القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

سكريبت كامل الساعة دقت 12 بليل، رميت شنطتي اللي لميت فيها أهم حاجات بستخدمها ولبسي وكل أوراقي من شباك أوضتي .. نزلت في هدوء لتحت وخرجت من باب المطبخ، أخدت الشنطة اللي رميتها و مشيت بشويش لحد ما وصلت لبوابة الفيلا الخلفية.. ولأني مش أول مرة أهرب كنت عارفة أن في الوقت دا كل يوم البواب بيكون بيقفل البوابة الرئيسية للفيلا، قلبي كان هيقف وأنا شيفاه جاي ناحيتي بس أخد حاجة ومشي تاني.. خرجت بسرعة قبل ما يرجع تاني وجريت.. جريت كأني كنت في سجن وبواباته افتحت فجأة!




#كاملة 💨💨💨💙

الساعة دقت 12 بليل، رميت شنطتي اللي لميت فيها أهم حاجات بستخدمها ولبسي وكل أوراقي من شباك أوضتي .. نزلت في هدوء لتحت وخرجت من باب المطبخ، أخدت الشنطة اللي رميتها و مشيت بشويش لحد ما وصلت لبوابة الفيلا الخلفية.. ولأني مش أول مرة أهرب كنت عارفة أن في الوقت دا كل يوم البواب بيكون بيقفل البوابة الرئيسية للفيلا، قلبي كان هيقف وأنا شيفاه جاي ناحيتي بس أخد حاجة ومشي تاني.. خرجت بسرعة قبل ما يرجع تاني وجريت..

جريت كأني كنت في سجن وبواباته افتحت فجأة!

كنت بجري وأنا جسمي بيرتعش لحد ما اتأكدت إني بعدت تماما ف وقفت وجسمي بدأ يهدأ واحدة واحدة وانهارت من العياط.. 


محطة القاهرة صباح اليوم الأول: 


_ لو سمحت قطر سوهاج هيطلع امتى؟؟ 

_ قدامه ربع ساعة وطالع.. 

_ شكرا. 


مستنتش حتى يرد وجريت على شباك التذاكر وأنا بقطع تذكرة بسرعة، طلعت أدور على الرصيف وأنا جسمي كله بيرتعش.. حاسة أن بتحرر من السجن اللي كنت عايشة فيه وأخيرا دخلت القطر! 

قعدت مكاني وأنا بأخد نفسي بسرعة.. من امبارح بليل وأنا بحاول أبعد تماما عن بيتي وبلدي وأي مكان ممكن حد يعرفني فيه.

لحد ما قررت أني أروح بلد بعيدة .. أيديهم مطولنيش فيها ولا يعرفوا مكاني بعد كام يوم من هروبي.. 

كنت اتعرفت على واحدة عن طريق الفيس بوك من سوهاج وهي اللي شجعتني أروحلها على الأقل لما أبعد عن القاهرة وكل معارفي فيها مش هيعرفوا مكاني!! 


كنت قاعدة بفرك في أيدي ومتوترة لحد ما القطر بدأ يطلع وبدأت أهدأ وفجأة اتفاجأت بالشخص اللي قعد جنبي!!! 


_ هو حضرتك مكانك هنا؟ 

_أيوة في حاجة؟ 

_ لا لأ 


كنت بدعي ربنا ميقعدش جنبي راجل لأني هتوتر أكتر، وهكون خايفة طول الطريق.. وأنا منمتش من إمبارح ومحتاجة أنام!! لكن الحظ محالفنيش لما الشخص دا قعد جنبي.. 

عملت نظرة سريعة على القطر لقيته كله مليان، بصيت على الشخص اللي قاعد جنبي تاني.. كان باين عليه هادي وشخص محترم فطمنت نفسي شوية.. 


_ أول مرة تروحي سوهاج؟ 


بصيتله ومردتش كنت عارفة أنه أخد باله إني ببص عليه كتير فبصيت قدامي بسرعة من غير ما أدي أي رد فعل.. 


كمل كلامه: 

_ أنا آسف لو بتطفل بس أنتي باين عليكي متوترة!


بصيتله تاني من غير ما أتكلم وبعد كدا بصيت للشباك، من جوايا عايزة أرد يمكن التوتر يقل لما أتكلم مع حد .. لكن مكنتش عايزة أفتح حوار مع حد نهائي لحد ما أوصل..  وكدا أفضل 

الموبايل فجأة اتهز جوا الشنطة.. جسمي ارتعش واتخضيت وأنا بطلعه بسرعة والتوتر بان عليا أكتر.. أنا فاكرة إني عملاه airplane mode لحد ما أشتري خط جديد بدل اللي فيه، فمن التوتر طلعت الشريحة بسرعة ورميتها من الشباك. 


سمعت صوت ضحكته من جنبي _ أنتي هربانة من حكم عليكي ولا إيه؟

بصيتله بعصبية نسبية وبصيت قدامي.. 

_ طب خلاص خلاص متعصبيش نفسك .. بس على فكرة أي حد يقدر يعرف مكانك عن طريق الموبايل نفسه عادي جدا. 


سكت شوية وأنا بفتكر هما إزاي بيقدروا يعرفوا مكاني بعد كل مرة بهرب فيها واكتشفت أن دا ممكن يكون السبب ف غمضت عيني وأنا برمي الموبايل من الشباك.. 


_يانهارك أبيض، دا أنتي كمان مجنونة!! 


واضح أنها بداية مبشرة.. ألف في الشوارع طول الليل، يقعد جنبي راجل مش عارفة بسببه أنام وقاعدة مش على بعضي.. فوق كدا يطلع شخصية متطفلة مستفزة.. وفي الآخر أرمي التليفون.

الله يستر في اللي جاي.

عدا شوية وقت وأنا بفرك في أيدي ومتوترة.. يمكن قلقانة من الجاي لكني حاسة بفخر اني أخيرا.. أخيرا قدرت أهرب من استبداد عمي ومراته.. 


بصلي تاني واتكلم بهدوء _ طب هو أنتي مبتتكلميش!! خارسة يعني؟

_ نعم!

_ يا شيخة.. ايه دا أخيرا رديتي

_ في إيه؟

بصلي بإستعطاف _ اتكلمي معايا.. الطريق طويل وأنا أول أسافر وأنا لوحدي وأنتي شكلك متوتر أو خايفة من حاجة..

ابتسمت لطريقته _ وملقتش غيري تتكلم معاه؟

_ أنتي اللي قاعدة جمبي، أنتي رميتي التليفون ليه؟ مش عايزة مين يعرف مكانك!!


بصيت قدامي وأنا مترددة أحكي ولا أسكت! أنا طول حياتي ملقتش حد أحكيله ولا عرفت أشيل شوية من اللي علي قلبي! لكن دا بردو شخص.. شخص معرفوش!


شاف الحيرة في عيني فاتكلم _ اطمني .. مسافة ما هننزل من القطر ولا أنا ولا أنتي هنشوف بعض تاني.

بصيت في عينيه وأنا شايفة عينيه كلها صدق!

اتنهدت _ اه هربانة.. هربانة من حكم مليش أي ذنب فيه غير أن أبويا وأمي ماتوا وسابوني لوحدي.. وقتها أخدني عمي أعيش معاه هو ومراته وابنه.. كنت فاكرة في الأول أنهم طيبين من معاملتهم ليا لكني اكتشفت أنه بيعمل كل دا علشان يكون وصي علي أملاكي.. وأنه عنده حقد كبير من ناحية بابا وبيطلعه عليا أنا..

أخد البيت وأخد الشركة لكن كل حاجة ما زالت بإسمي ف أنا يا إما أتنازل عن كل دا وبعدها هيرميني في الشارع أنا واثقة، يا إما يستني لحد ما يجوزني ابنه اللي أصغر مني ب 3 سنين علشان بردو كل حاجة تروحله..

بصيتله وأنا عيني فيها دموع _ أنا تحت التهديد كل يوم.. وأنا لوحدي مفيش أي حد يقف ضدهم معايا..

أنا مش عايزة حاجة من كل دا.. أنا بس كنت مستنية منهم الآمان اللي فقدته وسطهم.


