القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جاريتي الجزء الثاني البارت 32_33بقلم سارة مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله

الفصل الثانى والثلاثون
جاريتي

البارت 32_33


كان يستمع إلى كلمات خديجه بتركيز شديد واهتمام أن ما تقوله عن ولده يقلق ... يعلم أن فرق السن بينه وبين أبنائه كبير ولكن هذه إرادة الله .... صمتت تنظر إليه ليتنهد بصوت عالى واعتدل فى جلسته يفكر .... وهو يذكر الله حتى يهتدى للصواب
أقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وقالت
- مريم قالت أنك تتكلم معاه الأول ... ولو حسيت أن فى مشكله كبيره نشوف دكتور أمراض نفسيه للأطفال
ظل ينظر إليها قليلاً ثم هز رأسه بنعم .
وقف على قدميه وخرج من الغرفه ... طرق باب غرفة محمود وسمع صوته ياذن له بالدخول
ففتح الباب ليقف محمود سريعاً قائلاً بأدب
- بابا ... حضرتك مش محتاج تستأذن علشان تدخل .
ليبتسم له عادل وهو يقول
- كل واحد فينا لازم يحترم خصوصية إللى حواليه وهو صحيح أنت ابنى بس لازم أحترم خصوصيتك .
ليبتسم محمود ويجلس بجانب والده الذى جلس على طرف السرير .
نظر عادل إلى ولده طويلاً ثم قال
- طمنى عليك يا حبيبى
ليبتسم الشاب الصغير وهو يقول
- الحمد لله يا بابا أنا كويس .
ليهز عادل رأسه بنعم ثم قال
- كنت عايزك معايا فى مشوار ممكن .
ليقول محمود سريعاً
- طبعاً يا بابا تحت أمرك
ليربت عادل على كتف صغيره وهو يقول
- ده مش أمر يا محمود ده طلب وممكن ترفض
ليهز الشاب الصغير رأسه وهو يقول
- لأ يا بابا حضرتك تطلب وأنا أنفذ ... وتأمر ويبقى على رقبتى .
ليضم عادل ابنه بقوه وهو يقول
- أنا محتاج أتكلم معاك كتير ... بكره تكون جاهز على الساعه خامسه
ليهز الصغير رأسه بنعم
خرج من غرفة ابنه وهو يشعر أن ولده قد كبر ولابد من أن يصادقه ويتقرب منه

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مر اليوم عليه بقلق وخديجه أيضاً كانت تشعر بالخوف خرج عادل صباحا ومر على مريم ليطمئن عليها ويرى وجهة نظرها فى الموضوع فهى خارج القصه وممكن أن تكون لها تصور يفيده فى التعامل ... فبعد كلام خديجه معه أمس عن خوفها أن تكون هى سبب تلك الحاله لدى محمود ... فهو بطبعه حساس وقريب منها ... ومن الممكن أن يكون قد لاحظ حالاتها فى بعض الأحيان التى كانت تشعر فيها بالغيره ... ولحظات غضبها منه ومن مريم
جالس أمامها يحمل الهم أقتربت منه وقالت
- متقلقش يا عادل ... الحل فى إيدك أنت وخديجه ... محمود مبقاش صغير .. وسهل يفهم وكل الأمور تتوضحله .. ولو مقدرتوش فى داكاتره أمراض نفسيه أطفال يقدروا يسعدونا
تنهد بصوت عالى ثم قال
- أنا خايف بجد يا مريم ... مش عايز أكون سبب فى دمار نفسية ولادى .... بجد خايف
تنهدت بصوت عالى ثم قالت
- لو أنا أزمة محمود معنديش مشكله
ليقاطعها قائلاً
- متكمليش يا مريم لا أنا ولا أنتِ غلطنا .. أحنا كنا حلم زمان إللى كان مكتوب أنه يتحقق يمكن ظلمت خديجه بس كمان أنا أديتها فرصة الأختيار ... لكن يا مريم أنا مكنش ينفع متجوزكيش .
