الفصل الثامن والعشرون
كان الجميع فى إستقبال مريم والصغيره خديجه كان البيت مزين بالبالونات وكان الأولاد سعيدين جداً بوجود أخت صغيره لهم كان عادل قد جهز لها غرفتها الصغيره بكل ما يلزمها من ألعاب وسرير صغير كانت لمحات من الألم تظهر على خديجه كانت تلاحظها مريم أحياناً وأحياناً أخرى عادل الذى يقترب منها يضمها ويقبل أعلى رأسها لتبتسم من جديد أشارت لها مريم أن تحمل الصغيره عنها قليلاً
حين لاحظت ملامح سفيان القلقه
وقفت بجانبه تنظر إليه باستفهام وقالت
- مالك يا ابنى فى أيه شكلك قلقان
كان يفكر قبل أن تقترب منه بقلق فى حالة مهيره الذى يراها صعبه وغير محتمله والطبيبه تصر على أن كل الأمور طبيعيه كيف تكون الأمور طبيعيه بذلك التورم فى قدميها غثيانها المستمر رفضها لتناول الطعام احساسها الدائم بالأرهاق والرغبه فى النوم
قال كل ذلك لمريم لتضحك بقوه حتى تألمت من جرحها القيصرى وقالت
- يا ابنى طيب ما هو فعلاً كل ده طبيعى ومعظم الستات بتمر بالحاجات دى وقت الحمل
لينظر لها بتركيز لتقول موضحه
- كل حامل وليها الحاجات إللى بتتعبها فى الحمل ... يعنى فى إللى بتورم كده زى مهيره وفى إللى بتخس جداً ... فى إللى بتبقا نفسها مفتوحه على الأكل والشرب وجوزها كمان وفى إللى لا بتستحمل ريحة الأكل ولا ريحة جوزها .. متقلقش يا حبيبى كل الأمور دى طبيعيه
لينفخ فى الهواء وهو يقول
- أومال فى الأفلام والمسلسلات ... مفيش حاجه من دى بتظهر ليه .... ليه ديما بنشوفهم بطنهم منفوخه وحلوين كده ومشرقين
لتضحك مره أخرى وقالت
- بطل تضحكنى الجرح بيوجع ... معلش هما معندهمش مصدقيه بس
ليبتسم ثم قال بجديه
- يعنى بجد مهيره كويسه ولا أوديها لدكتور تانى
لتربت على كتفه بحنان وسعاده فزوج ابنتها رجل تتمناه اى أم لابنتها
- أطمن خليها بس ترتاح وترفع رجليها من على الأرض علشان الورم يقل شويه .
ليهز رأسه بنعم وتحرك بإتجاه مهيره وجلس بجانبها ثم قال
- مهيره أرفعى رجلك
لتنظر له باندهاش ليكمل هو
- علشان الورم ده يهدى شويه
لتقول له ومازالت ترتسم على وجهها معالم الاندهاش
- أرفع رجلى فين بس ... والناس إللى أحنا قاعدين فى وسطهم .
ليقول لها باقرار
- محدش غريب موجود ... وبعدين أنتِ أهم
وانحنى ليرفع قدميها
لتقول له بلهفه
- بس يا سفيان بالله عليك متحرجنيش ... أحنا شويه وهنمشى .. ولما هروح هبقا أرفع رجلى
نظر لها بشر وكاد أن يتكلم لتقترب منه نوال قائله
- مالكم يولاد فى أيه
لتنظر لها مهيره باستغاثه قائله
- ارجوكى يا ماما الحقينى .
لينظر لها سفيان باندهاش مصحوب بغضب وقال
- تلحقك ده على أساس أنا بعذبك
لتبتسم نوال وهى تقول
- أيه بس المشكله
ليقول سريعاً وكأنه يدفع بتهمه عنه
- عايزها ترفع رجلها علشان الورم ده
لتجيبه نوال باندهاش
- هنا قدام الناس ... ميصحش
ليقطب جبينه وهو يقول
- أولا مفيش حد غريب ... ثانياً هى هترفعها على رجلى ثالثاً أهم حاجه راحتها يا ماما .
لتقول نوال بهدوء فى محاوله لتهدئته
- طيب أيه رأيك تروحوا أحسن أهو أنتوا عملتوا الواجب والكل أصلاً كان مستغرب من مجى مهيره وهى تعبانه كده
لينظر لمهيره التى هزت رأسها بنعم ليتنهد بنفاذ صبر وهو يقول
- طيب يلا بينا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يعمل على بعض أوراق المشروع الجديد لتدخل ملك إليه قائله بعمليه
- باشمهندس أيمن السيد ياسر بره وعايز يقابل حضرتك
لينظر إليها هو يشعر بالضيق منها ومن تصرفاتها ولكن ليس الأن سوف يتحدث معها ويضع حد لكل ذلك قال لها بعمليه
- خليه يتفضل و ابعتيلى المهندس ناجى .
