القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جاريتي البارت 20بقلم سارة مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله

جاريتي

الفصل العشرون


كانت عائده من عملها مرهقه فاليوم قامت بعمل إضافى حتى تستطيع الذهاب مع والدتها إلى جلسة غسيل الكلى .... رغم تفهم مديرها ... ولكن لم ترد أن تكون مقصره فى أى شىء ... هى تتقاضى أجراً كبيراً وفى الحقيقه ذلك الأجر يساعدها كثيراً وهى ليست على إستعداد لخسارته .... كادت أن تصل إلى البيت حين سمعت صوته البغيض من خلفها

وقفت مكانها ترتعش خوفاً ولكنها لم تظهر ذلك على ملامحها

وقف أمامها ينظر إليها بشر وضحكه سمجه ..... وقال

- يا أهلاً يا أهلاً بست الحسن و الجمال .... راجعه متأخره ليه يا مزه .. مش معادك ده ... ولا أنتِ بتتسرمحى بعد الشغل

كان قلبها ينتفض بداخل صدرها خوفاً ولكنها أجابته بصوت ثابت نسبياً

- ميخصكش .

ليقترب منها حتى لفحت وجهها أنفاسه الكريهه قائلاً

- يخصنى ونص .. ولا أنتِ نسيتى

قال الأخيره بحركه موحيه وأشاره من عينه لكتفها .

شعرت وكأنها فى ذلك اليوم ... وكل ما حدث فيه يتكرر من جديد ..نظرت إليه وقالت

- أوعى تكون فاكر أنى هخاف منك .... أنا مبقاش عندى حاجه أخسرها وممكن أقتلك أنت فاهم ... أبعد عنى أحسنلك .

وغادرت سريعاً قبل أن تفقد شجاعتها وتبكى خوفاً حتى عبرت باب البيت لتغلقه بقوه وتستند عليه تبكى ... تريد أن لا يلاحظ أحد عليها أى شىء ... فلن يزيدهم هذا إلا ألماً .... وكان هو يتابعها بعينيه وهو يتأمل كل انش فى جسدها ويتوعدها بداخله .... وعينه تخترق مفاتنها الذى يشتهيها ويتمنى أن يمتلكها بين يديه .... قال بصوت خفيض

- قريب اووى ... هجيبك زحفه وتبوسى جزمتى وتتمسحى فى رجلى زى القطط

كان ذلك الواقف بعيد يتابع ما يحدث دون فهم لأول مره يرى مكان كهذا .... منطقه شعبيه بسيطه للغايه .. بيوتها متراصه بجانب بعضها ... ومتقابله بشكل قريب جداً .... الأطفال تملئ ذلك الشارع الضيق بين البيوت ... وبعض السيدات تجلس على أبواب هذه البيوت تعمل شىء ما هو لم يرى جيداً ... ولكن هناك سر كبير لدى تلك التى خطفت قلبه


كان يجلس مع السيده نوال وجودى .. و أواب لتناول وجبة الإفطار بعد إصرار نوال وجودى على بقاء أواب معهم بالبيت حتى زفافهم ... بدلا من حياة الفنادق الغير مستقره

نظر إلى نوال وقال

- على فكره أنا أتصلت بابنك علشان أستأذن يعنى قبل ما اجى بس هو مردش عليا ... عامل فيها عريس

لتنظر له نوال بطرف عينيها وهى تقول

- ايوه عريس طبعاً ... وأحلى عريس فى الدنيا ... ربنا يسعدهم ... وبعدين أنت عايز إذن ليه ما أنا موجوده يا واد ولا أنا مش ماليه عينك .

ليقبل يدها وهو يقول

- ده أنتِ تملى عين التخين ... وأنتِ الخير والبركه .. بس الأصول أصول يا نونو .

لتضحك وهى تقول

- لا يا حبيبى وأنت سيد من يعرف فى الأصول

لتضحك جودى ويشاركها أواب الضحك حين قالت

- تعالى نسيب عواجيز الفرح دول مع بعض .. وندخل أحنا جوه نكمل لعب .

لتغادر وهى تغمز لحذيفه جعلته يستشيط غضباً وقال

- شايفه يا نونو عمايل بنتك ... ديماً كده ركنانى على الرف ... طيب تعتبرنى أواب وتلعب معايا ... أنا عايز ألعب عريس وعروسه يا نونو بقا تعبت .