كان باصصلي بكل إهتمام وهو بيسمعني وابتسم ابتسامة هادية وسكت..

أخدت نفسي..

هو دا اللي أنا كنت عايزاه أحكي وأسكت مش عايزة رد..


_ وأنت رايح سوهاج ليه؟ 

بان عليه الفرحة إني غيرت الموضوع وبدأت أتكلم _ بلدي.. جامعتي في القاهرة وبسافر كل ترم. 

_ بتدرس إيه؟ 

_ طب.. خلاص باقيلي سنة الإمتياز 

_ بجد 

_ وأنتي بقا؟ 

_ أنا درست تجارة بس أنا خلصت السنة اللي فاتت.. 

ضحكت وأنا بكمل كلامي _ ومن ساعتها وأنا بحاول أهرب. 

_ ومكنتيش بتعرفي؟ 

_ لأ كنت بعرف لكنهم كانوا بيعرفوا مكاني .. هما مش عايزيني بس عايزين التنازل و دا مش هيحصل غير بموافقتي أنا مهما عملوا فيا عمري ما هتنازل.. 

_ ما أنتي كدا مش هتعرفي تعملي حاجة طول ما إيديهم على الورق.. 

سكت شوية قبل ما أرد _ أنا سرقت الورق .. و دا اللي خلاني المرة دي أبعد تماما، أبعد من غير رجعة وأبدأ حياتي في مكان تاني بعيد عنهم. 

_ أنتي عارفة حد في سوهاج!!

_ واحدة صاحبتي، هقعد عندها لحد ما أموري تستقر.. 

_ عارفة مكانها؟ 

_ لأ هي قالتلي قبل ما توصلي كلميني وأنا هجيلك المحط.. 


قطعت كلامي لما أدركت أني رميت الموبايل!! رميته وأنا مش عارفة هي بيتها فين ولا في أي مكان! 

بصيتله تاني وهو مستني مني رد لكني مصدومة! 


_ بس أنا هكلمها إزاي؟ أنا رميت الموبايل.. 

_ بسيطة .. كلميها من عندي.  

_ ما هو أصل.. أصل يعني انا مش حافظة الرقم.. 

بعد تفكير _ انتي أكيد عارفة اسمها طبعا صح؟ 

_ اه طبعا 

_ خلاص تاهت ولقيناها، أنا أخويا الكبير له معارف كتير وهيعرف يوصلك ليها. 


بان عليا التوتر وبصيت قدامي وأنا بالي انشغل تفكير..


لاحظ توتري _ احم.. متخافيش، أنا معاكي 


بصيتله وابتسمت ابتسامة متوترة.. طول الطريق كان بيكلمني ويفتح كلام.. وأكلنا مع بعض بعد ما كان مليش نفس أبدًا، روحه مرحة جدا خلاني محسش بالطريق.. حكالي عن نفسه وإزاي أقنع أهله وبالذات أخوه يدرس في القاهرة..


محطة سوهاج مساء اليوم الأول:


_ يلا تعالي معايا.

_ على فين؟

_ على البيت

رجعت خطوة لورا _ لأ.. مش هينفع.

_ متخافيش صدقيني

_ أنا عارفة إنك عايز تساعدني لكن مش هينفع، صاحبتي عارفة معاد وصول القطر دلوقتي تيجي..

_ ولو مجتش؟ 

_ أنا هسأل

_ لا لا مش هقدر أسيبك هنا لوحدك أكيد.. يلا اركبي


كانت عربية وصلت ووقفت قدامه ونزل منها سواق وفتحله الباب، رجعت خطوة تانية ل ورا وأنا ببص للعربية وببص لملامح وشه الهادية واللي مفيهاش أي شر ولا خُبث!


_ سيبني على راحتي

حط ايديه في شنطته وطلع قلم، قرب عليا ومسك إيدي وبدأ يكتب رقم

_ دا رقمي.. كلميني في أي وقت وأنا هجيلك حتى لو كنتي فين

إلا صحيح أنا لسه معرفتش إسمك!!!

_ ياقوت

ابتسم _ أنا مبسوط أن الصدفة جمعتني بيكي النهاردة يا ياقوت.


ركب العربية ومشي وأنا وقفت قدام المحطة، بصيت على العربية وهي ماشية و بصيت على رقمه اللي على إيدي وابتسمت من غير ما أحس، بس إيه دا أنا حتى معرفش اسمه إيه!!


كنت كل شوية أبص في ساعتي وبحاول أصبر نفسي واستنى لكن هي مجاتش.. الجو بدأ يبقى وحش والناس بدأت تقل في الشارع بدأت أقلق والتوتر بان على وشي لحد ما لقيت العربية وقفت قدامي تاني ونزل منها وهو بيقولي اركبي.. اتفاجأت أنه رجع تاني وحاولت أرفض لكنه أصر ف ركبت.. ركبت وأنا حاسة أن القدر بيعمل كل دا معايا علشان حاجة هو لوحده عارفها، بصيت عليه وهو قاعد جنبي وقريب أنا كمان هعرفها!


_ يا مرحب يا مرحب يا يونس بيه السرايا نورت.

اممم اسمك يونس

_ إزيك يا عم عز! 

رد وهو بيبص عليا_ في نعمة يا بيه.


أخدني ووقفنا في جنب _ ياقوت أنا مش هقدر أدخل عليهم البيت ببنت في وقت زي دا.. أنا مرضيتش أخدك مكان تاني علشان متخافيش مني فجبتك بيت العيلة علشان تطمني ليا، أنا هخلي مرات عم عز توضبلك الأوضة اللي في الجنينة.. هتقعدي فيها بس لحد الصبح.

ابتسمت _ أنا مقدرة كل اللي بتعمله علشاني والله ومكنتش عايزة أتعبك 

_ تعبك راحة يا ياقوت..


أخدني وراح تاني ل عم عز وقاله يوضب الأوضة اللي في الجنينة.. معداش وقت كتير ودخلت الأوضة كانت جميلة جدا والأهم أنها قريبة منه! 


قدام الأوضة:


_ هبعتلك كل حاجة ممكن تحتاجيها للصبح..

_ كفاية عليك لحد كدا أنت محتاج ترتاح وتسلم على أهلك أنا أخرتك عليهم 

_ متقوليش كدا.. بكرا الصبح هاجيلك علشان نقابل أخويا الكبير وتقوليله على اسم صاحبتك وهو هيجيبلك عنوانها. 

_ أنا مش عارفة أقولك إيه، بجد شكرا 

_ متقوليش حاجة دا واجبي .. يلا تصبحي على خير.

_ وأنت من أهله.


استنى لما دخلت وقفلت الباب وراه، وقفت ورا الباب وابتسمت.. الغريب في الموضوع الصدفة اللي حصلت وحطته في طريقي وإني مرتاحة مش خايفة.. إحساس أول مرة أحسه من فترة طويلة،  إني أكون مطمنة للي جاي!


نمت من تعبي لكني قلقت.. وقت آذان الفجر فقومت علشان أصلي، اتوضيت لكني مكنتش عارفة القبلة فين! مكنتش عارفة أصلي أنهي اتجاه.. فكرت أن ممكن يكون عم عز صاحي في الوقت دا ف خرجت من الأوضة أدور عليه.. في الوقت اللي كنت ماشية فيه في الجنينة وببص حواليا خبطت في شخص من غير ما أقصد!

رجعت خطوة ل ورا وأنا ببص على هيئته كان طويل ولابس عباية، عينيه سودة وتربك من كت ما هي قاسية.. جسمي ارتعش أول ما اتكلم بصوته الحاد!


_ أنتي مين؟

_ أنا.. أنا.. أنا


محستش بحاجة غير أني بيغمى عليا وبقع على الأرض بعدها مكنتش دارية بأي حاجة، أول ما فوقت فتحت عيني واحدة واحدة كانت الرؤية ضبابية بالنسبة لي لكني أول ما لقيته قدامي جسمي انتفض وقومت بسرعة.


_ إيه دا! أنا فين؟

_ اللهم ما طولك يا روح..

