

اتكلمت بحزن : انت عرفت اني مش..

_ ششش ايوا عرفت انك اتعرضتي لحادثة اغتصاب ودا ميعبكيش ف حاجة الناس المريضة ف قلوبهم بس هما اللي فاكرينه حاجة تعيبك لكن انتِ براءة وجمال العالم كله ف قلبك صدقيني ولو حاجة ضايقتني لما عرفت اللي حصلك هو ان شخص بالنقاء والحنية اللي انتِ فيها دي يتعرض لشئ بشع من ناس اقل ما يقال عليهم انهم وحوش واتسببوا ليكِ بمرض ملازمك طول حياتك بس مش عايزك تفكري ف اللي فات دا مهما كان صعب يتنسي ابدأي  من جديد معايا انا وحمزة اللي بقى بيعتبرك امه بجد وانا كمان بقيت يعتبرك مراتي خلاص

حست ان قلبها اتكتبله عمر جديد بصتله بحب هو قرأه ف عيونها فابتسم : نسيت اقولك حاجة

ابتسمت :ايه هي

_ بحبك

"قد يكون وطنك وأهلك واصدقائك على هيئة شخص، شخص واحد فقط يغنيك عن قبح العالم بأكمله"


#انتَ_الجميع


 

تعليقات

التنقل السريع