صمت لثوانى ثم قال
- النهارده هتكلم معاه ونشوف أيه المشكله بالظبط

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

خرجت من المطبخ تشعر بالغرابه والاندهاش من سيأتى إليهم فى ذلك الوقت وضعت حجابها فوق رأسها على بجامتها المحتشمه وفتحت الباب ليزداد اندهاشها وهى تجد أيمن يقف مستند على باب البيت بأبتسامته التى تخطف قلبها ويرفع كيس كبير أمامها لتنظر له باندهاش فقال بهدوء
- نفسى أفطر معاكم ... فجبت فول وطعميه وبتنجان مخلل أيه يستهلوا بوقك
وضع أصبعه على كتفها ونحاها جانبا وهو يدلف لداخل الشقه قائلاً
- بابا وماما صحيوا ولا لسه
كل هذا وهى واقفه عند الباب تنظر له بزهول جلس على كرسى طاولة الطعام وهو ينظر إليها بأبتسامه مشاغبه اقتربت منه وهى على زوهولها وجلست أمامه قائله
- هو أنت هنا بجد ... وجايب فول وطعميه وبتنجان مخلل أنا بتخيل صح
ليقرص طرف أصبعها لتصرخ صرخه صغيره وهى تمسك أصبعها ليضحك بصوت عالى ثم قال
- يلا قومى صحى بابا وماما علشان نفطر سوى .
وقفت سريعاً وهى على نفس زهولها
خرج والدها ليرحب به بأبتسامه مرحبه وهو يقول
- صباح الخير يا ابنى .. وحشتنى والله
ليقف أيمن سريعاً مرحباً به وجلس من جديد وهو يقول
- وأنتم كمان .. علشان كده ازعجتكم وجيت بدرى علشان أفطر معاكم
كانت الجلسه مرحه وحميميه جداً .. كان أيمن يتعامل بطبيعته وبطريقه مريحه جداً لملك .. كان يأكل بشهيه كبيره لم تشعر وهو يأكل من ذلك الأكل الشعبى أنه رجل غنى ولديه ملايين.
كان يتابع نظراتها له ولكنه كان يتعامل بهدوء وتريث
وهو قد شعر بأنه اقترب خطوه منها بتلك الحركه .. شكر السيد خالد بداخله بشده

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جالس أمامه ينظر إليه بحب ابوى خالص واهتمام كبير
كان الشاب الصغير يشرب العصير وهو ينظر حوله يتأمل سفح النيل الجميل فقال عادل بهدوء كبدايه حديث
- طمنى عليك يا محمود أنت وأخواتك عاملين أيه
ليبتسم محمود وهو يقول
- أنا خلصت كل الكتب إللى حضرتك جبتهالى .. كمان رسمت كام رسمه كده عايز أخد رأى حضرتك فيهم
ليقول عادل بفخر
- هتكون مهندس ممتاز يا محمود .
ليخفض الصغير رأسه بخجل ثم أكمل قائلاً
- محمد ملتزم فى تمارينه وشكله كده ناوى على البطوله السنادى
أما مريم بقى فا شكلها كده هتبقى فنانه تشكيليه عظيمه .
ليبتسم عادل وصمت الصغير فقال عادل باستفهام
- كمل
ليرفع محمود كتفيه قائلاً
- خلاص يا بابا .. هقول أيه تانى
ليقول عادل بهدوء
- طيب وأختك الصغيره متكلمتش عنها ليه ولا أنت مش حاسس أنها أختك
ليتوتر الصغير قليلاً ثم قال
- لا يا بابا أختى طبعاً بس هى لسه صغيره يعنى مفيش حاجه أقولها عليها
ليضع عادل يده على الطاوله وهو يقول
- أنت مش بتحب خديجه الصغيره يا محمود
ظل الشاب الصغير ينظر لوالده ثم قال
- أنا يا بابا بحبها وهى أختى الصغيره بس ... بس
ليقول عادل بهدوء
- بس أيه يا محمود
ليقول الصغير
- يا بابا أنا مش فاهم حضرتك أتجوزت على ماما ليه .. ليه يكون ليك زوجه تانيه ويكون ليا أخت من الأب بس .