بدأت أعيط _ أنا عايزة يونس

_ وه يونس أخوي؟؟

_ أنت أخوه؟

_ انطجي تعرفي يونس كيف؟ وإيه اللي چابك السرايا في الوقت المتأخر ديه!! 


معرفتش أرد ف صوت عياطي زاد أكتر.. سابني ووقف عن السلم ونادي بأعلى صوت عنده _ يونس... يونس 


بصلي من بعيد تاني.. عيني جت في عينيه كانت نظرته حادة ومليانة شر، بعد ثواني كان يونس نزل جري على السلم، وبعده ست كبيرة طلعت من أوضة في الدور الأول في السرايا، وبعد كدا كل اللي في البيت طلع.. 


_ مين دي يا يونس؟ أنا مسفرك مصر تتعلم ولا ترچعلنا ومعاك بنات من البندر. 

_ اهدى بس يا أخوي تعالى بس معايا أنا هفهمك.. 


أخده وطلع برا وهو طالع بصلي بنظرة تهديني، بدأت أهدي وعياطي يهدأ في الوقت اللي لقيت الست الكبيرة بتقرب مني. 


_ أنتي مين؟ 


كان باين عليها الطيبة والملامح الهادية كانت تشبه كتير ليونس فترجمت أنها أكيد مامتهم.. 


_ طب اهدي، اعمليلها يا أم محمد لمون يهدي أعصابها.. 

تعالي يا بنتي اجعدي، أنتي تعرفي يونس؟ 

شاورتلها برأسي ب آه من غير ما أتكلم ف كملت كلامها _ عرفتيه كِيف؟ 

_ كان راكب معايا في القطر، تليفوني وقع وأنا معرفش عنوان الناس اللي أنا رايحالهم، قالي أن أخوه الكبير عنده معارف كتير وهيقدر يوصلني ليهم فجيت معاه وقعدت في الأوضة اللي برا ولما صحيت أصلي الفجر مكنتش أعرف قِبلة الصلاة فطلعت أدور على عم عز يقولي القبلة فخبطت في .. فيه ف خوفت أغمى عليا.. بس أنا خلاص همشي مش عايزة منه حاجة خلاص.. 


كنت بتنهد مع كل كلمة بقولها ف ضحكت في الوقت اللي جه في العصير فأخدته وحطته في أيدي _ طب خدي اشربي.. تلاجي دمك نشف. 

مسكته من إيديها وبدأت أشرب واحدة واحدة ف كملت كلامها _ أنا لولا إني عارفة يونس وَلدي زين كنت فكرت فيكي عِفش لكن عينيكي بتقول غير إكديه.. 

طبطت على إيدي _ ياسين صعب شوية لكن جلبه طيب وهيساعدك و دلوجت تجولي ماما كريمة جالت.. 


ابتسمت بتوتر في نفس الوقت اللي دخل فيه و يونس وراه، العصبية في اللي عينيه لانت شوية لكن نظرته لسه قاسية.. 


وجهلي الكلام _ وصاحبتك دي اسمها إيه بالكامل؟ 

قومت وقفت واتكلمت بسرعة _ حسناء.. حسناء محمد الدهشوري. 

_ تجدري تروحي تجعدي في أوضة الچنينة، ولو عايزة تجعدي اهنيه في السرايا كِيف ما تحبي.. 


بصيت ليونس فلقيته بيطمني أكتر بعينيه، كأن عيونه بتقولي "مش قولتلك اطمني!" 


_ ش.. شكرا. 


استأذنت وطلعت بخطوات سريعة من السرايا مسافة ما طلعت لقيت نفسي بجري على الأوضة وبقفل الباب ورايا وبنام.. طول عمري لما كان بيحصل خناقة مع مرات عمي أو عمي كنت أجري على أوضتي واقفل الباب وأنام كنت بحاول أهرب من الواقع اللي أنا عايشة فيه 

لكن المرة دي بهرب من إيه!! يمكن من عيونه! كل ما أغمض عيني مش شايفة غيره!!  


صباح اليوم التاني :


_ الست كريمة بعتاني علشان تيچي تفطري معاهم. 

_ لو سمحتي ممكن تقوليلهم مليش نِفس. 

_ مينفعش، طالما الست كريمة جالت كلمة يبجى لازم تتنَفذ.. 

_ حاضر 


قومت ومشيت وراها وأنا موطية في الأرض، كنت مكسوفة الوضع جديد عليا، موجودة في بيت ناس معرفهومش تبع شخص أول مرة أشوفه كان امبارح وشخص تاني مش طايق وجودي.. 


_ صباح الخير 

_صباح النور يابتي، استريحتي في النومة؟ 

_ اه يا طنط الحمدلله 

_ هنا أنا اسمي ماما كريمة الكل بيقولي اكديه.. 

ابتسمت بتوتر فكملت كلامها _ ولحد ما ياسين يلاجي چماعتك أنتي هتخليكي هنا معايا مفيش طلوع من السرايا تاني.. 

_احم أنا چبت عنوان 3 بنات بنفس الاسم في سوهاچ ونواحيها، لو مش تعبانة نروح دلوكت علشان نشوفهم.. 

بصيتله لما وجهلي الكلام ف قابلت عينيه من تاني، عينيه اللي مش قادرة أنساها أبدا ولا نظرته.. 

حاولت أطلع الكلام بالعافية _ هو .. هو فين يونس؟ 

ماما كريمة اتكلمت _ يونس عند بيت عمه يسلم عليهم، أنتي هتروحي مع ياسين.. 


بصيتله تاني _ طب أنا جاهزة.. 

_ كملي فطارك الأول 

_ شبعت. 

_ طب يلا.. 


استأذنا وطلعنا، مشيت وراه وهو مش مهتم حتى أن في 155 سنتي ماشيين وراه، وقفت عند باب الأوضة 


_  هجيب شنطتي وجاية. 

_ علشان ايه؟ 

_ علشان لو حسناء بنت من ال 3 دول تكون معايا الشنطة.. 

_ بس أنا ماما كريمة موصياني أچيبك معاي تاني حتى لو لقينا صاحبتك..

_ ليه؟ 

_ابجي اسأليها لما ترچعي.. 


سابني ومشي من غير كلام تاني ولا حتى يستنى ردي، مشيت وراه بخطوات سريعة علشان ألحقه وركبت بسرعة العربية، تخيلت للحظة أنه كان ممكن يمشي من غير ما ألحق أركب من كتر ما هو مستعجل. 


طول الطريق بفرك في ايدي من التوتر، وجوده مُربك علي عكس أخوه، ساكت ومش بيرد غير ع قد السؤال، كل ما يجيله تليفون وأسمع صوته كنت بركز معاه وهو بيتكلم، كلامه بالألغاز لكن لهجته الصعيدي اللي أوقات بتقلب مصري حسب الشخص اللي بيتكلم معاه مع هيئته وكارزميته تخطف القلب.. 


_ لو مطلعتش صاحبتي واحدة من اللي هنروحلهم دلوقتي هع...

قطع كلامي _ هدورلك عليها في الدِنيا بحالها لحد ما تلاجيها.


بصيت قدامي وسكت.. كنت ساكتة لحد ما وصلنا لأول بيت.. نزل هو الأول وبعد كدا رجع وقالي البنت اللي جوا  بنت صغيرة ف أكيد مش هي..

ركبت وأنا قلبي مقبوض.. أنا قراري أني أجي هنا كان بسبيها هي ع الأقل يكون في شخص أعرفه يطمني بدل ما أكون في بلد غريبة لوحدي..


بصيت جمبي عليه وهو في طريقه للعنوان التاني بعد ما شغل أغاني، هو إزاي قادر يكون متماسك كدا.. من أول ما شوفته لحد دلوقتي وهو مضحكش ولا مرة..

ولا مرة ضحك كأنه بينه وبين الفرحة عداوة.. غريب.


وصلنا العنوان التاني وقالي تعالي معايا.. رجلي كانت بتخبط في بعض احتمالات إني ألاقيها بتقل..

بعد ما سألنا ع الاسم وطلعت مش هي حسيت أن الدموع في عيني.. 