لتضحك نوال بصوت عالى وهى تقول

- يا ابنى أعقل أنت دكتور جامعى ... خليك وقور واهدى كده مينفعش

لينظر لها بشر وهو يقول

- جوزينى يا نوال

لتقول بتقرير

- خلص شقتك بسرعه

ليقف سريعاً قائلاً

- أسبوع وتكون خلصانه

لتضرب كف بكف وهى تقول

- لا حول ولا قوه إلا بالله يا ابنى أسبوع أيه بس ...

نظرت له ثم قالت

- خلص الشقه وتتجوز بعدها بأسبوع ماشى .


جالس يفكر فيها حين رآها اليوم بعد أن غادر مكتب صديقه كانت تتحدث فى الهاتف وتبتسم وتقطب جبينها. . وتضحك شعر بشعور غريب أراد أن يعرف من ذلك الشخص التى تحدثه هل من الممكن أن تكون مرتبطة ... اقترب بهدوء ووقف خلفها ليسمعها تقول

- وبعدين معاك بقا يا أبو حميد ... هى الست أمينه تضايقك ترخم عليا أنا .... وبعدين يا سى السيد فين سلطاتك

لتضحك بعدها وهى تقول

- خلاص أنا هكلمها ... بس كده بقا ممكن هى تقولك لم هدومك وعلى أمك

لتضحك مره أخرى وهى تقول

- خلاص خلاص .. متزعلش كده .... أنت حبيبى يا أبو حميد .

صمتت لثوانى ثم قالت

- الله يرحمه .. لأ طبعاً فاكره يا بابا وقراءت له الفاتحه

بعد ثوانى قالت

- أنت عارف اليوم ده ماما بتكون عصبيه جداً .. خلينا نستحملها .. وأنا هكلمها واخليها تقلب عليا أنا

لتضحك بصوت عالى وهى تقول بمرح

- لا داعى للمدح دعونا نعمل فى صمت .

كان يستمع إليها باندهاش .. كم هى مرحه .. ولكن من الواضح أن اليوم ذكرى وفاة شخص من أقاربها .... ولكن من هو يا ترى ... ولكنه أبتسم لعلاقتها بوالدها ... فيبدوا أنها مقربه منهم بشده

أنتبه لها عائده إلى مكتبها فاختبئ جيداً حتى لا تراه ... هو يريد أن يختفى عن عينيها تلك الأيام حتى ينتهى من كل شىء .... وليرى وقتها ما هو رد فعلها على عملها معه .


جالسه فى غرفتها تتذكر ما حدث معها منذ أكثر من سنتين ... كانت عائده من عملها الجديد ... حين سرقت حقيبة يدها لتصرخ بصوت عالى مستنجده بأى شخص وبعد عدة دقائق كانت فقدت الثقه فى أن يكون أحد لحقه .


و بدأت فى التحرك لتعود إلى بيتها لتسمع صوت من خلفها يلهث وهو ينادى

- يا آنسه .. يا آنسه .

لتقف تنظر إلى الخلف فوجدت شاب بملابس بسيطه وقف أمامها يلهث وقال

- اتفضلى شنطتك

لتمسك الشنطه بسعاده وقالت

- أنا متشكره اووووى ... تعبتك

فابتسم لها وغادرت سريعاً

أغمضت عينيها وهى تفكر ليتنى لم أنتظر ... ليتنى لم ألتقى به لتضع يدها على كتفها وهى تبكى قهراً .... وخوفاً


جالسه على البحر تنظر إليه بسعاده وأصابع يدها تداعب خصلات شعره الناعمه ... ظل الصمت بينهم هى تنظر للبحر وهو ينظر إليها

حتى قالت بهدوء وبصوت يسكنه الألم

- تعرف أن عمرى ما شفت البحر ... كان ديماً بابا مشغول وبعيد عنى .. ده غير كل الأحداث إللى حصلت واللى أنت طبعاً عارفها .... كنت ديماً بحلم أشوفه وأقعد قدامه

حاول أن يغير تفكيرها وقال

- ده أنا قولت أكيد حسيتى بالملل ... وكنت هقولك نروح مكان تانى ... هنا مفيش غير أنا والبحر

لتنظر له وهى تقول بحب أسعده جداً ولمس قلبه

- وأنا مش محتاجه أكتر من من كده .. لأن فى الأساس أنت لوحدك كفايه .