لتحرك رأسها بنعم مصاحبه لقولها
- حالا يا فندم
وبعد ثوانى كان يدلف إلى المكتب السيد ياسر الذى رحب به أيمن بحفاوه ويلحقه بعد ثوانى أخرى المهندس ناجى أستمر الإجتماع أكثر من ساعه طلب فيها أيمن بعض الأوراق من ملك التى كانت تتعامل برسميه شديده واحتراف .... بعد أنتهاء الإجتماع ومغادرة السيد ياسر أمر أيمن المهندس ناجى بتكوين فريق عمل تحت إشرافه للعمل على ذلك المشروع وقال له
- عايزكم تبهرونى .
ليوعده ناجى بذلك وعاد إلى مكتبه .
ليخرج إليها وقف عند الباب ينظر إليها وهى تسجل بعض البيانات على الحاسوب ليبتسم هو يعشق كل تفاصيلها لكن حقا هو يشعر بالضيق منها بشده ... مر شهران الأن على خطبتهم التى قام فيها بكل ما يثبت لها كم هو يحبها ومتمسك بها
جلس أمامها لتنظر له بأبتسامه ناعمه ليقول هو سريعاً
- نتغدى سوى النهارده
لتضع يدها أسفل ذقنها وهى تقول
- هو كل يوم
ليضرب سطح المكتب بيده وهو يقول بعصبية
- ما أنتِ إللى رافضه نتجوز يا ملك ... ما كان زمان لينا بيت نتلم فيه أنا وأنتِ .
اخفضت بصرها وهى تقول
- يا أيمن أنا بجد خايفه .... حاسه بفرق كبير اوووى بينا ... كل لما أشوف أختك او جوزها او اى قريب ليكم بحس بالفرق ده
لينظر لها بتركيز وقال
- حد منهم ضايقك .. حد قالك حاجه من الكلام الهبل ده
لتهز رأسها بلا وقالت
- لأ ... بس الفرق واضح من غير كلام
ليقف بغضب وهو يقول
- الأفكار دى فى دماغك أنتِ بس إللى عايزه تتنسف دى ... وأنا وراكى يا ملك يا بنت إنعام لحد ما أنظفها من كل إللى فيها ده .
كانت تنظر له بضيق ولكن تحول كل ذلك الضيق مع كلماته الأخيره إلى ضحكه قويه عاليه
جعلت قلب ذلك الواقف أمامها يرقص بداخل صدره
قطع ذلك المرح صوت هاتفه لينظر إليه ليجده رقم غير معروف فأجاب مباشره لتظهر معالم الضيق على وجهه لتقف ملك سريعاً وتقف بجانبه لتجده يستمع بصمت وعلامات ضيق تزداد
أغلق الهاتف ليغمض عينيه لثوانى
وضعت يدها على ذراعه وقالت
- فى أيه يا أيمن فى حاجه حصلت .... أختك كويسه
نظر لها لترى بداخل عينيه تشتت وضياع وقال
- راجى تعبان
قطبت جبينها لثوانى ثم قالت
- باباك .
ليهز رأسه بنعم وأكمل
- عايزنى اروحله
لتقول بهدوء
- طيب وفيها أيه
اخفض بصره قليلاً ثم قال
- ولا حاجه .... أنا دخلته المصحه دى براً بيه وخوف من غضب ربنا عليا ..... وديما بسأل عليه ... بس أنا مش هينفع أسافر .... المشروع إللى أنا شغال فى دلوقتى محتاج كل وقتى .