رجعنا للعربية وأنا ساكتة من غير ما أعلق.. 


_ لسه جدامنا عنوان كمان..  بس أنتي إزاي مسألتيهاش على عنوانها ولا حتى نمرة تليفونها.. 

اتنهدت _ كنت فاكرة إني هنزل من القطر ألاقيها في وشي مستنياني زي ما كنا مخططين.. 

سكت شوية وبصيتله _ هي إزاي راحت عن بالي دي !! 

_ إيه؟ 

_ ممكن موبايلك؟ 

_ عرفيني الأول ايه اللي شجلب حالك فجأة. 

_ إزاي مفكرتش أفتح فيس بوك وأبعتلها.. 

بص حواليه وبصلي تاني وهو بيحاول يتماسك أعصابه علشان ميتعصبش

_ أنتي عايزة تجوليلي إنك مفكرتيش في الحل دا من أول ما نزلتي من الجطر؟؟ 

_ لأ.. كنت متوترة وخايفة، أول مرة أتحط في الموقف دا.. 

طلع تليفونه وحطه في أيدي _خدي.. ياكشي تكون هي آخر عنوان معانا خلينا نخلص من الشبكة الزرجة دي.. 


تجاهلت طريقته في الكلام ومسكت الموبايل بسرعة وفتحت الأكونت بتاعي، كنت متحمسة لدرجة أن إيدي كانت بترتعش.. بدأ يحمل وفتحت الرسايل علشان أتفاجأ بآخر مسدج منها و.. وبلوك!!! 

"ياقوت، أنا آسفة بس بابا وماما مش موافقين أن أنتي تيجي ولا أعرفك تاني، اعذريني يا ياقوت." 


مقدرتش أنطق.. الموبايل كان هيقع من إيدي من الصدمة فأخده بسرعة وبدأ يقرأ في الرسالة. 

بدأت دموعي تنزل لكن مش عليها، على نفسي! 

الوحيدة في العالم كله اللي وثقت فيها وحكيتلها أدق أدق التفاصيل في حياتي والوحيدة بردو اللي خذلتني! 

على الأقل أنا مشوفتش من عمي يوم حلو لكنه أهون عليا بكتير من غدرها دا!! 

فجأة صوت عياطي علي غصب عني.. نزلت وقفت برا العربية علشان ميشوفش ضعفي أكتر من كدا.

نزل من العربية ووقف جنبي وهو ساكت.. 


بعد شوية وقت _ استريحتي نطلع؟؟ 

بصيتله بعيوني الحمرا وغمضت عيني ب آه 

ركبنا العربية وطول الطريق منطقناش ولا كلمة لدرجة أن لو جاله تليفون كان بيفصل الموبايل علشان ميتكلمش.. 


رجعنا البيت واستقبلتني تاني أطيب ست شوفتها لحد دلوقتي.. بعد ما حكى لها، قامت بكل هدوء على عكازها وقعدت جنبي وسندت رآسي على صدرها.. 


_ ولا يهمك أي حاچة البيت دا من النهاردة بيتك وكل اللي هنا تحت أمرك و زيك زي أي حد إهنيه.. 

أنا طول عمري أتمنى خلفة البنات، وأنا من أول ما شوفتك وأنا قلبي اتفتحلك يابتي. 


لقيت نفسي بعيط في بعلو صوتي وطاقتي في حضنها.. من زمان مدقوتش ولا حسيت بحضن دافي بالشكل دا.. 


خرجت من حضنها ومسحت دموعي _ أنا كمان حبيتك يا ماما كريمة، لكن مينفعش.. أنا همشي 

أرض الله واسعة و زي ما وقفلي ناس طيبين زيكم هيوقفلي ناس طيبين تاني.. أنا هروح أي فندق لحد ما أتأقلم مع البلد هنا.. 


مسافة ما خلصت كلامي ياسين قام مشي.. 


_ أنا جولتها كلمة واحدة ومش هنكررها..


مكنتش عايزة أزعلها ولا أجادل، كفاية كرمها معايا من أول ما جيت، صممت إني أدخل بحاجاتي للأوضة اللي جنب أوضتها علشان أكون جنبها دايما.. يوم بعد يوم بدأت أنام كويس.. كان بيهون عليا وجود يونس.. كان بيحاول يخليني أضحك بأي طريقة، مسابنيش مرة أقعد لوحدي وهو عارف إني هفكر 


لكن.. لكن ياسين كان ساكت دايما.

معرفش إذا كان دي من عادته ولا أنه متضايق من وجودي في بيته

لكنه كان مُريب بيرجع وش الفجر وطول الوقت بيتكلم في التليفون وهو متعصب!! 


رغم أني مكنتش مركزة معاه إلا أنه كان لافتني من غير حاجة!! 


_ تعالي يا ياجوت.. 

_ نعم يا ماما كريمة 

_ من أول ما چيتي وأنتي مجبتيش خلاجات جديدة.. چبتلك الكام فستان دول چربيهم بدل البناطيل دي.. 

_ الله يا ماما كريمة حلوين قوي.

حطت ايديها على فستان وحطته في أيدي _ خدي ديه، خشي چربيه في الحمام وتعالي وريني.

_ حاضر. 


دخلت الحمام وغيرت ولبست الفستان.. كان أزرق وطويل لكنه بنص كوم، كان لايق عليا خصوصا أن بشرتي فاتحة، طلعت وقفت قدامها ف ابتسمت وهي بتقول ما شاء الله!


_ تعالي يا بتي، ايه اللي أنتي عملاه في شعرك دا.. شعرك تاچك لازم تعتني بيه، فكيه بدل ما أنتي معجداه كدا.


مترددتش لحظة وأنا بفك شعري علشان ينزل لحد بعد ضهري.. 


_ تبارك الخلاج، بسم الله ماشاء الله، وأنتي مدارية الچمال دا كله خايفة من الحسد؟؟ 

قعدت جنبها _ أنا أكتر واحدة بتحب شعرها.. طالع شبه شعر ماما الله يرحمها 

_الله يرحمها 

_ يوم ما ماتت جت مرات عمي وجابت المقص وقصيتهولي، معرفش لكن تقريبا غيرة من أمي.. من وقتها وأنا سيباه يطول تاني ومش بفكه قدام حد أبدا.. 

طبطبت على رجلي _ من هنا ورايح انتي تعملي اللي على كيفك واللي يخليكي مرتاحة ومبسوطة وبس.. فهماني؟ 

هزيت رأسي فكملت كلامها _ بيت عم ياسين ويونس چايين النهاردة على العشا، عندهم بنتين زهرة و ورد، شايفين حالهم علشان مفيش في چمالهم في الكفر كولياته، عايزة بتي تكون أحلى منيهم.. يلا خدي الفساتين وچهزي حالك.. 


أخدت الفساتين ودخلت أوضتي حطيتهم قدامي وأنا بفكر ليه أكون أحلى منهم!! هما حلوين للدرجة دي مكنش الموضوع شاغل بالي لحد ما افتكرت أن يونس هيشوفني، ابتسمت وأنا برفع خصلات شعري عن وشي. 

"يبجي لازم أكون أحلى منيهم." 


بليل لبست فستان تاني وجبت شعري على جنب علشان يبان طوله، حطيت مكياچ بسيط خالص علشان ميكونش باين إني بأڤور، ابتسمت لنفسي في المراية وأنا راضية عن نفسي جدا ومستنية رأي يونس زي ما بيعلقلي على كل حاجة .. طلعت أشوفه فين!! 

في وسط ما أنا بدور عليه في الجنينة سمعت صوته وهو بيتكلم مع حد، وقفت مكاني وغصب عني وقفت أسمع بيكلم مين.. 


_ ياورد.. ياورد افهمي بقولك. 

_ أفهم إيه؟ أفهم إيه وأنت راچعلنا من مصر بسنيورة في يديك ويا ترى فعلا أول مرة تشوفها في الجطر ولا كنت تعرفها من زمان 

ياخوفي يا يونس يا خوفي لا تكون تعرف غيرها كَتير كَمان وأنا جاعدة هنا مش دريانة بحاجة.. 

