الفصل السادس والعشرون
جاريتي
كانت جالسه بجانبه فى السياره تبتسم فى سعاده لقد استطاعت التقرب من سفيان وجدته إنسان محب وطيب القلب لكنها مازالت هناك غصه بقلبها من تلك المكالمه القديمه التى سمعتها ولكن بطريقه مختلفه الأن هل كان لديه علاقات نسائيه ما هذا هل هذا الشعور هو غيره ام ماذا حاولت التفكير فى شىء آخر فوجدت نفسها تفكر أيضاً لماذا دائماً كانت تراه بالقصر مقطب الجبين عصبى المزاج .
نظرت إليه كان يقود السياره بتركيز كبير .... نظرت إلى الطريق هى لم تحفظ الطريق لبيتها الجديد بعد لم تلاحظ أنه يسير بطريق مختلف .... وصلت سياره سفيان إلى حى راقى نسبياً ووقف أمام بيت راقى مكون من ثلاث طوابق كانت تنظر إلى البيت ثم نظرت إلى سفيان باستفهام فنظر لها وقال
- اسمعينى كويس يا مهيره وركزى فى إللى هقوله كويس
ظلت صامته تنظر إليه تنتظر باقى كلماته التى جعلت قلبها ينقبض بخوف
أكمل قائلاً
- البيت ده فيه شخص عزيز عليكى جداً مش عايزك تحكمى من غير ما تسمعى وتفهمى .... اتفقنا
ظلت تنظر إليه دون رد ولكن قلبها يخبرها أن الآتى ليس سهلاً ابدا .
أخرج هاتفه وأتصل على رقم ما واستمعت إليه يقول
- مساء الخير أستاذ عادل ... أحنى قدام البيت
وأغلق الهاتف وهو يشير لها أن تترجل من السياره حين وقفت بجانبه تمسكت بيده فى خوف فربت على يديها يطمئنها وهو يبتسم إبتسامه مشجعة
ظهر السيد عادل عند بوابة البيت و هو يتأمل فى ملامح مهيره البريئه تقدم سفيان وهى خلفه حتى وقف أمامه مباشره فقال
- نورتوا
ونظر إلى مهيره وهو يقول
- اتفضلى يا بنتى بيتك ومطرحك .
ابتسمت إبتسامه صغيره وهى تخطوا خلف سفيان لداخل البيت حين استمعا لصوت ينادى عليها وقفت تنظر فى إتجاه الصوت لتجدها زينب
لتركض مهيره لها على قدر عرجها واحتضنتها وهى تقول
- وحشتينى أوى يا دادا ... وحشتينى اوووى
ظلت زينب تربت على ظهرها وتقبلها وهى تقول
- وأنتِ كمان يا حبيبتى وحشتينى .
ثم ابعدتها عنها قليلاً وهى تقول
- طمنينى عليكى حبيبتى
ابتسمت مهيره بسعاده ناسيه أين هى ولماذا وقالت
- الحمد لله أنا كويسه اوووى طلع معاكى حق سفيان أحلى حاجه حصلتلى . ربنا ميحرمنى منك ومنه
ربتت زينب على خدها و هى تقول
- واللى هيحصل دلوقتى كمان يا بنتى أنتِ بتحلمى بيه من زمان
قطبت مهيره جبينها وهى تعود لواقعها وللمكان الغريب التى تقف فيه
عادا إلى مكان وقوف سفيان والسيد عادل حيت زينب سفيان بأبتسامه والسيد عادل التى يبدوا أنها تعرفه جيداً
صعدا خلف السيد عادل طابق واحد فقط لتجد باب أمام السلم مباشره وقف السيد عادل أمامه و طرق عليه طرقتين ثم أخرج مفتاحه وفتح الباب وهو يقول
- اتفضلوا يا جماعه .
كانت مريم جالسه فى مكانها المعتاد على الكرسى الواسع بجوار النافذه حين استمعت إلى طرقاته على الباب ثم صوت المفتاح اندهشت من نزوله لها أنه غير معتاد معها على ذلك هو ينزل لها مره واحده فى اليوم وكان لديها صباحاً ثم تذكرت أنه قال لها أن هناك زوار اليوم ولكن من يا ترى هى لم تخرج من البيت من وقت زواجها هى وعادل .. نظرت إلى الباب لتجده يدلف وخلفه شابه جميله تمشى بعرج واضح وخلفها حائط بشرى يلتسق بها وكأنه يحميها من شىء ما وخلفه زينب قالت الأخيره بصوت عالى وهى تقف على قدميها حين اقتربت منها زينب سريعاً وهى تحتضنها بقوه كانت مريم تبكى بصمت وهى تقول
- وحشتينى يا زينب وحشتينى اووووى
نظرت لها زينب وقالت
-وأنتِ كمان وحشتينى أوى يا هانم
امالت مريم رأسها يمينا وهى تقول
- هانم أيه بس يا زينب ... ده أنتِ صحبتى الوحيده .