صمت وظلت هى الأخرى صامته ثم قالت
- خلاص كلم أستاذ سفيان وهو يتصرف
ليبتسم لها وهو يقول
- هعمل كده فعلاً ... ربنا يخليكى ليا
لتنظر له باندهاش وقالت
- هو أنا عملت حاجه
ليقترب خطوه منها وهو يقول
- مش هنتجوز بقا
لتهز رأسها بلا
لينفخ بضجر وغادر وهو يتصل بسفيان
لتضحك هى بخفه وتعود إلى مكتبها تكمل ما كانت تقوم به
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر على خطبتهم الكارثيه شهر .... يتذكر وقت ذهابه إلى والدها ورؤيه والدتها .... شعر بشئ ينغز صدره يشتاق إلى والدته كثيراً .... كان ينظر إلى والدتها السيده امينه كم هى حنون وطيبه ... وأيضاً قويه وذات رأى
أخبرهم أنه ليس لديه أحد يحضر معه ولو مصرين على حضور حد معه فممكن أن يحضر صديقه وعائلتهم وحين سأله السيد أحمد عن اى عم او خال او جد ... اى قريب من بعيد او قريب
شعر وقتها أنه صغير جداً ولكنه طلب منه حضور فرح حتى يقص عليهم كل قصته فى حضورها
وحين حضرت فرح وجلست كانت ولأول مره هادئه عاقله
اخفض رأسه من جديد وقال
- والدى كان ظابط شرطه .... شاف والدتى مره وأعجب بيها جداً سأل عليها وعرف عيلتها وراح خطبها .... وفى مده قصيره جدا كانوا متجوزين
كل العيله افتكروا أنه بقا ليهم واسطه وظهر فى الشرطه بقا ... لكن والدى كان ملتزم جداً ... وماكنش بيقبل بالغلط ... ولو حد من عيلة والدتى يغلط او يحصله اى مشكله ويكون غلطان فيها والدى مكنش بيدخل نهائى
وجدى قال لأمي أنها لازم تسيبه بطريقه يضغطوا عليه لكن أمى رفضت ... فكل العيله قطعتها ... كل ده حصل وأنا لسه صغير. .. عمرى ما شفت حد منهم ولا أعرفهم
صمت قليلاً ليقول له السيد أحمد
- طيب يا ابنى واعمامك .
قال بفخر ظهر بتلقائيه فى كلامه
- معظمهم كانوا جيش وشرطه .... وإللى استشهد وإللى مصاب ومتقاعد .... لكن فى الحقيقه هما كلهم زعلانين منى بعد إللى حصل لأمى .... وكلهم محملنى الذنب ... فى الواقع كلهم شايفنى نحس ... علشان أول عمليه خرجتها كان والدى معايا أنا اتصبت وهو استشهد ... وبعدها بكام سنه حدثه أمى .... فمحدش منهم بيحب يتعامل معايا
شعر السيد أحمد بالألم تجاه ذلك الشاب الذى يبدوا عليه الحزن والأسى عانا كثيراً فى حياته .... ولم يجد من يقف بجانبه
قالت السيده أمينه بمرح
- ولله يا ابنى ما أجمع إلا اما وفق
لينظر لها زين بزهول .... وفرح بغضب .... والسيد أحمد علت ضحكته على تلك الكلمات
اتفقوا عل كل شىء وتم قرائة الفاتحه وتحديد موعد الخطبه بحضور أصدقائه وعائلتهم حتى يصبحوا هم عائلة ابنته الجديده
وتركوه معها قليلاً ليتحدثا
قال لها سريعاً قبل كل شىء
- فى حاجات كتير لسه متعرفيهاش عنى لكن مينفعش أقولها لحد غيرك .
نظرت له بتمعن تشعر به طفل صغير فقد والدته ويشعر بالضياع ... رغم ملامحه البارده ... وأسلوبه المتعجرف .... رغم تلك اللامبالاة التى يتعامل بها فى معظم أموره .... ولكن بداخله طفل صغير يحتاج إلى الحنان
هزت رأسها بنعم ثم قالت ما كان سيفقدها صوابها
- أنت يوم الفرح إياه ده كنت مضايق اوووى أيه إللى حصل
تبدلت ملامحه للغضب من جديد ولكنه قال
- مديرى السابق كان بيتصل بيا
لم تفهم ما سبب ضيقه من أتصال مديره به فقالت
- وأيه المشكله فى كده
زم شفتيه بغضب مكتوم وهو يحاول أن ألا تسيطر عليه ذكريات الماضى وقال من بين أسنانه
- عايزنى أرجع الخدمه من جديد .
ابتسمت بسعاده وهى تقول بفرح حقيقى
- بجد يعنى ترجع ظابط من جديد ... الله
وصفقت بيدها فى الهواء .... لينظر لها بتعجب وقال
- أنتِ فرحانه ليه .... هو أنتِ مش عارفه المخاطر إللى الظباط بيكونو فيها .... ولا المخاطر إللى بتعيشها زوجاتهم
لتتحول ملامحها للجد وهى تقول
- صحيح فى أخطار .... ومتاعب ... وخوف
بس كمان ده شرف عظيم خدمة بلدك ... وحمايتها ... وحماية شعبها ..... أنا بشوف ظباط الشرطه والجيش دول أبطال حقيقين .
كان ينظر إليها باندهاش هى لم تذكر أنه مركز اجتماعى مرموق ولا أنها ستحظى بسلطه ومركز ... ولا أنها ستتباها بذلك
خرج من أفكاره وقال
- يعنى أفكر فى الموضوع بجديه
لتقول له بتعقل نادراً ما يظهر منها
- طبعاً فكر وفكر كويس جداً كمان وادرس الموضوع من كل الاتجاهات وقرر .