_ يا عبيطة، بقا أنا هسيب الجمال دا وأبص لبنات مصر؟ 

أنا بحبك أنتي وقلبي رايدك أنتي من أول ما كنا لسه صغار. 

_ أيوة يا خوي كل عَجلي بكلامك المعسل. 


اتداريت بسرعة قبل ما حد يأخد باله إني بتصنت، حاولت أتمالك دموعي لكن نزلت غصب عني، نزلت وهي بتمسح كُحلي اللي اتكحلته في عين كانت شيفاه "حبيب" 


كنت بجري على أوضتي رغم أني مكنتش شايفة قدامي من دموعي، لسوء حظي خبطت في ياسين لدرجة إني وقعت عليه..  

إيدي كانت على صدره وشعري كله كان على وشه، ورغم كدا كان إيديه الاتنين على وسطي ومحاولش يبعد شعري عنه. 

حاولت أقوم وأبعد لكنه تبت أكتر وهو مركز في عيني قوي كأنه بينيمني مغناطيسي .. حسيت أن قلبي بيدق في صدره للحظة من كتر ما إحنا قريبين!! 


قومني _ بعد إكديه تنتبهي وأنتي ماشية.. 


خلص أخر كلمة وسابني ومشي!! يعني مش ملاحظ الدموع في عيني؟ مش ملاحظ أني بعيط وأن أكيد في حاجة حصلت معايا خلتني أعيط! 

أنتي فارق معاكي قوي كدا ليه يا ياقوت، دا يونس اللي قولتي بتحبيه مش فارق معاكي كدا. 

وكأن من كتر ما أنا مش مهتمة لوجود ياسين أصلا غصب عني اهتميت ! 


_ إيه دا ياقوت أنتي واقفة هنا بتعملي إيه؟ 

انتبهت لوجوده _ كنت داخلة دلوقتي.. 

جيت امشي فوقفني تاني _ طب استني أعرفك على ورد خطيبتي.. 


بصيتلها وابتسمت بِحُب كانت جميلة فعلا زي ما ماما كريمة قالت .. حلوة كدا ووشها حلو وملامحها مقبولة رغم أن بشرتها قمحي شوية.

للحظة حسيت إني أعرفها من سنين وقربت عليها وحضنتها _ إزيك يا ورد؟؟ 

استغربتني لثواني وبعد كدا ابتسمتلي _ ياجوت مش إكديه؟ 

ابتسمتلها وهزيت رأسي ب آه _ مبروك الخطوبة. 

_ ادعيلنا تتم على خير 

نغزته_ البيه رايح يتعلم في مصر وفايتني اهنيه سبع سنين لحالي.. ياريته حتى تمم الخطوبة وحط في أيدي دبلته. 


كان باين في عينيها الحب حتى في عصبيتها منه! 

شبك إيديه في إيديها ورفع إيديها وباسها وهو بيبصلها بحب _ هيحصل.. 


رغم أنها كانت لسه متعصبة منه لكنها ابتسمت! فرحت لحبهم واتمنيت في يوم أوصل لدرجة دي! 7 سنين بعيد عنها بيشوف من البنات أشكال وألوان ولسه مش شايف غيرها، وهي مستنياه وواثقة ومتأكدة أنه ليها .. قلبي فرح وحستني مبسوطة في الوقت اللي عدا من قدام عيني نظرة ياسين في عيني واحنا واقعين على الأرض! 


ضحكت _طب هدخل أنا بقا، مش عايزة أبقى عزول. 


مسافة ما لفيت حسيت براحة كبيرة جدا أن بابا وماما ربوني صح.. أنا موصلتش إني أحبه.. أنا بس علشان شايفة أنه لطيف معايا على عكس أخوه اللي شافني مرتين بعيط ومحاولش حتى يسألني مالك أو يطيب خاطري بكلمة!!

كنت مشيت كام خطوة لكني سمعت همسها وهي بتقولها " دي طلعت حلوة وباين عليها طيبة جوي فعلا زي ما بتجولي يا يونس."


_ إزاي يا مرت عمي تجعد كدا وأنتي عندك اتنين عزاب في البيت.

_ أيوة يا كريمة إزاي توافجي ولادك على اكديه، دا البلد كلها مبجاش ليها سيرة غير البت المصراوية اللي جاعدة في السرايا وسط الرچالة..

_ أنا مجعداها في بيتي يا راضية، يعني ينحرج أي حد مش عاجبه وهاتيلي كدا واحد بس في البلد دي بتتكلم علينا وأنا أجصله لسانه..


كنت واقفة أتابع المشهد وحسيت إن ربنا عوضني أم تانية بدل اللي راحت مني.. أم تدافع عني في غيابي قبل حضوري.. قبل ما أمشي لاحظت زهرة وهي بتنغز أمها من تحت لتحت وكأن النغزة دي وراها حوار معين ما بينهم.. 


_ إلا جوليلي يا كريمة.. مش ناوية بجا تچوزي ياسين، علام واتعلم أحسن علام، شغل وأحسن تچارة في البلد كلها وأي حد يتمنى يشاركه، مش ناقصه غير عروسته ولا كلامي فيه غلط!! 

_ كلامك صوح يا راضية لكن أنتي عارفة زين إني مبغصبش ولادي على حاچة، ياسين عارف هو بيعمل إيه ولو عايز يتچوز قادر يتچوز من بكرا الصبح.. 

_ ما أنتي عارفة أنه مبيرفضلكيش أي طلب.. 

_ إلا الچواز، لو مجاش وجالي أنا رايد دي وخلاص اختارت ولا عمري هفتح معاه الموضوع دا أبدا.. 

ضحكت ضحكة مستفزة _ يعني منفسكيش تشيلي عياله.. 

وكملت وهي بتلوي بؤها _ ولا علشان يعني مهواش ولدك. 

صوتها بقا حاد نسبيا _ الزمي حدودك يا راضية، ياسين ولدي غصب عن أي حد، وبعدين أنتي بتلفي وتدوري ع إيه؟ عايزة توصلي لإيه؟ بنتك جدامه من وهما صغار لو كان رايدها كان طلبها.. وكفاياكي بجا حديت ماسخ.. 


حسيت إني اتجمدت مكاني، يعني إيه ياسين مش ابنها!! 

يعني إيه؟ مش قادرة أفكر! دخلت على أوضتي وفضلت ألف يمين وشمال مش عارفة يعني إيه اللي سمعته دا؟ 

كنت محتاجة أفهم ع الأقل.. كل اللي في البيت عارفين حكايتي لكن أنا مش عارفة حاجة خالص عنه.. 

وقفت عند آخر كلمة فكرت فيها، عنه!!! شاغلة بالك بيه ليه يا ياقوت؟ ليه من أول مرة شوفتيه وانتي مش شاغلة بالك غير باللي بيعمله واللي بيقوله حتى سكوته شاغلة بالك بيه.. 


جه معاد العشا وقعدت ع السفرة من غير ما أتكلم، كانوا بيتكلموا وبيضحكوا وأنا كلامي كان قليل جدا، قليل شبهه! 

بصيتله لقيته باصصلي في بصيت في طبقي تاني لكني ارتبكت!! 

استأذنت وقومت أنام 

لكن راح النوم من عيني لحد الصبح!! 


بعد كام يوم:


_ يونس ؟

_ تعالي يا ياقوت اقعدي معايا 

كان قاعد في الجنينة بيقرأ في كتاب ف قعدت جنبه وأنا جوايا ألف سؤال وسؤال لكني مش عارفة أبدأ منين. 

_ ابدأي من الأول خالص 

_ إيه؟ 

قفل الكتاب و ركز معايا أكتر _ إيه أنتي ؟ سرحانة في إيه مخليكي مش على بعضك.. 

_ هو مش أنت وياسين أخوات؟ 

_اه ياستي أخوات وبالنسبة للفرق اللي ما بينا ف أنتي اديكي شوفتي الفرق اللي ما بين زهرة و ورد.. 