ثم رفعت عينيها إلى الحائط البشرى الذى يقف خلف الفتاه الصغيره الذى يحدثها قلبها عنها ولكنها تخشى التصديق نظرت لعادل وهى تقول
- نفذت وعدك يا عادل
أبتسم عادل وهز رأسه بنعم وهو يقول
- هو أنا عمرى خلفت وعد .
تقدمت من الفتاه وهى تشعر أن قدميها لم تعد تحملانها وهى تقول بصوت يسمع بصعوبه
- مهيره .... بنتى
كانت مهيره تتابع تلك المرأه وهى تحتضن زينب وكلماتها للسيد عادل .... وملامحها التى تعرفها جيداً قلبها يضرب بقوه داخل صدرها مع كل خطوه تقتربها تلك المرأه منها وخارت جميع قواها مع همستها بأسمها وتبعتها بكلمه ابنتى
واحتضانها لها بقوه
كانت مهيره لا تفهم حقاً ما تشعر به هل هى الأن فى حضن أمها الحضن الذى حلمت به كثيراً هل هى سعيده بوجودها بين يدين أمها بعد كل تلك السنين ام تتألم لرؤية أمها تعيش حياتها بعدها دون أن تشغل بالها بها .
كانت يديها ترتفع لتحتضنها هى الأخرى ولكنها توقفت فى الهواء ابتعدت مريم عن مهيره قليلاً وهى تقول
- أخيراً ... أخيراً يا بنتى أخيراً شفتك ومليت عينى منك قبل ما أموت ... اااااااه يا بنتى لو تعرفى أيه إللى حصلى أنا عارفه أنك زعلانه منى وحقك ... حقك يا بنتى بس لما تعرفى إللى حصلى هتعذرينى على كل حاجه تعالى ... تعالى
وامسكت يديها وسحبتها خلفها إلى الغرفه الوحيده بالبيت تحركت معها وهى تنظر لسفيان الذى شجعها بعينيه لكنه دون شعور منه تحرك خلفها بحركه لا اراديه فامسك عادل بيده وقال
- سيبهم لوحدهم .. كل واحده فيهم عندها كلام كتير ومينفعش يتقال قدام حد
نظر له سفيان طويلاً ثم هز رأسه بنعم فأشار له عادل أن يجلس حين دلفت إلى الشقه خديجه وبيدها صنيه تقديم كبيره ووضعتها على الطاوله حين وقف بجانبها عادل قائلاً
- اعرفكم خديجه مراتى ... ودى الست زينب إللى ربت مهيره بنت مريم وده الأستاذ سفيان جوز مهيره .
كانت نظرات سفيان كلها اندهاش إذا هو متزوج من امرائتان .... ولكنه أجل إصدار حكمه حتى تأتى صغيرته ووقتها لكل حادث حديث
حين دلفت مريم إلى الغرفه وخلفها مهيره سحبت يديها من حضن يد مريم وهو تقول
- اتفضلى قوليلى أيه السبب إللى خلاكى تسيبى بنتك وتمشى ... سمعينى اسبابك القهريه إللى خلتك تسيبينى علشان تتجوزى من غير ما تفكرى فيا أنا ولا لما طلعت عارجه لقيتى أنى مستهلش أكون بنتك .
تقدمت مريم خطوه واحده وامسكت يديها من جديد وقالت
- تعالى اقعدى وأنا هحكيلك كل حاجه يا بنتى وهرضى بحكمك .