ليقف سريعاً ثم حملها بين ذراعيه وقال

- طيب تعالى لما أخد كفايتى أنا كمان .

لتضحك بصوت عالى وهى تلف ذراعيها حول رقبته قائله

- وأنا تحت أمرك .... بس أنا كمان محتاجه أخد كفايتى

ليضحك بصوت عالى وهو يغلق باب الشاليه بقدمه وقال

- حبيبتى تأمر وأنا عليا أنفذ .. أنا أطول أوصل مولاتى للأكتفاء ..... ده أنا أتمنى ... ويكون يوم سعدى وهنايا

ووضعها على السرير وبدء فى مرحلة التقبيل من قدميها مروراً بيدها رقبتها حتى وصل إلى شفتيها ليقول

- تسمحلى مولاتى .

لتجيبه قائله

- مش مسموح لغيرك .

و غرق معها وأغرقها فى بحر عشقه الغير منتهى .


كانت زهره جالسه أمامه فى غرفتهم بالفندق التى حجزه لهم جواد .... تقطع بعض الفاكهه و هى تقول

- أنا لو كنت مسكتها كنت قطعتها زى الفاكهه دى البت البجحه عماله تبصلك وأنا قاعده جمبك ولا عملالى حساب ... لأ وكمان أيه جايه بكل بجاحه تكلمك قال أيه بتسأل على الساعه .... لا وأنت زعلان منى أنى جبتها من شعرها .. ده أنا كان المفروض أرميها فى البحر .

كان يضحك مع كل كلمه تقولها ... وعند قولها الأخير لم يتمالك نفسه ليضحك بصوت عالى وهو يقول

- يا مجنونه هو أنا أصلاً كنت شايفها .... وبعدين أنت بتغيرى عليا اووى ... يمكن فاهمه الحكايه غلط .

لتمسكه من ملابسه وهى تقول بشر

- أغير ليه أنا أغير على حاجه بحبها وهى مش بتاعتى ... لكن أنت بتاعى ملكى ... بأسمى .. وإللى تقرب من أملاكى انسفها .. مفهوم

ليضحك مره أخرى وهو يقول

- أنتِ عنيفه اووى يا حبيبتى .... أهدى يا حبى أهدى ... أنا ملكك .. وبتاعك ..وتحت أمرك كمان لتجلس مكانها من جديد بعد أن تركت ملابسه وقالت

- أنا لو عليا عايزه انقبك ... بس بقول سيبى الناس تشوف بديع صنع الله .. ويقولوا سبحان الله

ليضرب جانب رأسها وهو يقول

- متنزلى صورتى على الفيس وقولى لو عجبتك أضغط ليك وقول سبحان الله ..... او اشحتى بيا .

لتقول له بهدوء

- بقا معقول القمر ده يتشحت بيه .... وبعدين مين قالك أنى كل لما أشوفك ما بقولش سبحان الله ... يا ابنى أنت من بديع الخالق ... متجيب بوسه .

ليضحك بصوت عالى وهو يقول

- لأ ممكن تخدينى كلى

لتمسك يده وهى تقول

- والله فكره ... تعال تعال ...هحيلك حدوته .


عادت مهيره وسفيان إلى بيتهم بعد قضاء أسبوع من العسل مع وعد بتكرار ذلك قريباً جداً ومفاجئه كبيره .... عادت بسبب قدوم أخيها ورغبتها فى الإنتهاء من كل الأمور المعلقه

كانت جالسه بحضن السيدة نوال وهى تبتسم فى سعاده

كانت السيده نوال تستمع إلى مزحات سفيان مع جودى لترى بعين قلبها مدى سعادة ابنها ... لتشعر بالراحة مالت على مهيره تسألها

- طمنينى عليكى يا حبيبتى

لترفع مهيره عينيها إليها وعلى وجهها إبتسامة سعاده وقالت

- أطمنى عليا أنا كويسه جداً ... بس الأهم تسأليه هو ... ياترى هو مبسوط ولا لأ .