_ مقصدتش كدا أبدا.. أنا سمعت مرات عمك يوم ما كانوا هنا وهي بتقول لماما كريمة ولا علشان ياسين مش ابنك!! 

ضحك _ اااه قولي كدا بقا، ياسين ياستي أخويا من الأب بس.. لكن مامته متوفية من زمان، ماتت وهو في حضنها كان عنده 6 سنين علشان كدا هتلاقيه دايما ساكت ودايما مبيعرفش يعبر عن اللي حاسس بيه.. 

_ علشان كدا دايما حاد! 

_مفيش أطيب من قلبه.. لكن عمره ما هيظهر دا لحد هتلاقيه بيعمل حاجات تبينلك أنه طيب جدا من غير ما يكون حاسس أصلا أنه بيعمل كدا وفي نفس الوقت ممكن يقلب في أي لحظة لدرجة إنك ممكن تحسيه وحش.. 


افتكرت أول مرة شوفته والقسوة اللي كانت في عينيه في المقابل لما وقف جنبي برا العربية مستنيني أخلص عياط!! 


_ هو رافض فكرة الجواز؟ 

_ مش فكرة رافض لكنه مش بيفكر في الموضوع من أساسه، آخر أولوياته أقصد..

_ علشان كدا مش حابب زهرة؟ 

_ زهرة متناسبوش، ياسين عايز حد حنين عليه، حد ميكونش أغلب وقته يخطط ويغل!! 


سرحت في هدوء تام في الكلام اللي قاله، افتكرت تاني نظرته ومسكته ليا لما كنا واقعين ع الأرض، تنهيدته كأنه بيقاوم شيء سري..


_يونس بيه، يونس بيه

_ إيه ياعم عز مالك بتنهج ليه كدا ؟

_ في ناس برا بيجولوا أنهم جرايب الست ياجوت وعايزين يأخدوها..

_قرايب مين؟ متدخلش أي حد لحد ما أجيلك واتصل بياسين بيه حالا..

بصلي وأنا كنت في حالة ذهول ومش عارفة أنطق _ هما بيعرفوا مكانك ازاي؟؟

_ مش.. مش عارفة!

_ أنتي معاكي حاجة منهم!!

_ لأ سيبت كل حاجة كانوا بيجيبوها في القاهرة مأخدتش غير حاجتي أنا بس و.. 

حطيت أيدي على رقبتي _ وسلسلة ماما.

_ وريني السلسلة دي كدا.

قلعت السلسلة وحطيتها في إيده، بعد ما ركز فيها شوية _ دي مش سلسلة.. دي جهاز تتبع!! أنتي متأكدة أنهم عيلتك من دمك مش مافيا وصلت معاهم للدرجة دي!!


دخلني السرايا لماما كريمة وطلعلهم، قعدت في حضن ماما كريمة جسمي بيرتعش وبعيط.. مش قادرة أتخيلهم بيأخدوني.. مش قادرة أتخيل..


_ مش عايزيهم يأخدوني ياماما .. مش عايزاهم يأخدوني. 

_ متخافيش محدش يجدر يأخدك من حضني، محدش يجدر، دلوكت ياسين ويونس يچوا ويجولولنا عملوا إيه..


فضلت أعيط في حضنها لحد ما دخل ياسين ويونس.. طلعت من حضنها وأنا عيني على ياسين مستنية رده..


_ عملت إيه يا ولدي..

_ مشيوا.

أخدت نفسي _ الحمدلله

_غلطة الشاطر بألف، لو كانوا دخلوا علينا بالحكومة كانوا جدروا يأخدوها بالجوة، لكنهم جايين فاضيين.. لكن حاجة زي دي مش هتعدي عليهم وهيرچعوا في أي وكت..

يونس اتكلم _ إحنا لازم نودي ياقوت في أي بيت من بيوتنا اللي في الناحية الشرقية ومحدش يعرف بالخبر دا من أهل البلد أبدا..

_ لأ.. لأ يا ولدي أنا مش هبعد بتي عني، الليلة ياسين يكتب كتابه عليها وأعلى ما في خيلهم يركبوه، محدش هيجدر يأخدها منه ولا بجوة ولا غيرها..


بصينا لبعض كلنا في ذهول، كنت ببص لياسين مستنية منه أي رفض لكنه متكلمش، من جوايا فرحت وقلبي دق لما الجملة اترددت في دماغي من تاني..


يونس اتكلم _ بس يا أمي، يعني..

_ مفيش بس يا يونس .. أنا جولتها كلمة وخلص الكلام، تكلموا المأذون يچي الليلة جبل المغرب.


قامت وقفت ودخلت على أوضتها، بصيت على ياسين تاني لكنه معملش أي رد فعل ولا متفاجيء ولا باين أنه متعصب ولا باين حتى أنه فرحان.. قومت وقفت ودخلت ورا ماما الأوضة..


_ مين؟

_ أنا ياقوت يا ماما

_ خشي يا ياجوت..


كانت قاعدة على السرير ومش بتعمل حاجة، دخلت قعدت قدامها وابتسمت..


_ أنا مقدرة إنك عايزة تحميني، لكن ياسين إيه ذنبه؟

_ ذنبه أنه عشجك..

_ إيه!!

_ ياسين هو اللي طلبك يابتي، ولو حتى مطلبكيش فأنا حافظة ولدي اللي ربيته زين، نظرته ليكي كلها عشج وحب، أول مرة يفكر في الچواز، أول مرة يچيلي يقولي أنا عايز حد، لو اللي حُصل النهاردة ديه محصلش كان زماني جولتهالك بردو..

_ يعني ياسين عايزاني؟؟ 

_ ياسين چالي وجالي أنا عايز ياجوت بس عايزك أنتي اللي تجوليها، هو هيتعبك شوية الأول على ما تطبعوا بطبع بعض لكن مش هتلاجي في الدنيا كلها حد يحبك جده.. لأنه بيعشج 

أنا بجولك كدا علشان متحسيش أنه غصب عنه، صدجيني ياسين بس في الدنيا ديه كلها اللي هيعرف يحميكي ويحفظك.. 


خلصنا كلام وطلعت من عندها وأنا حاسة أن الدنيا كلها مش سيعاني، ياسين!

ضحكت من هبلي، وإني فرحانة معرفش ليه؟ إيه غير حالي فجأة كدا في الكام يوم دول !!

من أول ما دخلت البيت دا وهو متكلمش معايا حلو خالص ولا حاول يقرب مني أصلا، حتى لو قربنا بيتغير فجأة. 

معملش أي حاجة كان بعيد، وأنا مشغولة بكدا!! يعني.. يعني إيه!!


_ ياقوت

_ أيوة يا يونس

_ أنا آسف ع اللي حصل، أنا كلمت المأذون لكن تقدري تقولي لأ على فكرة، محدش هيقدر يغصبك على حاجة..

_ متقلقش عليا أنا موافقة.

_ بجد؟

ابتسمت _ بجد..


دخلت على أوضتي أجهز نفسي، لأن المأذون كان قرب يوصل، طب ألبس إيه؟ ولا أعمل شعري إزاي!

وقفت في وسط الأوضة حيرانة ومش عارفة أعمل حاجة خالص، حسيت إني وحيدة ومش سعيدة..

كنت أتمنى ماما تكون بتجهزني، أو أختي!

أو على الأقل يكون عندي صاحبة تقف جنبي، صاحبة هه.. صاحبة متبعنيش..

قعدت على السرير وأنا حاسة بالخذلان معنديش شغف أقوم أشوف أنا هعمل إيه!

في الوقت اللي لقيت فيه الباب بيخبط!


_ مين؟

_ أنا ورد يا ياجوت افتحي.

قومت بسرعة فتحت الباب ولقيت نفسي بحضنها من غير ما أحس، معرفش ليه بس دا كان شعوري وقتها!!


_ ادخلي يا ورد، ادخلي

_ ألف مبروك يا عروسة، لما ياسين اتصل لأبوي يجوله، مجدرتش أجعد لحظة وجولت أجي أساعدك..

_ أنتي جيتي في وقتك يا ورد، أنا مكنتش عارفة أعمل إيه و محتارة قوي.. 