هز عادل رأسه وقال
- بص يا محمود أنت راجل وهتفهم إللى هقوله .. جوازى من مريم مش تقليل من مامتك فى حاجه ... أنا لما أتجوزت خديجه أتجوزتها بالأمر من جدك .. أنا وقتها كنت بحب مريم .. بس مريم كانت متجوزه من أبو مهيره ... وبعد أنا ما أتجوزت خديجه لقيتها طيبه وحنينه حضن كبير دافى عشت فيه خمس سنين كاملين وقتها ولدتك كان عندها مشاكل ومبتخلفش وبتاخد علاج والله ولا فكرت أتجوز عليها ولا أنى حتى أطلقها ... وبعد فتره مريم أطلقت من جوزها بعد عذاب سنين وعاشت سنه مع عمى ... فى السنه دى كنت بطمن عليها من بعيد لبعيد ... رغم شوقى ليها أنا أنسان و قلبى مش فى أيدى ... و قلبى عمره ما بطل يحبها بس كمان مكنتش عايز أجرح والدتك ... وبعد سنه عمى مات ومريم بقت لوحدها فى الدنيا منهاره بمعنى الكلمه بنتها بعيد عنها .. مطلقه وأبوها سندها كمان راح .... أتقدمتلها رفضت ... أتقدمتلها تانى رفضت فى ثالث مره قالت لازم تستأذن مراتك ولو هى وافقت أنا هوافق ... فعلاً روحت لخديجه وحكتلها وقتها غضبت وثارت ... ورفضت .. لكن بعد شوية وقت لقتها جايه تقولى أنها موافقه بس عندها شرط أنها تروح لمريم وتبلغها بنفسها
وقتها مكنتش فاهم بس بعد كده عرفت أنها قالتها أنها بتحبنى جداً وعلشان كده هى موافقه بس عمرها ما هتقبلها ولا هتسمحلها أنها تاخدنى منها .... لقيت مريم بتقولى أن هيكون ما بنا كتب كتاب بس .. وانى مقدرش أتعامل معاها أنها مراتى ... وقالت أنها مش هتقدر تعيش حياتها من غير ما تعرف مصير بنتها أيه .... وفضلنا كده عشرين سنه فيهم ربنا رزقنى بيك أنت وأخواتك .... ولما لقينا مهيره ورجعت لمريم حجتها بطلت فى نفس الوقت إللى والدتك عرفت أنى بكده ظالم لمريم وإن ربنا هيحاسبنى على عدم معاملتى ليها كزوجه حقيقيه وهقابله يوم الموقف العظيم نصى مايل ... أمك بالنسبه ليا حياه .. حلوه ومره .. عمرى كله ... حضن وأمان ... حب حقيقى ناضج وكبير بعيش معاها حال العشاق بكل الأشكال ... مريم حب الصبا والشباب ... وهى وأنا محتاجين نكون مع بعض .... فهمتنى يا محمود
كان الشاب الصغير يبكى وهو يقول
- أيوه يا بابا فهمت .... فهمت أن حضرتك بتحب ماما بجد .. ومتقدرش تتخلى عنها ولا تبعد ... فهمت أن خديجه الصغيره أختى زيها زى مريم ... وأنا أخوها الكبير سندها .
ليبتسم عادل وهو يقول بأبتسامه فخوره
- أنت عندك كام سنه يا واد
ليضحك محمود وهو يقول
- هكمل 14 سنه
ليقول عادل وهو يربت على يد ابنه الموضوعه على الطاوله
- عايز أجوزك بقا أنت بقيت راجل
ليضحك محمود بصوت عالى ثم قال
- لا يا سى بابا .. لما أبقى مهندس الأول أبقى أتجوز علشان أكون قد المسؤليه ... ماما قالتلى كده
ليهز عادل رأسه قائلاً
- وماما معاها حق ... طيب بقولك أيه
لينظر له محمود باهتمام ليقول
- أيه رأيك نروح نجيب هدايا للكل لأنهم أكيد ممكن يولعوا فينا لما نروح .
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول
- هنبقى نكته وأحنا بنولع
ليضحك عادل هو الأخر وهو يقول
- طيب يلا ياخويا .... قال نكته قال .
ليضحك الصغير وهو يقول
- أنا آسف يا بابا بس بجد هيبقى شكلنا نكته وهما بيولعوا فينا علشان خرجنا سوا .
ليضع عادل يده حول كتف ابنه وهو يقول
- والله عندك حق .. بس عايزين نكررها كتير بقى بس نبقى نجيب أخوك معانا
ليهز الصغير رأسه بنعم وهو يسير بجانب والده بسعاده .

~~~~~|~~~~~~~~~~~~~~
كان حذيفه جالسا بجانبها ويضع يده أعلى معدتها البارزه بشكل صغير .. ويضع رأسه أيضا ومع كل حركه من البيبى يبتسم بسعاده كانت هى تضع يدها على رأسه تحرك يدها بين خصلات شعره وهى تقول
- لو ولد نفسى يبقى شبهك لون عنيك وشعرك الناعم نفس ملامحك .