لتنظر لها نوال بحنان ... مازالت مهيره تشعر بعدم الثقه وربتت على كتفها وهى تقول

- بصيله وأنت تعرفى .... اسمعى ضحكته ... ولمعه عينيه ... شوفى نظراته ليكى كل دقيقه ... ابنى سعيد جداً .


جلس أمام أخته ينظر لها بتمعن حين قال

- طمنينى عليكى ... أخبارك أنتِ و حذيفه أيه

لتبتسم بخجل وهى تقول

- حذيفه طلع بيحبنى يا أبيه ... أنا مكنتش مصدقاك ... كنت بشوف تصرفاته وأفكر فى كلامك وأفضل أقول أنك غلطان ... هو عمره ما حبنى ... بس دلوقتى صدقتك ... سفيان حذيفه مش بس بيحبنى ده مجنون بيا

ليضربها على رأسها وهو يقول

- يا بت احترمى أن أنا اخوكى الكبير ... طيب اتكسفى ... ولا خلى خدودك تحمر

لتبتسم بخجل وهى تقول

- يا أبيه أنت مش بس أخويا ... أنت صاحبى وأبويا وكل ما ليا

ليضمها إلى صدره بقوه وهو يقول

- فعلاً أنتِ بنتى وأختى وصحبتى ... وأنا فرحان جداً أنكم سعدا مع بعض .... وهو لو بس فكر يزعلك .. هزعله على نفسه اووى .


كانت تلملم أغراضها حتى ترحل فى نفس اللحظه الذى خرج فيها أيمن من مكتبه ظل ينظر إليها طويلاً ثم قال

- أنا بكره مسافر .... ومش عارف هرجع السبت ولا لأ ... فى جميع الأحوال هنكون على تليفونات

ظلت تنظر إليه بعض الوقت تحاول تجميع عقلها .. هى الأن تشعر بالخوف .. أصبح عاده يوميه أن تراه وأن يعترض طريقها بعد خروجه من السجن ... تشعر بالرعب .. لم تستطيع أخبار والدها ... فماذا سيفعل لها بحالته تلك غير أنه سيشعر بالعجز

كان ينظر إليها ويرى تعابير وجهها التى تتغير كل لحظه وأخرى ... هو يراقبها طوال ذلك الأسبوع ليس لشئ سوى احساسه بخوفها من ذلك الرجل الذى يوقفها كل يوم أسفل منزلها لا يفعل شىء سوى التحدث لبضع ثوان ثم تغادر سريعاً ... فرقع بأصابعه أمام وجهها لتنظر له بنظره استغاثه اختفت سريعاً وهى تقول

- حاضر ... حاضر

زاد أحساسه بأن هناك شىء ما .. وشئ خطير .... فاقترب منها وقال

- فى أيه يا ملك مالك ... فى حاجه حصلت

لتهز رأسها بلا .. وعيناها تقول نعم

ليقول بهدوء

- ملك متخافيش منى ... قوليلى لو فى حاجه وصدقينى هكون قد المسؤليه ...

ظلت تنظر إليه لبعض الوقت ثم قالت

- مفيش حاجه يا باشمهندس كل حاجه كويسه .

وغادرت مباشراً دون كلمه أخرى .

خرج خلفها و سار خلفها حتى وجد ذلك الشخص يقترب منها

حاول الاقتراب قدر الإمكان حتى يسمع ما يقوله لها ...وقف بجانب حائط البيت اللذين يقفون أمامه ليسمعه يقول لها

- أهلاً بست البنات

نظرت له بصمت لثوانى ثم قالت

- هو أنا مش هخلص بقا من ظهورك فى وشى كل شويه ... عايز أيه يا حسان

ليحك رأسه وهو يزوم وكأنه يفكر وقال

- يمكن عايز أشوف طلتك البهيه .... او ممكن لسه بحبك وعندى إستعداد أسامحك على إللى فات

لتقول له بعصبيه

- أنت إللى تسامحنى ... بعد مارمتنى بماية نار ... أنت إللى المفروض تسامح .

صمتت لثوانى ثم قالت

- وبعدين مين قالك أنى ممكن أرجع لك .

ليضحك بصوت عالى وهو يقول

- ده على أساس مين إللى هيقفلى .. ابوكى العاجز ولا أمك إللى بتموت كل يوم من غسيل الكلى .