حطت إيديها في إيدي _ تعالي معايا أنا هساعدك.. 

وقفت لما افتكرت زهرة أختها _ ورد هي زهرة مش هتكون زعلانة دلوقتي؟ 

ضحكت _ دي جالبة البيت مناحة وزعيج هي وأمي ومش طايجين حد.. 

_ يعني مش هتزعل منك أنك جيتيلي؟

_ تتفلج هو الچواز بالعافية ولا إيه، لو الجلب مدجش يبقى الچواز دا لا ليه طعم ولا ريحة.. وهي جدام ياسين طول الوجت لو كان عايزها كان اختارها.. 


ابتسمت فلاحظت ابتسامتي 


_ أنا ببصملك بالعشرة أن جلبه مدجش غير ليكي، وأنك شجلبتي دينيته كلها وإنه يبجى عايز يتچوز إكديه.. 

يلا يلا أنتي هتجفي مسهمة كدا كَتير، شهلي ورانا حاجات كتير..


حضنتها تاني وكنت مبسوطة قوي أنها معايا، اختارت معايا فستان وعملتلي شعري.. كل ما أتوتر تهديني، رغم أن مكنش في غيرها إلا أن فرحتي كملت بيها هي.. ابتمست وأنا ببص عليها من بعيد وهي بتجهز نفسها بعد ما خلصت معايا، يا بخت يونس بيكي يا ورد.


ماما كريمة جت أخدتني، أول ما شوفته واقف قلبي دق بعنف، كان جميل أكتر من عادته، عينيه مفيهاش أي مشاعر بس على الأقل مفيهاش أي قسوة، قعدتني جنبه فحسيت ب رعشة في قلبي وأن الجو بقا حر..

كتبنا الكتاب ومضيت عليه وأنا قلبي هيتخلع من مكانه وأنا بوثق اسمي على اسمه.. 

كنت ببصله وهو بيمضي مكنش متردد لحظة، حسيت إني فرحانة أكتر والفرحة مش سيعاني..

قعدنا شوية مع بعض والكل كان مبسوط حمدت ربنا أن ولا زهرة ولا مامتها حضروا علشان محسش إني أخدته منها وأنا السبب أو أحس بحقد حد عليا..


أخدني وطلعنا أوضته وحسيت إني متوترة أول ما قفل الباب!!


_ من النهاردة دي أوضتك، وأنا جولتلهم يچيبولك حاچاتك من الأوضة اللي تحت..


هزيت رأسي من غير ما أتكلم وهو دخل يغير هدومه، بصيت على الأوضة لقيتها غريبة قوي، كل حاجة فيها غامقة، مليانة من على الجدران بنادق ومسداسات وصورة جنب سريره لست، اعتقد أنها مامته فيه شبه منها كتير، زي ما يونس شبه مامته..


حاجاتي ولبسي وصلوا في الوقت اللي طلع فيه من الحمام فأخدهم وحط قدامي..


_ غيري هدومك دلوكت وبكرا ابجي رتبيهم على كيفك..

_ حاضر 


دخلت غيرت هدومي وطلعت لقيته اتغطى ونام! 

كنت اتوضيت علشان أصلي ولبست إسدالي وبدأت أصلي الصلوات اللي فاتتني، لقيتني بدعي ربنا أنه يجعله زوج صالح ليا ونقرب لبعض أكتر لأني محتاجة أبقى جنبه.. لقيتني في آخر الصلاة بحمد ربنا على كل حاجة حصلتلي ووصلتني إني أتجوز ياسين.. 

خلصت صلاة ونمت جنبه على الطرف التاني، الوضع كان غريب وكنت مكسوفة لكني هستحمل أي حاجة المهم نقرب من بعض.. 


صباح اليوم التالي: 


صحيت من النوم لقيته مش موجود لكنه طلع من الحمام 

ابتسمت _ صباح الخير 

_ صباح النور، جومي يلا اچهزي علشان ننزل نفطر وهتيچي معايا مشوار.. 

_ حاضر. 


قومت اتوضيت وصليت وهو كان مستنيني علشان ننزل سوا، لبست ووقفت قدام المراية أسرح شعري، وبما إني عروسة جديدة حبيت أنزل بيه كدا وهو مفرود.. 


_ إيه دا؟ 

_ إيه؟ 

_ شعرك! 

_ ماله؟ 

حط إيده في الشنط وطلع ايشارب، قرب عليا وحطه عليا شعري وربطه من ورا _ من هنا و رايح شعرك دا ليا أنا لوحدي، أنا بس اللي أشوفه.. 

استغليت أنه قريب مني وتعمدت إني أخليني قريبة منه أكتر وأتكلم بحب _ حتى هنا في البيت يا ياسين؟ 

اتوتر ورجع خطوة لورا _ أجصد يعني لما نكون رايحين مشوار.. 


نزل ونزلت وراه، حتى على السفرة قعدت جنبه، كنت حاسة أنه ملكي قوي وأنه مسؤول مني.. كنت بقرب الأكل ناحيته وبحاول أهتم بيه علشان يفرح بيا. 


_ لو خلصتي أكل يلا نمشي.. 

_ أه الحمدلله خلصت. 

_ طب يلا. 

_ خلي بالها من يا ياسين.. 

_ حاضر يا أمي. 


طلعنا وركبت معاه محاولتش اسأل أحنا رايحين فين لأني أصلا مبسوطة بأي لحظة أنا معاه فيها.. كان مشغل أغاني طول الطريق وأنا مش قادرة أشيل عيني من عليه، لسه بردو مشوفتش بيضحك لكن واضح عليه أنه مبسوط!! 


وقف العربية قدام محلات اللبس، استغربت لكني كنت فرحانة أنه فكر في حاجة زي دي وإنه كمان أخدني نختار سوا. 

دخلنا وبدأنا نختار مع بعض واللبس اللي يقول عليه تمام بنأخده.. 


_ المحل دا فيه لبس عرايس بس أنا هتحرج أدخل معاكي، ادخلي أنتي وأنا مستنيكي.. 

_ها؟ 

_ ادخلي أنتي بجولك 

_ آه 


دخلت المحل وكنت كل شوية أبص ورايا، أعمل اي دلوقتي ولا أجيب إيه أنا مبفهمش في الحاجات دي، أنت يعني اللي بتتحرج وأنا عيني تتدب فيها رصاصة.. 

البنت اللي واقفة جوا ساعدتني وطلعتله.. 


_ خلاص كدا؟ 

رديت بكسوف _ اممم 

_ محتاچة حاچة تاني؟ 

_لأ أنا كدا تمام 

_ طب يلا بينا..


ركبنا العربية ومشينا كنت مبسوطة قوي وأنا ببصله، وأنه دلوقتي جوزي، فجأة وقف في الطريق! 


_ ياجوت! 

قلبي دق _ نعم.. 

_ أنا عارف إن اللي هجوله مش هيعچبك أبدا، أنتي هتتنازليهم عن كل حاچة في الورج اللي معاكي وأنا أوعدك هعوضك أضعاف أضعاف. 


حسيت أن لساني اتربط وإني متضايقة والدموع اتجمعت في عيني 

_ مش كفاية سيبتلهم الفيلا يعيشوا فيها؟ مش مكفيهم تعذيب فيا طول السنين اللي فاتت؟ 

مش مكفيهم إني اتبهدلت بسببهم بعد موت أبويا وأمي! 

مش مكفيهم كل دا وجايين دلوقتي عايزيني أتنازل بسهولة كدا؟ أتنازل على تعب أبويا في عمره كله علشان يضيعوه؟ 

أنا آسفة يا ياسين أنا مش هقدر.. أنا كان ممكن أتنازل بسهولة لو كانوا كويسين معايا أو إني عارفة إنهم هيحافظوا على كل دا.. لكن أنا حتى لو أنا هنا ومش هعمل اي حاجة بكل حاجاتي هناك ف أنا عندي تكون كل حاجة واقفة كدا ملهاش لازمة ولا أنهم يتمتعوا بفلوس أبويا وأملاكه بعد ما بهدلوني.. 