لينظر لها بهدوء و إبتسامه عاشقه
- طبعاً لازم يطلع شبهى أنتِ عايزه لو ولد يطلع شبك أنتِ ومنعرفش نلم النبات من حوليه من حلوته صح .
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- الله يبقى شعره أصفر وعيونه ملونه .. ده يبقى

شاب مز أخر حاجه على فكره
صمت قليلاً ثم قال
- لقطيها منى أمتى دى .
لتنظر له باستفهام فيقول
- لزمة على فكره ... أمتى علقت على لسانك
لتبتسم له بهدوء وهى تقول
- لما كنت بقولك مش فاهمه حاجات فى المدرسه كنت ديماً بتقولها .. وأنا كنت ببقى قاعده قدامك أردد كل كلامك بينى وبين نفسى ... لحد ما بقيت أنا كمان بقولها بأستمرار
ليبتسم بحب وهو يقول
- ده أنا كنت أعمى بقى ... إزاى مخدتش بالى من حبك ليا ... إزاى قلبى إللى كان دايب فى هواكى .. محسش بيكى وبحبك ... غبى أنا صح
لتهز رأسها بنعم وهى تأكد
- صح
ليضرب كتفها بقوه للتألم ولكنها ظلت تضحك حتى صرخت صرخه صغيره ليضع يده سريعاً على معدتها ويشعر بحركه طفله القويه .
ليقول وهو ينظر لها
- ابنى حبيبى بياخد بتارى ... بس يا حبيبى براحه على ماما دى حبيبتى برضو .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مرت أيام وشهور ... كانت مهيره تتعامل بحب شديد وحنان فياض مع أطفالها ... كان سفيان يلاحظ تصرفاتها معهم ... دلالها .... وكأنها كانت تعوض كل حنان حرمت منه وهى صغيره
كانت تضع الصغير بالفراش ليقترب منها من الخلف يقبلها وهو يقول
- وحشتينى يا قلب سفيان
لتبتسم وهى تضع يدها على يده التى تلتف حول خصرها وقالت
- وانت كمان يا روح وعمر مهيره
ليبتسم وهو يقبل جانب عنقها وقال
- اااااااااه ... اااااه يا مهيره .... أنا مش مستحمل أنتِ بقيتى بتجرى فى دمى .. معششه فى كل حته فى جسمى هحبك أكتر من كده أيه ... وأنتِ عينى ونبض قلبى وروحى ونفسى .
أغمضت عينيها لثوانى ثم ألتفتت إليه ووضعت يدها حول عنقه وهى تقول
- أنا وأنت بقينا روح واحده فى جسدين .... وربنا رزقنا بأحلى حاجه فى الدنيا طفلين منى ومنك ... حبى وحبك
ليضمها بقوه ثم أنحنى ليحملها وهو يتعمق فى قبلاته حول عنقها ووجنتيها حتى وصل إلى شفتيها وإلى السرير أيضاً لتبادله شغفه بشغف أكبر ... وهى تبادله قبلته بقبله أعمق ومتطلبه أسعدته وجعلته يشعر بالسعاده تملئ جسده كله .
كان هاتفه يرن بإلحاح ولكنه لا يريد أن يقطع تلك اللحظات التى تتحرر فيها مهيره من كل شىء ويشعر بها بين يديه ملكه على قلبه وروحه .... ويسقيها من عشقه كما يريد ... ولكن ذلك التليفون المُلح لم يتوقف عن الرنين ليمسكه وينظر إليه ليجد إسم حذيفه
أجابه قائلاً
- أيه يا ابنى هو.
لم يكمل كلامه بسبب صراخ حذيفه ليبتعد سريعاً عن مهيره التى تنظر إليه بقلق
ليغلق الهاتف ونظر لها بقلق شديد وقال
- جودى بتولد .
ليقف سريعاً وهى الأخرى ... وارتدت مأزرها وهى تخرج له ملابسه وذهب هو ليأخذ حمام سريع وخرج وجد ملابسه جاهزه وحذائه وجوربه ليبتسم من اهتمامها به
كان يرتدى ملابسه ليجدها تدخل إليه وبيدها كوب عصير وقالت
- أشرب ده علشان متتعبش ... أنا آسفه مش هقدر أجى معاك واسيب الولاد .