اقترب منها خطوه وقال بشر

- أنا صابر عليكى ومطول بالى .... لكن لو صبرى نفد مش جسمك إللى هيتشوه ... هخليكى متسويش حاجه فى سوق الحريم ... وهخليكى تكرهى نفسك .. ومتفكريش تخرجى من البيت .

وغادر هو تلك المره ... بعد أن بث الرعب بداخل تلك الواقفه ترتجف كالأطفال

كان مصدوم مما يسمع ... ما هذا ... من ذلك الشخص .. وكيف ألقى عليها الأسيد .... وأين ... ولماذا هى صامته الأن ... كل تلك الأسئله وأكثر تدور بداخل رأسه لينتبه منها ليجد مكان وقوفها خالى .

غادر سريعاً وعقله يعمل فى كل الاتجاهات يحاول حل كل تلك المعادلات برأسه ...


وكانت هى خائفه حد الرعب ... لا تجد أحد لتفيض له بمكنون نفسها وتلقى إليه بكل ذلك الحمل الكبير ... لا تجد من يقف بجانبها يساعدها ويحميها عادت إلى ما حدث من سنتين بعد أن أعاد لها الحقيبه ..... كانت كل يوم تراه فى ذلك الشارع يقف بجانب محل كبير لبيع مستلزمات المطبخ كانت تظن فى بادئ الأمر أنه يعمل به .. وكانت هى تعمل فى شركه صغيره ..... وفى إحدى المرات وقف أمامها وقال

- إزيك يا ست البنات .. يارب تكونى بخير .

لتبتسم بخجل وهى تقول

- الحمد لله ... خير فى حاجه

لينظر حوله ثم نظر إليها وهو يقول

- شكلك مش فكرانى .. أنا إللى لحقت الحرامى ورجعتلك شنتطتك

لتهز رأسها بنعم وهى تقول

- ايوه أفتكرت ... شكراً مره تانيه يا...

- حسان .. أسمى حسان عوض .

لتقول بخحل وهى تحاول إنهاء الحوار

- شكراً يا أستاذ حسان ... عن اذنك علشان أتأخرت

ليقف جانباً وهو يقول

- آسف يا ست البنات ... اتفضلى وفى رعايه الله

لتغادره وعلى وجهها إبتسامه خجله وسعيده

فاقت من ذكرياتها على صوت أمها تنادينا ... لتمسح وجهها الغارق بالدموع وتخرج إليها


كان يقف فى وسط مقر شركته الجديده بعد أن قام بتأجيرها وقام بفرشها بما يليق ... وعمل إعلان فى الصحف ... وقام بكل الإجراءات اللازمه وتعين بعض الأفراد


جلس على الكرسى الخاص به خلف مكتبه وهو يتذكر حين طلب من صديقه أن يستدعى فرح ويخبرها بما اتفقا عليه

حين دلفت إلى الغرفه لم تلاحظ وجوده وجلست تستمع إلى كلمات أيمن ويظهر على ملامحها الاندهاش مع كل كلمه حتى وصل إلى أسمه وأشار إليه

لتقف هى سريعاً وهى تنظر إليه بفزع .. خوف .. رعب .. لم يحدد ما هى تلك النظره التى كانت تنظر له بها .. او ربما كانت نظرة اندهاش واستفهام ... فملامحها الساخره على الدوام .. حتى فى أكثر المواقف جديه لا يستطيع الأن تحديد هوية شعورها ولكن كلماتها أوضحت رفضها للفكره .. وهى تقول

- ايوه يا باشمهندس بس أنا محاسبه مش سكرتيره .

ممكن ملك تقوم بالدور ده

ليقول أيمن بعصبيه لم يفهمها زين

- لأ طبعاً إزاى يعنى .. ملك هتبقا سكرتيره فى شركتين صعب جداً

نظر إلى زين نظره قاتله وهو يقول

- وده وضع مؤقت بس لحد ما الشركه تقف على رجليها .. والموضوع هيكون سهل يعنى هتقومى بالى انت تعرفيه المحاسبه وتنظيم مواعيد زين والشركه .. وأنا عارف أنك قدها

- كانت تشعر بالسعاده من داخلها .. ها هى الفرصه تأتى إليها دون تعب أن تكون بجواره طوال الوقت ... ولكن ما كان يشغلها حقاً لماذا هى بالتحديد وترجمت ذلك بسؤالها

- بس هو اشمعنا أنا ؟

ليجيبها أيمن بهدوء

- لأنى عارفك كويس يا فرح أمينه .. وبتحبى شغلك ... وأكيد هتساعدى زين بكل طاقتك .