قرب ايديه على وشي ومسح دموعي _ خلاص اهدي، أنا هتصرف، متشيليش هم.


شغل العربية وطلع، وأنا بصيت من الشباك بحاول أهدأ، حطيت أيدي على وشي مكان إيده و... وابتسمت! 


_ رتبي بجا حاچاتك في الدولاب، أنا جولتلهم يفضولك نصه.. 

_ بعد كدا مش عايزة حد يدخل أوضتنا، أنا هنضفها وأنا هرتبلك لبسك وأكويه 

_ زي ما تحبي.. 

ابتمست _ طب أنا هصلي الأول وبعد كدا هظبط كل حاجة.. 

_ ماشي وأنا خارج وهعاود بليل. 

_ مش هتصلي قبل ما تنزل!! 

_ ها.. اه طبعا يلا نصلي.. 


ابتسمت لأني عارفة أنه مش بيصلي، على عكس يونس بشوفه بيروح المسجد وماما كريمة متوضية على طول ومستنية الآذان.. إلا هو وقت الآذان بيهرب بأي حجة، لكن المرة دي لأ مش هيقدر يهرب مني! 


_ ستياجوت، ست ورد تحت وعايزاكي.. 

_ قوليلها أنا نازلة.. 


سيبته يصلي ونزلت علشان يأخد راحته مع ربنا.. 

نزلت ل ورد الغريب رغم أنها كانت لسه معايا إمبارح إلا أنها كانت وحشاني.. 


_ أنا جولت أسلم عليكي جبل ما أمشي. 

_ يعني كنتي عايزة تمشي من غير ما تسلمي عليا، بقا كدا يا ورد؟ 

قعدنا _ أصل أنا هنا من بدري وماما كريمة جالت أنك مع ياسين بيچيبوا حاچات.. 

_ جابلي حاجات كتيرة قوي يا ورد لما أرتبها هفرجك عليها. 

_تتهني بيهم يا ست البنات، عجبالي يارب. 

ضحكت _ هانت أهو 

_ أنتي كمان هتجوليلي زي ما بيجول يا ياجوت.. 

_ يونس بيحبك، لكن حتى لو أنتم ولاد عم هيتجوزك إزاي وهو لسه مشتغلش؟ اصبري عليه شوية كمان مبقاش غير القليل.. 

_ على رأيك مبجاش غير الجليل، وأنتي بجا جوليلي مبسوطة؟ 

ابتمست بحب  _ طايرة من الفرحة. 

_يااه يا ياجوت هتشوجيني على الچواز ليه بس 

ضحكت _ بكرا تتجوزي وتبقي مبسوطة أكتر مني.. 

_إلا جوليلي، جالك بحبك؟

_ تؤ.. بس أنا مبتفرقش معايا، أنا بشوفها في عينيه في كل مرة يبصلي فيها، أو لما يعملي حاجة تبسطني، الحب ممكن يكون كلامه كتير لكن الفعل بألف كلمة من دول.

_ دا أنتي عشجاه على الآخر.. 

_ على الآخر. 


ضحكنا وقعدنا مع بعض شوية وقامت مشيت، طلعت فوق علشان أشوف ياسين هينزل امتى، دخلت لقيته غير هدومه وواقف في الأوضة ووشه مخطوف!! 


_ في ايه؟ 

_ ها، لأ مفيش حاچة، أنا خارچ. 

_ ترجع بالسلامة. 


طلع من الأوضة لكني كنت مستغربة كدا، ايه اللي موقفه كدا وكان ماله!! 

محطتش في بالي وبدأت أطلع الحاجات من الأكياس علشان احطهم في الدولاب في الوقت اللي لقيته داخل تاني.. 


_ نسيت التليفون. 

_ مأخدتش بالي أنه هنا والله 

_ الحج عليا أنا اللي مأخدتش بالي. 


ابتسمتله وأخد التليفون ومشي، بعد شوية رجع تاني.. 


_ نسيت الساعة. 


بصيتله وهو بيجيب الساعة وبيلبسها وأنا مستغربة، باين أنه مش على بعضه أو فيه حاجة!! 


_ أنا ماشي، سلام 

_ ترجع بالسلامة. 


قعدت تاني وأنا دماغي بتودي وتجيب، يا ترى في إيه؟؟  

لكن اللي صدمني أكتر أنه.. أنه رجع تاني!!! 


وقفت _ نسيت حاجة تاني؟؟ 

قرب عليا وكان حاطط إيد ورا ضهره، مسك رأسي بإيده التانية وباسها وحط الوردة اللي في إيده التانية في شعري و وابتسم!! 

همسلي _ ناسي جلبي. 


حسيت أن الدنيا بتلف بيا! هو بيقول ايه! سابني وطلع وأنا قعدت مكاني سرحانة في اللي عمله!

معقول دا ياسين! 

قومت بصيت في المراية بسرعة وحطيت ايدي على الوردة الجميلة اللي حطها في شعري.. للحظة حسيت إني هعيط من الفرحة! 

رغم أني عارفة أنه حاببني لكن أول مرة يعمل حاجة رومانسية تقولي أنه بيحبني!


خلصت الدولاب ونزلت عملتله أكل بإيدي وأخدته أوضتنا، حطيت شمع واستنيت لما يجي علشان أولعه. غيرت هدومي وفردت شعري وحطيت برفيوم! وقعدت أستناه.. 


قلبي سعيد وياك يا حياتي .. وياك يا حياتي قلبي سعيد 

فرحان فرحة قلب اتهنى، أيوة اتهنى بيوم العيد 

حبك خلى الكون في عينيا أجمل عالم من حواليا 

-حبك خلى الكون في عينيا أجمل عالم من حواليا - 

كله جديد في جديد، كله جديد في جديد يا حياتي يا حياتي. 


لما سمعت صوت خطواته برا الأوضة ولعت الشمع وقفلت النور وقعدت استناه يدخل.. 


فتح الباب وبعد ثواني باصص على الأوضة _ ياجوت؟  

_ متفتحش النور، تعالى 

_ أنتي اللي عملتي كل دا؟ 

_ وأنا اللي عملت الأكل عايزاك تأكل من إيدي..

_أكيد هيكون حلو.

كان ماسك كيسة في ايديه _ الموبايل دا علشانك، أنا حطيتلك فيه شريحة وسجلتلك رقمي علشان لما أحتاچ أكلمك وأنا مش هنا يكون معاكي. 


كنت مبسوطة قوي وأنا بأخد منه الموبايل مش علشان الموبايل نفسه! 

لكن علشان عايز يكلمني حتى لو مكنش موجود !!! 


أول مرة لاقت عمري.. طعم ومعنى جميل إنساني

أول مرة لما آجي أتكلم.. ألقى كلامي كأنه أماني

أول مرة أحس بإني... بعد الحب بقيت شيء تاني

عندي شعور وردة ترقص بالأغصان

حاسة بنشوة عصفور غنى له الكروان 


_ تسلم إيديكي، الوكل چميل جوي. 

_ بالهنا والشفا.. 

قام وقف وقرب عليا أكتر، غمض عينيه وهو بيشم شعري، اتكسفت لكني كنت مبسوطة بقربه! 


آه لو تعرف بس يا..غالي.. إنت بقيت إيه بالنسبة لي

روحي..عقلي..قلبي..آمالي

إنت المُنى من غير تحديد


حبك خلّى الكون بعينيّا..

أجمل عالم من حواليّا..

كله جديد في جديد .. كله جديد في جديد ياحياتي يا حياتي. 


_ ياجوت! 

_ نعم! 

_ احضنيني. 


رغم كسوفي إلا أني قعدت على طرف السرير وأخدته في حضني، كنت حاسة بتنهيدته، وافتكرت لما يونس قالي أن مامته ماتت وهو في حضنها، أكيد طول السنين دي محتاج حضن حد يحس أنه ملكه لوحده، مهما كانت طيبة قلب ماما كريمة!!

كنت بمشي إيدي على شعره بهدوء لحد ما أخدني ونمنا على السرير..


_ ياجوت، أنا عاشجك..

_ وأنا ?

تمت 



 

تعليقات

التنقل السريع