ليقبل أعلى رأسها وهو يقول
- أكيد فاهم يا حبيبتى
- أبقى رد عليا لما أرن عليك .
كاد أن يخرج من الغرفه فقالت
- ماما نوال عرفت
ليقول وهو يتوجه إلى الباب
- حذيفه قالها .. وهى مستنيانى .
وأشار لها بيده وخرج وأغلق الباب خلفه لتستند هى على الباب وهى تدعوا لجودى ... ألقت نظره على صغيريها ثم دلفت إلى الحمام .

الفصل الثالث والثلاثون

كان يقف أمام غرفه الولاده يستمع لصرخاتها التى يرتد صداها بداخل قلبه
كان يطرق بيديه على حائط الغرفه بقوه مؤلمه .. ولكن ألم قلبه أكبر ... كان سفيان يتابعه من بعيد يشعر به ويقدر حالته فهو كان مثله منذ شهور .... أضافه على ذلك أخته الصغيره ابنته التى تربت ونشأت على يديه .... الأن تتألم .... وقف على قدميه وتقدم منه وأمسك يده التى أصبحت حمراء بشده وقال
- هى محتاجه إيدك علشان تطبطب عليها بعد ما تخرج ... وكمان محتاجاها علىشان تشيل البيبى .
كانت نظرات حذيفه كلها رجاء أن يطمئنه أحد فقال سفيان بهدوء عكس داخله الذى يتألم مع كل صرخه من صغيرته
- أطمن ان شاء الله هتكون كويسه .... صحيح هى بتتألم لكن صوتها ده المفروض يطمنك أن الأمور ماشيه كويس
فى تلك اللحظه خرجت إحدى الممرضات ... ليقف حذيفه أمامها قائلاً بلهفه
- طمنينى ارجوكى
نظرت له بأبتسامه عمليه وقالت
- متقلقش حضرتك ... الأمور كلها بخير ... بس البكريه بتاخد وقت .
وغادرت سريعاً ليعود هو إلى مكانه من جديد

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تشعر بالفراغ أنه مشغول جداً ويتجاهلها طوال اليوم
كانت تضع يدها أسفل ذقنها وهى سارحه تفكر فى ما كان يفعله طوال الأشهر الماضيه .. كل يوم جمعه يحضر إلى البيت وهو يحمل بين يديه الفول والطعميه والباذنجان المخلل ويجلس مع والديها يسامرهم ويضحكون وكأنهم عشره عمر طويله وبعد تناول الغداء
كان يأخذها لأماكن كثيره ومختلفه فى البلد لم تراها من قبل .. لم يفاتحها مره أخرى فى إتمام الزواج فبعد حديثهم الأخير ... طرق لها الأمر كله وإن ذلك القرار سيكون قرارها وحدها
كان هو يقف عند الباب يتأملها يدها أسفل ذقنها أصابع يدها الممسكه بالقلم التى تنقر به على المكتب بحركه رتيبه دليل على سرحانها أقترب بهدوء وضرب المكتب بكل قوته لتنتفض فى مكانها واقفه تنظر له بخوف وزهول لينفجر هو ضاحكاً .... لتقطب جبينها بغيظ ثم تحركت لتقف أمامه وضربت كتفه بقبضه يدها ليتأوه بقوه وهو يقول
- إيدك تقيله اووى يا ملك براحه شويه مش كده
لتكتف يديها وهى تقول بغيظ
- يعنى كنت هتوقف قلبى من الخوف وتقولى أنا براحه .. قول لنفسك
ليقترب منها وهو يقول
- بعيد الشر عنك .. أنا آسف ..بس كنت بهزر معاكى .
لتظل على تقطيبتها ليبتسم وهو يقول بمشاغبه
- - طيب أنتِ زعلانه منى وأنا لازم اصالحك
وفتح ذراعيه حولها وهو يقول بمشاغبه أكبر ومكر
- مين هيدى بوسه لبابى
لتشهق بصوت عالى وهى تبتعد عنه سريعاً رافعه أصبعها فى وجه قاله
- أحترم نفسك
أنزل ذراعيه وهو يقول
- الحمد لله أتصالحت ... والله أنتِ طيبه لا هديه ولا خروجه بتتصالحى ببوسه .