عاد من أفكاره عن ذلك اليوم ليقف ينظر إلى النافذه ينظر إلى الخارج يفكر هل يخبرها كل شىء ... ام يترك الماضى بألامه وأوجاعه خلف ظهره ... وينظر إلى المستقبل ... ولكن الماضى بكل ما فيه يؤلمه بشده ويؤثر على مستقبله
خرج إليها ليجدها تمسك بالهاتف تتحدث وهى تعطيه ظهرها وقف صامت يستمع إلى ما تقوله عاده أصبحت فيه من وقت اكتشافه لخيانة هايدى .
- يا ملك متشلنيش ... ما أنتِ عارفه إللى فيها من وقت موت طارق
صمتت قليلاً ثم قالت
- يا ملك أنتِ عارفه ماما و دماغها أنا ساعات بخاف عليها من نفسها .... أنا بفضل طول اليوم أضحك فيها وأهرج وأول ما أدخل اوضتى أفضل أعيط ... وحشنى اووى يا ملك وحشنى هو كان كل حاجه فى حياتى ... صاحبى وحبيبى وأخويا ... موته كسرنى يا ملك كسرنى ومع ذلك لازم أبقا ظهر وسند وضحكه أنا بجد تعبت
كان يشعر بطعنه قويه فى صدره هل تخونه .. هل تحب شخص آخر ... من هو ذلك الطارق الذى كان لها كل شىء وموته كسرها
التفتت لتجده ينظر إليها بشر واضح .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت تجلس مع صديقتها بنفس المقهى المعتادين الجلوس فيه من أيام الجامعه
قالت زهره بأبتسامه
- أخبارك أنتِ وحذيفه أيه
ابتسمت جودى بحب وقالت
- مبسوطه اووى يا زهره مبسوطه وسعيده .. حذيفه حضنه حته من الجنه
لتبتسم زهره وهى تقول
- ربنا يديم عليكم السعاده يارب
لتقول جودى بالمقابل
- وأنتِ يا زهره أخبارك وأخبار صهيب
لتتنهد زهره وهى تقول
- مش ملاحقه يا اختى من كتر البنات إللى معجبه بيه
لتضحك جودى بصوت عالى ثم قالت
- طيب وأنتِ مفيش حد معجب كده خلى الباشمهندس يغير
لتلوى زهره فمها وهى تقول
- بحاول ما بينش حاجه كفايه مره كنت ماشيه معاه بعد ما خلصنا الشغل وقولنا نتمشى شويه وواحد معدى وقال كلمتين وعينك ما تشوف إلا النور عصبيه وحالة أنهيار ... وقعدت يومين أحاول ارجعه لطبيعته من تانى
كانت نظرات جودى كلها شفقه على صديقتها و لكنها قالت
- معلش يا زهره بجد صهيب بطل أنه قدر يعدى بكل ده ولسه واقف على رجليه
لتتنهد زهره قائله
- عارفه والله ومقدره ... وبحاول بكل طاقتى ميحصلش حاجات تضايقه ... مش هقدر على أنهياره ده. .. وبحاول ديما أحسسه قد أيه أنا بغير عليه .. وبخاف يضيع منى ويروح لواحده تانيه
لتربت جودى على يد زهره وقالت
- ربنا يسعدك يارب ... طيب أيه مفيش حاجه كده جايه فى السكه
ليظهر الحزن على وجه زهره لتؤنب جودى نفسها حين قالت زهره
- لسه .. كل شهر أقول المره دى هكون حامل ويطلع مفيش حمل ... بس أنا مش هسكت .. هروح للدكتوره وأشوف .... هو صحيح صهيب عمره مسألنى ولا أتكلم فى الموضوع ده لكن برضوا لازم أفهم .
لتهز جودى رأسها بنعم وقالت
- لو عايزانى اجى معاكى أنا معنديش مشكله .
لتبتسم زهره إبتسامه خفيفه وهى تقول
-وأواب أخباره أيه
لتبتسم جودى بسعاده وهى تقول
- ده نعمه كبيره ... ملاك عايش معايا فى البيت .... بيحس بيا اووى وديما بيتكلم معايا فى كل إللى بيفكر فيه ... وبيحسه ... وديما بحس كده أنى قاعده مع حد كبير ... ولما تكون فى حاجه مضيقانى ... كلمه منه تسعدنى وتشيل الهم إللى فى قلبى .
لتقول زهره بصدق
- ربنا يسعدك يا قلبى .
- ويفرحك يا زهره يارب
يتبع
تكملة الروايه من هنا هنا
تعليقات
إرسال تعليق