أبتسم زين لقدرة صديقه على إقناع أى شخص بالموافقة على ما يريد .ليستمع بالفعل لموافقتها

وقف هو أمامها ومد يده وهو يقول بطريقه غير مريحه

- ان شاء الله ترتاحى معايا على الآخر

شعرت وقتها فرح أنها سقطت فى فخ ما ولكنها لم تدرك بعد ما هو ... ولكنها الأن تشعر بالخوف حقاً ... وتريد أن تتراجع ولكنها كانت تبتسم له وهى من داخلها تقول « يا ماما »

كان حقاً يبتسم أن حتى ذكراها يجعله يبتسم .. هو الأن لم يعد يهتم بانتقام .. وأى إنتقام هذا ولماذا ... هو يريد تلك الغريبه أن تكون بجواره أن يراها عن قرب .. يكتشف من هى ... ولماذا هى دائماً ساخره ومرحه ... رغم أدبها والتزامها .. ولكنها فى أشد المواقف صعوبه تبتسم ... يريد أن يعرف كل شئ عن حياتها خاصه بعد محادثتها مع والدها ... من ذلك الشخص الذى توفى .. ويجعل والدها ووالدتها فى حاجه لمشوره منها ... ولماذا كانت تبكى وقتها ولكن صوتها كان ضاحكاً ... أنها فتاة المتناقضات .. يوجد بها كل شىء وعكسه ... هو يريد أكتشافها ... هو يريدها وكفا .


وصل أيمن بيت أخته التى رحبت به بسعاده فائقه .... وكان هو يشعر بسعاده مماثله كم

هو جميل ذلك الأحساس رغم أنه عاش عمره كله مع أخت .. ولكن دائماً والده كان يضع بينهم حدود فلم يكونا صديقين.. ولم يجلس ويتحدث معها بحريه وانفتاح كما حدث مع مهيره ... لم يكن يستطيع أحتضانها او تقبيلها كأى أخوه ... ولذلك كل هذا مميز جداً لديه

كان الجميع مجتمع لديها .. أمها وزوجها ...الذى أكتشف أنها حامل وسعد كثيراً لسعاده مهيره بالخبر .. وأيضاً السيده نوال ... تلك السيده كم يحبها وأيضاً جودى وخطيبها وابنه ... ذلك الطفل المميز الذى يشعر معه أنه فى قطعه من الجنه ببراءته وشفافيته .. ومرحه ... وأيضاً يشعر معه أنه يجلس مع رجل كبير بالغ .... أنها حقاً عائله مميزه .

وقفت مهيره أمامه وقالت

- تعالى معايا عايزه أتكلم معاك فى حاجه مهمه

ذهب خلفها ليجد نفسه فى غرفه نوم غايه فى الرقه و الجمال ... ابتسم لها وهو يقول

- سفيان مدلعك على الآخر .

لتبتسم هى الأخرى وقالت وهى تجلس على طرف السرير

- سفيان ده هديه ربنا ليا ... ربنا يخليهولى

ليأمن خلفها ثم قال

- خير يا مهيره كنت عايزه أيه

ظلت تفرك يديها بتوتر ليتقدم ويقف أمامها ثم جثى على ركبتيه وأمسك يدها وقال

- قلقتينى فى أيه ؟

لتقول مباشراً

- شركه بابا والقصر

شعر بالبلاهه للحظه ثم قال

- مالهم ؟

لتقول وهى تنظر له بحيره


- هنعمل فيهم أيه ؟

أخفض رأسه وهو يتذكر وقت دخوله إلى الشركه لأول مره مع الشهاوى ... وآخر مره بعد ما حقق انتقامه من راجى وقام بنقل كل ملكية الكاشف والشهاوى بأسمه