لتنظر له بغيظ شديد ثم سحبت حقيبتها وخرجت من المكتب وهى تضرب الأرض بقدميها بغضب
ليضحك بصوت عالى وهو يخرج خلفها قائلاً
- ربنا يصبرنى عليكى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس بجانبها بعد نقلها إلى غرفتها يحضتنها من كتفيها وبين يديها صغيرتها التى تشبهها كثيراً .. كانت ابتسامته كبيره وسعاده لا توصف قبل رأسها عدة مرات وهو يحمد الله سراً وعلانيه على سلامتها هى والصغيره أقترب منهم سفيان بعد أن تحدث إلى مهيره يطمئنها ويطمئن عليها هى والأولاد وقال
- ناوى تسمى عروسه ابنى أيه
لينظر له حذيفه بتعالى وهو يقول
- عروسه مين يا خويا .. دى بنتى أنا .. بتاعتى أنا وبس
ثم أنحنى يقبل رأس جودى من جديد ثم قال
- هسميها جورى .... علشان يبقى فى حياتى جودى وجورى
لتكمل جودى قائله
- وأواب .
ليبتسم مرددا خلفها وهو ينظر لصغيره الذى أجلسه سفيان بجانب جودى من الجهه الأخرى ومن وقتها وهو ممسك بيد الصغيره لا يريد تركها وعلى وجهه إبتسامه ملائكيه رائعه

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تقف فى منتصف الشقه التى اشتراها زين لتكون عش الزوجيه كانت تبتسم ببلاهه وسعاده أنها شقه كبيره وواسعه وكثيرة الغرف ... وأيضاً قام بطلائها بألوان مرحه ومفرحه ....كان يبتسم على حركاتها البلهاء وضحكتها
أقترب منها وهو يقول
- واضح أنها فعلاً عجبتك ... فاضل بقى تختارى الفرش إللى يناسب جنانك فى الألوان ده .
نظرت له وهى تقول بتقرير .
- اه هخلى بتنا كله فرحه وبهجه .. كفايه أنى هعملك أوضة المكتب غامقه وكئيبه
ليرفع حاجبه وهو يضربها على مؤخرة رأسها قائلاً
- يا شبر ونص أنتِ مش عاجبك زوق مكتبى .
لتضرب يده بقوه وهى تقول
- أنا مش شبر ونص أنت إللى نخله طالع ومش سائل عن باقى البشر .
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- نخله طيب خافى بقا لحسن أعلقك وتبقى شبه البلح
لتجزب بلوزتها للأسفل وهى تقول بخوف
- لا وعلى أيه يا باشا .. أنا شبر ونص .
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- وأما أنتِ جبانه .. بتعملى أسد ليه
رفعت رأسها إليه وهى تقول
- هو الموضوع مش موضوع جبن حضرتك .. كل الحكايه فى فرق فى الطول سيدى الرئيس
ليضحك بقوه وهو يقول
- طيب يلا يا أوزعه خلينا نلحق نشوف المحلات
كان يقود سيارته وهو يتذكر كل ما حدث فى تلك الشهور المنصرمه ... فبعد مواجهته هو وفرح وأصبحت علاقتهم أقوى .. وخاصه بعد أن جلس وتحدث مع والديها وشرح لهم كل ما قالته وما تشعر به ... وبدأو فى تغير التعامل تدريجى فأصبحت فرح هى ما تتصدر المشهد لا طارق ... أصبح الأهتمام بها أكثر ...
وأصبحت علاقاتها بزين قويه فرغم بدايه حب بداخلهم ولكن الصداقه التى نشئت فى ظرف صعب بالنسبه لها ... وتفهمها وتقبلها له ومخاوفه جعلت علاقتهم أقوى وأعمق ... أصبحت تقول له كثيراً يا باشا بعد عودته إلى الخدمه ولكن فى نفس البلده الذى كان فيها .. وعين إحدى أصدقائه المقربين لأدارة الشركه التى فتحها .