جلست مهيره على أقرب كرسى وقلبها يؤلمها بشده تتمنى أن تلقى نفسها داخل أحضان أمها ترتوى من حنانها وعطفها
الذى حرمت منه عمرها كله جلست مريم أمامها وهى تقول
- بصى يا بنتى أنا اتجوزت ابوكى غصب عنى
حكت لها كيف تزوجها بالتهديد وكيف كان يعاملها ... كيف ضربها حتى كسرت قدم مهيره وهى داخل رحمها وتسبب لها بتلك العاهه طوال حياتها كيف كان سيقتل مهيره وكيف جعلها ترجوه أن يترك صغيرتها كيف طلقها ورماها وكيف كان يشكك فى نسبها له وكم ذهبت إليه لتترجاه وتقبل قدميه حتى يقبل أن تراها ولو من بعيد ولكنه كان دائماً يهينها ويخرجها من القصر بأكثر الطرق إهانه
أكملت أخر كلماتها وهى تبكى وتمسك بيد ابنتها كغريق يتعلق بآخر أمل له فى الحياه
- كنت بكلم زينب كل يوم أطمن عليكى وكانت ساعات بتسيب الخط مفتوح علشان أسمع صوتك وضحكتك .... كانت ديماً تجبلى صورك و أخبارك لحد ما عرفت أن ابوكى جوزك البودى جارد بتاعه كنت هموت كنت عايزه اجى اخطفك وأجرى بيكى لأبعد مكان بس زينب طمنتنى أنه بيحبك وأنك هتكونى سعيده معاه
كانت مهيره تستمع لكل ما تقوله أمها وهى لا تصدق هى تعرف جيداً بشاعه أبيها مما فعله هو معها ولكن كل ما سمعته الأن كثير جداً هو سبب عاهتها حاول قتلها دمرها لسنوات وسنوات بكت وبكت وارتمت على قدميها أمام أمها فضمتها مريم بقوه ظلت مهيره تقبل يد أمها بحب وشوق
وهى تقول
- آسفه يا أمى أنا آسفه آسفه على كل الوجع والألم ... آسفه ... أنا آسفه ..... أنا آسفه
ظلوا على جلستهم تلك لوقت طويل دون أن تشعر أى منهم بالوقت حتى استمعى لصوت طرقات على الباب ودخول عادل بنظرات حرجه قائلاً
- أحنى قلقنا عليكم وجوزك بره كان هيكلنى
أشارت له مريم أن يقترب حين وقفت مهيره على قدميها فقالت مريم
- أعرفك يا مهيره ده عادل ابن عمى وجوزى
نظرت مهيره لأمها بتركيز فغمزت لها أمها فبستط يدها لتسلم عليه وقال هو
-أنا سعيد جداً أنى شفتك يا مهيره ... تعرفى المفروض تكونى بنتى أنا ... بس هنقول أيه نصيب .
قالت مهيره بصوت متقطع من البكاء
- وياترى بقا ليا أخوات ولا أيه
اخفضت مريم رأسها حين قال عادل بصراحه
- أنا وولدتك كاتبين كتاب بس يعنى مراتى مع وقف التنفيذ .
اندهشت مهيره من كلامه ونظرت لأمها باندهاش فاخفضت مريم رأسها وهى تقول
- مكنش ينفع أعيش حياتى واتبسط وأنتِ بعيده عنى
جثت مهيره أمام والدتها من جديد وقبلت يديها وهى تقول
- وخلاص يا أمى أنا وأنتِ رجعنا لبعض عيشى واتبسطى وعوضى كل إللى فات
تكلم عادل حين لاحظ نظرات مريم الخجله قائلاً
- طيب خلينا نخرج للناس إللى بره ولا أيه
تحركوا جميعاً خارج الغرفه فوقف سفيان سريعاً ليتوجه إلى مالكة القلب فابتسمت له بحب وقالت
- شكراً سفيان شكراً على كل حاجه
أبتسم فى سعاده وقبل أعلى رأسها ثم أبتعد عنها لتتقابل عيناه مع عين مريم الباسمه
فقالت مهيره
- ده سفيان يا أمى جوزى .
تقدم سفيان منها وقبل يديها وهو يقول
- ازى حضرتك سعيد أنى اتعرفت عليكى .
ربتت مريم على رأسه وقالت
- وأنا كمان يا ابنى ... خلى بالك على مهيره .
اخفض رأسه وقال
- فى عيونى
تكلمت خديجه لتقطع تلك اللحظه العائليه وهى تقول
- تعالوا يا جماعه اشربوا العصير .
نظرت مهيره لأمها باستفهام فقالت مريم بصوت هادئ
- دى تبقا خديجه مرات عادل .
كانت الكلمات كالسياط على قلب مهيره وهى تنظر لأمها باندهاش
فقالت مريم بصوت خفيض
- هبقا أفهمك كل حاجه
حين اقتربت منهم خديجه وهى تقف أمام مهيره قائله
- نورتى بيت والدتك يا مهيره
إجابتها مهيره قائله
- شكراً لحضرتك .
وجلس الجميع فى جلسه عائليه صغيره يملئها الحب حين مال عادل على أذن مريم قائلاً بصوت لا يسمعه أحد غيرها
- نفذت وعدى وجمعتك ببنتك ... وكمان خديجه موافقه تكونى زوجه حقيقيه ليا .... يا ترى هترضى عنى بقا ولا لسه هفضل اتعذب
البارت السابع والعشرون من هنا هنا
تعليقات
إرسال تعليق