وذهب إلى هناك ليجد الشهاوى يجلس على كرسى والده بتكبر ظل أيمن ينظر إليه ثم قال بصوت جهورى

- أنت بتعمل أيه هنا يا شهاوى

لينظر له الشهاوى بغضب ثم قال

- أنت إزاى يا حيوان أنت تتكلم معايا أنا بالطريقه دى أنت متعرفش أنا مين

ليقترب أيمن من المكتب وهو يقول بحقد وكره واضح


- أنت قذر يا شهاوى قذر ....و النهارده نهايتك

لينظر له الشهاوى بغضب وهو يقف على قدميه يقول بعظمه

- أنت مين علشان تكلمنى أنا بالشكل ده أنت مجرد أداه بتحكم بيها بفلوسى .

ليضحك أيمن بصوت عالى وهو يقول

- أنت إللى مين .... أنا مالك مجموعة الكاشف ... وكمان مالك مجموعة الشهاوى

واقترب منه ليقول فى أذنه

- وأنت ولا حاجه

ثم يضغط زر جانبى

ليحضر أمن المجموعه و يمسكون بالشهاوى

نظر أيمن له بأنتصار وهو يجلس على الكرسى الفخم خلف المكتب وقال

- أرموه بره

ليسحب رجال الأمن الشهاوى إلى الخارج بصوره مهينه وهو يقول بصوت عالى

- كل ده بتاعى ..كله بأسمى ... أنا الشهاوى مفيش حد يقدر يقف قصادى .

كان يستمع إلى صوته وهو يبتعد ويخفض ثم وقف لينظر من النافذه الزجاجية الكبيره إلى الشارع الكبير ... وهو يشعر الأن أنه قد أخذ بثأره كاملاً .

عاد من أفكاره على صوت مهيره تقول

- أنت عارف أنا عمرى مااشتغلت .. وسفيان ملوش فى شغل بابا ... وبصراحه أنت أولى بكل دول .. أنت اتحرمت من كل ده طول سنين عمرك .

ليبتسم لها .. كم هى بريئه وطاهره من الداخل

أمسك يدها ليقبلها وهو يقول

- بصى أنا عندى شركتى إللى بصراحه مش هقدر أسيبها أنا بنتها بتعب وجهد .. لو أنتِ موافقه نبيع الشركه والفلوس تتوزع علينا بالشرع ... والقصر ده بتاعك أعملى فيه إللى أنتِ عيزاه

لتجيبه بعد ثوانى من التفكير

- أنا معنديش مشكله فى بيع المجموعه بس القصر أنت ليك نصيب فيه ...ولازم

ليضع يده على فمها يسكتها وهو يقول

- القصر بتاعك وأنا هتنازلك عن نصيبى فيه ومش عايز جدال فى الموضوع ده .. والمجموعه أنا هتصرف وأشوف شارى كويس

وانحنى يقبل يدها مره أخرى حين دلف سفيان إلى الغرفه ليرى ذلك المشهد ليقترب سريعاً منهم ويمسك أيمن من ملابسه خلف رأسه ...وهو يقول

- أنت بتعمل أيه مع مراتى فى أوضة النوم .

ليضحك أيمن بصوت عالى وهو يقول

- أيه المسكه دى يا سفيان أنت ماسك حرامى .. وبعدين دى أختى يا جدع

لتشهق مهيره بصوت عالى وهى تقول

- فى أيه بس.. سفيان أنت ماسكه كده ليه

ليقول لهم بغضب مصتنع

- هو أنتوا لسه شفتوا حاجه .. شرفى .. ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى

ليقول أيمن سريعاً

- فى أيه بس يا معلم حنفى .. دى أختى يا ابنى .. أهدى يا ابن حميدو .

لتضحك مهيره بصوت عالى .. كم هى سعيده الأن ولا تتمنى شىء آخر ليترك سفيان ملابس أيمن وهو يقول

- خلاص تنزل المر دى علشان بس مهيره ضحكت ....

وضرب كتف أيمن بقوه ليتاوه بشده وهو يقول

- بس لو اتكررت تانى متلومش غير نفسك .

وأمسك مهيره من كتفها وقال

- يلا يا حياتى كلهم بيسألوا عليكى بره .

تكملة الروايه 21من هنا



 

تعليقات

التنقل السريع