نظر لها ليجدها تبتسم فقال بأبتسامه
- أيه رأيك بعد ما نشوف المحلات اعزمك على سمك
لتشهق بصوت عالى وهى تقول
- أنت عايزنى أفصصلك مش عازمنى
ليضحك بصوت عالى وهى تنظر له بغيظ ثم بادلته الضحك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان جالسا على إحدى الكراسى الموجوده فى إحدى جوانب غرفة النوم مغمض العينين ونغمات موسيقى هادئه تملئ الأجواء بإحساس ناعم ولذيذ
كانت هى تقف عند باب الغرفه تراقبه بصمت عينيه المغمضه .. شفتيه المضمومه .... أصابع يده التى تحيط يد الكرسى قدميه الحافيتين المستريحه على الأرض
تذكرت وقت خطبتهمها وما كان يفعله بها حتى تتركه
رفعت ترف فستانها البيتى حتى لا يصدر صوت ... وتقدمت ببطء شديد وحذر ولكن على وجهها ابتسامه لعوب جثت على ركبتيها أمامه وهى تنظر إليه بتمعن ثم اخفضت بصرها إلى قدميه الناعمه البيضاء بأصابعه الطويله وتلك الشعيرات الصغيره الموجوده عليها اعتدلت فى جلستها ومدت يدها وأمسكت إحدى قدميه ليفتح عينيه سريعاً بانتفاضه صغيره وهو يقول
- فى أيه يا زهره
لتبتسم وهى تبدء فى تدليك قدميه بهدوء ليحاول سحب قدمه لتمسكها بقوه وهى تقول
- بدلكلك رجلك يا سيدى من تعب وقفتك طول الوقت فى الشغل
ليقطب جبينه وهو يقول بضيق
- زهره سيبى رجلى وبعدين أحنا رجعنا تانى لكلمة سيدى دى مش كنا خلصنا منها .
لتبتسم وهى ترسم بيدها على قدمه وقالت
- خلصنا منها لما كانت بالأمر وعشان تخلص منى ... لكن أبدا مش هنخلص منها طول ما أنا بحبك ... وطول ما أنت كل حياتى ... روحى وعمرى و سيدى وتاج راسى .
كان يستمع إلى كلماتها التى تنير عتمته وتريح روحه وتشعل نار قلبه عشقا لها ... لمسات يدها وأصابعها على بشرة قدمه جعلته يتذكر كل ما مرت به معه وكل العذاب الذى ذاقته فى حبه مقابل كل ذلك الشهد التى تسقيه له كل يوم و وقت .
مد يده فى الهواء لتضع إحدى يديها في راحة يده ليجذبها لتقف أمامه ثم أجلسها على قدميه وهو يداعب وجنتها بحنان وابتسامه عاشقه وهو يقول
- نفسى كل يوم أقولك آسف وبحبك .... نفسى أضمك ضمه تمحى كل العذاب إللى شفتيه فى حبى .
لتضع يدها على فمه تسكته وهى تقول
- حبك أحلى حاجه فى حياتى .. أنت عمرى وروحى وقلبى
أنت أنا يا صهيب .. ومفيش حد بيزعل من نفسه
حرك يده وهو على وجهه نفس الإبتسامه الناعمه ووضع يده على قدميها الصغيرتين فاتسعت ابتسامته وهو يقول
- هو أنتِ لسه رجلك صغيره مكبرتش
لتتذكر وقت ما كانت فى مرحلة الثانويه حين كانت تنزل الدرج بسرعه واصدمت به لتسقط أرضا تتألم من قدمها التى التوت أسفلها ليجثوا على ركبته أمامها وأمسك قدمها يرى ما حدث لها ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- أيه رجل الأطفال دى ... يا بنتى أنتِ مقاسك كام
لتنظر له بعيون تتجمع بها الدموع وقالت
37 -
ليضحك بصوت عالى وهو يحرك قدمها بقوه لتصرخ صرخه صغيره ليقف بعد أن وضع قدمها أرضا وهو يقول
- قومى يا أم رجل أطفال
لتقف بغضب وتنظر له بشر ثم تحركت من أمامه تدب الأرض بقدمها
ضحكا سويا ليقول هو
- ولسه رجلك زى ما هى صغيره جداً .
لتقول له بغيظ
- ايوه لسه عندك إعتراض
ليقول بحب
- طبعاً لأ .. دى ميزه أخلصها كلها فى بوستين
لتضحك بسعاده وهى تضع رأسها على كتفه ليحملها بين يديه وتوجه بها إلى سريرهم وهو يقبلها فى كل مكان فى وجهها ورقبتها وخلف أذنيها لتبادله القبله بقبله والشغف بشغف ... الرغبه بالرغبه ليتعمق فى قبلته أكثر وتصبح أكثر تطلبا لتلف قدميها حول قدمه ليغرقا معاً فى بحر عشقهما الذى لا ينضب أبدا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جالس أمام صديقه ينظر إليه بتمعن له مده طويله من وقت هروبه من ذكرياته وآلامه هنا
تحرك سفيان من خلف مكتبه ليجلس أمام صديقه وقال
- هتتجوز يا زين .
ليبتسم زين بسعاده جديده على نظرة صديقه فقال سفيان باستفهام مرح
- وياترى مين إللى قدرت على قلب الثلج
ضحك زين بصوت عالى و قال
- اه شفت يا سفيان زين إللى الكل بيقول عليه صخر وثلج حب و هيتجوز ...لا و تصدق هتجوز واحده مجنونه بتحب الألوان الفاتحه والحركات المجنونه الضحك والهزار والخروج والرغى
ليضحك سفيان بصوت عالى وهو يقول
- كلنا لها ... الحب بيخلى أجدع شنب ينخ ويبقى رقيق وحساس .
ليضحك زين بصوت عالى وهو يقول
- إللى يشوف ضخامتك ميقولش أن عندك قلب عصفوره
لينظر إليه سفيان بشر وقال بخبث
- بكره ... ولا بكره ليه من الواضح أن قلبك من دلوقتى بقى قلب خسايه
وقف زين وهو يرفع يديه بجانب رأسه وقال
- أنا يا عم بعترف من دلوقتى أنى واقع ودايب وبحب
ليقف سفيان أيضاً وهو يقول
- يا خسارة الرجاله .
ليضحك زين وهو يقول
- ماشى يا عم الراجل مستنيكم بقى فى الفرح .
ليهز سفيان رأسه بنعم بأبتسامة سعاده لصديقه الذى عاد للحياه من جديد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت جودى ترتدى ملابسها وهى تفكر فيما يحدث مع أواب رغم أرتباطه القوى بجورى ولكنه دائما يطلب الذهاب لرؤية فجر ... وحين يذهب إليها يظل جالساً بجانبها صامتا وهو ممسك بيدها لمده ساعه كامله ثم يطلب منها العوده البيت ...وهكذا كل أسبوع ... وهذا هو معاده الأسبوعى ينتظرها عند الباب حتى تنتهى ليذهب لفجر
حين سألته عن ذلك الروتين الأسبوعى ... قال بأبتسامه بريئه
- بحب أسمعها .... وبتسمع كلامى
لتنظر له بدهشه وزهول ... وهى تراقبهم فى كله مره علها تسمع ذلك الحديث ولكنه مجرد صمت حتى أن الطفله فى وجوده تصبح هادئه تمام على غير عادتها ..أنتهت من ارتداء ملابسها وخرجت من الغرفه وهى تحمل الصغيره لتقف لثوانى تشاهده وهو يجلس على كرسيه المدولب ينظر إلى الباب بصمت .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس فى الغرفه المخصصه للعروس هى وملك ووالدتها ... كانت لذيذه ومرحه رغم خوفها الداخلى ... واحساسها بالرهبه .... لكنها كانت تضحك وتُضحك من حولها ..... كانت خبيرة التجميل أنتهت من لمساتها الأخيره ووضعت حجابها بشكل مميز وجذاب .... خرجت فرح إلى والدتها وملك ليعلوا صوت الزغاريد الغرفه التى على إثرها دخل والدها إلى الغرفه ينظر إلى ابنته التى كبرت دون أن يشعر الضحكه التى لم تفارق شفتيه خاصه بعد خسارته لوحيده ... أقترب والدموع تجعل الرؤيه مشوشه لتبتسم وهى تقترب منه بمرح محركه فستانها يمينا ويسارا وهى تغنى
- متذوقينى يا ماما قوام يا ماما ده عريسى هياخدنى بالسلامه يا ماما
وبدأت بدوران حوله مع ضحك الجميع وهى تقول
- سامعه .. سامعه يا ماما الناس بترقص علشانى شايفه .. شايفه يا ماما طويل اووى فستانى
كان الجميع يضحك ويبكى فى نفس اللحظه حتى هى كانت الضحكه تملئ وجهها لكن قلبها يبكى بشده
يتبع 

تكملة الروايه الاخير من هنا  


تعليقات

التنقل السريع